عرض مشاركة واحدة
قديم 27-09-17, 04:42 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

8- الرجل الاخر

فى الاسبوع التالى، أعلن ميردوك أنهما سيقومان فى اليوم التالى بزيارة المؤلف الجديد.

- لم يعدنا بشئ حتى الان.. ولكننى امل أن أبرم معه عقدا بعد ظهر الجمعة، لذلك عليك أن تبتسمى له أحلى ابتساماتك . فى اليوم التالى وصل ميردوك ليصحبها فنظر الى ملابسها المنتقاة باعجاب . عندما ماتت العمة مارولا، تركت لمينا البيت والمال اللذين ورثتهما عن والدى مينا.. واحتفظت بالميراث جانبا لابنة ابن اخيها .. ومع ان مينا لم تفكر كثيرا فى الامر مؤخرا الا أنها حمدت الله على ما ورثته. فالمبلغ الوحيد الذى أنفقته منذ وفاة العمة كان لشراء الشقة ولكنها عمدت منذ عادت من العطلة لاحياء خزانة ملابسها.. وقد كانت بدلة اليوم أحد المشتريات.

كانت التنورة الزرقاء البترولية عادية ولكنها مصنوعة بذوق رفيع يلفت النظر أما البلوزة البيضاء فكانت مزينة بأزهار مطرزة على قماش من الساتان على الكتفين والصدر

قال ميردوك باعجاب:- رائع جدا .. تعجبنى تسريحة شعرك انه اجمل بكثير وهو مسترسل على كتفيك فهو يظهرك أقرب الى الناس.

- أرجو الا يقربنى كثيرا منهم . فتح لها باب السيارة، وقال موبخا:- استيقظى ايتها الحالمة.

ليس غريبا عليها زيارة المؤلفين برفقة ميردوك.. فالمؤسسة تؤمن بتدليل المؤلفين.. وغالبا ما كانا يزوران المؤلفين بدلا من ازعاجهم بالتوجه الى لندن. كانت مينا عادة تبقى جانبا حاملة دفتر ملاحظاتها مصغية الى ما يمكن أن ينساه ميردوك.

توجها فوق الطريق الدولية نحو بريستول .. كانت الطريق نسبيا هادئة والريف ينعم بيوم مشمس ليس فيه سوى غيوم بيضاء صغيرة تشبه ما يرسم فى قصص الاطفال اتكأت مينا برأسها الى الخلف تستمتع بأحاسيس ممتعة سعيدة كانت تمر بها .

كانت غلوتشستر أول بلدة مرا بها عندما اجتازا شارع عريض تذكرت ان البلدة كانت يوما منتجعا للحمامات الطبيعية والينابيع الحارة. اما كوتسولد فكانت مألوفة بالنسبة لمينا لأنها كثيرا ما قصدتها عندما كانت تقوم بزيارة أهل كارسون ولكنها لم تكن لتتعب من الاعجاب بجمال حقولها الخضراء والذهبية..

قال ميردوك مخطئا فى تقدير تنهيدتها ظانا انها متعبة:- اقتربنا من هدفنا نحن نبحث عن قرية (وارتون- اندر- ذاهيل) ولن يمضى وقت حتى نرى اللوحة المدون عليها اسم القرية.

عندما وصلا أمام اللوحة سلك طريقا متعرجة عبر مروج مورقة ببقدونس البقر الذى كان يطير منها طير ( الروبن) الاحمر الاشعث الريش.. أنزلت مينا زجاج نافذتها لتتنشق هواء الصيف اللذيذ، فمينا برغم تبجحات والدة كارسون تحب الريف فعلا..

سألت مينا بفضول:- أهى بعيدة؟

- ثلاثة أو أربعة أميال .. مضيفنا رجل مثير للاهتمام لم أكن أظنه شخصا انسانيا الى هذا الحد.. مظهره قاس وماكر ولكنه كاد يصعقنى حين قال انه سيجهز منزله بعائدات كتابه لتحويله الى مركز تأهيل المشردين ..

تحرك فضول مينا، فقاطعته سائله:- كيف هو شكله؟

تصورت لسبب ما ، رجلا مهيبا فى الستين من عمره، انيقا رشيقا ساحرا.

رد ميردوك:- اصبرى قليلا حتى تقابليه. ما رأيك بمخطط الكتاب الرئيسى ؟

كان قد أعطاها اياه لتقرأه فى بداية الاسبوع :- مؤثر جدا ومخيف تقريبا ولكنه مزيج بين الواقع والخيال .

اذهلها ميردوك بالقول:- لست واثقا من هذا.. أعتقد أن مؤلفنا يستخدم الوقائع لا الخيال ولكنه خفيها باحتراس ليخفف من وقع صدمتها. كانت الافكار الرئيسية التى قراتها مينا تدور حول تسرب أخبار عن مشروع عسكرى تحاول السلطات كتمها بكافة الطرق وقد وجدت نتائج هذا القمع المخيفة مثيرة للقشعريرة ومرعبة نظرت الى ميردوك مرتبكة قلقة لتسأله:- لكن كيف لها أن تكون حقيقية؟

- لا أدرى.. غير أننى أعرف ان له اتصالات رفيعة المستوى فى الجيش وربما حصل على معلوماته الاولى منهم آه يبدو أنه المكان المنشود. واشار الى بوابات حديدية بدت أمامهما فجأة على جانب الطريق .

بدت غرفة الحرس الصغيرة مهجورة فاضطرت مينا للنزول من السيارة لفتح البوابة.. عجت الطريق الداخلية بالاعشاب البرية وبالخلنج وبنباتات الأضاليا..

قالت مينا معلقة :- كان المكان جميلا فى يوم ما .

وقع بصرها على بحيرة صغيرة مغطاة بالطحلب المائى، ثم تفرعت الطريق الداخلية فجأة .. فعبس ميردوك مفكرا فى التعليمات التى أعطيت له :- سنسلك الجهة اليمنى لأن المنزل الرئيسى لا يستخدم فى الوقت الحالى بسبب مشاكل فى السقوف.

وجدا القسم الذى يقصدانه وعندما شاهدت المنزل الملوكى الضخم حبست مينا أنفاسها.أوقف ميردوك سيارته قرب سيارة بورش أنيقة .. من الواضح أن المؤلف الجديد الذى اكتشفه ميردوك لا يفتقر الى المال.

فتح لهما الباب رجل فى أواسط العمر وقفته عسكرية ، ثم أدخلهما الى بهو مستطيل، فيه سلم مزدوج يفضى الى رواق معمد.. لمحت مينا الديكور الابيض والذهبى ، وروعة الثريات الكريستالية والمدفأة القديمة الطراز.. ثم انفتح احد الابواب.. فجأة تلاشى كل ما فى رأس مينا التى تسمرت فى موضعها بعدما رحل اللون عن وجهها تاركا اياه ابيض جافا.

تقدم ميردوك الى الامام قائلا:- غايف! ما أروع رؤيتك! هل لى أن أقدم لك مساعدتى؟ مينا .. تعالى لتقابلى مؤلفنا الجديد .

وجدت نفسها تتحرك بحركات آلية كدمية خشبية. كانت شفتاها متشنجتين بسبب الجهد الذى تبذله لتظهر عليهما ابتسامة خفيفة. غزا جسمها برود عظيم وعجزت عيناها عن مقابلة العينين الخضراوين الباردتين اللتين تتذكرهما جيدا.

تمتم غايف بدون انفعال :- سبق أن التقيت ومينا فى الكاريبى، ثم التقينا مؤخرا فى منزل أهل خطيبها. أخبرينى، هل تمكنت من اقناع أهل خطيبك أننى لن أسمح لهم بالصيد فوق أرضى ؟

ردت مينا ردا مناسبا ولكنها أحست بأن ميردوك يراقبها بريبة مفاجئة. تجسدت مخاوفها كلها حين سمعته يقول لغايف:- أقلت انكما التقيتما فى الكاريبى؟ يا لها من صدفة.. وهل استمتعت بعطلتك؟

- كانت ممتعة فى بعض الاحيان.

لم تجرؤ مينا على النظر الى أحد الرجلين .. وندمت لأنها أسرت لميردوك بامر وقوعها فى حب رجل التقته فى الكاريبى، فهو ماكر بعيد النظر وسرعان ما يعرف الحقيقة.

كتمت أنفاسها حين قال غايف لميردوك:- أفهم أنك مضطر قريبا للتفتيش عن سكرتيرة جديدة ؟

بدا ميردوك حائرا للحظات ، ثم قال بسرور:- تعنى حين تتزوج؟ ستبقى معى حتى وقت طويل .. اذ لم يحدد موعدا حتى الان اليس كذلك مينا ؟

- أجل .. هذا صحيح .

- الغداء جاهز كولونيل!

كولونيل ! اتجهت عينا مينا الى غايف فهذا ما لم يقله لها أثناء أسرهما. حين كان يتكلم عن تحمله للمسؤولية فكرت بانه كابتن أو ميجور ..

قال غايف يشرح بفظاظة:- ينسى لاوسون أننى تركت الجيش . كان تحت امرتى، وتقاعد.. لكن العادات العسكرية لاتموت بسهولة.

تمتم ميردوك وهما يتبعان غايف الى غرفة طعام رائعة الاثاث كولونيل .. هه؟) كانت الغرفة مطلة على حدائق محاطة بالمروج الخضراء تحدها من الخلف .

عاد لاوسون ليصب لهما العصير .. فشعرت مينا بأنه يحرس غايف ككلب الحراسة والويل لمن يقترب منه .. قال لاوسون لغايف بجفاء قبل أن يخرج:- السيدة ميلوكس مستعدة لتقديم الغداء .. كولونيل .

قال غايف مرحا :- يحاول لاوسون القول اننا ان لم نجلس الى المائدة أصب بالجنون فى المطبخ . فى الواقع ، أنا محظوظ بوجود لاوسون والسيدة ميلوكس مع أنهما لا يتفقان ولاوسون، كما ترى يكره النساء، أما السيدة ميلوكس فتفتش عن زوج ثان .. على أى حال، انها طباخة ماهرة.. شاهدت خطيبك منذ أيام .. كان يركب الخيل مع فتاة سمراء جذابة اسمها كوليت ..

- ربما هى كوليت سالنجر سكرتيرة كارسون وجارة أهله.

- يا للخبر !

رحبت مينا بالبطيخ لأنه قطع ذاك الحديث غير المستساغ ركزت مينا على الفاكهة اللذيذة أما ميردوك فراح يحدث غايف بلباقة عن مؤلفه.تألفت الوجبة الرئيسية من ضلوع حمل مسلوق ومجموعة متناسقة من الخضراوات. حين دخلت السيدة ميلوكس لتأخذ الصحون . قال غايف معتذرا :- أخشى أن لا تحلية سوى الجبن والبسكويت فحينما قال ميردوك انه سيصحب معه مساعدا توقعت رجلا.

ضحك ميردوك :- ذاك محال فما من رجل قد يتمتع بهذا الجمال كله. مينا هى أفضل سكرتيرة استخدمتها. كم من الوقت سيستغرق انهاء الفصل الاول؟ سأحاول نشر الكتاب قبل معرض الكتاب ولكن ذلك يقتضى العجلة . سأسافر الى ميلانو فى الاسبوع المقبل لآتباحث فى أمر كتاب ما ، فثمة شخص يدعى أنه يعرف كل شئ عن المافيا فى ايطاليا.. يقول ان لديهم علاقات رفيعة المستوى مع الحكومة .. ربما فى هذا مبالغة، ولكننى لا أقوى صبرا على التحقيق فى الامر .

سأله غايف بأدب :- كم ستغيب ؟

- أسبوعين الى ثلاثة .. والان فلنعد الى مؤلفك .. متى تعطينى الفصول الأولى منه؟

من الواضح أن ميردوك يحاول الزام غايف بعقد محدد ولأنها قرأت ما يمكنه أن يكتب، فهمت السبب . رد غايف بلطف :-ساعطيك الفصول الثلاثة الاولى حين تعود شرط أن تعيرنى خدمات سكرتيرتك.

تعالى صوت حاد بعد وقوع سكين مينا من يدها المرتجفة، ثم قال ميردوك بسرعة:-طبعا سأجد لك سكرتيرة غايف .. فى المكتب سكرتيرات كثيرات سيسرهن أن ..

قاطعه غايف بالسرعة نفسها : - هذا لطف كبير منك ميردوك .. لكننى أفضل العمل مع شخص أعرفه ولا أظن أن هناك توصية بحق مينا أكثر من عملها معك. قلت انك مسافر فلماذا ترفض طلبى ؟ واعلم أننى لن أستخدم مواهبها مجانا.

هل لاحظ ميردوك الطريقة المهينة التى أطال الوقوف بها عند كلماته الأخيرة؟ عرفت أن ميردوك يشعر بأن بينها وبين غايف شيئا ما .. كما يشعر بانه الرجل الاخر الذى أشارت اليه لذا حاول أن يتجنب طلب غايف بلباقة .. فرد غايف ببرود :- الامر عائد اليك .. ان كنت تريد تلك الفصول ..

- طبعا .. طبعا .. هل لديك اعتراض مينا ؟

قالت بفظاظة :- لا ادرى ماذا أستطيع تقديمه من مساعدة من المحتمل الا أقدر على التنقل الى هنا ..

أدركت متأخرة أنه ربما يتوقع منها الاقامة عند أهل كارسون .. ولكنها أصيبت بالخيبة حين هز كتفيه قائلا ببرود:- لن تستطيعى التنقل . انما ليس ذلك بمشكلة، عندى نصف درزينة من الغرف الفارغة .. فى الواقع سيكون من المناسب بقاؤك فى المنزل .. وأظنك لا تعترضين على العمل مساء؟ ساعوضك بالطبع عن عملك الاضافى .

عم تعوضنى؟ أرادت أن تصرخ عليه بسبب الطريقة المهينة التى ينظر فيها اليها ويحدثها بها ولكنها كبحت كرامة لميردوك كلماتها الحادة

وردات :- ان كان فى عملى معك فائدة لانهاء الكتاب فى وقت أقصر فذلك سيكون المكافأة التى احتاجها .

أحست بالرضى لأنها رأت بشرة غايف تحمر بشدة لكن حين استدار ليقول شيئا لميردوك أحست مينا بموجة غثيان تجتاحها ، فوقفت بسرعة وشفتاها شاحبتان كبشرتها ثم ترنحت:- مينا!

ما هى الا لحظة حتى كان ميردوك الى جانبها فاضطرت الى الابتسام والقول كاذبة :-انا بخير.. ليتنى أستطيع الخروج قليلا لأتنشق بعض الهواء العليل .

- طبعا .

فتح غايف لها الابواب الزجاجية ثم رافقها مفسحا لها المجال للخروج قبله ، أنها المرة الاولى التى تحس فيها بهذا الوهن الى هذا الحد. وتاقت للتسلل الى مكان بعيد لتكون بمفردها وكان من حسن حظها أن جذب ميردوك اهتمام غايف فأدخله الى غرفة الطعام .. فسارت مينا فى الشرفة المسيجة بدرابزين حجرى مستنشقة الهواء العليل .. كانت على وشك النزول الى الحديقة حين شعرت من جديد بوهن شديد فاضطرت الى اسناد رأسها الى الحائط الحجرى البارد منتفضة الجسد.

- ما بك؟ ولماذا ؟

كان غايف متكئا الى الحاجز الحجرى ينظر الى وجهها بغضب شديد كاد يخيفها .. فسألت :- لماذا .. ماذا ؟

- لاتقولى انك غير متعبة .. لذا أسألك ثانية .. لماذا ؟

صاحت به ، وقد طفح الكيل :- لا شأن لك

- لاشأن لى؟ أعلمى أننى لن أسمح لك أثناء أقامتك تحت سقف منزلى بقضاء أوقاتك عند آل كيكورد .

ردت بحزم :- كارسون فى نيويورك.

- الم تحددا موعد الزواج حتى الان ؟ الن تستطيعى الانتظار مدة أطول. تكورت أصابعها بنفاد صبر فى راحتيها ، تتوق الى مسح هذه النظرة الساخرة عن وجهه المتغطرس .

- مينا .. هل أنت على ما يرام .

ظهر ميردوك فى الشرفة متغضن الجبين :- غايف هلا أريتنا المنزل وشرحت لنا الخطط التى أعددتها له؟

ظنت للوهلة الاولى أنه سيرفض طلب ميردوك ولكنه على ما يبدو غير رأيه . سأله ميردوك وهما يسيران فى الحديقة أثناء العودة الى المنزل الرئيسى :- ما الذى أوحى اليك بالفكرة أساسا؟

- أوه .. لقد تطورت معى تدريجيا .. ورثت المكان عن عمى ولم أكن أتوقع ذلك الارث . كان المنزل الرئيسى مهملا منذ سنوات، وقد عرضه العجوز على الحماية الوطنية للاثار ولكنهم رفضوه لأنهم ل يأخذون منزلا كهذا بدون المساهمة فى صيانته، وهذا ما رفضه جورج العجوز. وعقابا لهم ترك المكان ينهار أمام عينيه ، وكان من حسن حظى أن اهتم آخر مستأجرين به وتركاه فى حاله جيدة . أما بالنسبة لتحويل المنزل الرئيسى الى مركز تأهيل فأعتقد أن بذور الفكرة عنت على بالى أثناء قيامى بجولة فى ايرلندا الشمالية، فلا فرصة للاولاد هناك أذ تحشر الكراهية الدينية منذ ولادتهم فى عقولهم ويتشربونها مع حليب الام .. وكذلك الحال بالنسبة للاولاد الذين يصبحون فى النهاية مجرمين، وضحايا للعنف العرقى .. وما اريد القيام به هو منحهم فرصة لاكتشاف طريقة أخرى للحياة .. وللعيش فى مكان يعلمهم احترام النفس، والاعتماد عليها ..

صمت فجأة ،ثم استدار :- آسف لقد استرسلت بالحديث.

ابتسم ميردوك :- لا تعتذر.. أنا معجب بك بل أرانى أحسدك.. أتمنى لك كل النجاح.

رد متجهما :- سأحتاج الى دعائك هذا كما سأحتاج الى ما يدره على الكتاب .

- افهم ذلك .

استداروا حول آخر منعطف فى الطريق ، فبرز أمامهم المنزل الذى بدا كئيبا مغما للنفس فالقرميد مكسورة والنوافذ محطمة . سأله ميردوك فجأة :- لماذا انضممت الى الجيش ؟ ألم تكن فى جامعة كامبريدج؟

- أجل .. فى تلك الايام كنت أريد أن أصبح كاتبا .. ولكننى وجدت نفسى أفقد سحر العالم فتركت كامبريدج قبل أن أنال شهادة التخرج وطفت فى العالم كله مدة سنتين ثم تورطت مع جماعة من المرتزقة فى أفريقيا ، واكتشفت أن عندى موهبة القيادة فكان أن عدت الى بلادى وانخرطت فى الجيش .

وبما انه اكتسب المهارات التى تجعله لا تقدر بثمن للفرقة الخاصة فى الجيش فقد تمسكوا به .. وهذا أمر تشك مينا أن يعرفه ميردوك . جال بهم غايف فى المنزل الضخم المتداعى ، يدلهم على الامكانيات الكافية فيه . ثمة مزرعة متصلة بالاملاك يستطيع الاولاد العمل فيها .

- لن نستطيعأن ندعم أنفسنا بأنفسنا .. ولكن المزرعة تدر الارباح وثمة مكان رحب للوحدات الهندسية المتخصصة التى قد نستعين بها هنا .

كان الوقت متأخرا عندما غادر ميردوك ومينا المكان .. سارا عدة أميال بصمت ،ثم قال ميردوك بلطف :- أنه هو ؟ أنه الرجل الذى وقعت فى حبه .

- وهل كنت شفافة الى هذه الدرجة ؟

- لا ولكننى جمعت الوقائع .. ويؤسفنى أن أسلمك اليه لمساعدته فى كتابه .

- لم يكن بيدك حيلة . يظننى مخطوبة لكارسون .. ولم أقل له الحقيقة .. لأننى ..

- لأنك لا تريدين أن يعرف بحبك له ؟ لقد بدا مصرا على أن تعملى معه.

ردت بأختصار :- عقابا لى فهو يظننى أجبر كارسون على زواج لا يريده .. بل اتهمنى بأننى غيرت طريقة لباسى وزينتى لأؤثر فيه .

ساد الصمت برهة ثم قال ميردوك :- مينا .. ان كنت تشعرين بأنك غير قادرة على تحمل هذا أو اذا شعرت أنه سيسبب لك أوقاتا عصيبة .

قاطعته ممازحة :- كان يجب أن تكون الادوار مقلوبة .. كيف تتغير الامور! فى الماضى كانت المرأة تكره مغويها النذل .. أما الان .. الان.. اندفع منديل ابيض ناعم الى يديها المرتجفتين .. وتركها ميردوك تبكى بضع دقائق،ثم سيطرت على نفسها

-مينا.. أواثقة أنت؟ بامكانى الادعاء بأنك غيرت رأيك .

ان فعل ميردوك ذلك اكتشف غايف أنها أنفصلت عن خطيبها وهذا ما لا تريده ردت بثبات :- لا ،ل تفعل ربما هذا أفضل ما يحدث لى فقد أتمكن بوجودى قربه من ..

- من التغلب على مشاعرك تجاهه .. أتظنين ذلك ؟

- أظن أن أمورا أغرب من هذه وقعت لى .

لكنها تعرف ان ميردوك على حق وأن العيش فى المنزل نفسه مع غايفنغ قد يزيدها شغفا به أن لم يستطع الاحتقار والكراهية قتل حبها له فما الذى سينجح فى ذلك ؟

***********************************************


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس