عرض مشاركة واحدة
قديم 28-09-17, 04:17 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

1 ـ
أنــا هنــا
ـ سيلينا , أنت تحتاجين إما إلى معجزة , وإما إلى مليونير .
خرج بن من تحت السيارة المعطلة , و هو يحمل المفتاح الإنكليزي
في يده , بدا نحيلاً كهلاً , وقد أمضى ثلاثين سنة من عمره في العمل
كميكانيكي للسيارات . وهذه السنوات الثلاثون جعلته يدرك الآن أن
سيلينا غايتس تريد منه إعادة إحياء جثة هامدة .
قال بكآبة وهو يتأمل الشاحنة المقفلة الصغيرة : (( لا , لا جدوى
من هذا الشيء )) .
فراحت سيلينا ترجوه : (( لكن بإمكانك أن تجعلها تعمل مجدداً
أعلم أنك تستطيع ذلك يا بن , فأنت عبقري )) .
ـ كفي عن ذلك .
قال هذا بصرامة غير مقنعة , ثم أضاف : (( لن ينفع هذا الكلام
معي )) .
فردت صادقة : (( لطالما نفع , يمكنك إصلاحها , أليس كذلك يا
بن ؟ )) .
ـ حسناً , لكنها لن تقلك سوى لمسافة قصيرة .
ـ حتى ستيفنقل ؟
ـ ثلاثمائة ميل ؟ لا تكوني متطلبة ! حسناً , قد تصل , لكن ماذا
ستفعلين بعد ذلك .
ـ عندئذ , سأربح بعض المال في الروديو .

ـ أستركبين تلك البهيمة المرهقة ؟
فانفجرت قائلة : (( أليوت ليس مرهقاً , إنه في ريعان شبابه )) .
إن ذكر أليوت الحبيب يمس وتراً حساساً لديهما , و كانت سيلينا على
وشك أن تدافع عنه بشراسة عندما تذكرت أن بن يصلح شاحنتها بكلفة
زهيدة بحكم الصداقة التي تربطهما , فهدأت . إلا أنها قالت بعناد :
(( سأربح أنا و أليوت مبلغاً مـا )) .
ـ سيلينا , ما من مال كافٍ في العالم لإصلاح هذه الخردة لتعود
جديدة . كانت مهترئة عندما اشتريتها , وهي آخذة في التراجع . من
الأفضل أن تجدي مليونيراً وتقنعيه ببعض الكلام المعسول ليشتري ك
شاحنة جديدة .
عبست سيلينا قبل أن تجيب : (( لا فائدة من ملاحقتي لأي مليونير ))
فأنا لا أملك المؤهلات اللازمة لذلك )) .
تأمل قامتها الطويلة و النحيلة , ثم اعترف : (( لعلك تفتقرين إلى
الصدر الممتلئ فقط )) .
ـ بن , إني أفتقر إلى كافة المؤهلات .
ثم كشرت ساخرة من نفسها وأردفت : (( ما من فائدة , فأصحاب
الملايين يحبون النساء الكاملات و الممتلئات الجسم , وأنا لم أكن يوماً
هكذا كما أن شعري ليس جذاباً , إذ يجب أن يكون طويلاً ومتموجـاً
وليس . . . )) .
وأشار إلى شعرها القصير الأشبه بشعر الصبية , فقد بدا شعرها
بلونه الأحمر ملفتاً يتوهج كالنار , وكأنه يصرخ للعالم : (( أنا هنا ! )) . كان
من المستحيل تجاهل سيلينا , فهي ذكية , وقحة , مستقلة , ومتفائلة إلى
حد الجنون . باختصار إنها فريدة من نوعها , ومن يحاول أن يتحداها
سيتعلم من ذات الشعر الأحمر درساً يقول له : احترس !
ثم تابعت سيلينا مقدمة حجتها المفحمة : (( كما أني لا أحب
أصحاب الملايين , فه ليسوا أناساً حقيقيين )) .
حك بين جبينه وسأل : (( ليسوا حقيقيين ؟ )) .
ـ لا , فهم يملكون الكثير من المال .
ـ الكثير من المال هو ما تحتاجينه الآن أو أنك تحتاجين إلى
معجـزة .
فردت : (( المعجزة ستكون أسهل . كن على ثقة يا بن بأن معجزة
رائعة تتجه نحوي من مكان ما وستصل بطريقة ما )) .
* * *
مد ليو كالـﭭـاني ساقيه بقدر ما ستطاع , لكن المسافة لم تكن طويلة .
استغرقت الرحلة من روما إلى أطلنطا اثنتي عشرة ساعة , وقد سافر في
الدرجة الأولى .
ليس ليو من الرجال الذين يختارون (( الدرجة الأولى )) عند السفر ,
مع أنه ثري ويمكنه أن يختار الأفضل من دون أي مشكلة , لكن التكلف
يثير عصبيته , وينطبق هذا أيضاً على المدن و الثياب الأنيقة . لهذا ,
اختار أن يسافر وهو يرتدي بنطلونه الجينز القديم وسترته , وينتعل
حذاء بالياً . فهذه طريقته ليعلن للعالم أن (( الدرجة الأولى )) لن تصبح
عادة لديه .
وأخيراً , حطت الطائرة في أطلنطا . سيتمكن قريباً من مط ساقيه
وإن لبضع ساعات قبل أن يحشر قامته المديدة في الرحلة المتوجهة
إلى دالاس .
* * *
خفض بن الفاتورة إلى أقصى حد ممكن لشدة ولعه بسيلينا , وكان
يعلم أنها ستنفق الدولارات القليلة المتبقية لديها على أليوت . وإذا ما
تبقى معها أي مال فستشتري به الطعام لنفسها , لكن إذا لم يتوفر
لما تذمرت ولاستغنت عن الأكل . ساعدها في تعليق عربة الجواد

بالشاحنة من الخلف , ثم تمنى لها الحظ وراح يراقبها وهي تخرج بحذر
من باحة مرآبه . وعندما اختفت , رفع صلاة إلى الإله الذي يسهر على
الشابات المجنونات اللواتي لا يملكن سوى حصاناً وشاحنة مهترئة ,
وقلباً كقلب الأس والكثير من العناد .
* * *
عندما صعد ليو عل متن الطائرة في مطار أطلنطا , كان التعب قد
تملك منه فنام نوماُ خفيفاً حتى موعد الهبوط . وفيما كان يمط قامته
ـ سيلينا , أنت تحتاجين إما إلى معجزة , وإما إلى مليونير .
خرج بن من تحت السيارة المعطلة , و هو يحمل المفتاح الإنكليزي
في يده , بدا نحيلاً كهلاً , وقد أمضى ثلاثين سنة من عمره في العمل
كميكانيكي للسيارات . وهذه السنوات الثلاثون جعلته يدرك الآن أن
سيلينا غايتس تريد منه إعادة إحياء جثة هامدة .
قال بكآبة وهو يتأمل الشاحنة المقفلة الصغيرة : (( لا , لا جدوى
من هذا الشيء )) .
فراحت سيلينا ترجوه : (( لكن بإمكانك أن تجعلها تعمل مجدداً
أعلم أنك تستطيع ذلك يا بن , فأنت عبقري )) .
ـ كفي عن ذلك .
قال هذا بصرامة غير مقنعة , ثم أضاف : (( لن ينفع هذا الكلام
معي )) .
فردت صادقة : (( لطالما نفع , يمكنك إصلاحها , أليس كذلك يا
بن ؟ )) .
ـ حسناً , لكنها لن تقلك سوى لمسافة قصيرة .
ـ حتى ستيفنقل ؟
ـ ثلاثمائة ميل ؟ لا تكوني متطلبة ! حسناً , قد تصل , لكن ماذا
ستفعلين بعد ذلك .
ـ عندئذ , سأربح بعض المال في الروديو .

ـ أستركبين تلك البهيمة المرهقة ؟
فانفجرت قائلة : (( أليوت ليس مرهقاً , إنه في ريعان شبابه )) .
إن ذكر أليوت الحبيب يمس وتراً حساساً لديهما , و كانت سيلينا على
وشك أن تدافع عنه بشراسة عندما تذكرت أن بن يصلح شاحنتها بكلفة
زهيدة بحكم الصداقة التي تربطهما , فهدأت . إلا أنها قالت بعناد :
(( سأربح أنا و أليوت مبلغاً مـا )) .
ـ سيلينا , ما من مال كافٍ في العالم لإصلاح هذه الخردة لتعود
جديدة . كانت مهترئة عندما اشتريتها , وهي آخذة في التراجع . من
الأفضل أن تجدي مليونيراً وتقنعيه ببعض الكلام المعسول ليشتري ك
شاحنة جديدة .
عبست سيلينا قبل أن تجيب : (( لا فائدة من ملاحقتي لأي مليونير ))
فأنا لا أملك المؤهلات اللازمة لذلك )) .
تأمل قامتها الطويلة و النحيلة , ثم اعترف : (( لعلك تفتقرين إلى
الصدر الممتلئ فقط )) .
ـ بن , إني أفتقر إلى كافة المؤهلات .
ثم كشرت ساخرة من نفسها وأردفت : (( ما من فائدة , فأصحاب
الملايين يحبون النساء الكاملات و الممتلئات الجسم , وأنا لم أكن يوماً
هكذا كما أن شعري ليس جذاباً , إذ يجب أن يكون طويلاً ومتموجـاً
وليس . . . )) .
وأشار إلى شعرها القصير الأشبه بشعر الصبية , فقد بدا شعرها
بلونه الأحمر ملفتاً يتوهج كالنار , وكأنه يصرخ للعالم : (( أنا هنا ! )) . كان
من المستحيل تجاهل سيلينا , فهي ذكية , وقحة , مستقلة , ومتفائلة إلى
حد الجنون . باختصار إنها فريدة من نوعها , ومن يحاول أن يتحداها
سيتعلم من ذات الشعر الأحمر درساً يقول له : احترس !
ثم تابعت سيلينا مقدمة حجتها المفحمة : (( كما أني لا أحب
أصحاب الملايين , فه ليسوا أناساً حقيقيين )) .
حك بين جبينه وسأل : (( ليسوا حقيقيين ؟ )) .
ـ لا , فهم يملكون الكثير من المال .
ـ الكثير من المال هو ما تحتاجينه الآن أو أنك تحتاجين إلى
معجـزة .
فردت : (( المعجزة ستكون أسهل . كن على ثقة يا بن بأن معجزة
رائعة تتجه نحوي من مكان ما وستصل بطريقة ما )) .
* * *
مد ليو كالـﭭـاني ساقيه بقدر ما ستطاع , لكن المسافة لم تكن طويلة .
استغرقت الرحلة من روما إلى أطلنطا اثنتي عشرة ساعة , وقد سافر في
الدرجة الأولى .
ليس ليو من الرجال الذين يختارون (( الدرجة الأولى )) عند السفر ,
مع أنه ثري ويمكنه أن يختار الأفضل من دون أي مشكلة , لكن التكلف
يثير عصبيته , وينطبق هذا أيضاً على المدن و الثياب الأنيقة . لهذا ,
اختار أن يسافر وهو يرتدي بنطلونه الجينز القديم وسترته , وينتعل
حذاء بالياً . فهذه طريقته ليعلن للعالم أن (( الدرجة الأولى )) لن تصبح
عادة لديه .
وأخيراً , حطت الطائرة في أطلنطا . سيتمكن قريباً من مط ساقيه
وإن لبضع ساعات قبل أن يحشر قامته المديدة في الرحلة المتوجهة
إلى دالاس .
* * *
خفض بن الفاتورة إلى أقصى حد ممكن لشدة ولعه بسيلينا , وكان
يعلم أنها ستنفق الدولارات القليلة المتبقية لديها على أليوت . وإذا ما
تبقى معها أي مال فستشتري به الطعام لنفسها , لكن إذا لم يتوفر
لما تذمرت ولاستغنت عن الأكل . ساعدها في تعليق عربة الجواد

بالشاحنة من الخلف , ثم تمنى لها الحظ وراح يراقبها وهي تخرج بحذر
من باحة مرآبه . وعندما اختفت , رفع صلاة إلى الإله الذي يسهر على
الشابات المجنونات اللواتي لا يملكن سوى حصاناً وشاحنة مهترئة ,
وقلباً كقلب الأس والكثير من العناد .
* * *
عندما صعد ليو عل متن الطائرة في مطار أطلنطا , كان التعب قد
تملك منه فنام نوماُ خفيفاً حتى موعد الهبوط . وفيما كان يمط قامته
المديدة , أقسم ألا يركب الطائرة مجدداً في حياته , وهذا ما يفعله بعد
كل رحلة يقوم بها , وما إن تجاوز جهاز الجمارك حتى سمع صوتاً
هادراً: (( ليو , أيها الفتى . . . ! )) .
أضـاء وجه ليو لرؤية صديقه يتقدم نحوه فاتحاً ذراعيه .
ـ بارتون , أيها العجــوز !
وفي اللحظة التالية , كان الاثنان يملكان بعضهما البعض بسعادة .
بارتون هانوورث في الخمسينات من عمره , وهو رجل محب ,
أشيب , يخفي طوله الكرش الصغير الذي بدأ في الظهور أمامه . أما
صوته وضحكته فيتميزان بالضخامة , تماماً كسيارته ومزرعته وقلبه .
حرص ليو على تأمل السيارة بتمعن . ففي الأسابيع الستة الماضية
أي منذ تقررت رحلته , تحدث إلى بارتون مرات عدة عبر الهاتف . ولم
يفوت صديقه فرصة واحدة للتكلم عن (( طفلته المدللة الجديدة )) , فهي
الأحداث والأجمل والأسرع . لم يأتِ على ذكر السعر , لكن ليو تحقق
من الأمر عبر الإنترنيت وتبين له أنها الأغلى ثمناً . لذا , أدرك واجباته
فراح يطري على الجميـلة الفضية اللون والكبيرة الحجم , فكـافأه صديقه
بابتسامة عريضة مشعة .
ولم يتطلب وضع حقائبه القليلة في السيارة سوى دقائق , لينطلقا
بعدئذ في رحلة تستغرق ساعتين إلى المزرعة قرب ستيفنفيل .
سأل بارتون وعيناه على الطريق : (( لِمَ سافرت من روما ؟ ظننت أن
بيزا أقرب إليك )).
فأجاب ليو : (( كنت في روما أحضر حفل خطوبة قريبي ماركو )) .
ـ أتظن أن مصير هذه الخطوبة سيكون كمصير خطوبته السابقة ؟
ـ ربما . إلا إذا أدرك سريعاً أنه متيم بهارييت .
ـ وماذا عن أخيك . ألا يسلك الدرب نفسه ؟
ـ آه , غويدو يملك من الحس السليم ما يجعله يدرك أنه يتصرف
بجنون حين يفعل . إنه بخير ودولسي ممتازة وهي تناسبه .
فقال بارتون ضاحكاً : (( إذن , لم يبقَ سواك حراً ؟ )) .
ـ أنـا حر وسعيد بذلك , ولن تتمك إحداهن من الإمساك بي .
ـ هذا ما يقوله الجميع , لكن انظر من حولك . فالرجال الجيدون
يتساقطون كالثمار الناضجة .
ـ نعم , طبعاً !
وعندئذ , ضحك الإثنان معاً . كانت ضحكة ليو بهيجة , مليئة
بالشمس والحرية , ومفعمة بالحيوية و الحياة إنه رجل يحب الأرض
ويسعى غريزياً إلى الهواء الطلق . يظهر ذلك في عينيه وجسده الضخم
المسترخي , كما يظهر خاصة في ضحكته .
قبيل الوصول إلى ستيفنفيل , راح بارتون يتثاءب , و قال : (( إن
النظر إلى مؤخرة حصان طيلة هذه المدة يصيب عيني المرء بالحول )) .
إذ كانت تتقدمهما قاطرة جياد قديمة مهترئة تعرض كفل فرس
عريضة , وهي تسير أمامهما منذ مدة .
وعاد بارتون يقول : (( المسافة لم تعد طويلة في الواقع . وهذا من
حسن حظنا , فمن يقود هذه الشاحنة لم يتعد سرعة الخمسين .
لنتجاوز ! )) .
وزاد من سرعته لتجاوز الشاحنة . نظر ليو من نافذته فرأى

المقطورة ومن ثم الشاحنة الصغيرة أمامها , ولمح السائق , وهي امرأة
شابة , شعرها أحمر لامع . رفعت نظرها إليه لبرهة , ورأته ينظر إليها .
ما حصل بعد ذلك أصبح موضع خلاف بينهما لاحقاً , فهي
تقول دوماً إنه غمزها , فيما يقسم هو أنه غمزته أولاً , وتقول هي إن
الأمر مستحيل ! ولا بد من أنها خدعة من الضوء , وأن رأسه مليء
بالأوهام . . ولم يتمكنا من حل هذا الخلاف أبداً .
بعدئذ , خفف بارتون من سرعته بعد أن تركاها خلفهما . فسأله
ليو : (( هل رأيت هذا ؟ لقد غمزتني – بارتون ؟ بارتون ! )) .
ـ حسناً , حسناً غني أريح عيني للحظة . لكن , لعل من الأفضل
أن تتحدث إلي , كنوع . . .
ـ لتبقى مستيقظاً ؟ حسناً , لا أظن أن تجاوز الشاحنة تركنا بحــال
أفضل .
قال ليو هذا وهو يراقب شاحنة أخرى كانت تتقدمهما , وهي
تتحرك بشكل غريب , منتقلة من مسارٍ إلى آخر . انحرف بارتون نحو
اليمين ليتجاوزها , لكن الشاحنة انحرفت في الوقت نفسه لتسد أمامه
الطريق ما اضطره إلى العودة إلى الخلف . كرر المحاولة ثانية , ولكن
الشاحنة انحرفت مجدداً ثم أبطأت سرعتها بغتة .
صرخ ليو بسرعة حين لم يقم صديقه بأي رد فعل : (( بارتون ! ))
لكن الأوان قد فات , إذ بم يعد بإمكانه أن يخفف سرعته تدريجياً , ما
اضطره إلى التوقف على الفور , فداس على المكابح ليوقف السيارة في
الوقت المناسب . إلا أن الشاحنة الصغيرة خلفهما لم تكن محظوظة
بقدرهما , وتعالى فجأة صوت مكابح , ثم صوت ضربة تلته هزة أصابت
السيارة , لتنتهي السلسلة أخيراً بصرخة غضب وألم . أما الشاحنة التي
تسبب بالمشكلة فانطلقت في طريقها , وقد بدا سائقها غافلاً عما
جرى . ترجل الرجلان من السيارة و أسرعا إلى الخلف لتفقد الأضرار ,
و ما رأياه روعهما .
رأيا انبعاجاً عظيماً في مؤخرة السيارة مصدر فخر بارتون
وسروره , انعكس على مقدمة الشاحنة الصغيرة . لكن الأمور كانت
أسوأ عند مؤخرة الشاحنة , فالتوقف المفاجئ أدى إلى انحراف المقطورة
واصطدامها بالشاحنة بقوة ألحقت الضرر بهما معاً كانت المقطورة
منقلبة جزئياً وتستند مترنحة إلى الشاحنة , فيما الحيوان المذعور في
داخلها مهتاج يكمل عملية التكسير .
راحت الشابة ذات الشعر الأحمر تكافح لإعادة المقطورة إلى
وضعها الصحيح , وهي مهمة مستحيلة , لكنها استمرت في محاولاتها
بقوة شديدة الاهتياج .
صرخ بها ليو : (( لا تفعلي هذا , فسوف تؤذين نفسك )) .
فالتفتت إليه مجيبة : (( لا تتدخل ! )) .
كانت جبهتها تنزف , فقال : (( أنت مصابة , دعيني أساعدك )) .
ـ قلت لك ألا تتدخل , ألم تفعل ما فيه الكفاية ؟
ـ إسمعي , لست أنا من كان يقود السيارة . على أي حال , لم
تكن . . .
ـ وبم يهمني من كان يقود ؟ فأنتم كلكم متشابهون . تسرعون في
سياراتكم اللامعة كما لو أنكم تملكون الطريق كدتم تقتلون أليوت .
ـ أليوت ؟
وجاءه الرد على شكل تحطم آخر داخل المقطورة . وفي اللحظة
التالية , وقع الباب وخرج الجواد لتنهب حوافره الأرض , ركض ليو
والفتاة خلفه في محاولة منهما للإمساك به , لكنه فر منهما واتجه إلى
وسط الطريق السريع . ومن دون أي تردد , لحقت الفتاة به متجاهلة
حركة السير . قال ليو بعنف وهو يلحق بها بدوره : (( امرأة مجنونة ! )) .
وتعالت أصوات مكابح أخرى وانهالت الشتائم من سائقين
غاضبين على ليو , لكنه تجاهلهم وركض خلفها بجنون . حك بارتون
رأس وتمتم : (( كلاكما مجنون )) .
ثم أخرج هاتفه الخلوي من جيبه .
ومن حسن حظهما , أن إصابة أليوت كانت طفيفة ما جعله غير
قادر على العدو بشكل سريع . لكنه كان مصمماً على عدم السماح لهما
بالإمساك به , وذلك لسوء حظهما . وما لم يستطع أن يحققه بالسرعة
حققه بالمكر , فراح يدور هنا وهناك حتى اختفى بين مجموعة من
الأشجار . وصاح ليو : (( اذهبي في هذا الاتجاه فيما اسلك أنا الاتجاه
الآخر , لنتمكن من الإمساك به )) .
وفي اللحظة التالية , بذل ليو جهداً إضافياً , مصدراً الأمر
لساقيه لكي تسرعا أكثر . وأطاعته ساقاه فنجح في الإمساك بلجام
الجواد على بعد خطوات من الطريق .
نظر إليه أليوت بحذر , لكن يبدو أن كلمات ليو المهدئة الأولى
أحدثت التأثير المطلوب . لم يكن قد سمع هذه الكلمات من قبل لأنها
بالإيطالية , لكن صوت ليو صوت رجل يحب الجياد , ويتكلم لغة المحبة
العالمية , وهدأ هيجان أليوت فوقف مكانه , عصبياً ومرتبكاً إنما
مستعداً للوثوق به .
لاحظت سيلينا كل هذا وهي تقطع المسافة القصيرة المتبقية . و لم
تساعد السيطرة السهلة على جوادها في تحسين مزاجها , كما لم تساعد
الخبرة التي أظهرها الرجل وهو يتفحص حوافر الحيوان ليقول أخيراً :
(( لا أظن أن الأمر أخطر من مجرد التواء بسيط , لكن الطبيب البيطري
سيؤكد ذلك )) .
رددت بلهجة لاذعة : (( مجرد التواء بسيط . ما كان هذا الالتواء
ليحصل لو لم تتوقف سيارتك فجأة )) .
قال ليو وهو يتنفس بصعوبة بعد الجهد الذي بذله : (( عفواً . أنا لم
أفعل شيئاً لأني لم أكن أقود , بل صديقي . كما أن الخطأ لم يكن خطأه
أيضاً , بل خطأ ذلك الرجل الذي خفف سرعته أمامنا , والذي رحل
منذ زمن ؟ لكن لو كان هناك عدل في العالم . . . تباً , ماذا تعرفين أنتِ
عن العدل ؟ )) .
ـ أعرف عن جوادي المصاب وشاحنتي المتضررة . أعرف أن
السبب في ما حصل هو أنني اضطررت إلى الدوس على المكابح في آخر
لحظة . . .
ـ آه , نعم , مكابحك . يهمني جداً أن أتفحص مكابحك , أراهن
على أنها مثيرة للاهتمام .
ـ أتحاول أن تضع اللوم علي الآن !
ـ أنا . . .
ـ أعرف أمثالك , تقول في سرك : (( إنها امرأة وحيدة , ولا بد أنها
ضعيفة وعاجزة . دعنا نحاول لنرى إن كنت ستخاف بسهولة )) .
فرد ليو بصدق تام : (( لم يخطر في بالي للحظة أنك تخافين بسهولة .
أمـا بالنسبة للعجز , فقد رأيت رجالاً شجعاناً أكثر منك عجزاً )) .
وكان بارتون قد قطع الطريق ووصل إلى حيث يقفان : (( انتظر
لحظة ليو . . . )) .
كان ليو عادة من أكثر الرجال هدوءاً , لكن طبعه اللاتيني قد يظهر
بشكل عنيف إذا ما أطلق العنان له .
ـ نحن هنا ألسنا كذلك ؟ لذا , ضعي اللوم علينا و . . . و . . .
وكعادته دوماً عندما تخذله لغته الإنكليزية , استعان ليو بلغته الأم
فاندفعت الكلمات من فمه كالموج الهادر في اللحظات التالية .
وأخيراً , صاح بارتون : (( اللعنة ليو ! هلا توقفت عن التصرف
بحساسية مفرطة و . . عن التكلم بالإيطالية ؟ )) .

فقال ليو : (( أردت أن أعبر عن مشاعري وحسب )) .
ـ حسناً , لقد فعلت . فلما لا نهدأ جميعاً ونتعارف ؟
ثم استدار نحو المرأة الشابة وعرف عن نفسه ببساطة وهدوء :
(( بارتون هانوورث . صاحب مزرعة فورتين , قرب ستيفنفيل , وهي
تبع حوالي خمسة أميال )) .
ـ سيلينا غايتس , في طريقي إل ستينفيل
ـ حسناً , يمكننا أن نضع عربتك في التصليح عندما نصل ,
وسنعرض الحصان على الطبيب البيطري .
شدت سيلينا شعرها : (( لكن , كيف سنصل إلى هناك ؟ هل
سنطير ؟ )) .

ـ أبداً . لقد أجريت اتصالاً هاتفياً , والمساعدة في طريقها إلينا ,
وبانتظار أ تُحل الأمور ستبقين معنا ليوم أو أكثر .
رمقت سيلينا ليو بنظرة مشككة وقالت : (( لكنه يقول إن الذنب لم
يكن ذنبك )) .
فاعترف بارتون من دون أن يجرؤ على مقابلة عيني ليو : (( حسناً ,
لعل رد فعلي جاء متأخراً بعض الشيء . في الواقع , لو أنني أبطأت
سرعتي قبل . . . على أي حال , لا تهتمي بما يقوله صديقي )) .
ثم مال نحوها وأضاف بلهجة لا تخلو من التواطؤ : (( إنه غريب . . .
ويتكلم بشكل مضحك )) .
كشر ليو وقال : (( شكراً يا بارتون )) .
كان اهتمامه لا يزال منصباً على أليوت , فراح يداعب أنف الجواد
ويهمس له بكلمات جعلته يستعيد هدوءه . كانت سيلينا تراقبه من دون
أن تنطق بأي كلمة , لكنها سجلت في ذاكرتها كل ما يجري , ومهما
كانت الأوامر التي أصدرها بارتون إلا أنها بدت محددة , إذ أخذت
الأحداث تتسارع بعد فترة وجيزة , فظهرت شاحنة تجر خلفها مقطورة
تحمل شعار مزرعة وتكفي لثلاثة جياد .
قادت سيلينا أليوت بلطف وجعلته يصعد فوق اللوح المعد
للتحميل , وكان الجواد يعرج بشكل واضح .

وقال بارتون : (( البيطري والطبيب في انتظارنا في المنزل . والآن
اصعدي معنا في السيارة لتنطلق )) .
كانت تشعر بالغضب منه من دون أن تعرف السبب , وقد تأكدت
من أنه لم يكن يقود السيارة , كما أن بارتون هانوورث , السائق ,
عرض عليها تعويضاً مناسباً . إلا أن أعصابها لا زالت ثائرة , فهي لم
تعرف هذا المقدار من الخوف من قبل . ويبدو أن سخطها كله ينصب
على هذا الرجل الذي يجرؤ على إصدار الأوامر إليها , والذي يتحدث
إليها بصوت مهدئ كالذي استخدمه لتهدئة أليوت , وهذه هي الطامة
الكبرى !
ـ سنصل قريباً , وسوف تحصلين على الرعاية المناسبة .
فردت وهي تصرف بأسنانها : (( أنـا لا أحتاج إلى الدلال )) .
ـ لكنك تحتاجين إلى العناية بعد تعرضك لحادث .
فقالت بنكد : (( أظن أن البعض منا أقوى من البعض الآخر )) .
ولم يجبها ليو , فقد بدت مريضة واعترف بأنه يحق لها أن تظهر سوء
طباعها .

للوهلة الأولى , تبدو هي نفسها جميلة , باستثناء عينيها
الواسعتين الخضراوين , وقد عكست بشرتها المتوردة الصحة والحياة في
الهواء الطلق , ولاحظت عينا ليو , اللتان كانتا تراقبانها , حركتها
باستمتاع , فهي نحيلة كلوح من الخشب , ول تكن أنيقة لكنها قوية كما
أنها تتحرك برشاقة راقصة . حاول أن يرى عينيها الرائعتين مجدداً من
دون أن يفضح نفسه , فامرأة لها عينان كهاتين العينين لا تحتاج إلى أي
شيء آخر يثبت جمالها . قال ليو وهو يمد يده : (( اسمي ليو كالـﭭـاني )) .

صافحته فأحس على الفور بقوتها , شد أصابعه قليلاً , سعياً إلى
عرفة المزيد عنها , لكنها سحبت يدها على الفور إذ لم تبقها في يده إلا
بقدر ما تقتضي اللياقة .
بدأت المقطورة تتحرك ببطء كما أصرت سيلينا , وبعد دقائق ,
أدرك أنها تتأمله بحشرية , لم تكن حشرية شهوانية كالتي اعتادها أو
افتتاناً رومنسياً كما صادف غالباً . . إنها حشرية وحسب , كما لو أنه
خطر لها أنه قد لا يكون سيئاً كما اعتقدت في البدء , وهي مستعدة
للتعويض عما بد عنها لكن ليس أكثر . . .

نهاية( الفصل الأول ) . . .


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس