عرض مشاركة واحدة
قديم 22-11-17, 01:04 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

1 - خـــاتــــــم مــشــــبـــوهــ
تناول فنسنت رولاند منشفة و هو يخرج من تحت الدوش فى جناحه فى الفندق اللندنى , بعد أن صمم على أن يطير إلى باريس بعد غداء عمل عصر هذا اليوم . سيأخذ توأميه فى عطلته الأسبوعية هذه إلى البيت فى سانت جينز . كان متلهفاً إلى ذلك .
القصر,بدونهما أشبه بالقبر . فقد كانت السنة المدرسية بأشهرها التسعة, فراقاً طويلاً رغم الزيارات و المكالمات الهاتفية .
كان اليوم هو الخميس , و كانا يتوقعان مجيئة الجمعة , لكنه سفاجئهما . زهرة منسية
سيحتفل معهما الليلة بإنتهاء السنة الدراسية ثم يطيرون إلى قصرهم غداً .
سمع , أثناء حلاقته ذقنه رنين هاتفه الخليوى . ربما أحد ولديه يتصل به, فأسرع إلى الغرفة الأخرى ليجيب . لكن نظرة إلى الرقم المرتسم على شاشة التليفون أنباته بأن المخابرة من سانت جينز , فأجاب , راجياً أن لا يسمع خبر سيئاً:" نعم ؟ "
ــ صباح الخير فنسنت .
كانت هذه مدبرة المنزل , و كان صوتها مبتهجاً .
ــ صباح الخير إتفيج . كيف حال الجد موريس؟
ــ لا تقلق ! لقد خرج لتوه مع بوريغارد فى مشوارهما الصباحى.
شعر لذلك بالإطمئنان . كان جده و كلبه , فى غياب التوأمين قد كرسا وقتهما لبعضهما البعض .
ــ أتصل بكالبنك من هنا فى باريس , يريدك السيد جايد أن تتصل به فى أسرع وقت ممكن . و هذا هو رقم تليفونه.
السيد جايد ؟ لم يتحدث فنسنت إليه منذ فتح حساباً للتوأمين فى الخريف الماضى.
دون الرقم ثم قال :"شكراً إتفيج. أخبرى الجد موريس بأننى سأتصل بالرجل من باريس"
عندما انتهت المخابرة, أتصل على الفور بمدير البنك.
ــ شكراً لإتصالك بهذه السرعة , يا سيد رولاند. كنت قد طلبت منى الأتصال بك إذا دُعيت الحاجة.
ــ طبعاً , أية خدمة ؟
ــ أريد أن أخبرك بأن أبنك كتب شيك بمبلغ كبير منذ يومين . فرأيت أن أتأكد من موافقتك قبل أن أدفعه له.
ــ ما مقدار المبلغ؟
ــ إنه ثمانية آلاف و سبعمئة يورو . لن يبقى شئ فى الحساب.
تماكت فنسنت خيبة الأمل و هو يرى أن أولاده لم ينتظروا حضوره قبل أن يصرفوا المبلغ .
ــ لا بأس فقد وعدتهما بسيارة إذا هما نجحا فى إمتحان آخر السنة.
ــ سيارة؟ لكن هذا التشيك هو بأسم كتجر مجوهرات "فيندوم"
مجوهرات.....
و تملكته رجفة . مجرد سماعه هذه الكلمة يذكره بأكثر فترة من حياته سواداً.
ــ أوقف صرف الشيك حتى أُراجع الأمر.
ــ لا بأس , سيدى . هاك رقم تليفون
ما إن أنهى فنسنت المخابرة حتى أتصل بمتجر المجوهرات : لم يستطيع أن يصور سبب كل هذا. ذلك أن ولديه كانا على العموم موضع ثقته و....
ــ "بيجو فندوم"
ــ صباح الخير يا سيدى. هل يمكننى الحديث مع المدير؟
ــ هو يتكلم .
ــ أنا فنسنت رولاند.
ــ آهـ, نعم, سيد رولاند . منذ أيام قام أبنك هنا بشراء خاتم ثمين للمرأة التى سيتزوجها . إنه مغرم بها للغاية و قد أصر على أن يكون الخاتم بلون عينيها الفيروزى .
ــ يا إلهى.
ها هو ذا التاريخ يعيد نفسه! و ما أشبه الولد بأبيه .....
ــ هـــالـــــى ؟
كانت هالى قد خرجت لتوها من فرع متجر "تاتى" فى باريس حيث كانت تعمل عندما سمعت صوتاً مألوفاً يناديها . عندما التفتت كان تاكسى يقف بجوارها و ينفتح باب المقعد الخلفى حيث جلست مونيك رولاند , الفتاة الفرنسية المرحة التى تعلقت بـ هالى طوال السنة المدرسية الماضية .
سألتها هالى :"ماذا تفعلين هنا؟"
ــ أنتظرك . إنه عيد ميلادك و سنحتفل به !
عيد ميلادها ؟ لقد نسيت كل شئ عنه . و فوق ذلك كانت هالى قد ودعت مونيك و أخاها بول نهائياً منذ يومين . كانت هالى واثقة من أن هذا مجرد عذر آخر لكى يجتمعوا , هم الثلاثة , قبل أن يذهب التوأمان إلى موطنهما فى منطقة دوردوينى فى فرنسا لقضاء فصل الصيف
وجود مونيك غير المتوقع خارج مكان عمل هالى , يعنى أن المراهقين , يتيمى الأم , ما زالا لا يستطيعان أن يفارقاها لأنهما يشعران باللوعة لذلك.
و فى الحقيقة , كذلك كانت هى , إذ أنها , طوال مدة وجودها فى باريس بصفة راهبة غير مكرسة تخدم فى برنامج الدومينيكان الدولى , عرفت و أحبت هذاين التوأمين المبكرى النضج كأخوين لها . و قضاء المزيد من الوقت معهما سيجعل فراقها لهما أصعب , لكنها مضطرة إلى ذلك . فهى ستدخل الدير فى سان دييغو فى كاليفورنيا بعد أسبوعين .
ــ كيف عرفت أن اليوم هو عيد ميلادى , بينما أنا لم أتذكره ؟
ــ عندما كنا نجتاز القنال لتمضى يوماً فى إنكلترا , أختلس بول نظرة إلى جواز سفرك . و الآن أصعدى إلى التاكسى لأننا نعرقل السير.
فقالت هالى دون أن تتحرك من مكانها :"المفترض أن تكونى الآن فى المدرسة حيث يقيمون , كما تعلمين , عشاء الوداع السنوى للمدرسة ."
ــ أنا أفضل أن اكون معك , لا تقلقى فقد حصلت على إذن تغيب حتى الساعة الثامنة , هيا بنا , فنحن نضيع الوقت.
و هنا تمتم السائق النافد الصبر بشتيمة إضطرت معها هالى إلى الصعود , رغماً عنها إلى المقعد الخلفى بجانب مونيك . و سرعان ما اندفع السائق بالسيارة كالسهم إلى خضم السير ....
ــ إلى أين نحن ذاهبون بالضبط؟ زهرة منسية
ابتسمت مونيك بمكر :"هذه هى المفأجاة "
ــ مفأجاة أخرى ؟
كانت هناك مفأجات كثيرة أثناء التسعة أشهر الماضية و لكن لم يحدث قط أن كان ذلك فى تاكسى. دوماً كان ذلك يحدث عادة فى أثناء سيرهما أو وجودهما فى قطار عادى أو قطار تحت الأرض .
ــ هل المكان بعيد ؟
فأجبت مونيكا بغموض :"أنتظرى و سترين !"
ــ أنظرى فى عينى و أقسمى أن الناظرة منحتك إذناً بالتأخير هذه الليلة .
القت مونيك برأسها إلى الخلف بإزدراء , فقالت هالى :"هذا ما ظننته , أنت لا تخرقين القوانين فقط بل أيضاً ستكلفك أجرة التاكسى أكثر مما تتحمله ميزانيتك . سأخرج من التاكسى عندمفترق الطرق التالى "
فصرخت مونيك :"كلا , لا يمكنك القيام بذلك و إلا أفسدت كل شئ"
نبرة معينة فى صوت مونيك أنبأتها بأن التوأمين قد خططا لهذا الأمر منذ فترة طويلة .
ــانت تعلمين أننى لن أفسد مفأجاتك , لكننى أكره أن أرى كلا منكما يتعرض للمشاكل فى آخر ليلة لكما فى المدرسة
ــ لق نجحت فى شهادتى النهائي ة بمستوى مرتفع جداً , هذا إلى أن الناظرة لن تجرؤ على أن تعرضنى لمشكلة مع بابا .
ــ و ما الذى يمنعها ؟
ــ حتى الآن , قاوم أبى محاولاتها لإغرائه , لكنها لم تذعن بالفشل بعد.
وتر هذا التعليق الساخر الخارج من فم هذه الفتاة الرائعة أعصاب هالى , بينما إستطردت مونيك قائلة:"لا تـُبدى هذه الصدمة . كنت أخبرتك من قبل بأن كل النساء يرين أبى جذاباً لا يمكن مقاومته سواءً مع المال أم بدونه"
و بينما كانت هالى تستوعب ما سمعته عن الناظرة , لاحظت أنهما وصلا إلى المنطقة السادسة عشر المعروفة بأنها من أكثر مناطق السكن رقياً و أهمية فى باريس.
سار التاكسى فى شارع دى باسى بمتاجره الكثيرة , ثم أنعطف إلى شارع آخر ليتوقف أخيراً أمام مبنى للشقق السكنية , و كان هذا مثالاً بديعاً للهندسة المعروفة بأسم (فان دى سييكل) حيث لا يتمكن من الإقامة هنا سوى فأحشى الثراء مثل والد مونيك.
نزلت الفتاتان من التاكسى و دخلتا بهو المبنى الأنيق حيث أستقلتا المصعد الذى صعد بهما إلى الطابق الثالث ليتخرجا منه إلى شقة فخمة ذات غرف مترفة . و كان أثاثها من روائع الطراز التراثى , و مع ذلك كان تنظيمها و تناسبها بالغى التأثير بالنفس.
توجهت مونيك إلى الباب المؤدى إلى الشرفة , ثم هتفت و هى تمنح هالى ابتسامة مرحة :"آهـ , إنه مشهد غابة بولونيا الذى تحبينه"
باريس فى الربيع , كان مشهد رائعاً. لكن هالى لم تستطيع التركيز عليه , فهى كثيراً ما تتحفظ على قضاء مزيد من الوقت مع التوأمين.
ــ هل يعلم أبوك بهذا ؟
ــ أوهـ , ....أنه , لمعلوماتك الخاصة , فى لندن فى عمل و لن يعود قبل عصر الغد . و قد منحنا أنا و بول الإذن لاستعمال الشقة فى المناسبات الخاصة . و عيد ميلادك الخامس و العشرين هو حدث هام.
رغم أن هالى لم تتعرف أبداً على فنسنت رولاند , إلا أنها كانت معجبة به سراً . لقد قام بدور ممتاز فى تربيتهما بغياب الأم , فهما لا يدخنان أو يتعطيان المخدرات أو يسرفان فى تناول الكحول . و الاثنان تلميذان غير عاديين , يتألقان بذكاء و سحراً . أنهما , فى رأى هالى , رائعان للغاية , و هو يستحق كل التكريم لأبوته الممتازة .
أما ما لم تستطيع فهمه فهو السبب الذى جعله يرسلهما إلى مدرسة داخلية , و كيف استطاع لأن يتحمل فراقهما . أما بالنسبة إلى التوأمين فقد كانا شغوفين به. و كانت هالى تعلم أنهما يعيشان على زياراته لهما و أتصالاته التليفونية .
ــ أنا أكره أن أراكما تستغلان كرم أبيكما لأجلى....
نحن لا نفعل ذلك أبداً و لكنك , كما سبق و قلت لك , تقلقين لأجلنا أكثر من اللزوم , إننا سنمكث هنا ساعة واحدة فقط . لا تكونى مزعجة كسجدة مبتلة....؟ أهكذا يقال ؟
و ضربت الأرض بقدمها بفروغ صبر
ــ إذا كنت تريدين أن تظهرى عصرية , حاولى أن تقولى :"لا تكونى مسببة للألم بهذا الشكل"
و غرقت الفتاتان فى الضحك .
كانتا غير متناسبتين فى الحجم , فقد كانت هالى تزيد مونيك بعشرة سنتيمترات طولاً.
كان شعر الفتاة الفرنسية مقصوصاً على شكل خصلات بنية قصيرة تحيط بوجهها . أما شعر هالى الأشقر الذى يبلغ ذقنها طولاً فقد كان مصففاً بطراز يجعله يبدو مشعثاً . فهو لا يحتاج إلا إلى القليل من العناية . لكن هذا لم يكن الفرق الوحيد بينهما . تلبس هالى دوماً أرخص تنورة و بلوزة تجدها فى السلال التى تحتوى على الملابس الرخيصة فى متجر تاتى أما مونيك فترتدى آخر أفخر الملابس الإيطالية التصميم عندما تكون خارج المدرسة , و بهذا الشكل كانتا تخرجان معاً إلى تشارترز أو جبل سانت ميشيل لزيارة الكنيسة المشهورة .
ــ مرحباً بكما
قابلهما بوم توأم دومينيك على الشرفة و قبلهما على الوجنات . كان بجمال أخته مع قامة تبلغ الست أقدام , و كان التوأمان بالغى الأناقة . كان يلبس الآن قميصاً رياضياً و بنطلون جينز . بدا واضحاً أنه سيكون بعد ثمانى أو عشر سنوات , رجلاً جذاباً للغاية. و كان مع أخته يتصرفان هنا و كأنهما صاحبى الشقة . ربما كانت هالى تصرفت بحرص بالغ , لكنها تعلم أن التوأمين تعلما فى أرقى المدارس الخاصة و يلتزمان بقواعد صارمة , و لم تشأ أن تكون سبباً فى إنحرافهما عنها
ــ الحمد لله لوصولك بول . إن هالى تظن أنه ما كان ينبغى أن نكون هنا . إنها مستعدة للهرب من القفص.
قالت هذا لأخيها , فعلقت هالى على الفور :"وهذا تعبير آخر عليك أن تهجريه , إذا شئت أن تتحسن لغتك الإنجليزية . سأشترى لك كتاب حول مصطلحات اللغة . و لكن لسوء الحظ , عندما تحفظينها عن ظهر قلب كل تلك الاصطلاحات تكون قد أصبحت هى أيضاً قديمة الطراز "
فضحك بول :"أنت هنا الآن و لن ندعك تذهبين قبل أن نحتفل بعيد ميلادك . تعاليا معى "
تبعاه إلى غرفة الطعام غرفة الطعام حيث ملأ ثلاث كؤوس من العصير .
رفع رأسه :"عسى أن يكون عيد ملادك هذا هو الأسعد فى حياتك !"
و تقارعت الكؤوس.
لقد نظما هذه الحلفة الصغيرة على شرفها . و تأثرت و هى تدرك مبلغ ما تكلفاه من مشقة لذلك.
إنها ستترك لهما قبل مغادرة باريس رسالة أخيرة نودعهما فيها و تتمنى لهما حياة سعيدة . فلماذا لا تستمتع بهذه اللحظة غير المتوقعة من الصداقة الحميمة ما داموا معاً؟
ـــ
إعتذرت مونيك لتغيب فى الغرفة للحظة , ثم عادت تحمل طرداً ملفوفاً لابد أن بول أحضره معه.
وضعت هالى كأسها على المائدة لتتمكن من فتح الطرد. كان يحتوى على وشاح رائع الجمال من الشيفون بألوان القهوة و الحليب مع اللون الأبيض .
ـــ سيبدو هذا جميلاً مع تنورتك البنية اللون .
فقالت و قد خنقتها المشاعر :"إنه جميل , مونيك . و لكن ما كان عليك أن تكلفى نفسك"
و ربطت الوشاح حول عنقها لكى ترى كيف يبدو عليها .
ــ كنت أريد أن أهديك أشياء أكثر بكثير و لكننى كنتت اعلم أنكلن تقبليها . يمكنك على الأقل أن تلبسى هذا الوشاح أثناء الوقت الباقى لك فى العمل فى متجر تاتى.
ــ سأحتفظ به دوماً بذكريات هذا اليوم.
قالت هالى ذلك لا تريد الجدل , فهى ستعيده إلى مونيك بالبريد مع الرسالة . إنها لا تريد أن تنفق نقودها على الهدايا .
مالت الفتاة الفرنسية برأسها :"إنه يبدو أنيقاً للغاية مع هذا القميص الأبيض الذى تلبسينه "
ــ سيبدو أنيقاً مع قمصانى الأخرة أيضاً
ــ أعلم هذا , فهى كلها بيضاء.
و فجأة ضحكوا جميعاً . كان لديهم حس جميل بالفكاهة . كانت هالى تحبهما و شعورها بالفراق مؤلماً للغاية
ماك كان مفروضاً منها أن تعقد صدقات . لكن ذلك حدث على كل حال . كانت المرة الأولى فى سان دييغو حيث كانت تسكن مع غابى بيريس قبل قدومها إلى فرنسا .
كانت غابى و هى محامية أرمل مهاجرة , قد تشاركت مع هالى شقو واحدة اختصاراً للتكاليف , قد تزوجت الآن "ماكس كالدر" مدير المخابرات المركزية السابق و أنجبا طفلة سمياها هالى
ــ و الآن أرجو المعذرة سأعود بعد ربع ساعة .
فنظرت هالى إليها بحيرة :"لكننا جئنا لتونا , فلماذا نخرجين ؟"
فقال بول بابتسامة غريبة :"إنها ذاهبة إلى المتجر المفضل لديها قبل الإقفال إليس كذلك؟"
ــ هذا صحيح , سأعود فى لحظة
بعد ذهاب مونيك , ألتفتت هالى إلى بول :"أنتما تتصرفان بشكل غامض "
ــ هذا لأننى أريد أن أنفرد بك .
ــ لــــــــــمـــــــــــــ ـــــاذا ؟
ــ لكى أفعل شئ طالما تمنيته .
ــ و مــــــــــا هـــــــــــــــــــو ؟
ــ هــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــذا
و فى اللحظة التالية أحاط وجهها بيديه و عانقها بقوة.
تفاجأت كثيراً من تصرفه الغريب . و قررت أن تعتبر هذا أحدى مزحات بول الصغيرة , فقد كان مداعباً فظيعاً أحياناً .
ــ أوهـ .....إنه العناق الأخير قبل أن أذهب إلى العزلة . جعلت عيد ميلادى هذا خالداً فى ذاكرتى.
ــ كنت أتمنى القيام بهذا منذ وقت طويل .و الآن , أغمضى عينيك . لدى شئ آخر لأعطيك إياه.
فقالت بحذر :"أظنك قمت بما يكفى ليوم واحد."
لكنه تجاهل قولها هذا , و بسرعة البرق أمسك بيدها اليسرى و وضع شيئاً معدنياً بارداً فى إصبعها .
تلاشت ابتسامتها و هى تلمح الحجر المربع الفيروزى على الذهب الأصفر. كان وزن الجوهرة ثلاثة قراريط على الأقل ! و جعلها صفاء الحجر الكريم و لونه تشهق.
حتى لو كان زائفاً , لابد أنه كلف مبلغا كبيراً . مبلغ يفوق قدرات بول المالية و نضجة غير المكتمل. إهداؤها هذا الخاتم فى الوقت الذى يعلم فه ما هى مقدمة عليه عمل غير منطقى , ما الذى يظنه ؟
وهمت أن تسأله , لكن المشاعر المتدفقة من نظراته جمدتها و منعتها من الحديث .
ــ أتمنى أن يكون عيد ميلادك الخامس و عشرين سعيداً يا جميلتى .
طرفت هالى بعينيها ....فقد كان بول جاداً.
أحست زهرة منسية بأنه يرتعش . لقد ذهب ذلك الحب المازح و المداعبات البرئية التى كانت تميز علاقتهما
منذ متى كان لديه هذه المشاعر ؟
لقد كان بقاؤها مع التوأمين , جزء من خدماتها . و لم تدرك أنه أصبح مفتونا بها.و إذا كان هناك دلائل فهى لم تلاحظها
ــ إنها قطعت مجوهرات رائعة , ولكن عليك أن تعيدها إلى المتجر .
فأمسك بيديها بشدة كيلا تخلعه :"لا تكونى سخيفة! حتى لو لم تلبسيه , أريدك أن تحتفظى به كى يذكرك بى على الدوام "
ــ لا يمكننى ذلك , بول . إنك تعرف السبب . فالأشياء المادية لا تهمنى. عندما أدخل الير لن آخذ معى شيئاً.
فنظر إليها متشككاً :"أنا معتمد على عدم دخولك الدير . إننى متيم بك غراماً يا هالى ...."
صرخ بذلك بكل ما يحويه غرام المراهقين من حماسة , و غيرة , و تابع يقول:"سأبقى فى باريس حتى أقنعك بالقدوم معى إلى بلدى فى سانت جينز . أنت لم تُخلقى لتكونى راهبة". إننى أرجو أن تكونى زوجتى ذات يوم."
زوجته..........؟
و شدها إليه بقوة مدهشة مليئة بالمشاعر المحمومة .
لم تستطيع أن تُ صدق ذلك دفعته بصدره و هى تهتف :"بول..."
لكنه كان قوياً للغاية ! دعت الله أن يلهمها كيف ترفضه دون أن تؤذى كرامته.
ــ ما الذى يحدث هنا بحق الله؟
كان هذا صوت رجولياً عميقاً اخترق السكون , فقفز بول مبتعداً عنها و قد توهج وجهه بالشعور بالذنب.
أما هالى , التى كان رأسها ما زال يدور لعمق شعور بول نحوها ....
ذلك الشعور الذى أخفاه طوال تلك المدة ....فقد كانت ردة فعلها لهذه المقاطعة أكثر بطئاً . ذلك أنها , طوال الوقت كانت تعتبره أخاً أصغر لها .
قال بول بصوت خافت :"بابا...ظننتك فى لندن"
ــ هذا واضح . كان لدى إنطباع سخيف بأن ولدىّ قد يستمتعان بعشاء إحتفالى معى هذا المساء . و لكن يبدو أن ذوقك إندفع إلى شئ أقوى بكثير .
لم يكن هناك ثمة شك فى أن فنسنت رولاند قد دخل إلى غرفة الطعام , و ذلك من لهجته اللاذعة و هو يرى ابنه ذا الثمانية عشرة عام يعانق امرأة غريبة فى مشهد إحتفالى غريب.
و هزت هالى رأسها . كانت الشواهد تدينها تماماً....و لا يمكن أن تكون أسوأ من ذلك بالنسبة إلى بول . ومع هذا لم تكن مدهوشة حقاً . كان يجب ألا تتجاهل غريزتها بأن التوأمين أخطأ فى الهرب من المدرسة ليحضراها إلى شقة والدهما.
كما أن هالى لم تكن تتوقع أن يأتى الرجل بنفسه من إتجلترا فى نفس اللحظة التى إختارها أبنه لكى يكشف لها عن مشاعره . و دفعها الفضول إلى النظر ناحية السيد رولاند , فوجدت نفسها تحدق إليه.
كان التوأمان قد أرياها صورة أبيهما , لكن الكاميرا لم تلتقط جاذبيته المثيرة المشوشة للذهن . لم تكن تظن أن هناك من هو أكثر جاذبية من عريسها الذى مات فى حادث سقوط الطائرة الفزيع ذاك منذ سنتين...لكنها كانت مخطئة .
لقد ورث التوأمان شعر أبيهما الأسود و عينيه البنيتين . لم يكن هناك أثر من براءتهما فى عينيه الثاقبتين وهو يشملهما بنظرته مقيماً صفاتها الأنثوية بلحظة طويلة جادة.
كانت هالى موضوع أنتباه الرجال منذ مراهقتها و قد اعتادت على ذلك. و على كل حال , بدا لها أن هذا الرجل كان يتطلع إلى شئ آخر غير جمال قوامها . كان الوشاح الثمين يبدو فى غير مكانه مع التنورة البلوزة البيضاء الرخيصتين .
تقدم إلى داخل الحجرة و يداه السمراوان على وركيه .كان يلبس كنزة باهتة الزرقة و بنطلون جينز يبرز قوة ساقية . و بثت رجولته المتدفقة الاضطراب فى حواسها . و مع إقترابه , أستطاعت أن تراه يتجاوز بول طولاً بعدة إنشات . رفع حاجبه الأسود باستياء : "ألا يـُفترض بك الأحتفال بنهاية السنة الدراسية مع زملائك؟"
فتنحنح بول :"عيد ميلاد هالى أهم كثيراً من وجودى مع مجموعة من الفتيات أبى , هل لى أن أقدم لك صديقتى , الآنسة لين ؟ تعارفنا فى الخريف الماضى"
تغضنت ملامحه و هو يعود إلى تفحص وجهها مرة أخرى . ثم انحدرت نظراته إلى أن استقرت على الحجر الفيروزى فى إصبعها :"الآنسة لين"
قال هذا بفتور مهين كأنه لا يحتمل حتى الاعتراف بوجودها ....
تملكها الاضطراب . من المؤكد أن رؤيته لإبنه يعانقها لا يجرّ كل هذا الحقد.
قالت تريد تهدئة الوضع :"أهلاً و سهلاً سيد رولاتد . أولادك يتغنون دوماً بمدحك , و أنا مسرورة بالتعرف عليك"
ــ هل يمكننا الذهاب إلى غرفة الجلوس لحظة بابا ؟
ــ لا, لا يمكننا ذلك....
كان غضبه الهائج الكامن وراء هدوئه هذا ظاهراً و عيناه مازالتا مركزتين على الخاتم فى إصبعها :"ما دامت الآنسة لين بهذه الأهمية فى حياتك, لا أرى سبباً يُبعدها عن هذا الحديث"
ــ حبى لها هو صحيح , فهى تعنى لىّ كل شئ , و سأتزوجها فى الوقت المناسب.
ــ بــــول !
إنها ترفضه تماماً و ليس فقط لأنها تكبره سنناً و خبرة .
ــ كم هذا ممتع... لقد فهمت الآن السبب الذى يجعلها تلبس جوهرة جعلك ثمنها تسحب من البنك بقيت رصيدك للسنة المدرسية!
فتأوهت هالى .كان بول يستعر ثراءه أماها بسبب افتتانه به . هذا ما جعله يرتكب هذه الغلطة الحمقاء المكلفة للغاية :"دوماً سأتذكر أنك أعطيتنى هذا الخاتم يا بول لكنك تعرف الأسباب التى تمنعنى من قبوله"
كانت تريد أن تحافظ على شعوره , لكنه تجاوز الحد ما جعله بحاجة إلى هزة توقظه . خلعت الخاتم من إصبعها دون تردد و وضعته على المائدة .
فشحب وجهه.
قال أبوه:"فات الوقت على إقناعى بأنك لم تكونى تنوين الأحتفاظ به , يا آنسة لين"
فاستدار بول إليه:"أنت غير متفهم, يمكننى أن أشرح الأمر"
ــ أراهن على ذلك , كما بإمكانك أن تخبرنى كم من المرات أحضرتها إلى شقتى منذ الخريف الماضى"
فقالت هالى بهدوء :" لم أحضر إلى هنا قط قبل الآن"
حتى هذه اللحظة , لم تكن اهتمت بنفسها , بل كان غضبه البالغ من بول هو الذى أقلقها . كان لدى السيد رولاند كل الحق فى أن يستاء . لكنه كان يستشيط غيظاً , و لم تكن لتحتمل مدى الضرر الذى قد يحدث إذا أذل بول أمامها .
فابتسم لها ساخراً :"طبعاً لم تفعلى ذلك. تماماً كما أنك لم تكونى تعلمين أن ذلك الحجر الكريم كان حقيقياً . و لا أدرى ما الذى أستطعت إستخلاصه بالحيلة غير هذا"
نظرت إليه بعينين لا تطرفان :"يسعدنى أن أتحدث معك عن هذا الأمر , لكننى أرى أن تتحدث مع أبنك على إنفراد أولاً"
لم تصل إبتسامته الباردة إلى عينيه :"ليست مهتماً بما ترينه , يا آنسة لين . كلما تحدثت أنت أكثر كلما إزداد إقتناعى بأن الخاتم هو جزء من مشروع واسع للسلب لا تحلم بتنفيذه سوى شابة لها سحرك و وقاحتك"
فصرخ بول :"و الآن أنتظر لحظة. ليس لديك الحق فى أن تتحدث إلى هالى بهذا..."
ــ كفى أتظننى معتوهاً كلياً ؟إياك أن تصرخ بىّ بهذا الشكل مرة أخرى, و لا تتحدث معى عت الحقوق . لقد فقدت كل حق لك فى ذلك منذ أن اسأت أستعمال ثقتى.
و إذا بصوت مونيك يتعالى فى الردهة :"هذه أنا قادمة. لقد عدت و أنتهى دورك يا بول , إننى أنبهك فى حال كنت أقطع عليكما أى شئ ...."
أنهى صوت مونيك هذا الجدل العقيم . لقد ساعدت هذه القردة الصغيرة أخاها و شجعته لكى ينفرد بها. لقد عرفت الآن كل شئ.زهرة منسية
لم تستطيع أن تفهم كيف فكر التوأمان فى أن بإمكانها أن تهتم عاطفياً بـ بول الذى يصغرها بسنوات عديدة و أنا يمضيا كل هذه الأشهر معها و مازالا لا يقدران إلتزامها بالرسالة التى إختارت أن تتبعها.
كلما فكرت فى ذلك , كلما إفترضت أن الأمر هو قضية فتى و فتاة مثاليين يؤمنان بما يريدان أن يؤمنا به.
هما من أخبرا هالى أن أمهما توفيت أثناء ولادتها لهما . و قد بذل أبوهما مجهوداً كبيراً ليكون أباً صالحاً .
ــ أهكذا ....تعود الأبنة المبذرة إلى مشهد الجريمة محملة بملابس أكثر مما ينبغى.
فى اللحظة التى دخلت فيها مونيك غرفة الطعام , بدا الأرتباك على وجهها , و جمدت أمام أبيها متمتمة و قد صدمها وجوده :"بابا....ظننتك لن تكون هنا قبل الغد."
ــ هذا واضح , و إلا كان هذا الاحتفال السرى البسيط ليمر دون أن أكتشف أمركم . تسعة أشهر والآنسة لين تملك (شيكاً على بياض) لإستغلال ولدى و تحريضهما لكى يتخليا لها عما لديهما من مال ناسيين أننى انا الذى زودتهما به. و يدهشنى أنه ما زال لديك من النقود ما يمكنك من شراء أى شئ.
أختطف العلبة من تحت إبط مونيك و فتحها فأنزلق منها ثوب كوكتيل أحمر وهاج :" هل هذا هدية أخرى للآنسة لين المحرمة المعدمة؟"
لم تكن هالى تظن أن تنورتها و بلوزتها يبدوان إلى هذا الحد من السوء .
بينما كان الأب يتابع قائلاً :"يبدو أنها استفادت منكما تماماً....هذا الوشاح الثمين, مثلاً . و هذا الثوب الراقى التفصيل , ثم خاتم بقيمة تسعة آلاف دولار.
تسعة آلاف دولار....
و إشتبكت عيناها الذاهلتان بعينيه . و توترت شفتاه و هو يقول :"إنها غنيمة جيدة تماماً بالنسبة إلى عمل يوم واحد آنسة لين"
اغرقت عينا مونيك بالدموع و هى تشهق قائلة :"بابا...ماذا حدث؟ إنك مخطئ فى كل شئ يا أبى"
فانتصبت فى وقفته :"يبدو أن أبنتى و أبنى مخدوعان. أنت تعرفين معنى هذه الكلمة , أليس كذلك؟ فالخداع هو أن يغش الشخص أناساً آخرين بعد كسب ثقتهم"
و أخذ صدره يعلو و يهبط , فصرخت مونيك :"هالى تخدعنا ؟ هذا مستحيل! هذه حفلة عيد ميلادها و قد جعلناها مفاجأة لها دون أن تعلم عنها شيئا! كانت, فى الواقع , خائفة علينا جداً من أن نقع فى مشكلة , حتى أنها فى البداية رفضت القدوم معى فى التاكسى"
ــ لكنها جاءت . و منذ لحظات , كانت تلبس خاتماً يساوى ثروة و كانت تشكر أخاك بتلك الطريقة الأنثوية المعروفة منذ القدم و التى تقود الرجل إلى خرابه.
صدم هذا الموقف التوأمين اللذين كانا يتحدان أباهما مثلاص أعلى....
كان هذا الرجل ناجحاً فى أعماله , بالنسبة إلى أسرته . لكن هذا الشخص العنيد الواقف بالقرب منها لم يكن يشبه ذلك الردل المثالى الذى فى خيالها إلا قليلاً.
قال و هو يصر بأسنانه :"ألا تدركان أنها تخدعكما و تعطينى سبباً قوياً لأشك فى نجاح تربييتى الأبوة لكما؟"
سمعت هالى العذاب فى صوته فقط , و بالرغم من غضبه , كان تأثير ذلك عليها قوياً.
ــ ستذهبان . أنتما الإثنين , الآن إلى حيث تستقلان تاكسى تعيدكما إلى المدرسة, و سأوافيكما إلى هناك بعد حديث قصير مع الآنسة لين .
مزيج الآلم و المرارة فى عينى بول سبب لـ هالى الخوف على مصير العلاقة بينه و بين أبيه .
كان غضب بول مخيفاً أكثر من غضب أبيه , ذلك لأنه صغير السن حساس للغاية . و قد فوجئ بالجرم المشهود فى أدق لحظة فى حياته و أكثرها زعزعة و عدم ثقة و سيستغرق منه الصفح عن أبيه وقتاً طويلاً .
هبط قلبها عندما اندفع كالعاصفة من غرفة الطعام , فتركه أبوه يذهب.
حملقت مونيك فى أبيها و كأنها لم تره قط من قبل. ثم أنتقلت نظراتها المجروحة إلى هالى و حركت شفتيها بكلمة (آسفة) قبل أن تسرع خلف أخيها .
و فى اللحظة التى سمعت فيها صوت باب المصعد ينغلق , قالت :" أرجوك لا تدعهما يخرجان بهذه الطريقة . أركض خلفهما بسرعة و اعتذر منهما قبل أن يحدث للعلاقة بينكما مزيداً من الضرر"



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس