عرض مشاركة واحدة
قديم 27-09-17, 10:23 PM   #9

Mona1977

? العضوٌ??? » 408051
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » Mona1977 is on a distinguished road
افتراضي غريبة بجوارك (تم إضافة الفصل الرابع)

غريبة بجوارك
" كنت إلى جوارك قريبة .. غير أني كنت غريبة "
( الفصل الرابع )


في الصباح الباكر .. أرسل الملك أحد الغلمان ليأتيه بكندة فأجابه بأنها لم تزل منذ البارحة مستلقية قرب جدار في أحد القاعات الشمالية المطلة على النهر .. لحظات أصدر الملك بعدها .. الأوامر بإطلاق سراح أبان خوفا .. أن يكون سببا في قتله أن .. يكون سببا صريحا لابتعادها عنه .. تحرك الجدار .. فتحت البوابة .. أيقظوها إذ كانت تعترض طريقهم.. تفاجأت لمشهد لم يخجل وهو .. يستقطب ما تبقى من نور يستسقي منه وجهها الذابل .. خرج محمولا فوق الأكتاف .. لم يعد متوشحا بالسواد فقط بل .. باللون الأحمر الذي انبرى من كل جزء بان لها أو لاح .. منسكب الرأس .. متورم الوجه .. هيئة مشرف على الهلاك ونظرات مودع ربما .. لم يعلم بوجودها وهو ينظر إليها فوعيه هو الآخر يبدو أنه .. قد تلطخ بالدماء بألوان العذاب التي .. شهدها في بؤرة الجحيم تلك التي يبدو .. أنها لم تشبع بعد من زوارها .. تفاقم همها: أبان أجبني وطفقت إليه تهزه .. تناديه دون إجابة منه تنجيها .. أبعدوها فعادت .. أبعدوها فكادت لولا إحداهن أمرتها .. أن تلحق بها فالملكة تريدها حالا ولما رفضت .. أمرت الجند فأرغموها وإلى حيث المكان المنشود ألقوها وبعد .. دقائق كالساعات كالثلج ينماث وما من شمس تختصر لحظات انتظارها أجابتها .. من خلف ستار ساتر فجروح البارحة لم تشف بعد: ما رأيته البارحة جعلني أجزم أمرا .. شككت فيه منذ البداية .. أنك اللعنة التي كنت أتلقى صفعاتها مرة تلو المرة مذ اقتحمت بخبث عالمي .. جررت ابني إلى الهلاك وزوجي إلى الجنون وتحاولين شل حركتي بكل ما تملكينه من شرور ولكنه ..
إما أنا أو أنت .. فاختاري ..
ــ سيدتي عن أي اختيار تتحدثين .. أنت سيدتي وأنا خادمتك طوع بنانك .. محال أن أخدعك .. أن أجازي إحسانك بالإساءة محال ..لا على هذا تربيت إلا أنه ..لا ذنب لي حقا .. فيما يختلج الملك من مشاعر لم أشعر بها مطلقا ذلك أني .. أحب ابنك لا غيره وأفعل لأجله أي شيء .. أحدثك وقلبي معه .. روحي تصحبه وخوفي .. لو تعلمين حجم خوفي عليه .. لقد رأيته .. ليتني لم أره .. كأنه يودعني كأني لن أره .. لحظات انتظاري تشتعل وخوفي .. يرتجي كلمة رضا منك تريحك من همك .. تبعد قلقك .. تقربني منك وإليه ..
ــ لحظات من الصمت ويكأنها الدهر حتى نطقت: حسنا إذن .. لنفترض صدق ما تقولين من أنك .. لا شأن لك بكل ما يجري هنا .. أنك ضحية لهوس زوجي وجنون ابني ومع هذا .. لابد لي من اختبار أتبين فيه حقيقتك .. فإن كنت تحبينه حقا .. حبا لا يهاب الموت فأمامك من الشراب كأسان أحدهما مسموم .. لن تخرجي من هذه الغرفة إلا ..باختيار أحدهما إما هذا وإما .. أن أنفيك إلى مكان لا يعلم الجن حتى بأمره وتذكري .. أن كل ثانية تضيعينها بالتفكير بينهما إنما .. تطيلين بذلك لحظات انتظارك .. ومع كل ثانية يسلب نفس .. وهو شخص يهمك أمره كما تدعين فهل .. يرضيك أن تنقضي أنفاسه دون أن يراك وحالا .. التقطت كأسا .. تناولتها بالكامل ثم نهضت تهم بالخروج فاستوقفتها .. كبرى الوصيفات: دعيها فلقد اختارت وهيه كندة .. إن كان السم من اخترت فالموت .. قد اختارك ..
أجابتها ببرود: لا بأس سيدتي .. هلا أذنت لي الآن بالمغادرة أرجوك ..
أذنت لها ليتفاجأن بها .. قد انطلقت كما الريح التي تجري .. لم يثنيها طول الطريق وكثرة التواءاته .. لم يثقلها حجم الغيم وعظم مساحاته .. لم يهزها لون الغبار وتكاثف سحاباته انطلقت .. لم تهتم ..
بما سيجري لها ..
إن كان سيكف عن اللحاق بها ..
إن كانت ستنتهي معاناتها .. لا يهم ..
كل ما كان يهم ..
هو الآن ..
أن أراك الآن ..
ــ سيدتي إنها صادقة .. ــ أعلم ذلك ..

عند وصولها كانت اللجنة الطبية المشرفة على علاجه قد خرجت للتو من عنده .. وقفت عند رأسه .. تأملته لثوان سألت بعدها - بأنفاس متقطعة – كهرمان التي كانت تشرف على رعايته فترة غيابها فأجابتها .. بضيق كاد ينخر أنفها: بخير ولكنه .. بحاجة إلى بعض الراحة فهلا .. تركته يرتاح لقد بت المسؤولة هنا فلا داعي لوجودك وبضيق أشد: وعودي من حيث أتيت .. كان ينظر إليها بطرف عينه دون أن تلحظه إلى أن .. صدت عنه فصد عنها إلا أنها .. وعند الباب توقفت وما لبثت أن .. خفت الخطى نحوه .. استدارت حول السرير لتندس بقربه أسفل لحافه .. كهرمان التي تفاجأت كما أبان الذي .. لم يتوقع حدوث أمر كهذا جعلها .. تفقد السيطرة على نفسها جعلها .. تشتعل .. نهرتها من دون خجل وأمرتها .. بالانسحاب حالا فلما .. لم تجد الكلمات معها نفعا ..حاولت بقوة جذبها نزعها منه بكل ما أوتيت من طاقة إلا أنه .. لا طائل يرجى من محاولاتها فقد كانت .. متشبثة بفراشها تشبث الأم بطفلها .. التفت إليها .. اعتصارها .. مكابدتها للتشبث به بالرغم من كل ما كان ينولها وكأنها .. في صراع من أجل البقاء من أجل أن .. تبقى بقربه جعله يأمرها .. كهرمان بالخروج وخصوصا .. بعد أن بدأت بشد شعرها .. أمرها صارخا بها: أخرجي ..
ــ تدحرجت صخرة من أعلى الجبل لتسقط تماما فوق رأسها .. فغرت ثغرها .. حاولت المماطلة بإسم الأوامر التي تلقتها إلا أنه .. ألجم لسان سخفها بصرخة أخرى منه جعلتها .. تهرول خارج الغرفة هاربة .. فلما خرجت .. أرخت كندة دفاعها لينسل أبان منها .. ليركن نفسه بعيدا عنها عند الزاوية .. أسدل جفنيه يبتغي شيئا من الراحة والهدوء وإذ بذاك الذي .. يتأبط ذراعه .. يدس أرنبة أنفه بين نحره وعنقه .. يهمس إليه سرا كهمس الندى فجرا: لا تسألن الابتعاد عنك .. فابتعادي لن يزيدني إلا التصاقا بك .. أنت تعب وأنا كذلك .. انسي وجودي لهنيهة ودعني .. أشعر بوجودك لبعض الوقت .. أرخت رأسها فوق كتفه غير عابئة لردة فعله .. تمتمت بصوت نعس: لقد تجرعت السم لأجلك فهلا .. تجرعت قليلا من الصبر لأجلي ..
كلمات .. لم يدر معناها حروفها ..قد نفذت بصعوبة عبر ممر ضيق .. تسير بتؤدة نحو القلب الذي .. تغلفه بعمق .. حراشف هي أقسى من الصخر .. أذابت بعضها باليسير الذي حملته بالبعض الذي .. ألزمه مكانه .. جعله يجيبها لما سألت ومع هذا ..
فهو لم يستطع ..
نسيان وجودها كيف وهو ..
كلما ابتعد اقتربت وكلما اقتربت ..
شعر بوجودها ..

في الصباح التالي استيقظت كندة على أثر صوت شخص يهز كتفها بطرف سبابته ويأمرها أن تخرج بلهجة رديئة .. خرجت بعد أن أومأ لها أبان أن تفعل .. تركتهما معا أبان وأسامة الذي بدا منزعجا قد خالط انزعاجه شيء من الضيق تحرر برحيلها .. وبعد دقائق عدة خرج وكعادته كلما خرج من عنده .. ابتسامة خبيث ونظرات عابث مستيقن وصرخات أبان تناديه باسمه .. يحاول النهوض .. اللحاق به والتعب يقعده .. كندة التي كانت تنتظر .. كم رغبت بشدة اللحاق به والتحدث معه إلا أنها .. لم تفعل بل .. لم تستطع .. نفذت حالا وإليه تنظر أمره .. كالبئر المطموسة .. صرخات يائس يختنق .. وظلام يغمر لاحظيه .. تخبطات يديه .. دمعه الذي انسكب .. قوامه الذي يكاد يفنى شيئا فشيئا وروحه التي .. شعرت بها تنتزع بلا رحمة لتقدم فوق طبق من ذهب .. رؤيته هكذا أدمت فؤادها فما كان منها إلا أن .. عانقته بشدة عله يشعر بحبها عله .. يهدأ حينها فيرتاح .. حاول الإفلات منها فشدت قبضتها ليتذكر كلماتها: " لا تسألني الابتعاد عنك .. فابتعادي لن يزيدني إلا التصاقا بك .. " لحظات استسلم بعدها قائلا .. يعيد على مسمعها سؤالا .. كان قد طرحه عليها منذ البداية:
هل خفتي يوما أمرا أحببته في نفس الوقت؟
ــ نعم .. أنت وأردفت .. بعد هنيهة تسرد أسباب وجودها واستمرارها في عالم مجنون كهذا:
لقد كنت أعيش في سلام ضمن حدود واقع كنت فيه على خير ما يرام .. قانعة .. راضية تمام الرضا حتى اقتحم .. ذات ليلة ليالي طارق لم يستأذن بالدخول ولم .. أمنعه من ذلك بل منحته المفتاح ليزورني كل ليلة .. كنت أظن كأغلب الظن أن .. الأحلام ما هي إلا تصاريف لعقلنا الباطن حتى .. تجسدت أمامي حقيقة في لحظة أراك .. وأرغب بشغف تصديق ذلك .. فالكل يرغب مني فعل ذلك إلا أنه .. وحتى اللحظة وأنا .. أعانقك لا أزال أعتقد بأنك حلم وأن حلمي .. قد تمادى كثيرا ولابد وأستيقظ ..
ــ إذن استيقظي ..
ـ بطرف ثوبها مسحت شفته المجروحة .. أجابته تتحدث بالنيابة عنها جراحها: لا أريد أن أستيقظ .. أريد معرفة النهاية ورؤية ما سيجري هل ..
سنكون معا سويا تتساقط علينا الثلوج من السقف ..
أم أن الأرض ستتصدع من تحتي ليبتلعني القاع كما يحدث دائما وأكملت .. بأسى بنظرات تحوم حوله دون أن تلتقي به وأناملها من قذته .. وجنته .. شفته .. مقدمة ثوبه إلى راحة يده: أستغرب تعاستك وقد كنا معا تغمرنا السعادة .. أسترخي فوق أحضانك فتداعبني بقبلاتك .. تحملني فوق ذراعيك وتلاحقني بابتساماتك .. القصر ذاته .. الغرفة ذاتها .. أركان حلمي تجسدت واقعا حيا ملموسا أمامي إلا أن الأساس لذلك أن يتم .. لا يبدو أنه يشعر بوجودي وأنا التي .. بعت حريتي لأجل قلبي المثغم بهواه كي .. يقترب كي .. تلين خفقاته فيلتفت إلي إلا أن .. جواره لم يزدني إلا غربة وهنا .. التقت به مردفة: فكلما اقتربت ابتعد .. كلما اقتربت ابتعد .. لقد بت أشعر بالإرهاق بالتعب ومع هذا .. لا بأس .. لا تنظر إلى قلبي إن لم يكن يهمك أمره ولكن .. ألا ينهي هذا الجنون ومدت يدها إلى راحته وساقتها إلى وجنتها: حرير يفتقدك وشفاه .. تشتاق لك وجيد ينتظرك ثم .. أرخت كفه فوق صدرها: وأنفاس .. تلهج باسمك .. أمنيتي .. أن تشعر بهذا القلب الذي يرتجف كلما رآك أن .. تراه كما يراك ومع هذا .. فلا بأس .. فإن لم تكن تهواني فهلا .. رأيتني كامرأة تهواك لا ضير عندها .. من بذل سبب رخيص كالجسد من أجل أن تبقى معك .. من أجل أن تستيقظ كل يوم لا ..
لرؤية الشمس بل ..
كي تراك ..
ومن لديه حيلة فليحتال إلا أنها ..
لم تكن حيلة ولا تمت صلة .. بأي نوع من أنواع كيد النساء ..
لقد كانت تتحدث بصدق ..
بالصدق الذي لا يضمر كذبا ..
يالكذب الذي تكاسل متعمدا ليمنح الحقيقة بعض الوقت ..
إذن فهو الوقت ..
والترقب لحدوثه ..
والأمل ألا يطول ..
إجابة شافية منه قد ..
تنهي هذا الجنون وقد ..
تجعله يتمادى ..
كانت ترتدي ثوبا من الدمسق الموشى .. مزموم الوسط .. مسجى الأكتاف حينما .. وبتردد مد يده وبأطراف أنامله كشف .. الستر عن أحد الأكتاف ثم ابتعد .. غض البصر وما عتم أن عاد محدقا .. فالقليل الذي انكشف أزال الستر عن قليل من كثير .. لم تصله الأيادي بعد ولم تنعم بالنظر إليه .. أعين مجتليه كيف وهو ..
الصيد المحرم اصطياده ..
والندى الذي يصعب التقاطه وهو الحسن .. قد تأسى بها حسنا فهي الحسناء ..
من تهواها الأشجان ويستميت لامتلاكها اللحن ..
لخلق أغنية لم يسمع بها ..
تناجي الأرواح منها قبل البدن ..
لقد منحته الحق لأن يفعل بها ما يشاء ويشتهي ..
أن يسترق السمع إلى أشجانها وأن يمتلك دون عناء أعذب اللحن ..
إنها تناجيك من دون البشر فهلا .. ناجيتها فهلا ..
اجتذبتها إلى صدرك .. فلا تفارقه ..
وإلى قلبك المقبور .. فتؤنسه ..
وإلى كلماتها التي نطقت بها وفي كنهها .. مذلة وندم ..
هلا أشعرتها .. أن بذلها لم يذهب هباء ..
تجرأ أخيرا بعد طول عناء .. مد يده ثانية بحذر .. نحو المكان حيث اللحن .. ينتظر بتلهف وقع أنامله ليكتمل الشجن الذي .. أنا له أن يتكون أو يكون وقد .. قاطعهم ثلاثة من الغلمان يحومون حولهم كالغربان .. ينظرون بفضول إليهم .. يتدافعون بينهم .. مفسدين تلك اللحظة التي لو تمت لربما .. تبدل الحال .. بضيق نهرتهم .. أمرتهم بالخروج فأبو فالملك قد أمرهم بإحضارها بعد أن تتهيأ رغبة منه .. لاصطحابها معه خارج القصر في جولة حول المدينة .. لم تنصع لرغبته وطالبتهم بالخروج حالا .. تظاهروا بعدم سماعها وجعلوا يكررون عليها "هيا .. هيا .." يتغنون بها ويعيثون في المكان كما اعتادوا فسادا كلما .. عصى أحد كلامهم مسببين إزعاجا .. لا منطق ولا مطلق له فهم .. محصنين من أي أذى إلا .. بأمر من الملك أو الملكة .. فلما طال الأمر وتعدى حدوده وأصبح لا يطاق .. تحدث أبان الذي كان قد صمت طويلا خجلا وطلب منها .. أن تذهب مستطردا قائلا قبل أن يستقر بمشقة فوق سريره: إن كان بذلك لجسدك سبب رخيص فبذله لأجلي .. سبب أرخص ..

أثناء طريقها أحست كندة بالدوار فأولت ذلك إلى الجوع الذي .. لا يوال ينهش معدتها منذ البارحة .. طلبت من الغلمان أن يذهبوا لإحضار بعض الطعام إليها على .. أن تنتظرهم هنا فلما عادوا .. لم تكن هنا .. لقد هربت .. اختبأت بعيدا عنهم .. لقد باتت تخشى الاختلاء بالملك معتبرة بقاءها معه .. خيانة لأميرها ومضرة له وهو .. من القرب منها ما بات وشيكا في ظنها بالرغم .. من كلماته الأخيرة التي أوحت عكس ذلك ربما .. أنها أسندت يقينها ذاك على اللحظة تلك التي .. كانت بينهما .. بحثوا طويلا عنها حتى إذا ما يئسوا .. عادوا إلى الملك فأخبروه .. كان حينها يستعد للخروج فرحا .. فهاهو يتطيب ببحر من العطور .. يشذب لحيته وينتقي أسورته .. أجواء فاخرة من الترف هدت فالخبر كان صاعقا جعله يفقد اتزانه .. حالا أمر الجند بإيجادها إلا أنه لا أثر .. فما كان منه إلا أن أشرف على عملية البحث بنفسه فكان أول مكان يتفقده هو حيث أبان .. أبان الذي كان مستلقيا يداعب بنظراته الذابلة لون الغروب تفاجأ .. بالكم جالب الهم من اقتحم عليه تأمله وسكينته .. جدوا في البحث حتى انتهوا عند مليكهم ألا أثر حينها سأله .. بشرر يستعر بنيران من فمه كالشرار المستعر: أين هي؟
ــ بلامبالاة لم تبال حال محدثها لا لرنين غضبه: من؟ ــ كندة أيها الملعون ..
ــ آه .. إنها لحظات الانتصار التي تأتي بعد طول انتظار .. ابتسامة معبرة قد تكفي لإحداث ضرر دائم بالمرارة مادامت النشوة ولذة الانتصار: لا أعلم ثم كانت تلك الابتسامة التي فجعت قلبه الأرعن ..
ــ جذبه من قم قميصه هزه بعنف مكررا: أين خبأتها؟ أين هي؟
ــ إلا أنه لا ينفك يلوح له بتلك الابتسامة حتى حانت لحظة ودعته بها إليه تحمل بين طياتها اعتذارا مغلفا يتعتع غدرا وخيانة: سيدي لقد وجدناها ..
ــ سأل مبتسما فرحا باستقرارها بغيابها عن محياه: أين؟
ــ في السقيفة أعلى مخزن المؤونة .. سيدي .. لقد وجدناها مغميا عليها فهي .. لم تأكل منذ البارحة حسب قول أحد الغلمان .. إنها في الطريق إلى هنا الآن مولاي ..
ــ لا .. بل خذوها إلى جناحي فأبان تعب ولا أريد .. أن أرهقه أكثر سأعتني بها بدلا عنه .. قالها يتصنع إشفاقا قد تبلور ضاحكا استخفافا به وسخرية منه ثم ..
تركه ..
أبان الذي حاول جاهدا ألا يشغله أمرها ..
لم يستطع الادعاء أكثر وتصنع اللامبالاة ..
فلو أن كل شيء من حوله تداعى ..
كل شيء بال ..
ربما تكون هي ..
قطرة الندى تلك التي ..
احتفظت بالضوء داخلها من ثم تجمدت ..
تنتظر اللحظة ..
حين تكون بين يديه ..
كي تنماث وتغمره بنورها ..
حاول النهوض واللحاق بها إلا أن صرخات أوجاع عظامه أقعدته جعلته يستقر في مكانه مجددا بلا حول منه أو قوة.

وهناك .. كانت اللحظة التي اشرأبت لها أعناق العاشقين بجنون أمثاله لا حدود لرغباتهم ولا أمل من شفائهم .. اقترب منها بحذر فاقتنصته أنفاسها .. رائحة عطرها ووجهها الأزهر الوضاء .. كانت الملكة في الطريق إلى حيث هي .. قد تناست آلامها .. تتدارك أمرها .. تمشي على عجل .. تخشى أن الأوان قد فات وأن قطعة فخارها الأثرية تلك قد سرقت وللأبد .. لما ولجت شهقت بصوت مكتوم وكادت أن تقع .. لم يشعر بها فقد .. كان غافلا يتكفكف طريقه بالأثر المتناثر من سحرها وقد تمادى فهاهو قد مد أرنبة لسانه دانيا من شفاهها .. لم تتحمل أكثر فخرجت .. كبدها يتفتفت وقلبها يحترق .. عقلها في دوامة وشبابها الدائم قد .. فقد ديمومته إنه .. يشيب باستفاضة مع كل انتفاضة يهتز لها جسدها .. ما أن وصلت حتى سألت كبرى وصيفاتها: كم تبقى لها؟
ــ القليل سيدتي القليل .. لا تخشي شيئا .. فقد غمستهما بالسم غمسا وملأتهما به ..

طرق الباب .. لقد أتى الطبيب الذي قطع على الملك خلوته وجعله يتراجع ويبتعد .. اسيقظت لتفز بعدها مذعورة إلا أنها سرعان ما انهارت فجسدها الهالك من الجوع والسم الذي .. يسري داخله دون رحمة جعلها تتداعى مجددا .. بادرها الطبيب بمشروب سكري وببعض الحقن .. في بضع أجزاء من ذراعها وشيئا فشيئا بدأت .. تستفيق حتى استعادت شيئا من طاقتها .. استأذنت الملك حينها بالرجوع إلى جناحها شاكرة إياه إلا أنه رفض .. وبلطف سألها بصيغة أمر مبطنة بأن .. تستريح قليلا كي ترافقه هذا المساء في جولة حول المدينة .. انصاعت للأمر مرغمة وعند المساء .. مفغمة بالهم والضيق غادرت بصحبته .. حاول الملك إمتاعها .. تجاذب أطراف الحديث معها بما يملكه من مخزون شعري وقصصي .. إثارة إعجابها بردة فعل الجمهور وهتافاته إلا أنه .. عاد خائب الظن مغتاظا فقد كانت .. شاردة الذهن معظم الوقت في واد .. غير واديه تراقب الوقت وتترقب .. حين الأيبة ظاهرها .. معه وقلبها مع من .. ما أن وطأت قدماها أرضه حتى .. أسرعت إليه خفقاتها .. قبل نظراتها تبحث عنه .. لقد غادر هو الآخر بعد هنيهة من مغادرتها .. غادر بصبحة أسامة الذي اصطحبه إلى جناحه ليرعاه.

شعرت كندة بالحرج والتقصير فهي من كان عليها أن ترعاه .. لقد قررت تعويضه .. سألت فتحلقن من حولها همسن لها فتفاجأت واحمرت خجلا .. رفضت بداية لترضخ في النهاية .. جميلة هي الفكرة إلا أنها .. بحاجة إلى كمية وافرة من الجرأة للتنفيذ ..
لقد قبلت أن تكون الطعم للصياد الذي .. عليه أن يرأف نتفة بحالها شرط أن ..
تعشقني ..
هذا كل ما أريد ..
اعشقني مرة فقط ..
ثم انسى أمري بعدها ..

كان هذا هو الفصل الرابع ولا أعلم ..
هل أحداثي لاتزال مثيرة للإعجاب أم أنها .. باردة كالثلج القاسي ..
لا تحرموني من ردودكم وتشجيعكم ..
دمتم بصحة وسعادة حتى موعدنا القادم ..



التعديل الأخير تم بواسطة سما نور 1 ; 27-09-17 الساعة 10:45 PM
Mona1977 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس