عرض مشاركة واحدة
قديم 27-09-17, 04:03 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


3- الخدعة البيضاء .
****************
هل وافقت حقا على اقتراح الرجل المستحيل ؟ فيما هى مشغولة بالعمل المنزلى صباح الاربعاء ، وجدت ان موافقتها على اصطحاب ميرا الى يورك ، امر لا يصدق !
هل وافقت فعلا ليلة امس ، على حضور زاكارى نورتنغاتون صباح السبت لاصطحابها الى منزل امه ؟
كانت قد صاحت غاضبة : رويدك ، رويدك ! انا لست متاكدة من رغبتى فى انتقال ميرا للعيش مع جدتها .
جعلتها نظرته المتعجرفة ترى انها تحاول اتعابه لمجرد التعب ... كان فظا وهو يقول لها : لقد رضيت بواقع اضطرارك للعمل ، ولكن ما لن ارضى به هو ان تدفع الطفلة الى حاضنة .. انا مستعد لدفع المصاريف اللازمة كلها باستثناء اجر الحاضنة . لماذا الحاضنة وهناك جدة ستجد السعادة لدى رؤية حفيدتها اليس هذا قولك ؟
-ولكننى لم اكن اعنى ...
قاطعها بحدة وكانها لم تقل شيئا : لو كانت ظروف الحياة فى منزل اهل صديقتك مؤاتية لحملت عن طيب خاطر الطفلة الى امك ، او الى جدتها لامها .فما الفرق الان ؟ وماذا ان اعتنت امى بالطفلة ؟
كرهت استيرا منطق هذا الرجل السليم وقالت تجادله : ولكننى لا اعرف ان كانت غولى ترغب فى ان تعرف والدة نايغل عن وجود الطفلة ؟
-لقد حدّت غولييت من خيارتها يوم تركتها ورحلت ...
-لقد اخبرتك السبب ... كانت معاملة اخيك السيئة لها السبب ... ما الفائدة ؟ انت بلا رحمة مثله تماما ؟
هز كتفيه : اسمعى انت بحاجة الى مساعدة وانا قادر على تقديم هذه المساعدة .
-هذا ان نفذت لك ما تريد !
لم يتنازل بالرد عليها . غير انها عرفت انه هو المسيطر على الامور ، فارادت ان تقول له انها تستطيع تدبر الامر وحدها ولكنها سرعان ما واجهت الحقيقة ... لن تستطيع هذا بدون معونة احد ... وهو حتى الان الوحيد الذى حمل اليها مشروعا قد يؤمن لها العودة الى عملها صباح الاثنين .
-ماذا ان رفضت امك ميرا ؟
-انها الحفيدة الاولى .
جعلتها كلماته تندم على ما قالته عن سعادة الجدات بالاحفاد . وقالت متلعثمة : اجل ... انما ... ليس من المناسب اصطحاب الطفلة الى منزل والدتك اعنى ان الاطفال مرهقون بالنسبة الامرأة فى الستين من عمرها .
-امى فى الخامسة والستين كما ان فى المنزل خدما ومن بينهم المرأة التى اعتنت بى وباخى فى طفولتنا وهذه المرأة ترملت فى السنة الماضية وعادت الى وظيفتها . واؤكد لك ان سوزى سومرز ستكون سعيدة بالاعتناء بالطفلة .
يا للحظ السعيد . لقد كان اثناء محاولتها استعادة وعيها يجمع ويحسب كل شئ ! ولم يترك لها سوى الموافقة ! ومع ذلك قالت باصرار : لن تاخذ ميرا منى .
رد واثار المرح تتراقص على فمه : انا مسرور لهذا ... اعترف اننى اخاف الاطفال .
تخيلت زاكارى نورتنغاتون يفقد اعصابه اثناء القيادة بسبب صراخ ميرا وهذا ما دفع استيرا الى اختلاق عذر لرفض مرافقته ... فاكملت : ولن اتركها مع امك ... ان احسست ان هناك من خطب .
انتزع زاكارى الريح من قلوعها : ولهذا اقترح عليك قضاء عطلة نهاية الاسبوع فى البيغ هاوس .
البيغ هاوس هو اسم منزل والدته ...
-سامر لاصطحابك يوم السبت ، فكونى على اتم الاستعداد فى العاشرة ؟
احست بانقطاع انفاسها بسبب السرعة التى يدفعها فيها للقبول ... فصاحت : لا ... لن استطيع ! يجب ان اطعم ميرا واغسلها وعملى هذا لن ينتهى قبل الحادية عشرة .
-ساحضر فى الحادية عشرة اذن .
فى تلك اللحظة ادركت انها وافقت على الذهاب معه . ولكن بما ان خياراتها كانت قليلة اضطرت الى ان تساله قبل ان يذهب : تفهم ، سيد نورتنغاتون ... ان هذا الترتيب قد لا يدوم سوى ايام ... وعدت غولى بالمحافظة على ميرا التى ستحتاج اليها حين تعود .
حدق زاكارى نورتنغاتون الى زرقة عينيها العميقة بدون تعليق ... ثم التوى فمه باثر ابتسامة وقال بهدوء : افهم ... والان ان اعطيتنى الفواتير غير المدفوعة فساخرج .
فيما بعد ، فكرت استيرا ان تلك الابتسامة التى اعتلت وجه الرجل القاسى ، هى المسؤولة عن نسيانها وعدها بالاتلمس قرشا من ماله . وردت : ثمة فاتورة واحدة . ويؤسفنى ضخامة المبلغ ولكن صعوبة الطقس وغسيل ميرا وتجفيفه ،
والمحافظة على حرارة الشقة ... قاطعها وهو يدس الفاتورة فى محفظته ويخرج فى الوقت نفسه بطاقته : يجب الا تلتقط الصغيرة البرد ... ان احتجت الى اى شئ اتصلى بى خارج دوام المكتب ... اراك يوم السبت انسة موفيت .
اعترفت استيرا وهى تخلد الى الفراش ان زاكارى حرك فيها ميلا الى الجدال ... فكيف استطاع اقناعها بتسليمه فاتورة الكهرباء بدون ان تنبس بينت شفة . تذكرت تلك البسمة التى اعتلت شفتيه والثوانى الخمس التى كانت فيها مشوشة الفكر مشدوهة : اهى ابتسامته التى انتزعت منها مقاومتها ؟
كانت حتى حلول يوم السبت قد امضت وقتا طويلا تحاول فيها امعان النظر فى منطق زاكارى ... وصل فى تمام الحادية عشرة وكانت قد رتبت كل الحاجيات الضرورية وحددت الاولويات فان كانت ترغب فى الاحتفاظ بوظيفتها فعليها ان تكون فى المكتب صباح الاثنين . الاولوية الاولى اذن ، هى ان تتاكد من الاعتناء بميرا اثناء غيابها ، على يد راشد مسؤول ومهتم ... ومن سيكون هناك اشد اهتماما واكثر تحملا للمسؤولية من جدتها ؟
قال زاكارى وهو يشد جبل الحقائب الذى سيرافقهما : الم يكن من المستحسن الاتصال بوكالة شحن ؟
التوت شفتا استيرا ولكنها كبحت ابتسامتها : تحب ابنة اخيك ان تبدل ثيابها عدة مرات فى اليوم .
كانت تنظره وبين يديها ميرا حين عاد من ايداع اخر الحقائب فى مؤخرة السيارة ، بما فيها حقيبة استيرا نفسها ...
-ساحكم اقفال ابواب شقتى .
ولانها تذكرت اعترافه بالخوف من الاطفال دهشت حين تمتم متجهما : ساحمل الصغيرة الى السيارة .
ناولته الطفلة : احملها هكذا .
لم تتوقع ان يسمعها ، ولكنها اجفلت حين قال : اصمتى ... انسة موفيت .
ونزل السلم .
سرت استيرا انه لم ير ابتسامتها على ثغرها . حين انضمت اليه فى السيارة الضخمة ، قال لها : لقد وضعت المهد فى المقعد الخلفى .
ردت بادب : انه لطف منك ولكننى افضل ان احملها فهى خير من يصرخ واعلم ان صراخها سيدفعك الى التوقف جانبا لاحملها .
-حسنا ، كما تريدين مع اننى ارى ان من الخطا تدليل الاطفال بهذه الطريقة .
تمتمت لنفسها : خنزير ! وغضبت مجددا على قسوة قلبه ... سالته وهو يستوى خلف المقود : الديك الكثير ؟
-ماذا ؟
-اولاد ... تبدو وكأن لديك نصف دزينة .
-انا اعزب ، وهذا ما انوى الحفاظ عليه .
تمت الرحلة بصمت وتجهم حتى قررت ميرا ان تنعش الامور ، فبدات بالصراخ . وحاولت استيرا تهدئتها ، لكن ميرا لم ترغب فى التوقف .
صاح زاكارى : رباه ، متى تتوقف ؟
-تحب ان يسير بها احدهم .
اسرع يوقف السيارة وقال بحدة : سيرى بها اذن .
سالته بعذوبه : الن تعتقد اننى ابالغ فى تدليلها ؟
نظر اليها نظرة ذات معنى ، ثم نزل ليفتح لها الباب ، ترجلت استيرا وراحت تتمشى بها ثم احست ان الطفلة مبللة فغيرت لها ثم عادت لتتمشى مرة اخرى ، وما ان غطت ميرا فى النوم حتى عادت ادراجها الى السيارة ، التى سرعان ما انطلقت بهدوء .
فى تلك اللحظة بالضبط فكرت فى طرح سؤال اخر : الم تعارض امك حين اخبرتها بامر ميرا ... سيد نورتنغاتون ؟
اشاح بعينيه لحظة عن الطريق ، وحطهما بنظرة شاملة على استيرا والطفلة النائمة ، ثم عاد ينظر امامه ...
-لم اخبرها شيئا عن الطفلة .
-لم تخبرها ؟
نظرت اليه مستغربة فاردف : اتصلت بها طبعا واخبرتها اننى احمل اليها اليوم مفاجاة صغيرة ... لكن ...
صاحت : مفاجاة صغيرة ؟
صاحت ميرا فى منامها ، فحذرها زاكارى : صه ، الطفلة !
اضطرت استيرا الى سحب عدة انفاس عميقة .
-تقصد انك لم تخبرها شيئا عن الطفلة ؟ الم تقل لها ان المفاجاة الصغيرة هى ابنة نايغل ؟ وان فى نيتك ترك ميرا معها حين نعود الى لندن غدا ؟
قال لها ببرود : هدئى من روعك انسة موفيت ... وجدت ان من الافضل ان نكون هناك حين نزف اليها خبر الحفيدة الاولى واضيفى الى هذا انك قلت ستتركين الطفلة فى البيغ هاوس اذا احسست ان كل شئ على ما يرام ... لذلك ترين اننى لا استطيع ان اقول لها ان حفيدتها ستبقى فى رعايتها فترة قصيرة ، وهناك علامات استفهام صغيرة بالنسبة لاخطارها بالامر اليوم او غدا .
-لكن ...
-كيف لى ان اخيب املها ؟ الم تقولى انها ستجن فرحا بطفلة اخى ؟
ابتلعت استيرا ريقها بغضب ، وصاحت : اكره منطقك السليم !
تحركت مشاعرها وهى تتصور سيدة لطيفة عجوز ستشعر بانها مشتتة ومدمرة حينما تقرر العودة بالصغيرة الى لندن وقالت بعناد : اظن ان علينا ان نطلب من امك الاحتفاظ بالطفلة على اى حال سيد نورتنغاتون .
صدمها مرة اخرى : لن نطلب منها ، ان كانت ردة فعلها نحو الطفلة كما تتوقعين فستسعى جاهدة لابقاء الطفلة معها ... على فكرة ... نادينى زاكارى .
رفضت مناداته باسمه الاول ، او حتى التفوه بكلمة اخرى فكان ان تمت الرحلة بصمت ...
البيغ هاوس منزل ريفى كبير مبنى على اراض تابعة له . عندما توقف زاكارى اخيرا امام المبنى الضخم حارت استيرا وهاجت بها الهواجس ، امسكت ميرا فاحست بطمأنينة بسيطة غير انه حثها على الدخول عبر ردهة كثيفة السجاد ... وبدا لها انه يعرف مكان وجود امه ، فقد فتح بابا يفضى الى غرفة استقبال .
لم تفعل نظرة استيرا الاولى الى السيدة الارستقراطية المستقيمة شيئا لتهدئة ارتباكها .
-زاكارى !
قالت السيدة نورتنغاتون ، وعيناها الزرقاوان تتنقلان من ابنها البكر الى رفيقته والى الطفلة التى تحملها ... فرد عليها : قلت لك اننى آت اليوم .
-كنت اترقب هدير سيارتك ولكننى على ما يبدو غفوت بضع دقائق .
خطت بضع خطوات لتستقبلهما فى منتصف الغرفة .
كانت استيرا قد بدات تكون وجهه نظر مفادها ان لا فرصة لترك ميرا مع هذه المرأة الباردة المظهر . فجأة بدات ميرا تتململ ، فانحنت السيدة نورتنغاتون لتتاملها عن كثب ... وتوقعت استيرا بناء على تجارب سابقة ان تشرع الصغيرة بالبكاء ولكنها لم تفعل بل نظرت الى جدتها وابتسمت احلى الابتسامات ثم اخذت تناغى بسعادة !
قال زاكارى فى الوقت نفسه : امى هذه استيرا .
انتفضت استيرا من هذه الظاهرة التى لا تعرف لها سببا ... ورات زاكارى الذى يعرف جيدا الجانب السئ فى طباع ميرا مذهولا ايضا . اما امه فبدت وكأنها ستفقد صوابها ... لاحظت استيرا ان السيدة نورتنغاتون قد فقدت مظهرها الصارم ،
وبدات تبتسم !
سألت السيدة الطفلة بلهجة مداعبة : ومن انت ايتها الطفلة الحلوة ؟
نسيت ان ابنها لم يتم كلامه ولكنه اردف وعيناه تراقبان امه ، وقد قرر ان يقوم بواجب التعارف مع استيرا : هذه ميرا فالنتينا نورتنغاتون .
لم يكن بحاجة الى اكثر من هذه الكلمات ليجتذب اهتمام السيدة نورتنغاتون التى شهقت : ميرا فالنتينا .
-الاسم العائلى ... امى ، هذه حفيدتك !
اسكت الذهول السيدة نورتنغاتون بضع لحظات وراحت تنظر مشدوهة الى الطفلة واستيرا ، ومن ثم الى ابنها ... وتمكنت اخيرا من التماسك وصاحت : رباه ! ومتى تزوجتما ؟
فتحت استيرا فمها لتنفى هذا ... ولكن قبل ان تتفوه بكلمة قال زاكارى : انا ... بل نحن ... استيرا وانا غير متزوجين .
-لستما متزوجين ؟ قالت استيرا فى نفسها رويدك سيدتى ! فقد ادركت وهى تراقب اسارير السيدة تتغير ان هناك مشاكل قادمة . خالتها للوهلة الاولى باردة ... وهاهى تتحول الى وجه خالى من التعبير متورد غضبا .
-كيف تجرؤ على السماح لهذه الطفلة ، حفيدتى ، بالمجئ الى هذه الدنيا بطريقة غير شرعية !
يا الله ! ان السيدة منزعجة اشد انزعاج . نظرت استيرا الى زاكارى متسائلة عن سبب تاخره فى شرح الحقيقة . كانت على وشك تولى عملية الشرح بنفسها ، لكنها ترددت . فمن الواضح ان السيدة نورتنغاتون مشتعلة غضبا ، لذلك ربما كان زاكارى يعرف ما لا تعرفه استيرا ، يبحث عن اكثر الطرق دبلوماسية للالتفاف حول الامر .
بدا الصمت وكأنه سيستمر الى الابد ... لكن حين عرفت استير ان عليها قول شئ بلباقة او بدونها ، اختارت ميرا تلك اللحظة بالذات لاشعار الجميع بوجودها . فاجهشت بالبكاء والصراخ فكان ان اضطرت استيرا الى القول معتذرة : لا اظنها ستسكت قبل ان اطعمها .
خاطبت السيدة نورتنغاتون ابنها ببرود : ارشد الانسة ، الى غرفة الاطفال .
لاحظ كما لاحظت انه غير مرحب بهما . ليس الان على اى حال ، لكنه اذهلها بالقول : فكرت ان نمضى ليلتنا هنا .
ردت امه بجفاء : انه منزلك . ولكن مادمت انا تحت سقفه فعليك وعلى صديقتك احترامى والنوم فى غرفتين منفصلتين .
ارادت استيرا ان ترد ولكن صياح الطفلة حال بينها وبين ذلك .
لم يقل اى منهما كلمة اثناء ارتقاء الدرج ... ولكن ما ان اصبحا فى غرفة اطفال واسعة منيرة حتى قالت بحدة : لن ابقى هنا .
كان رده الوحيد قبل ان يخرج : ساحضر الملابس .
سيحضر على الارجح ما لا لزوم له من الملابس راحت تمعن النظر فى ما حولها فلاحظت ان كل شئ فى هذه الغرفة جديد . مهد بدون فراش فى الزاوية ، وفى الاخرى وسائل غسل وتحضير الرضعات ... السير مع ميرا كان قد اصبح عادة لها وهكذا سارت استيرا الى باب مشترك مفتوح ، يفضى الى غرفة نوم منفردة وهى غرفة تعد عادة للمربية .
عادت الى غرفة الطفل ، فى الوقت الذى عاد فيه زاكارى محملا بكل ما قد تحتاج اليه ، واكثر ... وكأنما ظهور الحقيبة الحاوية على الطعام الذى تتشوق اليه . كان اكثر من تحملها ، فرفعت ميرا وتيرة الصراخ .
قال زاكارى متطوعا حين توقفت ميرا لتلتقط انفاسها : هل استطيع المساعدة ؟
-لا ... شكرا لك .
فتركها تفعل ما تشاء .
عندما عاد بعد ساعة ، كانت جالسة فى مقعد تحمل ميرا التى تمتص اخر ما فى قينينة الرضاعة من حليب . سألها وهو يجر كرسيا اخر ليجلس عليه مراقبا ما يجرى : كيف الحال ؟
-تاكل ببطء . لم ينعتنى احد قط بالفسق .
-لم تقصد امى ذلك . انا اسف ... حين شاهدت كيف تعلقت بالطفلة التى تناغيها نسيت التاثير الذى سيقع على كاهلها حين تعرف انها حفيدة غير شرعية .
نظرت الى عينيه فلما قرأت فيهما الدفء ذاب غضبها واضطرت الى القول : وانا ايضا لم افكر فى هذه النقطة .
تغيرت خفقات قلبها حين ابتسم زاكارى بلطف ... ولكنها سرعان ما اقنعت نفسها ان سبب هذه الخفقة الجوع ليس الا . ظلت محنية الراس وهى تفكر ، ثم قالت : ظننتها ستفاجأ حين تعلم ان لها حفيدة ، ولا اظنها ستكون مسرورة من نايغل .
-لم اخبرها شيئا حتى الان .
ارتفع راسها بحدة : لم تخبرها ؟
اختفت ابتسامته ومع ذلك لم تتراجع : الم يكن لديك وقت لاخطارها بان نايغل هو والد ميرا ؟
كانت تظن ان الساعة التى اختفى فيها كافية ليخبر امه القصة كلها ، ولكنه قال : اعنى ... اننى ... لن استطيع ان اقول لها .
صاحت : لا تستطيع ؟
تساءلت ماذا فى هذا الرجل الذى يحول طباعها اللينة الى نيران مشتعلة ، وقالت تتحداه : ماذا تعنى انك لا تستطيع ان تخبرها ؟ بالطبع تستطيع ... ويجب ان تقول و ....
نظر الى عينيها المشتعلتين ثم تمتم : سبق ان قلت لك انك عجولة حادة الطباع ... ولكن يحق لك ان تغضبى قليلا لاننى لم اكن صريحا .
تارجحت اعصابها لانه اعترف بعدم صراحته معها . فجاة شعرت بالقلق . كانت تعلم انه رجل قاسى ، استطاع انهاء مستقبل اخيه بلا رحمة ، ولكنها فجأة احست احساسا مخيفا بان كلامه المتعلق بعدم قدرته على ادارة ظهره للحمه ودمه كان مجرد ذر رماد فى العيون ... فهل كان يستغلها وميرا ، من اجل مأرب شيطانى فى نفسه ؟ فكرت استيرا ان الوقت قد حان لمعرفة الحقيقة . فسالته ببرود : هلا اجبرت نفسك سيد نورتنغاتون على البوح بالحقيقة لى شارحا لسبب حملى على المجئ وميرا الى هنا .
لم تعجبه لهجتها وقد عرفت ذلك من عينيه اللتين ضاقتا وكانهما تحذرانها بانه لن يقول لها شيئا ، فاردفت تتحداه بحدة : لم يكن الهدف مصلحة ميرا او مصلحتى ، اليس كذلك ؟
اعترف ببطء : ليس تماما ، علما اننى اهتم لامر الطفلة ولهذا زرتك يوم الثلاثاء .
قالت ببرود : اردت ان تعرف نوع الزريبة التى تعيش فيها ؟
-ولاكلمك فعن الامور المالية .
صاحت به : فى نفسك اكثر من هذه الغاية ، اعرف الان انك اعددت خطة خبيثة قبل ان تقرع بابى.
-خبيثة ... ؟ اؤكد لك ان الخطة الوحيدة كانت ان ....
-ان تتاكد من حملى على الانتقال الى هنا .
-تلك الفكرة لم تخطر لى على بال حتى وضعتها انت فيه .
-انا وضعتها ؟
هز راسه : اجل ، اكدت لى ان الجدات يشعرن بالسرور لدى رؤية الحفيد الاول . الم تقولى لو ان ميرا ابنتك لجأت بها الى امك ... فلم استطع سوى التساؤل عما اذا كانت ستسامحنا ما ان تتعرف على الطفلة .
ذهلت استيرا للحظات : ولماذا لن تسامحك ؟
رد بهدوء : لا اشير الى نفسى .
-نايغل ؟ ماذا فعل ؟
-بل ما الذى لم يفعله ؟ تبا . ان تصرفه النذل مع صديقتك يظهر لك انه ليس ملاكا ...
-وهل نال نايغل من الدلال قسطا وفيرا ؟ خلتك انت المدلل فمما قاله نايغل لغولى فهمت انك المفضل لدى امك .
قال زاكارى بصراحة مماثلة : نايغل يرى ان جميع الناس مخطئون الا نفسه ولكن الواقع هو انه الطفل الثانى الذى طال انتظاره ، كان مرغوبا ومحبوبا ، ومدللا الى اقصى حد . لقد شب واصبح رجلا ولكنه كان يملك اضافة الى حسناته صفات اخرى رديئة .
-تحطيم قلب صديقتى احداها .
-لم تكن الوحيدة التى عانت من تحطم قلبها على يده .
-وهل اعتاد على دفع النساء الى الاعتقاد بانه مجنون بحبهن ... ثم ... !
-لا . ليس حسب علمى ... كنت اتحدث عن تحطيم القلب الذى سببه وما زال يسببه لامه ...
-السيدة نورتنغاتون ؟
كانت ترى فى هذه المرأة نموذجا للبرودة والحزم لذا فؤجئت حين تحدث عن قلبها المحطم . وادركت ان برودة تلك المرأة تعود الى ما اصابها .
فجاة ادركت انها تلين ... كانت تحاول جهدها ان تكون قاسية كزاكارى حين تابع يقول : كانت تعتبره امى المثال الاعلى حتى كانت السنة الماضية التى قرر فيها البدء بعمل خاص به .
قاطعته وهى تحاول ان تبدو قاسية : بعدما طردته من عمله بلا رحمة او محبة ...
تردد قليلا ثم قال : تعرفين اكثر مما ظننت . اجل ، بعدما رميته خارجا ... كان لديه خطة لجمع ملايينه الخاصة ... لكن مشاريعه احتاجت الى استثمار الالاف قبل ان تقلع عن الارض... وهى الاف لم يكن يملكها .
فهمت استيرا فورا : وهل اقرضته امك المال ؟
-نعم ، انما بدون ان تخبرنى . وقد وصل بها الامر الى رهن هذا المنزل .
بدات الصورة التى ترسمها تتضح فقالت استيرا : المؤسسة التى اسسها افلست ... وتحطم قلب امك حين فشل فى ردها لها ؟
-ليس المال هو ما المها بل تصرف نايغل اللامبالى حين اظهر عدم اهتمامه خاصة وهى ترى ان بيتها الحبيب على وشك ان يولى ... تبع هذا شجار مريع تطاير الزبد فيه . وانتهى الامر بان قالت له امى انها لن تسامحه ابدا وانها لا تريد رؤيته وكانت كلماته التى ودعها فيها هو تمنى الموت لها .
صاحت استيرا بصوت اجش : يا الله !
-ان دهشتك لا تقارن بما اصاب امى .
-الم تخبرك امك بما جرى ؟
-اشك فى ان تخبرنى حتى الان . ولكننى عرفت صدفة ان شيئا ما قد حدث ، كنت اعرف مدى تعلقها بهذا المنزل لذلك لم استطع فهم ما يدفعها الى القول انه منزل ضخم عليها .
-كانت تستعد لتسليمه ؟
هز راسه : هذا ما كانت ستقدم عليه لولا الصدفة . زرت يوما مصرفها عندما احتجت الى بعض المال وقد ... فكرت وقتذاك ان صرف شيك من مصرفها لن يدوم سوى دقائق . ولكن مدير المصرف استدعانى ليعتذر شخصيا قائلا ان لا خيار امامه سوى الاستيلاء على المنزل .
-لقد صدمك الخبر طبعا .
سرعان ما ادركت انه اتخذ خطوات فورية لمنه الاستيلاء ، ولكنها تذكرت شيئا : قالت امك ان هذا منزلك .
-هذا مجرد احتراس لئلا يتكرر ما حدث مرة اخرى ... حولت الملكية الى ولكنه منزلها ، مع اننى لم اكن بحاجة للقلق ، فنايغل لم يقترب منها منذ شجاره . والان اصل الى بيت القصيد ، فيسبب ما فعله بامى اجدنى غير قادرة حاليا على الاعتراف ان والد ميرا هو نايغل . وها انا الان اطلب عونك .
-انا مصغية ...
-ان امى تشعر بالالم والاحباط لانها لم تر ابنها منذ سنة تقريبا ... لقد رايتها تزداد نكدا ... مع مرور الايام ... وما السبب الا المها العميق الذى تأبى كرامتها الاعتراف به .
بدات استيرا تحس بصدع فى دفاعاتها ... ولم يعجبها هذا الاحساس . فسالت : وماذا عن نايغل ؟
-ازداد عنادا .
-اكنت تراه ؟
-احيانا ... اعتقدت اننى قد اساهم فى اندمال الجرح الذى يدمر حياتنا فطالبته بزيارة امه ليريح بالها .
-ورفض ؟
-بل اصر بعناد على موقفه ، وقال ان امه تعرف المكان الذى يقيم فيه ان ارادت الاعتذار منه .
قررت استيرا ان تتوقف عن بحث امور نايغل ، وعناده . فمشاكل غولى بدات عندما اصر بعناد على ان تجهض . قالت وهى تحاول التظاهر بالقسوة : سيثوبان يوما الى تعقلهما .
-الوقت ضد امى ... فهى لم تعد صغيرة ، واضيفى الى ذلك انها تعيسة . نعم انا قادر على اعطائها ما تريد من المال ولكن المال لا يشترى كل شئ خاصة المصالحة مع ابنها .
-ولكنك قلت انها اقسمت على الا تغفر له !
-وانت قلت ان الام تغفر كل شئ حين ترى حفيدها الاول .
فجأة اتضح كل شئ : آه ! ... اذن لهذا جئت بميرا الى هنا !
-اعترف بهذا ، لكن خطتى تهشمت حين ظنت امى ان حفيدتها غير شرعية .
-ولهذا السبب لن تستطع اخبارها بما فعل نايغل بالطفلة ... لانها ...
-لانها من وجهة نظرها الاخلاقية ، تعتبر ما فعله خطيئة لا تغتفر . اترين ، لو قلت لها الحقيقة لتعاظم المها اكثر .
وفهمت استيرا ... فلن تنسى تعابير وجهها عندما قال لامه انهما غير متزوجين ... ولن تنسى غضبها حين التفتت اليه سائلة : كيف تجرؤ على ان تسمح لحفيدتى بالمجئ الى الدنيا بطريقة غير شرعية ؟ ولقد شاهدت استيرا بنفسها ان اى امل للصلح بين امه واخيه ، سيتلاشى لو علمت الحقيقة .
-ولكننا ... انت لا تستطيع ان تتركها تمضى قدما بالاعتقاد ان ميرا ابنتك !
حذرتها النظرة الفولاذية التى اطلت من عينيه ، من انها ستتلقى ردا قاسيا " لماذا لا استطيع " ولكنها لم تتلقه . امعن النظر فيها لبعض الوقت ... ثم سالها بوقار : وما الضير فى ذلك ؟ انه لا يوازى امر جلب حفيدة غير حفيدتها لتخدعها . ميرا من لحمها ودمها ... على اى حال .
-اجل ... لكن ...
-انها مصابة بجرح عميق ... اترغبين فى تفاقم المها ؟ الا تستطيعين مجاراتى حتى اجد اللحظة المناسبة ؟
لامس كلامه شغاف قلب استيرا الرقيق ، فهى لا تريد ان يتالم احد غير ان الامر كله ليس صوابا ... يجب ان تتخذ موقفا ... لقد اعتاد زاكارى نورتنغاتون على دفعها ، وحان لها ان توقفه عند حدة !
فقالت بثبات : انا غير موافقة ! فمجاراتك فى ان تجعل امك تفترض اننى ام تميرا ... وهذا ...
قاطعها : وهذا ما سيكون لصالح الجميع .
قالت ببطء : لا اوافقك الرأى .
احست بكارثة توشك ان تقع على راسها حين التفت زاكارى وقال : ان كنت أما لميرا عزيزتى فلن يستطيع احد منعك من اصطحابها الى لندن غدا .
وخزتها سهام الانذار ... فسالت تحاول كبح ذعرها : ماذا تقول بالتحدد ؟
-فكرى مليا فى الامر تجدى ان لنا كل الحقوق التى تملكينها بحق ميرا .
شهقت : لا ، لا يمكنك فعل ذلك بى .
لكنه قادر ... !
-لااضمن امى فى هذا الصدد . اما ان لعبت الدور كما اريد فلن يحدث ابدا ما تخشينه .
ادركت استيرا ان زاكارى نورتنغاتون يخبئ حتما الورقة الرابحة فى كمّه طوال الوقت ، ولهذا كرهته . بدا لها ان لا نهاية لتفكيرها الهادئ ، المخادع ...
سالها وكأنه امهلها وقتا للتفكير : حسنا ... ما ردك ؟
اللعنة عليه ... يعرف جيدا انها لا تستطيع الا الموافقة . سالته بحدة وهى رافضة ان ترضيه بموافقتها : ماذا يفعل الكبار هنا للغداء ؟
كانت تدرك انه يعرف انه انتصر . وقال لها بلطف وهو ينظر الى ميرا النائمة : ان استطعت ترك الطفلة اصطحبتك ...
قاطعته بحدة : لن اتركها .
رد بخفة : اذن سارسل لك صينية طعام .
وتركها ... فكرهته اكثر فاكثر ... فهو لا يتوانى عن استغلالها . الجلمود ألين منه !
****
انتهى الفصل الثالث .


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس