عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-17, 08:49 AM   #3

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


المقدمة


مذكراتي ....

كما أكون موقع منتصف الأشياء ..اليوم كذلك لم يكن استثناء .....
في الرصيف الفاصل بين الشركة العتيدة ذات الهندسة الأنيقة بعصرنة معمارية ذات امتدادٍ واسع ... ميزتها الواجهة الفاخرة في تستر ثراء صاحبها ...و بين الطريق الواسع يحمل في جعبته السيارات العابرة و الحافلات القادمة على عجل لتصف تملأ ما تشاء من ركب و تنطلق في جنون كما أتت نحو محطة ثانية و قدر ثاني ...
و أنا لم أكن في وقوفي شاذة عن القاعدة من أولئك الركاب ...المزدحمين بنظراتهم و إشارتهم اللامرئية ...بملابسهم و هيأتهم ..بكل ما حملوا من متاع حقيقي و معنوي ..
مثلهم أكون شخصاً حمل الكثير من الأمتعة في سير حياته ...ليترك منها ..هنا و هناك متناثرة مرمية بإهمال ...في طرقات عابرة عن نسيان أو تعب و عن حاجة غير مستعملة بعد ذلك ...
أجدني اليوم بعد مضي ثلاث سنوات أتخلى عن قرار أمضته إرادة حقيقة مني ..قد انبثقت داخلي توثيقا و تخليدا لنزعة التمرد العنيفة التي قمت بشنها على والدي كقضية مبدأ لن أجلس عليه كما غيري ... و أود كسره ذليلة الكبرياء ....منقوصة الخيار ...محدودة المساحة الكافية في حريتي ...
قراري الذي يتواجد مثلي على عتبة إيقاف التنفيذ..هو كغيره من القرارات الطائشة ..مجحفا مليئا بالحقد و الغرور المريض ..ضعيف القاعدة ..سريع العطب متى تنطفئ بي متعته السادية ....
كنت أكره أن أجبر على الدارسة و أن أحشو دماغي بتفاهات الثانوية الخاصة ...و قد فعلت بإتقان ما لو يتوقعه مني والدي ..مراوغة إياه في نجاح دام ثلاث سنوات ..لم يزد على ذلك إلى الجامعة حيث سجلت ركود دائم رافق سيرة دراساتي العليا ...
مصرة برعونة و غباء ...أنه تعثر دون قصد ...صنعته مصادفات الحياة ..حتى تلك التي رميت أرضا ...
و مما زاد النار بداخلي ..هو انسيابية و ليونة والدي معي ..تاركا لي ما أشاء من مساحة الحرية ...قد أخطأت دوما فهمها ..دون أن أعي تماما أن حريتي تنتهي عند بدء ثانية لشخص آخر ...
..و هكذا رحت أرسب في سنتي الأولى الجامعية مرارا و تكرارا بفخر و اعتزاز ...لم تهوني فيه تلك النظرات المستغربة ..المزدرية و النفقة ..لوقت طويل ربما على ما أعتقد ...
حتى بدخول الحب إلى حياتي ..في رجل تمثل لي بفلسفته السوداوية و نظرته اللاوسطية و اللامحدودة للمنطق الأشياء مساندة لطالما تفقدت غيري بصمت للحصول عليها ...في منحي لي إعفاء الكلام المباح عن قضيتي المتعصبة آنذاك ...قد غرقت أكثر في الوحل ..ما أخرجني منه أبي إلا و أنا مشوهة المنظر ...
تفاصيل أكثر لم تعد لي مقدرة على شرحها ..فعلاقتنا كانت من التعقيد و التطرف ما فاق حده ..و ربما ما كانت حبا ..بل التزاما حتى النهاية منتصف الطرق و المقطع الأخير .....في عنفه و قسوته على كلينا ...
و عندما انتهت الحرب و الزوبعة ..هلعت على كم الخسائر النفسية و الجسدية و الروحية ...التي خلفها مروان بي ...لم أستوعب فداحة ما كنت غبية مهووسة في طريقي نحوه ...فلم أجد لي غير أن أعتزل في قوقعة خاصة ...
هكذا بعدها سلطت كما يقول البعض في اعتراف ضمني بقسوة الضمير ..عقاب ذاتي ..وضعني مراتب دونية ...لأحترف صنعة يدي ...و أقحمها عالم الأشغال الصعبة و المرهقة ..قد لم تتحملها نعومة أظافري ...
و رحت أستنزف طاقتي الشبابية في أعمال وضيعة بين المصانع و المعامل ...البيوت و المكاتب ...تارة خادمة و تارة سكرتيرة درجة ثالثة لا أهمية لها إلا في أكواب القهوة التي تتناقلها بين المكاتب ....و تارة ساعية ..أو غسالة صحون بمطعم تنتهك فيها كرامتها أكثر من طاقتها ...
انغماسي في أعمال كتلك بمشتقها النفسية و الجسدية ..قد كبح جنون الروح المتمردة داخلي ...و لفترة طويلة كنت أعاني فيها تعب مضني لم أخرج بقرار أهوج ..ضد سلطة والدي ....
بالأخير سعة تحملي لشقاء لم تعتد تحتمل أن تعتمر بأكثر مما يثقلها ...
و ربما ما دفعني حتى أتقدم للمنحة التدريبية التي تفتحها شركات الصاوي خلال هذه الفترة من السنة ...جريمة القتل الذي وجدت بها نفسي متهمة ...لم أدري ما قضيتها و لا جنايتها سوى أنه تم اقتيادي مع مجموعة فتيات يعملن معي في ملحق نظافة تابع لمبنى السكنات الوظيفية ....
و بقيت في سجن الاحتياطي إلى أن تم إفراجي بكفالة من ولدي ..حينما تأكد لهم إنه لا أنا و لا غيري من الفتيات القاصرات ....قد تورطن في أمر كهذا ..و مع هذا لم يجدوا حرجا في تشويه سمعتنا الاجتماعية ..و توثيق سجلنا الإجرامي ....
قد لم تفارقني تلك النظرات الخالية إلا من الشفقة و العنف الأبوي في الحماية التي شيعني بها والدي عند استقباله لي خارج أسوار السجون الاحتياطية...مغمورا بالفرحة المخنقة به و عيناه ..تتراقص حنان و عطف نحوي .....
أجفلتني ذبذبات المشاعر بيننا حينها ..و أخلطت بداخل أحشائي أشياء غريبة ..مما جعل النار يغلي في عروقي عوضا عن الدماء التي انسحبت مني تخلفني كتمثال جامد ... فابتعدت عنه أرفض الحضن الذي أغاراني به أبي ....
لأعود نحو البيت من دونه رافضة أن يقلني بسيارته ....
بعد أيام عديدة من اعتكاف السجن الانفرادي بملحق غرفتي ..قررت الخروج ..و رحت أبحث عن جريدة تذكرت أنني قد رميتها بإهمال على درج مكتبي ...لم أعي حينها ما شدني نحوها في بحث حثيث و ظل صوت داخلي يلح علي أن أعثرها ...فربما وجدت ما يعوض علي وظيفيتي التي فقدت ....
و كنت أعرف في قرارة نفسي أنه يجب أن يتولى زمن العبودية النفسية التي احترفتها مضادة لذاتي ....و أن الوظائف الصعبة لم تعد في متناول من تملك سجل مشبوه دون أن يجعلها محل الشبهة و الانتهاك في العمل ..كما مرت علي الكثير من حالات مشابهة ..و كما أصبحت لي ذاكرة انتقائية ..تختزن الأهم مما قد أتعرض له ...و للأسف دائما ما أحشوها بالأسوء .....
تفحصت عيناي تلك الجريدة بلهفة و نهم ..و بين السطور و الأوراق الكبيرة من نوعية ورق رديء راحت حديقتاي تجري ...و تجري عل الفرج يلوح لي ..و ينقذ كرامتي من مغبة احتياجي المالي ...الذي نفذ و بالمناسبة تزامنا مع فترة تسديد ديوني ....
عناوين كثيرة و عروض محدودة ..لم تتطابق و سيرتي الجامعية خصوصا و أنه زاد على كارثتيها شبهة لا أجل لها حتى ترفع عني ..و بين السطور و الكلمات و بين أفكاري المبعثرة ..أخيرا كان الخلاص ..
توقفت مبهورة و ربما مسرورة ..مدهشة أمام خط كبير منمق أشك أن صاحبه دفع مبلغا محترما حتى يظهر بتلك الأناقة ..."إعلان منح تدريبية لشركات الصاوي ..."
لم أدقق كثيرا في فحوى الإعلان ..كل ما شلني توقيع من مدير 'عمر خطاب الصاوي '...مرت هنيهة من الزمن قليلة تجاوزت فيها وجلي و كنت أدق على الهاتف ...(ليديا ) ....
ليديا تكون ربما " من المعارف الغير المرغوبين فيهم ..." أو أنه أحيانا فقط ...
و وجود اسمها مرفقا بالإعلان كرقم استفسار لدى الطلبة المتقدمين ..منحني الضوء الأخضر حتى أستغلها .....
تقدمي للدورة بحماس لم يمنع رسوبي بها ...و أنا هنا بوساطة من ليديا نفسها ..من جديد ...
مصرة و بإرادة من حديد على أن أقابل عمر الصاوي ..حتى أقنعه بمنحي الاعتماد ...
فكرة أن أجلس إلى كرسي أكبر رجل أعمال في البلد ..تثير في مشاعر التلبد و الرهبة ..كما تشعرني بالانقباض و التوجس ..
لكني أعود و أذكر نفسي ..أنه شخص مثلي لم يعد يحمل ما لديه جعبة كلام ..أو ترقب فظيع في وخزه ..... حتى أحاول جاهدة إقناعه .....و حتى المقابلة ليست بتلك الإثارة التي تستحق مغامرة كهذه ..
فالصاوي عائلة عريقة الأصل و العلاقة التواصلية مع الغالي ...و ربما قد أفتح على نفسي باب للجحيم أنا في غنى عنه ....لكني تحت مغبة الاحتياج ....و أظنه رغم مساوئه باب الفرج ...
بالأصل تكفيني شماتة الغالي في والدي ..و امتناعهم عن وصل القطيعة و تجبير كسر الرحم المقطوع ....
لكن رجل مثل عمر في انتشار صيته و سمعته الشريفة ...رغم عدم معرفتي به ...يبدو لي أرفع مقام من تناقل خبر تذلل سليلة الغالي ...للوظائف الشاغرة و المنح المقدمة مجانا...
قم ما عليه أن أقوله ...رسوبي في المنحة دفعني لأقابلك ...؟؟؟
أم أنني أتوسلك المنحة يا سيادة الصاوي ؟؟.....
إن كان حقا بتلك السمعة المهنية جد الاحترافية ....في مجال أعماله رجل نزيه لا يقبل الطرق الملتوية ....لا أظنه أقل ردة فعل منه ..سيكون معي كريم الخلق ...
أكثر من طردي بلباقة ...تغلفها الدهشة المستنكرة ...
فلا أوقح ممن يطالب بمن لم يحصل عليه في فرصة ..كانت أقل مما قد يبذله في العادة ..في سبيل الحصول عليها ....
أسبابي و إن على خط النار ...لن أشرحها له ..يكفي أن أعطيه الوجه البارد في معالمه ..و التصرف الغامض في دواخله ...
لأجعله تحت قيدي ...و أسير سحري ...
لا أصعب تعامل مع أصحاب النظرات المظللة ...شحيحة التعبير ...و أنا على قدر كبير من تصنعها ...أو بالأحرى تلبسها ....
*******
وصولي متأخرة بأكثر من نصف ساعة ...لم يمنع عني نظرات ليديا الحانقة ...و المنتفخة أوداجها ..كما لو أنني ارتكبت بها جرم لا يغتفر ...
طبعا أضنها مع وصلت الوساطة ..قد أضاعت الكثير من المحبة المحترمة بينها و بين عمر ...و لكثير الكثير من المهنية الصارمة ..من يظن أنها تتوسط لمدرسة ابنها ...
لكنها فعلت ...تحت وطأة الاحتياج لي ..في تطويع تمرد جنون ولدها ...
أيقظني صراخها الحانق من شرودي الطويل ...حيث توقفت نظراتي أمام الباب الخشبي الأبنوسي الثقيل في رسوماته و نقوشه الغريبة ...
-إن كنت هنا في حملة ثقافية ..لاكتشاف أصالة خشب الباب و عراقته ...أنصحك بالمتحف الدولي ..
لويت شفاهي في إمتغاض عنها ...لأدلف الباب ..نحو المصير ...
.........


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس