عرض مشاركة واحدة
قديم 06-10-17, 11:44 PM   #1426

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

طرقت (رواء) الباب و انتظرت حتى أتاها صوته فتنفست بقوة و هي تفتح الباب و دلفت بهدوء لتقترب منه بخطوات هادئة و وقفت أمام مكتبه لتقول بهدوء
_"هذا هو الملف الذي طلبته سيد (عاصي)"
تمتم دون أن يرفع عينيه عن حاسوبه
_"شكراً لكِ (رواء) ... هل نظمتِ جدول مواعيدي لهذا الأسبوع؟"
_"نعم سيدي ... كل شيء كما طلبت"
تنهد و هو يتراجع في مقعده و يفرك عينيه بتعب ليقول
_"حسناً شكراً لكِ عزيزتي"
لمحت شحوب وجهه و الإرهاق البادي عليه لتقول بعد لحظة تردد
_"هل أنت بخير سيد (عاصي)؟"
رفع عينيه لها بدهشة كأنما لم يتوقع سؤالها و اهتمامها ليبتسم بعد لحظة و يقول
_"أنا بخير (رواء) شكراً لكِ .. فقط لم أحصل على نومٍ كاف .. لكن من سيهتم بكل هذا العمل في غياب (هشام)؟ ... لا أريد ان يعود من سفره ليقتلني عندما يجد الشركة قد أفلست على يدي"
قاومت ابتسامتها على مزاحه لتقول بعملية
_"يمكنك أن تحصل على بعض الراحة سيدي و أنا سأهتم بكل شيء و إن طرأ أمر هام سأخبرك"
هز رأسه ممتناً
_"شكرا لكِ عزيزتي ... أنا بخير .. (سيلين) ستأتي لتساعدني"
و صمت لحظة قبل أن يتنهد قائلاً
_"و الحقيقة أنني أحتاج بشدة للعمل هذه الفترة .. سيشغل عقلي عن التفكير في مشاغل لا يبدو أن لها حلاً في وقتٍ قريب"
تأملته للحظة بتفكير .. يبدو فعلاً كما لو كان يريد أن يرهق نفسه بالعمل حتى لا يفكر بأي شيء .. وجدت نفسها فجأة تسأله دون وعي
_"كيف حال الآنسة (رهف)؟"
عضت على شفتيها تؤنب نفسها على زلة لسانها و تدخلها فيما لا يعنيها لكنها لم تستطع مقاومة قلقها على تلك الصغيرة المسكينة .. نظرت بأسف نحو (عاصي) الذي تجهم وجهه و قطب حاجبيه بشدة مع سؤالها لتسارع باعتذار
_"آسفة إن كنت تدخلت في أمر لا يعنيني سيد (عاصي) ... فقط كنت قلقة بشأنها و .."
قاطعها باشارة من كفه
_"لا بأس (رواء) ... علام تعتذرين؟ ... توقفي عن التعامل بحساسية هكذا .. من حقكِ أن تهتمي ... أنتِ تعملين معنا منذ سنوات عزيزتي و هذا يجعلكِ تقريباً واحدة من أسرتنا و أنتِ تعرفين جيداً مكانتكِ عند (هشام) و معزته لكِ"
احمر وجهها رغم ارادتها و هي تقول بامتنان
_"شكراً لك سيدي ... الله وحده يعلم مدى سعادتي و امتناني للثقة و المكانة التي منحتماها لي"
ابتسم و هو يهز رأسه قبل أن يقول بهدوء
_"(رهف) بخير ... شكرا لسؤالكِ"
تأملته للحظات تستشف ما يخفيه خلف مظهره الجاد لتقول
_"انها قتاة لطيفة و قوية رغم رقتها الواضحة ... لا تكسر قلبها سيد (عاصي) و إلا سيكون من الصعب عليك اعادته لما كان ... قوتها ستمنعها من الغفران بسهولة"
تنهد بقوة لتتابع
_"لكنها لازالت تهتم ... مما يعني أنه لازال لديك أمل لتداوي ذلك الكسر قبل فوات الأوان"
همس دون أن يشعر
_"كيف؟"
ابتسمت برقة و هي تقول
_"لا تتركها أبداً ... مهما كان حدث بينكما من قبل أو سوء الفهم الذي حدث بسبب تلك الفتاة .. إن كنت تهتم لها حقاً .. أثبت لها هذا بكل طريقة و افعل أي شيء لتستعيد ثقتها بك .. و الأهم من كل هذا أن تسأل نفسك لماذا تهتم و لماذا تريدها أن تثق بك و تتقبلك في حياتها من جديد .. لماذا ساءك حزنها و أغضبك ظنها بوجود علاقة لك بتلك الفتاة؟"
نظر لها بدهشة يتساءل عن كيفية قراءتها لمشاعره و حيرته نحو (رهف) بهذه البساطة ليسمعها تتابع بتأكيد
_"أعتقد أن مشكلتك كلها تكمن هنا سيد (عاصي) .. أن تفهم بالضبط حقيقة مشاعرك"
ران الصمت عليهما للحظات و هو يحدق فيها لتطرق برأسها في ارتباك و تقول
_"أعتذر ... شعرت أنك في حاجة للنصيحة .. لهذا .."
صمت للحظة قبل أن يبتسم
_"شكراً (رواء) .. كنت في حاجة ماسة للنصيحة بالفعل .. أشكرك كثيرا عليها"
ابتسمت و هي تهز رأسها قبل أن تستأذن لتغادر الغرفة تاركةً إياه يفكر في كلماته و تنهد بقوة و هو يسترجع محاولاته للحديث مع (رهف) التي رفضتها تماماً و هي تلتزم الصمت طوال طريقهما للمنزل و لم تدع له فرصة ليحدثها فيما حصل في الحفل و هي تذهب لغرفتها سريعاً و تغلق بابها بالمفتاح و ادعت النوم متجاهلة طرقاته على الباب حتى غادر يائساً من استجابتها و في الصباح نفس الوضع .. لقد عادت تحبس نفسها في شرنقتها و أخبرته بكل وضوح أنها لن تسمح له باختراق عزلتها مجدداً ... قطب حاجبيه و هو يستعيد كلمات (رواء) لينهض بغتة من مكانه و يلتقط مفاتيحه و سترته و يغادر مسرعاً و يفتح الباب مندفعاً للخارج تحت أنظار (رواء) المندهشة ليهتف و هو يغادر المكتب
_"اتصلي بـ(سيلين) و أخبريها أن تحل مكاني بغداء العمل يا (رواء) ... أخبريها أنني غادرت لأمرٍ طاريء"
ضحكت و هي تهز رأسها بينما تتناول الهاتف لتنفذ أمره بينما تفكر في وضعه هو و (رهف) ... ليته يدرك حقيقة مشاعره قبل فوات الأوان ... وقتها سيصبح طريقه نحو قلب (رهف) أقصر .. وقتها ستصبح مهمته في شفاء قلبها و روحها المعطوبين أسهل بكثير مما يتخيل ..
**************
زفر (فهد) بحنق و هو يتحرك من أمام غرفة (همسة) التي رفضت أن تغادرها بعد أن تشاجرت معه و أخبرته ألا يزعجها مجدداً هو أو (عماد) و يدعاها و شأنها .. تلك العنيدة لازالت غاضبة منهما ... و لازالت تعتصم بغرفتها طيلة الأيام السابقة تكتفي بحاسوبها الشخصي و هاتفها ... لا يعرف حتى إن كانت تخطط لشيء ما بهدوءها الغامض المقلق هذا و استكانتها لأوامر (عماد) الصارمة ... ألقى بجسده فوق الأريكة و هو يتنهد بقوة ... تتشاجر مع (عماد) و يدفع هو الثمن .. تباً .. و ذلك الأحمق لا يعرف أين ذهب و لا ماذا يخطط .. أين اختفى بعد أن اتصل به يعنفه غاضباً و يسأله عما قاله لـ(سؤدد) ابنة عمه ليجعلها تنهار فجأة ... أرجع رأسه للخلف مفكراً ... لم يتخيل أن (عماد) لازال يهتم لتلك الفتاة ... كان يعرف مكانتها عنده في صغرهما لكنه بعد ما حدث توقف عن الحديث عنها ... (عماد) رغم علاقتهما القوية و رغم أنه يعتبره صندوق أسراره إلا أنه يعرف أنه يخفي عنه الكثير ... و (سؤدد اليزيدي) اتضح أنها واحدة من هذه الأسرار .. (عماد) يخطط لشيء يخصها ... و بالطريقة التي كان (عماد) غاضباً بها عندما ساءت حالتها بعد أن تحدث معها و قلقه الشديد عليها يخبره أن (سؤدد) لازالت تمثل حالة خاصة عند (عماد) و يخشى كثيراً أن تمثل له نقطة ضعف لاحقاً .. تنهد و هو يغمض عينيه مفكراً في حالة (عماد) الغريبة مؤخراً .. بالتحديد مند ذهب لرؤية (سامر) في المشرحة للتأكد من هويته و استلام جثمانه و بعدها تغير حاله تماماً ... الغضب الذي تصور أنه لن يهدأ حتى يحرق به عائلة (رضوان) تبخر فجأة ليفاجأه و يختلى بنفسه في غرفته لبعض الوقت و تصور أنه يريد أن يبقى وحده حزناً على شقيقه لكنه فاجأه في اليوم التالي بهدوء غريب و هو يخبره عن مستجدات خطته ... أخبره أنه سيكتفي بأن يتلاعب بأعصاب (هشام) و (عاصي) و يجعلهما قلقان طيلة الوقت في توقع حركته و ضربته القادمة و أخبره أن يظهر بصفته هو أمام الجميع ...انتبه من أفكاره على صوت الباب ينفتح فنهض مسرعاً ليقابل (عماد) الذي دخل بوجه مبهم و خلع النظارة السوداء الذي أخفت معظم وجهه لينظر نحوه بتساؤل فقال (فهد) و هو يكتف ذراعيه أمام صدره قائلا بحنق
_"مرحباً ... و أخيراً أتيت سيد (عماد)"
زفر (عماد) و هو يلقي بجسده فوق الأريكة و قال بسخرية
_"ما الأمر (فهد)؟ .. لماذا تتصرف كما لو كنت زوجتي الغاضبة؟"
هتف بضيق و هو يقترب ليجلس مقابله
_"(عماد) ... أرجوك .. توقف عن سخريتك ... يكفيني معانتي مع أختك العنيدة"
قطب حاجبيه قائلا
_"ألازالت تعتصم بغرفتها؟"
_"ماذا تعتقد؟ ... تعرف إلى أي درجة هي عنيدة و عندما تغضب لهذه الدرجة ليس سهلاً مصالحتها"
صمت لحظات قبل أن يقول و هو يهز رأسه
_"لا بأس ... هذا جيد ... هكذا أضمن ألا تتدخل لتفسد الأمور مرة أخرى"
قال (فهد) و هو يتأمله ملياً
_"و لماذا لا تجعلها تسافر؟! ... إن كنت قلقاً بشأن هروبها من جديد فشدد عليها الحراسة هناك ... كما أن عمتي لن تجعلها تأخذ نفساً دون إذن"
عقد حاجبيه و قال بضيق
_"و هذا بالضبط ما لا أريده ... لا أريد أي احتكاك بينهما كما لا أريد أن تستغل أمي الفرصة و تسيئ إليها في غيابي"
هز رأسه قائلاً
_"أنت محق"
زفر متابعاً
_"كما أنها هنا ستكون تحت نظري ... خصوصاً هذه الفترة ... أريدها تحت حمايتي مباشرة و أنا واثق أنها هذه المرة لن تخالفني و ترتكب أي تهور خصوصا بعد ان رأت نتيجة تهورها"
قطب (فهد) قائلا
_"كنت قاسياً معها (عماد) عندما حملتها مسؤولية ما حدث لـ(سامر)"
تنهد و هو يسند ظهره للأريكة و يفكر
_"هذا أفضل (فهد) ... هكذا ستفكر جيداً قبل أن تفعل أي تصرف ... ستتعلم أنها ستكون مسؤولة عن نتيجة أي تهور غير محسوب العواقب من جانبها"
ران الصمت للحظات بينهما ليقول (فهد) و هو ينظر له يراقب كل تعابيره
_"بالمناسبة (عماد) ... أنا لا يعجبني حالة الكتمان الشديد التي تتصرف بها ... أنت تتصرف بطريقة غريبة مؤخراً .. مند ذهبت للتعرف على جثمان (سامر) بالمشفى و الذي حتى الآن لا أعرف ماذا فعلت به و لا أين دفنته حتى دون أن تخبرني و لا لماذا حذرتني من اخبار عمتي بما حدث حتى الآن؟ ... حتى انك منعت تسرب أي خبر بشأنه للصحافة .. لماذا تتصرف بهذا البرود بعد كل ما حصل؟ ... لولا أنني أعرفك جيداً لقلت انك جننت بعد موت (سامر) .. ماذا تخفي بالضبط؟"
صمت (عماد) دون رد ليهتف فيه بحنق
_"بحق الله (عماد) ... نحن في مركب واحد يا رجل ... من المفترض أنني أمين سرك .. لماذا لا تخبرني ماذا يدور برأسك؟"
قال (عماد) بعد لحظات من التفكير
_"ربما أنت محق (فهد) ... كان يجب أن أشاركك شكوكي و أفكاري منذ البداية"
هتف بقلق
_"ما الأمر (عماد)؟ ... أنت تقلقني هكذا"
اختلس (عماد) النظر في اتجاه غرفة (همسة) قبل أن يميل في اتجاه (فهد) قائلا بصوت منخفض
_"لم يكن (سامر)"
هتف بحيرة
_"ماذا؟!"
قطب (عماد) حاجبيه و قال بجدية
_"لم يكن (سامر) من رأيت جثمانه هناك يا (فهد) .. كان شخصاً آخراً"
اتسعت عينا (فهد) و تراحع بحدة للخلف ليتابع (عماد) بنبرة تشي بخطورة الأمر
_"الجسد كان قريباً جداً من جسد (سامر) و مشوهاً لحد كبير حتى انني كنت سأقتنع أنه هو لولا أن انتبهت في اللحظة الأخيرة ... علامة أعرفها بجسد (سامر) لم تكن على جسد ذلك المجهول الذي عثروا عليه بقرب سيارة (سامر)"
صمت لحظة مفكراً تابع بعدها
_"الرجل الذي اتصل ليبلغك بانفجار السيارة اختفى فجأة و الرجال الذين كلفتهم بمراقبته قالوا أنك اتصلت تبلغهم بمغادرة المكان"
هتف باستنكار
_"أنا؟"
هز رأسه مجيباً
_"أجل ... ذلك الرجل الذي اختفى فجأة هو من أعطاهم الأوامر من جهتك و هو من راقب (سامر) حتى النهاية"
تراجع (فهد) ينظر له بتساؤل و حيرة ليقول و هو يضع قبضته أسفل فكه
_"هناك من يتلاعب بنا و يحاول إيهامنا بموت (سامر)"
قطب حاجبيه قائلا
_"هل تعتقد أن لـ(هشام رضوان) علاقة بالأمر؟"
هز رأسه مجيباً
_"لا .. أنا تأكدت من ذلك ... (هشام) أصيب بشدة يومها في عراكه مع (سامر) .. و بمراقبتهم جيداً تأكدت أنه لا علاقة له أو لـ(عاصي) أو حتى (سيلين) بالأمر ... كما أنهما متأكدان من موته"
أومأ برأسه موافقاً ليتابع (عماد) بقلق
_"ما يقلقني هو اختفاء (سامر) بهذه الطريقة ... أنا متأكد أن من يخفيه هو من له مصلحة بتزييف موته"
_"لكن من يا (عماد)؟ .. و من مصلحته أن يفعل هذا؟ ... نحن صراعنا هنا مع عائلة (رضوان) .. حتى عائلة (هاشمي) لا أعتقد أنهم قد فكروا بالتخلص من (سامر) لابعاده عن (راندا)"
_"أنا متأكد من أنهم أيضاً لا علاقة لهم بالأمر ... هناك طرف آخر له مصلحة في اختفاء (سامر) و ادعاء موته .. إن كان الأمر يقتصر على اختفائه لشككت أنه شخص يضمر العداوة لـ(سامر) .. لكن تزييف موته و محاولة إقناعنا بهذا الأمر فلا يعني سوى أمر واحد"
صمت للحظات ليقول (فهد) و هو يقطب حاجبيه
_"أن أحدهم يعلم بحربنا مع (هشام رضوان) و عائلته و يحاول تأجيج النار بيننا ، صحيح؟"
تنفس (عماد) بقوة و هو ينظر له
_"هذا ما فكرت فيه ... لكن من هنا يعرف بهذا الأمر و من من مصلحته أن تشتعل النار بيننا أكثر حتى تصل لدرحة القتل؟ .. هذا الطرف يعلم أنني سأغضب لموت (سامر) و لن أرحم من تسبب بما حدث أبداً ... لكن هل هو عدو لهم و يريد استخدامنا لضربهم أم هو عدونا نحن .. أم عدو مشترك يريد ضرب عصفورين بحجر واحد؟"
أطرق (فهد) برأسه و هو يحك ذقنه بأصابعه مفكراً في قلق قبل أن يرفع رأسه و يقول
_"ما العمل إذن؟ ... يبدو أن الأمور تعقدت كثيراً"
هز رأسه قائلاً
_"لا .. لكنها أصبحت تحتاج منا لتخطيط أكبر و لنفكر بهدوء و لنزيد من تحرياتنا في سرية و .."
قاطعه رنين جرس الباب لينظر لـ(فهد) بقلق و يقول بتساؤل
_"هل تنتظر أحداً ما؟"
هز رأسه نافياً و هو ينهض من مكانه مشيراً له
_"لا ... من سيزورنا في هذا الوقت؟"
اتجه لينظر من العين السحرية قبل أن يقطب حاجبيه مشيراً لـ(عماد) بقلق شديد و يهمس
_"انها عمتي"
أسرع (عماد) نحوه بينما يفتح (فهد) الباب لتندفع عمته للداخل و هي تهتف بغضب
_"أين هو؟ .. أين (عماد)؟"
أغلق (فهد) الباب ملتفتاً نحوها ينظر بقلق كما فعل (عماد) و هو يرى ملابسها السوداء و وجها الشاحب و عينيها الحمراوتين و هي تندفع نحوه هاتفة
_"أخبرني أن هذا كذب (عماد)"
همس بذهول و توجس
_"أمي"
انفجرت في البكاء و هي تلقي بنفسها بين ذراعيه و تهتف
_"أخبرني أن ما وصلني ليس حقيقياً ... أخبرني أن (سامر) لازال حياً"
تصلب جسده و هو ينظر نحو (فهد) بحيرة ليهز رأسه نافياً كونه أخبرها بشيء بينما تابعت (ليلى) باكية بانهيار
_"أين شقيقك (عماد)؟ ... أين ابني؟ .. أنا أريده ... كيف فرطت في شقيقك (عماد)؟ .. كيف؟"
اقترب (فهد) محاولاً تهدأتها و هو يقول
_"عمتي .. انه ليس"
هز (عماد) رأسه و هو ينظر له بصرامة محذراً ليصمت بينما ضمها (عماد) إليه في حنان مربتاً عليها و هو يقول
_"اهدأي أمي .. سيكون كل شيء على ما يرام .. تعالي معي"
هتفت و هي تدفعه بغضب
_"لا .. لن أرتاح ... ابني يختفي كل هذا الوقت و تتركني أموت قلقاً عليه لأكتشف اليوم أنه قد مات .. قتله أولئك الأوغاد .. و أنت .. أنت .. ابني الكبير يخفي عني كل هذا ... كيف .. كيف تفعل هذا (عماد)؟"
أغمض عينيه و هو يتنهد بيأس بينما اندفعت هي لتجلس فوق الأريكة باكية في انهيار
_"أريد ابني .. أريد (سامر)"
اقترب (فهد) ليحتضنها برفق و يربت فوق ظهرها بحنان بينما ينظر نحو (عماد) بعجز فيما نظر الأخير نحوه هو و أمه غارقاً في أفكاره و عقله يخبره أن وصول أمه في هذا التوقيت و معرفتها بما حدث ليس جيداً أبداً و وجودها سيعقد الأمور أكثر فهي لن تهدأ قبل أن تحصل على انتقام قاس ممن تتهمهم بقتل (سامر) ... تأملها للحظات طويلة و هو يقطب حاجبيه ... ترى من أخبرها بما حصل؟ ... من يحاول إشعال الأمور لهذه الدرجة الخطيرة؟ ... عاد يتأمل أمه من جديد و هو يحاول ابعاد الشك الذي يتسرب لقلبه بطريقة خبيثة .. لا .. لا يمكن أن تصلها بها الأمور لدرجة أن تفعل هذا ... يعرف أنها ترفض طريقة انتقامه .. لكن هل ستصل لهذا الحد لتدفعه لتنفيذ الأمور على طريقتها هي؟ .. هز رأسه رافضاً الغرق في هذا الاتجاه ... مهما كان .. خطته ستسير كما كانت حتى يصل لمن وراء ما يحدث ... سيتلاعب معهم كما يريدون و في النهاية لن يحصل إلا ما يخطط له هو ... رفع رأسه ناظراً أمامه في عزم و تصميم .. لن يحدث إلا ما يريد هو فقط
***********************
انتهى الفصل الثامن و الخمسون
إن شاء الله ينال إعجابكم و في انتظار تعليقاتكم و آراءكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس