عرض مشاركة واحدة
قديم 14-11-17, 06:56 PM   #766

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 35

~بعد مرور أيام~
"احتـــــــراقٌ عـــــــــلى جَــــــــــمر النَّــــــدم"
كيفَ لا وكُل ما وَصلنا إليه اليَوم هو نتيجَة أخطاءٍ مُتراكمَة أودَت بكل شَيء نحوَ الهَاوية السَّحيقة ، الفكاكُ منها شِبه مُستحيل ومُحاولة مُقاومة تيَّارها يبقى رَهينا بالحَظ الذي أدَار وَجهه للأقدار ، وجَعل الأسوَد يختلطُ بالأبيضِ لتتلوَّن الحَياة باللون الرمَادي ، ويُصبحَ للغيثوم مَجالا أوسَع حيثُ تغرقُ الأفئدة بأمطار الوَجع مَرة بعد مَرة ودُونما رَحمة أو شَفقة …
يَعني ماذا لو كُنا نستَجدي فُسحَة فرَح وسَط غمرَة الأسى هل ذلك مُحرَّم علينا تمَنيه؟؟؟؟؟
طرحت هذا السؤال وهي تجرب جدارة الميكروفون بتوتر وتنظر إليه من خلال النافذة الفاصلة بين غرفة الإذاعة وبين المساعدين ، قد كان هو بينهم يشير لها بإبهاميه أنها مستعدة لتبدأ أول حلقة من برنامجها الإذاعي الجديد الذي ساعدها كثيرا لتصل إلى تلك المكانة نتيجة صدفة جعلتهما يتلقيان بعد طول مغيب …
جلنار(مصمصت شفتيها وهي تلاعب خصلاتها الثائرة وسماعة الأذن الضخمة كتاج على رأسها^^):- أنا مستعدة الآن
المنسق(من خلف النافذة الفاصلة يحادثها):- إذن سنكون على الهواء بعد الفاصل الغنائي للبرنامج ، جمر الحب بصوت جوهرة القلوب الفنانة ميراااا
ابتسمت لأنهم وضعوا أغنية جمر الحب شارة لبرنامجهم ، وطبعا كان ذلك تحت طلبها والذي تمت الموافقة عليه بعد توصية جيدة من بهجت محمود ، فهو يعتبر بالنسبة لهم اسما لامعا يتشرف أي أحد بالتقرب منه ، وأساسا قاموا بالمصادقة على ذلك لأن الأغنية أصلا كانت تترجم فكرة البرنامج الليلي خاصتنا …
جلنار(تنفست بعمق وهي تنتظر اللحظة الحاسمة):- هيا جلنار تستطيعين ذلك تستطييييعين يا الله …
المنسق(أشار لها بعد 5 ثوان):- 5..4…3…2..1 ناو
جلنار(بسم الله):- أهلا وسهلا بكم مستمعينا الكرام في أول حلقة من برنامجنا الليلي الجديد "جَمرُ الحُب" ، كثير منا اكتوى بنار هذا الجمر الذي خلف آثارا جسيمة ما زالت تداعب أوتار الحنين في قلوبنا كل ليلة ،، فكرتنا لهذا البرنامج هو الإصغاء لأنغام قلوبكم المتعبة وفتح باب وصل بين المحبين ، هنالك من سيجدها فرصة ليفرغ مكنونات عشقه أو مخلفات وجع الفراق ، وهناك من سيروينا من لترات الشوق ما سنخزنه بذاكرتنا على طول المدى ، هناك من سيبوح بأسرار قلبه ويرجو الوصال وهناك من سيجده متنفسا للاعتذار ، وأنا سأكون بوصلتكم التي سترشدكم للطريق قدر المستطاع ، عبر سفينتي سنبحر بين أمواج الشغف لنرتل سوية تراتيل الأمنيات الوردية ونصافح القدر لعلنا نصل بكم إلى بر الأمان ..معكم جلنار الراجي من خلف ميكروفون إذاعتكم الحاضرة 24 ساعة على 24 ، وسنبدأ مع أول اتصال بعد هذا الفااااصل كونوا معنا ….
المنسق(ابتسم وأشار لها بالتوفيق):- رائع جلنار نسبة الاستماع في تصاعد والمتصلين كثر ..عمل موفق
بهجت(همس له وتقدم ليفتح الباب):- جوجو ها صديقتي كيف وجدتِ الأمر ؟
جلنار(استقامت بفرح وصافحته):- ممتع ممتع منذ صغري وأنا أحلم بهذا الميكروفون وها أنا ذا أحقق حلمي سيكون ساحة معركتي هههه
المنسق:- له له أمامكِ عمل صعب إذن ما علي سوى تمني التوفيق قبل انسحابي
جلنار:- لا ..ستغادر ؟
بهجت:- كأنكِ تعودتِ هه لدي حلقة غدا علي أن أحضر لها، فضيفي صعب المراس وعلي أن أكون مستعدا
جلنار:- صدقا ساعدتني كثيرا يا بهجت ورافقتني ببداية برنامجي ، أنا ممتنة وسأتذكر دوما هذا الصنيع
بهجت:- أي صنيع هذا أنتِ صديقتي ، إذن ما علي إلا أن أضرب معكِ موعدا حضرة المذيعة ، سأرافقكم ليلة الأحد لنحتفل بزفاف المهندسين
جلنار(رمقت إشارة المنسق):- تمام تمام سأنتظرك بهجت سلامو
بهجت(لوح لها وانسحب):- رفقا بالمحبين سأصغي للحلقة وأنا في طريقي للبيت ، سأتصل لأنتقد هاه انتظريني
جلنار(جلست وأعادت السماعة وأشارت له بإبهامها):- ونحن على أهبة الاستعداد ههه …
ودعها على أمل اللقاء يوم الاحتفال بزفاف كوثر وزياد بعد يومين ، وهذا ما جعلها تتحمس أكثر لبدء الحوار في حلقة مباشرة على جمر الحب ، ما هو إلا فاصل إعلاني وتم ربط أول اتصال
جلنار:- ومعنا أول اتصال على الهواء مباشرة ونقول ألو لأول مكتوي بجمر الححححُب … الميكروفون لك تفضل ألووو
ميار(لاعب سواره المتدلي وهو يرمش):- مرحبا …
جلنار(ابتسمت وتابعت):- نحن نسمعك وأنت أمام ملايين المستمعين تفضل واحكي لنا عن جمرتك
ميار(خط بإصبعه على الجدار):- جمرتي خامدة.. لا أريد ذلك
جلنار(رمشت وهي تنظر للمدير الذي أشار لها بالمواصلة):- ولكن هذا هو قانون برنامجنا ألا تتفق معي أخي ، أولا أخبرني من معي عرف عن نفسك للمستمعين ؟
ميار:- حكايتي لا تهم مستمعيكِ آنستي المذيعة جلنار ..ولكن أردت أن أهنئكِ على برنامجك وأخبركِ أنكِ ثالث من تلج عالم الإعلام وتشهر اسمنا عاليا ، أحببت ذلك اهتمي بنفسكِ يا صبية وداعا
جلنار(بعدم فهم انقطع الاتصال):- أ…على العموم أشكرك على المشاركة ونتلقى ثاني اتصال ألو
شاب ما : - مرحبا معكم يوسف أريد أن أحكي لكم حكايتي مع الفراق وليتكم تساعدوني لأعيد حبيبتي لعصمتي
جلنار(هزت رأسها للمدير):- طبعا أخي تفضل احكي لنا من البداية …
ألقى الهاتف بلا مبالاة على جنب وغرق وسط أفكاره التي باتت مظلمة بالفترة الأخيرة فما زال يحترق على وقع كلمات جوزته التي طعنته في الصميم ، زيادة على فراق صغيره الذي بات يدغدغه في قلبه ويفكر فيه بشكل كبير ماذا لو بقي على قيد الحياة ماذا لو انتقى له أجمل الأسماء وكان له أبا محبا، يعني سيحاول أن يكون لطيفا قدر المستطاع …لكن ذلك كله أصبح في عداد الماضي فلقد خسر كل شيء دفعة واحدة ابنه وحبيبته فماذا تبقى بعد ،، ظل هكذا من فكرة لأخرى وهو يعربد في القصر لعل النوم يغالبه ولم يحدث حتى قارب الفجر من مطلعه ،بعدها ألقى نفسه على فراشه وغفي بإصرار لعله يخرس أفكاره العقيمة التي تؤلمه بشكل لا يرحم … وفي صبيحة اليوم التالي
حكيم(فتح الباب عليه):- لما لم تتناول فطورك معنا قبل فترة ..ثم ماذا تفعل ؟
ميار(فصل الخط مباشرة):- لم أشأ مغادرة غرفتي ، لقد كنت اطمئن على فهودي
حكيم:- كيف حالهم ؟
ميار:- لا أريد التحدث بالموضوع مزاجي سيء اليوم
حكيم:- حمم طيب ماذا فعلت ليلة أمس هل غفوت مباشرة ؟
ميار(مط شفتيه وهو يرش عطره):- اممم لاء بل هنأت أختك ببرنامجها
حكيم(فتح فمه):- ماااااااااذا فعلت ؟
ميار:- والله اتصلت عشوائيا وإذ بهم يلتقطون مكالمتي أول شخص ، أتراهم خافوا مني هههه ؟
حكيم(ضرب كفا بكف وتقدم ناحيته ليجلس على الكرسي):- بغض النظر عن برنامج أختي جلنار الذي نسيته شخصيا ، هل ستشرح لي سبب حبسك هذا يعني ألا تريد مغادرة هذه الغرفة أو محادثة ميرنا قليلا حتى ؟
ميار(رمش بعينيه):- لاء ستبقى تنظر إلي وتؤلمني بحالها وأنا كثير كلام تعرفني يعني قد أجرحها أو أزعجها وأنا ما فيني حيل لمراضاة أي شخص …
حكيم(بتخمين موجع):- لقد استصعب علي التواصل معها إنها ترفض الكتابة إلا إذا استفززتها وفرطت أعصابك فهي تتكرم عليك بذلك السطر ..هل تظن أنه علينا إعادتها للمشفى ؟
ميار(استقام برتابة):- مش ضروري ، ميرنا قادرة على تجاوز أي محنة فهي بحاجة للوقت فحسب ، المهم سأكلمها رغم أن بالي مشغول
حكيم:- افف يا ستكون فهودك بخير إنه فيروس من الأطعمة لا تقلق
ميار:- ولكن بعمرهم ما أصابوا بهذا المرض لست أفهم ما الذي جرى لهم …أخشى على صولي إن استجابته ضئيلة
حكيم:- أنت تريد العودة للعرين تمام اذهب اذهب ودعنا وحدنا مجددا
ميار:- أنا أعرف عدم موافقتك على ذهابي ، أنت تخشى علي من أن أعرض نفسي لأذى ولكنك نسيت بأنني الفهد البري الذي مهما تعثر إلا أنه ينهض ليتابع طريقه حتى النهاية
حكيم:- اممم شعائر مميزة تليق بتغريدات صباحية ما رأيك ؟
ميار(حول عينيه وهو يضربه بكتفه ويديه بجيوبه):- سأرى المدللات قليلا لعلمك ضبطت ميسون تتسحب ليلا لتنام في حضن أمها
حكيم(فتح عينيه على وسعهما):- هشش لا تذكر هذا يا رجل لا نريد مشاكل
ميار(مرر إصبعه على شفته):- أردت أن تعرف فحسب بما أنها عائدة للبيت فجهز نفسك لتفارقها عنها
حكيم:- لن أتمكن من إبقاء ميرنا هنا وقتا طويلا فخالتي عواطف كالشعلة وقد وافقت على هذين اليومين لأن ترتيبات زفاف كوثر مزعجة يعني بعده ستعود إلى هناك حتما
ميار(رفع رأسه للنافذة):- ألم تعرف مكانها ؟
حكيم(أغمض عينيه وزفر عميقا):- جوزيت اختفت بمحض إرادتها إذن لن تظهر إلا بإرادتها ، معلوم عرق الراجية متفشي في كل بناتنا بداية بسمر والآن جوزيت
ميار(وضع نظارات شمسية والتفت إليه):- والذنب على عاتق من ؟؟؟؟
حكيم(أغمض عينيه ولحق به):- ليس على أحد إنها أقدااااار ، وسمر ما زالت غاضبة مني إنها تحسب بأنني طردتها لأجل إحضار ميرنا
ميار:- إنها تغار من عصفورتك لذلك طبيعي جدا أن تشعر بالتفضيل
حكيم:- هاها أنظروا لمن يتكلم … عموما كاظم سيكون هنا على الغذاء وقد استدعيت إياد أيضا حاول أن تصالحه هو لا ذنب له فيما حصل
ميار(تحرك للنزول من الدرج الجانبي):- ليحضر
حكيم:- يعني لن تخاصمه مثلما فعلت المرة السابقة ؟
ميار(أشار بيده):- ليجدها وبعدها يقف قبالتي وأقرر إن كنت سأكلمه أم لا
حكيم(لحقه وهو يتأفف):- البنت هربت من هذا الضغط يعني ألا يحق لها بعض الهدوء؟
ميار:- يحق يحق لكن لتكون تحت ناظري ولتعربد كيفما تشاء وتشبع بالهدوء وأسرته الكريمة
حكيم(نزل رفقته للحديقة مباشرة):- الله على القلب الله …
ميار(صفر لميسون):- بسس يا طفلة
ميسون:- لست طفلة عمو ميار باقي عدة أسابيع وأكون بالثامنة
ميار:- هووو حكيم قليلا بعد وستجر صبيا وتقول لك تشرف بابا هذا حبيبي
حكيم(لكزه ليخرس):- ليس أمامهاااا يا رجل ..احم حمامتي ما رأيكِ لو نتفقد مهركِ رعد ؟
ميسون(قفزت بفرح من جوار ميرنا):- ميرنا ميرنا ترافقيني لرؤية رعد والله ستحبينه
ميرنا(هزت رأسها نفيا وهي تنظر للبحر من محلها):- ….لا
ميسون(بتذمر هزت كتفيها بقلة حيلة):- كما تريدين
ميار(جلس مقابلها ووضع نظاراته على الطاولة بينهما):- حممم
حكيم(أمسك يد ميسون وأشار برأسه لميار كي يتكلف):- هيا
ميار(حك جبينه بتعب وبعد ذهاب حكيم ..):- اشتقت لتذمرك
ميرنا(لفت رأسها إليه وأزالت نظارتها الشمسية):-…هه
ميار(أخرج سيجارة من جيبه ووضع رجلا على رجل):- لا تسخري …أنتِ ستستعيدين ما فقدته فقط اصبري قليلا علينا ما زلنا نحاول أن نفهم أصلا ما الضرر
ميرنا(دمعت عيناها وفركت يديها وهي تستقيم بتعب):-…همم
ميار:- إلى أين لم أنهي كلامي بعد؟
ميرنا(نظرت جانبيا للورقة والقلم التي وضعها حكيم لأجلها وأمسكتها لتكتب):- °ابحث عن جوزتك وارمي عليها حنقك وكف عن ملاحقتي لأنك بطريقتك هذه تزعجني ، أنا لست عليلة تمام°
ميار(أمسك الورقة برتابة وقرأها ليرفع رأسه):- له …أتفهمين دعمي على أنه إنقاص وشفقة ؟
ميرنا(كتفت يديها وهي تسير صوب سور القصر لتطل على البحر من محلها):-..
ميار(دخن من سيجارته قليلا وهو يراقبها قد استقرت هناك):- كيف سنحل أمركِ وأنتِ لا تقدمين أدنى مساعدة افففف …
استقام ليلحق بها ووثب جوارها برهة ليناظر البحر ويزفر عميقا بكل آلامه ومواجعه التي تستوطنه
ميار:- صولي لا يستجيب للعلاج ميرنا ..أخشى من فقدانه كثيراااا ولو حصل ذلك سأفقد عقلي إنه ابني ابني الذي تبقى لي من بعد الذي قتلته بيدي
ميرنا(مطت شفتيها ونظرت إليه):-…
ميار(رمقها بطرف عين):- لا أدري ..قد كان بصحة جيدة حتى أنني شكوت له همومي قبلها بليلة واستكان في حضني وهو يصغي لي ، ولكن في صباح اليوم التالي أخبرني طبيبه بمرضه هو والبقية ..يعني هو صغير لذلك أخشى من أنه لن يتحمل .. ميرنا هل سأفقده ؟
ميرنا(نظرت ليده المرتجفة التي لامست ذراعها وهزت رأسها بقلة معرفة):-…
ميار(زفر عميقا وسحب يده وهو يمسح على وجهه):- عذرا ..انشغلت بمشكلة صولي ونسيت أن أدقق بشأنك أفكر لو آخذكِ للعرين ما رأيكِ ؟
ميرنا(هزت رأسها نفيا):-….لا
ميار:- طيب والبيت الجبلي أظنكِ اشتقت إليه ؟
ميرنا(تذكرته وضحكت):- لا… هه
ميار(رمق ضحكتها بتأمل):- ههه اشتقنا لهذه الابتسامات والله
ميرنا(تأوهت بسكون ونظرت إليه لتطلب هاتفه):- همم ؟
ميار(أعطاه لها وفتحه سريعا على واجهة الكتابة):- تفضلي وهذا قلم الهاتف كي تبدعي
ميرنا(هزت رأسها بقلة حيلة وكتبت):- °صولي قوي مثلك سيتجاوزها°
ميار(قرأها وطالعها بامتنان):- أبهجتني ، لكن رافقيني لو أردتِ رؤيته
ميرنا(نظرت خلفها للإسطبل وهزت رأسها برفض):-°لا يسعني المغادرة°
ميار(قرأه وأردف):- لو على حكيم سأقنعه بفتح مجال
ميرنا(بحزم):-°لا أريد الذهاب لأي مكان°
ميار:- أنتِ خائفة من ملاقاة وائل أليس كذلك ؟
ميرنا(رمشت بضعف وهزت رأسها بإيجاب):- …ها
ميار(أعطاها الهاتف):- وائل .. حسنا كان رجلا في هذا الموقف علينا أن نقر بذلك ، أنتِ تحبينه
ميرنا(تألمت بدموع وكتبت):-°وأنت تحبها هل استطعت مسامحتها؟°
ميار:- أنا وضعي مختلف ..لقد اضطررت لمسامحتها حين قمت بخطأ أكبر من خطئها وخربت الدنيا،، يعني أتوقع أنه معها حق في عدم غفرانها لأنني حرمتها من أقصى أمانيها ، لقد كنت حيوانا
ميرنا(ربتت على ذراعه وابتسمت وهي تحرك رأسها برفض):- أ…آآن ..
ميار(طأطأ رأسه):- أنتِ تفهمين جيدا ما معنى انتهاك الجسد يعني …على الأقل تملكين فكرة
ميرنا(سرت بجسمها قشعريرة برد ونظرت خلفها لحكيم وهو يخرج مع ميسون مهرها رعد):-..
ميار:- لا تنظري إليه بعتب ، إنه عاشق والعاشق يفعل المستحيل لأجل محبوبه
ميرنا(أغمضت عينيها وأمسكت على قلبها):-:…همم
ميار:- أعذبكِ أنا أعرف لكن أريدكِ أن تعطيه فرصة ..حكيم يهواكِ ميرنا ثم أنتم تشكلون عائلة جميلة …أقصدكِ أنتِ وميسون وحكيم
ميرنا(عقدت حاجبيها ونظرت إليه لتكتب بهاتفه):- °هي تملك أمّا أصلا°
ميار(آه يا غبية هي ابنتكِ أنتِ أنتِ):- حتى لو ..إنها لا تحبها بل تحبكِ أنتِ وتريدكِ أنتِ ، يعني لم يسبق لي ورأيت ميسون تنام بحضن لورينا لكن معكِ فهي تنام الوقت كله ، إنها متعلقة بكِ حتى أكثر من جوزيت ونور
ميرنا(نظرت إليها وهي تركب على المهر وتضحك أجمل ضحكاتها):-..ها
ميار(همس قبل أن يتحرك):- أنظري لصدق عينيها وستفهمين ما أقصده
ميرنا(بعدم فهم لاحقته بعينيها):-°ماذا يقصد بهذا الآن ماذا يحاول أن يقول لي يعني ؟°
ميسون(على بعد أمتار منها تتقدم صوبها بالمهر):- ميرنااااااااااا هههه أنا أركب رعد أنظري إلي ، هههه يااااه إنه جميل يا ليت كاظم هنا كان رآني بالمهر
حكيم(حول عينيه):- يا لسيرة كاظم التي لا تنتهي تمام تمام هو على وصول
ميسون(بحماس صفقت وأفلتت الحبل):- ههه يوووبي
حكيم(أمسكه وأعاده إليها):- مهما حصل لا تفلت يداكِ الحبل وإلا حرمتكِ منه
ميسون(أمسكته بقوة):- لا بابا لن أسهو فقط من حماستي
ميرنا(صفقت لها بطيبة):- …هممم
حكيم(ابتسم لها وهو يقترب منها):- أنتِ بخير ؟
ميرنا(هزت رأسها بخجل متواصل منه):- هااا
حكيم:- هل ستخجلين هكذا وقتا طويلا لما لا نتجاوزه سوية ؟
ميرنا(امتصت شفتيها وتوردت وجنتيها):- لارد …
ميسون:- بابا بابا إنه يأكل العشب وهذاااا مضر له.. امنعه امنعه
حكيم(أمسك لجام المهر):- دعيني أعيدكِ للإسطبل
داغر(اقترب مهرولا):- عنك سيدي
داغر(مد له الحبل):- انتبه لها ومشكور يا داغر
داغر:- على عيني ، لنلف دورة أخرى وإلى الإسطبل ما رأيكِ ؟
ميسون:- موااااافقة ههه
حكيم(تقدم صوبها ووجدها قد التفتت سريعا للبحر وراقبها بطرف عين):- هل عاد ميار للغرفة ؟
ميرنا(نظرت خلفه للأعلى):- ها ..
حكيم(حك جبينه بتعب):- لا أعرف كيف سأتصرف معه إنه يدفن نفسه فيها منذ أيام …
ميرنا(هزت كتفيها):-….
حكيم:- علينا تغيير ملصق كتفكِ ميرنا .. تعلمين ذلك ؟
ميرنا(امتصت شفتيها ونظرت جانبيا بحرج):- °يا إلهي …كيف سأفلت من هذا الحرج الآن°
حكيم(أطل عليها):- فيما تفكرين شاركيني أفكاركِ ولو مرة
ميرنا(نظرت خلفها للدفتر):- همم
حكيم(أشار لها بالبقاء وذهب ليحضره):- سوف تكتبين سمعتِ …سوف تكتبين وتتواصلين يعني إلى متى ستبقين في تلك القوقعة وحيدة بدوننا هيا لأرى ..
ميرنا(أمسكته عنه وكتبت بتردد):- …°لو تطلب إحضار الممرضة صديقتي لتغيره لي=°
حكيم:- غير ممكن
ميرنا:- °هي صديقتي°
حكيم:- وأنا ابن عمكِ وصديقكِ ووصي عليكِ إذن ستستسلمين لأوامري برهة ميرنا
ميرنا(بتذمر وضعت القلم لكن رفعته وكتبت لتغلقه وتضعه بأنامله):-°أنت متسلط ..موافقة°
حكيم(قرأها وهو يضحك):- طيب فهمنا أنكِ موافقة لكن متسلط لماذا يعني ست ميرناااا ؟
ميرنا(سارت ببطء للدرج الجانبي):- همم
حكيم(حرك رأسه بدون فائدة وأخذ معه الدفتر):- ستجلطني هذه البنت هذه آخرتها لا محالة …
لحق بها ليستقر بغرفتها المعتادة والتي عادت إليها بمحض إرادتها وقررت البقاء فيها كما في السابق، جلست على السرير بينما جر هو طاولة أدوات التمريض الخاصة بجراحها ..جلس أيضا خلفها ووضع يده على كتفها بهدوء وهذا ما جعلها تتشنج وتطأطئ رأسها بحرج منه ..فهم ذلك من تصرفاتها ولكنه تابع كي لا يزيد من إحراجها وأنزل القميص برفق عن نصف ظهرها وناظر ملصقاتها مليا ليهب بإزالتها واحدا بواحد ..
ميرنا(نظرت جانبيا للدفتر وجرته ليدها ثم كتبت):-°هل هي تشفى ؟"
حكيم(نظر للجراح التي كانت ما تزال في منتصف علاجها):- قليلا ميرنا
ميرنا:- °وشمي اختفى°
حكيم:- قد حلت محله كرة شمسية أو لنسميها شعلة نارية كصاحبتها يرضيكِ ؟
ميرنا(ضحكت ومالت برأسها جانبيا لتنظر إليه):- هممم
حكيم(أزال كل الملصقات وأخذ ينظر لجراحها بقلب كسير):- ستشفين ميرناااا أعدكِ بذلك
ميرنا(انفجرت ببكاء):- اهئئئئ
حكيم(رفع يده ببؤس ووضعهما على كتفيها ليدفعها إلى صدره ببطء على جلستهما تلك):- شتت لا تبكي صغيرتي
ميرنا(تمسكت بيديه اللتين أحاطتاها بحنان وهي تحني كتفيها بتعب):- اهئئ
حكيم(أحنى شفتيه وقبَّل جراحها واحدة بواحدة):- صدقيني … لن تشعري بآلامها بعد الآن
ميرنا(تململت بحرج):-…
حكيم(فهمها وهمس بخفوت):- قبلاتي ستشفيها
ميرنا(ضحكت من بين دموعها وكتبت):- °بقبلتك السحرية سوف لن أشعر بألم صح°؟
حكيم:- ههه أجل
ميرنا(هزت رأسها له بإيجاب جنونه):-…ها ..
حكيم(أمسك بعض القطن وبدأ بتنظيفه):- وكأن دولاب هذه الحياة يدور ، قبل فترة كنتِ تضمدين جراح صدري وها نحن ذا نضمد جراح ظهرك ..مفارقة عجيبة أليس كذلك ؟
ميرنا(هزت رأسها):- همم
حكيم:- لكنكِ تتماثلين للشفاء ستصبحين بخير .. وسوف تجرين عملية التجميل بروما قد جهزنا كل شيء سنسافر بعد زفاف كوثر مباشرة
ميرنا(عقدت حاجبيها):-…؟؟
حكيم:- أفهم سؤالكِ ولكن أجل …سأسافر أنا وأنتِ وميسون ولن يرافقنا أحد هكذا أفضل ، رتبت كل شيء مع طبيبكِ المختص فارس ولن يعرف العائلة بالأمر كي لا نتوتر في أوراقهم وباقي الأمور
ميرنا(نظرت جانبيا وانشغلت عنه):- …
حكيم:- ماذا تكتبين عندكِ يا بنت ؟
ميرنا(أخفت الدفتر بحضنها وظلت تكتب وهي تهمهم بدعابة):- هممم
حكيم(ألصق الملصقات الطبية وهو يحاول أن يطل):- دعيني أرى يا نمرودة هل ستخفين عني يعني ، انتظري لأنتهي وسترين
ميرنا(ضحكت وهي تنهي تخطيطها):- ههه
حكيم:- أي طالما ضحكتِ فأكيد هنالك مصيبة ، هاه أنهينا آخر ملصق دعينا نرفع القمييييص هكذا ونعيد الطاولة إلى محلها ونرمي هذه بالقماااامة لحظة لحظة هكذاااا …وبعدها ننقض على فريسسسسستنا …أرني ما خططته بدون عراك هيا هيا لأرى
ميرنا(هزت رأسها وهي تضم الدفتر لصدرها):- لا…
حكيم(وضع يديه على جنبه):- آخ يعني ما استطعتِ النطق ّإلا بالاعتراض ، هاتِ لأرى ميرنااااااا
ميرنا(هزت كتفها بدلال وقدمته له وبعدها أخفت وجهها بيديها):- هه هههه
حكيم(أمسكه ليتفحص ما بداخله وسرعان ما تلون وجهه بالحمرة وهو يستشيط رفضا):- لالالالالالالالالالالا هذااااااااااا ظلم والله ظلم أنا لا أشبه هذا الشخص بتاتا بتاتا ، يختي خليكِ بالكتابة ما الذي جعلكِ تلوثين عالم الرسم هاه ؟
ميرنا(ضحكت من قلبها وهي تشير للرسم وله):- ههه ههه …
حكيم(عضعض شفتيه وهو ينظر ببؤس للرسم):- حسنا الطول مناسب والعرض ماشي حاله لكن اللحية وااااع إنها مكنسة جدتنا غالباااااا حرام عليكِ دمرتِ وسامتي …له له أما الأنف راحت عليه معكِ يا شقية
ميرنا(انفجرت ضحكا وهي تمسك على صدرها):- هههههه ..
حكيم(مصمص شفتيه وهو يجثو تحت أقدامها ويتأمل ضحكتها):- ما أجمل هذه الضحكاااات ، لا تبخلي علينا بها ميرنا ماشي
ميرنا(هزت رأسها وهي تنظر إليه وهو يرفع القلم):- هممم ؟
حكيم(وضع الدفتر على ركبتيها وشرع برسمها):- حتما علينا رد الدين يا ست ميرنا ، نحن رجال ونفهم بالأصوووول ولووو
ميرنا(برفض حاولت التقاط القلم من يده):- لا لا …ل..هههم
حكيم(جر القلم بقوة):- لا مطلقا لن أفلت هذه الفرصة سترين كيف سأرسمكِ
ميرنا(حاولت بجهد وهي تقاوم ضحكاتها):- ههه لا
حكيم(أرخى يديه وهو يتأمل عيونها العسلية وضوء الشمس المنبثق من النافذة يشع فيهما):- يااا روحي
ميرنا(بخجل عضعضت شفتيها وهي تتحرك):- …
حكيم(أغلق الدفتر بعد أن أزال ورقة رسمتها ووضعها بجيبه):- هذه ستبقى معي مش بعيد تضعينني في صفحة الفضائح صبيحة غد ، اممم ننزل ؟
ميرنا(أشارت للسرير):- …
حكيم(وضع الدفتر جوار منضدتها وفوقه القلم والجرس قرَّبه منها وجعلها تستريح ليغطيها بعدها):- كما اعتدنا عندما ترغبين بأي شيء رني بهذا الجرس وإذا تأخرنا الهاتف بجواركِ اتصلي تمام ؟
ميرنا(أغمضت عينيها وهي تستريح على الفراش وتهز رأسها بموافقة):-…
حكيم(مسح على شعرها وهو يبتسم):- نامي يا عصفورتي الصغيرة ، لما يحين موعد الغذاء سأوقظكِ بنفسي فارتاحي …
ميرنا(ابتسمت له ونامت ، وحين شعرت به قد غادر فتحت عينيها لتهمس في سرها):-° مضت أيام ولم تسأل عني حتى .. لا بأس يا وائل طالما اخترت فلك ذلك …
ميار(التقى به عند المشرب):- نامت ؟
حكيم(نظر خلفه ووضع يديه بجيوبه):- يس
ميار:- ألن تخبرها بعد ؟
حكيم:- لن أفعل لأنني لو فعلت ستعارض سفرة روما وهي ضرورية لأجلها
ميار(صب لنفسه كأسا):- والله أتوقع أنها لن تغفر إذا ما عرفت أن حبيبها في السجن ولم يخبرها أحد بذلك ، عن نفسي هي تعلم بأنني ما كنت لأفعل لكن اللوم قد يقع على عاتقك
حكيم(مسح على جبينه):- إلى أين ترغب بالوصول ؟
ميار:- أنا أعرف فيما تفكر حكيم ، يعني بحكم أن تصرفاتها لينة معنا هذه الفترة فأنت تعتقد أنك ستملك قلبها لكن يا عزيزي دعني أذكرك أن بنات الراجية لا يتخلين عن عنادهن
حكيم(حرك فكه والتقط الكأس خاصته وتجرعه):- أفدتني يا صاح
ميار(صغر عينيه):- كان ذلك مشروووبي يا ولد هممم ….
خرج بحنق من القصر وهو يشعر بأن فرحته المؤقتة مع ميرنا قد تسرق منه لكنه لن يسمح بذلك ، سيستغل الأمر حين يسافرون لروما سيجعلها أقرب وأقرب وقد يفعل أي شيء ليزيل من بالها المدعو وائل أصلا لن يكون أحمقا ويخبرها أنه متورط في جريمة قتل وهو مسجون الآن ، والسبب ضميره الذي أجبره على الدخول في هذه المتاهة رافضا لتدخل أي منهم …
كاظم(دخل بسيارته وهو يزمر يزمر يزمر حتى قلب الكون بضجيجه):- هههه يااااه القصر البحري مرتع شبابي المقبل هع
داغر:- مرحبا بك سيدي نورت ..
كاظم(سلمه السيارة ومسح على صدره):- منورة بك دغيور بيك أين الشعب ؟
داغر(أشار له):- بالداخل تفضل …
كاظم(أزال نظاراته الشمسية ووضعها بجيبه):- جميل جميل …
ميسون(رأته وهي تخرج من الإسطبل وصرخت):- كااااااااااااااااااااااظم
كاظم(ابتسم ببهجة وفتح ذراعيه لها):- اركضي اركضي لأرررررررى
ميسون(ركضت بفرح نحوه إلى أن ارتمت بحضنه ورفعها للسماء ليدور بها وهي تمسك وجهه):- ههههه اشتقت لك عملاقي
كاظم(وهو يناغيها):- وأنا اشتقت لقزمتي الحلوة أي اشتقت لهذا العطر الوردي ياااا عيني على الفتيات الجميلاااااات
ميسون(عانقته بقوة):- لم تزرنا منذ يومين ولم تتصل حتى أنا عاتبة عليك
كاظم(أغمض عينيه):- والله من مشاغلي يا صغيرتي هل تسامحينني ؟
ميسون(لاعبت شعره باهتمام):- بشرط …أن تبقى معنا اليوم بطوله أرجوك أنا أفتقدك وأريد أن نرسم معا مثل السابق
كاظم(أبعد وجهه وهو يلاعب خصلات شعرها بينما كان يحملها بذراع واحدة):- لما لا لكنني سآخذ كل رسوماتكِ معي أرغب بأن أعلقها على جداري أينفع ؟
ميسون(بخجل وضعت إصبعها في فمها):- والله ؟
كاظم(دغدغها في عنقها):- والله ..
حكيم(أغمض عينيه وهو يتقدم بعصبية):- ميسوووووووون …
كاظم(صغر عينيه وأنزلها بعد أن قبل وجنتها):- مرحبا حكيم
حكيم(كتف يديه ونظر إليها):- اذهبي لغرفتكِ لترتاحي قليلا لقد تعبتِ اليوم مع رعد
ميسون:- لكن بابا كنت أريد أن يراني كاظم وأنا أمتطيه
حكيم:- لن ينفع الآن مرة ثانية
كاظم(انحنى أرضا ولامس وجنتها):- مرة ثانية سنمتطي سوية الأحصنة ونذهب بجولة تمام ؟
ميسون(بفرح):- حاضر ههه
حكيم(جلس على كرسي الحديقة وأشار له بعد ذهابها):- أسمعك
كاظم(جلس وهو يشير):- هل نحن على خصام ؟
حكيم(أشار خلفه بإصبعه):- ما معنى أخذ رسوماتها للبيت ، يعني أريد أن أفهم ما يحصل ؟
كاظم:- وما الذي يحصل ؟
حكيم(حك جبينه لا يدري كيف سيصوغ السؤال):- إنها لا تنفك تتحدث عنك وتريد رؤيتك ومكالمتك يعني ماذا حصل في ذلك اليوم الذي تركتها معك فيه ؟
كاظم(وضع رجلا على آخر):- ألا يوجد أكل لديكم جعت والله
حكيم(فهم تماطل كاظم):- على العموم أخبرني ما الأخبار هل غير أقواله ؟
كاظم:- لم يفعل ولا أدري ما سبب قيامه بهذا الهبل ، إنه يعرض كل شيء للخطر حتى عمو بشير منزعج منه بشكل كبير
حكيم:- هنالك شيء يهدد وائل وإلا لما ارتضى البقاء في السجن على الخروج
كاظم:- تهديد من نوع ماذا لقد دلف الرجال ليخرجوه ولكنه رفض إلى أن جاءت الشرطة ، وغالبا قام أحدهم بالتبليغ عنه
حكيم:- وهذا الشخص كان يعرف بمقتل الرجل ببيته ، اففف مشكلة مشكلة لا أدري كيف سأسافر وهو بهذا المأزق
كاظم:- هل أخبرت ميرنا ؟
حكيم:- طبعا لا ولن يخبرها أحد حتى تجري العملية ونعود بخير
كاظم:- صراحة يوجد طريقة لإخراج وائل لكن ..هذا يستلزم زيارة مباشرة منك وهذا ما لا يمكنك القيام به قد يأتي اسمك في محاضر الزيارة وتثير الشكوك
حكيم:- طيب ما الحل ؟
كاظم:- أيمكنك استفزازه هاتفيا ؟
حكيم(رمش):- استفزازه …قصدك بميرنا يعني ؟
كاظم(هز كتفيه):- والله لم أجد طريقة سوى ميرنا ، إذا ما أخبرته أنك تنفرد بها في روما و
حكيم(استقام بعصبية):- أنا لا أستغل وضع ميرنا في هذااا يا كاااااظم
ميار(وصل ع الجملة الأخيرة وهو يأكل البطاطس المقلية التي سرقها من بديعة عمدا):- والله الفكرة أعجبتني وأنت ستنفذها ، هيا فوائل لا يستحق ذلك المآل ثم أيا كان ما يهدده سنحله سوية
بديعة(أشارت من نافذة المطبخ بملعقة الخشب):- والله لن أمررها لك يا مشاغب سوف أحرمك من حصتك عند الغذاء سترى ..
كاظم:- خالتووو احرميني أنا أيضا لكن أعطيني القليل الآن والله جوعان ..هيا هيا شكلها ستوافق وأنتما تحادثا وقررا ريثما أعود
ميار(اتخذ مجلس كاظم الذي هرول نحو الداخل بينما كانت تنشه بديعة):- في ماذا تفكر ؟
حكيم:- لا أدري
ميار(التهم من الصحن وهو يتأمل حبات البطاطس وكأنها قطعة أصيلة):- أنا أعرف ..أنت تخشى خروجه الذي يصادف قدومه إلى هنا وعدم ترك ميرنا بمفردها أليس كذلك ؟
حكيم(هز كتفيه بقلة حيلة):- تماما ..
ميار:- وهذا ما يثير شكوكي أكثر ، وائل لا يمكنه أن يفرط في ميرنا وطالما هو معنا بالعشيرة ويملك نفس الصلاحيات فمستحيل أن يرتضي دخوله للسجن خشية على البقية … إذن ما الذي يجعله يوافق على هذا ويقحم نفسه بنفسه فيه علما أن الرجال حاولوا التدخل لكنه رفض ؟
حكيم:- كل هذا يؤذي لنتيجة واحدة أن وائل يخشى من خروجه على أحد ما ، لكن ما نوع هذا التهديد؟
ميار(تابع أكله ببرودة):- لا أدري لكنه الوحيد الذي بإمكانه أن يجيبنا، ولذلك أرجح أن تطبق فكرة كاظم ، وبما أننا في أواخر الأسبوع يعني ملفه سيفتح الاثنين وهذا سيمكنك من القيام بمهمتك والطيران بعدها لروما
حكيم:- وإذا ما خرج لن يجد أحدا هنا اممم فكرة
ميار(غمز له):- استغلها الآن لكن لاحقا فتش عن ثغرة لتبعد اتهامات ميرنا عنك
حكيم:- سنغيب لأسبوع واحد فقط حاول أن تبقي الأمور هادئة يا ميار ، عموما لن أعتمد عليك لذلك سأستعين بشخص يمكنه أن يخرجك عن طورك
ميار(باستفهام):- ومن تعيس الحظ هذا ؟
كاظم(عاد إليهما بخيبة):- إنها لئيمة ضربتني بملعقة حديدية
ميار(برقت عيناه وهو يلاحظ ابتسامة حكيم):- أكيد أنت لا تقصد هذاااا النطح ؟
كاظم(أخرج من جيبه حبة موز وتفاحة):- ههه لكنني سرقت لها هذه
حكيم(هز رأسه بإيجاب):- عليك أن تشيد بفكرتي لا ؟
ميار(صغر عينيه فيه بلؤم):- هذا يمكنني أن أقتله في دقيقة غضب
كاظم:- على من تتحدثان هكذا بالألغاز ؟
حكيم:- كل كل وبعد الغذاء نتحدث ههه ..
ميار(رمقه بطرف عين وهو يهز رأسه برفض):- هممم مستحيل مستحيل
كاظم(قضم نصف التفاحة دفعة واحدة ونصف الموزة كذلك):- على ماذا تتفقان منك له هااااه هل ستتزوجانني مثلا ؟
تبادلا نظرة واحدة مفادها أن هذا الكارثة أكيد سينهي الأمر بكارثة ، لحظة لحظتين وإذ بهم يسمعون بوق سيارة بالخارج مما جعل حكيم ينتفض وهو يرقب داغر متوجها إليهم
حكيم:- من ؟
داغر:- سيارة سفيان وبها الجدة نبيلة
حكيم(سرعان ما نظر لميار):- افف أخبرت الغبي ابن الغبي أن يخبرني برسالة قبل مجيئه ، لكن لما العتب أكيد جدتي داهمته وأجبرته على ذلك المهم المهم انهض واختبأ فوق أسرع
ميار(أكمل حباته ببرودة):- ولما العجلة دعني أتمم أكلي
حكيم:- يا الله انهض ولا تتعبني معك واتصل بإياد كي لا يأتي يعني تحسبا لأي طارئ
كاظم(أنهى فواكهه أيضا):- حسنا وأنا ماذا سأفعل ؟
حكيم:-استخدم عضلاتك وجر هذا التمثال فأكيد فصل عن فقرة الاستيعاب
ميار(استقام برتابة):- تمام تمام ها نحن ذا
كاظم(صفق بيديه بحماس):- والله اشتقنا للعريف بلبل
حكيم(صغر فيه عينيه وهو يرمق ميار مغادرا الحديقة):- أشك في أنك أيضا حفيد مفقود غالبا
كاظم:- لع ياخويا أنا لا أنسى نسبي النابلسي ولو على جثتي هاع
حكيم(فرقع إصبعه لداغر وهو يزفر بتعب منهم):- أستغفر الله …افتح افتح ، حاول أن تصل لإياد يا كاظم فذلك المجنون سينسى نفسه كالعادة
كاظم(ابتعد عنه قليلا ليفعل الاتصال):- ماشي …
دخولها بهيبتها المعتادة لقصره كان مدعاة للبهجة والسرور ، قد فرح كثيرا بزيارتها لثاني مرة فالأولى كانت حين أحضر ميرنا معه إلى هناك بغية الراحة ، طبعا وجد صعوبة في إقناعهم ولكنهم وافقوا لمصلحة ميرنا فقد كان ذلك المكان آمنا عليها من جهة وأيضا يسمح بفترة نقاهة متميزة لكي لا تتعب نفسيتها أكثر وسط زحمة البيت وضجتهم الكثيفة بمناسبة زفاف كوثر …
حكيم(بسط يديه بابتسامة):- أهلا بكِ جدتي
نبيلة(تقدمت بعصاها إليه ومدت يدها له):- أهلا أهلا
حكيم(انحنى وطبع قبلة احترام على يدها):- لو بلغتني بزيارتكِ كنت أرسلت الرجال في إثرك
نبيلة(جلست على الكرسي وأسندت العصا بجوارها):- لا بأس ، سفيان يعرف الطريق ، ثم أنا لا تروقني تلك الجلبة خاصة رجالكم التي لا أدري متى سنتخلص منها
حكيم(جلس قبالتها وهو يشبك يديه):- أخشى أننا لن نفعل لوقت طويل
نبيلة(نظرت حولها ورمقت كاظم بالجوار):- ليس مهما الآن ..كيف هي حفيدتي ؟
حكيم:- بخير ..نامت قبل قليل
نبيلة:- وحفيدتي الأخرى هل عثرتم عليها ؟
حكيم:- قصدك سمر يعني ..هي بخير لقد رأيتها وتقول أنها ستعود في أقرب وقت
نبيلة:- لا أسأل عن تلك المهملة ، بل عن جوزيت فلا تتذاكى علي
حكيم(حك فكه وهو يرمقها بقلة حيلة):- هي بخير أيضا ..
نبيلة:- أريد عنوانا محددا لها أحتاج لرؤيتها
حكيم:- لن ينفع ذلك فجوزيت لا ترغب برؤية أحد
نبيلة:- جوزيت هربت من قبضتي لأنها ترفض الرضوخ لأوامري ، ولكنني جدتها ومن حقي أن أخاف عليها من كل سوء ثم لا أرى أن الأب متأثر يعني ؟
حكيم:- ماذا ؟؟
نبيلة:- أعرف أن ذاك هو أبوه الحقيقي كيف يسمح له ضميره بالعربدة هنا وهناك تاركا إياها في أزمة فقدان طفلها ، أي حب هذااا ألم يخططا للزواج ؟
حكيم(تحت أنفه):- شكلكِ خلطتِ الأمور جدتي
نبيلة:- أية أمووور ماذا تخفون عني بعد ؟؟؟؟؟؟
ميسون(عادت لتركض صوبهم بلهفة):- بابا بابااااا ميرنا تستفرغ في دورة الميااااااااه
حكيم(انتفض سريعا):- ابقي هنااااا
ميسون(وضعت يدها على فمها ونظرت لنبيلة):- مرحبا جدتي نبيلة
نبيلة(ابتسمت لها وفتحت حضنها):- اقتربي يا صغيرة إلى هنا
ميسون(اقتربت بأدب وعانقتها نبيلة بحرارة):- ههه
نبيلة(اشتمت عطرها بحب وحنان وهمست لها):- الآن أخبريني ما بها ميرنا ؟
أسرع للغرفة مثل البرق ليغيثها ووجدها جاثية على الأرض بينما وجهها للحوض ، عيونها كانت دموية من كثرة الدموع والألم غالبا ، وجد نفسه ينحني سريعا ليحيطها بين ذراعيه ويتفحصها عن قرب بينما كانت هي مستسلمة بتعب رهيب
حكيم:- أناااا هنااا صغيرتي شتتت لا تبكي كان غثيانا عاديا تمام ؟
ميرنا(استكانت برأسها الثقيل على كتفه وهي تشير لعقلها):- …هممم
حكيم(بألم على حالها):- هااا ماذا حصل ؟
ميرنا(بكت بحرقة لأنها غير قادرة حتى على الشكوى بما يؤلمها):-…لارد
حكيم(جذب المنشفة سريعا من جواره ومسح على فمها ووجهها بلطف):- أنتِ بخير الآن صح ؟
ميرنا(هزت رأسها بإيجاب):- هااا
حكيم(رمى المنشفة جانبيا واستقام ليضع يديه تحت ركبتيها ويرفعها بهدوء إليه لكنها رفضت ذلك فتحركت بمفردها مستندة عليه):- ستكتبين وتخبرينني بما يؤلمكِ كي أخبر دكتوركِ الخاص به فورااا
ميرنا(تشبثت بقميصه وهي تشعر بالإرهاق الشديد):- …م..ن
حكيم:- ميسون مع جدتي نبيلة في الحديقة إنها هنا لقد جاءت لأجلك
ميرنا(أجلسها على السرير بلطف ووضع القلم والدفتر بيدها وكتبت):-°لقد كنت أسمع عدة أصوات غريبة أزعجت عقلي وجعلتني أرقب كوابيس مرعبة ، كنت فيها أنا وميسون ..هي بخير °
حكيم(قرأها وهز رأسه بتفتفة):- أجل أجل بخير لكن ..لما خفتِ لدرجة الغثيان ميرنا ؟
ميرنا(مسحت دمعتها بظاهر يدها وكتبت):-°ما رأيته أرعبني لذلك استيقظت هكذا وصدمت بها جالسة جواري وتتفرج علي ، غالبا أفزعتها°
حكيم(امتص شفتيه):- هي كبيرة كفاية لتستوعب فترة مرضكِ ميرنا .. لا تهتمي إلا بصحتكِ الآن
ميرنا(وضعت رأسها بثقل على جدار السرير):-°أريد النوم°
حكيم(جمع الدفتر وساعدها على الارتياح):- بعد استيقاظكِ سأجعل جدتي تطمئن عليكِ كي تذهب سريعا فميار هنا وتعلمين ماذا يمكن أن يحصل لو حضر إياد أيضا
ميرنا(أغمضت عينيها بإرهاق وأمسكت يده):- ح..
حكيم(انحنى لرأسها وهو يتفحصها بعينيه الخائفتين):- ها ميرنتي ماذا ؟
ميرنا(جذبت يده لحضنها وضمتها بقوة):-…لارد
حكيم(رمش مرتين وبعدم فهم):- أتريدين مني البقاء ؟
ميرنا(ببكاء هزت رأسها):- هاا ..
حكيم(ابتلع ريقه واضطجع بجوارها):- حسنا عصفورتي أنا معكِ لن أفلت يدكِ حتى تنامين
ميرنا(أغمضت عينيها فورا وهي تتشبث بيده فحسب):- همم..
حكيم(رفع يدها وقبلها ببطء ثم أعادها لمحلها بلطف شديد ليلامس خصلاتها بيديه وهو يهتف):- ستمضي هذه الأزمة وتعودين لقوتكِ فهذا الضعف لن يهزمكِ أنا واااثق .. ستتحسنين يا روحي ستفعلين لأنكِ ميرنا الراجي التي لا تهزم
ميرنا(فتحت عينيها ببؤس والدمع شريك):- هممم…
حكيم:- همم همم أنا واثق ههه هيا نامي طفلتي أنا معكِ
أغمضت عينيها هذه المرة باستكانة وهي تدك رأسها بذراعه بحثا عن الطمأنينة ، فما شاهدته من كوابيس أرعبها وجعل حتى الرجل المقنع يظهر فيه وهو يحمل سكاكين عدة ويرمي بها عشوائيا في لوح اللعب الذي كانت تقف قبالته هي وميسون تصرخ فيه على جنب كي يتركها ولكنه كان يربطها بدولاب كبير ويعذبها هي الأخرى … هذا كان جزءا من الكابوس المرعب فبقيته تجلت في مخاوفها الأخرى ولهذا لم يكن ترتيبها بالشيء المهم لحظتها فما يعني لها الآن أن ميسون بخير وستبقى كذلك يعني خلافا عن نظرية الجدة نبيلة التي لا تنزل الأرض …^^
كاظم:- هيا جدتي يعني لما هذا الكلام الآن ؟
نبيلة(ضربت بعصاها لركبته):- أنا لست جدتك فأنا لا أكون جدة لأحفاد غير مسئولين
كاظم:- طيب ماذا تريدين مني أن أفعل طالما هي التي اختارت الرحيل ؟
نبيلة(دكت عصاها في العشب):- كان عليك أن تلحق بها تبحث عنها ترافقها ، يا ولدي إن فقدان الضنى موجع ولا يحس بلسعته إلا قلب الأم
كاظم(مسح على شعره وهو يشتم تحت أنفه ، الله يخرب بيتك يا ميار أنت خرب الدنيا وأنا أتحمل عنك الشتائم):- تمام سأحاول تدبر الأمر في أقرب فرصة
ميسون(انتفضت وهي تشير بيدها):- عمو عموو مي…
كاظم(أسرع ورفعها بين يديه):- يااااااااه ميسونتي نسينا أن نسقي زرعتنا الجديدة تعالي معي عن إذنكِ جدتي آ..قصدي أختي نبيلة …احم
ميسون(مكممة الفم):- همم هامممم


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع