عرض مشاركة واحدة
قديم 28-09-17, 04:31 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


2 ـ
عالقة بين الحطــام
كانت مزرعة (( فورتين )) عبارة عن أربعين ألف متر مربع من
الأراضي الخصبة , حيث يرعى خمسة آلاف رأس ماشية و مئتا جواد ,
ويعيش خمسة موظفين وعائلة مؤلفة من ستة أفراد .
أدركت سيلينا أنها حضرة ثروة طائلة عندما قفزت على عجل
من المقطورة ورأت الإسطبلات حيث يضع بارتون جيده الممتازة .
كانت الأمور تسير بدقة الساعة . ففيما كانت تقود أليوت , فتح
رجل باب مربط واسع ومريح حيث ينتظر الطبيب البيطري . ورأت
طبيباً آخر , أراد أن يجرها جانباً ليتفحص جرحها لو لم يتدخل ليو
كالـﭭـاني قائلاً بهدوء : (( دعها تهتم بالجواد أولاً , فلن تهدأ حتى تطمئن
إلى أنه بخير )) .

رمقته بنظرة امتنان لتفهمه , وراحت تراقب البيطري وهو يمرر
يدين خبيرتين على جسد أليوت ليعطي بعدئذ التشخيص نفسه الذي
أعطاه ليو , مع بعض التفاصيل الإضافية ليبرر كلفة المعاينة , وقد
أعطى الجواد حقنة مضادة للالتهاب ووضع له بعض الضمادات .
سألته سيلينا بقلق : (( هل سيتمكن من المشاركة في الروديو في
الأسبوع القادم ؟ )) .
ـ سنرى , فهو لم يعد شاباً .
عندئذ , سألها ليو : (( لِمَ لا تدعين الطبيب يفحصك الآن ؟ )) .
أومأت وجلست فيما راح الطبيب يفحص رأسها . تحت ستار

هدوئها الظاهر كانت سيلينا في الواقع تغالب بأسها , فهي تشعر بالألم
في رأسها , وفي قلبها وفي أنحاء جسمها كله .
سأل ليو بارتون : (( كيف حال الجياد التي بعتك إياها منذ سنتين ؟
هل تتحسن ؟ )) .
ـ تعال لتراها بنفسك .
وسار الرجلان معاً يتفقدان المرابط . كانت الجياد الخمسة التي
اشتراها بارتون من ليو في حالة جيدة . وهي حيوانات ضخمة ذات
عراقيب قوية , تُمرن بشكل قاس لكنها تعامل معاملة ممتازة .
قال بارتون حين راحت تمرغ أنفها في كتف ليو : (( أقسم أنها
تتذكرك )) .
فابتسم ليو ورد : (( إنها لا تنسى من يحبها )) .
وفيما كانا يتأملان الجياد بإعجاب , استرق ليو النظر إلى سيلينا ,
فرأى الطبيب يضع لها ضمادة على جبينها وهو يقول : (( استريحي ليوم
أو اثنين . استريحي جيداً )) .
فأصرت : (( إنه مجرد ورم بسيط في الرأس )) .
قال بارتون : (( سأحرص على أن ترتاح , فزوجتي تجهز لها غرفة )) .
تبعتهما رغماً عنها إلى المنزل , وهو أشبه بقصر أبيض اللون جعلها
تشعر بالغرابة . وتساءلت كيف سيتصرف ليو . ففي بنطلونه الجينز
الرث وحذائه البالي بدا وكأنه في غير مكانه , كما شعرت هي بالضبط ,
لم يبدُ عليه أن الوضع يزعجه .
صرخات اللهفة جعلت ليو يرفع عينيه , وما لبث أفراد عائلة
هانوورث أن أحاطوا به .
كانت داليا , زوجة بارتون , مليئة بالحيوية والحماسة والمرح , وقد
بدت أصغر بعشر سنوات من عمرها الحقيقي , أما أولادها فهم :
فتاتان تحملان اسم كاري وبياي , وهما نسخة شابة عن والدتهما ,
وصبي يبدو و كأنه يعيش في عالم الأحلام . بعيداً عن بقية الأسرة .

واكتملت الأسرة بحضور بول أو بولي كما تصر داليا على مناداته ,
وهو ابنها من زواج سابق ونور عينيها , فقد دللته بشكل منافٍ للعقل .
استقبل بولي ليو كفرد من الأسرة , متنبئاً (( بأوقات رائعة ))
سيقضيانها معاً , كان بولي في أواخر العشرينات , ذا وسامة سطحية ,
لكن ملامحه أظهرت أنه يطلق العنان لأهوائه ورغباته , فهو يعتبر نفسه
رجل أعمال , لكن (( عمله )) هو عبارة عن شركة إنترنت , وهي الشركة
الخامسة التي يؤسسها والتي بدا أنها تسير على طريق الفشل السريع ,
كما فشلت الشركات الأربع السابقة .
وقد كفله بارتون مراراً وتكراراً وأخرجه من ورطاته , مقسماً في
كل مرة أن تكون تلك هي المرة الأخيرة التي يساعده فيها , لكنه سرعان
ما يعود ويرضخ لتوسلات داليا .

ساد اللقاء جو أنيس , فبولي يحسن التصرف ويبدو أنه عرف
سيلينا : (( رأيتك في الروديو في . . . )) .
وراح يتلو لائحة من الأسماء ثم أضاف : (( ورأيتك تفوزين أيضاً )) .
استرخت سيلينا وتمكنت من منحه ابتسامة , ثم اعترفت : (( أنا لا
أربح كثيراً , فقط بما يكفي لأستمر )) .
فقال بولي وهو يصافحها : (( أنت نجمة , إنه لفخر أن يلتقيك
المرء )) .
إذا ما ساور سيلينا الشعور نفسه فقد نجحت في إخفائه , فثمة شيء
في بولي يضفي لمعاناً كريهاً حتى على محاولات الإطراء التي يقوم بها .
شكرته وسحبت يدها كابحة رغبتها في حفها على بنطلونها , فقد كانت
يد بولي باردتين و دبقتين .
قالت داليا بلطف : (( غرفتك جاهزة وسترشدك إليها الفتاتان )) .
وتكفلت كاري و بيلي بسيلينا على الفور , فجرتاها على السلالم

الضخمة قبل أن يتسنى لها أن تعترض . فتبعهم بولي , الذي بدا من
الصعب التخلص منه , وعندما وصلن إلى أفضل غرفة للضيوف ,
احتال ليتقدمهن ويدخل من الباب المفتوح ليقول بظرف : (( الأفضل
لأشهر ضيف عندنا )) .
وبما أن سيلينا ليست مشهورة , وهي تعلم ذلك, فقد نظرت إليه
شزراً . كانت ترى فوق رأس بولي إشارة تقول : (( حذر , مصدر
للمشاكل ! )) , وسرت عندما عمدت كاري إلى طرد أخيها من الغرفة .
كانت الغرفة مؤثثة بالأبيض و الزهري و البنفسجي , وهي ألوان
داليا المفضلة , وكان لون السجادة زهرياً ما جعل سيلينا تتحقق من أن
جزمتها لا تحمل وحلاً في نعليها , أما الستائر فزهرية مطرزة باللون
البنفسجي , فيما أحاطت بالسرير الضخم ستائر ناعمة بيضاء اللون .
يمكن للسرير أن يسع أربعة أشخاص , هذا ما خطر لها وهي تتحقق من
الفراش بحذر . وبدا الفراش ناعماً وليناً ما جعلها تتراجع خطوة إلى
الخلف . كيف يمكن للمرء أن ينام فيه من دون تردد ؟
جالت في الغرفة وهي تتساءل عما إذا كانوا قد وضعوها في الغرفة
الخاطئة . فقد تخرج ملكة انكلترا من الخزانة لتقول إن الغرفة غرفتها .

الحمام بدوره بدا مثيراً للاضطراب , إذ بدا متكلفاً , يعكس ذوقاً
أنثوياً , بمغطسه الذي يشبه صدفة بحرية ضخمة , إذا كان ثمة شيء تعرفه
سيلينا عن نفسها , فهو أنها ليست متكلفة ورقيقة كغيرها من الإناث .
كانت تفضل الدوش , لكن قبعة الاستحمام لا تكفي لحماية الضمادة
على جبينها لذا ملأت حوض الاستحمام .
وعندما امتلأ الحوض , نزلت فيه بحذر تتذوق راحة المياه الساخنة
التي هدات كدماتها استعرضت أنواع الصابون المختلفة حتى وجدت
أخفها رائحة وبدأت تفرك بشرتها , وراحت متاعب النهار تزول
تدريجياً .
ما إن وقت في المغطس حتى رأت مجموعة من القوارير الزجاجية
بألوان مختلفة على رف فوق الحوض , شعرت بالفضول , فاختارت
إحداها وفتحتها لتشتم العبير الذي كان أقوى من رائحة الصابون .
سارعت لاهثة إلى لإقفالها , لكن أصابعها كانت زلقة فما استطاعت أن
تمسك بها جيداً وانزلقت القارورة لتتحطم على حافة الحوض مصدرة
صوتاً ينذر بالأسوأ . صرخت سيلينا مذعورة بسبب الاصطدام وبسبب
تناثر قطع الزجاج في كل مكان حولها .

كان ليو في الغرفة المجاورة , يخلع ملابسه ليستحم . وكان بالكاد قد
خلع قميصه حين سمع الصرخة فتوقف وخرج إلى الممر حيث وقف
مجدداً مصغياً . كان الصمت يلف المكان . ثم سمع صوتاً يائساً من خلف
باب سيلينا .
ـ آه , لا ! ماذا سأفعل ؟
وتمكنت من التقاط منشفة كبيرة فلفت بها جسدها دون تحرك
قدميها خوفاً من شظايا الزجاج .
دق بابها : (( مرحباً ؟ هل أنت بخير ؟ )) .
وصل إليه صوتها ضعيفاً : (( في الواقع , لا ))
فتح الباب لكنه لم يرَ أحداً في الغرفة : (( مرحباً ؟ )) .
ـ أنا هنـا .
بات متأكداً من أنها في الحمام , فاقترب من الباب المفتوح بحذر,
محاولاً ألا يلهث بسبب الرائحة القوية التي فاحت وأحاطت برأسه
كغمامة . سألها : (( هل أستطيع الدخول ؟ )) .
ـ سأعلق هنا إلى الأبد إن لم تدخل .
تحرك بحذر ونظر من الباب إلى الصدفة الزهرية اللون الضخمة ,
فوجد سيلينا واقفة في وسطها وهي تحدق إليه بعينين مسعورتين وقد
غطت رغوة الصابون ركبتيها وساقيها . قالت بصوت يائس : (( حطمت

أحدى زجاجات الكريستال )) .
نظر حوله وسألها : (( هل تأذيت ؟ )) .
ـ ليس بعد , كن قطع الزجاج تناثرت في كل مكان تحت الماء ,
وفي أرض الحمام , لذا لا أجرؤ على أن أتحرك .
ـ حسناً , لا تهلعي .
أحكت شد المنشفة على جسمها وهو يتقدم منها .
أخذ ليو نفساً عميقاً . كانت المنشفة تغطي جسمها حتى ركبتيها ,
تمسكت بعنقه وشعرت بيديه على خصرها كانت يداه كبيرتين ,
تكادان تطوقان جذعها , لكنه حاول ألا يركز على قربها الشديد منه .
حملها وهو يسير بحذر فوق شظايا الزجاج المتناثرة على أرض
الحمام إلى أن وصلا إلى غرفتها .
و تجمد دمه لسماع صوت منذ بالسوء , إذ تناهى إايه صوت قهقهة
فتاة , لا بل فتاتين تقفان أمام الباب . وتعالى صوت كاري : (( سيلينا ,
هل بإمكاننا أن ندخل ؟ )) .
ـ لا ! .

جاء صوت سيلينا حاداً وقفزت على الفور , فتمكنت من أن تصل إلى
الباب في الوقت المناسب ومدت يدها لتقفله بالمفتاح , فيما اليد
الأخرى تمسك المنشفة بإحكام على جسمها . لكنها لم تجد مفتاحاً ,
وهكذا لم تتمكن من إقفال الباب
صرخت وهي تسند ظهرها إلى البا بقوة : (( لا تدخلا , فلست
محتشمة . سأنزل بعد دقيقة . اشكرا والدتكما بالنيابة عني )) .
ولحسن حظهما أن الصوتان قد ابتعدا .
تمالك ليو نفسه وهو يتساءل كم سيحتمل أكثر . إذا لم يقض
احتضانها على جهازه العصبي , فرؤيتها وهي تركض في الغرفة كالغزال
المذعور قضت عليه تقريباً . لكنه كان واثقاً من أمر واحد وهو أنه أفلح
إنقاذها , إذ لم يرَ نقطة دم واحدة تسيل منها .

هرعت سيلينا إلى الحمام واستبدلت المنشفة الطويلة بثوب محتشم
يلفها , ثم عادت إلى الغرفة لتقول : (( شكراً , لقد أنقذتني من وضع مؤذٍ
للغاية )) .
وكان قد تمالك نفسه حين رد : (( من الأفضل أن أرحل قبل أن
سمعتانا )) .
ـ ماذا سأقول للسيدة هانوورث )) .
ـ دعي الأمر لي , أظن أن عليك ألا تنزلي إلى الأسفل . اخلدي إلى
النوم , وهذا أمر .
نظر إلى الممر و شعر بالارتياح حين لاحظ أنه خالٍ . لكن , ما إن
خرج من الغرفة حتى ظهرت كاري وبيلي وكأنهما كانتا تختبئان في
الزاوية .

ـ مرحباً ليو ! هل كل شيء على ما يرام ؟
أجاب مدركاً أنه عاري الصدر : (( لا , فقد أوقعت سيلينا إحدى
زجاجات الكريستال في حوض الاستحمام فتحطمت وهي فيه )) .
وتمنى لو أن الأرض تنشق لتبتلعه , فيما أضاف : (( وعدتها أن أخبر
امكما عن الزجاجة , وسأفعل ذلك . . . ما إن أرتدي قميصاً ))
ودخل إلى غرفته مسرعاً , محاولاً ألا يسمع ضحكة المراهقتين
المكبوتة والتي حملت ألف معنى من شأنها أن تجمد دم المرء في عروقه .
* * *
جاء رد فعل داليا كما توقع ليو بالضبط , فأظهرت تعاطفاً ولطفاً
إذ قالت : (( ما قيمة الزجاجة ؟ سأصعد لأتأكد من أنها بخير )) .
ثم عادت بعد دقائق ودخلت إلى المطبخ لتأمر بحمل الطعام إلى
سيلينا في غرفتها . بدا أنها تحدثت إلى ابنتيها في هذه الأثناء , إذ إن
موقفها من ليو حمل بعد ذلك بعض الخبث .

ـ يبدو أنك لعبت دور الفارس . لكن , من يمكنه أن يلومك ؟ فهي
فتاة جميلة .
ـ داليا , أقسم أنني لم أرها قبل اليوم .
وكانت غلطته فادحة , إذ ابتسمت داليا ابتسامة العارف بما
يجري , وقالت : (( أنتم الإيطاليون جريئون و رومنسيون , لا تفوتون أي
فرصة مع النساء )) .
فسألها بيأس : (( ما هذه الروائح الزكية التي تتصاعد من المطبخ ؟
إنني أتضور جوعاً )) .
الحديث عن الطعام قطع الطريق على الأحاديث الأخرى .
الشخص الوحيد الذي أثار المسألة مجدداً كان بولي الذي أعاد تقريباً ما
قالته أمه إلا أن الكلمات من فمه بدت سوقية , كريهة و مزعجة .
وعندما شرح ليو لبولي مبتسماً ما قد يفعله به إذا ما أتى على ذكر
الموضوع مجدداً , انتهت المسألة عند هذا الحد .
وفيما كان يرتدي ثيابه ليشارك في حفل الشواء , حاول ليو أن
يتفهم ردات فعله الخاصة . فبالرغم من موقف سيلينا الدفاعي وسرعة
غضبها , وهو أمر لا يمكن أن يلومها أحد عليه , إلا أنها مغرية بشكل
غريب , لم يفته أي شيء فيها للوهلة الأولى , حتى إن احتضانها ما كان
له أن يثيره , فهي تفتقر إلى امتلاء الجسم الذي يفضله في النساء . لكن
شيئاً ما فيها تمكن منه بشكل غامض , لم يتمكن بعد من تحديده . كما أن
رؤية بولي بتشدق بما يعتقد انه جرى في غرفتها أثار غضبه . وقد كبح
ليو رغبته في ضربه , بعد أن ذكر نفسه بأنه ابن مضيفته .
بدأ الضيوف بالتوافد وتوجهوا إلى الحفل الكبير حيث تقام
الحفلة , وهو الحقل نفسه الذي جرت فيه حفلة البارحة . راقب ليو ما
يجري من نافذته , عابساً متوقعاً ما سيحدث الليلة .
صاح بارتون ما إن نزل ليو السلالم : (( هل أنت مستعد لقضاء يوم
ممتع ؟ )) .
فرد ليو بصدق : (( أنا جاهز لذلك دوماً , لكن هل يمكننا أن نلقي
نظرة على الإسطبلات أولاً ؟ )) .
ـ طبعاً , إذا أردت ذلك . لكن لا تقلق يا ليو , فستكون على ما
يرام .

ـ أليوت ذكر وليس أنثى .
ـ لم أكن أعني أليوت .
قال بارتون ذلك , وقد بدا وكأنه لا يوجه كلامه إلى شخص محدد .
بدا أن الدواء المضاد للالتهاب أخذ مفعوله , كما بدا أليوت
راضياً . الطريق إلى الحقل يمر قرب مرآب بارتون , فرأى ليو عبر الباب
المفتوح شاحنة سيلينا الصغيرة وبقايا مقطورة الجواد .
قال بارتون متأملاً : (( لقد أمل الزمان على هذه الشاحنة وشرب .
أتساءل كيف صمدت كل هذه المدة )) .
صعد ليو إلى المقطورة , وما رآه فيها أصابه بصدمة .
لطالما اعتبر نفسه معتاداً على الحياة القاسية والخشنة , لكن رؤيته
(( لمنزلها )) صدمته , إذ أن محتوياته اقتصرت على الحد الأدنى الضروري .
رأى أريكة بالكاد تكفيها لتنام وموقداً صغيراً , ومكاناً صغيراً جداً
للاغتسال . و أفضل ما يمكن أن يقال عن هذا المكان هو أنه يشع
نظافة .
وأدرك أن تجارب الحياة القاسية التي عاشها , ما هي إلا تجارب
رجل غني , وجد لعبة يلهو بها – إذ مهما كانت الظروف قاسية , كان
بإمكانه دوماً العودة إلى الحياة السهلة المريحة عندما يمل من اللعب . أمـا
هي , فليس لديها مهرب ؛ هذا واقعها وهذه حياتها .
ما الذي دفعها لاختيار حياة التجوال , التي يبدو أنها لا تقدم لها
الكثير ؟

واتضحت له الأمور بشكل مفاجئ ومفزع . لقد سلب منها
الحادث كل ما تملك تقريباً . بعدئذ , لم تعد لديه فرصة ليفكر في أي أمر
كئيب , إذ فتحت الضيافة في تكساس ذراعيها له . فارتمى بينهما
مستمتعاً بكل لحظة , ومذكراً نفسه بأنه سيتمكن من التفكير لاحقاً ,
ومرت ساعات عدة سعيدة .
وعندما كان يستريح ليلتقط أنفاسه , راح يتساءل عن حال سلينا ,
هل أكلت العشاء الذي أرسلته داليا إليها , وهل هي جائعة من جديد .
ملأ صحناُ باللحم المشوي والبطاطا ووضع زجاجة مرطبات تحت
إبطه ثم توجه نحو المنزل . لكن دافعاً ما جعله يغير وجهته نحو
الإسطبلات , وكما توقع , وجد سيلينا هناك , تستند على مربط أليوت
لتراقبه برضا .
سألها ليو : (( كيف حاله ؟ )) .
أجفلت ثم ردت : (( إنه أفضل , وقد هدأ كثيراً )) .
هي أيضاً كانت بحال أفضل كما لاحظ , فقد عاد اللون إلى خديها
والبريق إلى عينيها . رفع الصحن لتراه فراحت تنظر إلى اللحم المشوي
بلهفة تدل على شعورها بالجوع .
ـ أهذا لي ؟
ـ حسناً , من الواضح أنه ليس لأليوت , هيا تعالي .
جلسا سوياً على كومة من القش وقدم لها العصير , فأرجعت
رأسها إلى الخلف وشربت جرعة كبيرة منها , ثم تنهدت : (( آه , هذا
جيد ! ))
أشار إلى الباب برأسه قائلاً : (( لِمَ لا تنضمين إلى الحفلة ؟ )) .
ـ شكراً , لكني لن أفعل .
ـ ألم تزوري قط منزلاً كهذا من قبل ؟
ـ بالطبع , وفي العديد من المرات . لكني لم أدخل من الباب
الرئيسي . قد عملت في أماكن كهذه , ألمع الأرض أنظف المطبخ ,
لكني فضلت العمل في الاسطبل .
ـ متى كان ذلك ؟ تتكلمين وكأنك كبيرة في السن , لكن لا يمكن أن
يكون عمرك أكثر من أربعين سنة .
ـ أكثر من . . . ؟

ورأت بريقاً شريراً في عينيه , فضحكت وقالت : ((كنت لأطعنك
وأتخلص منك لو لم تكن تحمل صحن اللحم المشوي )) .
فرد وهو يناولها الصحن : (( هذا ما أحبه , امرأة تعرف أولوياتها ,
إذن , إن لم يكن أربعين , فكم عمرك ؟ )) .
ـ أنا في السادسة و العشرين .
ـ ومتى حصلت هذه القصة القديمة كلها ؟
ـ بدأت أرعى نفسي منذ كنت في الرابعة عشرة من عمري .
ـ في مثل هذه السن أليس من المفترض أن تكوني في المدرسة ؟
هزت كتفيها بلا مبالاة , وقالت : (( أفترض ذلك )) .
ـ ماذا حصل لوالديك ؟
ـ وبعد صمت استمر للحظات , ردت : (( تربيت في مأوى , في أكثر
من مأوى في الواقع )) .
ـ تعنين أنك يتيمة ؟
ـ نعم , لقد عشت في بيوت الرعاية .
ـ بيوت ؟ بالجمع ؟
ـ الأول كان جيداً , ففيه اكتشفت الجياد . بعدئذ , علمت أن أي
عمل أقوم به يجب أن يكون له علاقة بالجياد . لكن الرجل العجوز توفي
وبيعت الجياد فيما أُرسلت أنـا إلى مكان آخر . هناك , كان الطعام
فاسداً , وكنت أنا يداً عاملة رخيصة . لم يرسلوني إلى المدرسة لأنهم
كانوا بخلاء ولم يرغبوا في دفع أجرة عامل . تشاجرت معهم فطلبوا مني

توضيب أغراضي لأني عصبية ولا يمكن السيطرة علي . وهذا صحيح ,
فلم أكن لأدعهم يسيطرون علي .
سألها مبهوراً : (( ماذا حصل بعدئذ ؟ )) .
ـ ملجأ جديد , لا يختلف عن سواه . هربت وقُبض علي ثم أُعدت
إلى المؤسسة . وبعدئذ , أخذوني إلى ملجأ جديد حيث بقيت ثلاثة
أسابيع .
سألها عندما التزمت الصمت مجدداً : (( ثم ماذا حصل ؟ )) .
ـ هذه المرة حرصت على ألا يقبضوا علي . كنت في الرابعة عشرة
وأبدو في السادسة عشرة . لا أظن أنهم بحثوا عني طويلاً . أتعلم , هذا
اللحم المشوي لذيذ .
قبل تغييرها للموضوع من دون اعتراض , لِمَ قد ترغب في مناقشة
حياتها إذا كانت على هذا الحال ؟

نهاية( الفصل الثاني) . . .



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس