عرض مشاركة واحدة
قديم 27-09-17, 04:36 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

3- كهف الرغبات

هبط الظلام بسرعة فتدثرت الغابة بستار أسود كثيف بعث التوتر الى مينا. ولكنه فى الوقت نفسه أخفى منظر الرجال الذين يحرسونهما وبنادقهم التى لا تتحرك قيد أنملة عن وجهتها المهددة.

مع هبوط الليل جاء المطر الذى لم يكن شبيها بمطر بلادها بل كان ستارة حقيقية متماسكة من المياه بدأ بدون سابق انذار ولكنه توقف بعد ربع ساعة ، ملصفا ثيابهم الى أجسادهم، جاعلا الممر الترابى تحت اقدامهم موحلا .

نسيت مينا عدد المرات التى تعثرت فيها. بل فقدت منذ وقت طويل تقدير الوقت. فى البداية حاولت المحافظة على روحها المعنوية مرتفعة بالقول لنفسها ، سرعان ما يصل رفاقهما الى الفندق، فيذاع الخبر وينطلق الانذار وتتم نجدتهم.. ولكنها عرفت أنها تعيش فى وهم. فستمر أربع ساعات على الاقل قبل أن يصل الاخرون الى الفندق وفى مثل هذا الوقت قد ينقلهما رجال العصابات الى مكان لا يعرفه الا الله.

بدت الغابة وكأنها تطبق عليها فتوترت أعصابها، حتى أصبحت على استعداد للصراخ والهرب، بدون اكتراث بما قد يحدث. أحس غايفنغ كم كانت قريبة من فقدان السيطرة على أعصابها.. فسارع الى الامساك بذرعها .. كانت قبل ساعة سترفض بمرارة هذه اللمسة أما الان فشعرت بأمتنان عاجزة وذكرتها لمسته بأنها ليست بمفردها .

- هيا.. أسرعا !

كانت فوهة البندقية باردة على بشرتها، فارتجفت. وكادت تفقد توازنها. عندما حاولت الاسراع حث غايفنغ خطواته واشتدت أصابعة على ذراعها بقوة.. تذكرت أنه كان يسترد عافيته من حادثة ما، وان ستافرو قال لها انه يعرج قليلا..كانت سرعة الرجال متعبة وأحست مينا بألم فى جميع انحاء جسدها وضاقت أنفاسها. أما غايفنغ فبدا غير متأثر.

تعثرت مجددا حين أصبح الطريق صعودا، وكادت تنكب على وجهها، رغم محاولة غايفنغ انقاذها تناهت اليها ضحكات آسريها المزعجة.. وبدأت دموع الضعف تتجمع فى مآقيها .

- انهضى. كان هذا صوت غايفنغ القاسى الذى لا يلين.. فاحتجت: - لا أستطيع الاستمرار.

رد متجهما: بل تستطيعين وعليك السير الا اذا أردت البقاء هنا لتموتى. فهؤلاء الرجال لا يلعبون، أو يتسامحون، انهضى.. ان كانت حياتك غير ثمينة عندك فحياتى عندى ثمينة جدا.

تحدث بهدوء وجدت مينا معه صعوبة فى ان تسمعه.. كان يخنق صوته لمنع الكلمات من الوصول الى مسامع غيرها .ز احتجت بمرارة: - لا بأس بهذا بالنسبة اليك .. أظنك معتادا عليه . فأنت ..

انقطعت انفاسها بوحشية بعدما أوقفها على قدميها وشدها اليه بقسوة، يكاد يحرمها من التنفس .. سمعت مرة اخرى الرجال يضحكون انما بطريقة مختلفة. مضت لحظات قبل ان يتركها مما لم يكن عناقا بل عقابا خشنا.. تألمجسدها من ضغط ذراعيه. وقال بغضب قبل ان يبتعد عنها مباشرة:

- أيتها الحمقاء الصغيرة ! انهيار آخر كهذا، ونموت أفهمت؟

فهمت ما قاله متأخرة وعندما كانت تتابع سيرها على ساقين مرتجفتين تساءلت عما كان سيحدث لو سمع أحد الخاطفين ما أوشكت على التفوه به، فالمعلومات عن علاقة غايفنغ بالجيش البريطانى ستثير ردة فعل كبيرة .

أجبرت نفسها على السير دامعة العينين تشعر بكره شديد لا تعرف ان كان موجها الى غايفنغ كلينتيس أم الى الخاطفين ساروا مسافة طويلة فى الطريق الضيق الملتوى ، الذى أحست مينا أنه يدور حول الجبل وكانت مينا تشعر بالعذاب كلما سارت خطوة لم يكن هناك مجال للافكار أو للخوف بل الحاجة الجسدية الضرورية للاستمرار فى التقدم .

أصبح انهمار المطر المفاجئ أمرا عاديا. وبات التصاق ثيابها بجسمها أمرا طبيعيا والسير ولكن عندما توغلوا بين أعشاب كثيفة كانت تخفى الطريق ، أحست بأنها دخلت فى كابوس مرعب يشبه ذاك الذى كانت تراه فى منامها وهى طفلة .

لامست حزمة من أوراق الشجر المتدلية بشرتها، فشعرت بالالم ولكن عقلها كان متعبا ومشغولا بعملية السير البسيطة مرت لحظات أخرى، طارت خلالها احدى الفراشات الضخمة المنتشرة فى الغابة ، فرفعت ذراعها لتبعدها، ولكنها لم تلبث ان تشنجت وظهر عليها رعب شديد بدائى جعل غايفنغ الذى كان يسير خلفها مباشرة يصطدم بها.

قال لها( ما بك؟) ثم اسرع يحيط معصمها بأصابعه بحثا عن العلقة الطفيلية التى علقت بجسمها الطرى.. سرعان ما كبحت صيحتها.. وأغمضت عينيها برد فعل طفولى لتمنع نفسها من رؤية الجسد اللزج .

- تحركا! ولكن غايفنغ تجاهل هذه المرة الامر الفظ واضطر القائد الى التراجع ليرى سبب وقوفهما. وقال معلقا حين راى ما حدث:- لحمك طرى يعجبها أكثر من لحمنا الخشن.. خذ! رمى علبة ثقاب الى غايفنغ وسأل ساخرا:- أتعرف ماذا تفعل؟ - اعتقد هذا .

أشعل غايفنغ بهدوء عود ثقاب ثم قربه من جسم العلقة ..راقبت مينا برعب شديد انكماش مصاصة الدماء، ووقوعها أرضا ثم ما لبث جسمها ان أرتجف ارتجافه شديدة بات غير قادر على الوقوف بسبب ردات فعل غريبة اجتاحتها.- هيا .. تقدمى!

ذكرتها فوهة البندقية بما حولها.. فأطاعت طاعة عمياء وبدأت تتحرك. لاشك أنهم قطعوا أميالا . كم الساعة الان ؟ لم يكن معها ساعة، ووجدت صعوبة فى معرفة المدة التى مرت منذاحتجازهما.

كانت الرطوبة تخف كلما ارتفعوا وكانت كثافة الاشجار تخف أيضا ولكنها مازالت كثيفة بما فيه الكفاية لتكون ستارة سميكة تغطى السطح الشديد الانحدار الذى يتسلقونه . تذكرت مينا أنها قرأت فى الكتيب السياحى أن قمم الجبال مغطاة بالاشجار والنباتات المورقة..

أخيرا أمر القائد بالتوقف مع أن مينا لم تر فى ما حولهم ما هو مميز ليستدعى الوقوف ثم أشار نحو كتلة منحرفة من الصخر الاسود اللماع:- من هنا .. بسرعة !

ما ان اقتربوا حتى أدركت مينا أن ما ظنته ممرا صخريا ضيقا فى وجه صخور بركانية، لم يكن سوى مدخل الى شق عميق. وقال القائد متفاخرا: - اكتشفت هذا المكان فى صباى . وأشك فى ان احدا فى سانت ستيفان يعرف شيئا عنه.

صدقته مينا فانكمشت برعب من الظلمة الجهنمية التى كانت تفغر فاها شرها. حثها غايفنغ هذه المرة على التقدم وكان وجهه متجهما متحفظا.. وكأن افكاره فى مكان آخر . كان الشق ضيقا بحيث كادوا لا يستطيعون السير فيه فرادى.. مينا، التى طالما عانت من الخوف فى أمكنه كهذه شعرت ببشرتها تقشعر رعبا لانها تذكرت عندما رات فى طفولتها كهف (انغلوايت) ولكنها ليست الان برفقة والدين متفهمين يسرعان الى اخراجها من هذا المكان لتنشق الهواء النقى. عضت على شفتها بقسوة لمنع نفسها من الاحتجاج فأحست بطعم الدم.

اخيرا.. وبعدما احست بانها غير قادرة على تحمل ثانية أخرى فى ذلك الممر الضيق انفرج الطريق أمامهم فظهرت سلسلة من الكهوف.. الاولى كانت فارغة بحيث لم يجد رجال العصابات صعوبة فى سوق الاسيرين الى احد الكهوف.

كان النفق هذه المرة قصيرا، وانفتح على كهف كبير مضاء جيدا بمصابيح الغاز التى كانت ترسل ظلالا مخيفة على الصخر اللماع كان الاثاث من النوع المستخدم فى مخيمات العطلات.. كراسى من القماش قابلة للطوى وطاولة وفرن غاز الى جانبة جرة وعلى الجانب الاخر براد.. وكأنما أحس القائد بدهشتها فضحك قائلا :- حتى امثالنا يحتاجون الى الراحة المنزلية انما لا يخدعنك ما ترين فنحن قادرينعلى العيش فى الغابات اذا استدعى الامر.

ثم صاح لاحد رجاله من فوق كتفه : - كاستر.. أعد لنا الطعام بينما أرشد ضيفينا الى جناحهما.. ستجدان الراحة لأننى سأخصص لكما جناح شهر العسل. جعلت قهقهاته التى تبعت مزاحه مينا ترتجف كان الممر الذى ينزلونه عريضا وقصيرا انتهى بهم الى كهف مفروش بطريقة أوضحت أنه تم التخطيط لاختطافهما مسبقا ففى الصخر باب خشبى ضخم له قفل ثقيل من الخارج.

قال القائد:- لن تستفيدا من الهرب حتى وان استطعتما الوصول الى الكهف الرئيسى لقد أمرت رجالى بأطلاق النار عليكما حالا انما لا ليقتلوكما بل ليصيبوكما بطريقة.. قاطعة غايفنغ باختصار:- تقعدنا مدى الحياة..

حملت الابتسامة الماكرة التى رافقت كلماته موجات جديدة من الغثيان الى نفس مينا .. وطافت عيناها فى الكهف، فلاحظت أكياس النوم على الارض، ثم الترتيبات الصحية البدائية واجبرت نفسها على عدم فضح مشاعرها أمام الرجلين اللذين يراقبانها قال السجان ساخرا

- ستظلان بخير حتى يصلنا خبر اطلاق سراح رفاقنا ولكنكما ستظلان محتجزين فى هذه الغرفة طوال الوقت صاحت مينا ماذا سنفعل .. ماذا..)

- آه انا واثق أنكما ستجدان طريقة لقطع الوقت! الخبث الذى رافق كلماته كاد يفقد مينا الوعى بموجة اشمئزاز جديدة. وقفت مشيحة بظهرها الى الباب حتى سمعته يقفله ثم لم يلبث أن تخرك غايفنغ بسرعة وراءها..

- ماذا سيصيبنا؟ كرهت نفسها لأنها بطرح هذا السؤال تظهر عجزها.

- فى الوقت الحاضر.. لاشئ.. يؤسفنى تورطك بهذا الوضع .

- لم تكن غلطتك. لقد أحسنت صنيعا لأنك أقنعتهم بتحرير الاخرين! يجب ان نتكلم .. عم؟- عن طريقة ما للفرار.. فلا جدوى من الاعتماد عليهم فى اطلاق سراحنا.. لقد ولت الايام التى كانت الحكومات تستسلم فيها لتهديدات الجماعات المسلحة

- أتعنى .. أعنى ..أن الله يساعد من يساعد نفسه.. ولا سبيل الا الفرار للخلاص من الاسر. وكأنه عرف مدى تأثير كلماته فيها، فتقدم منها يضع يديه على كتفيها لتواجهه

لا أقول ذلك لتخافى بل لتواجهى الواقع.. نحن رهينتان لدى جماعة مسلحة تعرف كما نعرف نحن أن حكومتهم لن تحرر رفاقهم.. وتعرف أن موت سائحين بريئين سيمنحهم تغطية اعلامية كبيرة.

- لكنك وعدتهم بهذا

يريدون احداث صدمة .. تعرفين مثل هذا السيناريو؟ فما هم بالجماعة الاولى التى تحاول شيئا كهذا، ولن تكون الاخيرة.

- لا.. وقع انقلاب فى افريقيا الشهر الماضى لقد قرأت عنه مقالات فى الصحف وللحد من الانقلاب تدخلت فرقة الانقاذ الخاصة التابعة للجيش البريطانى..

رد بفظاظة: لقد قام بعملية الانقاذ أربعة وعشرون جنديا وقد أستطاعوا انقاذ الرجلين ولكن لم يخرج حيا الا ثمانية عشر رجلا من أصل ستة وعشرين. قطبت مينا: لم اقرا شيئا عن هذا. كان وجه غايفنغ رماديا تقريبا تحت ضوء المصباح وكانت تخططه المرارة والسخرية المؤلمة التى اصبحت مألوفة لديها ..

قال متجهما: ولن تقرئى لأننا لا ننشر شيئا عن فشلنا.. فأخبار كتلك تحبط المعنويات. نحن! خفق قلبها ، ثم توقف لحظات وعيناها تعكسان عدم تصديقها .

- هذا صحيح كل الصحة .. فأنا لا أهذى لاننى كنت مشاركا بل كنت أحد المسؤولين عن خسارة ثمانى أرواح .. آه ! فى الواقع ، لم تكن غلطتى ، فلم نكن نعلم بأمر القنبلة ولكنهم كانوا رجالى وقد قدتهم الى حتفهم .

أحست بالشفقة المرة وجف فمها وهى تلتقط توتره: وحادثتك . تريدين رؤية ما تحدثه قنبلة فى جسم بشرى اليس كذلك ؟ مد يده يفك أزرار قميصه وينتزعه بحركة عنيفة : انظرى جيدا .. اذن !

تمكنت بطريقة ما من عدم فضح صدمتها التى شعرت بها من جراء رؤية الندبات الحية على بشرته المشدودة القاسية السمراء.. ابتلعت ريقها: ألهذا ترتدى القميص دائما؟ لم تستطع منع عينيها من الانزلاق الى الاسفل وقرا ما تفكر فيه فقال بعذوبة: أتريدين رؤية المزيد؟

- توقف عن هذا! توقف عن تعذيب نفسك!

- نفسى ؟ ظننتنى أعذبك أنت أم انك لن تعترفى بان منظر جسدى الممزق يصيبك بالغثيان؟ قد لا يؤثر منظره فى جميع النساء لأن لدى بعض النسوة مرضا نفسيا يجعلهن يستمتعن بالنظر الى مشاهد كهذه.

ابتسم بمرارة، ثم أردف:- حين غادرت أفريقيا، قلت لنفسى ان ما من طريقة قد تعيدنى الى الغابات ثانية.. ويبدو أن الاقدار تضحك على الان.

تذكرت مينا توتره الذى بدا قبل قليل فانقبض قلبها اشفاقا جعلتها الاصوات خارج الباب تجفل ، وتنظر اليه بقلق وما هى الا لحظة ختى كانت بين ذراعيه. كانت حرارة جسمة القوية تضغط على جسمها وكانت يداه تتسللان الى ما تحت القميص القطنى تضمها اليه.

أخرس احتجاجها بضغط وجهها الى صدره . بدت عيناه قاسيتين عندما انفتح الباب وجعلتها طريقته فى التحرك تفقد الاتزان وتضطر الى التعلق بكتفيه، لمنع نفسها من الوقوع.

من يراهما على هذه الحال يظنهما غائبين عن كل شئ. والغريب أن أحاسيسها لانت تحت تأثير رجولته. عندما كان يعانقها كارسون كانت تتقبل عناقة بكبت مناسب، ولكنه لم يكن يضمها اليه بهذه الطريقة التى تجعلها تحس به بقوة لقد توقف الزمان وطغت عليها موجه من العاطفة جعلتها تدرك أنها أخيرا وجدت الرجل القادر على تحريك أحاسيسها، وعلى بعث الحياة الرنانة الى كيانها.كان ما أكتشفته للتو مذهلا ولكن العناق لم يدم الا فترة قصيرة.

بعد ذهاب الحارس، أردف يشرح لها خطته:- نريد ابقاءهم غير خائفين مما نقدم عليه وعندها سنتمكن من الهرب. همست، تدير رأسها عن اليخنة التى وضعها الرجل على الارض:- لن نستطيع الهرب.

- يجب ان نهرب ..اما هذا أو الموت.. ماذا لديك هنا ؟ واشار الى الحقيبة التى وضعتها على الارض.

- ليس فيها الا بضعة اشياء حملتها معى على الطائرة.. وللاسف هى خالية من رشاش.. لم يولد مزاحها الهش ردا وانحنى يلتقطها، ولكنها أسرعت تأخذها منه وقالت:- كنزة فضفاضة ورزمة من المناديل الورقية التى نصحتنى بها موظفة تعمل معى. وهذه الاغراض باتت بدون شك رطبة. كان فى الحقيبة بضع أدوات تجميل ومنشفة صغيرة وعلبتا بسكويت وقليل من المال تغيرت تعابير وجهه وظهر عليها شئ من الاثارة المرحة ثم تمتم:

- فلنحاول النوم قليلا.. فقد يكون يوم غد يوما طويلا كأيام الجحيم.

بعد الراحة المبدئية فى قعر كيس النوم السميك بدأت أرض الكهف تقسو الى يسارها استطاعت سماع أنفاس غايفنغ الرتيبة ففكرت أنة لن يجد صعوبة فى ايجاد وسيلة ما للهرب. أخيرا تغلب عليها الارهاق وطغى على ما ولده الخوف فى جهازها العصبى.

وغطت فى النوم ولكنها لم تجد الخلاص حتى فى منامها فقد سيطر عليها كابوس تلو كابوس فتقلبت فى كيسها الضيق باضطراب وخوف. فى أحد الكوابيس رأت أنهما يسيران فى الغابة وشعرت بالخوف السديد من العلقة التى التصقت بذراعها. فصرخت ولكن صرختها اختنقت تحت ثقل شئ يضغط عليها.. كرت السنوات وعادت بها الى الطفولة حيث كانت تلجأ الى مصباح صغير قرب فراشها لطرد شبح الخوف الذى تولده الظلمة . فجأة استيقظت من حلم مرعب واسم والدها على شفتيها، ولكنها شعرت بالحماية بين ذراعيه.

استيقظت مينا فوجدت الظلام حولها ولكنها كانت تشعر بالدفء والهدوء.. فى البداية تعجبت من وجود شخص ثقيل مستلق الى جانبها يشدها اليه .. فكرت بغباء أنه كارسون.. ولكن متى كان يعانقها كارسون هكذا؟ بل متى أحست بمثل هذه الرغبة فى السعى الى أحضانه لتحتمى به بشدة؟

أجفلت الذراع التى تحيط بها، وارتفع الرأس الاسود فبد واضحا فى العتمة عندما قال لها صاحبه:- آسف .. لكنك لجأت الى الرجل غير المناسب .. أترتكبين دائما مثل هذه الاخطاء؟

غايفنغ كلينتيس! عضت على شفتها ، تغمض عينيها بعجز وأحباط .. ثم قالت بغباء:

- ظننتك خطيبى. ولكنها لم ترى القسوة التى ارتفعت الى عينيه أمام منظر صدرها وهو يعلو ويهبط بحركات قلقة .. قال ساخرا : يؤسفنى أن أخيب أملك ولكننى لاأريد أن أكون بديلا عنه.

سحب ذراعه عنها فشعرت فجأة بالحرمان . أردف : كنت قلقة فى غضون الليل وقد صرخت فى منامك ولكن لم يكن من تنادينه كارسون. الى ماذا يلمح؟ أيقول انها صرخت باتسم رجل آخر؟ .. حبيب آخر؟ كيف له هذا؟

- لا اظننى الرجل الاول الذى يسمعك تصيحين باسم أبيك (دادى) بهذا الصوت المستوحد الرقيق. فجأة غير الموضوع قبل أن يفسح لها مجالا للرد.

- يؤسفنى الا يكون فى حقيبتك شفرة حلاقة. تركها تغيير دفة الحديث غاضبة لكن غير قادرة على الدفاع عن نفسها نظر بسرعة الى ساعته:

- السابعة.. أتساءل عما اذا كانوا ينوون اطعامنا هذا الصباح.. أوه .. لن يتركونا نموت جوعا لأن موتنا لن يفيدهم. لابد أنهم تكبدوا مشقة فى تجهيز هذا المكان .. وأتساءل متى سيحتاجون الى المؤن.. لا يمكنهم تخزين أطعمة كثيرة هنا خاصة وأنهم مضطرون لحمل كل شئ بأيديهم. يجب أن نأخذهم على حين غرة ونراقب روتين حركاتهم.

كانت على وشك ارتداء القميص الفضفاض حين انتزعه منها وقال أمرا لا.. لاترتديه ..) فضحت تعابير وجهها ما تفكر فيه، فضحك:

- لا تقلقى .. لن أعتدى عليك.

سمعت أصواتا خارج الباب، ثم طقطقة القفل.. تجاهل النظرة الوجلة التى أطلقتها نحو غايفنغ، وعندما دخل الرجل حاملا صينية طعام ورآها ومضت عيناه برغبة متأججة جعلت دمها يجرى باردا فى عروقها. توسلت عيناها الى غايفنغ أن يحميها، ذلك أنها تذكرت التحذير الذى أطلقه القائد حين احتجزهما.

لم يخيب غايفنغ أملها بل وقف بينها وبين نظرة الرجل. يحميها من الرغبة الحارقة فى عينيه.. كانت ذراعاه حاميتين وهما تطبقان عليها وفى هذه المرة لم تتراجع أو تحتج مع أنها لم تكن مستعدة لدفء أصابعه السمراء التى تسللت الى ما وراء عنقها، أو لردة فعل جسمها

صاح غايفنغ بعدما أقفل الرجل الباب برضى كامل :- عظيم.. سيعزز ما راه ايمانهم بأننا حبيبان كما سيذكر أصدقاءنا بما هم محرومون منه. - ماذا تعنى؟ من حسن حظها أنه لم يقل لها ما يعنيه ساعتئذ.

مر اليوم الذى قضيا جزءا منه فى الكهف، والجزء الاخر فى الكهف الرئيسى مع حراسهما الذين قامروا بأموال صغيرة، ودخنوا السكائر وشربوا المرطبات، وهم يستمعون الى الراديو الذى حملوه معهم متوقعين سماع شئ عن الاختطاف .

حين مر على سجنهما ثلاثة أيام بدأت مينا تفقد الامل بالتحرر. ولأن غايفنغ لم يعد الى ذكر الهرب، استنتجت بأنه غير رأيه بعد دراسة المخاطر التى قد تواجههما. لكن كان عليها أن تكون أكثر ذكاء.

فى الليلة الرابعة وفيما هى على وشك التسلل الى كيس النوم قال لها فجأة:- لا تنامى الان أريد التحدث اليك.

************************************************** ***

نهاية الفصل الثالث


__________________


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس