عرض مشاركة واحدة
قديم 09-09-17, 08:48 AM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

.............................
استفقت وقتها وأنا في المستشفى..
الكل يحيط بي ..
دكاترة..ممرضات..الشرطة..أمي
...............
أهــ ...ليتهم تركوني أنزف حتى الموت
.......................
روتين معتاد..أسئلة كثيرة..وتحقيق ممل
تعهد خطي مني..ومن والدتي..
وأغلقت القضية..
حضر وقتها الطبيب..
وجلس بالقرب مني..
أخبرني بكلام كثير ...
جمال الحياة
لازلت شابه
المستقبل أمامي
كنت أنظر له وابتسم..
الحديث سهل جدا..
أي مستقبل ذلك الذي تريد أن تجعلني أصمد لأجله
أنهى كلامه بأن أنتبه لحملي..
فروح أخر أصبحت تسكنني..
.............................
لن أخبرك بصدمت والدتي..
ولكن سأخبرك بشعوري..
أعلم أن الذي في بطني ليس بطريق شرعي
لكنه لم يكن خطأي..
لقد تبسمت حين أخبرني..
وضعت يدياي على بطني..
حاولت أن أتحسس تلك الروح التي تنمو داخلي..
قد يكون هو مستقبلي الذي تحدث عنه..
..................
عدنا لمنزلنا بصمت..
كانت والدتي شاردة الفكر..
وأنا كنت في عالم أخر..
.................................
دخلت غرفتي واستلقيت بهدوء على سريري
فلحقتني وقد بدأ صوتها يعلو
(لازم ننزل الجنين..هذي فضحيه)
كلام كثير وكثير..
لم أجبها سوى بكلمة واحدة..
(مستحيل)
أغمضت وقتها عيني وتخيلت ذلك الطفل بين يدي
تعهدت له بأن أرعاه..وأن أحيطه بالأمان
سأسكنه في أحضاني
ولن أغفو عنه أبدا..
سأحميه من العالم كله..
سأمسك بيده الصغير تلك..
ولن افلته أبدا
سأعوضه عن كل المشاعر التي فقدتها
سأكون له الأم والأب..
لن اظلمه أبدا ..
...........................
كنا في منتصف الليل..
دخلت والدتي وفي يدها كوب من الماء وحبة دواء
طالبتني بأن اشربها
وحين سألتها لما..
قالت لي بأنها ستساعدني بأن أتجنب أعراض الحمل..
هذه المرأة غدرتني..
....................
لم تمضي ساعه واحدة الا وأنا أصرخ من الألم
أشعر بأن بطني تتمزق..
استنجدت بها لكنها لم تساعدني..
كانت واقفت تنظر لي بصمت..
حتى بدأت أنزف..
علمت حينها انها حبة إجهاض..
.............................
لم ترحمني..ولم ترحم صغيري
كل ما كان يسعدني كانت تدمره أمامي
لقد قتلت طفلي..
كانت حياتي ستتغير لو أنها تركتني
أكرهها ..
أنا أكرهها ولن أسامحها يوما..
سأقف أنا وهي بين يدي الرحمن
وسأشكوها له..
سينصفني وقتها..
وسينصف روحي الصغيرة..
.....................................
فقدت طفلي..
وفقدت روحي..
وفقدت قلبي..
كنت مدمرة
محطمة
في داخلي نار تتقد..
كنت اريد أن انتقم لصغيري الذي لم يكمل الشهر في داخلي
أريد أن أنتقم منهم
لقد قتلوا في كل شيء
كل شيء
..................
استيقظت اليوم التالي..وقد أنهك جسدي التعب
الوضع كما هو
هي ترقد في غرفتها..
ووالدي يصارع سكرته مع أصدقائه..
دخلت المطبخ وأحضرت علبة كبيرة كانت تحتوي على البنزين..
بدأت بها..
أغلقت باب غرفتها بهدوء من الخارج وأخذت المفتاح معي..
سكبت البنزين من تحت الباب بكثرة
بحرقة كل السنين التي مريت بها
سكبت
خرجت لتلك الصالة التي احتوت قذارتهم عشرين عام
وسكبت البنزين عليه وعلى أصدقائه وهم في سكرتهم غارقون
وهرعت لباب المنزل
أشعلت لهم حياتهم..بتلك النيران...
وأغلقت باب المنزل
ومشيت للخارج
لم تمضي ثواني معدومة..
الا وقد علت صرخاتهم..
كانوا يستنجدون بالجميع
أسمع أصواتهم ..وطرقهم..
نحيبهم..وضعفهم
لم ابالي
لم يعد لي قلب
لم يسمعوني يوما
لم يرحموني
لم ينقذوني
لم يحموني
لم يقفوا بحق بجانبي
لم ولم ولم..
لم يفعلوا شيء جميل يذكر لي
................
أحرقتهم كما أحرقوا قلبي..
..........................
لست نادمة ابدا..
لقد سلمت نفسي للشرطة
واعترفت بكل شيء
وها انا اليوم أنتظر عقوبتي..
....................
عامر..
لم أعاود الاتصال به أبدا..
وأي حياة تلك التي ستربطه بفتاه مثلي..
تركته يسعد بحياته
يكفي أنني تدمرت وحدي..
............................
النهاية


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس