عرض مشاركة واحدة
قديم 29-09-17, 02:32 AM   #1033

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي


جالسة بغرفتها كعادتها هذه الفترة وقد اتخذت منها ملاذًا
حيث تنازعها الأفكار وتتخبط بها, حديث مروان
يتردد بذهنها دومًا تفكر به؛ بل لا تفكر بغيره..

تنهدت بتثاقل, تضم ركبتيها إلى صدرها تستند بذقنها إليهما
تحيطهما بذراعيها, لا تعرف ماذا تفعل, وماذا تقول له!..

بعد تلك الزيارة أرادت أن تذهب إليه مرة أخرى؛ لكنها كانت خائفة من رد فعله,
وحين اتصلت به أخبرها أن سامر يكاد يكون مقيمًا بمنزله يواسيه,
حمدت الله أنها لم تذهب إليه وسامر هناك؛ وإلا لكانت مشكلة كبيرة..

عادت تزفر بقلة حيلة؛ لكنها أجفلت حين فتح باب غرفتها لتدلف عاليا تنظر إليها بحيرة..

اقتربت منها تجلس على حافة الفراش بجانبها, تمسد على شعرها برفق,
متسائلة:" ماذا بكِ صغيرتي؟.. تبدين شاردة هذه الفترة.."

نظرت إليها ميرا نظرات متحيرة, ثم عادت تسبل جفنيها, ولم تعلق..

حقًا ميرا تبدو غريبة هذه الفترة, حتى نشاطها وبهجتها لم تعد كطبيعتها كما سبق,
لاحظت ذلك وحاولت أن تتغاضى عن الأمر؛ لكن الآن تبدو مريبة..

ابتسمت عاليا برقة, ثم قالت بهدوء:" ميرا.. ماذا هناك حبيبتي؟.."
هزت ميرا كتفها بخفة, قائلة:" لا شيء أمي.. أنا بخير.."

نظرت إليها بعدم تصديق, هاتفة بإستنكار:" بالطبع هناك شيء ما..
أنتِ مختلفة.. هيا حبيبتي منذ متى تخفين عني مايزعجكِ!.."

فكت ميرا ذراعيها, واعتدلت بجلستها, تتهرب بعينيها من نظرات عاليا,
هامسة بتوتر:" لا شيء صدقيني.."

تحركت عاليا تقترب منها أكثر ثم جذبتها تضع رأسها على صدرها,
تمسد شعرها بحنان, قائلة بصوت خافت ناعم:" ميرا حبيبتي..
أنا أعرفكِ جيدًا, وأعرف حين تخفين شيء ما,
أنت ياصغيرتي شفافة حيرتكِ ظاهرة على وجهكِ.."

أراحت ميرا رأسها على صدر عاليا أكثر, تلف ذراعيها حول خصرها,
تغمض عينيها تتنعم بذلك الحضن الدافئ,
هامسة:" قد أكون مرتبكة قليلاً ليس أكثر.."

ارتفع حاجب عاليا بترقب, تعرف صغيرتها لا تعرف كيف تخفي الأسرار,
رقيقة حين تحتضنها وتربت عليها, تسرع إليها تلتمس حنانها, وتخبرها بما فيها..

ابتسمت أكثر, متسائلة بصوت دافئ:" هيا اخبريني مايربككِ؟.."

ترددت ميرا قبل أن تخبر والدتها بما يجول برأسها وحبها لمروان, ومستواه الإجتماعي..

عضت على شفتها السفلى, ثم تساءلت بهدوء:" أمي.. كيف تنظرين لمستوانا الإجتماعي؟..

عقدت عاليا حاجبيها بعدم فهم, واستفهمت:" ماذا تعنين حبيبتي؟.."

ابتعدت ميرا عن أحضانها, تنظر إليها بإرتباك, تبتلع ريقها بصعوبة,
قائلة:" أعني.. هل المستوى الإجتماعي هام؟.."

رمقتها عاليا بحيرة, لكنها أجابتها بعفوية:" بالطبع حبيبتي..
المستوى الإجتماعي هام جدًا.. فالتوافق الإجتماعي بين الطبقات ضروري.."

عبست ميرا بوجهها, متسائلة بضيق:" أتعنين أنه يجب أن يتزوج المرء
من نفس مستواه.. ألا يعني الحب شيئًا!.."

هذه المرة قالت عاليا بجدية:" بالطبع عزيزتي..
حين ترتبطين بأحدهم عليه أن يكون من نفس مستواكِ الإجتماعي,
سواء المالي أو التعليمي, عليه أن يوفر لكِ الحياة الكريمة
التي كنتِ تعيشينها وسط عائلتكِ.."

تجهم وجه ميرا أكثر, هاتفة بإعتراض:" هذا ليس صحيحًا أمي..
ليس مهمًا أن يكون من نفس المستوى..
يكفي أن يكون جيدًا ويحبني, وأعيش معه بسعادة.."

جادلتها عاليا بقوة:" هذا ماتقرأينه بالكتب ميرا..
حين ترتبطين بمن هو أقل من مستواكِ قد تظنين ببداية حياتكِ
أن الحب كافٍ وسيجعلكِ تعيشين بسعادة وهناء..
وأنكما ستتقاسمان كل شيء ويكفيكما حبكما,
لكن ياصغيرتي الواقع لايسير بهذا الشكل..
قد تصبرين قليلاً ولكنكِ فيما بعد ستتذمرين,
تودين العودة للحياة الهانئة, الرفاهية, لن يكفي الحب أن يسد إحتياجكِ.."

زمت ميرا شفتيها بقوة, وقالت متبرمة:" وقد أتحمل المعيشة وأكون سعيدة.."

نظرت إليها عاليا بشك, ثم قالت:" هل تتحدثين عن نفسكِ ميرا؟.."

توترت نظراتها, تشيح بوجهها بعيدًا, قائلة بتعلثم:" بالطبع.. بالطبع لا..
أنا فقط أناقشكِ أمي.. لكن أنا أؤكد أن المال ليس كل شيء.."

حركت عاليا حاجبيها بإستخفاف, قائلة ببساطة:" ميرا..
أنتِ تقولين هذا لأنه متوفر لديكِ كل شيء.. لم تجربي الفقر,
كل ماتريدينه مجاب.. اجيبيني على سؤال واحد..
هل تستطيعين الإستغناء عن شيء واحد مما حولكِ وتطلبينه؟.."

علامات وجهها المتمردة رسمت البسمة على ثغر عاليا,
وهي تقول:" اخبرتكِ أنني لا أتحدث عن نفسي.. إنها مجرد مناقشة..
ثم ولِمَ لا؟.. بالطبع أستطيع الإستغناء عن بعض الرفاهية مما حولي.."

التوت زاويتي شفتي عاليا بإبتسامة ساخرة, وقالت مهادنة:
" ربما.. ولكن ها أنا أقول لكِ التوافق بين الطرفين ضروري..
وذلك حتى لا يشعر أحد الطرفين بالدونية, أو يتململ الطرف الآخر
من الوضع وتتحول حياتهما إلى جحيم.."

هتفت ميرا فجأة:" ألا تحبين أبي أمي؟.. ماذا إن لم يكن غنيًا أو خسر بعض أمواله؟.."

رقت ملامح عاليا كثيرًا ولمعت عيناها ببريق عاشق,
هامسة بنعومة:" بالطبع أحب غسان وكثيرًا.. ولن أتخلى عنه أبدًا,
ولكننا متناسبان إجتماعيًا, وقد مر علينا الكثير جعلنا مترابطان أكثر.."

فقالت ميرا بقوة:" إذًا تتمسكين بحبكِ!.."

اتسعت إبتسامة عاليا تحيد بعينيها بشرود رقيق, قائلة بعشق:
" لن أجد كوالدكِ ماحييت, وهو لم يبخل عليّ أبدًا بما أريده فيمدني به قبل أن أقول.."

ثم عادت تنظر لميرا بإبتسامة مشرقة, تمسد على شعرها برقة, تضيف:
" حبيبتي قد يكون الحب مهمًا, لكن التوافق مهم, قد يتزوج الرجل
من هي أقل من مستواه المادي قليلاً وتنجح حياتهما,
أما العكس فيبوء بالفشل بدرجة كبيرة.. عليكِ حين تفكري أن تحكمي عقلكِ
كما تحكمين قلبكِ.. عليكِ الموازنة بينهما لا يطغي أحدهما على الآخر.."

ثم نهضت تنحني تقبل رأس ميرا بحنان, هامسة:" لا تفكري كثيرًا بهذا الأمر..
انظري لتمارا وأخيكِ متناسبان كثيرًا في المستوى.. وعليكِ أن تكوني مثلها.."

اعتدلت وتحركت متجهة للباب تخرج من الغرفة, وميرا تنظر لظهرها بوجوم,
يبدو أن مروان محق ونظرة عائلتها للأمر متطرفة بشدة..

***********
يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس