عرض مشاركة واحدة
قديم 29-09-17, 02:24 AM   #1031

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل الثاني والعشرين

حين دلفا وجلسا مع سهيل وتمارا كانا يتحدثان, ويتناقشان,
ويتجادلان على بعض البنود, وذلك مادفع سهيل للغضب,
وتحفز جسده بوضوح, يكاد ينقض عليهما..

احتدت نبرته, وكاد أن ينهض بعينين مشتعلتين؛
ولكنه أجفل منتفضًا بعينين متسعتين, حين وضعت تمارا يدها
على كفته المضمومة بقوة المستندة على طاولة الإجتماعات, تميل عليه,

هامسة برجاء:" اهدأ من فضلك سهيل.."

لم يعد يستمع لأي صوت مما حوله وقد انحصرت الرؤية لديه على تمارا,
لكن يدها الباردة جعلته ينتفض,
متسائلاً بهلع:" لا تبدين بخير.."

عقدت حاجبيها تنظر إليه بتعجب, ثم حانت منها نظرة
ليدها الموضوعة على يده فأسرعت بإبعادها, تسبل جفنيها,
وحدقتاها تتحركان بإرتباك, لم تشعر أنها وضعت يدها
على يد سهيل فقد فعلتها بطريقة عفوية أشعرتها بالحرج الشديد,
تبًا لغباءها وحركاتها الخرقاء..

عاد صوت سهيل, هاتفًا بإسمها بإلحاح ملتاع:" تمارا.."

ابتلعت ريقها بصعوبة, ترد بإقتضاب دون أن ترفع بصرها إليه:
" أنا بخير.. من فضلك دعنا ننهي الصفقة دون مشاكل.."

أخذ نفسًا عميقًا وزفره بقوة, يزم شفتيه بقوة يحاول كبح مايشعر به,
ليست بخير يعرف ذلك, يدها الباردة, ووجهها الشاحب خير دليل,
منذ صغرها حين تكون مريضة, أو متعبة؛ تشعر بالبرد
ويداها تصيرا باردتين كالثلج, يكاد يجن ليعرف مابها وما تعانيه..

أجفل على صوتها تتحدث بعملية مع العملاء, متجنبة النظر إليه,
تجادلهم بإصرار متمسكة بالبنود الموضوعة بالعقود,
وهما يجادلوها أيضًا, في حين يشعر هو بالغليان..

فصدح صوته بنفاذ صبر آمرًا:" تلك هي العقود, فلتوقعوا وإلا غادروا فورًا.."

نظر إليه العملاء بإستنكار, مهمهمين بإعتراض, وتمارا تشعر باليأس
يبدو أنه على وشك الإنفجار وإفساد الصفقة, هي متعبة حقًا,
وعمار يعتمد عليها فالصفقة هامة لعمار, وقد اجتهد عليها كثيرًا؛ ليأتي سهيل ويفسدها!..

مالت على سهيل هامسة من بين أسنانها,
محاولة التحلي بالصبر:" سهيل دع الصفقة تمر على خير.. إن أفسدتها فأنا......."

ولكنه قاطع حديثها حين نهض دافعًا كرسيه للخلف, يقول منهيًا الحديث
بما لايحتمل الجدال بفظاظة:" لن أضيع وقتي معكم أكثر من هذا,
إن أردتم توقيع العقد فأمامكم دقيقتين؛ وإلا سأجد غيركم لأتعاقد معهم.."

أغمضت عينيها بيأس تطرق برأسها بقلة حيلة,
الغضب يتصاعد بداخلها مع ذلك الألم المتزايد بمعدتها,
تجذ على أسنانها بقوة تحاول التنفس بهدوء.. ستنفجر به حقًا..

ولكنها رفعت رأسها بدهشة حين سمعت أحد العملاء, يقول بإقتضاب:
" سنوقع العقود, ولكن لنا حديث آخر مع السيد عمار.. فنحن لن نقبل...."

أجفل العميل منتفضًا للخلف بمكانه, حين هدر سهيل
بعينين مشتعلتين بشراسة:" هل تهددني يا أحمق؟..
أنا سهيل رشدان من يدير الشركة لا عمار..
هل تظن أنك تتفضل عليّ بتوقيعك للعقد!..
أنت تعرف شركة رشدان جيدًا وسمعتها, أنت المستفيد من خلفنا؛
لا نحن.. خمس ثوانٍ إن لم توقع وتغادر؛ سأمزق العقود.."

نظر إليه العملاء برهبة من هيئته المتحفزة, ثم وقعوا العقود سريعًا
كما أمرهم سهيل, ولملموا أوراقهم متجهين إلى الباب بخطوات حانقة,

رغم عدم رضاهم بطريقة تعامل سهيل؛ لكنه محق صفقة كتلك
مع إسم كشركات رشدان مربحة لهم بطريقة خيالية, لن يخسر سهيل,
وسيجد غيرهم كثيرًا ليتمموا الصفقة, فإنصاعوا مرغمين لأوامره..

ذلك المجنون حقًا لا يطاق, أما عمار فودود, حسن التعامل, كم ودوا لو كان متواجدًا..

بعد خروجهم كانت تمارا مغمضة العينين تضع وجهها بين كفيها
تستند بمرفقيها للطاولة, تحاول التحكم في إنفعالاتها,
وذلك المتهور فوق رأسها يلعن ويسب بصوت مسموع..

هتفت من بين أسنانها بغيظ:" ألن تكف عن جنونك هذا!.. لقد كدت تفقد صوابك وتضربهم.."

نظر إلى رأسها المنكس بحدة, يعقد حاجبيه, هاتفًا بغضب:" هؤلاء حمقى يظنون أنهم....."

انتفضت تقف ناظرة إليه بعينين مشتعلتين, هادرة بنفاذ صبر حاد:
" بل أنت الأحمق.. هل هذه طريقة تعامل رجل أعمال مع عملائه!..
لن تتغير أبدًا.. هل تظن أن بسبب اسم الشركة تستطيع
أن تعامل الآخرين بهمجية وتسلط!.. عليك أن ترتقي بتعاملك قليلاً.."

ساقه تهتز بعصبية, شفتاه مزمومتان, يصرخ بجنون مشيرًا بيده
لباب المكتب وكأنه يراهم:" لقد وقعوا العقود كالجرذان,
لم يجرؤ أحد منهم على الرفض فهم يعرفون من أكون.."

هزت رأسها بيأس ترفع وجهها للأعلى بشفتين مفغرتين قليلاً
تتنفس بتثاقل, لا تعرف لِمَ تشعر برغبة في البكاء!..
وكأن مابداخلها يكاد يتفجر ولا تستطيع الإحتمال, هو بجنونه,
عمار بمرضه, وهي بالمنتصف.. تشعر بالبرد حقًا ويداها كالثلج, فضمتهما بقوة..

ابتلعت ريقها بصعوبة, عيناها تلمعان بدموع تأبى السقوط,
هامسة بتحشرج مرهق:" يكفي.. أنت لن تتغير أبدًا..
اذهب لمكتبك لقد انتهينا, دعني أنهي عملي.."

سكن جسده المتحفز يرمقها بنظرات متفحصة, ولانت نبرته متسائلاً:" ماذا بكِ؟.."

عضت على شفتها السفلى بقوة, تشيح بوجهها بعيدًا عنه,
تشعر بتلك الدموع تحرق عيناها, ودمعة شريدة غافلتها وسقطت,
فالتفت بجسدها تواليه ظهرها, ترفع يدها تمسحها بعنف, تزفر أنفاسًا غاضبة..

عقد حاجبيه بألم, وتساءل بصوت خافت معذب:" هل أنتِ متعبة بسبب حملكِ؟.."

شفتاها مفغرتان مرتعشتان, تطرق برأسها للأسفل بصمت,

وبعد دقيقة ردت بصوت باهت:" لست حامل سهيل.. أنا فقط مرهقة.. من فضلك غادر.."

لست حامل.. ليست حامل.. ذهول اعتراه مع إبتسامة بلهاء
تكاد تتحول لضحكة, مع شعور خبيث بسعادة وإرتياح يتسللان إليه,
تمارا ليست حامل ولن تنجب من عمار, تلك الليالي التي قضاها مسهدًا
يجافيه النوم يتقلب على فراشه كالجمر كان هباءً, وتمرته ليست حامل..

عض على شفته السفلى بقوة يكبح ضحكاته,
ثم تنحنح قائلاً بخفوت يداري به فرحته الجلية:" سأذهب لمكتبي الآن.."

وتحرك بخطوات سريعة يفتح الباب يخرج, يغلقه خلفه, متجهًا لمكتبه,
وهناك يضحك بطريقة غريبة, وكل ما يجول برأسه أن تمارا ليست حامل..

أما هي تستند بيديها على حافة المكتب تعتصره بقوة, ذلك الألم يتزايد وبعنف,
أخذت نفسًا عميقًا وزفرته بروية, واتجهت بخطوات متثاقلة, تجلس على الكرسي,
ترفع سماعة الهاتف الداخلي, قائلة بصعوبة:" احتاج إلى بعض المسكنات وسريعًا.."

لتسمع صوت مديرة المكتب تجيبها بهدوء:" دقيقتان وسأحضرهما.."

أغلقت الهاتف, ترجع رأسها للخلف, مغمضة العينين تلتمس بعض الراحة
والهدوء حتى يأتي مسكنها لتتابع عملها..

**********
يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس