عرض مشاركة واحدة
قديم 22-11-17, 01:05 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

3 - عودى رجاءً
كانت الساعة الخامسة مساء الأحد.و قد أنتهت هالى من خدمة آخر زبائنها و تركت المتجر.
يومان مرا على إندفاعها السريع خارج شقة السيد رولاند و قد تملكها الألم. الأذى الذى تسببت به , دون أن تدرى , بصداقتها لأولاده , ما زال يشغل بالها و لن يزول حتى تفعل شيئً لتخرج من الجحيم الذى وجدت نفسها فيه.
كانت الليلة الماضية قد أبتدات بالصيام بعد ان أدت الصلاة , كما ان لديها موعد الليلة للحديث مع الأم مارى كلير عت التوأمين , إنهما الآن فى منزلهما مع أبيهما فى سانت جينز .
و خافت هالى أن لا تكون محاولتها الحديث معه أو مع ولديه و لو تليفونياً, ناجحة . الشئ الوحيد الذى يمكنها التفكير فى عمله هو أن ترسل إليه رسالة تعبر فيها عن أسفها , راجية أن لا يمزقها قبل أن يقرأها أولاً . و لكن قبل أن تضع أفكارها على الورق , أرادت أن تعرف رأى رئيستها فى هذه المسألة.
فى البداية , رأت هالى أن بإمكانها أن تلبى حاجة التوأمين إلى الحنان أثناء غيابهما عن البيت . لكن ذلك أعطى , و بشكلمدمر , عكس النتائج المطلوبة .
مواجهتها المؤلمة لوالدهما جعلتها تخسر ثقتها بحكمها على الأمور بصفتها إنسان و ليس فقط راهبة ؟ لماذا لم تمنعها العاناية من إرتكاب هذا الخطأ ؟
هل كانت من الغرور بحيث اعترضت طريق التوأمين لأنها أعتقدت أن رسالتها هى الترفيه عنهما و هما اليتيمى الأم ؟ و هل أعماها ذلك عن رؤية دلائل المتاعب؟
أم أنها غريزة الأمومة الكامنة قد برزت فجأة إلى الحياة , و بالتالى منعتها من حسن تقدير الأمور ؟ فى كلتا الحالتين , أى نوع من الراهبات ستكون فى المستقبل حين تشتغل مع الشبان و الشابات ؟
كان هذا نوع من الأسئلة التى تحتاج إلى أجوبة , فإذا لم تجد سكينة النفس تجاه هذا الأمر بسرعة , فهى تخشى أن لا تكون صالحة لما هى بسبيله و جعلتها هذه الفكرة تجد السير شاعرة بالغثيان.
ــ الآنسة لين؟
عرفت ذلك الصوت العميق الملئ بالرجولة , فاستدارت مدهوشة لأن والد التوأمين ما يزال هنا فى باريس . و أخذ قلبها يخفق.
كانت تريد فرصة أخرى تتحدث فيها معه و تحاول تقويم الأمور . وجوده الآن يعنى أن إحدى أمانيها على الأقل , قد اُستجيبت .
كان قد أوقف سيارته عند المنعطف بالقرب من متجر تاتى . و تذكرت أن مونيك انتظرتها فى نفس البقعة فى التاكسى منذ ليلتين , إلا أن فنسنت نزل من سيارته و تقدم لملاقاتها .
كان مرتدياً بدلة رمادية يتناسب لونها مع سمرة بشرته و مظهره الوسيم . و لكن عندما اقترب منها, شعرت بأنه أصبح أكبر سناً منذ تلك المواجهة بينهما .
ثمة خطوط أحاطت بفمه بينما بدت بشرته السمراء شاحبة , كما رأت فى عينيه البنيتين ألماً زاد وضوحه أهدابه السوداء كالفحم.
رغم أنه لم يحدق إليها بنفس الإحتقار و الأنفة كما من قبل , لم تشعر بأن شعوره أصبح أكثر مودة نحوها . هذا إلى أن مرور الزمن قد خفف من غضبه كما يبدو.
قال دون تمهيد :"بول فى المستشفى"
كان هذا آخر ما توقعت سماعه. و صرخت بذعر :"ماذا حدث له؟"
ــ أبنى ليس على وشك الموت إذا كان هذا ما تخافينه . على الأقل ليس بسبب ألم جسدى .
ــ ما الأمر إذن؟
سمعته يتنفس بحدة :"صدمته شاحنة بعد أن ترك الشقة تلك الليلة"
ــ آهـ , كلا.....
و أرتجف جسمها
كما أخبرتك , سيشفى . كل ما أصيب به هو أرتجاج فى المخ و بعض الرضوض .
أغمضت عينيها بشدة:" الحمد لله أنه حى. كان من الكدر بحيث لا يدهشنى عدم إدراكه إلى أين كان يسير"
ــ فى هذا أنت مخطئة . عندما أحضرته الأسعاف إلى المستشفى , كان غائباً عن الوعى . و عندما صحا فى قسم الطوارئ ظن نفسه قد مات و أنه فى العالم الآخر. و عندما اخبر الطبيب أنه لم يمت بل هو حى تماماً , لم يشأ بول تصديق ذلك . ثم اعترف بأنه تعمد الاصطدام بالشاحنة.
فصرخت :"ماذا؟ هل أراد بول ان يموت حقاً؟"
عسكت عيناه المعذبتان ذعرها و شعرت بيده تقبض على مرفقها :"علينا أن نتحدث و لكن ليس بإمكاننا ذلك هنا. أظنك أنهيت عمل اليوم؟"
فأجابت شاعرة بدوار :"نعم , كنت فى طريقى إلى .... بيتى"
عليها أن ترجئ موعدها مع الأم مارى كلير إلى ما بعد. فهذا أهم .
ــ فى هذه الظروف , أفضل أن آخذك إلى شقتى أولاً . و أثناء تناولنا الطعام أخبرك بما قاله لى الطبيب قبل أن أغادر المستشفى هذا المساء .
أومأت برأسها و هى ما زالت ترتجف لهذا الخبر . و بدأ شيئاً من الارتياح على ملامحه المتوترة لتجاوبها هذا و وجّهها بيده التى ما زالت على مرفقها نحو سيارته . كانت زهرة منسية واثقة من أن هذه الحركة آلية منه , و مع ذلك شعرت بحرارة يده تسرى فى جسمها .
كانت دون شك شارعة بقربه منها إلى درجة بالغة لأنها لم تسر مع منذ موت زوجها . منذ تلك اللحظة الهائلة التى أدركا فيها أن الطائرة تسقط , سحقها بين ذراعيه لآخر مرة . و منذ ذلك الحين أهملت كل رجل آخر .
ساعدها على الصعود إلى السيارة ثم جلس خلف المقود و سرعان ما انضم إلى حركة السير . و ساد الصمت بينهما دقائق و قالت بعدها :"إنه ذنبى لأننى لم أكن واعية إلى شعور بول نحوى"
ــ قبل أن تبدأى بلوم نفسك , إنك بحاجة لأن تعلمى أن هناك عوامل عدة أدت إلى هذه الأزمة . أخبرنى بذلك الدكتور موروا , الطبيب النفسانى الذى فحص أبنى . و حسب قوله , لا يمكن لوم أحد . و ان نعاقب أنفسنا لإعتقادنا بإننا أخطأنا بحق بول لن ينفع بشئ و لن يحل الأزمة.
فقالت بصوت ينبض بمشاعر لم تستطيع أن تخفيها :"و هل أستطعت أن تتخلص من شعورك بالذنب؟"
قال بعد صمت طويل جعلها تظن أنه لم يسمعها :"لا."
همس بذلك بصدق ملئ بالألم ما جعل جرحها ينفتح من جديد. إنها فرصة ثانية تمنحها لها الحياة بعد حادث الطائرة لتفعل شيئاً نافعاً فى حياتها .
على الأقل كان ذلك هدفها منذ البداية فلم تفلح إلا فى إشاعة الإضطراب فى أسرة رولاند .
قالت :"كان يفترض أن أكون أكثر حكمة ... أنا أكون الشخص الذى يجلب قبساً من الضوء فى يوم سئ ..... الشخص الذى يزود حياتهما بالراحة و السلوى لمجرد وجوده و إصغاءه لهما فيما لو كانا بحاجة إلى سند لكننى لم أر ذلك يحدث"
ــ لست وحدك من فوجئ بحدوث ذلك.
هتف بذلك متهماً نفسه , فشعرت بكلماته تتغلغل فى كيانها , بينما تابع يقول :"لا أتذكر أمى جيداً , لكن أبى فقط هو الذى قيد حريتى أثناء نموى. كان يخاف من أننى إذا تركت كرم العنب و لو لرحلة قصيرة , لن أرضى أبداً بالبقاء فى البيت بعد ذلك . و حاول جداى أن يتدخلا لأجلى , و لكن عبثاً. و بقيت سنيناً ألعن أبى و أسم أنه إذا أصبح لدى أولاد , سأحرص على أن يتعرفوا على أماكن أخرى و خبرات جديدة. وعندما أخبرت التوأمين بأننى سأرسلهما إلى مدرسة داخلية فى باريس , و هو شئ كنت متلهفاً عليه عندما كنت فى سنهما, لم يظهر عليهما حماسة لترك البي . و عجبت لماذا لم يقفزا فرحاً لهذه الفرصة للتعرف إلى الحياة"
و نظر إليها :"كان من سخرية القدر أن أراهما لا يريدان الرحيل لكننى كنت واثقاً من أننى أقوم بالشئ الصواب إذ أدفعهما إلى خارج العش معتقداً أن هذا فى مصلحتهما."
فقالت و قلبها يتحطم :" لقد منحت ولديك الكثير من الحب إلى حد ما يشعرا معه برغبة فى الإبتعاد عن البيت . لكنهم ما كانا يريدان أن يجرحا مشاعرك فى إبداء رغبتهما بالعودة إلى البيت"
فقال بخشونة :"و هكذا أخبراك أنت بذلك. آسف لاضطرارك إلى تحمل مسؤولية غلطتى طوال هذا الوقت"
فصرخت :"إياك أن تقول هذا. تلك لم تكن غلطة. فقد أمضيا فى باريس وقتاً رائعاً . و قد أكتسبا خبرة ما كانا سيكتسبانها فى أى مكان آخر . أن لديك أروع ولدين فى العالم , و انا شديدة الحب لهما . و قد أحببت كل لحظة أمضيتها معهما . وإن حاجتهما إلى أصدقاء من خارج المدرسة يبرر عملى. و قبل أن أحضر إلى فرنسا , كان علىّ أن أؤدى القسم , ولكن , مثلك أنت , شعرت الأم المقدسة بأن فتاتها قليلة الخبرة و بحاجة إلى قضاء مزيد من الوقت فى العالم ... كانت تريدنى أن أكون واثقة جداً من رغبتى فى إداء رسالتى الدينية قبل أن أصبح راهبة . و قد رتبوا لىّ عملاً هنا فى باريس , لكننى لم أشاء البقاء , عند ذلك تعرفت إلى والديك فكان ذلك بمثابة صرخة من القدر بالنسبة إلىّ . كنت حريصة جداً على وجودى هنا لأجلهما . لم ادرك أن بول يعتبرنى أكثر من مجرد صديقة . لم أعرف...."
و تلاشى صوتها.
ــ هل نسيت أننى أنا من أستحال غولاً و طرده من الشقة؟ و الآن أصبحت أبنتى من الخوف منى بحيث تجفل كلما حاولت أن أتحدث إليها .
لكن هذا كله أنتهى .
ــ
و لم يعودا إلى الحديث حتى وصلا إلى شقته . قادها إلى غرفة الطعام . كانت كل آثار حفلة عيد ميلادها قد أزيلت , ثم سألها عما تحب أن تأكل
ــ لا شئ. شكراً على أى حال
فقطب حاجبيه :"و لكن لابد أنك جائعة بعد عمل نهار بطوله يا أخت"
ــ أنا لم أصبح أختاً بعد , يا سيدى , أدعنى هالى من فضلك.
تفحص ملامحها لحظة:" ما رأيك فى ميه معدنية؟"
رأته مصمماً على إستضافتها , فقالت :"أنا ما زلت صائمة"
تخلل شعره بيده :"هل يضايقك إذا شربت قهوة أمامك ؟ أنا بحاجة إليها لإنعاشى"
هذه الرقة و الدماثة كشفت عن هذه الناحية من طبيعته التى جعلت ولديه يحبانه منذ البداية.
ــ طبعاً لا يضايقنى , يا سيدى
ــ أدعينى فنسنت .
ــ لا بأس
منذ يومين لم تكن تتصور نفسها تتبادل معه حديثاً مهذباً .
ــ أرجوك أن تتناول عشاءك إذا شئت , أنك , فى وقت كهذا , بحاجة إلى قوتك . أتصور أنك ومونيك فى غاية الإنهاك .
و كانت خطوط الإرهاق حول عينيه و فمه تشير إلى قلة نومه.
ــ إننا نتبادل الجلوس بجانبه فهو لا يبقى وحده أبداً.زهرة منسية
تشابكت نظراتها بنظراته الثاقبة لحظة طويلة لم تستطيع أن تدرك ما يفكر فيه لكن عنف تلك النظرة جعلتها ترتجف. أخيراً قال قبل أن يتوارى فى المطبخ :"أنتفاخ تحت عينيك يدل على أنك أنت أيضاً لم تنامى"
انتهزت فرصة غيابه لتذهب إلى الحمام حيث أنعشت نفسها بغسل يديها و وجهها , و عندما عادت وجدته جالساً عند رأس المائدة.
نظرت إليه و هو يضع معلقتى سكر فى قهوته . عند ذلك شملها بنظرة متفحصة :"يبدو عليك التسلية"
ــ عرفت الآن من أين أكتسب التوأمين حبهما للحلوى . إنهما لا يذهبان إلى أى مكان دون حلوى المرصبان.
أرتفعت زاوية فمه فرأت وجهاً آخر لـ فنسنت قبل أن يفاجئهما , هى و بول و قال :"كنت مجنوناً بتلك الحلوى حين كنت صبياً"
لابد أن فنسنت رولاند كان صبياً حسن الشكل . أما الان فهو رجل يخطف الأنفاس بوسامته.
انتبهت إلى أفكارها المنحرفة هذه فجلست إلى كرسى بجانبه , متلهفة إلى الحديث عن ابنه.
ــ جئت إلى مكان عملى لأجل سبب معين . إذا كنت تريد مزيداً من المعلومات سأخبرك بأى شئ و أفعل أى شئ بإمكانى عمله للمساعدة . أننى أحب بول و حالته العقلية أكثر من أى شئ آخر.
و تنهدت بحرقة
وضع كوب القهوة و سألها :"هل حبك له يكفى لكى تخبريه بأنك ستمضين الصيف فى قصر رولاند؟"
كان سؤاله هذا آخر شئ توقعت أن تسمعه .
ــ حسب ما يقوله الدكتور موروا يعيش بول فى عالم مثالى من صنع خياله . مجئيك إلى القصر هو كل ما يتمناه من كل قلبه منذ عرفك. ليس لدى بول شك فى أنك إذا جئت إلى بيتنا و أمضيت معه بعض الوقت من يوم لآخر , ستدركين أن قدرك الحقيقى لا يكمن فى الرعية من أخوات آخريات
خفضت رأسها . نجاة بول من الموت لم تغير آراءه. إنه ما يزال يرى الأمور من زوايته الخاصة.
ــ ما هو رأى الدكتور موروا؟
ــ بالنسبة له ... قد يكون هذا أفضل ما يمكن أن يحدث . سيكون الأمر بمثابة خلق جو من الإلفة سيساعده على الشفاء سريعاً و هكذا سيكتشف بول أنك ليست ذلك المثل الأعلى للمرأة الكاملة الذى فى خياله , بل بالعكس سيجدك إنسانة من لحم و دم لديك نقاط ضعفك . سيجد أن إحتياجاتكما و اهتماماتكما لا تنسجم معاً . و مع مرور الزمن , سيتغلب على إفتتانه بك و يتركك . ذلك يـُدعى النضج , و هو ما يحتاجه.
تبع قوله هذا صمت طويل كانت أثناءه تستوعب كل ما قاله الطبيب النفسانى . ثم نظرت إلى فنسنت تسأله :"و ما رأيك أنت فى نظريته هذه ؟"
ــ هذه مسألة فيها نظر . أنت أخترت طريقك منذ وقت طويل . ومع ذلك يشعرالطبيب بأنه من المهم أن يراك بول مرة أخرى و بذلك لا يبقى تحت تأثير فكرة إساءتى إليك.
و نهض واقفاً , لكن ليس قبل أن ترى ومضة عذاب فى عينيه . كان الرجل يعانى من اضطراب داخلى بالغ . لقد استطاعت تمييز هذه الدلائل بعد مرافقة راهبات غير مكرسات مل ولن يعانين من مشاكل شخصية.
ــ من المؤكد أن بول لا يظن ذلك.
عادت الكآبة إلى عينيه :"دعينا لا نوهم أنفسنا بأن غضبى لم يسبب ضرراً دائماً"
كانت هالى واثقة من أن هناك سبباً . ثمة شئ هائل قد حدث فى ماضيه , شئ قد يكون متعلقاً بأبيه المستبد.و أرتجفت .
ــ قبل أن آخذك إلى المستشفى , يجب أن تعلمى أن بول لم يتحدث إلىّ منذ حادثة الاصطدام . علىّ أن أعتمد على الطبيب و مونيك للاستعلام عنه . أخاف أن تكون , كأخيها مقتنعة بأننى تعمدت إبعادك عنهما .
عند سماعها جملته الأخيرة نهضت واقفة :"إذن , سأثبت لولديك أنهما مخطئان"
شعرت بنفسها ترتجف و لكن لا يمكن أن ترجع كل الضعف الذى تشعر به إلى الصيام .
لم يكن بإمكانها أن تمنع بول من محاولة إنهاء حياته . ما كان لاحد أن يعلم ما كان يدور فى عقله حين ترك الشقة يوم الخميس . لكنه نجا بمزعجة , وهو الآن يحصل على أفضل علاج ممكن .
و لكن لا أحد كان يساعد أباه .
وراء ذلك الرجل الحازم يكمن رجل ضعيف و عليها هى أن تنهى الأزمة القائمة بين بول و أبيه . إنها الشخص الوحيد الذى يمكنه ذلك . و إلا لن تعود أبداً تلك العلاقة القوية التى كان بين الأب و ابنه , مرة أخرى .
ــ هـــالـــــى !
صرخت مونيك مذهولة وهى تخرج من غرفة بول فترى هالى فى الممر مع أبيها . و بدا الارتياح البالغ على وجهها ممزوجاً بسرور حقيقى . و قبلتا وجنتى بعضهما بعضاً.
ــ كنت أريد أن أتى قبل الآن , يامونيك , لكننى انتظرت حتى أعطانى طبيبه إذناً بالزيارة . و كان أبوك من اللطف بحيث أحضرنى من مقر عملى إلى هنا بنفسه , قائلاً إن علينا أن لا نتأخر لحظة واحدة.
فى البداية , بدت الفتاة الفرتسية البالغة الحيوية غير واثقة , و نظرت إلى أبيها للتأكد من ذلك , ثم أحتضنته:"شكراً يا بابا , سيجعل هذا بول سعيداً للغاية"
طبيعة مونيك المتسامحة أدفأت فؤاد هالى . و عندما التقت عيناها بعينى الأب من فوق رأس مونيك , قرأت فيهما الشكر :"سننتظرك فى غرفة الزائرين بينما تدخلين"
أومأت هالى قبل أن تدخل غرفة بول . و رغم أن التليفزيون كان مفتوحاً , إلا أنه بدا نائماً .
كان جو الغرفة دافئاً للغاية و فهمت سبب نومه فوق الأغطية . و لا شك أن أباه هو الذى أحضر له هذه البيجاما الجميلة المخططة التى يرتديها.
كانت صينية العشاء على منضدة السرير لم تؤكل بعد. تقدمت إلى جانبه لتنظر إلى الرض المنتفخ الذى كان بحجم بيضة الأوز و قدأصبح الآن مسطحاً
ــ بول ...أنا هالى....لقد جئت حالما أعطانى الطبيب إذناً بزيارتك.
ففتح عينيه :"هالى.... لم أكن أظن أننى ساراك مرة أخرى ....أنا لا....لا أستطيع أن أصدق هذا"
تقدمت و قبلته على خده الأيمن :"و لماذا لا تصدق ؟ أظننا سنريح خدك الأيسر"
فكانت مكافأتها ابتسامة رائعة ينفرد بها آل رولاند.
ــ لا تحالو أن تجلس . يقول الطبيب إنك ما زالت تعانى من الدوار.
ــ لم يعد هذا سيئاً كما كان .
فقالت مداعبة :"أنت كذاب , فإنك لم تأكل عشاءك"
ــ لست جائعاً . طعام المستشفى يثير الغثيان.
ــ هل هو أسوأ من طعام مدرستك ؟ لا أظن ذلك . اعترف بأن الطاهية فى سانت جينز قد دللتك للغاية.
فقال و هو ينظر إليها بثبات :"أعترف بذلك"
ــ هل تمانع فى أن آكل عشاءك ؟ لقد جئت من عملى مباشرة , إضافة إلى أنه حان وقت إنهاء صيامى.
فطرف بعيتيه :"هل كنت صائمة؟"
ــ نعم , لأجلك و أجل أسرتك"
وجذبت كرسياً جلست عليه و أمامها الصينية , و ابتدأت تأكل ...
ــ قررت أن أسرة رولاند بحاجة إلى عون يمكنها الحصول عليه , حالياً. لابد أن حادثك كان صعباً على الجد موريس الذى كان يعد الدقائق لعودتكما , أنت و مونيك , إلى سانت جينز , هل تحدثت معه اليوم؟
ــ لقد أتصل مرتين
ــ أنا واثقة من أن سماعه صوتك يسعده ,الحادث جعل الرعب يدب فى قلب كل شخص خصوصاً أنا.
رفع بول رأسه رغم الدوار :"كيف عرفت ؟ من مونيك؟"
ــ لا , بل من أبيك . جاء إلى مقر عملى و أحضرنى إلى هنا.
فأظلم محياه :"كيف يمكنك حتى أن تتحدثى إليه بعد معاملته تلك لك؟"
ــ لقد قبلت إعتذاره القلبى كل ما يفكر فيه هو سعادتك .
فقال بمرارة :"أنت مضطرة لأن تقولى هذا لأنك راهبة"
ــ بل تعلمت الصفح منذ طفولتى , يا بول , و ليس هناك سبب آخر . أن أباك متألم إلى حد هائل و أنت أكثر من أى شخص آخر, تعلم صحة هذا . أما بالنسبة لكونى راهبة , فأنا لم أكرّس رسيما بعد. هذا هو سبب حضورى إلى هنا لأتحدث معك عن ذلك .
لم تتفاهم هالى , حول هذا الأمر , مع الأم مارى كلير. حتى أنها لم تجد لحظة فراغ لذلك , و لكن هناك أوقات كانت هالى تتصرف فيها بوحى من غريزتها كما هى الآن.
لم يكن بول الوحيد الذى لم تكن مشاعره غير مستقرة .
ـ دعنى أولاً أنهى عشائى , و بعد ذلك نتحدث . سأخبرك عن نفسى أشياء أنت لا تعرفها.
قولها غي المتوقع هذا نبهه, فأدار لها جانبه السليم و انتظر . كانت بحاجة إلى التغذية فأكلت بسرعة , و بعد أن شربت كأس عصير التفاح , وقفت و وضعت الصينية بجانب الباب ,ثم عادت إلى بول و جلست . هذا دون أن تترك نظراته وجهها قط.
ــ ما سأقوله هو مفاجأة لك . لقد كنت متزوجة من قبل.
أجفل لقولها هذا . و زحف ألم إلى ملامحه ببطء كما كانت تتوقع . لقد انزاح غشاء عن عينيه , و تملكها الرضى.
ثم سألها بهدوء :"لماذا لم تخبرينا من قبل؟"
ــ لأن هذا كان مؤلماً للغاية . مات زوجى فى حادث سقوط الطائرة الذى سمعتنى أتحدث عنه .
حدق إليها و كأنه لم يرها قط من قبل :"هل كنت تحبينه؟"
ــ إلى حد هائل حتى أن الغضب تملكنى بشكل فظيع لأن الله لم يأخذنى أنا أيضاً معه
همس و هو يبلع ريقه :" الجد موريس يقول أن أبى كان يحب أمى بهذا الشكل . أنا آسف لأجلك هالى."
ـ لا بأس , منذ حادثة الطائرة, لم تعد حياتى سهلة . و لكن بإمكانى الآن أن أقول صادقة إننى لم أعد أتألم . كما يمكنك أن تتصور , غيرنى موته إلى حد بالغ , ما جعلنى أجد العزاء فى العمل بصفة راهبة غير مكرسة . هناك كثير من الألام فى العالم يا بول , و أن أتمكن من تخفيف عبء أى شخص , مهما كان العبء صغيراً , كان ينسيتى آلامى و يبعث البهجة فى نفسى.
أنقلب بول على ظهره و نظر إلى السقف :"أترانى كنت أنا و مونيك بعض مشروعاتك الخيرية؟"
ــ نعم . كنتما تفتقدان موطنكما , فأردت أنأكون موجودة غذا احتجتما لمن تتحدثان إليه .
فعاد ينظر إليها , و قد بهت بعض الضوء فى عينيه .
غشاء آخر انزاح عن عينيه . عند هذه النقطة كان عليها أن تتقدم بحذر:"ربما يمكنك أن تتفهم الآن مغامرة أن تصبح امرأة ما راهبة غير مكرسة . أحيانا و هى تتقرب من الآخرين , تتكون العاطفة فى الشخص الذى يتلقى المساعدة , كما فى المانح المساعد . و عندما يحدث ذلك , يصبح الوداع أصعب بكثير . بول....لقد تعلمت أن أحبك أنت و أختك , و أنا أعلم أنكما تحباننى . لم يكن مفروضاً أن يحدث هذا , لكن حدث. عندما جاءت اختك إلى مقر عملى يوم الخميس لتأخذنى , كان علىّ أن أرفض . لكننى لم أمنعها , و بدلاً من ذلك صعدت إلى التاكسى و ذهبت إلى شقة أبيك لأننى لم أشأ أن أحرم نفسى من صحبتكما "
كان الآن قد رفع نفسه على مرفقه و عيناه المتلهفتان على وجهها .
ــ هل تعلم لماذا أرسلونى إلى فرنسا ؟
ــ لا
ــ بعد أن عقدت صداقة قوية مع شخص فى كاليفورنيا , حذرتنى الأم المقدسة فى الدير من أننى لم أمض وقتاص كافياً لكى اختبر عقلى قبل دخولى الدير نهائياً , و هكذا حثتنى على أن أمنح عقلى سنة أخرى قبل أن أؤدى القسم. ثم تولت أمر إرسالى إى هنا . كان واضحاً أنها تعرف عنى شيئاً لا أعرفه , لأن التاريخ يعيد نفسه الآن . و هكذا ارتبطت بك و بـ مونيك . كل الغرض من أن تصبح المرأة راهبة هو أن تخدم الآخرين دون تفرقة بين شخص و آخر . و هذا مستحيل القيام به إذا كانت المرأة متزوجة و لديها أولاد . و حيث أنه لم يعد لى زوج , أعتقدت أنه أصبح لدى الحق فى أن أخدم الآخرين . و لكن ربما أنا مخطئة . فأنا لم أكن أعلم أنك ستطلب منى الزواج , بول . و لأننى كنت فعلاً أشك فى قدرتى على أن أصبح راهبة جيدة , فقد أذهلتنى حقاً عندما قلت إن الحياة الدينية لا تناسبنى . شعرت و كان شخص يسير على قبرى.
كل ما أخبرته به كان صحيحاً . لكن الإفصاح عنه بصوت مرتفع سبب له المزيد من الاضطراب . فصرخ :"أنا لم أكن أعنى الأمر بهذا الشكل؟"
ــ أعلم أنك لم تكن تعنيه . لكن كلماتك أنسجمت مع ذلك الجزء من نفسى الذى كان يشعر بأننى ما زالت غير مستعدة لإداء القسم . و إلا لما شعرت بمثل هذه الأهمية لصداقتى لك و لـ مونيك . و هكذا قررت أن أبقى فى فرنسا لفترة أطول , آمل أن أعرف , مع الوقت , عقلى و قلبى بشكل أفضل .
ــ هــالــى .....
تنبهت إلى الحماسة فى صوته . و هنا دعت الله أن تكون نظرية الدكتور موروا صادقة , و إلا لكانت نتيجة قرارها أسوأ . و مع ذلك , ما كان فنسنت الأب ليخبرها بهذه النظرية لو أنه لم يشعر بأنها منطقية . قنوطه مس أعماق روحها. لو أستطاعت أن تملأ هذه الفجوة بينه و بين ابنه , لفعل ذلك الأعاجيب فى إسترداد معنوياتها .
ــ ما دام عقد عملى مع تاتى ينتهى الأسبوع القادم ,فلن أتمكن من البقاء فى باريس . و لكن نظام الرهبنة , لحسن الحظ , برنامج يشمل مدينة ليون.
قطب حاجبيه :"ليون؟ و لماذا تذهبين إلى هناك؟"
ــ أولاً لأبحث عن عمل .
ــ أنت لست بحاجة إلى عمل . أنا سأهتم بك. سآخذ وظيفة فى بنك (مونتبارناس) حالما أخرج من المستشفى .
ـ هذا ما أخبرنى به أبوك, لكنك لا تفهمنى . أنا مازالت راهبة غير مكرسة هنا فى فرنسا بفيزا عمل. فإذا شئت أن أبقى على أن أبرز ما يثبت أننى موظفة.
ــ تعالى إذن إلى سانت جينز . سأجد لك وظيفة فى مكتب مصنعنا . المدير هو إيفز برووارد , و هو سيفعل لأى شئ لأجلى.
ــ و ماذا بالنسبة إلى وظيفتك الجديدة؟
ــ لقد حصلت عليها فقط لأبقى قريباً منك زهرة منسية . و بما أنهم لم يبدأوا تدريبى بعد, سأخبرهم بأننى غيرت رأيى . ستحبين القصر جداً . و يمكنك أن تقيمى فى أية غرفة من غرف الضيوف تعجبك.
ـ لا, بول . إذا كنت سأتى إلى سانت جينز سأبحث عن غرفة أستأجرها فى المدينة كما هو حالى هنا فى باريس .
فبدت فى عينيه نظرة تأمل :"القصر ملحق به عدة مبانى خارجية كانت تستعمل للخدم سنة 1800 . إذا أعددنا أنا و مونيك أحد تلك الأكواخ لك , يمكنك أن تستأجريه من خلال مدير أملاك أبى برنارد أرتوا . إنه يعيش مع أسرته فى أحد الأكواخ ."
لقد فكر بول فى كل شئ....
ــ كم يبعد القصر عن المدينة الرئيسية ؟
ــ ثلاث كيلو مترات
ـ أظن إذا أشتريت دراجة نارية سريعة للمرواح و المجئ لن تكون هناك مشكلة.
فلمعت عيناه :"لدى مونيك عدد كبير من ذلك يمكنك أن تستعيرى واحدة."
فوقفت :"هل نترك الجواب إلى الغد؟"
ــ لا تخرجى الآن....
ــ أنا مضطرة لذلك . إنها أوامر الطبيب . لكننى سأعود غداً . أرجو أن تكون تحسنت تماماً عند الصباح , تصبح على خير .
و خرجت بسرعة قبل أن يستطيع النفكير فى سبب يؤخرها , و وقف فنسنت و ابنته مونيك حالما رأياها فى بار غرفة الجلوس .
ــ ألديك مانع أن تأخذنى بسيارتك إلى بيتى؟ شقتى قريبة من متجر تاتى .
ــ كنت مصمماً على ذلك.
و نظر إلى ملامحها بعينين متلهفتين إلى رؤية أى دليل على نتيجة زيارتها لـ بول .
ــ سأذهب معك يا أبى .
و قبل أن يجيب سبقته هالى إلى الجواب :"عندما تركت بول كان مستيقظاً تماماً و بحاجة إلى صحبة . و لا أعرف من يمكن أن يبعث البهجة إلى نفسه أكثر منك , هنا"
و فتحت حقيبتها و أخرجت منها قطعة كبيرة من حلوى المرصبان قائلة :"أنا أكلت عشاء أخيك الذى لم يرغب به , لكننى أظنخ سيأكل هذا"
فضحكت مونيك:"إذا لم يأكله سأكله أنا"
لوى فنسنت شفتيه . فى كل مرة ترى هالى ردة فعل كهذه, ترغب فى أن تتكرر مرة أخرى.
عادوا إلى حيث غرفة بول , و عانق فنسنت ابنته :"لن أتأخر"
والتفت إلى هالى و أمسك بمرفقها يقودها إلى المصعد.
أحست أنها متلهفة إلى أن تكون وحدها معه . و على كل حال , كان هناك أناس كثيرون بإمكانهم أن يسمعوا كل كلمة ينطقان بها , فبقيت صامتة حتى وصلا إلى السيارة.
قال و هما يخرجان من موقف السيارات :"لقد أمضيت وقتاً طويلاً مع بول. لابد أنك تضايقت جداً معه . أنا آسف"
ــ لا تأسف . كل ما أرجوه هو ان لا تكون غيرت رأيك بالنسبة إلى نجاح نظرية الدكتور موروا لأن الوقت فات الآن. لقد ابتدأت بتنفيذها .
جذب الكابح , عند مدخل موقف السيارات , بقوة اهتزت معها السيارة :"ماذا تقولين؟"
بللت هالى شفتيها متوترة :"سيصل بول إلى ما يتمناه . سأمضى الصيف فى سانت جينز"
أطلق شخص خلفهما نفير سيارته ليمرّ, لكن فنسنت كان جامداً مكانه حتى أن هالى تاءلت إن كان انتبه إلى تلك السيارة . و أخيراً أنزل زجاج النافذة و أشار إلى السائق ليدور حولهما . ثم سألها متشككاً :"ماذا بالنسبة إلى خطتك لدخول الدير؟"
ــ لقد تأجلت.
بقى ثوان لا يتحرك , ثم عاد فأنطلق بسيارته على البولفار.
أنعكس ضوء مصباح الشارع على ساعة معصمه فنظرت إلى يديه السمراوين فأثر انتباهها إلى أنه لم يكن يلبس خواتماً . تأملت كيفية قيادته و حركات يديه و خلب لبها رشاقة أصابعه و خبرته البالغة فى القيادة و عضلات يديه القوية
تملكها الرعب و هى تشعر نحوه بجاذبية هائلة , و عرقت راحتاها . لم تكن تظن أن بإمكانها أن تحس بهذه المشاعر بعد فقدان زوجها.
يا لضعف البشر ...
ــ فهم بول أننى سأبقى راهبة غير مكرسة . لكنه مع ذلك تابع خطته لأجلى.
ــ يمكننى أن اتصور ذلك.
ــ أنه يعتبر أن كل أفكاه ستنجح تماماً . و قبل أن أغادر غرفته , كدت أقتراف غلطة و هى أن أخبره بأن يأخذ موافقتك أولاً
ــ الحمد لله أنك لم تفعلى ذلك. و إلا لما جاء إلى البيت .كل هذا بفضل تضحيتك , هالى . لا أستطيع أن أعبر لك عن مشاعرى الان .
و لا هى تستطيع.
لقد دخل قلبها خوف جديد . خوف مصدره رجل من لحم و دم جالس بجانبها . رجل كانت معجبة به منذ أشهر قبل أن يتفجر فى عالمها ذات ليلة غير عادية , بكل الغضب الضارى الذى يحمله نجم مذنب من الفضاء الخارجى.


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس