عرض مشاركة واحدة
قديم 14-11-17, 06:57 PM   #767

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

كاظم(وضعها كالخرقة تحت ذراعيه):- كدتِ تفضحين أمنا لا تقولي عمو ميار أمام أي أحد ماذا اتفقنا؟
ميسون(أشارت لميار الذي كان يتوجه صوب البوابة):- ولكنني رأيته فأردته أن يسلم على جدتي نبيلة هل أخطأت ؟
كاظم(أنزلها بجوار الشتلة الصغيرة التي قاما بزرعها فعلا قبل وقت):- بنت …
ميسون(دلت شفتيها ورمت وجهها بين يديها):- اهئئئئئ أنا آسفة
كاظم(رق قلبه لأجلها):- يا ويلي أنا أبكيت ماستنا الزهرية تعالي هنا لأرى ، أي على الدموع أي يلعنني أنا حقييير أي والله لا أستحي حتى ، كيف أجرؤ على إبكاء الأميرة هيا يمكنكِ طردي من مملكتكِ وسأسلم بأمر حكمكِ بقلب جامد
ميسون:- لا أستطيع ..
كاظم(رمقها وهي تطل عليه بأطراف رموشها):- ولما لا تستطيعين يا بعدي ؟
ميسون(أشارت بسباتها لقلبه ورفعته لقلبها):- أنت هنا
كاظم(تحركت حنجرته بثقل وهو يرمش):- حسنا بدأ كلام أبوكِ يلج عقلي الآن ، هيا هيا لا تلهينا هاتِ آلة السقي لنسقي هذه الشجرة سوف تنمو وتنمو لتسبقكِ في الطول ههه
ميسون(وهي تفرك عينيها بدلال):- أليس علينا أن نسميها ؟
كاظم(أخرج من جيبه منديلا ومسح دمعها):- أميرتي لا تذرف الدموع فالشعب يهلك بسببها
ميسون(برقت عيناها وهي تبتسم):- ماذا سنسمي شجرتنا ؟
كاظم(مط شفتيه وهو ينظر للشجرة):- سأعطيكِ هذا الشرف تفضلي وانتقي لها اسما جميلا مثلكِ
ميسون(وضعت يدها على فكها وهي تفكر):- ما رأيك ب…اممم اممم رواء أو بسنت هي تعني أصلا الزهرة ذات العطر الجميل والرائحة المميزة ، يااااه أحببت بسنت ستكون شجرتنا كذلك عطرة وجميلة وكل من يقف عندها يفرح ويبتهج قلبه هل تواااافق ؟
كاظم(تأثر بحركاتها الطفولية وابتسم بامتعاض):- وااااع ما هذا الاسم المدلل جدا ؟
ميسون(مطت شفتيها بتذمر):- لم يعجبك يعني ؟
كاظم(ضحك بصخب):- ههههه كنت أمازحكِ فحسب ، حسنا منذ اللحظة شجرتنا المدللة اسمها بسنت رسميا
ميسون(أمسكت آلة السقي ومدتها له):- إذن لتسقيها أنت أولا ..
كاظم:- آآآخ يا صغيرة آخ هيا لنرى …
نبيلة(فرقعت إصبعها للحارس):- أين ذهب الشاب ؟
داغر:- السيد م..إياد توجه للإسطبل سيدتي
نبيلة:- ناديته لكنه لم يصغي لي هل لك أن تطلب منه المجيء إلى هنا ؟
داغر(بتردد):- حسنا سيدتي على الفور …
بديعة(رأتها من النافذة وهرولت من باب المطبخ وهي تمسح يديها في مريلتها):- أهلا ست نبيلة والله لم أركِ حتى اللحظة كنت مشغولة بالغذاء ، كيف حالكِ ؟
نبيلة:- بخير وأنتِ ..شفيعة صح ؟
بديعة:- هه لا لا أختكِ بديعة
نبيلة:- ها تشرفنا اجلسي لو أردتِ
بديعة(جلست بهرولة):- لبرهة لا بأس ههه فالأولاد جائعون وعلي أن أجهز وجبة الغذاء
نبيلة:- احكي لي يا بديعة فلم نجد وقتا مناسبا للحديث ..كيف تعرفتِ على الأولاد ؟
بديعة(حولت عينيها لتتذكر تنبيه حكيم لها):-أ…أعرف حكيم
نبيلة(باهتمام):- أهاه من أين ؟
بديعة(انتفضت سريعا):- يا ويلي نسيت الأكل على النار عن إذنك عن إذنك
نبيلة(صغرت عينيها فيها):- أعلم أنكم تخفون عني أمرا ما وسأعرفه حتما …
ميار(زم شفتيه):- ولما تشغلين بالكِ يعني دعي الأمر لنا
نبيلة(استدارت إليه):- اجلس هنا لأرى
ميار(جلس برتابة):- نعم ؟
نبيلة:- ألم تستطع الوفاء بوعدك لي يا إيااااد ، إن هبة مختفية منذ فترة وأنت لا تحرك ساكنا ..يعني ألم تكن صديقتك ؟
ميار(وضع رجلا على أخرى):- والله كانت كذلك بالنسبة لي ، لكن ما لا أفهمه هو سر اهتمامكِ بها لهذه الدرجة ما السر وراء ذلك ؟
نبيلة(تفتفت):- لا يوجد هنالك أي سر فقط قلقت عليها لأنه يستحيل أن تختفي هكذا دون أن تعطيني خبراااا
ميار:- والله الغائب حجته معه أنتِ لا تدققي
نبيلة(بعصبية):- كيف لا أدقق أقول لك مختفية مختفية ؟؟؟؟؟
ميار(بعصبية أيضا):- وأنا ماذا سأفعل يعني أبحث عنها وسط الطرقااااااات ؟
نبيلة(جفلت وهي تدقق فيه النظر):- بعمرك ما رفعت صوتك بوجهي ..ماذا حصل لك ؟
ميار(ابتلع ريقه):- عفوا جدتي …
ميسون(قاطعتهما حين جلست جوارها بأدب):- جدتي جدتي ..لقد أسمينا شجرتنا أنا وكاظم بسنت ما رأيكِ ؟
نبيلة(تمالكت أعصابها وهي ترمق كاظم بطرف عين والذي جلس قبالة ميار):- رائع صغيرتي ..لو تنادي أباكِ ممكن ؟
ميسون:- حالا جدتي
كاظم(غمز لميار باستفهام):- ما العبارة ؟
ميار(زفر بتأفف):- لا أعلم
نبيلة:- أنت وهو بماذا تتهامسان ، كلاكما أضرب من الثاني ولا واحد أتاني بنتيجة مرضية
كاظم:- لكننا نبذل جهدنا جدتي يعني ..
نبيلة:- أنت اخرس لأنني لا أعرف أصلا سبب برودك وطفلك قد توفي بسبب إهمالك
ميار(برقت عيناه بجرح ونظر لكاظم):-….لارد
كاظم(ابتلع ريقه أسفا عليه):- لو نغير الموضوع جدتي
نبيلة:- لن نغيره وستسمعني ، أنت عليك إيجاد جوزيت التي وثقت بك لتقف بجوارها فأي امرأة في وضعها ستتمنى ربتة كتف من رجلها الذي تحبه ، إنها قد فقدت قطعة من روحها يعني تخيل معي لو نبتر جزءا منك ألن تبكي عليه وتتحسر ؟
كاظم(مط شفتيه بأسى وهو يناظر امتقاع وجه ميار):- أعلم ذلك جدتي سأبذل جهدي
نبيلة:- هكذا هاه أعد لي حفيدتي وربي يعوضكما بأولاد آخرين لكن هذه المرة بالحلال ، لو اقتربت منها وتخطيت عتبة بابي أقسم أنني سأزج بك في السجن ..ستأتي كالرجل المحترم وتطلبها مني وأرى وقتها إن كنت كفؤا لأعطيها لك أم لا …
ميار(باختناق استقام):- عن إذنكم
نبيلة:- إلى أين أنت لم نكمل كلامنا يا ولد ؟
ميار(لم يوليها اهتماما بل نفض القميص من على صدره وهو يتحرك مبتعدا):- ….لارد
نبيلة:- حال هذا الولد لا يعجبني …
كاظم(ضحك ببلاهة):- إنه منزعج بسبب ميرنا لا تهتمي
ميار(رفع الهاتف بأذنه واتصل):- ألو …هل عادت للقصر ؟
فيكو:- لا يا سيد ميار اتصلت بعنبر وأخبرني أنها قد سافرت مع ناريانا لنيوزيلندا
ميار:- هههه أي كذبة هذه ، لقد بحثت في سجلات المطار ولم أجد لا اسمها ولا اسم ناريانا ، ولو كانتا قد سافرتا كنت لأعرف فنادر يساعدني
فيكو:- والله هذا الذي عندي حضرتك
ميار:- كيف أبوك ؟
فيكو(ابتسم):- بخير لقد أخرجناه في جولة بالكرسي المتحرك وفرح برؤية البلدة
ميار(ابتسم لأجله):- ما شاء الله بلغه سلامي هو والخالة شفيعة، وإذا ما احتجتم لشيء اتصل فورا
فيكو:- خيركم سابق سيدي ..
ميار(فصل الخط وهو يحك جبينه):- ….نيوزيلندا يا كاذبة وكأنني لن أعرف إن كنتِ هناك من عدمه ، لكن أين اختبأتِ بهذه السرعة وكيف وجدتِ المكان وهل أنتِ في مأمن ؟؟؟؟

في المجمع السكني
كان في غرفة الرياضة الكامنة بجوار حديقته الخلفية ، كان يرفع الأثقال وعروقه تنتفض معه مرة للأعلى مرة للأسفل إلى غاية ما جلس برهة ليتجرع بعض الماء من قنينته ويقفلها بثبات ويعيدها لمحلها ، مسح فمه بقفازه الرياضي وأزاله ببطء ليضعه بترتيب فوق الآخر ويستقيم ويعيدهم للزاوية قبل أن يتأمل نفسه في المرايا الكبيرة هناك وينظر لملامحه باهتمام ، لامس حاجبه مرة ولحيته الخفيفة مرة ثم هتف وهو يقطب حاجبيه بتيه وضياع
خوري:- اليوم .. ما هو اليوم يا خوووري … عيد ميلادك غالبا ههه …ستيلا ؟؟؟؟
خوانيتا(هي التي دخلت فجأة عليه لتناديه لكن ما عرفت أنها دخلت بوقت غير مناسب):- عفوا سينيور
خوري(احمرت عيناه بشراسة وهو ينظر إليها):- كيف تقتحمين خلوتي هكذاااا يا امرأة ؟
خوانيتا:- وو و الله رغما عني سينيور ولكن أختك ..أخ أختك جوزيت تنتظرك بالصالون
خوري(اقترب منها بغيظ وأمسكها من ذراعها بقوة):- لو تلفظتِ بكلمة أختك مجددا سأكسر احترامي لعمرك ونصبح في فيلم تعذيب من نوع خاص مفهوم ؟
خوانيتا(دمعت عيناها):- سامحني
خوري(لاحظ ذلك وأزال يديه ليربت على رأسها مرتين):- أعطيها بعض الحليب والتمر ريثما آخذ حماما سريعا وآتيها ..
خوانيتا(ابتلعت ريقها من تناقض حركاته):- حاضر ..ك ..كنت أود أن أقول شيئا آخر لو سمحت لي يعني من فضلك
خوري(توقف عن مسيره والتقط منشفة ليضعها فوق ذراعه):- اختصري
خوانيتا(اقتربت منه وأخرجت من جيبها مغلفا):- وصل هذا اليوم .. كل سنة وّأنت بخير
خوري(أمسكه برتابة ومزقه ووضعه بيديها):- حركات أمي هذه لن تخيل علي ..دعيني الآن أنصرف وقومي بما أمرتكِ به ، ها دعي جابر يأتيني للحديقة الخلفية فورا
خوانيتا(نظرت للورقة الممزقة ووضعتها بجيبها):- حاضر
توجه للحمام المرفق لقاعة الرياضة بينما هرولت هي عودة للداخل وسارعت للمطبخ لتملأ كوب حليب ساخن وتقدمه لها مع بعض حبات التمر ، استغربت جوزيت ما قدمته لكنها ابتسمت وتناولته فقد اشتهت نفسها التمر منذ الأمس ولكن ناريانا كانت نائمة وهي نسيت أن تطلبه من رجالهم ، لذلك جاء التمر في وقته وطبعا نحن سنفهم أنه عرف بذلك من خلال كاميرات المراقبة
خوانيتا(امتنت كونها أنهت الصحن في غضون دقائق):- هل أضيف لكِ المزيد ؟
جوزيت:- لا لا أكلت بنهم ستؤلمني أسناني لو أكثرت ، مشكورة صدقا كان شهيا وأحببته
خوانيتا(أخذت الصينية عنها):- ولو هذا واجبنا ، السيد سيكون هنا بعد قليل
جوزيت(فركت يديها وهي تستقيم لتطالع زوايا البيت):- ألا تشعرين بالضجر هنا ؟
خوانيتا(أطلت عليها من رخامة المطبخ):- مطلقا أنا أعتبره بيتي
جوزيت:- أقصد لونه القاتم
خوانيتا:- إنه مجرد تعود فحسب
جوزيت(نظرت لهاتفها الجديد الذي أخذ يرن برقمها وامتعضت):- اففف ما كان عليكِ الاستيقاظ الآن ريانا واااع سوف لن تتوقف لن تتوقف …
خوري(باغتها حين مد وردة بجانبها):- إذن أوقفيها أنتِ …
جوزيت(ابتسمت للوردة وأمسكتها وهي تلتفت إليه):- صباحك سعيد سيد خيري
خوري(رمق البريق في عينيها وابتسم):- صباحكِ أسعد جوزيت
جوزيت(اشتمت الوردة لكن اتصال ناريانا لم يتوقف):- ممكن لحظة ؟
خوري(هز رأسه وهو منجذب بحركاتها):- تفضلي ..
خوانيتا(امتصت شفتيها وفي سرها هتفت):- هل أخبرها أن اليوم عيد ميلاده يعني ..ربما تسعده ويشعر بأنه ينتمي لعائلة حتى وإن كانت لا تعرف بهويته ، لالا ربما سيمزقني إذا ما نطقت بحرف افف
جوزيت(همست وهي تخفي كلامها):- يا بنتي سوف أحضر بعد قليل هل محظور علي التجوال يعني ، ثم ما الذي أيقظكِ باكرا ؟
ناريانا:- بنت بنت أنا لم أمشط شعري بعد ما يعني أنني على آخري ، تكلمي بلا ما أعضك من أنفك
جوزيت:- حسنا تمالكي أعصابكِ أنا ببيت الجيران
ناريانا(برقت عيناها):- عند خيري ذاك ألم نتفق على عدم ذهابكِ بدوني ، الآن فورا حالا تعودين
جوزيت:- أردت استشارته بشيء سأفعل وأعود يكفي اتصالات أو أطفئه
ناريانا(شهقت بفزع):- هئئئ والله عشنا لتطفأ الهواتف بوجهنا يا ناريانا ، ماشي يا جوزيت ماشي حسابنا سيكون عندما تعودين …
جوزيت(أغلقت الخط ووضعت الهاتف بجيبها ونظرت للوردة مليا لتستدير إليه وتجده جالسا على الكنبة في انتظارها):- عذرا …إنها تقلق علي كثيرا
خوري(أشار لها بالجلوس):- واضح أنها تهتم بكِ كثيرا وإلا لما قلقت لهذه الدرجة
جوزيت:- طبعا ..أنا وهي نكمل بعضنا كلانا يتيمتين وجمعتنا الأقدار لتكون علاقتنا بهذا العمق
خوري:- محزن ..
جوزيت:- وأنت ؟
خوري(رمش وقد باغته سؤالها الذي لم يطرح عليه قط في حياته):- حسنا …كنت أملك أما فقط واكتشفت بعدها أنه لدي أخت
جوزيت:- ياااه أكيد كانت تحبك
خوري(مط شفتيه):- أجل … كانت تحبني لدرجة التعذيب
جوزيت(اختفت بسمتها ولم تفهم حرفا):- …ماذا تقصد ؟
خوري(استقام وهو يبتسم):- أمازحكِ جوزي ..ممكن أناديكِ هكذا سمعت ناريانا تناديكِ باختصار ؟
جوزيت:- ممكن ..احم لا بأس
خوري(اقترب من مشربه):- هل تمانعين ؟
جوزيت(جفلت وهي تنظر للمشرب وتذكرته فتألمت):- عادي كنت أعرف أناسا لا يملكون حس اللباقة مثل حضرتك ، يشربون بدون استئذان حتى
خوري(عرف مقصدها):- عادي .. هيا أخبريني ما الأمر الضروري الذي تريدين مني مساعدتكِ فيه ؟
جوزيت:- هو يعني ..ليس أمرا إنما طلب بسيط إذا أمكنك مساعدتي فيه
خوري(شرب القليل من كأسه):- أسمعكِ ..
جوزيت:- ما رأيك أولا لو نتمشى قليلا بحدائق المجمع إن الجو مشمس والدنيا مشرقة و
خوري(وضع الكأس بعصبية وأغمض عينيه ليبتلع ريقه كي لا يشعرها بشيء):-….لارد
جوزيت(عضت طرف شفتها):- هل قلت شيئا أزعجك ؟
خوري(تنفس عميقا واستدار إليها بابتسامة):- أبدا ..لكن لا نفس لي بالخروج ، لأنه لدي اجتماع بعد قليل سيصل بعض الموكلين لنناقش مشروع فرع الفندق
جوزيت(فركت يديها وتقدمت نحوه):- إذن لأقول ما عندي وأذهب كي لا أعطلك عن عملك ..
خوري(نظر لعينيها عميقا وأبعدهما سريعا وهو يلهي نفسه):- ممكن
جوزيت:- هناك زفاف بعد يومين لإحدى معارفنا وأنا …يعني أريد أن أذهب وأعود في نفس الليلة إلى هنا ولكن ..سيكون رجالي مراقبين وأفكر بخداع من سيلحق بي بينما أكون في مأمن مع رجالك ..أعرف أن طلبي غريب عليك ويمكن لأول مرة تسمعه من جارتك المتطفلة ول
خوري(برزانة):- سيحدث ذلك .
جوزيت(فوجئت بموافقته):- أتتكلم بصدق يعني أليس لديك اعتراااض ؟
خوري:- وأي اعتراض سيكون لدي رجالي كلهم تحت خدمتك ، أنتِ مثل أختي أنسيتِ وعدكِ لي ؟
جوزيت(ابتسمت بحرارة):- لم أنساه قلت لي تلك الليلة أن أعتبرك أخي وأعتمد عليك في كل شيء
خوري:- تمام أخوكِ سيساعدكِ ويحميكِ ويجعلكِ تذهبين وتعودين في أمان ..لكن سؤال
جوزيت(بفرح):- تفضل تفضل ؟
خوري(وثب أمامها ويديه خلف ظهره):- لما ترغبين بالذهاب إلى ذلك الزفاف في حين أنكِ تعدين هاربة من الجميع ؟
جوزيت(طأطأت رأسها):- اشتقت لبعض الناس وأردت توديعهم كما يجب يعني ..إذا ما حدث لي شيء على الأقل أكون قد أفضيت بما في خلدي
خوري:- خطوة جريئة لكنني لا أوافقكِ عليها ، هكذا ستعطينهم رغبة أكبر لأجل البحث عنكِ
جوزيت:- وإن يكن أنا تحت حمايتك أليس كذلك ؟
خوري(هز رأسه بإيجاب):- في كل وقت ..
جوزيت(تنفست الصعداء):- صدقني أنت تقدم لي مساعدة فخمة مثل حضرتك و
خوري:- بدون حضرتكِ وحضرتي ..دعينا نتحدث بطلاقة وبدون ألقاب كالإخوة ممكن ؟
جوزيت(امتصت شفتيها):- حاضر
خوري:- هل صديقتكِ توافق على هذه الزيارة ؟
جوزيت(تنهدت بتعب):- فكرت لو أستشيرك أولا وبعدها أقحم رغبتي في عقلها رغم أنها لن توافق
خوري:- أمامكِ مهمة صعبة إذن
جوزيت(لوحت له بالوردة وهي تتراجع للخلف):- ههه نحن لها
خوري(نظر لبطنها وتلكأت الحروف بجوفه):- كم يبلغ طفلاكِ الآن ؟
جوزيت(وضعت يديها على بطنها):- ثلاثة أشهر تقريبا يعني ناريانا تقول رقما آخر لكنني أفضل هذا
خوري:- نلتقي لاحقا
جوزيت(ودعته وانسحبت):- شكرا ..على كل شيء
خوري(أغمض عينيه وهو يشم عطرها الذي تركته خلفها):- عفوا يا أختاه هذا واجبي …
خوانيتا(أطلت عليه من ركن المطبخ ونظرت لجوزيت التي غادرت):- ههه حضرت لها علبة تمر سآخذها لها ماشي سينيور ؟
خوري(هز رأسه بموافقة):- أين جابر ألم أطلب حضوره ؟
خوانيتا(هرولت للخارج):- سأناديه من جديد
خوري(صغر عينيه وجلس في الركن):- أنا أعرف داءه …..
خوانيتا(ردت الباب خلفها):- جابر …جابر السينيور يريدك لما لم تذهب إليه ؟
جابر(دخن السيجارة بقنوط)-: لم يأتي ذلك على مزاجي فيها شي ؟
خوانيتا:- الله يهديك اذهب إليه ولا تدعنا نعاني خصوصا اليوم ، إنه عيد ميلاده
جابر(زم شفتيه بحزن):- وهل له وجه ليفرح ؟؟؟؟
خوانيتا(هربت):- لن أضيف كلمة فأنت أصبحت شخصا آخر الله الله …هييه ست جوزيت يا ست جوزيت انتظري لحظة
جوزيت(قبل وضع المفتاح بالباب توقفت):- خيرا خوانيتا ؟
خوانيتا(مدت لها علبة تمر):- جهزت هذه لأجلك
جوزيت:- يااااي تمر مشكورة خوانيتا أسعدتِ قلبي بحق
خوانيتا(فركت يديها ونظرت خلفها للمنزل):- يعني ..أردت منكِ معروفا بسيطا ولكن أمانة عليكِ لا تخبري السيد
جوزيت(بعدم فهم):- قولي قولي ماذا هناك ؟
خوانيتا:- صراحة ..اليوم عيد ميلاده ولكنه يكره الاحتفال به وأساسا لا يذكره أحد ، سابقا كانت مساعدته تهنئه به لكن ..فور رحيلها ما عاد يريد أحدا يذكره به
جوزيت:- مساعدته ..؟؟؟
خوانيتا(برقت عيناها إذ نطقت بشيء لا يجب النطق به):- يعني مساعدات السيد كثر ههه نحن نملك طاقما بأكمله في روما ولا تشغلي بالكِ ، فما أردته منكِ هو تهنئة بسيطة كدعوة على العشاء ربما قد يفرح ولا تحملي هما أنا سأطبخ كل شيء بالبيت وأحضره معي
جوزيت:- ولوو كيف نتعبكِ من هنا لهناك سوف نتدبر أمرنا أنا وناريانا ..يعني صحيح شخصيا فاشلة في الطبخ لكن ناريانا تجيده ههه سأعد له أكثر شيء أجيده كعكة محلاة بالفستق
خوانيتا:- إنه يموت في الفستق تمام ههه شكراااا شكرا لكِ لم تخجليني
جوزيت:- سوف أبعث له بالدعوة بعد أن أجهز أموري ولا يهمك لن آتي بسيرتكِ مطلقا
خوانيتا(رفعت يديها بدعاء):- ربي يحمي لكِ صغيريكِ ويفرحكِ بهما ههه عن إذنك لأهرب قبل أن يتفقدني سلام سلام
جوزيت(وضعت الوردة فوق العلبة وفتحت الباب بيد لتدلف وتضعهما على المنضدة وتزيل حذاءها بعد أن أغلقت الباب خلفها):- ريااااانا بيبي
ناريانا(أتت من خلفها سريعا ودفعتها على الحائط بخفة وهي تلصقها بغضب):- أين كنتِ ؟
جوزيت(نظرت لالتصاق ناريانا وهي تضحك):- واووو أنتِ تصدمينني فيكِ يا بنت الحرمان يفعل بكِ أشياء غريبة ..ما هذا الهجوم ؟
ناريانا(صغرت فيها عينيها وهي تمسك فكها بيديها):- ألم أنهكِ يا بنت زهرة على ألا تعتبي عتبة هذا البيت حتى ولادتك ؟
جوزيت:- ههه أوك أنتِ تبالغين يا بنت لا أدري من …صحيح سنين ولم يطرأ ببالي أن أسأل عن اسم أمكِ ناريانا ؟
ناريانا(بلؤم وضعت يديها خلف رقبة جوزيت وجذبتها إليها):- أجيبيني على سؤااااالي ؟
جوزيت:- أنتِ تخيفينني أي رقبتي يا حيزبون
ناريانا(تركتها وهي تسبقها للصالون بينما شعرها كانت مفرودا كله وجلست تمشطه):- أنا أنتظر
جوزيت(أحضرت العلبة والوردة وجلست قبالتها):- كنت عند خيري
ناريانا:- امم وبعد ؟
جوزيت:- أعطاني هذه الوردة جميلة صح أحببتها ؟
ناريانا:- البقرة يمكنها أن تعطيكِ حليبا أيضا
جوزيت:- أتفهم غيظكِ هذا لكنه بدون داع أنا أردت منه مساعدة والرجل لم يبخل علي
ناريانا(أشارت بالمشط وهي تنظر جانبيا):- وصلنا للمفيد مساعدة من نوع ماذا ؟
جوزيت(مررت لسانها بين شفتيها):- هو يعني …قررت أن
ناريانا(توقفت ونظرت إليها):- قررتِ يا جوزي قررتِ ع أساس أننا سنكون سوية في أي قراااااار ؟
جوزيت:- يوووه لما تصرخين بوجهي الآن ما بالكِ دعيني أنهي كلامي على الأقل
ناريانا(أخذت تمشط شعرها الطويل بعصبية):- تابعي
جوزيت:- عديني أنكِ لن تصرخي بوجهي ولن تنزعجي وستتفهمينني ؟
ناريانا:- لن أعدكِ لأنني أعرف بأنكِ ستجلطينني بهذا الخبر الذي تهابين البوح به ، فوفري علي وعليكِ ضخ البنزين لأنني أصلا مشتعلة خلقة …انطقييييييييييي
جوزيت(أغمضت عينيها وفجرت الجملة):- قررت أن أذهب لزفاف كوثر ….(كمشت عينيها برعب منها لكن لا شيء حدث) امم تمام لا ردة فعل ..ما هذا الهدوء توقعت أن تثوري ، توقعت أن تصرخي لكن لأجد هذا الصمت حقيقة …اندهشت…
ناريانا(ظلت تمشط شعرها بصمت):- ….لارد
جوزيت(رمشت وهي تنظر لردة فعلها):- ما توقعت هذا صراحة ..ريانا هل سمعتني ؟
ناريانا:- أجل
جوزيت(بتوجس):- ألا توجد ردة فعل يعني ؟
ناريانا(لوت شعرها بتعب وجمعته بمشبك ورفعت أكمام يديها):- لا أبدا أنتِ قررتِ وأنا لا مجال لي كي أعترض
جوزيت(عضعضت شفتيها):- رياااانا ..؟؟؟؟؟؟؟
ناريانا(ضربت على فخذيها بعصبية):- هل تريدين أن تجلطييييييييييييييييييييي ييني يعني ، كيف تطلبيييييييييييين المساعدة من رجل غريب لم نعرفه إلا من أسبوع واحد ، لا لا مهلا فالأخت سهرت معه حتى مطلع الفجر بالحديقة الجانبية تحت وقع المطر لماذا لأنها شعرت بالارتياح معه …يا ربي يا ربي لا تبتليني بها لا أريد أن أدخل للنار بسبب جريمة قتلها
جوزيت:- الآن لما تضخمين الأمور ..والله كان لطيفا وفي منتهى الأدب ولم يحسسني وكأنني غريبة بل وكأنني صديقته أو أخته
ناريانا:- كل الرجال لا يؤتمن لهم يا جوزيت هو ليس أخوكِ هو رجل غريب ، قد يكون له نوايا فيكِ يا بنت يا بنت لا تثقي في أي شخص هكذا
جوزيت:- اففف اففف اففففف يعني في المرة الوحيدة التي أريد أن أعيش فيها بشكل طبيعي بعيدا عن المافيا ومشاكلها ، بعيدا عن ميار واشتياقي الذي يتآكل صدري ناحيته ، بعيدا عن كل الناس الذين عرفناهم تأتين الآن لتقفي بوجه راحتي ؟؟؟؟؟؟؟؟
ناريانا(استقامت لتوقفها):- تعالي هنا لم أكمل كلامي بعد
جوزيت(أمسكت على بطنها):- أنا قررت الذهاب
ناريانا(هدرت فيها):- لأجل مننننننننن ..ما غايتكِ من الذهااااااااااااب صارحيني ولا تدعيني أصرخ ؟
جوزيت(أخفضت كتفيها):- ولا شيء ..أردت رؤية العائلة
ناريانا(ضحكت بتعب):- يا جوزي ..يا حبيبتي هل ستخفين عني ؟
جوزيت(بغنج):- ها ..لأنكِ تصرخين بوجهي
ناريانا(هزت رأسها باستسلام ودفعتها لحضنها):- تعالي هنا واستقري هكذاااا ، الآن لما سأصرخ أنا وأخرب أم الدنيا أليس خوفا عليكِ ؟
جوزيت(دكت رأسها بكتفها):- أعرف ولكنني أرغب بالذهاب وخيري سيساعدني ، سوف نوهمهم برجالنا وإذا ما لحقوا بنا سنكون نحن في مأمن بسيارات خيري شفتِ فكرت في كل شيء ..والله والله ثم أنتِ اشتقتِ لنادر ولم تودعيه حتى ، يعني أنتِ تضحين لأجلي وهذا يجعلني أعطيكِ فرصة لتشرحي له الوضع بطريقتكِ
ناريانا(اشتاقت له باستسلام):- ماذا عن ميار ؟
جوزيت(عضعضت شفتيها):- غالبا لن يحضر لأنني لن أكون هناك ثم إياد سيكون بالزفاف ، مستحيل أن يقترب قيد أنملة
ناريانا(أبعدتها عنها قليلا):- وما الذي يضمن لكِ هذا ؟
جوزيت:- إحساس ..
ناريانا(ابتلعت ريقها):- ووائل ؟
جوزيت(تهربت بعينيها):- م…ما به ؟
ناريانا(أمسكت فكها ورفعت وجهها لتناظر عمق عيونها):- افتقدته صحيح ؟
جوزيت(هزت رأسها ببؤس):- أجل .. لن أكذب اشتقت له وأولادي اشتاقوا له أيضاااا يريدون رؤيته
ناريانا(كتفت يديها وهي تلف ظهرها):- لن أستطيع أن أغامر بكِ يا جوزيت ..اعذريني ألغي الفكرة من عقلك
جوزيت(أمسكتها من يديها):- لالالا إياكِ بليز بليز افعلي ذلك لأجلي بليييز
ناريانا:- جوزيت نحن لا نلعب ذهااااابكِ ليس له أي معنى ، نحن لم نمضي إلا بضعة أيام سرعان ما أشفقتِ وغنيتِ موشحات الحنين إذن كيف سنكمل باقي شهور الحمل هاااااه ؟
جوزيت(تأوهت بتعب وجلست لتبكي):- لما لا تفهمينني إنها فرصتي الوحيدة قبل أن تنتفخ بطني
ناريانا(جثت على ركبتيها لتطل عليها):- أنا أفهم هذه الكدمات التي بدأت تتلاشى ، وبما أنها شفيت هذا لا يعني أن روحكِ أيضا تخطت اغتصااااااااااب ميار نجيب لكِ وإهداره لجسمكِ وطف….
جوزيت(رفعت عينيها ببريق ونظرت إليها):- ههه طفليَّ معا بخير ، ماذا كنتِ ستقولين ؟
ناريانا(رمشت بتلعثم):- ق..قصدت فرضا لو كان تأذى
جوزيت:- هممم لكنه لم يتأذى طفلي حبيبي ما يزال غافيا جوار أخته الحبيبة
ناريانا(استقامت بإرهاق):- أنتِ عنيدة والكلام معكِ عقيم ، آخر حديث عندي وهو أنني لن أذهب تفضلي وليرافقكِ السيد خيري فهو بات صديقكِ المفضل الآن …
جوزيت(رمقتها وهي تصعد الدرج ومطت شفتيها):- اففف إقناعها صعب صعب لكن ربما خيري يساعدني في ذلك على العشاء .. هئئئ العشاء نسيت أمره هيييه يا بنت تعالي لم أخبركِ بالأهم ناريانااااااااااا …
لحقتها للدور العلوي كي تفجر بوجهها أمر عزومة الليلة للسيد خيري وعيد ميلاده ، طبعا ناريانا لم تعطيها وجها ولكن توسلات جوزيت أجبرتها على الإصغاء فهي لن تجعلها تضع نفسها بموقف حرج مطلقا ..خصوصا والرجل كان كريما معهما لأقصى درجة ووفر لهما كل ما تحتاجانه ،… وهنا كان جابر ما يزال جاثما أمامه ينتظر الإدلاء بأوامره لكنه أطال في تدخين سيجاره دون أن يتفوه بكلمة بل ظل ينظر لجابر من بين دخانه في حين كان جابر يكتف يديه وينتظر …
خوري(وضع السيجار على طرف الصحن واستقام):- جابر .. ضلعك اعوجَّ قليلا وهذا لا يروقني
جابر:- عذرا منك ولكن …
خوري:- أعرف أنك حزين لأجل هاجر ..ولكن هكذا كان نصيبها
جابر(ابتلع ريقه بحرقة قلب):- كان يمكنك الغفران سينيور ولكن أبيت ذلك رغم توسلاتي لك
خوري:- اممم رغم توسلاتك قمت بذلك لأنني أردت ذلك فهل لديك اعتراض ؟
جابر(أغمض عينيه وكبرياؤه يداس عليه بصلف):- سينيور إذا سمحت لي أود تقديم استقالتي
خوري(لف ظهره):- مرفوضة
جابر(بنفاذ صبر):- لا يمكنك إجباري على البقاء طالما لا أريد
خوري:- والسبب ؟
جابر(بجنون):- أتسأل بعد ..حضرتك قمت ب… بتنفيذ حكمك في هاجر علما أنه لا ذنب لها بل أنا من اقترح ذلك لإرضاء سعادتك
خوري(ابتسم):- أتعلم ما هو اليوم ؟
جابر(أغمض عينيه بعدم تحمل):- لا أدري ولا أريد معرفته لأنه سيان عندي
خوري:- أكنت تحبها ؟
جابر(ارتجفت شفتيه):-… وهل ستفرق بالنسبة لك سينيور ؟
خوري(استدار إليه):- أجل
جابر:- أشك بذلك فحضرتك لا تهتم بمشاعر أي أحد لأنك السلطان وأوامرك هي التي تحدد مسار أنفاسنا
خوري:- لا تجب عن سؤالي بعريضة لا ضير منها
جابر(بغيظ مكتوم):- أحببتها ..تمام ؟
خوري:- حسنا اذهب وأحضرها سوف تعود للعمل
جابر(بعدم فهم):-ههه أحضرها من أين من قبرها يعني…ألم تقتلها ؟
خوري(اقترب منه):- لم أفعل .. بل أقصيتها في مكان بعيد عن هنا لعلكما تتعلمان تنفيذ أوامري بحذافيرها ، قد كان هذا تنبيها لأول مرة وآخر مرة لاحقا سوف أقتلها أمام عينيك أو العكس ..
جابر(بعدم تصديق أخذ يتنفس عميقا):- كيف …لقد لقد ظننت أنك حرمتني منها وطوال أيام وأنا حزين عليها يعني …كنت
خوري(هدر فيه):- الآن أمامك خيارين إما أن تذهب لإحضارها أو بمكالمة مني تلقى حتفها
جابر(ابتلع ريقه ملقوفا):- العنوااااان
خوري:- أخبرت السائق الخاص يمكنك الذهاب ..وحبذا لو تسارعا بالعودة لدينا عمل كثير
جابر(هرول ولكنه تراجع وعاد إليه):- لما فعلت ذلك سينيور ؟
خوري(نظر للوحة الكهف أمامه وابتسم):- هدية لأختي ..لقد أحبت هاجر ولا يمكنني أن أثير تساؤلاتها بشأن اختفائها
جابر(أشار بيديه ليفهم):- هدية السيدة جوزيت يعني ..هئئ لو لم تحبها كانت ماتت ؟
خوري(هز كتفيه وهو يتحرك لأجل النزول لقبوه):- أنت تضيع الوقت ..
جابر(ركض لحظتها):- حسنا حسنا …
الفرحة التي كانت تغمر قلب جابر كانت مختلفة عن أي فرحة عاشها طوال حياته ، لم تشبه أبدا فرحة استقبال الهدايا التي كان يوزعها المحسنين عليهم بالملجأ كل عيد ، لم تشبه أول راتب أخذه من مسحه للسيارات بوسط المدينة في مراهقته، لم تشبه استئجاره لأول بيت وخروجه من قمامة المنزل المشترك بتلك الأحياء النائية ..لا لا هذه المرة فرحته كانت تقفز بين ثنايا قلبه فهو ود لو يصارع الزمن كي يصل إليها ولم يصدق حتى أنها على قيد الحياة وأن السينيور لم يقتلها لكن ماذا حصل له ، وكيف أفرج عنها بهذه السهولة وكشف أمرها لجابر مطالبا بإعادتها عجبا عجبا .. ها هو ذا يفتح ملف صورها من جديد وهو يطالعهم بإرهاق ..
خوري:- فعلت ذلك لأجل جوزيت فلا تنظري إلي هكذا ..أختي ارتاحت للبنت ولم أرد حرمانها منها..يعني أتراجع عن قراري مرة أخرى ستيلا لو كنتِ هنا هل كنتِ سعدتِ بذلك ؟؟… لا لن تسعدي لأنني سأتصرف كالوحش مجددا منذ فترة لم تدخل فتاة لغرفتي لا أدري ما يحصل لي ، لقد شعرت لأول مرة بالاحتياج إليكِ وإلى حضنكِ ولمسة يدكِ التي كانت تعانق ذراعي ، نظرات عينيكِ الزمردية تجرفني نحو الظلام يا ستيلا …لم أعد أطيق انتظارا سأعيدكِ لي حتى وإن لم تكوني أنتِ فسأجعل تلك الحثالة ناهد تصبح أنتِ ورجلها فوق رأسها …ثم رائع أن أمها ماتت هكذا ستسهل علينا المهمة ،، ستيلا ستعودين إلي …ستكونين لي أنتِ لي …ستكونيييييييين
بنظرات شيطانية ووعيد شر كان يفتح ملفا آخر ليتفقد صورا جديدة لناهد التي كانت تبدو في مجمل الصور حزينة وباكية ، أغلبها في المقبرة أو في حضن أبيها فوفاة أمها صفوة لم تكن على بال أو خااااطر …

مسحت دموعها وهي تفارق وسادة أمها وتربت عليها لتحملها وتعصرها في أنفها وهي تشهق بألم وحرقة قلب بعد هذا الفراق الذي لم تكن مستعدة له ، لا هي ولا أبوها للأمانة
ناهد(سمعت أنينه واستقامت بخفة):- بابا بابااااا …
شكري(مسح دموعه وهو يغلق صندوقه بسرعة ويدفنه تحت وسادته):- هنا يا ابنتي
ناهد(ركضت إليه):- أنت بخير بابا سمعتك تئن ؟
شكري:- لا ..يعني ..تذكرت بعض الأمور فحسب
ناهد(انفجرت ببكاء وارتمت بحضنه):- تركتنا ماما يا بابا اهئئئ لما فعلت ذلك لمااااااذا ؟
شكري(دمعت عيناه ببؤس):- لقد آن أوانها يا بنتي ولنقل الله يرحمها ويجعل مثواها الجنة
ناهد:- هذا ليس عدلا اهئئ أمي كانت من أطيب الناس لما اختارها الله دونا عن أولئك الأمهات المجرمات
شكري:- أنتِ هكذا تدخلين في حكمة الخالق استغفري ربكِ فورا
ناهد:- أستغفر الله العظيم ، ولكن من حرقتي من حرقتيييييييي ألا تشعر بي بابا لقد فقدت أمي سندي وظهري وحبيبة قلبي التي كنت أتمرغ في حضنها وقتما أشاء، أمي التي كانت تفهمني في كل الأوقات الآن صرت بلا أم …لقد أصبحت يتيمة اهئئئ
شكري(تألم من كلامها واستقام مبعدا إياها):- سأذهب للعمل ..
ناهد:- م…اهئ ماذا كيف تستطيع مزاولة عملك وهي لم تكمل حتى أسبوعا بقبرها
شكري(أمسك سترته):- الحزن لن يعيدها يا ناهد ويجب أن تفكري في ذلك مثلي ..أريدكِ أن توافقي على عرض السيد حكيم لقد تحدثت معي عفاف وأنا أعطيت موافقتي هذا سيساعدكِ في تحمل تكاليف جامعتك التي ستباشرين فيها عندما تفتح أبوابها، وحتى لو توفيت أمكِ رحمها الله هذا لا يعني ألا نرد الدين الذي علينا فهمتِ ؟
ناهد(بعدم تصديق):- باااااااابا كيف توافق على هذا بدون مشورتي ؟
شكري:- أنا أفكر بمصلحتكِ أكثر منكِ ولا تجادليني ….
ناهد(برفض):- لكنني لن أفعل
شكري(تأوه بتعب والتقط مفاتيحه):- كانت هذه رغبة أمكِ قبل وفاتها ألن يجعلكِ هذا توافقين ؟
ناهد(جفلت وهي تمسح دموعها):- حقا ؟
شكري(تذكر همس صفوة "دعها تقترب من حكيم أشعر وكأنه سيكون خلاصها في هذه الحياة"):- لا تفلتي هذه الفرصة
ناهد:- هو حتى لم يجبر خاطرك ويحضر للعزاء
شكري:- ما ربما ليس لديه علم
ناهد:- مستحييييل عفاف تعرف إذن هو أيضا يعرف ولكنه غير مهتم ، أين له أمي وأين له نحن اهئئئ يا حرقة قلبي عليكِ يا ماماااا
شكري(تألم من حالها واقترب منها):- قفي لأرى
ناهد(استقامت بوجع وارتمت بحضنه):- كيف سنكمل حياتنا بدونها أخبرني بابا ؟
شكري(بحزن عانقها واشتم عطرها):- آه يا زهرتي .. سوف نكون بخير مثلما كانت تريدنا أمكِ أن نكووون لأجلها سنتحمل لطفا ساعديني
ناهد(لاحظت تعبه ولامست رأسه وقبلته):- حاضر يا والدي الحبيب سأفعل ما تريده ..
شكري(أعاد لها قبلة الجبين وأشار لها كي تخرج من غرفته):- إذن نفذي الآن ..أريد سماع أخبار طيبة اليوم
تركها أمام الأمر الواقع وغادر بينما هي نظرت لغرفة أمها بحسرة ودلفت إليها مجددا لتنام بسريرها وتتمرغ في ثيابها باشتياااااق لا يمكن وصفه ، لم تشعر بنفسها وهي تغفو من فرط بكائها ولم تستيقظ إلا على وقع رنين الباب انتفضت بفزع واستجمعت نفسها لترى من الطارق …
ناهد:- ها مرحبا
صاحب البيت:- أهلا بكِ يا ابنتي هل والدكِ في البيت ؟
ناهد:- لا خرج قبل ساعة للعمل هل هناك شيء ؟
صاحب البيت:- لا أبدا أردت أن أسأل إذا ما كنتم بحاجة لشيء
ناهد(عدلت خصلة شعرها):- لا نحن بخير وسوف نقوم بدفع إيجار الشهر في وقته لا تقلق ، سنتدبر أمرنا يا عم
صاحب البيت:- لا لا لم أقصد ذلك فقط أردت الاطمئنان عليكم
ناهد:- نحن بخير سنكون بخير
صاحب البيت:- الله يرحمها ويحسن إليها
ناهد:- آمين
صاحب البيت:- والله والله أنا لم أصدق ولا حرف مما قالته تلك الممرضة الفاسقة ، تف عليها وعلى منظرها لقد تسرب فيديو مقطعها بكل هواتف الحي ما حسبناها قذرة وعاهرة للأطبة والممرضين بذلك المشفى ، حتى أنها تواقحت وقامت بالتفوه بأمور حقيرة على هذا البيت الشريف سامحتمونا يا ابنتي صح هااا ؟
ناهد(بعصبية فهي تعرف هذه النوعيات):- أبي من سامحكم لكن أنا لن أسامح وسوف أبدأ العمل لأخرجه من هذا المستنقع عن إذنك
أغلقت الباب بوجهه وتوجهت لدولابها وهي تشتم تحت أسنانها غيظا ، ارتدت لونا قاتما وجمعت شعرها بذيل حصان وحملت حقيبتها وملف شهادتها البسيطة وخرجت لتأخذ سيارة أجرة وتتصل به لعله يفيدها بمقر العمل الذي صرعها به لوقت طويل …
حكيم(انتبه للرقم فاستغرب اتصالها ولكنه لم يرد بل أسكته ووضعه بجيبه):- … هيا ميرنا لن تتذمري جدتنا بانتظاركِ وسيكون جميلا لو نتناول الغذاء معا بالحديقة ، الخالة بديعة جهزت كل ما يبهج الروح
ميرنا(استقامت معه ببطء):-..همم
حكيم(أسندها برفق ولكن يدها انفلتت فسقطت على صدره):- أمسكت بكِ
ميرنا(بضعف رفعت رأسها وهي تبكي):- اهئئئ
حكيم(مسح عينيها بسرعة وأمسكها من ذراعيها):- شتت صغيرتي سوف تكونين بخير ..
ميرنا(استندت على كتفه وهو يسير بها):-…ها ..
حكيم:- هااا... أصبحت أعشق هذا الحرف
ميرنا(ضحكت وهي تضع خصلة خلف أذنها):- ههه ..
حكيم(بدفء):- لأصحح .. إن قفة حرف الهاء كلها باتت من مفضلاتي ههههه تعالي …
أنزلها برفق من السلم درجة درجة إلى أن أوصلها برفق للحديقة واستقامت نبيلة لتعانقها بحرارة
نبيلة:- حفيدتي كيف الحال ؟
ميرنا(هزت رأسها بدموع):- هممم
نبيلة:- لا وجهكِ متورد وعيناكِ تبرقان تعالي تعالي اجلسي جواري اليوم سأطعمكِ بيدي
ميرنا:- همم
حكيم(أجلسها جوارها برفق):- أين ميسون جدتي ؟
نبيلة(مطت شفتيها وأشارت):- ذلك الحائط أخذها لا أدري أين
حكيم:- سأتفقدها وأعود تمام ؟
ميرنا(هزت رأسها بإيجاب):- ممم
نبيلة(أمسكت يدها وحضنتها):- كيف تشعرين ؟؟؟؟
حكيم(تحرك وهو ينتبه لاهتزاز هاتفه برسالة نصية أمسكه وقرأ):- "طالما ترفض الرد على هاتفك لا توزعه على الآخرين عبثاااااا يا سيد مغرور"
فرقع رقبته بنفاذ صبر وهو يشتم تحت أنفه وتوقف ليتصل سريعا بها ولكنها لم ترد عليه بل ظل يرن يرن يرن حتى كاد يفصل وردت الآنسة أخيرا
حكيم:- ما هذه التصرفات الآن ؟
ناهد:- أتصرف كما يحلو لي يا هذا فأنت لست ولي نعمتي
حكيم:- افف هل أزعجكِ أحدهم لتسرعي لرقمي كي ترمي سم حنقكِ بوجهي ؟
ناهد:- ولكنني لم أتصل من يوم التحذير
حكيم:- عال والله لأنكِ لو كنت قد أعدتِ الاتصال كنا في وبال آخر
ناهد:- أنت مجبر على مساعدتي لأنك كتبت هذا في ورقة رقمك، والرجل هو الكلمة
حكيم:- لقد جعلتني أندم لآخر عمري على تلك الكلمة
ناهد(بعد صمت):- أحتاج لذلك العمل كي أرد دينك فهل ما زلت على وعدك ؟
حكيم(لاحظ نبرتها المستسلمة والحزينة):- غريب والله كيف تنازلت الست ناهد عن عرش غرورها وطأطأت رأسها بهذا الشكل ؟
ناهد(غالبت دموعها):- أنا لم ولن أطأطئ رأسي لأحد ، لأن هذا عمل وسأكد فيه حتى أرد ديننا
حكيم:- جميل ..كلام جميل إذن أين أنتِ الآن ؟
ناهد:- بسيارة الأجرة
حكيم:- ستذهبين لهذا العنوان الذي سأبعثه لكِ في رسالة نصية وتخبرينهم أنكِ من طرفي سيدبرون لكِ العمل الذي يناسب استطاعتك
ناهد:- عفوا منك لن أفعل هذا
حكيم(وضع يديه على جنبه بنفاذ صبر):- والسسسسببب ؟
ناهد:- ستأتي بنفسك لتسلمني العمل وهذا شرطي لقبوله
حكيم(حول عينيه ليضحك):- ههه هل تناولتِ أكلكِ شكلكِ تهذين ؟
ناهد:- هذا شرطي
حكيم:- ليس من حقكِ أن تشترطي من أصله ثم أنا بعيد عن مقر العمل لذلك يستحيل أن تضبط
ناهد(بعناد):- ستأتي ؟
حكيم(لم يعرف لما التفت للخلف لميرنا التي كانت تبتسم جوار نبيلة وفكرة ذهابه تراوده):- ..عذرا لن أستطيع ذلك ، خذي العنوان ولا تعاندي يا ناهد لطفا
ناهد(بأسف):- معذرة منك أسحب موافقتي وداعا
حكيم(زفر عميقا فهو يعلم أهمية الراتب بالنسبة لهم لذلك أغمض عينيه لاعنا نفسه):- تمام …تمام سأكون بالطريق انتظريني
ناهد(ابتلعت ريقها وهمست):- أنتظرك
حكيم(لعن نفسه وهو يمقت قراراته تلك لكنه سيجعلها تدفع ثمن ذلك ما إن يراها):- …هيه ..
ميار(كان يدخن السيجارة خلف جدار المطبخ):- خيرا .؟
حكيم:- أنا مضطر للذهاب سريعا لوسط المدينة
ميار:- ولماذا ؟
حكيم(وضع الهاتف بجيبه):- عمل مستعجل لا تدقق يعني أمر عابر ، لطفا سأدع ميرنا في عهدتك لو سمحت لا تتركها وحدها
ميار(نظر خلفه):- جدتك تنظر إلي بنظرات مريبة وتقول كلاما غير مفهوم ..ليت إياد حضر لكي أنسحب بهدوء
حكيم:- لن تنسحب لمحل ثم قد أعدنا الولد من نصف الطريق بعد حضور جدتي ،، هل أعتمد عليك ؟
ميار:- هل سأفرط بميرنا يعني لا توصيني بها يا هذا ، ثم فكر بطريقة لإخبارها أكيد لن توافق ؟
حكيم:- سأتدبر طريقة فقط لأشغل جدتي قليلا
ميار:- أدخلها لتصلي
حكيم:- لا والله ولما لا تصلي أنت ؟
ميار:- عدنا لفقرة التفقه ابتعد عني الله يرحم والديك رأسي فيه ما يكفيه
حكيم(ضرب كفا بكف):- سأبحث عن كاظم فبالأخير سنلجأ إليه وقت الشدة
ميار:- رووووح أساسا سرق عقل ابنتك يا حبيب
حكيم(دفعه لكتفه وذهب فعلا):- حممم أين خطف ابنتي ذلك النطح لا لا علي أن أبعدها عنه ، لقد باتت حياتنا كلها جدار برليييييين بدون منازع ..
وجدها رفقته خلف القصر جالسين سوية على كراسي خشبية ويمسكان دفتري رسم ويرسما البحر ، حركات كاظم كانت تدل على أنه يزعجها حين كان يطل على رسمتها في حين هي تتذمر ليريها رسمته وترفض النظر ،، لغاية الآن كله عادي إلى أن وثب خلفهما
حكيم:- سيد كاظم …هل جلبناك لتجالس ميسون ؟
كاظم:- ولما جلبتموني قصدي ههه ماذا في الأمر نحن نرسم ؟
ميسون(رفعت دفترها): - أنظر بابي رسمي أحسن من رسمته ههه
حكيم(أمسك الدفتر وابتسم ليجذب يدها):- هيا معي حان وقت الغذاء، اسبقيني وأري الرسم لميرنا هي مع جدتكِ بالحديقة
ميسون:- حاااضر سأركض حالا بها أكيد أكيد ستعجبها
كاظم(جمع الدفتر ووضعه خلف ظهره):- هل هناك مشكلة ؟
حكيم(أشار له ليسيرا عائدين):- لا شيء ، سوف أنسحب قليلا لأجل غرض ما أريدك أن تبقى هنا حتى عودتي ممكن ؟
كاظم:- والله سيتم لو أشبعتم بطني بأشهى الأطعمة هههه
حكيم:- ههه ممكن المطبخ تحت أمرك لو سمحت لك بديعة باقتحامه فستحرز هدفا
كاظم:- تلك المرأة نظرتين مني وسأسرق لبها
حكيم(لم يستطع إلا أن يقول):- كاظم … لا أريد أن أكون فظا معك ولكن
كاظم(تنفس عميقا وهو يتوقف):- أرجوك لا تهذي أنا أعتبرها مثل طفلتي
حكيم:- الموضوع ليس بشأنك بل بشأنها هي إنها تتعلق بك يوما بعد يوم ،، وإذا ما حدث وسافرت سوف أقع معها بمشكلة
كاظم:- ميسون ذكية وتفكيرها أكبر من هذا
حكيم:- وهذا ما يخيفني …عموما لا وقت لهذا الكلام سوف نتممه لاحقا إذا أردت
كاظم:- لا أريد لأنك تشعرني بأنني أقترف خطئا علما أنني أحاول جهدي أن أتصرف بعفويتي
حكيم(شعر بأنه بالغ):- عذرا منك ولكن كان ضروريا أن أخبرك
كاظم(تحرك مغادرا):- من حقك
حكيم(حرك يديه بقلة حيلة):- يا الله …
سبقه كاظم بخطوات وتوجه مباشرة للمطبخ في حين وجد ميار ما يزال يدخن سجائره بنفس مكانه ، لوح له وتقدم نحوهم حيث كانت ميسون تتوسطهما وهي تريهما رسمتها بفخر ، قبلتها ميرنا ونبيلة نظرت إليهما مليا وهذا ما جعل حكيم يصفق بيديه وهو يسرع خطاه
حكيم:- أذن الظهر جدتي أكيد ترغبين بأداء الفريضة ؟
نبيلة(اتكأت على عكازها):- وأنتم ألا تصلون ؟
حكيم:- سنفعل سنفعل أكيد لكن من بعدكِ جدتي تفضلي بديعة سترشدكِ ..
نبيلة:- عائدة لكِ يا وردة
ميسون(ابتسمت وهي تعد بإصبعها):- أنا حمامة وأميرة وماسة ووردة وميسونة هههه كلها أنا
ميرنا(هزت رأسها بإيجاب):-هااا
حكيم(جلس جوارهما ولاعب خصلات ميسون):- روحي ..أيمكنني سرقة ميرنا قليلا ؟
ميسون:- هذا يعني وقت ذهابي تمام تمام أفهمك سوف أذهب لعمو ميار أوبس عمو إياد ههه
حكيم(حزن لاضطرارهم على الكذب):- لكن لو وجدته يدخن لا تقتربي حتى يكف عن ذلك
ميسون:- سأريه رسمتي وأخبره أن التدخين مضر بالصحة
ميرنا(أمسكت يده وهي تسأله باستفهام):- هممم ؟
حكيم(رفع يدها بحنان وهو يحنو إليها):- سوف أغيب عنكِ لساعة زمنية ، ضروري ذهابي يا ميرنا أعدكِ أنني لن أتأخر تمام ، ثم جدتي هنا ميار معكِ وكاظم أيضا وميسون همم ؟
ميرنا(رمشت وهي تهز رأسها بموافقة):- ها ..
حكيم:- لا تمانعين صح ؟
ميرنا(هزت رأسها نفيا):-…
حكيم:- ستكونين بخير ولو تعبتِ أخبري ميار وسيتصرف ثم لا تجعليه يخرج من القصر لطفا ميرنا ، أجبريه على ذلك لو ترتب الأمر عليكِ لأنني لن أتمكن من مراقبته وهو بعيد
ميرنا(وافقت على مضض):- ح…
حكيم:- نعم ؟
ميرنا(أمسكت الدفتر وكتبت):-°لا تتأخر°
حكيم(ابتسم وهو ينظر إليها):- لن أفعل لقد وعدتكِ ..ستجدينني هنا بشكل سريع انتظريني
ميرنا(ابتسمت):- هممم
حكيم(استقام وودعها):- تمام سأبذل ثيابي سريعا وأصلي وأدعو لكِ بالشفاء كي لا أضطر لمخالفة أوامر جدتنا ومن ثم أغادر ، هيا كوني عاقلة أتمنى لكم غذاء شهيا
ميرنا(فور نهوضه أمسكت يده ونظرت إليه عميقا):- ..؟
حكيم(تردد في إجابته وباس جبهتها):- سأذهب في مشوار قصير فلا تقلقي عائد لكِ
أجابته بهزة رأس برغم مشاعرها المترددة ، لكنها أفلتت يده ليبتعد وهو يشعر بكذبه عليها وكأنه يذنب في شأنها دون قصد ، لم يعرف لما أثقل قلبه تلك اللحظة لكن تلك المتطفلة لن تهمد دون خلق مشاكل وكأنه لم يكفيه حتى تزيده همومها أيضا ، ولأنه كان مشغولا الفترة السابقة نسي تماما مشكلتهم بالحي ولما اتصلت تذكر أن دينهم عليه أكبر منه حتى ، لذلك ذهابه كان مفروغا منه …ما هي إلا دقائق حتى كان ينطلق صوب الشركة وكان عليه القيام باتصال قبل ذلك ..
نور(كانت تحمل شادي بين ذراعيها):- ها حكيم كيفك ؟
حكيم(أبعد أذنه من الضجيج):- ما هذا الصراخ ؟
نور:- والله لا تسأل بعمري بعمري ما عدت أقترب من أصحاب عمر 6 إلى ما تحت ، لا لا أضف عليهم المراهقات الصغيرات أي أي فقدت عقلي والله فقدت عقلي
حكيم:- تمام تمام أنهي تذمركِ لكن بعد أن أضيف لكِ بعض البهارات
نور(وضعت شادي بحجرها وجلست):- لما تتحرك قل لي لما تتحرك هل تركتك أمك لتفقدني صبري، اجلس وإلا ربطتك برجلي والله سأفعلها …ألووو معك حكيم أخبرني يا أخي ماذا تريد واختصر لأنني على آخري ؟
حكيم:- ههه حسنا ..أحتاج لوظيفة
نور:- هنننننن بعمري ما رأيت مديرا يحتاج لوظيفة في شركته هل تهذي على أمي ؟
حكيم:- ليس لي يا نور ..بل لفتاة ما
نور(بعدم فهم):- لقد اندهشت ، أهاه ومن هذه الفتاة ؟
حكيم:- ليس مهما من تكون لكنها بحاجة لوظيفة وأريدها أن تعمل بالشركة تحت وصايتكِ أنتِ أو رنيم ، كمساعدتكما الخاصة أو سكرتيرة أو أي شيء ،المهم أن يكون شيئا مناسبا
نور:- يا عيني ابن عمي لم يسبق له أن اهتم بمصير فتاة لهذه الدرجة ، ما القصة ؟
حكيم:- أنتِ لن تفهمي هاتفيا وستتعبينني متى تحضرين للشركة ؟
نور(نظرت للساعة وهي تبعد فم شادي الذي كان يلعقها):- يا مصاص الأغراض ألن تتوقف ، افف مهلا عليه أن يكون هنا قبل عشر دقائق لأذهب للشركة والله لن أمررها له
حكيم(بامتعاض منها):- نلتقي هناك روحي روحي صرعتني بصراخك
نور(أغلقت الهاتف وأمسكت شادي من كتفيه بخفة):- الآن ماذا أفعل بك هل أربطك في الكنبة أم السريررررررر ؟
شادي(ضحك وهو يمد يديه لينتف شعرها):- هن
نور:- والله بت أشك أن عمك فؤاد يوصيك بي خيرا الله الله … دينااااا يا دينا
دينا:- يس مامي ؟
نور(وضعته على الأرض ووزعت لعبه):- جالسيه سألبس ثيابي فورا وأذهب للعمل ساعتين فقط وأعود ، أريدكِ أن تهتمي به وتكوني عاقلة عمك فؤاد سيكون هنا بعد حين تمام ؟
دينا(جلست جواره):- هههه حاضر مامي ..جناااان لمى لدينا مهمة سنقوم برعاية دميتنا تعاليا
جنان(ركضت إليها وحضنته):- إنه طفلي وأنتِ المربية وأنتِ الخادمة بحكم صغرك
لمى:- أنا الخادمة هع
دينا:- يا لصغر مخك اجلسي اجلسي
نور(حركت شعرها بجنون منهم وذهبت للمطبخ):- هننننننند ..ماذا تفعلين عندكِ ؟
هند(انتفضت وهي ملقوفة من صرخة نور):- أفزعتني يا ست نور ماذا كنت أرى الإعلان الأسبوعي لمسلسلي أي لو تعرفين ماذا سيجري ستتزوج البطلة برجل آخر غير البطل اهئئئئئ
نور(امتصت شفتيها بنفاذ صبر واقتربت منها لتمسكها من ذراعها):- أنتِ لوحدكِ مسلسل ، اسمعيني إياكِ وأن تغفلي عنهم، ولا تسمحي للسيد فؤاد بأن ينفرد بهم لأنه قد ينسى أمرهم ويؤذون أنفسهم مثلما حصل المرة السابقة
هند:- ههه ولكن المرة السابقة كانت غلطتكِ ست نور ؟
نور(بحمم بركانية):- الآن …هل تعارضين كلامي ؟
هند(بخوف):- أبدا أبدا الرجال هم المخطئون دوما لأنهم خسيسوووون
نور(ببهجة):- عال حفظتِ الدرس جيدا هيا إلى العمل واتركي الهاتف جانبا وإلا أخذته معي
هند:- اففف ما هذا الجبروووت
أعطتها نور نظرة تحذير وتوجهت للغرفة أخرجت طقمها بسرعة وارتدته وبالها مشغول كون فؤاد لم يصل بعد ترى ما الذي أخره لتلك الدرجة … هنا كان يدلف للعمارة وهمام جواره
فؤاد:- ابذل جهدك همام ابذل جهدك لن أدع ابن أخي يقبع في السجن لوقت طويل ، هذه الأيام مرت من عمره هباء وسوف لن أدع هذا يمر بهدوء إلا أولاد إخوتي إلا هم …
همام:- لو تهدأ كما أفادتنا الست صوفيا فهي ستتدخل وتخرجه في أقرب وقت
فؤاد(بحشرجة غبن):- متى …وعدتنا قبل أيام ولا جديد يذكر ولولا أهميته عندي ما كنت طأطأت رأسي لامرأة مثلها
همام:- ولكن هذا التأخير يحصل لأن السيد وائل أساسا لا يساعدنا
فؤاد:- آخ لو يدعونني ألتقي به مرة واحدة لكنت أقنعت كبد عمه بعدم جدوى ما يفعله
همام:- لنصبر قليلا ودعنا لا نشعر أهل البيت بشيء
فؤاد:- افتح افتح الباب أساسا تأخرنا نور أكيد جن جنونها … اممم مرحباااا من اشتاقت لعمو فؤاد؟
ركضت إليه لمى بينما وقفت جنان ودينا وهما تمسكان بيدي شادي بالوسط والذي كان يقفز بفرح لدى رؤيته ، التقط الصغيرة وانحنى ليقبل الفتاتين وبعدها لامس شعر شادي الذي التصق بذراعه ليمتص أزراره وهذا ما أضحكهم جميعا
فؤاد:- ههه يا عيني ع الحلوين لقد خططت لنقضي أمسية لطيفة سوية ، ما رأيكم بلعبة إلكترونية ؟
جنان:- واووو أعشقها قد كنا نلعبها مع بابا أيام الأحد لكن ..مر أحد ولم نلعب
دينا:- ولكننا سنلعب مع عمو فؤاد أرأيتِ ؟
لمى:- وأنا ألعب
فؤاد:- وأنتِ تلعبييييين لكن بعد ذهاب الشرطية نور فهي أكيد ستعترض ، دعوني أتفقدها وأبدل ثيابي لأكون معكم هيا هيا رتبوا الوضع هنا ريثما أعود …بسس همام سآخذ حماما سريعا وأعود جهزوا الغذاء تمام ؟
همام(زور هند بطرف عين):- ماشي ..
توجه هو الآخر صوب غرفته ولكنه توقف عندما سمعها تتحدث عبر الهاتف في البداية كان سيتصرف بلباقة ويستمر في طريقه احتراما لها ،لكن حين وصل لمسامعه هذا الاسم المربك توقف …
نور(كانت تقفل أزرارها):- يا ميرا يا ميراااا ألا تظنين بأنه يكفي بعادا ، ابنكِ بحاجتكِ ، زوجكِ قد فقد عقله وهو يبحث عنكِ يعني ألا ترين أنكِ تبالغين ؟
ميرا:- لست أبالغ لست أبالغ لأنني أحترق هنا ولا أحد يشعر بي …أشتاق لطفلتي
نور(حولت عينيها):- يمكنكِ إحضار طفلة أخرى غيرها في لاحق الأيام ، يعني لم تمت كل أم فقدت جنينها بالله عليكِ الحياة تستمر ثم ابنكِ له حق عليكِ هل تفرطين به هو الآخر ؟
ميرا(بقلق):- لما تقولين هذا هل ابني مريض هل هو بخير ؟
نور:- هذا ما تفعلينه دائما تقلقين وتتوترين وفور معرفتكِ بأنه بخير تنسحبين كالشبح
ميرا:- الأمر ليس بيدي
نور:- بيدكِ بيدكِ الهرب بعمره ما صحح الأخطاء أو قام بجبر الخواطر ، وحدها المواجهة هي التي تنفع في مثل هكذا ظروف وبالنسبة لي بالرغم من أنني أعتبر أن ذلك الشيهوب رجلا خسيسا إلا أنني أشفق على حاله ، لقد شحب وهزل ونمت لحيته وصار لا يذوق طعم الراحة ، إنه لا يعمل بل يظل يبحث في كل مكان عنكِ ، حتى مساعديكِ لم يسلما منه حين داهم قصركِ وقام باستنطاقهما ولكن مع الأسف عاد بخفي حنين يعني …هو يعاني وقد دفع ثمن فعلته أكثر منكِ لأنها فلذة كبده قطعة منه وليس منكِ فحسب
ميرا(بدموع):- فاجأتني بهذا الدفاع عنه ، هذه فارقة لم يسبق لها أن حدثت إذن هنيئا له قد وجد محامية تحابي عن حقوقه
نور(مسحت على جبينها بتعب):- سمر …يكفي الأمر إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، شهاب سيتعود على غيابك وإذا ما تعود الزوج عن غياب زوجته هنا سنصبح في مشكلة أخرى لن يحلها الأطفال
ميرا(بتوجس وجنون):- ما قصدكِ ياااااا …ما قصدكِ هل أتصل لأسأل عن ابني كي تزعجيني هكذا
نور:- لا أملك وقتا لدلالك أعيدي عقلكِ لرأسك وآخر مرة تتصلين لتسألي عن ابنكِ فلن أرد عليكِ ها ..آخر معروف سأقدمه لكِ هو هذا ليلة الأحد زفاف كوثر وزياد سنقيمه في قاعة الأفراح وسط المدينة إن كان لديكِ ذرة عشق وذرة شوق في قلبكِ المتحجر تعالي وأنهي هذه المهزلة
ميرا:- كيف يمكنه المجيء للاحتفال بينما ابنته لم…
نور:- فكري بعرضي وإلى هنا ويكفي أنا ذاهبة للعمل الآن سلام …
ميرا(بعصبية):- ألوووو ألوووووو نووووووووووور …ألوووووووو الحقيرررررة افففف أنا سأريكم ما ستفعله ميرا سأحضر ابني ولن يتدخل أحد فيني بعد اليوم …
نور(رمت الهاتف وهي ترفع شعرها للأعلى كي تستجمع أعصابها):- أتمنى أن تكون رصاصتي قد بلغت لب الهدف هذه المرة همممم
فؤاد(انسحب سريعا من هناك وتوجه لغرفته وهو يشتم):- الآن هكذااا يا نور في الوقت الذي يحترق فيه ابن أخي أنتِ تتواصلين مع ميراااااا ..أهاه ماشي العبي لنرى إلى أين ستنتهي هذه المهزلة
ميرا(كانت تسير جيئة وذهابا أمام غرفته تطرق لحظة وتتوقف ثم تعيد الكرة):-…اففف
طارق(فتحها بعد برهة وكتف يديه):- كنت أطالع
ميرا:- الأمر عاجل
طارق(زفر عميقا وأشار لها للصالون):- لنتحدث
ميرا:- اختنقت في هذه الشقة أريد الذهاب من هنا
طارق:- إلى أين ؟
ميرا:- لا أعرف لا أعرف
طارق(جلس قبالتها وهو يفرك يديه):- سمعتكِ تصرخين غالبا نور أزعجتكِ
ميرا:- من تحسب نفسها ولية أمر شادي يعني …أنا أمه وسآخذه منهم وأنت ستساعدني
طارق:- نعم …ما المطلوب ؟
ميرا: - تختطفه لأجلي يا طااااارق
طارق(ابتسم بثبات):- أخبرتكِ برفضي
ميرا(بجنون):- ولكن إن لم تفعل ذلك سوف أقوم به لوحدي أنا لست ضعيفة بدوري أملك رجالا
طارق:- ويصادف أن راتبهم الشهري يمر من تحت رقابة شهاب يعني سيعرف سيعرف
ميرا:- إذن ساعدني الله يخليك أنا أختك ومن واجبك أن تعيد لي ابني
طارق:- لغاية الآن لا أستطيع أن أفهمكِ ، ما كل هذا العذاب يعني ضللتِ تجاهدين عمركِ بحثا عن الاستقرار وحين وجدته تفلتين حبله بهذه الطريقة الجارحة …أنا لو محل شهاب ما كنت لأتحملكِ لقد أخذتِ كفايتكِ من الهجر وليتكِ شفيتِ ما زال قلبكِ عليلا إذن الحل ليس في الابتعاد يا أختي
ميرا(كلامه عرى ذلك القناع الذي كانت تخفي خلفه رهبتها):- …لارد
طارق(نهض وجلس جوارها وأمسك بيديها):- سمري …أخوكِ يطلب منكِ هذا وأظن أنه من واجبكِ تحقيق هذه الرغبة لي ولنعتبرها هدية خروجي من السجن ما رأيكِ ؟
ميرا(عضعضت شفتيها):- خاطرك عندي بالدنيا
طارق:- تمام وهذه أمنيتي فهل لكِ أن تحققيها لي ؟
ميرا(رمشت وبعد برهة نطقت):- بصراحة … اشتقت لهما كثيراااا
طارق(بسط ذراعها لترتمي بحضنه):- هااااه هنا سيحلو السهر ويتجلى السمر أرأيتِ ..والله لا يوجد أحلى من لم الشمل يا أختي الحبيبة ، يا ليتني أملك نفس فرصتكِ
ميرا(أزالت نظارته البصرية ووضعتها على الطاولة وأمسكت وجهه بين يديها):-أخي حبيبي سوف أجعلك ترى حبيبتك وابنتك يوم الأحد
طارق(ارتعش فكه واهتزت حدقتي عينيه):- ولكن ذلك غير ممكن
ميرا(امتصت شفتيها):-بلى ممكن ..هه أنا مغنية وسوف أهدي لكوثر أغنية بحفل زفافها ولذلك سأحتاج لطاقم العمل خاصتي وأنت ستكون بينهم ، يعني أكيد سأجعل باتريك يساعدك قليلا لتبدو شخصا آخر ولكن سأمنحك هذه الفرصة وأكون قد حققت لأخي كل رغباته في ليلة واحدة
طارق(ابتسم وأمسك وجهها بين يديه ليقبل جبينها):- كم أسعدتِ قلبي يا سمري …صدقيني ستجدين خلاصكِ بين ذراعي زوجكِ وطفلك
ميرا:- ههه كأنك تحرض على الانحراف هنا ؟
طارق:- الانحراف الحلال جميل
ميرا(نظرت إليه بدموع):- إلى أي مدى تشتاق إليها ؟
طارق(أغمض عينيه):- إلى المدى الذي يجعلني أنتهك حرمة شعرها المختبئ تحت وشاحها الجميل
ميرا(ارتمت بحضنه مجددا):- سوف يبتسم قلبك قريبا لنصبر هاه …اممم لكن مهلا إذا ما عدت فهذا يعني أننا سنفترق لا لا لقد تعودت عليك أخي لا يمكنني لا يمكنني
طارق:- سمري ..ستعودين لبيتك وسوف نتقابل سرا حتى يهونها رب العالمين تمام ؟
ميرا:- طالما تعدني بذلك ماشي ، علي أن أكلم السيد نوري ليضبط الأمر إنهاااااا شعلة والله شعلة
طارق:- هه هيا اتصلي أمامي لأسمع
ميرا(أعادت الاتصال ولكن نور لم تجبها فكتبت لها رسالة جعلتها تتصل فورا):- يا لتصرفاتك
نور(أمسكت حقيبتها):- والله صرت أتعامل بنفس المبدأ هاتِ المفيد علي المغادرة فورا ؟
ميرا:- موافقة ..
نور(رفعت حاجبها):- لا والله ولما لم توافقي قبل أن يبح صوتي المسكين ، ما علينا هل أنتِ جادة أم أنكِ تأخذينني على قدر عقلي الذي لو كان الأمر بيده لعلق أمكِ بمنتصف المدينة لتصبحي حديثا ساخنا لجمهوركِ الحبيب
ميرا:- يكفي نور لقد غيرت رأيي ولكن لدي شروط
نور(وضعت المفاتيح بالحقيبة ونظاراتها الشمسية):- أفضي يختي
ميرا:- ستجهزين منصة غنائية رفيعة المقام لأنني سأصعد عليها فور وصولي أريد إهداء أغنية ، أما الشرط الثاني عليكِ أن تحرصي على قدوم شهاب وإلا سآخذ ابني وأرحل
نور:- أي على التعجرف الذي تتمتعين به ، الرجل ميت بدونكِ يتنشق فرصة معكِ وتقولين لي هذا ..تمام تمام لن نطيل سوف أحقق لكِ مبتغاكِ لكن أقسم بالله لو حاولتِ التلاعب بأختكِ سأغضب
ميرا:- لقد اكتفيت أختي ..وعودتي سوف تتم بشروط له أيضا لأنني لم أسامحه بعد ولكن ابني فوق كل شيء
نور(سحبت باب غرفتها وهي تغادرها):- عال والله هكذا اتفقنا سأوافيكِ بالأمور الأخرى عبر رسالة نصية دعيني الآن
ميرا:- قبلي شادي عني هانت بقي يوم فقط يفصلنا عن بعضنا بعضا
نور(شعرت بغصة في صدرها وهي ترمقه في الصالون):- ها …هانت بالفعل سلام ..
وضعت الهاتف بحقيبتها وكتفت يديها وهي تنظر إلى شادي بنظرات غريبة جعلتها تشعر بوخز إبر في صدرها ، وكأنهم سيأخذون منها قطعة من روحها لقد تعودت عليه وعلى شغبه كيف ستفارقه الآن بعد أن يعود لوالديه ،، لم تشعر إلا وهي تعقد حاجبيها لتلبس قناع الصرامة لكن مروره جعلها تجفل كونه لم يلقي عليها حتى السلام ما هذا الآن ؟
نور:- يا أخ تمر هكذا في شارع أهلك..يعني وكأنك ألا تراني مثلا ؟
فؤاد(أعطاها نظرة سريعة وتوجه للصالون):- معذرة ظننتكِ ذهبتِ يمكنكِ المغادرة بالمناسبة
نور:- لقد تأخرت علي 20 دقيقة وهذا إهدار لوقتي وأنا لا أسم…
فؤاد(جلس باستكانة جوار الأولاد):- ستصبحين في نصف ساعة لو تابعتِ خصاما ، يومكِ طيب
لاحظت تجاهله التام لها ورمشت وهي تنسحب موصية البنات بكل خير لكن هو لم يرفع عينه لها حتى ، في البدء ظنت الأمر بخصوص وائل ، لكن ما علاقتها هي حتى يتجاهلها بتلك الطريقة الجارحة ..لم تتمكن من ضبط أعصابها ولكنها كانت متأخرة لذلك أرجحت مناقشتها لحين عودتها إلى البيت ….


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع