عرض مشاركة واحدة
قديم 01-09-17, 11:30 AM   #9

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
افتراضي

~ الفصل الثالث ~


صرخت كاثرين فارغة الصبر وهي تخلع قفازيها الطويلين وتلقي بهما إلى الأرض:
- اسرعي يا ثيولا اسرعي ايتها الحمقاء.
لم هناك اثر للخادمات فركضت ثيولا إلى الخزانة لتحضر لها ثوبا للركوب، كان أول ثوب اخرجته وردي اللون فصرخت كاثرين فيها :
- ليس هذا يا غبية يجب ألا يلحظني احد فقد يطلقون الرصاص علي اعطني ثوبا قاتم اللون.
فأخرت ثيولا بسرعة ثوبا ازرق قاتم اللون وأخذت تساعد كاثرين في ارتدائيه بينما كانت تتذمر قائلة:
- لماذا انت بطيئة إلى هذا الحد؟ والان أين حذائي وقفازاي وقبعتي؟ يجب أن اخذ معي مجوهراتي أوه ليس ثمة أحد بتهاونك هذا.
واخيرا أتمت ارتداء ثوبها بعد أن اغرقت ثيولا بالسباب ثم استدارت نحو المرآة تعدل من وضع قبعتها العالية التي كانت محاطة بنقاب شفاف وهي تقول:
- لا أدري ما الذي يفعله الجنود إذ يسمحون بأن يخرج اولئك المتمردون عن السيطرة.
فسألتها ثيولا:
- هل كان الملك يتوقع فتنة من أي نوع؟
فأجابت كاثرين:
- لقد اخبرني بأنه قد تحدث بعض المشاكل ولكن لم يخطر لي ببال أن حياتي قد تتعرض للخطر.
وأطلقت صرخة رعب وهي تهتف:
- أه يا ثيولا يا ليتني لم أحضر إلى هذه البلاد، يا ليتني عدت إلى انجلترا انا خائفة استمعينني ؟ خائفة.
فأجابت ثيولا:
- انا واثقة من ان كل شئ سيهدأ إن الملك سيهتم بك وبعد فإنه سيأخذك إلى مكان آمن لابد أن حرسه الخاص سيساعدونه.
فأجابت كاثرين بارتياح:
- نعم فهم جميعا نمساويون فقد كان الملك اخبرني كيف اختارهم بدقة بحيث يستطيع الاعتماد عليهم.
فطمأنتها ثيولها بقولها:
- اذا فستكونين بخير وسرعان ما ستعودين إلى هنا.
صرخت كاثرين:
- وإلى أين يمكننا الذهاب؟ افرضي انني اصبت بجراح؟
كانت تتكلم وقد شحب وجهها من الخوف ، فعادث ثيولا تقول لها:
- إنني واثقة من أن الملك سيهتم بك.
وعندما همت كاثرين بالجواب تعلى صوت صراخ من غرفة الجلوس:
- كاثرين هل انت مستعدة؟
كان هذا صوت والدها يناديها وأجابت كاثرين وهي تلتقط قفازي الركوب:
- إني آتية يا أبي.
وركضت خارجة من غرفة النوم متجهة نحو غرفة الجلوس دون أن تقول لثيولا كلمة أخرى، وتناهى إلى مسامع ثيولا صوت خالها صارخا:
- هيا تقدمي إن الملك ينتظرنا لا أدري لماذا تتاخر النساء في ارتداء ملابسهن.
فسألته كاثرين:
- هل ستأتي معنا يا أبي؟
فأجاب:
- نعم بالطبع والان اسرعي الجياد تنتظر عند الباب الجانبي.
ولابد انهما غادرا الغرفة اثناء حديثه لان صوته اخذ يبتعد بينما وقفت ثيولا بين اشياء كاثرين التي خلفتها وراءها متناثرة في كل مكان ، ثوبها ، خفاها، قفازاها الطويلان الابيضان، وعلى كرسي هناك كان ثوب الركوب الوردي اللون حيث القته ثيولا بعد أن كانت أخرجته من الخزانة ورفضت كاثرين ارتدائه وكانت ادراج منضدة الزينة مفتوحة وقد تناثرت منها ادوات زينة كاثرين اثناء تفتيش هذه عن المجوهرات التي وضعتها في جيوب ثوب ركوبها وبحركة سريعة اخذت ثيولا في اعادة كل شي إلى مكانه وتنظيم الغرفة.
وتساءلت عن المكان الذي اخذ إليه الملك كاثرين وما لبثت أن فكرت بأنه اليونان.
كانت تعلم أن مدينة زانتوس لا تبعد سوى حوالي الساعتين عن الحدود بينما كانت البانيا في حال رغبتهم في الذهاب إليها كانت ابعد كثيرا واكثر صعوبة فقد ادركت بعد أن نظرت في الخريطة قبل حضورها إلى كافونيا بأن كون البلادي محاطة بالجبال تقريبا فقد كان الجانب الالباني اعلى واصعب منالا وكان هذا دون شك ما منع الاتراك من محاولة ضم كافونيا إلى الامبراطورية العثمانية.
كان السبيل الوحيد امامهما هو ان يستقلا سفينة من ميناء كيفيا ولكن ثيولا فكرت بأن الثائرين لابد سبق لهم التفكير في هذا وانهم سيكونون في انتظارهم ليعتقلوا الملك اذا هو حاول الهرب إلى الميناء من الطريق الرئيسي.
وفكرت ثيولا في أن اي شخص ذا ذكاء كاف لابد من ان يدرك ان الخيار الوحيد امام الملك للنجاة هو الذهاب عبر الريف وتساءلت كم من الأشخاص تضم المجموعة المرافقة للملك بما فيهم خالها وابنته كاثرين ولم تشعر بالاستياء قط لتركها بمفردها ورأت ان هذا ما كان عليها ان تتوقعه وبعد فقد قال خالها انها انجليزية وهذا يعني ان الثوار لن يقتلوها هذا اذا وجدت وقتا تعلن فيه عن هويتها وحدثت نفسها باسم بأن عليها حتما ان تلف جسمها بالعلم البريطاني.
ولكنها مالبثت ان فكرت في ان لس ثمة ما يبعث على التسلية في وضعها الحالي وإنما الخوف ولكنها كانت واثقة تماما من أن خالها مهما كان من عدم مبالاته بما يجري لها لابد انه اوصى احدا في القصر بالاهتمام بها كان هناك عدد من الموظفين من كل الأنواع كما كان هناك رجال القصر وزوجاتهم ولا يمكن أن يكون بينهم من يحب ان يجعل ملكة السمتقبل تستاء منه وذلك باهماله لابنة عمتها ووصيفتها الخاصة.
وفكرت بهدوء في ان لا فائدة من البحث عن احد فهم يعلمون مكانها وربما اذا اتضح الوضع في الخارج سيأتي احد الاشخاص ليخبرها عما عليها ان تصنع.
عندما انتهت من اعادة تنظيم غرفة كاثرين سارت إلى غرفة الجلوس وهي تفكر لأول مرة في التفرج على الجناح الملكي (بلاعنوان) كانت الغرف متصلة ببعضها البعض وبهذا لا يحتاج الملك والملكة للسير في الممر الرئيسي حيث يوجد الجنود دوما في الحراسة.
وبهدوء وخوصا من ان يكون ثمة من هو في الحراسة فتتعرض للأسئلة عن تصرفها هذا فتحت الباب الذي كان خالها قد دخل منه إلى غرفة جلوس كاثرين وكان هذا ينفذ إلى غرفة انتظار صغيرة بالغة الجمال مزينة بالتحف الصينية وقررت ثيولا ان تتفرج عليها بامعان حالما يصبح لديها الوقت الكافي لذلك ولكنها تقوم الان بجولة استكشافية وفتحت الباب القائم في الجهة الاخرى من غرفة الانتظار هذه.
ورأت ان هذا يؤدي إلى غرفة جلوس الملك وكانت أوسع كثيرا من غرفة جلوس الملكة واكثر رزانة ويقوم فيها مكتب ضخم ذو مقابض مموهة بالذهب وتستقر فوقه اروع محبرة ذهبية رأتها ثيولا قط، وعلى جدارين من الغرفة علقت لوحات رائعة مغشولة من القماش وعلى الجدارين الاخرين كانت صور جميع افراد اسرته آل هابسبورغ وقد بدت عليهم نفس الملامح التي تبدو على وجه الملك فرديناند.
وعلى ناحية من الرف الذي يعلو المدفأة كانت هناك لوحة تمثل إمبراطورة النمساء اليزابيث والتي كانت قد وصفت بأنها أجمل امرأة في اوروبا.
ولكن كانت هناك شائعات تقول انها كانت في منتهى التعاسة نظرا لجو القصر الجاف الحافل بالقيود في فيينا وحدثت ثيولا نفسها وهي تنظر إلى وجه الامبراطورة الجميل بانها لا تستغرب ذلك اذا كان الامبراطور فرانسوا جوزيف بمثل غطرسة الملك فرديناند.
ذلك انه منذ وصوله إلى كافونيا وهو يتصرف وكأن قصره بمعزل عن الشعب خارجه وكانت ما تزال تتذكر مظاهر الفقر المدقق في ذلك المنزل الذي اخذت اليه الطفلة المصابة، وتلك الازقة الضيقة الحقيرة بابوابها ونوافذها المغلقة وذلك السكون المناقض تماما لبقية انحاء المدينة.
وتمنت لو كانت سنحت لها فرصة التحدث إلى الكابتن بيتلوس بشأن ما حدث ولكنها لم تجد فرصة للتكلم معه على انفراد منذ وصولها إلى زانتوس.
لم يكن ثمة شك في أنه كان يعلم من يكون اليكسيوس فازيلاس وذلك من اللحظة التي اقبل فيها لاخذ الطفلة المصابة وتذكرته ثيولا وهو يقول له همسا لك لا تسمع قوله:
-هل أنت مجنون؟ إذا هم عرفوك فسيطلقون عليك الرصاص.
لقد كان الكابت بيتلوس مأمورا كغيره من افراد الجيش باطلاق النار على ذلك المتمرد حالما يراه ولكنه لم يعص تلك الاوامر فقط وإنما ادعى بأنه والد الطفلة.
وتساءلت ثيولا عما إذا كان اليكسيوس فازيلاس هو حقا والد الطفلة ولكنها عادت فاستبعدت هذا ولكن لماذا يهتم اليكسيوس فازيلاس إلى هذا الحد بطفلة مصابة إذا كانت لا تمت إليه بصلة القرابة؟ واخيرا رأت ثيولا ان ليس لذلك اي تفسير إلا إذا كان هو يعتبر نفسه مسؤولا عن اولئك الناس الذين يساندونه كان كل هذا يبعث على الحيرة الشديدة ولكنه لا بد أن يكون تحت امرته في هذه اللحظة من القوة بين الكافونيين ما جعل الملك يفر من قصره مذعورا في الوقت الذي كان منتظرا منه الصمود وتجميع الجيش حوله.
ودقت الساعة الموضوعة على رف المدفأة منبئة بمرور ساعة ما جعل ثيولا تدرك ان الوقت والذي كان قد تجاوز الحادية عشرة قد تأخر.
وإذ لم يأت احد ليتفقدها اخذت تتساءل عما إذا كان خالها قد نسي ان يضع خبرا عن وجودها في القصر وان رجال القصر وموظفيه اما ان يكونوا ذهبوا إلى النوم او تركو المكان.
وكان هذا تفسيرا للأمر لم تفكر فيه ثيولا من قبل ، هل من الممكن أن يكون الجميع قد رحلو؟ كان هذا يبدو لها بعيد الاحتمال اما الان بعد ان فكرت فيه بدأت ترى كل شئ هادئا على غير العادة.
وسارت نحو النافذة حيث ازاحت الستائر المخملية الثقيلة واخذت تنظر إلى الخارج كانت نافذة غرفة جلوس الملك تطل على الحديقة وليس على باب القصر الامامي ولهذا كان من الصعب عليها أن ترى شيئا ما عدا ظلال الازهار التي تزين الشرفات وكذلك السماء المرصعة بالنجوم.
وقفت تنظر إلى أعلى وهي تفكر كم يبدو العالم صغيرا تحت السماء الرائعة المتألقة بنجومها السابحة في عمق الكون السحيق.
وقالت تناجي اباها في خيالها:
- مهما حدث يا أبي علي الا اخاف يجب الا اكو جبانة فأصرخ حتى ولو اصبت فقد كانت تدرك جيدا ان كاترين لم تكن شجاعة بتصرفاتها رغم أن الجنود الذين ذهبت والملك بحراستهم كانوا يتوقعون من أسرتهم ان يتحلوا بالشجاعة مهما تكاثرت الاخطار امامهم.
وحدثت ثيولا نفسها بأنه ربما عليها أن ترى إذا كان هناك احد قريبا منها ثم عاد إلى وسط الغرفة وعندما وصلت إلى مكتب الملك إذا بها تسمع أصواتا ووقع اقدام ثقيلة في الممر خارجا.
وقفت جامدة في مكانها واخذت تنصت (روايتي) وفجأة حدث شئ غير متوقع جعلها تجفل إذ انفتح الباب الواقع في نهاية الغرفة بعنف لترى عدة جنود شاهري البنادق قد وقفوا عند العتبة.
أرغمت نفسها عل الجمود في موقفها مثبتة نفسها بالاستناد إلى المكتب بينما في نفس الوقت رافعة الأرس بكبرياء.
أخذ الجنود يجولون بانظارهم في أنحاء الغرفة وكانهم يبحثون عن أحد ورأثهم ثيولا يرتدون ملابس الجيش الكافوني.
كانت على وشك التحدث إليهم بلغتهم عندا رأت بينهم رجلا نظرت إليه غير مصدقة كان يرتدي بذلة عسكرية فلم تكد تصدق عينيها.
ولكنه كان اليكيسيوس فازيلاس بيعنيه سألها بالألمانية:
- أين الملك؟
وأدركت حين تكلم أنه قد عرفها وعاد يسألها:
- أين الملك؟ وكان يتكلم هذه المرة بالانجليزية.
فأجابت:
- لقد ترك القصر.
- منذ متى؟
فسألته:
- لماذا أنت هنا؟ ولماذا ترتدي هذه الثياب؟
أجاب:
- إني امثل الشعب الكافوني وأنا الأن قائد الجيش الكافوني.
كان يتكلم بفروغ صبر وكأنه لم يكن يحب أن يجيب على أي اسئلة ولكنه عاد يقول قبل أن تتمكن ثيولا من النطق:
- يجب أن تخبريني في أي ساعة غادر الملك القصر؟
- منذ مدة طويلة.
- هل كان ذلك منذ ساعة؟ ساعتين؟
ألقى إليها اليكسيوس فازيلاس بهذا السؤال بحدة فأجابت بعد لحظة تفكير ونظرة ألقتها على الساعة:
- ربما منذ ساعة ونصف فأنا لست واثقة لم أره وهو يغادر.
- لابد أن خطيبته قد غادرت معه؟
فأجابت: نعم هذا صحيح.
- ولكنهم تركوك خلفهم ، لماذا؟
- ذلك لأنه لا أهيمة خاصة لي، كما ان خالي كان واثقا من أنني سأكون في أمان بصفتي انجليزية.
فأجاب اليكسيوس فازيلاس:
- ولكن بطبيعة الحال لن يتدخل مواطنوك في مشاكلنا حتى ولو سمعوا بها ولكن الهوية البريطانية طبعا ذات حصانة.
- إني شاكرة لك تأكيدك ذلك.
- ستكونين في أمان على أنتحبسي نفسك في غرفتك والتي لا أظنها هذه الغرفة.
- إن غرفتي بجانب غرفة الملكة.
- اذا ستبقين في جناح الملكة وساتدبر أمرك فيما بعد وإلى ذلك الحين عليك بملازمة الغرف المخصصة لك.
ورأته ثيولا يتحدث إلى مجند وإذ شعرت بأنه عاد مرة أخرى ينظر إليها بازدراء وكراهية رفعت رأسها عاليا وهي تسير خارجة من غرفة الملك إلى غرفة الانتظار.
سمعت وهي خارجة اليكسيوس فازيلاس يتكلم بلهجة حادة ومع أنها لم تستطع فهمها فقد أدركت أنه يحاول اعتقال الملك وكاثرين وذلك بإرسال جنود لهذا الغرض.
دخلت غرفة جلوس الملكة حيث جلست على كرسي كان واضحا تماما إن اليكسيوس فازيلاس يقوم بثورة سياسية وإن قسما كبيرا من الجيش أصبح الان كما قال تحت امرته كان هذا يعني ان الملك كان يعتمد فقط على جنوده النمساويي الاصل.
كان في الجيش على كل حال عدد من المرتزقة كما كان قال الكابتن بيتلوس وكان من المحتمل ان يكون ولاؤهم للملك وليس للمتمردين عليه وطبعا كان هناك دوما احتمال بان يرغب الملك جورج ملك اليونان في ان يساند الملك.
وفكرت ثيولا في الدم الغزير الذي سيسفك وتصورت ما سيحصل من الرعب إذا كان هناك بدلا من احتفالات الزفاف الملكي بالازهار والاعلام وغير ذلك من الزينات في الشوارع كان بدلا منه حرب أهلية.
فقد كان من غير المعقول الاعتقاد بأن كل كافونيكان يساند اليكسيوس فازيلاس كان هناك كثيرون خصوصا اصحاب المتاجر والحرفيون وأولئك الذين يمدون القصر بالأثاث النفيس والذين سيخسرون كثيرا إذا لم يعد هناك ملك يعيش بالبذخ والإسراف.
وحدثت نفسها قائلة لشد ما اكره الحروب.. كل الحروب.
جلست في غرفة الجلوس لأنها خافت أن تذهب إلى فراشها فيأتي اليكسيوس فازيلاس ليتحدث إليها مرة أخرى (روايتي) فيسبب لها حرجا بالغا ولكنها كانت تشعر بتعب شديد فقد امضت يوما مرهقا في خدمة كاثرين لتجئ بعد ذلك الصدمة لما حدث ثم الخوف المستمر من المستقبل رغم محاولتها التخلص من هذا بالضحك.. كل هذا جعلها تشعر بالارهاق وكانت جالسة في مقعدها عندما سمعت طرقا على الباب. عدلت جلستها بسرعة بينما كان الباب يفتح، ولكن الواقف في العتبة لم يكن اليكسيوس فازيلاس ولكنها الخادمة المتوسطة السن والتي كانت تهتم بخدمتها منذ قدومها إلى القصر.
كان اسمها ماغارا وشعرت ثيولا بالسرور لرؤيتها بعد ساعات طويلة من الوحدة هتفت تقول:
-ماغارا ما اشد سروري برؤيتك ما الذي حدث؟ ما الذي يجري خارج القصر؟
اغلقت ماغارا الباب ولكن ثيولا استطاعت ان تلمح جنديا واقفا خارج الباب، اجابت المرأة:
- لقد ارسلني الجنرال إليك يا انسة.
فسألتها ثيولا مستفهمة:
- الجنرال؟
- نعم يا أنسة الجنرال فازيلاس.
- وهل هو جنرال؟
- انه قائد الجيش وقد احتلوا المدينة يا آنسة.
ابتسمت المرأة ثم تابعت تقول:
- انها اخبار طيبة يا آنسة اننا جميعا في غاية السعادة إن ذلك ما كنا نأمل بأن يحدث.
فسألتها ثيولا غير مصدقة:
- هل كنتم تريدون أن تقوم ثورة؟
- كنا نريد اليكسيوس فازيلاس في مكانه الصحيح فهذا هو مكانه يا أنسة.
ثم بدا الخوف على ماغارا وكانها شعرت بانها تكلمت أكثر مما يجب وقالت بصوت خافت:
- ما كان لي أن أتكلم هكذا عليك ان تسامحيني يا أنسة إذا كنت قد نسيت نفسي.
- أريدك ان تخبريني بالحقيقة.
- لقد قال لي الجنرال ان امكث هنا للاهتمام بك.
- الا يريد هو أن يكلمني؟
- كلا يا أنسة ان الجنرال مشغول جدا وهو حاليا ليس في القصر.
وقرع الباب فذهبت ما غارا لتفتحه وهي تقول:
- لقد طلبت لك شرابا دافئا قبل صعودي إليك يا أنسة.
فقالت ثيولا: ما الطف هذا منك.
وتناولت ماغارا الصينية من حاملها بينما لمحت ثيولا الان جنديين خارج الباب وحدثت نفسها بأنها قد اصبحت سجينة ولكنها اخذت تفكر في مبلغ اهتمام الجنرال فازيلاس كما يسمى نفسه إذ فكر في إرسال ماغارا لخدمتها .
وخفف عنها كوب الحليب الدافئ كما هدأت مخاوفها بوجود ماغارا معها وقالت لها المرأة:
-إذهبي إلى سريرك يا أنسة فسيكون هناك الكثير من الأحداث غدا وربما سيحدث قتال.
فهتفت ثيولا بذعر: ارجو الا يحدث هذا.
فقالت ماغارا:
- وأنا مثلك اجرو الا يحدث هذا فقد قتل ابي عندما كنت طفلة أثناء ثورة ولان بيتنا كان احرق فوق رؤوسنا مات أخي الصغير بردا أثناء هروبنا إلى الجبال.
فسألتها ثيولا:
- اتظنين الملك يملك قوة كافية لمحاربة الجنرال فازيلاس؟
- لا ادري يا انسة لماذا لم تذهبي مع اقاربك الانجليز؟
فابتسمت ثيولا ثم قالت:
- الأمر بسيط جدا فهم لم يريدوني معهم يا ماغارا لقد كان الملك في عجلة من امره ولم يستطع ان يأخذ معه سوى اللايدي كاترين ووالدها.
وشعرت بأن ما قالته يفهم منه الانتقاد فاضافت تقول:
-لابد أنه بقى في القصر كثير من الناس يمكنهم أن يهتموا بأمري أين هم؟
- لقد ذهب الكثيرون منهم وكثيرون يحزمون الان امتعتهم فقد امرهم الجنرال بمغادرة القصر.
- جميعهم؟
- كل من هو نمساوي يا آنسة وهذا يعني كل شخص هنا ما عدا الخدم.
إنها قسوة أكيدة من اليكسيوس فازيلاس وبعد لحظة سألت وهي تفكر في كل موظفي القصر ذوات النبرات المنمقة سألت المرأة:
- هل هم ذاهبون دون أي اعتراض؟
- لقد سبق وسلموا اسلحتهم يا أنسة وهناك مجموعة كبيرة منهم في وسط القاعة الرئيسية يحرسها عدد من الجنود.
فلم تجب ثيولا وبعد لحظة قالت ماغارا بلهجة المربية الحنون:
- تعالي ونامي يا أنسة انك ستنامين في فراش الملكة وإذا سمحت لي فسأنام في غرفتك.
- نعم بالطبع يا ماغارا هذه فكرة جيدة.
فكرت في أن من غير الممكن أن تستطيع النوم ولكن الشراب الحار الذي تناولته سرعان ما اسلمها إلى الغيبوبة حالما مس رأسها الوسادة.

**********


بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس