عرض مشاركة واحدة
قديم 13-10-17, 12:57 AM   #1117

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,533
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



عاليا منذ أن إستطاعت أن تتمالك نفسها وهي تذهب يوميًا إلى المقابر
لتبقى مع عمار أطول فترة ممكنة من اليوم, تحدثه تبكيه,
تناجيه تعاتبه تتمنى أن يجيبها لكن لا مجيب,
تظل تبكي وتبكي, قبل أن يأخذوها قسرًا لتعود للمنزل..

أما غسان فيبقى معها صامتًا عيناه غائرتان بحزن عميق لا يستطيع الصراخ مثلها,
يتمزق قلبه لرؤيتها بهذا الشكل, وألمه على فقدانه لابنه, لحيته التي أطلقها بعدم إهتمام
زادته فوق عمره أضعافًا, لم يذهب للعمل منذ ذلك اليوم, يقف يتلقى كلمات المواساة بصمت مستسلم..

حتى بعد أن سقط منهارًا وذهبوا به إلى المشفى بذعر,
وعلموا أنه قد أصيب بشلل مؤقت بساقيه, بسبب نفسيته المدمرة,
سيشفى مع الوقت ويستطيع العودة للسير على قدميه؛ لكن بعد تحسن حالته النفسية..

للغرابة سامر الذي يكاد يلتصق به كظل ثانٍ, لا يفارقه إلا حين يطلب منه سهيل
تولي بعض الأعمال فيتركه على مضض..

رؤيته لعمه بهذا الشكل يشعره بالوجع, عمه غسان له مكانه بقلبه كبيرة, يحبه كوالد له,

لم يرى من أبيه أي حنان, وجده مع غسان الذي كان يحاول أن يكون حازمًا معه؛
لكن يغلبه طابعه الحنون, بداخله شعور بالخوف من فقدانه أو أن يصيبه مكروه,
تلك المشاعر بداخله ترهقه,
يكاد يكون كالطفل الممسك بيد والده يخشى أن يفقده,
وغسان ينظر إليه بصمت موجع كأنه يخبره بوجعه فيؤلمه أكثر, يحاول كبح دموعه بشق الأنفس..

عمار رغم عدم تواجده الدائم معه, أو تعامله المتواصل معه؛
إلا أن موته أثر به بشدة, ويوسف الصغير كم يهلكه أن يكبر بلا أب وحيدًا,
وليس أي أب فعمار كان نسخة ثانية من عمه..

رغم كرهه للمقابر خاصة تلك المقبرة التي يرقد بها والده إلا أنه يذهب لأجل عمه..

حين دفن عمار كان ذلك الشعور البغيض يطبق على صدره, لم يلتفت ولو لحظة,
لمحة خاطفة لقبر أبيه, لم يذهب إلى هناك أبدًا, رغم وفاته,

لكنه كالكابوس المفزع يلاحقه, يظن إن نظر إليه سيرى وجهه القاسِ المخيف,
صوته المرعب يصدح بأذنه في بعض الأحيان فيضع يديه على أذنيه يهز رأسه
ينفض تلك الذكريات بعيدًا عنه..

هل يكره والده أم يخاف منه؟.. لا يعرف لكن ما يعرفه أن ذلك الرجل المدعو والده
كان يثير الرعب بنفسه ولا تزال سيرته كذلك..

دلفت ميرا لغرفة تمارا, وجدتها تجلس بهدوء على الكرسي أمام النافذة تواليها ظهرها..

همست بصوت متحشرج:" تمارا ستذهب أمي لزيارة عمار.. هل ستأتين معنا؟.."

لم تلتفت إليها, لم يظهر عليها أنها سمعتها, فأعادت ميرا حديثها بصوت أعلى قليلاً:" تمارا.."

بصوت جامد خاوٍ ردت:" لن أذهب ميرا.."

عقدت ميرا حاجبيها, قائلة بعتاب:" تمارا, لم تذهبي لزيارته منذ أن......"

ابتلعت ميرا كلماتها بغضة مسننة استحكمت بحلقها, دموعها تغرق عينيها بقهر شديد..

أراحت تمارا رأسها للخلف تسنده للكرسي, كأول حركة تبين أنها جسد حي,
قائلة بصوت باهت:" اذهبي أنتِ ميرا, لن أذهب.."

أغمضت ميرا عينيها بألم, تشعر بشعور مقيت بداخلها,
وكأن هناك حملاً يثقل كاهلها.. ثم تحركت من غرفة تمارا بخطوات بطيئة تجر قدميها..

ظلت مكانها جالسة على الكرسي؛ حتى سمعت صوت محرك السيارة معلنًا عن رحيل الجميع,
فنهضت بخطوات ميتة, تخرج من غرفتها متجهة لغرفة عمار.. وبقيت هناك..

حين عاد ليبدل ملابسه, فلديه إجتماع هام بعد ساعتين,
يحتاج إلى حمام بارد ينفض عنه ذلك الشعور بالتراخي والكسل..

لمح طيفها بغرفة عمار, عقد حاجبيه بتركيز وهو يراها متكورة بوضعية الجنين..

ثم ترتدي قميص.. قميص عمار.. جذ على أسنانه بغضب,
يزفر نفسًا حارًا يكاد يشعل جسده من فرط مايشعر به..

لكنه وقف ينظر إليها بوجوم لقد رأى هذا المنظر من قبل؛ رآه منذ سنوات بعيدة..
لاح بنظره طفلة صغيرة ترتدي قميص والدها, تنام على فراشه تحتضن نفسها تبكي بصمت..

عادت تمارا الصغيرة التي ترتدي قميص والدها تتلمس رائحته؛ وكأنه يحتضنها..

صغيرة اتصلت بوالدها لتخبره أنها أنهت إختبارات نهاية العام تنتظر عودته ليأخذها معه
ولو لأيام قليلة, ليأتيها رده البارد أنه مشغول, ولن يأتي مغلقًا الهاتف ببرود شديد,
غير آبه بتلك الصغيرة التي كسر قلبها, راكضة لغرفته, ترتدي قميصه, تبكي بحزن,
دومًا كانت تفعل ذلك حين يتركها ولا يأتي, لكنها توقفت عن ذلك منذ مدة حين يأست من حضوره..

عمار.. عمار يدفعها لتكون طفلة مرة أخرى, تبكي على والدها المفقود..
أمامه ليست تمارا البالغة خمس وعشرين عامًا..

أمامه تمرته الصغيرة البالغة ثمانِ سنوات لا غير..

متذكرًا حديث عمار..
" كن لها سهيل بزمن ماضي.."

*******************
يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس