عرض مشاركة واحدة
قديم 22-11-17, 01:06 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

5 - أعترافات جريحة
ــ عندما دخلت الغرفة التى كنت فيها أنت و بول , شعرت و كأن السنوات عادت بى إلى الوراء وعد إلى السابعة عشرة مرة أخرى ... فى سنو بول تقريباً . رأيت نفسى فى غرفةالنوم فى كوخ أحد عمال كرومنا . و بدلاً من خاتم بجوهرة فيروزية اللون يساوى تسعة آلاف دولر , كان هناك قرطان متألقان من الماس يساويان خمسة آلاف دولار أقترضتهما مقابل قطعة أرض لأزين أدنى حبيبتى.
آهـ .... لا! و غرزت هالى يديها فى المقعد , بينما كان يتابع :
ــ الفرق الوحيد هو أن المرأة التى كانت بين ذراعى كانت ساحرة حمالها لا يصدق , شعر أسود كالليل و ليس ذهبياً كشعرك , كانت أرليت تكبرنى بتسع سنوات , أكبر منك الآن بسنة واحدة فقط.
و كان تقدير هالى لهذا التشابه أكثر من تقدير أى شخص آخر.
ــ و كانت قد ترملت لتوها بسبب أصابة زوجها بنوبة قلبية.
و كذلك راؤول , زوجها هى , مات بسرعة . كان التشابه يزداد قوة من لحظة إلى أخرى.
ــ اهتمام أرليت أشاع الغرور فى نفس غلام ابتدأ لتوه يختبر هذه الأمور . و عندما دعتنى إلى السباحة معها فى عصر أحد الأيام , أثر بى تجاوبها المحموم.
أحنت هالى رأسها , محاولة أن تكافح الصور التنى أخذت كلماته تعيدها إلى ذهنها , بينما كان هو مستمراً فى الكلام :"عندما رأيت الرجال يحمون حولها , يراقبونها أثناء النهار , لم أستطيع السيطرة على غيرتى . و فى ستة أشهر أو نحوها صرت أسير سحرها . لم يكن لدى ما يكفى لكى أثبت لها مقدار حبى بالإضافة إلى الماس . أعطيتها نقوداً لكى تدفع اجرة الكوخ و تتمكن من البقاء فى المزرعة , و مع الوقت أصبحت أنا المعيل لها كلياً . أهملت دروسى و عمل الأسرة و أصبح كل ذلك عديم الأهمية بجانب سحرها الآسر"
و رنت كلمات بول فى أذنى هالى (أنت لست بحاجة إلى العمل . أنا سأهتم بك.)
التقط فنسنت نفساً مرتجفاً و رفع رأسه . و عادت هالى تصغى إليه مبهورة و هو يعرى روحه :" كنت أنسل فى الليالى , بعد حلول بعد حلول الظلام , لأكون معها. كنت أعتقد أننى ماهر للغاية . بحيث لم يعلم أحد بزياراتى الليلية . و على كل حال كانت صحة أبى تتراجع من مرض الكبد . وكان جدى فى عالمه الخاص , حزيناً لموت جدتى بالتهاب رئوى."
كذلك بول أبقى أمر هالى سراً عن أبيه , و لأن مونيك تحبه فقد وافقته على ذلك.
ــ كانت الإثارة تتملكنى طوال النهار لأننى كنت أعلم أننى سأكون فى الليل برفقتها . و لم أدرك أن أبى كان يعلم كل شئ عن علاقتنا إلا بعد أن قارب الموت . عند ذلك نبهنى إلى أنها تسعى فقط وراء ثروة رولاند , و ان علىّ أن أتركها . لكننى ظننت أن كل ما قاله هو مجرد هذيان رجل لم يعرف كيف يكون سعيداً و لا يريدنى أن أكون سعيداً , أنا أيضاً . بعد ذلك بأسابيع , أدهشتى بطلبه منى قبل موته أن أصفح عنه . و بعد الجنازة صممت على الفور على الزواج من أرليت , لكن الكاهن أخبر جدى الذى كان سنداً بالنسبة إلىّ , فلم يساعدنى هذه المرة . و بدلاً من ذلك أخذ يعيد على مسامعى كل الكلام الذى قاله أبى لىّ عن أرليت و أكثر منه بكثير . و يبدو أنه كان يعلم بأنها هربت من بيت أسرتها و هى صغيرة السن و صاحبت من الرجال أكثر مما أستطاع أن يحصيه و بعد أن أخبرتنى بأنها لا تستحق حبى لها منعنى من رؤيتها و هدد أنه سيتبرأ منى.
" فى ذلك الحين لماهتم مثقال ذرة بماضيها أو بإرثى . كل ما كنت أريده هو أرليت و عندما أخبرتها بأننا سنهرب و نتزوج بعيداً , و اننى وجدت عملاً فى مكان ما , أخبرتنى بأنها حبلى.... لا يمكنك أن تتصورى فرحتى , شعرت و كانت العالم بأسره بين يدى , سيمكننا الآن أن نتزوج و يباركنا الجد موريس الذى يريد أن يشارك حفيده القادم الحياة. و هكذا عقد الكاهن قراننا . لكن سعادتى لم تدم طويلاً . لن أرهقك بالتفاصيل المملة , و سأخبرك فقط بأنها لم تعد تستقبلنى قط فى فراشها . ظننت فى البداية أن ذلك بسبب الغثيان الصباحى . لكننى سرعان ما علمت بأنها كانت تترك القصر أثناء النهار لتكون مع رجال آخرين"
لم يعد سبب غضب فنسنت و ثورته غامضاً الآن . و تابع يقول :"عندما واجهتها بالأمر , اعترفت بأنها أستغلت غلاماً هائماً مثلى فقط لتحصل على ما تريد . و منذ ذلك الحين فصاعداً ابتدأت كوابيس الشجار بيننا. أوشكت أن أتركها فى إحدى المناسبات عندما اعترفت بأنها لم تنجذب إلى قط و لم تتزوجنى إلا لثروتى . هددتها بأن أقطع عنها مخصصاتها المالية فهددتنى بأنها ستجرى عملية إجهاض للجنين"
فتمتمت هالى بألم :"فنسنت....لقد فهمت الآن لماذا سألتنى أن كنت حبلى"
فنظر إليها بحدة :"الفرق هنا هو أننى أواجه ملاك الرحمة بدلاً امرأة انتهازية منحلة مثل أرليت"
ملاك! إنها كل شئ عدا ذلك.
و أغمض عينيه لحظة :"كدت أفقد عقلى لأن الطفل, حينذاك أصبح يعنى لىّ كل شئ . كان يمثل كل ما هو حسن و طاهر و غير ملوث فى زواجنا الزائف المشؤوم . و لكى أمنعها من قتل أبننا بلغ بىّ اليأس حد الذهاب إلى الجد الذى أشفق علىّ فأخذنى إلى محامى الأسرة الذى كتب سنداً قانونياً يصرح بأن ميراثى من كروم العنب يصبح لها فى اللحظة التى يولد بها الطفل . و اشترط كذلك بأنها حالما تعود إلى البيت من المستشفى سيكون عليها أن تغادر المزرعة و لا تحاول أن ترانى أو ترى الطفل مرة أخرى."
فسألته هالى بذهول:" و هل وافقت على ذلك؟"
ــ آهـ , نعم. وافقت بلهفة وجشع ما محا أى أثر لشعور أو عطف كنت ما أزال أضمره لها فى أعماقى, لقد مكثت بعد الولادة فى المستشفى , و لهذا لم تأخذ أى من التوأمين بين ذراعيها قط.
هزت هالى رأسها مشتتة الذهن :"لكن ولديك أخبرانى بأن أمهما ماتت عند الولادة"
ــ هذا ما أرتدهما أن يعتقداه.
ــ و هل ما زالت حية ؟
ــ لا, و الحمد لله .
ــ لم أفهم .
ــ بعد أقل من عام علمت من محامى الأسرة أنها أنفقت كل ثروة الأسرة , ثم قتلت فى اصطدام قطار فى كورتينا مع آخر عشاقها . و قد تلقيت الخبر بإبتهاج لأننى تأكدت حينذاك من أنها لن تستطيع أن تنكث العهد بعد ذلك أو تضر بالولدين . و ابتدأت أعود إلى الحياة الطبيعية بعد ذلك.
حدقت هالى إليه :"كنت صغير السن لمثل تلك المعاناة التى تحطم القلب. لا أستطيع أن أتصور ذلك."
ـ لا تتأثرى لأجلى . لغم أننى جلبت كل شئ لنفسى , فقد تلقيت العون الذى أحتاجه . لم يكن الجد يشعر نحوى بولع خاص , حينذاك . لكنه تمالكه الحب من أول نظرة حالما حمل بول و مونيك بين ذراعيه .
انهمرت دموع هالى و هى تتصورهما مع الطفلين.
ــ لقد بعنا نصف كروم العنب لكى ندفع المبلغ لـ أرليت , لكننا ما زلنا نحتفظ بالنصف الآخر و القصر . و استطعنا , نحن الأثنين أن نربى الطفلين و ندير العمل . و كان الجد يتخذ دور المربية للطفلين لكى أتمكن انا من حضور صفوف الجامعة فى بوردو . عندما تاقيت شهادتى الجامعية فى إدارة الأعمال , أخذت أعمل ليل نهار كى يزدهر عمل المصنع . و شيئاً فشيئاً أستعدنا ما خسرناه , و ركزت اهتمامى على أن اكون أفضل أب ممكن أن أكونه . قررت أنه عندما يكبر الولدان إلى حد يسألان فيه عن أمهما لن أخبرهما بأنهما نتيجة حبل غير شرعى بل بأنها ماتت قبل أن تستطيع تربيتهما . ذلك أننى لم أشأ لهما أن يتألما أو أن تترك الحقيقة أثراً على حياتهما.
مسحت هالى دمعها عن خديها. يا لها من مأساة !
رقت ملامحه حين رأى خديها المبللين :"حدث ذلك منذ أكثر من ثمانية عشر عشر عاماً هالى . لقد عشنا معاً , نحن الثلاثة حياة رائعة بعد ذلك"
ــ تعنى حتى الخميس الماضى. كان على أن لا أسمح لـ مونيك بأن تقنعنى بالذهاب إلى شقتك . لكننى أحب أن أكون معهما كثيراً , فرأيت أنها ستكون آخر مرة و لن يحدث أى ضرر.
فهز فنسنت رأسه :"إنها ما كانت لتكون آخر مرة . أنا أعرف أبنى , كان سيلحق بك إلى كاليفورنيا . لكنه وجد طريقة مأساوية للغاية لكى يحصل عليك هنا فى سانت جينز"
كان على صواب فى هذا . و وقفت تقول :"عليك أن تخبر ولديك بما أخبرتنى به"
ــ هذا ما قررته . لكننى أريد موافقتك أولاً.
فسارعت تقول بعطف :"إنها لك , عندما يسمعان قصتك سيفهمان كل شئ. سيدرك بول أنك كنت تحاول ان تمنع التاريخ من أن يعيد نفسه , و سيصفح عنك . كذلك مونيك"
ــ أتعنين أن الحقيقة ستحررهما ؟
ــ نعم .
ــ قد يكرهانى لأننى كذبت عليهما بشأن قصة أمهما طوال تلك السنوات.
ــ سيكون عليهما أيضاً أن يكرها الجد موريس لأنه أشترك فى الكذبة .
ــ هذا مستحيل فهما يعشقانه . و على كل حال , إذا كنت تعلمت شيئاً مما حدث فهو أننى لم أخدم مصلحة ولدىّ بمحاولة إنشاء عالم كامل لهما . بول يعتقد بأنه إذا أراد شيئاً , فبمجرد أن يتمناه , يحصل عليه . هكذا كنت أنا فى سنه .
نظرت هالى إليه متفحصة :"ربما هذا هو سبب طلب أبيك منك الصفح. . ربما أدرك مبلغ الضرر الذى ألحقه بك حين قيد حريتك . لو أنه منحك بعضاً منها , لكنت عشت حياة طبيعية, كأصدقائك , و بالتالى ما كنت لتحصل على ولدين مثل بول و مونيك . أنا لا أستطيع أن أتصور هذا العالم من دونهما"
فقال بصوت أجش :"و لا انا"
دست يديها فى جيبيى تنورتها :"متى ستخبرهما ؟"
ــ كنت أفكر فى التحدث إليهما هذا المساء بعد العشاء.
ــ أنا مصورة لذلك .
ــ أتصور أن قول الحقيقة فى هذا الوقت يساهم فى عودة الثقة و الألفة إلى أفراد العائلة.
كان إعجاب هالى به يزداد :"اريد أن أساعد حيث أستطيع . أخبرنى....هل يحسن جدك بعض ألعاب الطاولة كالشطرنج , مثلاً؟"
ــ نعم , هذه إحدى هواياته المفضلة . لماذا؟
ــ أثناء العشاء سأقترح مبارة . ذلك سيحبط محاولة بول التنزه معى بعد العشاء أو ما شابه . بهذه الطريقة سيكون حراً فى أن ينضم أليكما أنت و مونيك للأستماع إلى حديثك.
رأت شيئاً يومض فى أعماق عينيه :"هذه فكرة رائعة....."
ــ
ــ بابا ؟ أين أنت يا بابا؟
التفتا لسماعهما صوت مونيك الذى بدا و كأنه خلف الباب
ــ أنا قادم يا صغيرتى .
و التفت إلى هالى :"هل نذهب؟"
امتثلت لأمه و تبعته إلى الممشى و لكن فى اللحظة التى رأت النظرة الفضولية التى رمقتها بها مونيك , تملكها شعور غريب للغاية هو أشبه بشعور من يـُضبط و هو يرتكب خطأ.
و لم يـُظهر فنسنت ما إذا كان لاحظ ذلك و هو يحتضن ابنته :"هل لديك فكرة عن مدى سعادتى فى أن أسمع صوتك فى هذه الردهة مرة أخرى ؟ ما هو شعورك عند عودتك إلى البيت ؟"
ــ أننى أحبه للغاية .
ــ ما هى أخبار سوزيت ؟
و انحنت هالى تربت على رأس الكلب قبل أن تتبعهما إلى السلم , و هذا أراح ذهنها نوعاً ما .
هتف بول و هو يخرج من غرفة مونيك :"أهذا أنت ؟ بحثت عنك فى كل مكان , يا هالى"
فعاد إليها الشعور بالذنب:"كان ابوك يرينى لوحة الدوق دى رولاند الشهيرة . كنتما أخبرتمانى بأن عايلتكما تنحدر من الأسرة المالكة , لكننى كنت أتخيل شخصاً مختلفاً تماماً"
ابتدأوا يهبطون السلم . و قالت مونيك من فوق كتفها :"ذلك الرجل بشع , و أنا لا أصدقه أنه قريبنا"
ضحك أبوها بصوت هادئ , لكن وجه بول بقى جامداً .
أستقبلتهما إتفيج فى الردهة و أخبرتهما بأن مينو قد أعد الأكل إلى غرفة الطعام الصغيرة , و أضافت :" :"لقد أعددت لك الإسكالوب و فطيرة الخوخ التى تحبينها يا طفلتى"
هتفت مونيك بابتهاج :"منذ تسعة أشهر و أنا أنتظر أن أتذوق الطعام الذى تحضريه , ستحبين طهيها كثيراً , يا هالى . لا أحد يصنع خبزاً مثل مينو . انتظرى حتى تتذوقيه طازجاً من الفرن ....ها....لا .....لا ...."
و بعد نصفساعة أدركت هالى أن مونيك لم تكن تبالغ بالنسبة إلى طهى مينو. لم تأكل ألذ منه قط . و مع أن بول بقى قليل الكلام و فقد أتحفت مونيك كل شخص بقصة عن مغامرتها المدرسية.
كانوا يتناولون فطيرة الخوخ المتوقعة عندما أستقبل بول زائرين أدخلتهما إتفيج إلى غرفة الطعام . لقد أنتشر خبر عودتهم من باريس , فجأة أثنان من أفضل أصدقاءه من سانت جينز على دراجتهما النارية , متلهفين ليأخذاه معهما فى نزهة.
دعاهما فننت إلى أن يجلسا أولاً ليتناولا معهم بعض الحلوى , فشكراه و جلسا إلى المائدة .
لم يبد على بول أى سرور , لكن أباه ستر قلة ذوقه هذه بأن أخذ هو مهمة التعارف :" جول , لوك, أقدم غليكما هالى لين . إنها صديقة للتوأمين من باريس"
كان الولدان نموذجين للمراهقين الفنرنسيين بقميصيهما المقفلين و سترتيهما الجلديتين و حبهما للآخرين . و مع أنهما لاحظا صمت بول فهذا لم يزعجهما .
استمتع لوك بإثارة غيظ مونيك التى مانت ترد له الصاع صاعين . أما جول فقد أثار ذعر هالى بإغراقها بالأسئلة . و اقترح عليها أن ترخج معهم لقضاء الأمسية إذا لم يكن لديها شئ آخر تفعله.
فاعترض بول :"أريد الليلة أن أريها الكوخ الذى أعده لأجلها . ربما فى ليلة أخرى , يا شباب"
فقالت هالى :"لا بأس بهذا , يا بول . يمكننا أن نتفرج على الكوخ غداً عندما لا يكون صديقاك هنا . أما الليلة فسأتعلم من الجد موريس أشياء أساسية فى لعبة الشطرنج . أريد أن أتعلم أصول اللعبة و قد سمعت أنه خبير فيها"
فغمز الرجل العجوز بعينه :"سيسرنى هذا . أما أنت يا بول فأخرج و متع نفسك مع لوك و جول"
تلاقت عيناها مع عينى فنسنت قبل أن تنتقلا إلى الجد :"قد لا يكون هذا ممتعاً لك , فأنا لست محترفة جداً فى هذه اللعبة . لكننى أريد أن أصبح ماهرة"
أختارت مينو هذه اللحظة لتحضر الكيك الذى التهمه الفتيان و فى اللحظة التى انتهوا فيها , نهض بول عن المائدة و خرج الثلاثة من غرفة الطعام
قال الأب :"تعالى يا لأبنتى لنصعد إلى غرفتى . ثمة شئ أريد أن أتحدث عنه معك"
و نهض الجد ببطء :"سأحضر علبة أحجار الشطراتج و أعود . أنتظرينى يا هالى"
ــ سأنتظرك .
ووضع فنسنت يده على كتف الجد :"شئ ما يخبرنى أنها تعلم عن الشطرنج أكثر مما تقول لك"
ــ هممممممم....
لوت هالى شفتيها و لم تجرؤ على النظر إلى مضيفها . حتى و لو كان عليه أن يجد وقتاً آخر يتحدث فيه بول , إلا أنه ينوى أن يفضى بما ثقل قلبه إلى ابنته الليلة . و كان عمله هذا لاصواباً . لكنها ما زالت متوترة لأجله .
و دعتها مونيك بإصبعها , كعادتها :"إلى اللقاء فيما بعد , يا هالى"
أجابتها بنفس الإشارة . و بينما كانت جاسة وحدها سمعت أصواتاً فى الردهة. يبدو أن بول قرر عدم الذهاب مع صديقيه و عندما لم يعد مباشرة إلى غرفة الطعام , أدركت أن أمنية فنسنت فى أن يتحدث إلى ولديه معاً , قد تحققت.
تمنت هالى أن يكون الأمر كذلك. من الأفضل أن يخبر فنسنت ولديه معاً .
و بينما كانت تدعو الله بصمت أن يجعل الخاتمة على خير , عاد الجد بصندوق الشطرنج . كان العجوز متألقاً فى هذه اللعبة و حضوره يبعث على السرور. ش رح خطته بعدة حركات لتستطيع أن تتعلم . و حوالى الحادية عشرة توقفا عن اللعب على أن يعودا إليه فى اليوم التالى .
ــ هالى ؟ هل أنت نائمة ؟
كانت الساعة الثالثة صباحاً . بقيت هالى ساعات تنتظر أن تعود مونيك إلى سريرها , لكنها لم تشأ أن تعلم الفتاة بإنتظارها لها .....
فأجابت متصنعة النوم :" لقد صحوت الآن " و أنارت المصباح الذى بجانب السرير .
كانت مونيك قد أرتدت بيجامة طويلة فضفاضة . و كان وجهها ملطخاً بالدموع مما يدل على بكاء طويل.
ــ آسفة , لكننى بحاجة إلى التحدث معك .
ــ هيا إذن أجلسى على سريرى.
و جلست هالى فى السرير:"ماذا حدث؟"
ـت لقد أخبرنا هذه الليلة , أنا و بول , عن حياته , و عن أبيه و ....عن أمنا
حبست هالى أنفاسها متسائلة حبست هالى أنفاسها متسائلة , عما بعد ذلك.
ــ قال لنا إنه أخبرك بكل شئ لكى تعلمى لماذا كان قاسياً نحوك بذلك الشكل فى الشقة.
ــ أبوك رجل رائع . فقد كلفه الحديث عن ذلك الماضى المؤلم كثيراً من الشجاعة.
أحنت مونيك رأسها :"دوماً كنت أتساءل عن السبب الذى منعه من الزواج مرة أخرى . لكننى كنت سعيدة بذلك لأننى لم أشأ أن تتغير أسرتنا . أتمنى ....أتمنى لو أننى لم أعرف كل تلك الأمور"
و ارتجف صوتها فالتاع قلب هالى لأجلها . أردت أن تحتضنها و تواسيها . لكنها , بدلاً من ذلك لفت ذراعيها حول ركبتيها و سألتها :"ما هو أكثر ما يحزنك فى المسألة؟"
فأجابتها مونيك بعد لحظة :" هو خوفى من أن أصبح مثلها"
هذا دعاء آخر استجابه الله . مونيك لم تهاجم أباها .
ـ يجب أن تفاخرى بأنك ورثت عنها جمالها الرائع الذى جذب أباك . لا تنسى أنه عندما عرفها أحبها من قلبه . و من المهم أن تعلمى يا مونيك أنك لا يمكن أن تكونى ورثت عنها نشأتها الشقية . يجب أن يتعلم الطفل المبادئ الصحيحة . لابد ان فى أسرتها من الأخطاء ما جعلها تهرب من البيت. هذا هو السبب الذى جعلها بتلك الشخصية , و من الواضح جداً أنه لم يكن لها أب مثل أبيك ليرشدها"
ــ ليس هناك شخص كأبى .
ــ أوافقك على هذا . و عندما تفكرين فى ذلك حقاً , تجدين أن جدك مهما كان حزمه و عناده , قام بكل ما يصلح ابنه و يجعله ممتازاً كما ترينه . لقد تلقيتما أنت و بول منه نوع الحب الذى يستحقه كل طفل و هذا واضح جداً . فأنتما شخصان مميزان و رائعان . لقد جعلتمانى أحبكما بينما لم يكن هذا مفروضاً لىّ"
و أختنق صوتها و ساد الصمت الغرفة ثم هتف مونيك :"شكراً يا هالى و أنا أحبك أيضاً"
و قبل أن تنتبه إلى هذا كانتا تتعانقان .
أخيراً أنتقلت مونيك إلى سريرها , بينما أطفأت هالى الضوء قبل أن تنسل إلى تحت الأغطية , واثقة أن مونيك ستكون بأحسن حال .
و لكن عندما فكرت بحالة فنسنت الذهنية أدركت أنها لن تنام قط .
كان بول فى مكان ما . من ذا الذى يعلم ما هى حالته بعد ما عرفه عن أمه؟
و دست هالى وجهها فى الوسادة و بكت.
ـــ
تخلى فنسنت عن النوم فى الفترة المتبقية من الليل . نزل من السرير ليأخذ حماماً و يحلق ذقنه . و بعد أن أرتدى شورت و جينز كانت الساعة السابعة إلا ربعاً .
أتجه إلى الطابق الأرضى راجياً أن تكون هالى مستيقظة . إنهما بحاجة إلى حديث لآآخر بشأن أبنه الذى باح بالكثير من الأمور . فى العادة كانت ابنته تكثر الأسئلة حول أى موضوع كان , و لكن ليس الليلة الماضية . و عندما أنسلت أخيراً من الغرفة صامتة حزينة , شعر و كأن يد عملاقة تعتصر الدم من قلبه .
و فى حين كان فنسنت مستعداً للجواب على أى سؤال يوجه إليه ىعن أمهما حتى لا يبقى أى شئ غامضاً , تلقى صدمته التالية لتلك الليلة حين وجد ابنه يريد أن يتحدث عن هالى.
ــ أنا آسف لأن زواجك من أمى لم ينجح . لكننى لا أدرىلماذا اضطررت إلى الكذب بهذا الشأن .
ــ من الواضح أننى ردت أن أحميكما
ــ لا أحتاج حماية منك. كثير من الفتيان فى مدرستى فى باريس لديهم قصص مشابهة . حتى والدة لوك فعلت نفس الشئ بوالده . هذا يحدث كثيراً.
و هز كتفيه بعدم إكتراث ما أذهل أباه
ــ الأمر هو أن هالى ليست مثل أمى . أنا أعلم أنها أكبر منى سناً , و لكن هذا لايزعجنى , كما أن فرق السن بينك و بين أمى لم يزعجك بكل تأكيد .
كان بول قد أصبح منطقياً للغاية فى مدرسته الداخلية , هذا بالاضافة إلى سخرية بالغة غير مستحبة.
ــ و ثمة شئ آخر عن هالى . لقد كانت متزوجة من قبل و كانت سعيدة !
و كانت هذه قنبلة لم يكن فنسنت يتوقعها . إذا كانت مونيك تعلم ذلك فهى لم تخبره به , و لم يعلم حتى لماذا يهتم كثيراً بالأمر . لكن ما يعرفه بالتأكيد هو أن هذا الخبر أزعجه بشكل غريب.
ــ و كانت ستبقى متزوجة به لو أنه لم يمت . و هكذا عهليك أن تنسى أنها قررت فجأة أن تقيم علاقة مع شخص آخر .
و توالت المفاجأت :"حتى الآن لا تعرف هالى ما تريده , لكن كرامتها تمنعها من أن تعترف بذلك . هذا هو السبب فى مجيئها إلى سانت جينز . لقد ابتدأت تحبنى . ليس بالطريقة التى أحبت بها زوجها, و لكن بإمكانى أن أنتظر حتى لا تعود ترى ظوجها فى كل مكان و تبدأ ترانى أنا؟ لقد أصبحت هالى راهبة غير مكرسة لكى تنسى ألمها عبر خدمة الآخرين . أنها لا تبدو كثيرة الشبع بأمى , أليس كذلك؟"
و ألقى على أبيه نظرة جانبيه ساخرة.....
لن يصفح بول عنه لمهاجمته أخلاق هالى.
ــ أنا أحمد الله على أنها توجهت إليه إلا لما عرفتها . لكننى واثق بأنها لم تخلق لتكون راهبة , و أنا سأثبت لك ذلك!
و صفق باب غرفة أبيه خلفه بشدة
ــ
ــ إتفيج ؟
عندما لم يجد فنسنت أحداً فى غرفة الطعام , سار إلى المطبخ :"هل رأيت هالى ؟"
ــ نعم , لقد ذهبت إلى المدينة منذ نصف ساعة .
فعبس :"وحدها ؟"
ــ نعم
ــ هل أخذها غاستون بالسيارة ؟
ــ لا, قالت إن الصباح جميل جداً و هى تريد أن تتشمى .
ــ ألم ينزل أى من التوأمين بعد ؟
ــ لا, هل أنت جاهز للقهوة و الخبز؟
ــ ليس هذا الصباح . لدى عمل فى ليبورن . أخبرى التوأمين بأننى سأعود للغداء .
ــ سأفعل .
و بعد دقائق , لمح امرأة شقراء من بعيد فأوقف السيارة خلفها . كانت تسير رافعة الرأس بخطوات سريعة و قد لبست حذاء خفيفاً , ثم اجتازت الجسر الحجرى .
كانت قد ألقت سترة رقيقة من الصوف فوق بلزوتها و تنورتها . و مع ذلك انجذب كالمغناطيس إلى قوامها الرشيق , إنها النوع الذى يعجبه فى النساء الأمريكيات .
لم يحدث ان نظر فنسنت إلى امرأة رجل آخر قط . لكنه وجد نفسه يحسد ذلك الرجل الذى كان لديه الحق أن يكون معها ليلاً نهاراً... ذلك الزوج الذى عرف كل تفاصيل حياتها ...
معرفته أنها كانت متزوجة قبل الاتحاق بجماعة الراهبات الغير مكرسات , غيرت طريقة تفكيره فيها.
قبل أن يقول بول ما قاله عنها , كان فنسنت يفترض فيها البراءة,و إذا به يرى أن هذه ليست الحقيقة, خصوصاً فى حالة هالى , و ربما فى حالة بول . أخذ أبنه يواعد الفتيات منذ كان فى السادسة عشرة . و لكن على حد علم فنسنت لم يكن هناك فتاة خاصة . و على كل حال هذا لا يعنى أن بول لم تكن له تجربة مع فتاة محلية قبل أن يغادر إلى باريس .
و كان يرجو أن لا يكون ذلك قد حدث .
إنه يتذكر الصدمة التى أصابته عندما سمع أن ابنه ابتاع لـ هالى خاتم خطبة بتسعة آلاف دولار.
بول يحبها .
و عندما أدرك فنسنت إلى ألى أى مدى سمح لأفكاره الحميمة عن هالى باقتحام وعيه شعر بالغثيان.
ــ فنسنت ؟
أعاده صوتها إلى إدراك ما حوله , و لابد أنها سمعت صوت سيارة خلفها فوقفت على جانب الجسر لتدعها تمر . لكنه وقف أمامها , فسارت إلى مقدمة السيارة و فتحت الباب :"هل كنت تبحث عنى؟"
سبب له سؤالها هذا ارتباكاً حقيقياً . هل يكذب عليها و يقول لا ؟ فهو يعلم أنه سيكون نت الخطأ أن يمضى أى وقت معها على إنفراد .
و أخيراً أجاب :"نعم, كنت أرجو أن أجدك فى غرفة الإفطار لكن إنفيج أخبرتنى بأنك تركت القصر"
ــ قررت أن أذهب إلى الكنيسة قبل أن أقوم بأى شئ آخر.
ربما هذا ما كان بحاجة إليه:"أتمانعين فى أن نذهب بنزهة إلى السيارة أولاً و بذلك يمكننا أن نتحدث, و بعد ذلك أذهب إلى الكنيسة معك؟"
خيل إليه أنه لاحظ شبه تردد منها قبل أن توافق . و حالما دخلت السيارة استدار و عاد بها أدراجه على الجسر .
ــ هناك مكان جميل على ضفاف نهر دوردوينى عليك أن تريه أثناء وجودك هنا.
و دار حول المنعطف التالى إلى طريق ضيقة . و بعد السير فى منطقة ريفية خصبة إلى بقعة خصبة, أوقف السيارة .
كانت صفوف من عرائش العنب تمتد على ضفاف النهر , و رغم التيار السريع كان الماء يبدو كالزجاج و الأشجار المستديرة الشكل تتلائم مع غيوم السماء .
نظر إليها خفية , متلهفاً إلى أن يعرف رأيها فى هذا كله ....و مرة أخرى أخذ يسأل نفسه عما يجعله يريدها أن ترة ما يراه فى هذا المشهد .
قالت محبوسة الأنفاس :"ما أجمل هذا ! لا يمكن أن يكون هذا حقيقياً . هل كنت تأتى إلى هنا ....."
فقاطعها :"لا , أنا لم أحضر إلى هنا أبداً . النهر عميق جداً و خطر"
ــ لم أكن سأتحدث عن أرليت , فأنا لست عديمة الإحساس إلى هذا الحد . و أنما ظننت أنه مكان السباحة المفضل لك و لأصدقائك فى أيام الشباب.
يا إلهى , ما الذى حدث له ؟
ــ آسف هالى . آخر ما أريده هو أن أجرح مشاعرك , الآن بعد أن علم التوأمان كل شئ عن أمهما , أريد أن أغلق الباب على ذلك الفصل من حياتنا إلى الأبد .
لا ألومك لذلك.
ــ و لكن هل بإمكانك أن تصفحى عنى؟
ــ كيف يمكنك أن تسألنى هذا ؟ ألا تدرك أننى صديقتك؟
و رأى فى عينيها غضباً و حيرة
صــديـــقـــــتـــــــه ؟
لكن فى أعماقه , يريدها أن تكون أكثر من ذلك بالنسبة إليه. أنه يريدها أن....
ــ أخبرنى كيف كانت ردة فعل بول ؟ هل تمنى لو أنك لم تحطم صورة أمه فى خياله ؟
ــ لقد تلقى بول الخبر بشكل أفضل بكثير مما كنت أتوقع .
ــ و هكذا مونيك . آخر كلماتها , قبل أن تنام كانت : (ليس هناك من هو أحسن من بابا)
ــ شكراً لأنك أخبرتنى بذلك . كنت أتمنى لو كانت الأمور بهذه البساطة مع بول .
و اشتدت يداه على عجلة القيادة.
فبهتت ملامحها :"لا أفهم . ظننت بول قد صفح عنك و أنه عاد يتحدث إليك من جديد . ما الذى حدث الآن؟"
ــ صحيح أننا وصلنا معاً لمرحلة اعترف فيها بوجودى على الأقل , لكننى أخشى من أننا سنضطر إلى أن تلغى نظرية الدكتور موروا و نضع خطة أخرى .
ــ لماذا ؟
ــ لقد دخل فى الأمر عنصر جديد لم نكن نعرف أنا و الطبيب عنه شيئاً أثناء حديثنا فى المستشفى
ــ و ما هو ؟
ــ زواجك السابق
فأحنت رأسها .
منذ معرفته بـ هالى و هو معجب جداً بهدوئها الخارجى . و لكن رؤيتها الآن تقبض أصابعها بشكل غير متوقع يظهر أنها بالكاد تستطيع ضبط نفسها.
كان فنسنت يعرف كل شئ عن تلك الحالة المشوشة . و لسبب يتعذر تفسيره , أعجبته فكرة إخراج إخراج هالى عن صمتها و هدوئها المعتادين
ــ الآن , بعد أن عرف بول أنك كنت امرأة بكل معنى الكلمة , اقتنع بأنك لست من نوع الراهبات . و بالعكس , إنه يرى اهتماماتك و رغباتك تحدياً لا يقاوم وليس خياراً قائماً على قناعات شخصية ....و قبل أن يغادر غرفتى , أوضح أنه يسعى إلى أن يصبح مهماً بالنسبة إليك بحيث لا تعودى ترى فى أى مكان وجه زوجك بل وجهه هو.


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس