اخيرا هز راسه وارتاحت ملامح وجهه واجاب بصوت هادىء:
"نعم,اني اصدقك"
ابتسمت وشعرت بسلام في قلبها وردت بلهجة ناعمة وملحةفي ان واحد قائلة:
"هل بامكانناالجلوس؟"
"طبعا"
تناول كارلوس الكأسين وجلس قرب سارة كالغريب0فسألته:
"قل ماذا فعلت؟ربماتفضل ان اتكلم انااولا؟اناهنابسبب عملي"
"لست بحاجة ان تعملي,اليس كذلك؟"
انه تلميح للمال الذي يخصه0
"يجب ان اعمل لاعيل نفسي"
"هل يجب حقا ان تعملي؟"
صمتت لحظة باحثة عن الكلمات ثم قالت:
"لم امديدي الى ثروتك0ولم يخطرببالي يومآ ان اقبل هذا الارث"
اجاب بقسوة:
"المال لك"
"كلا,كارلوس,,انه لك انت"
نظر في عينيها وقال:
"مااملكه هوماربحته من عرق جبيني"
رددت على مسامعه ان ثروة والديه هي له وحده,فسألها:
"الم تصرفي منهاشيئا؟"
وعفويا اقتربت منه وقالت:
"لاتلمني على ماحصل00ليس الذنب ذنبي اذا تبناني والداك0ولم اكن موافقة على الطريقة التي عاملوني بها"
توقفت لحظة ثم تابعت بلهجة اسف صادق:
"حزنت كثيرأ عندماادركت الوضع"
رمقته بنظرة متوسلة وقالت:
"الايمكننا ان ننسى كل هذا ونكون صديقين"
احست تماما ان كارلوس لايشعر المشاعر نفسها,لكنها غير قادرة ان تدعه يذهب مرة ثانية من حياتها فاضافت في لهجة اقتناع:
"انه مهم ان يكون للانسان احد عزيز على قلبه0انت,لديك ابنتك الصغيرة,اما انا,فليس لدي احد"
هل دفاعها اثر به؟هل ايقظ فيه رغبة الحنان الاخوي؟
وضع كأسه على الطاولة ببطء ثم التفتت لينظر اليها0كان مبتسما بعد ان اضاء وجهه وقال:
"لاارى مانع ان نكون صديقين"
لمعت عيناسارة واحتلهاشعور بالشكر وعرفان الجميل0فتأثرت وظلت صامتة لحظة,ثم همست قائلة:
"شكرآ,ياكارلوس"
ثم,لم يعدهناك توتر اوانزعاج بينهما0ظلا جالسين يتنفسان اريج الازهار التي تحيط بهما0ومن الطرف الاخر من الحديقة كانايسمعان اصواتا وضحكات واحاديث ونغمات للبوزوكي الحزينة0
وكان اربعة شباب قبارصة يرقصون بخفة ومهارة0
"قلت لي انك تعملين؟"
قاطع كارلوس حبل افكار سارة0فقد خطرت في بالها فكرة رائعة بمايختص بالثروة التي اودعتها المصرف0
|