عرض مشاركة واحدة
قديم 04-10-17, 09:46 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





* أهــلاً ، الجُزء هذا رغم أنه ليس بذلك الطول إلا أنهُ قد أخذ مني ساعاتٍ طوال ، رجاءً قدّروا ذلك .


¶ الفصل الخامس: مطر من ألم ¶ .
»3«




بعدَ عدةِ أيام و حين قد أنتهتِ الإجازة ، و بدأت الدراسة ، فما تغيرَ الآن في حياةِ ( نازك ) هو أنها أصبحت تذهب للجامعةِ و تعودُ بنفسها ، فَـ ( كِنان ) أصبح يتجاهلها و يُشيحُ بوجهه حين يراها ، و هي تعلمُ أنه يملكُ الحق لِفعلِ ذلك فقد قامت بتحطيمِ قلبهِ كما يُقال ، و لِأنها تحس أنها تبدو مثيرةً للشفقة و هي تمشي وحيدةً هكذا قررت فتحَ هاتفها و التظاهرَ بمراسلةِ أحدهم بينما تمشي ، و فعلت ذلك ، و حين كانت تمشي و هي تصوّب عينيها على هاتفها ، اصطدمت بجسمٍ عملاق ، فهي طويلةٌ في كل الأحوال إلّا أنها اصطدمت بشخصٍ تصل لأسفلِ وجهه و هذا نادر ، لِترفع رأسها حين سمعت صوتاً مألوفاً ينطق بِـ :
" غومينّا ساي – آسف – " .
و حين رأت ملامحه ، قالت بتعجّب : " تايغا سنباي ؟ " .
ليردّ الآخر عليها بذات النبرة : " نات تشان ! ، كيف وصلتِ إلى هنا ؟ " .
ردّت عليه : " أنا أقيمُ هنا منذ حوالي أربعةِ أعوام ، إنني أدرس هنا أيضاً ! " .
( تايغا ) : " أوه حقا ! ، أنا أيضاً جئتُ لِإكمال دراستي هنا ! " .
( نازك ) : " ماجستير في التصوير ؟ " .
حرك ( تايغا ) رأسهُ بِمعنى نعم ، لِيقول بعدها : " أعلم أنكِ تتساءلينَ كيف خرجتُ من وحدتي و عزلتي ، في الحقيقة أظنُ أنني سئمتُ من كوني هكذا ، ففي كل الأحوال قد حدث ما حدث ، و أيضاً أظنُ أن رؤية تاتسو الذي حدث له مثل ما حدث لي يكافح أعطاني هذا الأمر الكثير من الأمل ! " .
لِتقول هي : " إنني سعيدة حق لِأجلك ! ، و أتمنى أيضاً أن تتخطى الأمر " .
سألها ( تايغا ) : " و لكن مهلاً مهلاً ما الذي فعلتماهُ في العرضِ المباشر قبل أيام ؟ " .
أجابتهُ و الإحراج يظهرُ على وجهها فهي فعلاً تحس بالإحراج و العار من ما فعلت و كذلك [ تاتسو ] يشاركها الشعور ذاته : " في الحقيقة لا يمكنني أن أشرح لكَ الأمر الآن كي لا يسمعنا أحد ، سأخبركَ قريباً ! ".
ردّ عليها : " لا بأس ، لقد أخبرني تاتسو ، رغم أنني كنتُ متأكداً أن الأمر ليس كما يظهر على الشاشة " .
سألته ( نازك ) : " كيف علمتَ ذلك ؟ " .
أجابها : " إنني أظنُ أنكِ تحبين ايتشيرو كن ! ، و أيضاً أعلم أن تلك الشركةَ الترفيهية يملكها والد مارو و بهذا ستستطيعونَ فعل ذلك ! " .
نظرت إليه ( نازك ) بتعابيرَ مصدومة : " لا لا ، هذا غيرٌ صحيح ، إننا صديقينِ مقربين فقط ! ، رغم أنهما تبادلا الأدوار ، فقد كان من المفترض أن يغني تاتسو و أن يعترف ايتشيرو ، و لكن أخاك الأصغير عديمُ المواهب في الغناء " .
( تايغا ) و هو يضحك : " إن كان تاتسو قد قام بالغناء في الأمس ، لكنتم قد رُميتم بالطماطمِ فعلاً ، إن عائلتنا تنتجُ الرياضينَ العمالقة و عارضي الأزياء فقط ! " .
( نازك ) و هي الأخرى تضحك : " في الحقيقة إن طول تاتسو أظنُ أنهُ 194 و صحيحٌ أنه طويل للغاية ، مثلما أنا طويلة، و لكنهُ مناسب لِلاعبِ سلة ، في حينِ أنك أنت قد وصلتَ لطولِ المترين بالفعل و هذا الأمر قد كان جيدا للسبّاح ! .. و بذكر هذا ألن تعودَ للسباحة ؟ ".
( تايغا ) : " لا ، فقد جاءتني الفرصة و قد خسرتها و لكنني الآن أظنُ أنني سأركزُ على التصويرِ فقط ! " .
أردف بعدها بتساؤل : " صحيح إنكِ طويلة فعلاً ، كم يبلغُ طولكِ ؟ " .
( نازك ) : " إنه 175 ! " .
( تايغا ) : " أظن أنكِ أطول فتاة رأيتها إلى الآن في الحياة الطبيعية خارج بطولات السباحة ! ".
ردّت عليه ِ بنبرةٍ مقهورة : " هوي أنت أونيتشان أنا أكرهُ التحدث في هذا الأمر ، أظن أنني ورثتُ هذا من والدي ، و قبل أن تسأل سأخبرك إنهُ يبلغُ طول 195 و في الحقيقة إن طولي ليس بذلكَ الطول ! " .
( تايغا ) : " يجب عليكِ التخلص من هذهِ العقدة يجبُ أن تكوني سعيدة ، فأنتي تستطيعين جلبَ الأشياءِ من الأماكن المرتفعة ، و لا يوجد من سيفكرُ في اختطافكِ أو التعرضَ لك إذ أنكِ ستقتلينهُ إن دهستيه " .
جاء لِيكمل و لكن ( نازك ) تحدثت : " إنها إهانة و ليست مديحاً " .
لِيضحك ( تايغا ) أخ ( تاتسو ) الوحيد و الأكبر و لِتضحكَ ( نازك ) هي الأخرى ، فهي لم تتحدث معه لما يقارب الستةَ السنوات بما أنهُ كان يعزلُ نفسه في غرفتهِ بعد أن فعلت أمه بمن أحبها مثل ما فعلت بِـ ( نارومي ) ! .

¶ ¶ ¶

في ذاتِ المكانِ الذي كانت تقفُ فيهِ ( نازك ) و هي تتحدث مع ( تايغا ) ، كان ( كنان ) مارّا من هناك حين رآها تضحك برفقةِ شخصٍ آخر عملاق ، لِيقتربَ منها و يقول :
" ما يكفيش واحد ؟ ، شابكة ألف واحد ! " .
ردّت عليهِ بالأسلوبِ القديم الذي هجرتهُ منذ الثاني عشر من أكتوبر لعامِ ألفين و اثني عشر : " ما شغلك ! ".
لِينظرَ إليها بنظراتِ ضيقٍ و يذهب بعدها ، لِيسألها ( تايغا ) : " هل هو قريبكِ ؟ " .
أجابتهُ : " إنهُ صديق يدرسُ هنا ! " .

¶ ¶ ¶

في ذاتِ الوقتِ في مكان آخر من العالم ، يقبعُ ( طلال ) الذي غادرَ اليابان بعد أن تشاجرَ مع ( كنان ) الذي أعاد ( رؤى ) لِمنزلها ، إذ أنهُ لم يستمتع برؤيةِ الخوفِ و القلق على وجهِ ( نازك ) بعد ! .
حينها كان قد بدأ بالاستيقاظِ و لكنهُ كان يرى كل شيءٍ بشكل غير واضح ، ليفركَ عينيه بأصابعه ، و هو يحسُ أن رأسه يكاد أن ينفجر ، لِيقفَ و هو يحاولُ الوصولَ لِحبوبِ الصداع ، رُغم أنه يعلم أن هذا صداع ما بعد الثمالة إلّا أنهُ لم يعد يستطيعُ تحمل هذا الصداع بعد الآن و في ذاتِ الوقت هو لا يستطيعُ الابتعادَ عن الشرب ! ، و ما زادَ الطين بلةً أنه ُ يظنُ أنه مصابٌ بحمى منذ أسبوعٍ كامل و إلى الآن لم تنخفض حرارته ، لِذا فأصبح يظنُ أنهُ عليهِ العودة للمنزل .

¶ ¶ ¶

بعد أيام ، في الأول من فبراير ، في صباحِ يومٍ جديد كانت ( نازك ) قد أنتهت من الاستعداد للذهاب لِلجامعة ، لِتتجهَ للأريكةِ الصغيرةِ الموجودة في زاويةِ الغرفة لِتمسك بِمعطفها الطويل الذي يصلُ لِأسفل الركبة ، و ما إن أمسكته حتى أحسّت بِصداعٍ مفاجئٍ و غثيان ، لِتجلسَ على طرفِ السريرِ الذي كان قريباً منها ، و الصداعُ يتزايدَ ، و بعد دقائق اختفى لِتقولَ لنفسها من جديد أنهُ يجب عليها الابتعادُ عن ارتداءِ سماعاتِ الرأس و رفعُ الصوت ، لِتخرجَ بعدها و لا تجد ( رؤى ) في طريقها ، لِتتذكرَ بعدها أنها سمعتها تقول بأنها ذاهبة لِـ طوكيو و أنها لن تذهب للجامعة هذا الأسبوعَ بأكمله و أنها ستتدبرُ أمر الغياب عن طريقِ "واسطات" والدها ! .
تجاهلت ( نازك ) الأمر و مضت في طريقها ، و هناك في الجامعة مرّ الوقت سريعاً ، إذ أنها لا تفعل شيئاً سوى الاستماعِ للمحاضراتِ و أحياناً القليل من الغناء و الرقص و ما إلى ذلك ، لِذا في طريقِ عودتها رأت ( كِنان ) في وجهها لِتتعجب أولاً و لكنها تقفُ و تلزمُ الصمت ، ليمد هو لها بِطاقةً تبدو كبطاقةِ مناسبة ، لِتمسكها هي الأخرى بأصابعَ بدت مرتجفة إذ أن هذا الأمر ذكّرها بذلكَ المغلفِ الذي وصلها في اليوم الذي نُفيت فيهِ أمها ، لِتفتحها و تتعجب من المكتوب ، فقد تبيّن أنها بطاقة زفاف رؤى و كنان ! .
قالت : " 11-2 ؟ يوم الاستقلال الوطني ، أظن لو أنكم لو أقمتموه بعد التخرج لكان ذلك مُناسب ، فسنتخرجُ قريباً و إجازة الربيع ستبدأ في نهاية هذا الشهر ! " .
ردّ ( كِنان ) : " سنفعلُ ما يناسبنا نحن و ليس أنتِ " .
آنذاك اعترفت ( نازك ) أن جبهتها قد أصبحت في مكانٍ و هي في مكانٍ آخر ، لِيردف ( كنان ) : " فلتحرصي على أن تأتي ، كي لا أفهم الأمر خطأً مرةً أخرى ! " .
فهمت ( نازك ) مقصدهُ فهي إذا لم تأتي هوَ سيفهمُ أنها حزينةٌ عليهِ و على فراقه ، لِتقول : " سآتي حتماً ! " .
ما إن سمعها تنطقُ بهذهِ الحروف حتى ذهبَ بعيداً ، في حينِ أن ( نازك ) كانت تظن ُ أن الأمر في الواقعِ قاسٍ أكثر مما كانت تتصوّر ، و لكنها أيضاً سترتاحُ من شعورِ الندمِ تجاه ( رؤى ) ، ففي النهايةِ هي قد أذنبت و عليها تحمل ثمن أخطاءها ! .

¶ ¶ ¶

في الجانبِ الآخر كان ( كِنان ) أيضاً يحس أن هذا الأمر صعبٌ عليه ، و ردة فعلها الباردة جعلتهُ يحترق قهراً أكثر من السابقِ ، إذ أنها لم تُبدي أي ردةِ فعل تدل على الندمِ أو القلق مما يعني أنها فعلاً لا تكنّ له أيّة مشاعر ، في حينِ أنه بدأ يحس بأنهُ نادمٌ قليلاً على قرارِ الزواجِ من ( رؤى ) بهدفِ الانتقامِ من ( نازك ) ففي ذاتِ الوقت لقد أقنعَ والديهِ و لكن ليسَ بصعوبة فهو قال لهم بما أنهم لم يستطيعوا الحصولَ على ( نازك ) فهم يستطيعون الحصولَ على الأختِ الأخرى و التي هي أجمل ، و تملكُ طولاً مناسباً ، و تملكُ أسلوباً أفضل ! ، لِيقتنعوا هم بهذا ، و يطلبونَ منه الزواجَ سريعاً ، في حينِ أنه في الحقيقة كان يودّ أن يقوم بخطبةٍ فقط ، و أن لا يتزوج فربما تعودُ ( نازك ) نادمة ، فحينها سيرحب بها فعلاً .. حتى لو كانت قد رفضتهُ سابقاً ! .

¶ ¶ ¶

في الحادي عشر من فبراير لعامِ ألفين و سبعة عشر :
كانت ( نازك ) قد أتت لِطوكيو قبل يومٍ واحد و قبعت في أحد الفنادق ، و اليومَ فقط اتجهت للمكانِ الذي يفترضُ أن يكونَ الزفافُ فيه ، و لكنها في ذاتِ الوقت قلقةٌ على صورتها أمام الناس ، فهي تبدو مثيرةً للشفقة و هي تجلسُ وحدها و كأنها منبوذة ! ، و لكنها أيضاً هذهِ المرة أعتقدت بأنه سيكونُ عقاباً مناسباً لها ! .
جلست ( نازك ) على أحدِ الطاولات التي تقبعُ بعيداً عن الأنظار ، فهي لا تريد أن تُثار التساؤلاتُ حولها ، و لكنها تعجّبت حين رفعت عينيها و رأت ( روري ) في وجهها تلكَ التي تصغرها بعامٍ واحد و كانت تحبُ ( تاتسو ) و تتنمر على ( نارومي ) ، لِتبدأ الحديثَ قائلة ً :
" إنكِ تبدين مثيرةً للشفقةِ بدون أصدقائكِ ! " .
لِتتجاهلها ( نازك ) ، لِتردف ( روري ) : " و أيضاً هل كنتِ طوال الوقت في الثانوية تدافعين عن نارومي أمام تاتسو سينباي لأنكِ معجبةٌ به ؟ و تريدين لعب دور اللطيفةِ أمامه ؟ " .
تجاهلتها ( نازك ) من جديد رغمَ أنها في داخلها تحس ببراكين تتفجر و لكنها تحاولُ تحمل ذلكَ كي لا تصنعَ مشكلةً كبيرة .
لِتردف ( روري ) بنبرةٍ غاضبة : " كان من المفترض أن تُقامَ خُطوبتي أنا و تاتسو سينباي بعد فترةٍ قريبة و لكنكِ أفسدتِ كل شيء بِالذي فعلتيه " .
أجابتها ( نازك ) بِهدوء : " لقد رأيتِ ما حدث صحيح ؟ ، تاتسو هو من اعترف و ليس أنا ، إذن فلتذهبي و لتحاسبيهِ هو على ما حدث ! " .
نظرت إليها ( روري ) بِغضب و رحلت و هي تمشي بعجرفة ، لِتحسّ بشخصٍ يجلسُ على نفسِ طاولتها ، لِترفع رأسها و ترى أكثر مخلوقٍ تكرههُ على وجهِ الأرض ( طلال ) الذي قال :
" وين ذاك الذيل مالش ؟ ماتذكر اسمه ! " .
( نازك ) تجاهلته ، لِيقولَ بعدها و هو يقتربُ منها و يلتقطُ صورة ، لِتقول له : " هوي أيها القبيح ماذا تفعل ؟ ".
( طلال ) : " أولاً : أصوّر معاش ! ، عشان أحطها ف الانستا و سناب ، و معناها واو شوفوني مع نات تشان " .
نطقَ آخر جملة بِنبرةٍ جعلت ( نازك ) تشمئز ، لِيردف هو : " ثانياً : أنا قبيح ؟ شوفيني و شوفي كِنان ، شوفيني ما شاء الله كيف أخرفن " .
لِتنظرَ إليهِ ( نازك ) و هي ترفع حاجبها ، فهي لا تنكرُ أن ( طلال ) وسيم جيداً ، حتى أنه تعدّى ( كنان ) بمراحل ، لِتقول له : " عطيني فايدة وحدة من واحد يخرفن على قولك لكنه صايع ، و .. "
أردفت بعدها باليابانية : " حقير و بائس ؟! . " .
تجاهلَ ( طلال ) كل كلامها : " يعني تعترفي اني أخرفن ! " .
سألتهُ ( نازك ) : " كم عمرك انته ؟ سنتين ؟! " .
أجابها : " امممم ، قبل يومين كمّلت ثلاثين ! " .
تجاهلتهُ ( نازك ) التي لولا هذه ِ المناسبة و الحشد الكبير من الناس لقامتِ بِركلهِ على وجهه مثلما فعلت في المرة السابقة ، و بعد دقائق تعجّبت حينَ سمعت ( طلال ) يلوّح بيده و يقول : " هاي ! " .
لِترفعَ رأسها من على الهاتفِ و ترى أختها ( مريم ) التي قالت : " لا تستخف دمك ! " .
كانت ( نازك ) ستضحكُ عليهِ و لكنها لزمت الصمت ، لِتقول ( مريم ) : " فلنتحدث ! " .
لِتقفَ ( نازك ) و تمشي وراءها للخارجِ و هي تمسكُ معطفها الذي ارتدتهٌ في طريقها ! .

¶ ¶ ¶

في ذاتِ الوقت كان ( كِنان ) يتأمل وجوهَ الحاضرين ، فهو يريدٌ يعلم هل هي هنا أم لا ، لِيراها أخيراً ، و يُصدم حين يرى ( طلال ) يجلسُ أمامها ، لِيحس بذلك الشعور الذي يُدعى الغيرة ! ، فمنذ أن أحّب ( نازك ) أحس بالغيرةِ كثيراً ، خصوصاً من ( ايتشيرو ، تاتسو ) و أخيراً ( طلال ) و كُل شابٍ قد يتحدث معها ، و لكنهُ الآن حاولَ أن ينسى أمرها فهي حُرة فلتفعل ما تشاء ، ما دخلهُ هو ؟! .

¶ ¶ ¶

في الخارجِ ، وقفت ( مريم ) و أمامها ( نازك ) لِتقول بدون مقدمات : " ارجعي البيت " .
( نازك ) : " إنني بخير هكذا ! " .
( مريم ) تحدثت فجأة باليابانية : " أظنُ أن الأمرَ كان صعباً عليكِ .. أنا أعلمُ أنه كان من الصعبِ عليكِ حقاً ! " .
نظرت إليها ( نازك ) بمعنى ما هو الذي كان صعباً عليها ! .
لِتردف ( مريم ) : " العيش وحيدة طوالَ هذهِ السنوات ، و تحمل الأمر لوحدك ! ، دعينا نتشاركُ الأمور بدءاً من الآن رغم أن لا شيء سيتغير إلّا أن الحِمل سيصبحُ أخف .. أنا متأكدة ! " .
ابتسمت ( نازك ) : " لقد تأخر الوقت لِتخفيفِ الحمل و مشاركةِ الأعباء ! ، أنا بخيرٍ هكذا ، من فضلكِ فلتهتمي بنفسكِ فقط! .. لا أحتاج شفقةً من أحد ! " .
جاءت ( مريم ) لِتتحدث ، و لكن ( نازك ) سبقتها : " أظنُ أنه عليّ العودة الآن ! " .
لِتذهبَ دون الانتظارِ حتى لنهايةِ الزفاف ، لِتشهقَ ( مريم ) كميةً من الأكسجين و تخرجهُ بعدها على هيئةِ ثاني أكسيد ِ الكربون فهي فعلاً لم تكن تشفقُ عليها أو أي شيءٍ من هذا القبيل و لكنها مؤخراً أصبحت تفكر في أن لو علمت والدتها بهذا الأمر لأنزعجت و أمرتهم باتباعِ أسلوب ألطف مع أختهم ففي النهايةِ هذا ليس ذنبها أصلاً ! .

¶ ¶ ¶

بعد أيام ، في أوساكا ، كانت ( نازك ) للتوّ قد عادت للشقةِ التي أصبحت تقبعُ فيها لوحدها بعد زواج ( رؤى ) ، و انتقالِ ( هيكارو ) التي جاءت أختها لِأوساكا مؤخراً ، و هناك قد رأت ( رؤى ) فهي تعلم أنها تملكُ نسخةً احتياطية ، لِتبدأ ( رؤى ) التي كانت جالسةً على الأريكة و تضعُ رجلاً على الأخرى الحديث :
" هل أنتِ بخير ؟ ، كنتُ أظن أنني سأرى الاكتئاب ظاهراً على وجهِك ؟ إلّا أنكِ أصبحتي قوية ! " .
لِترد عليها ( نازك ) : " و لماذا سأكون كذلك ؟ " .
( رؤى ) : " أنا أعلمُ بحقيقةِ مشاعركِ تجاهَ كنان ؟ " .
( نازك ) : " إذاَ ؟ كل ما يهمني أنني الآن قد كفّرت عن ذنبي تجاهكِ ، لِذا لا تثيري غضبي كي لا أندم لاحقاً حين أرى أنني قد ركلتكِ على وجهك ! ".
( رؤى ) : " واو ، لقد عُدتي نات تشان الوقحة تلكَ التي ماتت في 2012 ! ، على العمومِ سأذهبُ الآن ! ".
( نازك ) : " و لكن فلتعلمي أنني أنا من رفضت كنان و ليس العكس ! " .
لِتنظرَ إليها ( رؤى ) باستغرابٍ و صدمة ، لِتبتسمَ لها ( نازك ) بتلكَ الابتسامة التي لم ترها ( رؤى ) منذ سنوات ، لِتردف ( نازك ) : " إن كنتِ لا تصدقين فلتسأليه " .
بعد ما سمعت ( رؤى ) هذا غضبت و خرجت خارجاً سريعاً و هي ترمي النسخةَ الاحتياطية من المفتاح على الأرضِ بالقرب من قدميّ ( نازك ) في حينِ أن ( نازك ) كانت تحسُ بمشاعرَ متضاربة ، فهي مقهورةٌ فعلاً لأنها كانت تظنُ ( رؤى ) صديقةً حقيقة و هدية ربانية لتعويضها عن أشياءَ كثيرة و لكنها كانت مُخطئة ، فقد كانت ( رؤى ) انسانةً بائسةً مثلهم ! .. مثل الجميع .

¶ ¶ ¶
لا إله إلا أنت سُبحانك إني كنتُ من الظالمين .
اللقاء القادم : الخميس .
أستودعكم الله الذي لا تضيعُ ودائعه .


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس