عرض مشاركة واحدة
قديم 01-09-17, 11:24 AM   #6

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
افتراضي

~ الفصل الثاني ~


تحركت العربية فاستدارت كاترين نحو رئيس الوزراء تسأله بفضول:
- من هو هذا الرجل فازيلاس؟
فأجاب هذا :
- إنه ثائر متمرد، الرجل الذي ثير المتاعب أينما حل إن لدى الجنود أوامر من بأن يطلقوا النار عليه حالما يرونه، ولكن البعض من الحماقة بحيث يبدو أنهم لم يعرفوه.
وحملق أثناء قوله هذا في الكابتن بيتلوس ولكن يبدو أنه شعر بأن من غير اللائق أن يعنفه أما الغرباء فقال:
- ولكن لا حاجة بك للخوف يا لايدي كاثرين إنني أؤكد لك بأنه حالما نصل إلى القصر سيأمر الفيلد مارشال بالتفتيش عن ذلك الرجل والعثور عليه في أي مكان يختبئ فيه وبعد ذلك سيختفي ذكره.
واختلست ثيولا نظرة من زاوية عينها إلى الكابتن بيتلوس فرأته بالغ الشحوب وما جعلها تشعر بأنه خائف لم تستطع أن تفهم بالضبط ما الذي يجري ولكنها شعرت بأنه ذو دلالة خاصة.
إذا كان اليكسيوس فازيلاس (بلاعنوان) هو في الواقع من سلالة الأسرة التي سبق وحكمت كافونيا فلماذا يرتدي ثياب الفلاحين؟ ولماذا يبدو أن يسكن في حي الفقراء الذي مروا به لتوهم؟
كان واضحا مما قاله رئييس الوزراء بأنهم كانو يحاولون قتله أو القبض عليه من زمن وفي هذه الظروف كانت شجاعته في التقدم لمساعدة الفتاة الصغيرة المصابة هي شيء غير عادي.
وحيرها كل هذا وأثار فضولها في نفس الوقت ثم هناك شئ اخر يستوجب التفسير.
لماذا كانت الأحياء الفقيرة من المدينة هادئة والشوارع مقفرة؟
وعندما اجتاز الموكب تلك الأحياء عادت أقواس النصر المكونة من الأزهار والاعلام وكذلك هتافات الابتهاج والفرح.
لقد ظهرت صورة كاترين في كل مكان على السطوح ، أمام المنازل معلقة على أعمدة مصابيح الشوارع كما كان الناس يرفعون نسخا منها مطبوعة بشكل ردئ.
ونظرت كاثرين إلى الجموع الهاتفة المحيية وبدا الرضا عليها الان وهي تهتف لرئيس الوزراء:
- إنهم جميعا يحملون صورتي.
فأجاب: - إنهم يعتزون بها يا لايدي كاثرين وهم يرحبون بك ملكة للمستقبل ليس فقط لأنك انجليزية بل أيضا لأنك أميرة.
فقالت على الرغم منها:
- ولكنني لست أميرة.
فقال :
- إن هذه الكلمة تعني ما يعبر عنه أهل البلاد بلغتهم السيدة الجميلة البالغة الأهمية.
فابتسمت كاثرين مسرورة ولكن ثيولا وهي تسمع هذا الحوار كانت واثقة من أن رئيس الوزراء هو الذي شجع حماس الجماهير بإعلانه توقيت وصولها.
وفكرت بأنه كان من الممكن لولا هذا الاعلان أن تصل كاثرين فتجد الشوارع مقفرة والأبواب مقفلة.
ولكنها مالبثت أن حدثت نفسها بأنها كثيرة التخيلات ذلك أنه من الطبيعي أن يرغب شعب كافونيا في أن يتزوج ملكهم فيستعدون للاحتفال بهذه المناسبة وكانت كاثرين تبتسم وتلوح بيدها.
مروا خلال ساحة واسعة وعدة شوارع عريضة تقوم على جانبيها منازل فاخرة تحيط بها الحدائق عند ذلك بدا القصر أمامهم.
كان رائعا للغاية وعندما اقتربوا منه أدركت ثيولا أنه كان في الواقع نسخة عن قصر شوثبرين الملكي في فيينا كانت النوافير تنتشر في الساحة التي أمامه والحرس من الجنود كانوا يماثلون في الحيوية والحماس مجموعات الضيوف ذوي المراكز الهامة الذين كانوا في انتظارهم على درجات القصر نفسه.
كما كانت حلي النساء وأوسمة الرجال تتألق في أشعة الشمس التي كانت تلف كل شئ.
وعندما وقفت بهم العربية رأت ثيولا شخصا في بزة بيضاء يسير على سجادة حمراء متجها نحوهم فأدركت أنه لابد أن يكون الملك.
كان كل شئ أشبه بالمسرحية وتساءلت عما إذا كان قلب كاترين يخفق بقوة وهي تفكر في لقائها بزوج المستقبل.
وعندما اقترب الملك شعرت ثيولا بخيبة الأمل حتى هذه اللحظة كان كل شيء يبدو وكأنه جزء ن حكاية بحيث توقعت أن يكون الملك ذا ملامح اغريقية مثل اليكسيوس فازيلاس.
ولكنها مالبثت أن تذكرت أن الملك هو من أسرة هابسبورغ النمساوية فهو لهذا ليس بالأمير الذي توقعت أن ترى ولكنه رجل عادي الشكل ويشبه كاثرين في مظهره البارد المتكبر الانعزالي.
وفكرت ثيولا بأنهما قد يكونان متلائمان (روايتي) وتبعت كاثرين خارجة من العربة ثم ألقت بالتحية.
كان هناك الكثير مما يستحق الرؤية والاهتمام منها ما جعلها لا تنتبه إلى نفسها إلا بعد ساعتين لتتذكر أن ثوبها ملطخ بالدماء.
لقد قدموها إلى العديد من الناس وكلهم كانوا يتكلمون الألمانية حيث كانو نمساويي الأصل. وإذ أخذت الأن تفكر في كل ذلك لم تستطع أن تتذكر أنها قابلت بينهم شخصا واحدا كافوني.
ولم تستطع إلا أن تفكر في أنها وكاثرين كانتا أشبه بفتاتين مميزتين حيث أن أية ملاحظة منهما مهما كانت تافهة كانوا يتلقونها باهتمام وسرور بالغين.
وفكرت في مبلغ سرور كاثرين لرؤية نفسها بهذه الأهمية ولم يكن ثمة شك في أن ابنة خالها يشملها الابتهاج لأل مرة منذ مغادرتهم انكلترا.
حتى خالها نفسه بدا عليه الزهو والسرور لكل هذا التملق والإطراء له والذي لم يتعوده. واخيرا عندما اصحبت كاثرين بمفردها مع ثيولا في غرفة الجلوس الرائعة بلونيها الأبيض والذهبي والتي هي جزء من جناح الملكة هتفت مبتهجة:
- الحق مع أمي سأستمتع بكوني ملكة.
قالت ثيولا:
- كنت أعلم هذا وقد كان الناس سعداء حقا برؤيتك.
فقالت كاثرين:
- طبعا كانو كذلك لقد أخبرني رئيس الوزراء مرة بعد مرة بمبلغ سروره هو وزملائه لوصول إمرأة انجليزية على الحكم.
فقالت ثيولا:
- كنت أفكر في شعب كافونيا.
فقالت كاثرين:
- أه.. أولئك لا شك أنهم سيبتهجون باحتفالات الزفاف التي أكد لي الملك بأنها ستستمر أياما.
فسألتها ثيولا:
-اتعلمين أنه لا يوجد مستشفى في زانتوس؟
فردت عليها بحدة:
- هذا الامر لا يعنيني وإذا كنت ما زلت تفكرين في تلك الطفلة المصابة التي جعلتك تتصرفين بذلك الشكل المعيب يا ثيولا فعليك أن تنسيها.
لم تجب ثيولا وبعد لحظة كانت كاثرين تقول:
- إذا كان ذلك نموذجا لتصرفاتك في هذه البلاد الأجنبية فسأطلب من ابي أن يعيدك مع إلى انجلترا وقد افعل هذا على أي حال إني واثقة من أن هناك سيدات نمساويات في منتهى اللطف ويسرهن جدا أن يعملن في وظيفة وصيفات الملكة.
كانت ثيولا تعرف جيدا نوع الحياة التي تنتظرها في انجلترا ولم يكن ليخطر في بالها قط أنه بعد وصولها إلى كافونيا قد تستغني كاثرين عن خدماتها بهذه السرعة.
فقالت بخضوع:
- إني ... اسفة.
فقالت كاثرين:
- هذا ما عليك أن تشعري به ولكن حافظي على سلوك طيب في المستقبل يا ثيولا فقد رأيت أن رئيس الوزارء قد استاء جدا من تصرفاتك التي منعتهم من اطلاق الرصاص على ذلك المتمرد.
فجاهدت ثيولا لكي لا تنطق بالكلمات التي حارت على شفتيها وبدلا من ذلك قالت:
- أيمكنني الذهاب إلى غرفتي ياكاثرين لكي أغير ثوبي؟ انك ستكونين بحاجة إلي لخدمتك بعد ساعة كما أظن، عندما يكون علينا أن نقابل الملك في حفلة الاستقبال.
فأجابت كاثين :
- نعم وأسرعي سأكون بحاجة إليك لكي تشرحي للخادمات الجديدات كيف يختارون لي ثيابي كما أن عليك أن تصففي شعري.
فأجابت ثيولا: نعم بالطبع.
وأرشدتها خادمة إلى غرفتها والتي كانت بجانب غرفة نوم كاثرين الفسيحة.
كانت غرفة الملكة رائعة الجمال كما كان من الواضح أن الأثاث قد احضر من فيينا وذلك من طرازه المزخرف والمرايا ذات الأطر الفضية والخزائن المطعمة بالذهب.
وبدلا من المدفأة العادية كانت المدافئ مصنوعة من القرميد المزخرف منسوخة من القصر في فيينا.
وفي غرفة الجلوس والممرات كانت اللوحات التي تزين الجدران كلها تمثل أجداد الملك النمساوي من آل هابسبورغ أو مناظر من النمسا.
كانت ثيولا واثقة من أنه إذا كان لكافونيا آية حضارة خاصة بها فهي غير متمثلة قطعا في القصر.
كانت غرفتها هي طبعا أصغر بكثير من غرفة كاثرين ولكنها كانت مريحة وأيضا نمساوية الطراز.
كان هناك خادمتان مشغولتان بتفريغ حقائب ثيولا وعندما شكرتهما باللغة الكافونية بدا عليهم السرور البالغ ونظرتا إليها باسمتين.
كانت إحداهما شابة صغيرة بينما كانت الأخرى والتي كانت كما يبدو تدربها كانت امرأة أكبر سنا.
هتفت مسرورة:
- هل تتكلمين لغتنا يا أنسة؟
فأجابت ثيولا:
- إني أحاول ذلك وأريد منكما أن تساعداني لأنني لم أبدأ بتعلمها منذ مدة طويلة.
فقالت :
- إننا ممنوعون في القصر من التكلم بغير اللغة الألمانية.
فقالت ثيولا:
- ليس عندما تكونان معي أن حديثكما إلي باللغة الكافونية سيساعدني إذ أن هذا سيكون أسهل طريقة لتعليمي لغتكم.
فسرت الخادمتان لهذا الاقتراح وفي نفس الوقت كانت ثيولا تعلم مبلغ ما ستكون عليه كاثرين من غضب إذا هي تأخرت في ارتداء ملابسها وبالتالي الذهاب إليهاوبالنسبة إليها لم يكن من الصعب عليهما اختيار ما سترتديه.
فقد كانت اديليد كالعادة شحيحة جدا إذا كان الأمر يتعلق بانفاق نقود على شراء ملابس لابنة اخت زوجها.
كانت قد قالت لها:
- لن ينظر إليك أحد ثيولا وكلما كنت أقل لفتا للنظر كان ذلك أفضل.
ولهذا اختارت لها أرخص أنواع الأقمشة الباهتة الألوان ما جعل ثيولا تحزن كلما نظرت إليها ومع أنها وأمها لم يكن لديهما ما ينفقانه سوى القليل فقد كانتا تختاران لثيابهما الألوان الفاتحة التي كانت تعجب أباها دوما والتي كانت ثيولا تعلم أنها تلائم طبيعتها.


بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس