عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-17, 10:45 PM   #2329

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

من انت!
هلا اخبرتني رجاءا
هل انت تلك التقية التي ظنها من حولي قديسة
ام انت تلك التي لاتعرف سوي الغدر لغة
هل كنت في حياتك مجرد مرحلة .. كما اري
ام اني فعلا كنت لك الحياة.. كما علي مسامعي رددت
في اخر لقاء…
او كان حقا اخر لقاء!
لن اراك .. لن ألمسك
ولكن ابدا لن تكوني لغيري

تمدد نعمان علي سريرهما بفتور لا كسل… فالمسل قد يحمل احيانا في حد ذاته لذة… اما الفتور فأشبه بمرض يصيب جسدك بوهن لا تقو معه علي الحركة.
تمدد كما يفعل كل ليلة منذ رحلت.. يفتح دولابها الفارغ علي مصرعيه … ويشاهده… يشاهده حرفيا كما لو كان تلفازا يعرض مشاهد حية… فيلم لا يتوقف.. ولبطلة وحيدة لا يجرؤ اخر علي احتلال مكانها… مايتي ريدا.
مشهد اول وهي ترص فساتينها بوجل لا يخلو من الاثارة والفضول لغد
مشهد ثان وهي تتدلل وتتمايل له في فستان سترتديه في تجمع نساء عائلته… فتثير جنونه وغيرته
مشهد ومشهد ومشهد… حتي يأتي المشهد الاخير
تعيد ملابسها واغراضها للحقيبة التي كانت رفيقة وصولها… والدمع بعينيها لم يعد " مايتي"
تلتفت اليه مسترجية
( ألن تغير رأيك نعمان… ألا ارجوك ان تدعني معك حتي نهاية الثلاثة اشهر!)
يسارع اليها بلهفة وحشية يقبض علي ذراعيها بحنون عاشق
( ألن تغيرين رأيك مايتي… ألا ارجوك ان تبقي معي حتي نهاية العمر…)
ثم يلصق شفتيه بجبهتها بعنف يفجره شوقها لها وهو يعيد رجاءه للمرة الالف
( كوني ام اولادي… امنحني طفلا قبل الذهاب … حتي اعرف انك ستعودين لي… حتي اعرف انك لن تكوني لغيري)
تهز رأسها والدمع يتساقط
( لن اكون لغيرك… اقسم بربي لن اكون لغيرك)

طرقات جافة علي باب غرفته قاطعت فيلمه الخاص في عرضه الوحيد فتهيأ وهو يسمح للطارق بالدخول
دخل والده بهيبته التي لاتهتز … فوقف نعمان علي فوره من تمدده احتراما
تطلع والده في الغرفة حوله قبل ان يثبت نظره لدقائق علي الدولاب المفتوح علي مصرعيه وهو يسأل بلهجة حاسمة
( اين زوجتك يا نعمان!)
سؤال والده كان صارما لايليق بسن نعمان الذي تخطي الاربعين … لكن الاخير لم يكن في حالة تسمح بالعتاب … بل اجاب بتلجلج واضح وارهاق لا يرحم
( ابي… انت تعرف ان ريدا عادت لزيارة عائل…)
قاطعه والده هاتفا بغضب وهو يخبط عكازه بطرف السرير
( اتكذب علي يا نعمان ولاتحترم الشيب الذي خط رأسك ولحيتك؟ زوجتك لم تعد لعائلتها… لانها لاتملك عائلة من الاساس)
تهاوي نعمان جالسا علي طرف سريرهما يضع رأسه بين كفيه والقهر يغلبه فوصل صوته متحشرجا لوالده وهو يعلنها
(لقد وضع رأسي الشايب في التراب يا ابي واهينت اللحية… اهانني داء لم ألتقطه صغيرا فجائني في السيب عضالا مزمنا بلا شفاء… داء العشق يا ابي .. اتعرف له دواء؟)
لم يرد والده وقد اخذه الغم علي بكريه الذي يراه ربما للمرة الاولي بهذا الوهن… ليستطرد نعمان وهو يرفع لوالده عينين يلمعان بالدمع المقهور
( اتعرف لي يا ابي علاجا ينسيني اياها.. يمسحها من ذاكرة قلبي …. ينزع لمساتها من مسام جلدي.. اذا كنت تعرف فدلني بالله عليك!)
شد والده علي كتفه وهو يهتف يقاوم مشاعره الابوية ليبثه قوة وعزما وهو يحاوره
(ليس ابني من يضعف بهذا الشكل ولكني لن اعاتبك الان… اجلس يانعمان واحك لي كل شيئا… وان اخفيت عني ولو ادق التفاصيل فأعتبر نفسك من اللحظة يتيما)
ربما سيسقط من نظر والده لموافقته عليشروطها المجحفة من الاساس… ولكن عل الراحة في الافضاء… لذا افضي ولم يكتم من امره شيئا… يحكي لوالده اسطورة المايتي ريدا التي اقتحمت عالمه كغازية .. غرست علمها في ارض قلبه ورحلت مطمئنة.

توقع ثورة عارمة من والده قد تنتهي بطرده من العائلة دون مبالاة لكونه الكبير… ربما سبة كالماضي مصحوبة بصفعة محترمة… فهو يستحق
توتر وصمت والده يطول بالرغم من انه انتهي من سرد كارثته…
( أتعرف..) استهل والده كلامه وهو يتطلع في ولده بعين شبه مغلقة لا تظهر انفعالاته ( لو كنت قد حكيت لي ما سبق قبل ان تدخلها بيتي كنت قطعا سأرفض .. لا لم اكن اتوقف عند الرفض بل كنت سأحبسك في البيت كالمراهق حتي يتلاشي تأثيرها عليك.. لكن)
صمت للحظات ونعمان يضطرب انتظارا للحكم
( لكن الان بعد ان دخلت لبيتي واختلطت ببناتي .. سأعترف اني احببتها والاهم انها نالت جم احترامي)
شد علي يد ولده يبثه من عزيمته واصراره
( لازالت علي ذمتك… اذهب وابحث عن زوجتك… لا تعد بدونها وبدون ان تعرف اسرارها..)
(وماذا ان رفضت العودة…وماذا ان…)
قاطعه والده بشراسة وكبرياء
( اذا كنت بهذا الخنوع فتستحق ان تضيع زوجتك منك… اذا رفضت.. اجبرها)








وصل اربعتهم للمنتجع الصحراوي الراقي لتناول افطارا علي الطريقة البدوية وقضاء النصف الاول من النهار في جو المنتجع الشبيه بجو الواحات البدوية واستراحاته الرائعة تلبية لدعوة شهاب…
عند البوابة وقف اثنان من موظفي الاستقبال في انتظار شهاب وغفران ويونس وهانيا والترحيب بهم
( لقد رتبت ان تكون جولتينا في اغلبهما منفصلين حتي تنعما بقليل من الخصوصية… القليل جدا) قال شهاب كلمته الاخيرة غامزا ليونس بمرح قبل ان يستطرد مازحا
( المنتجع بأكمله مكشوف تماما وكذلك مراقب بالكاميرات من الحاج منصور شخصيا)
ضحك يونس علي مزحة شهاب وهو يشير لقلبه واعدا بحسن السير والسلوك قبل ان يعرب عن امتنانه
( لم يكن هناك داع ياشهاب لكل هذا)
لم تكن معرفة شهاب ويونس معرفة سطحية تماما لسكنهم في نفس الحي ولكنها اتسمت دوما بالاحترام المتبادل
ربت شهاب علي كتف يونس مؤكدا بحماس
( والله هذه هدية متواضعة لخطبتكم.. لن ابدا بأخبارك يارجل كم انا سعيد ان نكون جزءا من عائلة واحدة… هذا الرجل عملة نادرة في زمننا هذا)
وضع يونس وجهه ارضا بحياءه الرجولي الاخاذ بينما هانيا تمتلئ فخرا حد الانفجار وهي تشير لصدرها بغرور طفولي لذيذ
( أحم احم وانا رائعة جدا جدا كذلك… لا تجعله يغتر من اليوم الاول ارجوك)
انفصلا فأتجه يونس وهانيا لتناول الافطار بينما قرر شهاب مع غفران قضاء بعض الوجه بالقرب من بحيرة صناعية لطيفة يحيطها النخيل من كل اتجاه
تطلع يونس في هانيا بابتسامة رجولية وقور وهو يري ارتباكها الجلي… تعدل حجابها … تتلاعب بحليها … تشاغل نفسها بأي شئ حتي لا تلتفت اليه
وقف يونس وقد بدت علي وجهه امارات التركيز وهو يبحث حوله عن شئ محدد… حتي انه رفع حقيبة هانيا الصغيرة يبحث تحتها باهتمام فسألته هانيا التي صبت اهتمامها تبحث بعينيها معه عما يبحث عنه
( عما تبحث يا يوونس.. اخبرني سأساعدك)
حك ذقنه وهو يعقد بين حاجبيه بجدية
( ابحث عن مجنونتي الصغيرة… فالجالسة امامي لا تشبهها ابدا)
زفرت هانيا بحنق وهي تهتف
( اخبرتك ان تتوقف عن مناداتي بهذه الكنية.. ثم ما خطبي!)
قلد تقطيبتها وهو يرد بكلمة ثاقبة( تتهربين)
قد يراها البعض وقحة لكنها ابدا ليست كذلك… هي فقط لا تجيد اللف والدوران
لاتجيد التلاعب حتي البرئ منه
لذا اندفعت بعصبية غير موجهة اليه وانما لما يقض مضجعها
( منذ ليلة امس وهوينا في حال لا يريحني… كلمة " مبروك" مقتضبة مع قبلة تائهة كل ما نلته منها… تبدو في حالة… تخيفني)
فجأة ادركت ان بالتأكيد سبب حالة اختها جديد ما جد بينها وبين صقر ذاك…فتطلعت بعينيها تتسأل هل يليق ان تفضي ليونس ام انه لايصح كشف اسرار اختها امامه..
لاحقها وهو يلاحظ تخبطها الواضح
( مجنونتي… لااحتاج لان اعرف ايا من اسرار هوينا حتي اخبرك بهذا… عليك مساندتها ومؤازرتها في ما هو آت)
تطلعت فيه بتشكك سائلة
( وهل تعرف ما هو آت بالنسبة لهوينا لتحذرني منه!)
اجاب بسرعة بديهة حتي يصرفها عن تفكيرها فيما قد يعرف هو
( انصحك بهذا فقط لانها ستشعر غالبا انك تبتعدين عنها وانكما ستفترقان … خاصة مع عقد قراننا الوشيك)
انتفضت كالملدوغة بردود افعالها المبالغ فيها دوما
( وهذا شئ اخر… والدتي حتي فجر اليوم كانت رافضة تماما لعقد قران قبل ستة اشهر…. اما الحال بعد الفجر فحدث ولاحرج… اخبرتني ان احدد معك موعد لعقد القران في اقرب فرصة… وما ازعجني حقا اني حين اخبرتك بدوت علي معرفة تامة بالامر)
اجاب ببساطة
( بالتأكيد … لقد تحدثت للحاج منصور وطلبت تقديم موعد عقد القران وهو وعدني باقناع والديك… اي ان الاقتراح برمته مني انا)
تنفست براحة مع سماع تصريحه الاخير… لقد شعرت بالاهانة لافتراض والدتها انها … حسنا لا توجد طريقة جيدة لقول هذا… انها ستفضحهم بانفجاراتها العاطفية الساخنة.
عادت تلعب بحليها وهي تزفر براحة وتدلل
( اذن… هل يعني هذا انك انت المتعجل؟)
ابتسم لها تلك الابتسامة التي تطيح بعقلها وتجعل نبضات قلبها مسموعة له علي بعد اميال
( هل عندك شك اني اكثر من متعجل يا مجنونتي الصغيرة)
عادت تقطب بطفولية ومشاغبة هاتفة بحنق
( توقف عن صغيرتي المجنونة تلك … وقل كلام حب!)
ضحك يونس واحدة من ضحكاته النادرة وهو يردد بحاجبين مرتفعين " كلام حب"
حركت يديها بانفعال وهي تشرح كما تشرح لاطفال الدار الصغار
( نعم كلام حب.. حبيبتي… وحشتيني… كم اتمني لو قابلتك منذ عشر اعوام)
لم يعد قادرا علي تمالك نفسه… كان يضحك مقهقها حتي ان الدمع طفر من عينيه… فأذابها
( كلامك غير منطقي بالمرة… لو قابلتك قبل عشرة اعوام… لم اكن لانظر لك علي انك فتاة اصلا… كنت اشتريت لك الحلوي ربما)
تأففت غاضبة
(توقف عن السخرية مني… اقصد غازلني يا يونس… قل اني جميلة… وكلمات من هذا النوع)
توقف عن الضحك وان بقت الابتسامة علي شفتيه… اما نظراته فحكت قصة اخري… وقالت الكثير ربما اكثر حتي مما توقعت مجنونته… الا انه همس في النهاية بحرارة
( هانيا… انا رجل لا اعترف بأن الحب دافع لتخطي الحدود… اعتبريني قديم الطراز متحجر الافكار… الا اني اخاف ان اغازلك في ايام خطبتنا… اخاف ان افتح بابا اعرف في نفسي كرجل اني اشتاق لتخطيه… لذلك اتعجل بعقد القران…. عليك ان تعرفي فقط اني… اني احبك واخاف الله ان اخطو ولو خطوة واحدة خطأ فيعاقبني الله يوما بالحرمان منك)
حين صمت بإجلال وثبت عيناه في عينيها… رفعت كفيها معا… تصفق بحرارة وابتسامتها تتسع حتي بدت كالمجنونة وهو يحاول منعها مما تفعل قبل ان تضع اصبعيها في فمها كالصبية في الشارع وتصفر


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس