قالتها واستقرت على مقعدها وهي تختلس النظر لتلك السيدة المبهرة بكل ما فيها .... اظافرها جعلتها تخفي يديها التي لا تعيرها أي اهتمام شعرها المفرود باناقة ولونه الذي بدا كانها تعمدته ان يكون بتلك الدرجة وبذاك التناقض مع لون بشرتها وعينيها فلم يبدو ابدا بانه من فعل الزمن لتقول في سرها
:- ربما هي قريبة لبنات المعلم
تمتمت وهي تلقي براسها للخلف واغمضت عينيها محاولة النوم وفعلا غابت عن الوعي وتعالى شخيرها الذي جعل السيدة الانيقة كما اطلقت عليها تبقى صاحية طوال الليل
تعالى صوت بكاء احد الاطفال ليوقظ شقيقه القريب منه وتحتار والدتهما وهي تحاول اسكات الصغير وارضاء الكبير دون فائدة لحظات ليتعالى صوت بكاء طفل اخر فانتفضت نور صاحية وهي تنظر لما يحصل لحظات كل ما تطلبه الامر لتحمل الطفل الذي كان خلفها وهي تداعبه بخشونة قائلة
:- كف عن التدلل ايها الوسيم واخبرني ما الذي تريده ؟؟؟ وكيف جرؤت على ايقاظي ؟؟؟؟ انا مارد المصباح المصباح السحري وقد ايقظتني هيا قل
صمت الطفل وهو يتشبث بها خوفا من ان يسقط لتبتسم له بحب وقلب يخفق بالامل الامل الذي يداعبها دوما كل ما رات طفلا صغيرا ان تصبح اما لكم تمنت وتخيلت كل ما ستفعله لطفلها حلمها الذي جعلها تمتهن التعليم باخذ دورة خاصة فقط لتكون قريبة من الاطفال
:- سكاكر امي تقول انها بالحقيبة ولا تستطيع اخراجها الان
:- اسفة انا لقد نسيت ان اجلبها معي
اعتذرت والدته وهي تقف موازنة الصغير بين يديها وتحاول اخذ ولدها ذي الاربعة اعوام من نور التي تشبثت به وغمزتها بعينيها قائلة
:- سنعاقبك اذا ما رايك يا..... لم نتعرف ما اسمك يا وسيم ؟؟؟
:- يوووسف
:- اووووه حسنا يوسف اخبرني هل تريد سكاكر على شكل فيل ؟؟؟ ام حمامة ؟؟؟؟ ام تلك التي على شكل ثعبان انها المفضلة لدي
:- الثعبان الثعباااان انا احبها
اتسعت ابتسامتها وتنهدت الوالدة براحة وهي ترى استكانة ولدها مع نور لتخرج هي كيسا من السكاكر الملونة باشكال الحيوانات وتعطي ليوسف البعض منها
دقائق وكان جميع الاطفال قد تجمعوا حولها وهي تصيح بهم بصوت يشابه اصواتهم
:- بالدور قفو بالطابور هيا لن اعطي من يخالف الطابور
كانت الضحكات المرحة تنطلق من الجميع وجو من السعادة والشقاوة خيم على الباص لتهتف اخيرا بالسائق الذي كان يراقب الصخب من خلفه بحماس
:- بعض الاغاني سائقنا هيا لندعهم يرقصون قليلا افضل من البكاء الا تظن ؟؟؟؟
ليشغل السائق اغنية اثارت حماس الجميع ويبدا الاباء بالرقص في ممر الباص يشاركهم الصغار ونور تراقب بعينين تلتمعان سعادة يوسف يتشبث بوالده ليرفعه الاخر فوق رقبته ويرقصان معا بشكل مضحك
:- شكرا لك
قالتها والدة يوسف وهي تبتسم باستمتاع وتمد يدها مسلمة على نور
:- انا رنا لقد استطعت اسكات يوسف وهو امر صعب مستصعب
:- اووووه انا نور وانا على قول والدتي املك عقلا لطفل لذلك استطيع التعامل مع الاطفال
تعالت ضحكات رنا وهي تسمع ما تقوله نور دون حرج او مواراة
:- نعم لا تضحكي انه اقل شيء تقوله عني المهم ما اسم الصغير الاخر
:- انه عمار
لحظات وبدا الجميع بالترنح مع الحافة التي تتارجح من اليمين لليسار وكانها تطير تعالت الصرخات من الجميع والكل يحاول الوصول لمقاعدهم ولكن كان الامر صعبا والحافلة تتراقص بهم بين الطرقات المتعرجة الى ان انقلبت مرة بعد مرة في مفرق الطرق قريبا من الريف وحل السكون بعد ذاك الصخب والاصوات المليئة بالحياة
|