عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-17, 10:47 PM   #2330

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

بالرغم من ثقته الشديدة في يونس وهانيا… الا انه بطبيعته الغيور لم يستطع ابعادهم عن ناظره… وهو يراقبهم كأب يغار علي احدي بناته.
( توقف عن مراقبتهما ودع لهما قليلا من الحرية… يا الهي انت اكثر تسلطا من ابراهيم)
اخذ نفسا عميقا واطلقه ببطء وهو يشرح بينما كفه تحتضن كفها بتملك آسر
( ليس في الامر استبدادا
في الامر شيئا مزعجا جدا
اقسم لكِ هو مزعج جدا لي
ان احاول مطاردة انفاسك حتي آسرها بعدك في صدري
فلا ينعم بدفئها غيري
مؤرق لي جدا دميتي
ان يأتيني ليلا خاطر شرير
انك ربما في احلام احدهم تظهرين
فأجن ليال طويل وتمتنع عيناي عن النوم
مزعج ومزعج ومزعج
ان احتار وانا ارافقك في الطريق
أمشي امامك فأحمي خطواتك من تعثر غير مرغوب
أم امشي خلفك احمي ظهرك من نظرة خائن حقير
أم امشي جوارك كفي تحمي كفك لأعلنها
انت " حقي"
آخ لو تعرفين كم ان تلك الكلمة التي لا ادري اصلها
أهي خليجية ام عراقية او شامية
يكفيني انها عربية… تعبر عني وعنك
انك " حقي"
وان غيرتي عليك من حقي)
لم تكن كلماته نظما شعريا او اغنية كاظمية ولكنها شعرتها كذلك… فتاهت وضاعت وهي تسمع… معاناته
لم يقل شهاب كلماته بابتسامة او نظرة وله… بل شعرت غفران مع كلماته … كم ان غيرة الرجل وجع
اشارت وهي تبتسم له بحنان مواسية
( كيف لم اعرف هذا عنك من قبل… كيف ظننت دوما ان بهاء هو من ورث غيرة والدك)
هز رأسه نافيا
( دوما صارعت غيرتي علي دلال خوفا من ان تظن ان ما حدث مع شادية يجعلني اشك فيها… حينها كنت سأجرحها وهذا ما لم اقو عليه… لذا كنت اصارع نفسي واكتفي في اغلب الاحيان بأن اراقب لان والدي قام بالواجب)
لم يكتف بكفها بكفه… بل اصبح كفيه يدفنان كفها الصغير باستبداد وهو يقر
( وجئت انتِ.. وكما اخبرتك من قبل ان غيرتي كانت تستبد بي في الماضي حتي تصل حد ايذاء النفس بلكمة للحائط او قيادة متهورة… وبعدها هدأت الغيرة بأن اقنعت نفسي انك غير مرئية… ليس تقليلا منك … ابدا… وانما كنت اقنع نفسي اني طالما لا استطيع رؤيتك… فلا احد غيري يستطيع)
صمت طويلا وهو يتقاتل مع الكلمات….يتقاتل مع عقد متأصلة به.. اما هي فكانت ترتعش امامه تأثر لمعاناة حبيب العمر
( حتي آتت اللحظة التي ادركت فيها ان غيري رآك وشعر بك.. لأجدني اتحول لوحش قاس.. واول من استوحشت عليه كنت انت… دميتي … يا ألهي كم اكره نفسي اني اوجعتك )
عكست غفران كفيها لتشد لي كفه بقوة وهي تهز رأسها بقوة تنفي … لكنه اصر علي الاستطراد
( اتعرفين اي صدمة احتجتها حتي يعود الوحش لمكمنه! احتجت ان اري من خلقته بداخلي… السيدة شادية.. اعذريني لن اكون مجاملا واناديها امي … ولن اتجرد من رجولتي لاعيب فيها..يكفيني ان اخبرك اني بقيت هناك ايام ولم ادخل غرفتها حتي الان وهي مستيقظة… يكفيني ان اخيركاني سأعود اليها الليلة … ليس لاجلها ولكن لاجل اختين لم اعرف عن وجودهن شيئا قبل ذهابي)
قبل ان تستفسر عن هاتين الاختين المزعومتين سارع قائلا برجاء
( لذا ارجوك غفران… سأعود بعد ايام لنتمم زيجتنا… فلا شئ سيعيد لانسانيتي التي احتاجها لاتعامل مع تلك الاحمال التي ستثقلني سوي كتفك جوار كتفي)








بدأ النوم في التراجع لتحل محله اليقظة مع الاهتزاز المتواصل لنقاله تحت وسادته…
اعتدل معاذ في سرير سچي الضيق وغرفتها التي اختارتها خصيصا بسريرين متقابلين اشارة لامنيتها القلبية في " اخت" عنا قريب
تأفف حين خبط قدمه بقوة وهو يصارع لفردها بينما يده لاتصل للنقال… حينها فقط لاحظ انه لم يكن وحيدا في الغرفة
لدهشته كانت جميلة تنام بعمق علي السرير المقابل
سبب دهشته انه لم يدخل الغرفة ليلا الا بعد ان تأكد من ذهاب جميلة للنوم في غرفة النوم الرئيسية
اعتدل جالسا يتأملها في نومها… اعصابه مشدودة واصابعه تقبض علي الفراش وهو يراقبها للمرة الاولي منذ زمن بحرية دون حواجز الانتقام والكرامة
كانت امامه ممددة بنعومة بالغة كبورتريه مرسوم بحرفية ..
لا يعرف متي غيرت منامتها الحمراء بجلباب نوم قصير بلون الفستق.. لم يكن الجلباب يكشف ساقيها بابتذال او شئ من هذا القبيل
بل بمقدار ضئيل جدا فوق الركبة حتي شعر معاذ ان احدهم يغيظه متقصدا وقد اتي ليعدل جلبابها عليها قبل استيقاظه
كانت عيناه تلتهمان شعرها الاسود المفرود علي الوسادة ووجهها المتضجر بحمرة لذيذة ليهتف من بين شفتيه بأنفاس مسحورة
( يا الهي كيف تبدو بهذا الجمال…بهذا الرقي والسحر حتي حتي في نومك)
لم يكن المستهدف يعرف انها استيقظت قبل ساعات وغيرت ملابسها وعدلت زينة وجهها وحتي صففت شعرها ولم تنم ولو لحظة حتي لاتفسد ايا من هذا… وانها في هذه اللحظة مستيقظة تماما واكثر من مدركة لتحديقه فيها قبل ان تتمطي في سريرها وتعتدل جالسة لتسأله بصوت انثوي ناعس
( استيقظت يامعاذ! هل اعد لك افطارا!)
حاول جاهدا ان يبدو غير متأثر او ان يبدو كمن لم يكن يلتهمها منذ لحظات الا انه فشل فشلا ذريعا وهو يجيب مأخوذا
( متي اتيت للنوم هنا؟ اقصد لماذا)
تعترف انها متلاعبة وانها تجيد فنون النساء… الا انها لاول مرة تستعمل تلك الفنون في مكانها الصحيح تماما… تستخدمها لاجله
لذا تمطت بدلال كقطة أليفة وهي تهمس بتغنج طبيعي
( خفت.. تلك ليلتنا الاولي هنا… خفت من النوم وحيدة فجئت انام في دفئك)
ربما ان كان في وضع اخر ووقت اخر لكان رفع دفاعاته لحدها الاقصي مع كل الموجات التي يلتقطها منها الان… الا ان استرخاء النوم وسحر استلقاءها الذي اخذه تماما جعله يجيب بصوت مختنق بالعاطفة
( كيف فاتتني تلك النقطة…! من الليلة لن تنامي بعيدا حتي لا تخافين)
اتخذت قرارا لاتعتمد فيه سوي علي مشاعرها وهي تقف مصرة ان تلقي نفسها في حضنه الرحب… وليكن عندها مايكون
وقبل ان تفعل اهتز الهاتف ثانية … مشتتا انتباه كليهما عن السلام الذي لفهما لدقائق
رفع معاذ الهاتف بسرعة مستغربا وهو يرد ( خالي منصور… خيرا ان شاء الله؟)







...
أيا امرأة تمسك القلب بين يديها
سألتك بالله لا تتركيني
لا تتركيني
فماذا أكون أنا إذا لم تكوني
أحبك جداً
وجداً وجداً
وأرفض من نــار حبك أن أستقيلا
وهل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقلا...
وما همني
إن خرجت من الحب حيا
وما همني
إن خرجت قتيلا


( أهكذا شعر رماح يوم اخبرته موت حبيبته! هل شعر كما اشعر الان وكأن روحي انتزعت… لازال القلب يبنبض
لازالت الانفاس تتردد… ولكن الروح انتزعت)
دلك عنقه كما دأب يفعل لساعات الان عل الغصة المستحكمة في مجري انفاسه تنفك بلا سبب
( ألاتذكر يا صقر كم حذرتك) خاطب نفسه في خياله المنعكس علي زجاج الطاولة التي انحني فوقها بألم
( حذرتك ونهرتك وانت تسمح لنفسك بالغرق… غرق كنت ام كنت النجاة لم اعد اعرف يا حشيشتي )
ضحك بصخب مجنون … ضحكة لاتصل للعين ولا تلمس اعتلال الروح
( حشيشتي!! حتي الحشيش الذي كان مخلصا لي لسنوات بعته لاجلك… خاصمته ولم يعد بيننا ود… فمن لي الان ليواسيني… فمن للحزن بداخلي يطببه)
الدق المتواصل علي الباب اخرجه من حالة الشجن التي اختارها رفيقة منذ اصر علي بهاء مع ساعات الفجر الاولي الرحيل وتركه وحيدا.
( افتح يا صقر … انا معاذ) تأفف صقر وهو يتحرك ليفتح لصديقه الاحمق الذي لم يستعمل مفتاحه الخاص ولازالت كفه تدلك غصة عنقه واخري تدلك جبهته
هل دخل في حالة من اللاوعي!
هل اصبح في فجوة من الزمن نقلته لعالم مواز… يراها الان فيه امامه
" هوينا" كيف نطقها همسا … كيف لم يصرخ بحروف اسمها حتي تغرق حنجرته بالدماء
وقفت امامه تسمح لعينيها بتفحصه… لازال في حلة الامس التي اصبحت الان مجعدة تماما وبلا چاكيت
رق قلبها لوجهه المرهق وعيناه المجهدة… ولم تدرك انه يبادلها نفس النظرات التي ارتكزت علي جفنيها المنتفخين من طول البكاء
( هوينا…) قاطع طول التأمل نداء معاذ الهادئ والمراعي لحالة التيه التي اغرقت كليهما
( ادخلي صغيرتي … لا اري وقوفنا هنا لائقا) دفعها معاذ بترو … فتحرك صقر اخيرا مبتعدا عن الباب بعد ان ظن انه فقد حتي ابسط القدرة علي الحركة
ملهوفا … ملهوفا صقر ان يغمرها في هذه اللحظة بين ضلوعه.. يتأكد انها لازالت تريد الانتماء لتلك الضلوع
ملهوفا ان يسمع منها كلمة تعيد له اتزانه… تعيد رأب صدعا في رجولته احدثه بكاءه ولاول مرة امس وحيدا بعد مغادرة بهاء
( لن اطيل البقاء) قبض صقر علي كفيه وهو يسمع رفرفة كلماتها كفراشات تحلق حوله تهديه سلاما يحتاجه
( انت باقية لعمري كله… حتي وان رحلت الان) اغمضت عينيها مع كلماته تزفر انفاسها بسرعة وهي تعد للعشرة حتي لاتبكي…. فقد بكت منذ الامس مايكفيها لسنوات وسنوات.
( لن ارحل ابدا… انا هنا لابقي صقر… )بالرغم من ارتعاشة صوتها الا انه بدا قويا جدا ( لقد دخلت حياتك بالرغم من كل تحذيراتك وبالرغم من كل الجهود التي بذلتها لابعادي… انا هنا لابقي)
هل من الطبيعي لرجل مثله ان يشعر بقدميه تخوناه مهددة بالضعف..! فهكذا كان شعوره الا انه تماسك وهو يسأل بقوة
( هل انت واثقة! رغما عن ما سمعتيه؟)
( ليس بالضرورة ان يكون كل مانسمعه حقيقي… وانا لن اصدق انك قاتل حتي وان اقسمت انت لي بذلك) وقفا كلاهما متواجهان ونظراتها تتحداه ان يصر علي نظرية القاتل التي يتبناها… اما هو فكان في فلك اخر… فلك عينيها.
لم يرد علي تساؤلها المبطن بل همس بصوته المخيف وعيناه تعانقان عيناها بأصرار
( يا الهي كم اوحشتني عينيك … تلك التي خاصمتني بالامس)
تنحنح معاذ بصوت عال منبها وهو يري تأثر هوينا بكلمات صقر
( تنحنح كيفما بدك يا معاذ… لكني سأقولها واعيدها… احبك هوينا فأياكي والبعد عني )
اغمضت عينيها وهي تطئ طئ وجهها بخجل غامر قبل ان ترفع عينيها اليه بقوة سائلة
( وماذا عما قيل بالامس! هل علي نسيانه مثلا! ام الادعاء انه غير حقيقي حتي يهاجمنا ثانية في احلي لحظاتنا ليهدمها … وتأتي نتائج حدث لم اعايشه اصلا ليحرمني منك لسنوات )
ذراعيها معقودة امام صدرها ونظراتها تنطق تصميما علي المعرفة فلم يجد صقر بدا الا ان تنهد مقرا
( هل ستختلف نظرتك لي حين تعرفين؟)
هزت رأسها نافية ( ابدا .. ستظل في عيني صقر الذي عرفته هناك في المكتب فأسرني)
ابتسم تلك الابتسامة المخيفة … عين نصف مغمضة مع اسنان مغلقة وحاجبين مقطبين… ومع كل هذا تجعل تلك " الابتسامة" هوينا تتخبط كمراهقة تلتقي ابن الجيران علي اعتاب البيت العتيق
( ما رأيك في كوب شاي من صنع يدي انا… وانا احكي لك كل شئ) قالها صقر وهو يشير لكرسيه المفضل كي تجلس ثم ألتفت لمعاذ وهو يشير علي طول يده الاخري لباب الخروج
( شرفتنا ونورتنا يامعاذ… لن نعطلك عن عروسك اكثر)
ضربه معاذ علي ذراعه الممدودة بقوة وغيظ وهو يجلس في الكرسي المقابل بإصرار
( لن اشرف هرائك هذا برد…. انتظر كوبا من الشاي انا الاخر)
وقف صقر متأففا وهو يتجه للمطبخ ليغمز بمغازلة لهوينا قائلا
( لاجل حشيشة القلب .. نسقي العليق)



انتهي
سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك واتوب اليك


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس