كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ? العضوٌ???
» 371679 | ? التسِجيلٌ
» May 2016 | ? مشَارَ?اتْي » 4,532 | ?
نُقآطِيْ
» | |
كل ذلك وميرا تقف أمام النافذة تراقب أخيها بعينين متسعتين دامعتين
بصدمة لم تغادرها, حين علمت بما حدث له, لا تعرف ماذا تفعل,
لكنها تريد الرحيل من هنا, إبعاد هذه الصورة عن ذهنها,
التفتت برأسها تجول بعينيها بين الوجوه حولها, والداها المذعوران,
تمارا الصامتة, سهيل وسامر الواقفان يراقبان الوضع بهدوء..
هزت رأسها بلاوعي, واندفعت مهرولة لا تعرف إلى أين..
لكنها وجدت نفسها بالمطار, جالسة على أحد المقاعد
تنتظر أول طائرة عائدة إلى البلاد, شعور شديد بالإختناق يلفها,
ستموت حقًا, تريد مروان تريد الحديث إليه, لكن هاتفها ليس معها,
بحثت عنه بحقيبتها ولم تجده, فقدته ربما, نسته بالمنزل.. لا تعرف..
لكنها تحتاج حقًا للرحيل..
الوقت يمر عليها ثقيل جدًا رغم عدم وعيها به,
لكن بعد طول انتظار وجدت مقعد شاغر بالطائرة,
وهاهي الآن تجلس على متنها عائدة, عيناها شاردتان
تنظران للفراغ, واسم واحد يتردد بأذنها تحتاجه..
مروان..
نصف يوم قضته بالطائرة عائدة للبلاد تشعر بالتيه,
كنصف اليوم الماضي قضته أيضًا بتلك الحالة ليصلا إلى هناك..
كانت الساعة الثالثة فجرًا حين سمع مروان طرقات باب شقته,
عقد حاجبيه بتعجب من سيزوره بهذا الوقت, سامر رحل دون أن يعرف وجهته أو يتصل به حتى..
تحرك سريعًا رغم توجسه, ونظر من خلال عين الباب
لتتسع عيناه بذهول, هاتفًا بإسمها:" ميرا!.."
فتح الباب سريعًا, متسائلاً بصدمة:" ميرا.. ماذا تفعلين هنا بهذا الوقت؟.."
رفعت وجهها الشاحب إليه, هامسة بتيه:" عمار مريض بشدة.."
جالت عيناه على ملامحها الضائعة بقلب ملتاع,
قبل أن تندفع تلقي بنفسها بين ذراعيه باكية بقوة..
انحنت زاويتي عينيه بعذاب, يرفع ذراعيه يحتضنها بحزن, هامسًا:" ميرا.."
هزت رأسها المدفون بصدره, هاتفة بتقطع:" أخي مريض بشدة, يحتضر.."
أخذ نفسًا عميقًا يزفره بوجع, وتساءل:" أين عائلتكِ ميرا؟.. كيف وصلتِ إلى هنا؟.."
مازالت تهز رأسها بقوة, قائلة ببكاء مزق نياط قلبه:" مريض..
لقد رأيته مسجى على الفراش لا يتحرك, لم ينتبه لي أحدهم..
أنا أحتاجك مروان.. لا تتركني.."
ربت على ظهرها, يعقد حاجبيه بأسى, مواسيًا:" سيكون بخير حبيبتي.. اهدئي.."
تعالت شهقاتها, تتشبث بأصابعها ببلوزته القطنية التي بللتها دموعها:
" أنا أشعر بالألم والوحدة مروان.. الآن أشعر بك.. لا تتركني.."
فغر شفتيه شاهقًا بصمت, صدره يؤلمه, يضمها إليه أكثر بإحتياج,
قبل أن يقول:" وأنا أحتاجكِ ميرا.."
ابتعدت عنه بجسد يختض بقوة, تنظر إليه نظرات غريبة, تقول بضياع:" أنا أقبل بالزواج منك.."
عبس بوجهه, هاتفًا بإستنكار:" ميرا.. أنتِ......"
لكنها قاطعته حين اقتربت منه تحتضنه بقوة, تلف ذراعيها
حول رقبته بهلع, هاتفة بذعر:" لا تتركني.. أنا خائفة, أقبل الزواج بك.."
*************
يتبع |