عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-17, 03:50 AM   #16

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الرابع عشر

*زواج تحت التهديد*


في مكتب عبدالرءوف بشركة الكامل, اجتمع يوسف بكبار موظفي الشركة ليصب عليهم غضبه: دة يبقا اسمه كلام فارغ ولعب عيال. يعني ايه نخسر مناقصة زي دي؟ وازاي اللي اسمه حامد دة يقدم مميزات أفضل مننا وكمان بسعر أقل؟!
فقال محمد جمال بصوت متلجلج وقد كان أحد الموظفين الموجودين بالاجتماع: قصدك ايه يعني يا فندم؟
فرد عليه يوسف بلهجة تنذر باقتراب ثوران بركان الغضب بداخله ومشددا على كل كلمة يقولها: قصدي بالظبط اللي انت فهمته يا فندم, اصل مش معقول يعني واحد زي اللي اسمه حامد مسعود ياخد مننا مناقصة زي دي بسهولة كدة و تحاول تقنعني ان الموضوع عادي والمنافسة كانت شريفة.
تكلم موظف آخر بحدة: يا فندم حضرتك كدة بتشكك في staff العمل كله.
فأشار يوسف باصبعه ناحية الجميع بنظرة اتهام لا يمكن لأحد ان يخطئها ولهجة قوية حازمة: وهتفضلوا كلكم محل شك عندي لحد ما اعرف الحقيقة ولو دة ما حصلش وعد مني انا شخصيا اني هغير ال staff كله. اتفضلوا على مكاتبكم.
وخرج الجميع ماعدا واحدا, فسأله يوسف بنفاذ صبر: خير يا وائل؟ فيه ايه؟
وائل: انا اسف يا فندم, بس كنت عاوز اقول لحضرتك حاجة كدة.
يوسف بعصبية: لخص يا وائل, انا مش ناقص ألغاز.
وائل: انا شاكك في واحد معين هو اللي ممكن يكون ورا خسارتنا للمناقصة دي.
فنظر له يوسف باهتمام, ولكنه قال له بلهجة ثابتة: مفيش حاجة عندي اسمها شاكك, أدامك أد ايه عشان تقدر تجيبلي دليل على اتهامك دة؟
وائل: طب هو حضرتك مش عاوز تعرف الاول مين دة اللي انا شاكك فيه؟
يوسف بكل ثقة: محمد جمال.
صدمه اطلاع يوسف على الأمر, وما صدمه أكثر هي ثقة يوسف وهو ينطق الاسم: طب مادام حضرتك عارف, ليه مش راضي تتخذ معاه اي اجراء لحد دلوقت؟
يوسف: لأني زيك شاكك, وانا مش هحاسب انسان لمجرد الشك, وائل! انا هعتمد عليك انت في الموضوع دة. سواء كان محمد جمال أو غيره, انا عاوز دليل في ايدي قبل ما عبد الرءوف بيه يرجع. فاهم؟
وائل: فاهم يا فندم.
يوسف بلهجة تشجيعية: ربنا يقدرك. ياللا بقا اتفضل دلوقت على مكتبك.
وائل قبل أن يغادر المكتب: أمرك يا فندم.
وخرج وائل لتأتي هناء بعده تقول: اسفة يا فندم, لكن مدام علياء برة أديلها نص ساعة, أدخلها؟
يوسف بتأفف: علياء! مش وقتها خالص.
هناء: لو تحب سيادتك, ممكن أقولها ان حضرتك وراك مواعيد أو اجتماعات تانية.
يوسف: لا, دخليها, ويبقا اطلبيلي فنجان قهوة.
هناء: حاضر يا فندم.
وخرجت هناء, وما هي الا لحظات لتدخل علياء وقد سبقها عطرها الفواح, استطاع يوسف رغم الارهاق الذي يشعر به رسم ابتسامة هادئة على شفتيه وهو يقف لها مرحبا: أهلا يا علياء ايه أخبارك؟
وبعد أن صافحته علياء وجلست على الكرسي قبالته, قالت له معاتبة بدلال: لا يا يوسف, انا مخصماك جامد.
يوسف: طب تشربي ايه الأول؟
علياء: لا يا سيدي انا مش عاوزة أشرب حاجة. بقا أهون عليك كدة لا نتقابل ولا حتى مكالمة تليفون من يوم الحفلة؟ ايه يعني ما وحشتكش ولا انت تقلان علينا؟
يوسف: لا دة ولا دة. بس انتي شايفة بعنيكي, أنا ما بين الشركة هنا وشركتي اللي بتابع أخبارها مع وليد, الشغل مش مخليني أخد نفسي أصلا.
علياء بلؤم: الشغل ولا المدام؟
يوسف بضيق: لو سمحتي يا علياء تخرجي مراتي برة كلامنا.
علياء متصنعة الحزن: ودة بقا أسميه ايه يا سي يوسف؟ يعني للدرجة مش طايق سيرتها؟ ولا ما تكونش بدأت تحبها؟
خرج صوته حادا دون أدنى محاولة منه للسيطرة على نفسه: علياء! انا مش ناقصك. فما تحاوليش تستفذيني النهاردة بالذات.
فقالت علياء التي شعرت بالخوف ولكنها استطاعت أن تحصن وجهها خلف قناع الابتسامة والاهتمام المزيف: مالك بس يا حبيبي؟ شكلك عصبي اوي النهاردة.
فهدأ يوسف قليلا وهو يعتذر لها: معلش يا علياء. عندي مشكلة كدة في الشغل و كمان في البيت ومش قادر أركز في حاجة تانية.
فقالت علياء وهي تهم بالنهوض كارهة: ولا يهك يا حبيبي. انا همشي بقا عشان أسيبك تركز بس هستنا منك تليفون قريب.اوك؟
فأومأ يوسف برأسه موافقا, ثم ودعته علياء وغادرت,ليجلس يوسف وحده محاولا السيطرة على نفسه من جديد وترتيب أفكاره مرة أخرى.
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
وفي بيت محمود البدي نجد حياة تجلس على السرير بحجرة نومها والدموع تملأ عينيها تخشى السقوط ووجهها يبدو شاحبا من كثرة البكاء والارهاق وبجانبها مها التي كانت تضع يدها حول كتفها لتهدئتها وكان يقف أمامهما محمود والذي لم يكن قد رق لحالها بعد كما فعلت والدتها ولكنه كان عنيدا لأقصى درجة وهو يرد بجملته الحاسمة: حياة! انا قلت مفيش كلام تاني في الموضوع دة. ثم انا خلاص كلمت ابن عمك وهو قالي انه هيسافر الجمعة الجاية عشان يبلغ أبوه وهييجوا الاسبوع الجاي كلهم عشان يخطبوكي رسمي.
حياة وقد ضعف صوتها كثيرا: بس يا بابا, انت ما يرضيكش اني اتجوز غصب عني..مش كنت بتقولي ان اهم حاجة عندك هي سعادتي انا وكريم, فين سعادتي دي بقا وانت عاوز تجوزني واحد انا مش عاوزاه وما بحبوش!
محمود بغضب: حب ايه وكلام فارغ ايه؟ ابن عمك شاريكي وهيكون اكتر واحد يخاف عليكي, والحب الحقيقي هو اللي بييجي بعد الجواز, وأنا واثق ان علاء بأخلاقه و ذوقه هيعرف يخليكي تحبيه زي مانا واثق بالظبط انك عمرك ما هتلاقي انسان زيه.
حياة: بس يا بابا...........
محمود بشكل قاطع: مفيش بس.
ثم أكمل بنظرة مملوءة بالشك: وبعدين أنا اصلا مش مستريحلك, ورفضك دة مش طبيعي.
حياة بارتباك: قصدك ايه يعني يا بابا؟
محمود:يعني ايه اللي يخليكي ترفضي واحد زي ابن عمك علاء غير انك تكوني مشغولة بحد تاني؟
وهنا تحدثت مها لأول مرة بعتاب رقيق: ايه بس الكلام اللي بتقوله دة يا ابو كريم؟ ازاي بس تقول كدة على بنتك؟ دة احنا مربيينها هي واخوها احسن تربية.
محمود: استني انتي يا مها. انا عاوز اسمع الكلام دة منها هي. ما تردي يا حياة, انتي تعرفي حد تاني؟ ولو دة حقيقي ما جاش اتقدملك ليه لحد دلوقت؟
نظرت حياة الى الأرض متهربة من نظرات والدها المتسائلة ولا تعلم بم يمكنه أن تجيب ولكن قد أعفاها جرس الباب من الرد, فتحرك محمود من مكانه ليفتح الباب ويتفاجأ بشخصية الزائر: باشمهندس وليد!
وليد بابتسامة ودودة: مساء الخير.
محمود وكان لم يستوعب المفاجأة بعد: مساء النور.
وليد بصوت مرح: ممكن أدخل؟
تدارك محمود الأمر سريعا وهو يفسح الطريق أمام وليد ليستطيع الدخول: اه طبعا. أتفضل, أهلا وسهلا بيك.
وبالفعل دخل وليد وأغلق محمود الباب من خلفهما, وأشار الى احدى الغرف: اتفضل في الصالون يا باشمهندس. وبعد أن دخلا وجلس وليد سأله محمود: نجهز عشا بقا ؟
وليد: لا, مفيش داعي.
محمود: يا خبر! ازاي يعني؟ دة انت أول مرة تنورنا في بيتنا, ولا انت شايف اننا بخلا؟
وليد: لا طبعا. انا اسف , بس والله فعلا مش هقدر اكل , ولو ينفع يعني فياريت فنجان قهوة مظبوط.
محمود: عنينا يا باشمهنس. بعد اذنك.
وخرج محمود وهو في حيرة من أمره بسبب زيارة وليد المفاجأة, ولكنه قرر ألا يستعجل الامور, ثم دخل حجرة نوم حياة: ام كريم اعمليلنا اتنين قهوة مظبوط.
مها: هو مين اللي جه يا أبو كريم؟
محمود: دة الباشمهندس وليد جلال.
مها: ودة ايه اللي جابه السعادي؟
محمود: معرفش, قال يا خبر النهاردة بفلوس. ياللا قوموا بسرعة واعملوا القهوة. مش هنقعد نتسامر ونسيب الراجل قاعد لوحده.
مها: حاضر يا ابو كريم. دقايق وتكون القهوة جاهزة.
وخرج محمود لضيفه, وخلفه مها لاعداد القهوة, اما حياة فكانت في عالم آخر منذ أن سمعت اسم وليد وتعود بذاكرتها الى ظهر هذا اليوم حين قابلت مريم في أحد المطاعم وقد هربت الدماء من وجهها وهي تهتف في محاولة أن يكون صوتها منخفضا بقدر ما استطاعت: قولتيله يا مريم؟ قولتيله؟! هي دي الامانة اللي عهدتيني على انك تصونيها؟
مريم وهي تشعر بالذنب: والله يا حياة كان غصب عني, ما كنش قدامي حل تاني. وانا كنت فاكراه هيفهم ويقدر.
حياة بسخرية مريرة: هيفهم؟ ويقدر؟ انت فاكرة نفسك لسة في انجلترا يا مريم؟ فوقي بقا, انتي في مصر, والانسان اللي بتتكلمي عنه دة مش بس مصري وشرقي, لا دة كمان صعيدي. يعني لا هيفهم ولا هيقدر مادام الموضوع وصل للأعراض والشرف. وبالنسبة لواحد زي وليد ولو كان متعلق بيا زي ما كنتي بتقولي وعاوز يتجوزني, أكيد بعد اللي عرفه هيخلي كل حبه دة يتقلب لعداوة وكره, ومش بعيد يكون بيفكر دلوقت ازاي يقدر ينتقم مني عشان يرضي كبرياءه.
مريم بدون اقتناع كامل بما تقول: لا يا حياة. مفتكرش ان وليد يعني ممكن يكون بيفكر بالطريقة دي.
حياة: مش بقولك انتي طيبة أوي..أعمل ايه بس دلوقت انا يا ربي؟
أفاقت حياة من شرودها على صوت أمها وهي تقول لها: حياة . يا حياة. مالك يا بنتي؟
حياة: هه! فيه ايه يا ماما؟
مها: قومي يا بنتي غيري هدومك بسرعة وتعالي معايا.
حياة: أجي معاكي فين يا ماما؟
مها: تقابلي الباشمهندس وليد. هو طلب من أبوكي انك تيجي تقعدي معانا عشان الكلام اللي هيقوله يخصك.
أرادت حياة في تلك اللحظة ان تنشق الأرض وتبلعها وهي تردد بخضة: يخصني!
أما في حجرة الصالون نرى وليد يجلس مع محمود والابتسامة تعلو وجهه ويتحدثون في أمور شتى الى ان سمعا طرقا خفيفا على الباب, فقال محمود: ادخلي يا أم كريم.
ودخلت مها وخلفها حياة بخطى مترددة وقالت: السلام عليكم.
رد كل من وليد ومحمود: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
محمود: اقعدي يا حياة هنا جنبي.
وجلست حياة حيث أمرها والدها وعينيها معلقة على وجه وليد لترى به تعبيرا غريبا لم تستطع تحديده, فهل تلك النظرة التي تراها في عينيه هي لوم وعتاب؟ ام عداء واحتقار؟ أم كل ذلك متجمعا في نظرة واحدة؟
افتتح محمود الحديث قائلا: وأدي حياة جات أهي يا باشمهندس, خير بقا؟
تنحنح وليد قليلا ثم قال والابتسامة تزين حديثه: الحقيقة يا استاذ محمود أنا كنت جاي النهاردة عشان اتقدم واطلب ايد الانسة حياة.
ان قلنا ان المفاجأة قد ألجمت لسان كل من محمود ومها فهي قد شلت جميع حواس حياة بالكامل, وظلت تتساءل هل ما تسمعه حقيقة؟ هلهو بالفعل يطلب أن يتزوجها هي بعد كل ما علمه؟!
وشعر وليد بالصمت يغلف المكان فازدادت ابتسامته وهو يسأل محمود: خير يا أستاذ محمود؟ ما سمعتش ردك يعني!
فقال محمود وهو يشعر ببعض الحرج: والله يا باشمهندس وليد انا مش عارف أقولك ايه؟طبعا طلبك دة يشرفني لكن للأسف بقا جه متأخر لأن حياة اصلا مخطوبة.
لم يبدو على وليد أنه قد تفاجأ او شعر ببعض الاحباط وهو يقول: انا عارف يا استاذ محمود ان علاء ابن عمها اتقدملها بس اللي اعرفه بردو ان حياة مش موافقة.
محمود وهو ينظر بشك الى حياة التي لم ترفع عينيها عن الارض: وياترى بقا عرفت الكلام دة منين؟
وليد: حياة حكت لمريم ومريم هي اللي قالتلي.
محمود: طب ما تأخذنيش بقا يا باشمهندس, انت فعلا لو كنت عاوز بنتي زي ما بتقول فايه اللي يخليك تستنا لحد دلوقت عشان تتقدملها؟
وليد: دي بقا يا استاذ محمود تبقا غلطة حياة.
التفتت اليه حياة عند ذكر اسمها وقد علت الدهشة وجهها.
أما محمود سأله: ازاي يعني؟
وليد: بصراحة أنا أول ما شفت حياة أُعجبت بيها وكنت عاوز اتقدملها لكن عرفت ان حياة كانت بتخطط انها تخلص دراسة الأول عشان كدة قلت مفيش مانع لو أجلت الموضوع دة سنة كمان, لكن أول ما عرفت انها ممكن تكون لحد تاني غيري قلت مش هينفع اني أءجل أكتر من كدة.
محمود: بس دة ما يمنعش ان حضرتك بردو جيت متأحر, لأني خلاص عطيت كلمة لابن عمها ومش هينفع أرجع فيها, وانت أدرى الناس بعاداتنا وتقاليدنا يا باشمهندس.
وليد: حضرتك في دي معاك حق, بس افتكر ان لا الشرع ولا الدين بيقولوا ان البنت تتجوز غصب عنها. وافتكر ان حضرتك أب كل اللي يهمه مصلحة ولاده وسعادتهم. وسعادة حياة مش هتكون مع ابن عمها.
محمود وقد بدأ يضيق بحديث وليد: وانت ايه عرفك بقا يا باشمهندس ان مصلحة بنتي هتكون معاك؟
فألقى وليد بنظرة ثاقبة على حياة حاولت تجنبها: والله يا استاذ محمود كفاية انك تعرف ان فيه بينا نوع من التفاهم اللي ممكن يخلينا نعيش مع بعض في سعادة, وانت ممكن تسأل حياة وأعتقد انها موافقة على كلامي.
ومن نظراته شعرت حياة بأنه يتحداها ان تنكر كلامه, وبالطبع فهي لم يكن بمقدورها أن تفعل ذلك فتحلت بالصمت.
وهنا وقف وليد فجأة وهو يقول: طب استأذن أنا بقا وفي انتظار ردكم.
وقف محمود ليقوم بدوره كمضيف: ما لسة بدري يا باشمهندس
وليد: معلش بقا شكلي أصلا سهرتكم, وانا اسف للمرة التانية ع الازعاج واني جيت من غير ميعاد.
محمود: ما تقولش كدة يا باشمهندس, دة البيت بيتك, وانت تشرفنا في أي وقت.
وليد: ربنا يعزك, وان شاء الله أسمع أخبار كويسة قريب.
محمود: ربنا يقدم اللي فيه الخير.
وليد: يارب,سلام عليكم.
فردو جميعا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وخرج وليد يتبعه محمود, أما مها فانتقلت من مكانها لتجلس بجانب ابنتها التي شعرت بأن رجليها لن تستطيع أن تحملانها, وقالت مها: يعني ما قولتليش يا حياة على موضوع وليد دة؟
فردت حياة شاردة وبلهجة صادقة: أنا نفسي يا ماما ما كنتش متوقعة اللي حصل دة.
كانت حياة بالفعل تقول الحقيقة فلقد كانت تتوقع من وليد رد فعل مختلف تماما عما قام به.
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
:كنك اتجنيت عاد
قالتها هادية بغضب وهي تقف أمام وليد بعيون لاهبة يتطاير منها الشرر في حضور ابنتها وكل من يوسف ومريم ,ورد عليها وليد بحدة: عمتي لو سمحتي دي حياتي وانا حر فيها.
هادية: لا يا ولد أخوي ما انتاش حر لما يبجا الموضوع متعلج بسمعة بت عمتك يبجا مانتاش حر واصل.
وليد: يا عمتي الجواز مش بالغصب وهدى طول عمرها زي اختي وأكيد هتلاقي اللي أحسن مني ويقدر يسعدها.
هادية: ومين دة اللي يرضى انه يتجدملها بعد ما يعرف ان ولد خالها سابها واتجوز غيرها؟ ولا هما البنتة بتوع مصر نسوكم عادتنا وتجاليدنا.
وليد: يا عمتي مفيش داعي للكلام دة , واحنا ما نسيناش حاجة.
هادية: لا يا ولد أخوي. طب وأخوك الكبير لما عملها واتجوز بت حمدي الكامل جولنا ماشي و أهي هتبجا وريثة جدها بردك ويحجله انه يفكر فيها.
كانت مريم تستمع الى الحديث في صمت حتى حين جاءت قصة زواجها من يوسف فضلت أن تحتفظ بها لما بعد ذلك, فها هي الان قد علمت بسبب اقبال يوسف على زواجه منها رغم علمه برفضها الشديد له, أما يوسف فكانت ردة فعله عنيفه حيث هتف بصوت حاد صارم ولكن ليس بالشكل الذي كان يرضي مريم: عمتي! خرجي مريم من الموضوع.
تجاهلت هادية كلام يوسف وأكملت: اما انت بجا ايش عجبك في بت البدري؟لا هي أجمل من بت عمتك ولا أغنى.
وليد: يا عمتي المسألة ملهاش دعوة لا بمال ولا جمال, انا وحياة متفاهمين ومن الآخر انا حتى لو مش هتجوز حياة عمري ما كنت هفكر في اني اتجوز هدى.
شعرت هدى بأنه قد داس بكل عنف على كرامتها فانهمرت الدموع من عينيها وصعدت السلالم في خطوات سريعة تقترب من الجري وهي تجهش بالبكاء, أما هادية فقد كان ردها قويا وهي تقول: كدة بجا يبجا انتو جبتوا من الآخر, ومن اليوم لا انا بجيت عمتكم ولا انتو ولاد أخوي.
ثم صعدت هادية خلف ابنتها بخطى ثابتة, لا تفكر الا في كيفية الثأر لكرامة ابنتها المجروحة.
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
كان يوسف مستلقيا في فراشه يقرأ في أحد الكتب الخاصة بإدارة المال والأعمال حين سمع طرقا خفيفا يأتيه من الباب الذي يفصله عن حجرة مريم,فقال دون أن يرفع عينيه عن الكتاب الذي في يده: ادخل.
ودخلت مريم بخطى مترددة تفرك في يديها ولا تعلم من أين ستبدأ حديثها ,فرفع يوسف عينيه قليلا اليها وعندما لاحظ ترددها, سألها: خير يا مريم؟ فيه حاجة؟
مريم: الحقيقة انا كنت عاوزة اسألك من زمان عن حاجة كدة بس كنت مترددة.
يوسف: حاجة ايه؟
مريم وقد استجمعت كل شجاعتها وهي تقول: يوسف! انت ليه اتجوزتني؟
بدا انه لم يتفاجأ كثير بسؤالها, بل انه أغلق الكتاب ووضعه على المنضدة بجانبه, ثم نهض من السرير واقترب منها بخطوات بطيئة وهو ينظر في عينيها بعمق وكأنه يخترق كيانها ويقول بكل ثبات: عشان فلوسك.
تفاجأت مريم من صراحته الغير متوقعة ولكنها تفاجأت أكثر حين رأته يبتسم ساخرا وهو يستطرد قائلا: مانتي هتبقي وريثة جدك, مش دة بردو اللي قالته عمتي تحت؟!
علمت مريم انه لم يكن يقصد أي كلمة مما قالها بل انه كان قد اتخذ من تهكمه وسيلة مناسبة للرد على اتهامها الغير مباشر, لذا بدأت في الاعتذار: انا اسفة يا يوسف, ما كنتش أقصد, بس انا فعلا الموضوع دة كان محيرني اوي, ولما عمتك اتكلمت فيه واحنا تحت حبيت أعرف الحقيقة منك.
يوسف: حقيقة ايه اللي انتي عاوزة تعرفيها يا مريم؟
فقالت مريم وهي تتمشى في الحجرة على غير هدى فقد كانت تلك احدى عاداتها حين تشعر بالتوتر: كنت عاوزة أعرف انت ليه فعلا اتجوزتني؟ لما كنا في البلد قولتلي انك مش هتطلقني دلوقت عشان خاطر جدو وانك بتحبه لدرجة انك ما تقدرش تتسببله في أي فضيحة, يا ترى جدو عبدالرءوف هو اللي أجبرك انك تتجوزني؟
فرد يوسف بصرامة وثقة عالية بالنفس: اللي عاوزك تفهميه كويس يا مريم ان مفيش حد في الدنيا يقدر يجبرني اني اعمل حاجة انا مش عاوزها.فاهمة؟
أومأت مريم برأسها ثم سألته مغيرة الموضوع: طب انت ايه رأيك في اللي عمله وليد؟ يعني موافق على جوازه من حياة؟
يوسف: وليد شاب عاقل يقدر يقرر بنفسه ايه اللي ينفعه وايه اللي لا, وطالما هو اختار حياة يبقا اكيد واثق ان دي هي الوحيدة اللي هتقدر تسعده.
ثم نظر الى مريم بريبة: بس أنا فيه حاجة مش فاهمها.
مريم: ايه؟
يوسف: وليد امبارح قبل ما يخرج من الفيلا كان في حالة مش طبيعية,كان تقريبا على وشك الانهيار, واول ما رجع فاجأني بانه قرر يتجوز حياة, انتي قولتيله ايه قبل ما يخرج؟
مريم وقد شعرت بالارتباك:هه, ولا حاجة, هو اصلا بيحب حياة من اول ما شافها بس انا قولتله امبارح انها هتتخطب لابن عمها عشان كدة كان متضايق وقرر انه ياخد خطوة سريعة في الموضوع دة لانه كان خايف احسن تضيع من ايده, وبس. تصبح على خير بقا.
واسرعت الخطى نحو غرفتها وكأنها تحتمي بها ضد هجوم يوسف بأسئلة أكثر لا يمكنها الاجابة عنها, اما يوسف فقد وقف مسمرا في مكانه وهو يقول في نفسه ناظرا ناحية الباب الذي أغلقته مريم خلفها: يا ترى يا مريم ممكن ييجي اليوم اللي هتثقي فيا وتقوليلي كل اللي جواكي من غير خوف؟!
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
وعبر الهاتف كانت حياة تتحدث بكل ما تمتلك من هدوء ورزانة: ايوة يا باشمهندس عارفاها........ خلاص ان شاء الله هقابلك هناك بعد نص ساعة.......مع السلامة.
ثم انهت المكالمة فسألتها مريم التي كانت تجلس بجوارها على أحد المقاعد في الكلية: انتي لسة مصرة بردو ع اللي في دماغك دة يا حياة.
حياة: لازم يا مريم, انا من ساعة اللي حصل مش عارفة انام, بس ربنا يقدرني بقا و أقدر أواجه.
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
و في احدى الحدائق العامة تقابل كل من حياة و وليد وبعد التحية,بدأت حياة الحديث: أولا يا باشمهندس انا اسفة لو كانت مكالمتي اتسببتلك في اي ازعاج بس كان لازم نتقابل بعد اللي حصل.....
وقاطعها وليد بحزم وهو يسألها بعيون جامدة خالية من أي تعبير: ياريت من غير مقدمات ندخل في الموضوع على طول.
شعرت حياة ببعض الاحباط لهجومه الغير متوقع, ولكنها لم تفقد سيطرتها بعد وأكملت بنفس القوة التي بدأت بها كلامها: أكيد حضرتك عارف انا ليه كنت عاوزة أقابلك.
تصنع وليد الدهشة نتيجة لسؤالها: لا. مش عارف.
قررت حياة ان تجاريه في لعبته: انت ليه عاوز تتجوزني؟
ابتسم وليد وهو يقول بتهكم: سؤال غريب بصراحة ما كنتش متوقعه؟ هو ليه الواحد بيفكر في الجواز؟
حياة: انت فاهم قصدي كويس يا باشمهندس, انا اقصد انت ليه عاوز تتجوزني وخصوصا بعد اللي عرفته من مريم؟
فأجاب وليد بنظرات وقحة ضايقت حياة: لأني عاوزك . وأفتكر ان الطريقة الوحيدة اللي ممكن تقربني منك هي الجواز. ولا فيه طريقة تانية؟
شعرت حياة بالدماء تغلي في عروقها واستجمعت كل قوتها لتصفعه على خده ولكن ردة فعله كانت أسرع منها فأمسك بمعصمها, فقررت حياة أن تجرحه بكلماتها الغاضبة: انت انسان سافل ووقح, وانا اللي غلطانة اني فكرت أجي واتكلم معاك.
أفلت وليد يدها بقوة وهو يقول لها بحدة: والله اللي مفروض يتقال عنه انه سافل ووقح هو حد غيري يا حياة, أما انا فلازم تشكريني اني في الاول وفي الاخر فكرت في الحلال.
حياة بتحدي: بس انا بقا مش عاوزاك.
ابتسم وليد بكل ثقة وهو يقول: ما هو يانا يا بن عمك يا حياة, اختاري, ولو ان الموضوع مش محتاج تفكير كتير.
فقالت حياة بشجاعة لم تكن هي نفسها تتوقع انها تتحلى بمثلها: اوعى تكون فاكر ان اللي حصلي دة ممكن يكسرني قدامك واني ممكن أوافق عليك غصب عني , لا فوق يا باشمهندس , انت عمرك ما هتقدر تزلني.انا هروح حالا أقول لبابا اني مش موافقة عليك ويحصل اللي يحصل بقا.
فنظر وليد اليها وهو يقول لها محذرا: لمصلحتك ومصلحة عيلتك كلها يا حياة انك توافقي, الا بقا اذا كنتي فعلا عاوزة تجيبي العار لأهلك وتكسري ابوكي قدام كل الناس.
حياة: انت بتمسكني من ايدي اللي بتوجعني؟ انت فعلا انسان واطي.
وليد بعيون غاضبة: احفظي لسانك يا حياة, وانا بقا هستنا لما تبقي مراتي عشان أعرف أرد عليكي كويس, سلام.
ثم أكمل طريقه مبتعدا عنها تاركا اياها وحدها تندب حظها بصمت.



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس