عرض مشاركة واحدة
قديم 28-09-17, 06:58 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

1-لصة جميلة
يالها من غلطة..غلطة فادحة!
فكل خلية من خلايا جيني تصرخ ناهية اياها عن الحراك,مسمرة قدميها في الارض,محاولة ان تردعها عن تخطي السياج المشبع بمياه الامطار الذي يفصل شرفتها عن حديقة ريتشارد مالوري اليابنية الطراز ,حديقة تكثر فيها الصخور المكسوة بالطحال ’وتتوسطها بركة تسبح فيها اسماك الشبوط الهادئة ومقصورة مكسوة باوراق الجدران.
كانت حديقة مالوري تخلو من اي عيب الا الاثار التي خلفها حذاء جيني على الحصى الرطبة, اثار شوهت الصورة التي تتميز بالاتقان.
لم تعتد جيني السطو على المنازل,حتى ملابسها لاتتلائم مع الموقف!اذ كان يجدر بها ان ترتدي ملابس سوداء ضيقة وتنتعل حذاء رياضيا خفيفا,لايحدث صريرا وعقص شعرها تحت قبعة مشدودة على راسها.
حبا بالله!لم ينتصف النهار بعد ولاتريد ان تظهر امام احد تمارا بمظهر اللصة,ولكن ان ضبطها احدهم لاقدر الله,فعليها ان تبدو كالصورة التي رسمتها لنفسها,جارة بريئة لم تتكبد عناء تبديل حذاءها او ارتداء ملابس مريحة لتقفز من فوق السياج,فسروالها الجينز الواسع وقميصها القطني الفضفاض البخس الثمن الذي يبهر العين بلونه الارجواني الفاقع،يعلنان برائتها من كل شيء الا من الذوق الرديء ، تأوهت جيني واليأس باد عليها..صحيح انها قطعت على تفسها وعدا بالا تتطوع ثانية لتنفيذ مهام مماثلة،وان من اجل صوفي،الا ان وعدها ذهب هباء.
اخذت نفسا عميقا وابعدت رغبة ملحة بالفرار سيطرت عليها..
ستسير الامور على خير مايرام،لانها درست جوانب الموضوع كافة،وعليها ان تمضي قدما من اجل صديقتها التي وقعت في مشكلة..صديقة تجدها الى جانبها كلما احتاجت لها.
اخذت نفسا عميقا من جديد ودخلت النافذة الفرنسية الطراز الى الغرفة الشاغرة.
-مرحبا!
جاء صوتها خفيضا اجش ،اشبه بنقبق ضفدع مصاب تمارابالتهاب في الحنجرة..حاولت ان تسترجع في ذهنها تفاصيل الرواية التي حاكتها مسبقا لترويها على مسمع اي شخص قد يفاجئها ..الا ان ذلك لم يمنع قلبها من الخفقان بقوة،وكأنه مجموعة طبول في اوركسترا لندن.
-هل من احد في المنزل!
لم يجبها الا ازيز الغسالة الكهربية التي كانت تدور بسرعة..
بدا المنزل مهجورا والساحة خالية لتنجز ماعليها انجازه..امامها خمسة عشر دقيقة اوربما اكثر،ان كان الحظ حليفا لها..ليتها لم تذكر لصوفي ان مدبرة المنزل تفتح النافذة كل صباح ليدخل منها الهواء المنعش ثم تهرع الى الاسفل لترتشف القهوة مع البواب!
مسحت قطرات العرق عن شفتها العليا ،وكبحت الخوف الشديد الذي تملكها..فهذه الدقائق الخمسة عشر كافية لتعثر على قرص الكمبيوتر وتنقذ صوفي البلهاء من ورطتها..
ولكن من الابله هنا فهاهي تتسلل الى شقة الجيران،فيما صوفي جالسة في مكتبها بأمان،محاطة بزملائها المتأهبين لتقديم حجة غياب لها ان دعت الحاجة..اما جيني الهادئة الحساسة،التي يفترض ان تكون في هذه الساعة في المكتة البريطانية تقوم بأبحاث عن اساطير هوميروس،فقد تلقي الشرطة لقبض عليها متلبسة في اي لحظة,
انه سبب كاف لردعها عن اضاعة الوقت مستسلمة لاوهامها! الا انها وقفت برهة تتأمل المكان محاولة التأقلم معه.
تميزت شقة مالوري على غرار حديقته بخلوها من الزخرفة..
فقطع الاثاث قليلة موضوعة هنا وهناك..فوق مساحات واسعة من الخشب المصقول بسيطة للغاية وتنم عن ذوق رفيع وكلفة عالية.
حاولت جيني ان تتوخى الحذر لئلا توقع القطع الخزفيه..الا ان شيئا غريبا استرعى انتباهها فجأة..كان شعاع الشمس المسلل بخجل من خلف الغيوم المتلبدة مسلطا على كاسين من الكريستال مربوطين بجورب اسود حريري.
انه لمشهد غريب حقا يتنافى مع الاطار البسيط للشقة ويحمل الكثير من المعاني المثيرة للاشمئزاز.
وتنبهت جيني تلك اللحظة الى المنديل الكستنائي المعلق وسط العقدة.والذي كتب عليه شيء مام بأحمر الشفاه..اتراها رسالة شكر؟
ابتلعت ريقها بصعوبة وحاولت اخماد نار فضولها،مقاومة رغبة جامحة تتملكها بالقاء نظرة على المنديل من كثب،وكأن مشاكللها الحالية لاتكفيها.
اتراها تهتم فعلا بما كتب عليه؟فالمشهد يؤكد الشائعات التي بلغت مسامعها عن ذلك الرجل العبقري الناجح في عالم الاعمال،والتي يمتلك جاذبية فتاكة لاتقوى النساء على مقاومتها...جاذبية جاءت هذه اللوحة لتكون خير دليل عليها...
ورغم انها تقطن في الشقة المجاورة..الا انهما لم يلتقيا لتتأكد من صحة هذه الشائعات بنفسها.زلكنها كانت تدرك في قرارة نفسها انها ليست من النوع الذي يثير انتباهه اويجعله يلتفت مرتين..كما انها تعي تماما انه من الصعب ان تفتتن به،مهما كان ساحرا..فالرجل المعروف بميله للعلاقات العابرة التي تضج بها صفحات الصحف والمجلات الاجتماعية لايروق لها علىا لاطلاق...
ابعدت جيني هذه الافكار المتدافعة في راسها ووضعت يدها على قلبها ،علها تخفف من حدة خفقاته لتتمكن من التركيز على ماقالته صوفي.
بدايه الاسبوع اخذ مالوري القرص الى منزله،ووضعه على الارجح،في مكان ما على مكتبه.
ولكن ثقة صوفي العمياء بقدرة جيني على العثور عليه حالت دون ان تتكرم عليها بالتفاصيل اللازمة مكتفية بالقول:"ايعقل ان يكون الامر صعبا الى هذا الحد؟"
حتى الحجج التي تذرعت بها لتبرر رفضها القيام بذلك بنفسها كانت واهية..
لم لم تتركها تجتاز السياج المشبع بمياه الامطار..ذلك السياج تمارا الشائك لتجلب القرص بنفسها مادامت تجد الامر بهذه البسطاة!
فهي تشغل شقة في الطابق السفلي من المبنى نفسه.
-لكنك تقطنين في الشقة المجاورة من المبنى نفسه عزيزتي..انها لعبة القدر..فان شك مالوري يوما اني اقتربت من مكتبه فلن اخسر وظيفتي فحسب..بل لن اتمكن من العثور على وظيفة اخرى ابدا..انه رجل سافل ولايرضى بماهو دون الكمال.
هذا صحيح..لاتستطيع صوفي ان تخاطر بان يقبض عليها خشية ان تخسر وظيفتها..ولعل اكثر مايثير حيرة جيني هو اصرار صديقتها على العمل في شركة خاصة ببرامج الكمبيوتر في حين كانت تفضل ان تعمل في حقل العلاقات العامة او ان تزين احدى صالات العرض بجمالها.
بذلت صوفي جهدها لتخفف من وطأة الموضوع على جيني،مؤكدة لها ان المهمة في غاية السهولة،اذا يكفي ان تجتاز السياج الفاصل بين حديقته وشرفة عمها بوب فتدخل الى شقة السافل،ثم تأخذ القرص وتنسخه وتعيده لمكانه،من دون ان يعلم احد بماجرى وتنقذ بالتالي وظيفة صوفي..
افلتت منها نهيدة عميقة ..من قال انها تجيد السطو على المنازل؟ام لعل ماتفعله يعرف بالخلع والدخول عنوة؟هل كان من دليل على دخولها المنزل عنوة؟.
لاشك ان القاضي سيأخذ هذه النقطة بعين الاعتبار،قبل ان يصدر الحكم عليها،ان فشلت في العثور على القرص ومغادرة هذا المكان قبل ان تعود السيدة فيغيس من موعدها الغرامي اليومي مع البواب.
حاولت عبثا ان تبعث رسائل عاجلة من دماغها الى رجليها لتتحركا..لكن الجهاز العصبي في جسمها تيبس وكأن الخوف شل حركتها..
وبعد محاولات حثيثة تلقت رجلاها الرسالة،فابتعدتا عن الموضع الذي بقيتا فيه لدقائق قليله،بدت لجيني وكأنها ساعات طويلة..
اشتعلت نيران الغضب في احشائها واقسمت الا تسمح لصوفي هارنغتون بان تزجها في مواقف مماثلة مهما كلف الامر..
لا..هذا ليس عدلا..اذ لطالما لجات صوفي الى الكلام المعسول لتفنعها بمساعدتها في الخروج من مآزرقها..فتلك الفتاة التي عرفتها في الخامسة عشرة من عمرها لم تتغير تمارا البتة مع بلوغها الرابعة والعشرين..وهاهو التاريخ يعيد نفسه..وراحت جيني تسترجع في راسها ذكرى الغارة التي شنتها على مكتب امانة السر في المدرسة لانقاذ صوفي من ورطة كادت تهدد مستقبلها في المدرسة..يومها، هبت جيني لمساعدة صديقتها ،فتسللت الى المكتب لجلب دفتر يومياتها قبل ان تقرأه المديرة..ذلك الدفتر المثير للسخط بما يحويه من اخبار..
كانت جيني تخاطر بتلقي عقاب اكثر صرامة من التوبيخ على تصرفها الارعن،وحرمانها من زيارة البلد خلال المدة المتبقية من الفصل لو ضبطت وهي تحاول انقاذ صديقتها من ورطتها..
طردت جيني هذه الذكريات من راسها وعادت تركز اهتمامها على الواقع المحيط بها..وقفت فجأة مذهولة وهي تجول بنظرها في المطبخ المصنوع من الفولاذ والاردواز ..ياله من مطبخ عصري يجد فيه المرء كل مايلزمه!وخطر لها في تلك اللحظة ان الطريقة الوحيدة ليثير ريتشارد مالوري انتباهها في ان يعرض عليها ان تدير مطبخه.
بحق الله ..الوقت يداهمها وهي تضيع الدقائق في تأمل مجموعة مجموعة السكاكين بأعجاب.
عبرت الغرفة بسرعة وفتحت الباب المقابل لها،فوجدت نفسها امام مكتب وجهاز كمبيوتر!
رباه!يالها من فوضى!فمن يرى هذه الغرفة يخال ان شخصا مخبولا انكب على العمل فيها على مدى اسبوع كامل من دون انقطاع..فالفوضى تعمها خلاافا للغرف الاخرى التي بدت وكأن احدا لم يطأها..
وجدت جيني في هذه الفوضى جانبا ايجابيا لان الشخص الذي زرعا بعيد عن هوس اخفاء الاغراض في الادراج واقفالها.
نكبت جيني تبحث بين زجاجات الماء الفارغة تمارا واوراق الشوكولا الفاخرة واطنان الأوراق المبعثرة على الارض والمكتب..الا انها لم تجد القرص ..فجمعت شتات فكرها ورأت ان تنتقل للبحث في الأدراج..ولكنها لم تستطع فتحها..اين تراه يضع المفاتيح؟
نظرت جيني في ساعتها فرات ان 6 ساعات ثمينة قد انقضت ..تذكرت فجاة ان المفاتيح تصنع عادة على نسختين ولابد انه احتفظ بالنسخة الثانية في مكانما،
اين كانت لتخبأ المفتاح لو انها مكانه؟ربما الدرج لئلاتضيعها..غير انها لاتملك مايستحق ان تضعه في درج وتقفل عليه.
ولكن ان ارادت فرضا اخفائها فستختار الدرج المجاور لسريرها فمن تراه يستطيع العثور عليها وسط اغراضها المتراكمة؟
اسرعت الى السلم اللولبي لتصعد الى الطابق العلوي حيث فوجئت برؤية بهو فسيح،تغلب فيه الرفاهية والبساطة.
رات سجادة تركية الطراز مفروشة على الارض وكرسيا من الجلد وجدرانا مغطاة برفوف خشبية تحمل شتى انواع الكتب..
لم تستطع تمالك نفسها من الاقتراب والقاء نظرة على الكتب ،لكنها تعثرت بطاولة صغيرة لم ترها عند دخولها واوقعت كومة
من المجلات على الارض محدثة صوتا مريعا اعادها الى وعيها..الوقت ليس ملائما للمطالعة..فتوجهت مسرعة الى الباب الوحيد امامها ففتحته لتجدنفسها في رواق مضاء بأنوار ساطعة،تكثر فيه الأبواب..تذمرت في سرها،وراحت تفتح الابواب الواحد تلو الآخر الى ان عثرت على غرفة مالوري في نهاية الامر.
كانت الغرفة غارقة في الظلام والستائر سميكة منسدلة تحجب نور الصباح الخفيف..تركت جيني باب الغرفة مفتوحا ليدخل منه النور فتتمكن من القاء نظرة حولها..وكم كان ارتباكها عظيما حين ادركت ان الغرفة لاتضم الكثير من الاثاث!فالشقة برمتها تختلف اختلافا كبيرا عن شقة ماكبيرد التي تتميز بزخرفتها الجميلة!
بدا واضحا للعيان ان غرفته تعكس ميله تمارا للبساطة ..فهي تضم سريرا عريضا منخفض الارتفاعنفرش عليه لحاف كبير وكومة هائلة من الوسادات ،وتحيط به من كل جهة منضدة يعلوها مصباخ طويل..
اقتربت جيني من احدى المنضدتين وحاولت فتح درجها الضيق الا ناها لم تفلح،،فقد كانت يداها ترتجفان من شدة الخوف وخشيت ان تمد يدها لتشعل المصباح فتوقعه في الارض.
خطر لها ان تركع على قدمييها وتمرر اصابعها تحت المنضدة ..وماعليها سوى ان تشد على طرف الدرج باصبعها لتجد جوابا على تساؤلاتها..
كان الدرج يحتوي على مجموعة من الاغراض توحي بان ريتشارد مالوري من النوع الذي يحب ان يبقى دوما على اهبة الاستعداد للأحتمالات كافة.
اقفلت جيني الدرج وقد طفح كيلها..والحظ لم يحالفها بعد..وعندما همت بالوقوف لفت انتباهها بريق شيء صغير تحت المنضدة اشبه بمفتاح..فتسمرت واالحيرة تتآكلها اتراه ماتبحث عنه؟
وفي لمح البصر وجدت نفسها مستلقية تمد يدها لتصل اليه وتمسك به.
نهضت تبحث عن الضوء لتتمكن من رؤيته بوضوح .
_اللعنه!
-لااظنه لك..اليس كذلك؟
تعالى صوت خفيض اجش من تحت الوسادات المكدسة ،ثم ظهر راس اشعث الشعر اسوده،وعينان اثقلهما النعاس..واذ بيد كبيرة تمتد لتأخذ القطعة المعدنية من راحة يدها وتدليها تمارا على مقربة من اذنها..فالقطعة المعدنية لم تكن مفتاحا بل قرطا طويلا.
-كلا...
شعرت جيني ومأن دهرا قد مر قبل ان يبعد عينيه اللزرقاوين اللتين كانتا تتفرسان فيها وفي القرط المتدلي من انامله..دهر توقف فيه قلبها عن الخفقان،ربما لأن السحر المغناطيسي المنبعث من تلك العيني ترك اثرا كبرا فيها..
-لا أظنه يروق لك؟
خرج من حنجرة جيني صوت مشوش اارادت من خلاله ان تعرب له انها تشاطره الرأي..فسوق السلع المستعملة الذي اعتادت ان تقصده لايعرض سلعا مماثلة ،غالبا ماتكون غالية الثمن.
-ان قلت لي عما تبحثين فقد استطيع مساعدتك.
ابعد مالوري اللحاف عنه واستند على ساعده ليجلس في سريره،فرأت كتفيه العريضتين وصدره العاري.
حاولت ان تجيبه.الا ان كلماتها خانتها..فقال لها مقطبا:
-ارجو المعذرة..لم اسمع ماقلته؟.
تنبهت في تلك اللحظة الى ان عينيه الواسعتين تنبضان بالحياه..كم من الوقت مر وهو يتأملها؟
هل شاهدها تنقض على المنضدة المجاورة لسريره؟
ابتلعت ريقها بصعوبة..اذ لم يعد امامها سوى ان تراوغه وترجو الأفضل..
فأن كانت قادرة على ان تفرض تمارا نفسها في قاعة تعج بطلاب لايتعدى سنهم الثامنة عشر،ويخالون انفسهم على دراية بامور الدنيا كلهانفلن يصعب عليها ان تهتم برجل واحد.
وبما ان عينيه تتفحصانها من رأسها الى اخمص قدميها،لم تجد بدا من المواجهة،فقالت له وهي ترفع نظاراتها الى اعلى انفها،:"قلت انني.."
صحيح انه لايستطيع صرفها ولكن مالذي قد يمنعه من الاتصال بالشرطة؟
-انك ماذا؟..
ردد عبارتها بأستغراب شديد وكأنها استخدمت لغة غريبة،لغة لم يسمعها من قبل.
لم تجد امامها حلا اخر الا المرواغة فحسب،انما يبدو انها لن تنجح..من الافضل لها ان تفكر في امر اخر لتصرف ذهنها عنه..ربما بوالدتها..
قالت له وقد استعادت افكارها وحبالها الصوتية قدرتها الطبيعية:
-من الصعب ترجمة الافكار بالكلمات ..كما انك فاجأتني ياسيد مالوري.
بدا جليا ان كلماتها تسليه اذ سالها ساخرا:"اكنت تتوقعين ان اعتذر منك؟"
-مامن داع لذلك.
وبعد ان ارغمت نفسها على ابعاد نظرها عن كتفيه العريضتين ،ابتعدت عنه واستطردت قائلة:
-الذنب ذنبي..لم ادرك انك هنا..او ربما لم يكن يجدر بي ان..
احست بان تصميمها تمارا على الحفاظ على هدوئها اخذ يتلاشى،وهي تقرا في عينيه نظرات التهكم وكأنه يقصد مضايقتها.
-يجدر بك ماذا؟.
-أن..
هاهي تردد العبارات الغريبة من جديد..
-أن ماذا؟.
-لم يكن يجدر بي ان اتطفل!
ثم اضافت وقد احست بأن شيئا ماينقص:"ربما كان علي ان اقرع الباب اولا".
قطبت حاجبيها وقد تملكها الأرتباك..فكل المحاولات التي بذلتها لترفع نظراتها المتفرسة عن منككبيه،اوعضلاته ذهبت هباء..
وتنبهت فجأة الى ماأراد ان يلمح اليه،فأحست بالأحمرار يزحف الى خديها..ياله من متعجرف مغرور!ايعقل ان يخالها احدى المعجبات بريتشارد مالوري،اللواتي لايتوانين عن الارتماء تحت قدميه؟.
نصحته بحدة غير متوقعة،في ظل الظروف الراهنة:
-ان كنت تقع دوما في المشكلة عينها فيستحسن ان تترك باب غرفة نومك مقفلا.
وافقها الراي قائلا:"ربما يجدر بي ان افعل ذلك".
ثم قال:"اذن مالذي كنت تبحثين عنه هنا؟".
اخذ قلبها يتخبط بين ضلوعها..ليتها لاذت بالفرار!
-مالذي ابحث عنه؟
-تحت سريري..
النجدةّ!...الم تجد العذر الذي اختلقته مقنعا للغاية؟
كم هي غبية!من قال انها لصة! انها مجرد صديقة مخلصة تريد ان تستعير القرص وترده بعدئذ قبل ان يفتقده احد..
-خذي وقتك!.
التفتت اليه فقابلت عينيها عيناه تماراالزرقاوين الحادتين التين تؤكدان ان ريتشارد مالوري ليس من النوع الذي يسهل خداعه بالكلاك..حاولت عبثا ان تستجمع قواها الذهنية علها تتوصل الى استنباط رواية اقل تفاهة..ولكن دماغها كان على مايبدو في اجازة..
قالت له اخيرا وقد نفذت افكارها:"كنت ابحث عن الهامستر.."
-ارجو المعذرة..ولكن هل قلت هامستر؟.
-تسلل الى السياج الفاصل!ثم قفز من النافذة الفرنسية الطراز.
التزم مالوري الصمت واستطردت تقول بنبرة شابها اليأس:
-لم استطع اجتيازه بسهولة..ولكنه صغير الحجم ويمكنه المرور من تحته..
وقفت مذهولة عاجزة عن تصديق ماتفوهت به وقد اوحت لها تعابير وجه مالوري يانه يواجه صعوبة اضا في تصديق كلامها..لكنه كان يبذل جهد كبير ليمنع نفسه من الانفجار بالضحك.
وفي محاولة منها لالهائه،تقدمت منه ومدت يدها لتصافحه قائلة:
-لم يسبق لنا ان التقينا سيد مالوري ولكنني جارتك مؤقتا في الشقة المجاورة..ادعى أفيجينا لوتو..
وحده الانسان الذي لايجيد الكذب يعترف بملء ارادتيه بأنه يحمل اسما مماثلا،أليس كذلك؟
-انني اعتني بشقة السير ويليام واللايدي ماكبرايد خلال سفرهما..اقصد انني اهتم بالنباتات وحوض الأسماك..وازيل الغبار..
ثم تابعت تقول:
-كيف حالك؟
صافح ريتشارد اليد الممدودة،وبقي ممسكا بها لمدة اطول مما ينبغي والحيرة بادية على وجهه.
-اظن انني احتاج لبعض الوقت لاجيب عن هذا السؤال.
ثم جلس على السرير،وانحنى الى الأمام وهو يرتب شعره بيديه،ليسوي خصلات شعرع من جهة وينظم افكاره من جهة اخرى.
غير ان رؤية كتفيه العاريين وصدره اثارت اضطرابها..
قال وهو يمسح وجهه بيديه:
-احتاج الى فنجان القهوة وكوب من عصير الليمون،وحمام ساخن..فقد امضيت ليلة مريعة..
لم تشك بكلامه اذا رأت الدليل بأم عينها.
افلتت منها صرخة خافته وهي تراه يدفع الغطاء بعيدا ويضع رجليه على الارض..فاسرعت تبتعد عنه،الا انها ارتطمت بالمصباح واوقعته ارضا وهي تحاول الامساك به..
نهض مالوري من فراشه تمارا والتقط المصباح عن الارض وأعاده الى مكانه،متيحا لها الفرصة لتتأكده انه ليس عاريا كليا..اذ كان يرتدي سروالا قصيرا رمادي اللون،يبرز معدته المسطحة الصلبة..
عليها ان تغادر الغرفة بأي ثمن! مدت يدها تتلمس طريقها الى مقبض الباب،الا ان الرياح جرت بما لاتشتهي السفن وانغلق الباب،فيما بقيت هي واققفة عند الجهة الخاطئة منه..
قالت له بصوت خفيض:"أظن انني ازعجتك".
وافقها الراي على الفور قائلا:"أظن ذلك".
ثم مد يده ليفتح الستائر السميكة ،متيحا لأشعة الشمس الساطعة ان تغمر الغرفة بنورها.
-يالها من حيلة ظريفة!اظنك استعلت الجهاز نفسه لتشعل المصباح أليس كذلك؟.
ولم تلبث ان ندمت لانها لفتت انتباهه اليها،اذ التفتت العينان الزرقاوان اليها وحدقتا اليها وكأنهما تبحثان عن الحقيقة.
-أنني في غاية الأسف..
قاطعها قائلا:
-لاداعي للأسف..كان من الممكن ان اقضي النهار بطوله نائما لو لم توقظيني ياأفيجينا..
ثم قطب جبينه وسألها بحدة:
-أي نوع من الأسماء هذا؟
-انه من النوع الذي يتعذر تهجئته..كانت والدتي طالبة في كليه الأدب اليوناني والأغريقي.
ثم اضافت:
-كانت أفيجينيت ابنه الملك اغاممنون الذي ضحى بها ارضاءا للآلهة..ليتمكن بعدئذ من اعادة اخت زوجته الهاربة هيلين.
-هيلين؟
-من طروادة!
-صحيح..هي صاحبة تمارا الوجه الجميل الذي تسبب في حروب دامية؟..
-اجل..انها هي..وقتلته زوجته بسبب فعلته هذه..ولكنني اظنك على علم بالأامر..
-كتبت هيرموس عن تفكك العائلة منذ ثلاثة الاف سنة.
-أجل.
راح يحدق اليها بعض الوقت وكأنه يريد ان يواصل الحديث عن اختيار أمها لأسمها،الا انه عاد وقال:
-اخبريني عن الهامستر الضائع..ماأسمه(أوديسيوس)؟.
يالتهكمه!لم يمضي على استيقاظه وقت طويل ،وهاهو يستعرض اسماء الابطال الاسطوريين،ولا يتوانى عن اظهار تهكمه..وللكن لاأحد يستطيع ان ينكر انه رجل عبقري للغاية.
-محاولة جيدة.. ولكن الا تجد انه اسم طويل ليحمله هامستر؟.
اجابها:
-اظن ان اسم افيجينيا طويل لتحمله فتاه مثلك..
اسم يوحي ان والدتك لم تكن تكن لوالدك مشاعر قوية حين اختارته لك!
آثرت جيني ان تلتزم الصمت امام تحليله البعيد كل البعد عن الواقع،فعاد يسالها كأنه يريد حثها على الرد:
-ماأسم الهامستر؟
-هيكتور!
-هيكتور ام هاري!
-كلا..انه هكتور تمارا المقاتل الشهير،من طروادة الذي قتله آشيل..
سألته ببراءة:
-من هو هاري؟.
ضاقت عيناه لحظة وخشيت ان تكون قد تعدت الحدود:.
-لاعليك.
ثم اضاف:
-اظنه هامستر سريع لتطارديه الى هنا..الاتعتقدين ان السلم قد يعيق حركته بعض الشيء؟.
لم تخطر هذه الفكرة على بالها اطلاقا!
ادركت في تلك اللحظة انها وقعت في فخ لاقرارا له.. وبانت عاجزة حتى عن تذكر حجم الهامستر..
الا انها قررت ان لاتفقد الامل علها تجد مخرحا!فقالت بلهجة تدل على اقتناع زائف:
-اظن ان فخذي هكتور اشبه بفخذي لاعب كرة القدم..
وقبل ان تتيح له فرصة لطرح الاسئلة قالت له:
-اسمع!يستحسن ان انصرف وادعك تستحم!
-ارجوك لاداعي للعجلة!
وقفز من سريره بلمح البصر،وتوحه الى الباب حيث تسمرت في مكانها،ثم وضع يده عليها معيقا حركتها..الا انها تراجعت بسرعة،مبتعدة عنه لئلا يسمع تمارا ضربات قلبها المتسارعة.
-نادرا ماأحظى بهذا القدر من التسلية قبل ان اتناول فطوري.


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس