:- ناد الحاجة امير اعلم بانها قد تقضي ان لم تطمئن علي
تحرك امير دون ان يكثر من السؤال او اللوم فحال علي لم يكن هينا ولا بد ان يرتاح
لحظات فقط وعاد برفقة الحاجة ذهب التي تخلت عن كبرها المعتاد تخلت عن قناع القوة والجلد وهي تتكا على امير فهال علي ما يرى لينهض متحاملا على الدوار الذي يحتكم راسه والوهن الذي سكن جسده باكمله قائلا
:- الفخر لي يا ابن السلاطين باسناد شيختنا ابتعد هيا
رغب امير بان يضرب راسه لشدة عناده ولكنه تفهم وابتعد قائلا
:- انا في الخارج ان احتجتني نادني فقط
اوما له براسه واسند الحاجة لقلبه وهو يقول
:- لا يليق بك الضعف امي
عندها فقط انهارت الحاجة وهي تتشبث به بكل قوتها تتراجع به نحو السرير لتجلسه تشهق وتبكي بصوت عال تقبل لحيته وحين تنظر لشعره ويتعالى صوت بكائها
شعر علي بان قلبه كاد ينفطر على جدته شعر بالذنب بالخيبة من نفسه التي خذلته ولم تكن على قدر المسؤولية ليتناهى له صوتها
:- انت الذي ستدفنني علي انت ستحمل نعشي ستواريني الثرى بيديك الطيبتين اياك ان لا تفعلها اياك بني
:- يا الهي جدتي توقفي عن هذا الكلام لا توجعيني بالله عليك
:- لن احتمل واحدة اخرى احتسبت مع كل من فقدتهم صبرت وتجلدت لانك كنت معي كنت الى جانبي انظر اليك فيهون فقدان الابن والسند فعلي الطيب ابن روحي معي ولكن ان فعلتها انت ان فقدتك انت يا الله انت ارحم من ان تجعلني ارى فقدانه اقبض روحي قبلها يا رب
احتضنها لصدره بقوته الواهنة وهو يقول
:- اين ايمانك يا حاجة مثل هذا الكلام لا يقال
:- ومثلك لا يصبر لفقده علي الا انت الا انت ولدي
:- اريد ان انام بحضنك الليلة جدتي اريد انفاسك من حولي دفئك وعطرك الفريد اريدهم حولي الليلة هلا بقيت معي ؟؟؟؟
اشرق وجهها بالرضا وهي تمسح عينيها المتغضنتين من الدموع وتقول وهي تضع راسه في حجرها
:- الليلة وكل ليلة ان اردت الليلة وكل ليلة
استكان بين يديها وهي تمرر اصابعها المرتجفة لفرط الضعف والكبر والخوف بخصلاته البيضاء تكتم حسرة صرخة ووجعا لا مثيل له وحين راته يغلق عينيه غطته بشيلتها كما كانت تفعل عندما كان صغيرا وهي تدعو الله ان يجعل يومها قبل يومه
|