عرض مشاركة واحدة
قديم 01-09-17, 11:06 AM   #3

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
افتراضي

وبعد اربع سنوات من فرارها وزواجهما ولد ثيولا فكتبت اليزابيث إلى والديها تخبرهما بولادة حفيدة لهما ولكن الرسالة عادت إليها غير مفتوحة.
وفقط عند اعلان مقتل اليزابيث وزوجها في اصطدام قطار زار سبتيموس والذي كان الان قد ورث عن ابيه الكوخ الصغير خارج اكسفورد والذي كانا يعيشان فيه.
وهناك اخبر ثيولا التعسة الشاحبة الوجه بأنها من الأن فصاعدا ستعيش في منزله.
وكان سبتيموس قد تزوج ( روايتي ) عندما كان في الواحدة والعشرين وولدت له زوجته كاترين والتي كانت أكبر من ثيولا بعام واحد.
قال لها حينذاك بخشونة :
- لا تظني أنني مسرور بإيوائك تحت سقف بيتي فإن سلوك والدك كان بالغ الحقارة ولن أغفر له أو لأمك ابدا ما ألحقاه باسم عائلتنا من عار.
فسألته ثيولا بدهشة:
- عار؟ ولكن أي خطأ اقترفاه باستثناء هروبهما ليتزوجا؟.
- اتظنين أن ليس ثمة عار في أن تتزوج شقيقتي من رجل يحصل معيشته من وراء التعليم.. رجل اسلافه من حثالة الناس؟.
فردت عليه ثيولا بحدة:
- هذا ليس صحيحا لقد كان والدا أبي محبين كما كانا محترمين جدا في بيدفورد شاير حيث كانا يعيشان وأبي نفسه كان شخصية لامعة ككثيرين...
وسكتت فجأة عندما صفعها خالها على وجهها بشدة وهو ينفجر فيها قائلا بعنف:
- كيف تجرؤين على مجادلتي؟ فليكن هذا واضحا لك منذ البداية يا ثيولا حيث انك ابنة اختي فأنا لن اسمح بأن تموتي جوعا ولهذا ستعيشين في منزلي على أن تيطيعيني وألا تأتي على ذكر أبيك أو أمك أمامي أو أمام أي كان هل هذا مفهوم؟
وشعرت ثيولا بخدها يلتهب ولكنها لم تضع يدها عليه واكتفت بأن تنظر إلى خالها وهي تشعر بصدمة أكثر منها خوفا وذلك إزاء أول ثورة عنيفة تواجهها في حياتها ولكنها تعلمت أثناء الشهور التي تلت أن خالها على استعداد لصفعها كلما ضايقته وكثيرا ما كان يحدث هذا.
وكان يضربها أيضا إذا ما أظهرت أي تمرد ولم يكن هذا عذابا فقط إذ كان يتركها ضعيفة شبه مغمى عليها وإنما كان كذلك يكوي نفسها بنار الظلم.
ولم تكن تعرف من قبل أن من الممكن أن يحوي العالم أناسا مثل خالها وزوجته فإذا كانت صفعات خالها مؤلمة فإن لطمات زوجته ولومها المتواصل كان كل ذلك اصعب مما يمكنها احتماله.
ولم تكن ثيولا قد تصورت ماهية العيش مع الكراهية فقد كان الحب يحيط بها على الدوام، الحب الذي كان يكنه والداها كل للاخر والذي يبدو انه كان يشع حولهما كلما كانا معا، كما كان الحب الذي كانا يسبغانه عليها يشعرها على الدوام بأنها شئ ثمين حقا.
وبعد أشهر قلائل كانت حافلة بالعذاب ابتدأت تتحرك في أنحاء القصر ببطء املة بألا يلحظ وجودها أحد.
حاولت إنشاء صداقة مع ابنة خالها كاثرين ولكنها وجدت ذلك صعبا فقد ورثت كاثرين طبيعة والديها الباردة الشعور فكانت لا تكترث بأي شخص إلى إذا كان في ذلك ما يعود إليها شخصيا.
وسرعان ما وجدت ثيولا أن عليها ان تدفع اجر سكنها وطعامها في بيت خالها وذلك بأن تكون عاملة عند كاترين وبتحولها إلى خادمة خاصة لها.
فكانت تذهب وتجئ لاحضار الأشياء ونقلها وذلك منذ اللحظة التي تستيقظ فيها في الصباح إلى ان تذهب إلى فراشها في الليل.
وكانت ترفو وتكوي ملابس كاترين كما كان عليها أن تغسل لها أثوابها جميعها وتستمع إلى مديحها لنفسها عالمة بأن من المتوقع منها الموافقة على كل ما تقوله ابنة خالها وإن الجدال معها هو حري بأن ينزل على العقوبة على رأسها.
قالت كاترين مرة:
- غالبا ما أرى ان لي ملامح أغريقية.
ومنعت ثيولا نفسها بجهد بالغ من أن تقول ان هذا غير صحيح أبدا ذلك أن كاثرين لم تكن تشبه أبدا الاغريقيين بل كانت نموذجا للفتاة الإنجليزية كما أن تقاسيم وجهها لم تكن ذات جمال خاص.
ولكنها كانت تعتبر حسناء لمجرد طبقتها في المجتمع إذ تبدو في الحفلات بأتم أناقة كما تتصرف بكبرياء تقرب من الوقاحة.
وكانت ثيولا تعرف عن بلاد الاغريق اكثر مما تعرفه عن أي مكان أخر في العالم ذلك أن بلاد الاغريق كانت عشق أبيها وهاجسه الوحيد، ولطالما تحدث إلى ابنته ثيولا عن اساطيرها فيريها صور شخصياتها مشعلا في نفسها بعض ما يشعر به من حماس نحو اكثر الحضارات المعروفة في التاريخ جمالا.
لقد علم ريتشارد وارين ابنته كما علم كثيرين من تلاميذه كيف يحبون اعمال مشاهير الاغريق قائلا:
- لا يمكنك ان تفهمي في الحقيقة مشاعر شعب إذا تعلمت لغته.
وهكذا تعلمت ثيولا الفرنسية والالمانية واللاتينية واليونانية كما كانت تقرأ لوالدها اعمال كبار المؤلفين وعندما كانا يتحدثان عنهم كان يستمع إلى ارائها تماما كما كان يتوقع منها ان تستمع إلى آرائه.
لم تكن تظن قط أن من الممكن أن يكون هناك رجل في أهمية خالها لم يقرأ كتابا قط ومع هذا كان يحكم على اي موضوع مفروغ منه دون أن يدع مجالا لأحد بأن يجيبه.
كانت أحيانا وهي في غرفتها ليلا في القصر مرهقة منهكة الجسم من المهمات الملقاة على عاتقها أثناء النهار كانت تشعر بعقلها متعطشا إلى مناقشات أدبيه ولكن كان من الصعب عليها أن تجد وقتا للقراءة كما أن الأنوار كانت تضئ كل غرف القصر ماعدا غرف النوم التي تضاء بواسطة شموع وذلك اقتصادا من النفقات وبالنسبة إلى ثيولا والخدم فهذا كان بشكل محدود تماما.
ولهذا كان من المتعذر عليها القراءة اثناء الليل أما في النهار فلم يكن لديها وقلت لذلك.
وهكذا اكتفت ثيولا بتلاوة الأشعار في الظلام بينها وبين نفسها وكذلك قطع نثرية كانت تقرأها مع أبيها وكانت تلك القطع تعيد إليها ذكرياتها التي كانت تبدد تعاستها وتهدهدها لتستغرق في نوم عميق.
ومع كل هذا وبعد عام من الظلمة والتعاسة إذا بها وبشكل لا يصدق تصبح في كافونيا ، وكان أقرباء والدة كاترين والذين كانو نمساويين هم الذين تدبروا أمر زواج كاترين من ملك كافونيا فرديناند والذي هو ابن عم ملك اليونان.
وكان شعب كافونيا قد حذا حذو اليونان ودول أوروبية أخرى فدعوا فردا من عائلة مالكة أجنبية ليحكمهم وهكذا جعل الكافونيين من فرديناند ملكا لهم، وكانت ثيولا تعلم أنهم فكروا مرة في دعوة ملك ليحكمهم وذلك من اسكندينافيا.
فقد كان الملك جورج ملك اليونان والذي هو الابن الثاني لوارث عرش الدانمارك قد حكم البلاد عشر سنوات وطد فيها دعائم البلاد جلب السلام لشعبها.
ولكن لم يكون هناك أمير دانماركي أو سويدي جاهز للحكم وهكذا اختاروه عوضا عن ذلك الامير فريديناند وهو من أقرباء الامبراطور فرانسوا جوزيف النمساوي ( روايتي ) فقبل هذا العرض بحماس وكان من الصعب أن يعرف المرء في انكلترا الكثير عنه سوى انه في الخامسة والثلاثين من العمر وأنه كان قد سبق له الزواج ولكن زوجته توفيت منذ سنتين دون أن تترك له وريثا.
كانت أديليد قد قالت لابنتها:
- إنني لم ار فرديناند منذ كان صبيا ولكنه يبدو في الصورة يشبه الامبراطور فرانسوا جوزيف عندما كان صبيا.
وتنهدت راضية ثم تابعت تقول:
- البروتوكول في قصور فيينا الملكية في منتهى الصرامة وارجو يا كاثرين ان تتذكريها عندما تصبحين ملكة.
فاجابت كاثرين:
- أحب الرسميات يا أمي بكل تأكيد، لقد كنت سمعت ع التقاليد الاجتماعية التي كانت تغيرت في عهد لويس نابليون ولا عجب أن حدثت عندهم ثورة.
فقالت الأم باستياء:
-من الأفضل الاقلال من ذكر الفرنسيين إنني واثقة من انك ستجدين فرديناند ملكا لائقا وحازما.
فأجابت كاثرين:
ارجو ذلك.
ورأت ثيولا ذلك مخيفا بعض الشئ لقد كانت قرأت عن أسرة آل هابسبورغ ما كون لديها فكرة عنهم كريهة تماما، كانت تفكر في أنه لابد للملوك والملكات من أن يحاولوا فهم شعوبهم وكانت تعلم أن هذا ما كان أبوها يقره.
فكرت في أنه لابد لكاترين من أن تتعلم لغة الشعب الذي ستحكمه ولكن عندما ذكرت لها هذا ردت كاترين بحدة:
- الملك فرديناند لا يجيد سوى الانجليزية والالمانية فلماذا اتعلم أنا اللغة الكافونية التي لا يتكلم بها أحد خارج البلاد؟
فقالت ثيولا:
- ولكنك ستعيشين فيها.
أجابت كاترين:
- أنا لا اتصور انه ستكون لي صلة بالشعب والذين في القصر الملكي لا بد أنهم يتكلمون الانجليزية أو الالمانية مثل ملكهم.
وعجبت ثيولا لهذه الطريقة الغريبة التي يحكم بها ملك شعبا لكنها كانت أذكى من أن تصرح برأيها هذا ولكنها صممت على تعلم اللغة الكافونية والتي كانت واثقة من أنها لن تجدها صعبة حيث انها فرع من اللغة اليونانية التي تحسنها هي وسرعان مااكتشتفت صحة هذا عندما اعتلت متن السفينة التي كان الملك أرسلها لتنقلهم من مارسيليا وكانو قد سافرا في الأرض الفرنسية بالقطار تحيط بهم رفاهية بدت لثيولا مفرطة بالنسبة لما تعودته من بخل خالها وتقتيره في النفقات.


بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس