عرض مشاركة واحدة
قديم 12-11-17, 09:38 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع عشر

اتصلت بمجد منهارة ولا اقوى بالرجوع الى البيت قلت له كلمة واحدة( انا في مستشفى الانعاش تعال ارجوك) بقيت جالسة على باب المستشفى على مقعد مجاور ابكي لوحدي.....

اتى الي وكأنه علم فوراً ما انا فيه...فقال..


- والدتك!!!!

- هززت برأسي وقلت: اه....ماتت يا مجد..ماتت عشان انا السبب

- بتقولي كده ليه...الموت ما فيش حد سببه...ده بأيد ربنا..

- ماتت من قهرها علية...انا السبب

- قال بشكل حازم : اوعي تفكري بكده....كل واحد في الدنيا دي بياخد نصيبه ما تحمليش نفسك اكتر من اللازم ....ارجوكي يا ريم....

- قلت بصراخ: لأ منار...مش ريم...انا منار...حفضل منار...قول منار...منار منار(بدأ اخبط بيدي الاثنين على صدره بجنون وابكي واقول)...منار منار...

.................................................. .................

لبست الأسود متجهة الى منزل امي للأخذ بعزائها .....رافقني مجد ....بدون صفة....فهو لا قريبي ولا زوجي ولا خطيبي...هو رجل من هذا الزمن...احب فتاة بظروفي ....وهي لا تريد ان تقرر مصيرهما.....

دخلت الى عزاء النساء لوحدي...كان امي لا تزال جثة هامدة في منتصف الغرفة.....نظر الي الجميع عندما اتيت في استغراب وذهول...وبدأ الكلام والهمس( دي مش منار...امها ماتت بسببها..جابلها العار..بسببها اختها اطلقت..يا بجاحتها جية ليه)

وانا اسمع واسد اذناي...الى ان وصلت الى حيث ترقد مي...لأجلس بجانبها وأخذ بعزاء والدتي....لم تتحدث الي بولا كلمة..ظننت انها ستطردني ولكنها لم تتحدث الي ابداً...

الجميع كان يسلم عليها وحدها ولا يقترب مني وكأنني فتاة اصابها مرض خبيث معدي لا يريد حتى ان ينظر اليه احد كي لا تصيبه لعنتها ....

بقيت على حالي صامتة وابكي واتجه بين الحين والأخر الى غرفة والدتي وامسك ملابسها اشمهم وابكي واجلس على سريرها اتحسسه....

انفض العزاء وذهب الجميع وبقيت انا ومي لوحدنا في البيت.....دخلت الى غرفة والددتي وهي تحمل ابنها علي ذو الأشهر السبعة...

- قائلة بحزم: يلا ....العزا خلص...مع السلامة

- قلت بأسى: انتي بتعامليني كده ليه...كفاية بقة يا مي....كفاية...امي وماتت عاوزة تعاقبيني اكتر من كده بأيه...انا خسرت كل حاجة...مش ناقصة وجع منك...

- وضعت علي على السرير وقالت: نعم!! انتي جية تقوليلي انا الكلام ده.....انتي مش شايفة حياتنا ادمرت ازاي بسببك...

- قلت وانا رافضة كلامها: لأ مش بسببي...مش بسببي يا مي....بسببك انتي....

- قالت بذهول: انا؟؟؟؟؟؟؟ انتي ازاي ليكي عين تقولي كده..يا بجاحتك يا شيخة

- قلت وانا اقترب منها واشير بييدي نحوها : اه انتي..احنا شكل واحد بس عمرنا ما كنا واحد في حاجة..من احنا وصغيرين وانتي بس عاوزة تثبتي انك احسن مني.....عشان ماما تفضلك عني...عندك عقدة اني شبهك مش انتي مش لازم تكوني زيي لازم تبقي الافضل..كنتي ديما تفتني علية لماما في اي حاجة بعملها عشان انتي الافضل والنتيجة تضربني انا وانتي الملاك البريء..عمرك ما كنتي جنبي في حاجة طول عمرك ضدي ومش راضية لية الخير في حاجة..

- قالت بصراخ: انا ولا انتي الي طول عمرك انانية..خلاص انا مش عاوزاكي هنا...اخرجي بسرعة

- انتي بتطرديني من بيتي..ده بيت ماما

- دلوقت افتركتي...البيت ده مش عاوزك....ولا ماما عاوزاكي ولا انا عاوزاكي..

- قلت بإصرار: ماما سامحتني قبل ما تموت...سامحتني..

- هي سامحتك انا مش حقدر اسامحك وعشان غلاوتها عندي ما رضتش اطردك قدام الناس النهاردة انتي فاهمة بس انا مش عاوزة اشوف وشك بعد كده ولية ربنا انا وعلي .....

- قلت وانا اغادر: وانا لية ربنا يا مي....توبتي دي الي ما فيش حد عاوز يتقبلها ربنا في السماء بيقبلها....بس البشر لق....الفرق تعرفي بيني وبينك ايه...انا لما غلطت اتحملت نتيجة الي عملتو بس انتي غلطي وعاملة نفسك ملاك....كمال...مش اتجوزتي عرفي .....قبل ما تتجوزيه علني...واما طلعتي حامل اتجوزك...كل ده وماما ما عدهاش علم...جية تحطي الحق علية اني انا المش كويسة...انتي عملتي زي ما انا عملت بس انتي من ورا الستارة بس انا قدام الناس واتحملت نتيجتو انما انتي بتضحكي على نفسك....انا رغم اني ما كنتش عايشة معاكي بس انا عرفت الي حصل يوم ما كمال كلمني في الشارع وافتركني انتي وقلي (نزلي الولد يا مي وانا اديلك الورقة العرفي وبلاها فضايح).........

- قالت وهي تتبلع ريقها: لأ...كدابة..اخرجي برة يا منار اهل الحتة كلهم عارفين انتي ايه وانا ايه.....

-تنفست الصعداء وقلت: عادي انا اتعودت على كل انواع الشتايم...على كل انواع الضرب..على كل انواع الألم ..على كل انواع العذاب....ومهما عملتي حنفضل شكل واحد في جسدين....والسلسة الي في رقبتي دي مش عاوزاها..(انتشلتها من رقبتي ورميتها على الارض)......ما فيش حاجة بعد النهاردة تربطني بيكي.....انا ليكي الناس كلها الي حواليكي والي مسانداكي والي معاكي ...بس انا لية ربنا الي اكبر من كل دول....

انا سكنة في حي الوراقين..شارع 14 بيت نمرة 6 ....لو افتكرتي في يوم ان ليكي اخت حتلاقيني في العنوان الي هناك عند حجة اسمها فاطمة الي لولاها انا كنت دلوقت بايتة في الشارع من يوم ما طردتيني المرة الي فاتت وانا واقفة بطلب السماح على باب البيت....

عن اذنك....يا اختي...(قلتها بحرقة والدموع في عيني)

.................................................. ...................

خرجت من منزلنا المتصدع الذي شعرت للحظات انه سيسقط على رأسي وانا اتحدث مع اختي .....جدت مجد في انتظاري وكان قد سمع كل ما حصل بييني وبينها.......

قال لي : يلا بينا....

- قلت له بثقة: يلا بينا...

شعرت بعدها براحة كبيرة..رغم ما حصل بيني وبين مي ...لكنني كنت كلما تذكرت ان والدتي قد سامحتني اشعر انني أملك الدنيا ومن فيها......ودائماً في كل صلاة ادعوا لمي بالهداية وان يرق قلبها علي في يوم....

.................................................. ............

بدأت الابتسامة من جديد ترتسم على وجهي...اعيش لحظات جميلة مع مجد......وحبنا يكبر مع كل نسمة امل الوحها امامه بأنني اصبحت انسانة اخرى...نفسياً ومعنوياً.....

لم تكن سناء تعلم بمدى توطد هذه العلاقة....الى ان اتى الي مجد قائلاً..

- ريم....سناء عاوزة تشوفك...اصل مبارح اتكلمت معها جدياً في موضوعنا.....

لأول مرة منذ شهور....اعود الى منزل ال سرحان..استقبلتني سماح بالأحضان....والسيد رأفت ايضاً رحب بي كثيراً...

لم يكن مجد في المنزل.....فكانت فرصة لأتحدث مع سناء لوحدنا...لم تكن على طبيعتها...وكأنها تريد ان تسمعني جملاً غير سارة....

بعد السلام والكلام في امور الحياة الطبيعية...تنهدت...علمت فوراً ان وراء تنهديتها اشياء واشياء ال مزعج فيها اكثر من الحسن...

- قالت: ريم...انت يتعرفي غلاوتك عندي صح

- قلت ببراءة: اكيد

- وعارفة بردو ان مجد اخوية الوحيد وانا زي امه بعد ماما وبابا ما توفو...

- قلت بتأكيد: طبعاً هو انتي في زييك يا طنط سناء..

- مجد يا ريم عاش حياتو كلها في المانيا درس هناك واشتغل وعمل حياة ليه وشغل....وبقالة هنا في مصر 3 شهور مش راضي يرجع غير اما يخلص حاجة مهممة اوي....عارفة اي هي الحاجة دي..

- قلت بثبات: انا...

- وفرتي علية كلام كتير يا ريم....انا اتصدمت اما شوفتو جيخ المستشفى من فترة ....ما كنتش عارفة انه بيميل ليكي للدرجة دي...انا ما فتحتش معاه الموضوع بشكل كبير...كان تلاميح وكان بيرفض يتكلم...لغاية امبارح..اتكلمنا وحسيت انو واخد الموضوع جد..

- قلت بتلعثم: جد ازاي؟؟

- قالت وهي تنظر في عيوني لترى ردة فعلي: يتجوزك....

- هزتت رأسي وقلت وانا اتنهد: ايوة...انا حاولت كتير ابعدو...ما رضيش...و..

- قاطعتني قائلة: ريم..وحياة اغلى حاجة عندك...ارفضي...اتني بعزك وبحبك بس انا...انا...مش عارفة اقلك ايه....اخوية حساس وبينجر ورا مشاعره من غير تفكير...

- قلت لها بشكل حاسم: خلاص يا طنط سناء ما تكمليش الي عاوزة تقوليه وصل....اعتبري الموضوع انتهى انا حاولت...كتير....اتعلقت بيه وعقلي وقلبي فكرو انو يمكن في حاجة حلوة في حياتي تتحقق...بس طلعو غلطانين....عشان ما ينفعش...منا من الاول عارفة انوما ينفعش...

- قالت بحنان: ريم انا مش عاوزة اجرحك افهميني...اعتبريني ام بتتكلم عن ابنها.....فهمتيني....

- قلت وان استعد للذهاب: فهمتك يا طنط سناء....(اقتربت منها وضممتها قائلة)....انا كويسة ما تخافيش علية...

خرجت ولم تلحق بي....اصطدمت بمجد على اسوار الحديقة رأيته حزين هو الأخر....

- الي قالتهولك قالتهولي قبلك....ما تزعليش يا ريم..

- قلت بوهن: انا اخر واحدة في الدنيا يتقلها ما تزعليش...عشان عادي بقة زي المية في حياتي....فاكر يوم ما حبتني انا قلتلك ايه...قلتلك جنيت على نفسك وعلية...

- قال بعصبية: ومين قلك حرد عليها..دي حياتي انا..انتي بتحبيني ولا لأ...

- قلت مبتعدة: خلاص يا مجد..ارجوك

- قال مصراً: مش حسيبك تروحي الا اما تقوليلي...بتحبيني ولا لأ..دلوقت...لو قلتي اه حتحدى الدنيا كلها عشانك....مش بس اختي..لو لأ حسيبك في حالك يا ريم....

- نظرت الى عيونه بحده كاتمة دموعي وقلت: لأ,,,,لأ...لأ...

............................................

عدت الى حياتي الروتينية المكللة بالملل والألم وذكريات الماضي من دون مجد....فلقد علمت انا سافر ......

وانتهت رحلتي معه من دون اي صدمات اضافية....فلقد كان كافياً جداً ما حدث...كسر قلبي نعم...تمزقت روحي نعم..ولكن كان ذلك يجب ان يحصل من الاساس....

انا لا استحق الحب...ولا ان اكون حبيبة..وزوجة وام...

كل هذه الامور قد حذفتهامن حياتي القادمة..اريد ان اعيش بسلام فقط..حتى لو كنت اموت حباً بمجد ولكن......!!!!

..............................................

كنت ابكي كل يوم وانا اقرأ رسائله التي كان يرسلها الي على الهاتف...انظر الى النجوم والقمر ليلاً لأرسم عليه صورته وابقى انظر اليها حتى اتعب....

يجتاحني شوقاً رهيب اليه...وحنين اكبر الى كلاماته وصوته....

اكتشفت ان تعاستي السابقة اذدادت تعاسة بعد غيابه وفراقه...

احياناً اسأل نفسي...لماذا فعلت به هكذا؟؟؟

لما كسرت قلبه؟؟الذي احبني ووقف الى جانبي في اسوء الظروف؟؟؟

لماذا حطمته واخذت منه كل شيىء ولم اعطه حتى كلمة.....

انانيتي عادت لتظهر من جديد.....

لكن ماذا افعل....اتمنى الموت لأرتاح من ان اعذب غيري مراراً....اتعذب واعذب من حولي دائماً...

كان رقم خارجي يتصل على هاتفي...اسمع من خلاله صوت بكاء فقط.....ونفس..ولا يتكلم احد....

احياناً اصمت واحياناً اقفل الهاتف وابكي لوحدي....

اخر مرة اتصل بي هذا الرقم الخارجي....لم اسمع اي صوت كأنه يريد فقط ان يسمع صوتي.....اغمضت عيوني وقلت ...

(بحبك يا مجد)...واقفلت الهاتف وبقيت مغمضة العيني وكأنني احلم...او ان ما تجرأت وقلته لم يكن بحقيقة......كي لا الوم نفسي...بقيت اقنع نفسي ان ما حدث وقلته ليس حقيقة....وهم..خيال..حلم...وانا لم اتفوه بشيىء...واقتنعت....

.................................................. ......

بعد ايام....انهيت عملي عائدة مشي الى البيت..وجدت طفلاً صغير...يحمل باقة من الورد الأحمر ويقدمها الي قائلاً..

- دي ليكي..(وغاب بسرعة)

فتشت فيها لم يكن فيها اي بطاقة تدل على صاحبها.......اكملت سيري وجدت الطريق مقفلة بالاطارات فأصبحت مجبرة على ان اسلك زاوية صغيرة لأصل الى الشارع الاخر....مررت بها فإذا بطفل اخر يرمي عل ما ارتيده بحبر احمر ...كان منظري في غاية السوء وانا لا استطيع ان اكمل بهذا الشكل..مرت بجانبي عندها سيدة قالت لي..

- ايه ده مالك..

- قلت لها حد جيه رذل كده ورمى حبر عليه....

- وحش اوي تمشي كده....اطلعي عندي فوق اديكي حاجة تلبسيها...

- قلت بإحراج: لأ...متشكرة...

- ازاي انا عندي بنت في سنك ممكن تلبسي من عندها حاجة وترديها...

صعدت معها بعد اصرارها المبالغ فيه وكانت تجرني بيدي...شعرت انها طيبة وتريد مساعدتي..ادخلتني الى غرفة واعطتني فستاناً طويلاً ازرق جميل وقالت...

-بنتي قافلة القودة بتاعتها بس انا كنت جايبالها الفستان ده ممكن تلبسيه وردي بكرة انا عارفة انك بتشتغلي في الحضانة الي جنبنا...

طالما انها عرفتني....اطمأن قلبي....ولبست الفستان الذي كان رائعاً...

خرجت من الغرفة لم اجدها....وانا احمل في يدي باقة الورد والبس الفستان الازرق الجميل..نزلت ابحث عنها...حتى وصلت الى الشارع...

وجدت رجلاً يحمل في يده الة كمان ويعزف لي....لم اكن لأفهم اي شيىء تابعت طيريق وهو يلحق بي...حتى اجتمع معه عازفون اخرون...يعزفون ورائي....

الى ان وصلت الى زاوية اخرى وانا اهرول هرباً منهم....وقبل ان اصبح في الشارع....وجدت الساحة ملئية بالزهور....ومنصة....مضاءة....وا لفرقة نفسها...صعدت اليها....ورجل يقف وظهره لي وللجميع من حولي الذي لا اعلم من اين أتوا ولكن كل منهم بدأ يصفق لي وانا اقترب من المنصة كالمسحورة لا اعرف ماذا يحدث...

بدأ الفرقة تعزف لحناً جميلاً....وونزلت من اعلى المنصة الى اسفل لوحة كبيرة كتب عليها..

(عاوز اتجوزك يا منار) انتي موافقة؟؟؟

وقفت والدموع في عنيه والجميع يصفق لارى بعدها الرجل الذي استدار لم يكن الا مجد.....

يمسك بيده المايكرفون ويغني مع الفرقة....

- منار اشلبيديش

يعني بحبك

بالألماني وبكل اللغات

وحفضل على عهدي العمر كلو

من هنا لحد الممات

ما فيش حاجة حتبعدني عنك

من غيرك ما فيش حياة

ثم نزل ومعه علبة فتحها وانا اقف مذهولة والدموع تنجرف من عيوني لا اعرف لماذا.....وركع امامي وقال...

- تتجوزيني يا منار....

- ضحكت وقلت وانا انا اسمح دموعي: انت مجنون...

- يبقى مواقفة..هاتي ايدك..(البسني خاتم الزواج في يدي اليمنى )

واعطاني الخاتم الأخر .....البسته اياه...

والجميع يصفق لي وله......وانا ابكي.....

واستيقظت من الحلم........على صوت رنين الهاتف....



يتبع....



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس