عرض مشاركة واحدة
قديم 22-11-17, 01:07 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

6 - متفاهمون و لكن.......
يا لها من سخرية أن يتمنى بول شيئاً لن يحدث أبداً , و لا يمكن أن يحدث !
ليس عندما يكون وجه أبيه الجذاب هو ما ابتدأت هالى تراه كل ليلة فى أحلامها .
كان صوت فنسنت العميق هو الذى تصغى إليه على السلم و رائحته النفاذة التى تشمها كلما خرج من تحت الدوش , كما كانت لمسته المكهربة لذراعها ترسل الحرارة فى جسدها .
لم تجرؤ هالى على التفكير فيه أكثر و إلا ستجن . عليها أن تخرج من السيارة. من المستحيل أن تركز أفكارها على أى شئ و هو بجانبها . نزلت من السيارة و أخذتتتمشى على ضفة النهر .
كان عام قد مر على موت راؤول عندما أخذت تنتبه إلى أنها لا تستطيع أن تتذكر ملامحه بوضوح . و عندما قرنت ذلك بحسرتها على فقدانها له , سبب لها هذا حزناً هائلاً جعلها تفضى بما فى نفسها إلى زميلاتها فى الغرفة , غابى . و كانت هى أيضاً قد فقدت زوجها فى حادث اصطدام.
أخبرت غابى هالى بأن مرحلة الإحساس بالرفض و الغضب و الألم و الشعور بالذنب التى عانتها طبيعية , فقد كانت هى تفسها مرت بتلك المراحل و شفيت . و بما أنها صديقتها الحميمة , فقد أكدت لها أن هذه المرحلة ستمر . و مع مرور الزمن , و العمل الدؤوب ستجد سلام النفس مرة أخرى.
و استحالت هذه الكلمات إلى نبوءة . فقد وجدت هالى هدوء النفس و صفاءها . أصبحت حياتها ذات هدف مرة أخرى و ذلك من خلال خدمة الآخرين . لكن ذلك الصفاء مهدداً منذ عرفت فنسنت رولاند.
سمعت وقع خطولت خلفها و صوت يهتف بها :"هـــالـــــى !"
فقالت و قد تملكها الخوف من الإنفراد به أكثر من ذلك :"هل لك أن تأخذنى الآن إلى الكنيسة ؟"
بعد صمت متوتر , أجاب :"طبعاً"
أثناء رحلة العودة إلى المدينة رفضت أن تنظر إليه و تملكها الارتياح عندما لم يحاول هو أن يكلمها .
بعد أن اوقف السيارة , كانت مشاعرها فى حالة من التشوش منعتها من تقديرجمال هذا المبنى القائم منذ مئات السنين . و دون انتظار لما سيفعله , دخلت الكنيسة فى نفس الوقت الذى برزت فيه امرأة تلف رأسها بوشاح , فتقدمت هالى إليها :"عفواً . هل لك أن تخبرينى أين يمكننى أن أجد الكاهن؟"
فأجابت المرأة :"حول الممشى . مكتبه على اليمين"
شكرتها هالى , ثم وجدت المكتب دون مشكلة . طرقت الباب و انتظرت بعد دقائق خرج شاب و شابة ثم أشار الكاهن إلى هالى بالدخول . و كان يبدو قريباً من عمر الجد موريس.
بعد أن قدمت إليه نفسها , شرحت له أنها راهبة غير مكرسة من باريس و تعمل فى المنطقة . و رحب الأب أوليفييه بها من كل قلبه . و عندما أخبرته بأنها مقيمة فى مزرعة رولاند , ابتسم مسروراً و بدا أنه يكت للأسرة احتراماً بالغاً , و خصوصاً للجد الذى كان صديقاً قديماً له .
ــ أبتى , أريد أن أكون فى الخدمة أثناء وجودى هنا. لاحظت أن فى الردهة برنامجاً لهذا الصيف يتعلق بحديثى السن فى هذه المنطقة . أتظن ان بعضهم قد يكون بحاجة إلى مساعدة فى تعلم الإنكليزية ؟
ــ سيكون هذا رائعاً , فالسياحة هامة هنا . و مراهقونا دوماً بحاجة إلى مساعدة للحصول على أعمال أفضل. لماذا لا تنضمين إلى مجموعة الشابات عند السابعة من يوم الخميس ؟ سأقدمك إليهم ثم نبدأ العمل .
ــ شكراً لك.
رافقها إلى باب مكتبه و هو يقول :"أخبرى موريس أننى سأزوره خلال العطلة الأسبوعية"
ــ بكل سرور.
دخلت الكنيسة لتصلى . و عندما نهضت لتغادر , اكتشفت أن فنسنت جالس فى الصف الأخير ينتظرها.
كانت راضية بحالها حتى رأته . سواء كانت مستيقظة أو نائمة أو تصلى فهو دوما موجود فى خلفية حياتها , و أثار ذلك مشاعرها من جديد.
عندما أصبحا فى السيارة وجدت نفسها مرغمة على أن تنهى الحديث الذى بدأها عند النهر .
ــ فى المستشفى أخبرت بول بأننى كنت متزوجة من قبل . أخبرته بذلك آملة أن لا يعتبرنى قديسة فقد خفت أن يكون ذلك جزءاً من سبب انجذابه إلى .
صدر عن فنسنت صوت غريب :"والآن أصبح يراك أسهل منالاً"
نظرت من النافذة دون أن ترى شيئاً :"لولا أن الوضع مزعزع , لغادرت سانت جينز اليوم . لقد تهربت منه مرتين , و لن يعجبه أنأخرج هذا الصبا....."
و سكتت هالى فى منتصف الجملة وهى ترى بول يتقدم نحوهما مستقلاً دراجته النارية ذات المقعدين.
ــ سأتولى هذا الأمر .
توقف فنسنت عند جانب الطريق , ثم نزل من السيارة عندما استدار بول بدراجته و وقف خلفهما .
لم تستطيع هالى أن تجلس زهرة منسية دون أن تفعل شيئاً . لقد أستطاع فنسنت أمس أن يحرز بعد التقدم فى علاقتهما الشخصية , فإذا شعر بول بأنها , و والده يخفيان شيئاً ما عنه فسيلوم فنسنت . و هى لا تستطيع أن تدع ذلك يحدث .
قالت بعد أن نزلت من اسيارة :"صباح الخير"
لم يكن التعبير الصارم البادئ على ملامح بول يبشر بالخير هذا الصباح :" ظننتك ستتأخرين فى النوم"
ــ هذه الرفاهية لصغيرات السن و حسب. عندما تكبر عدة سنوات ستجد نفسك تصحو باكراً دون سبب.
قالت هذا متعمدة , و قال فنسنت موافقاً :"هذا صحيح , استمتع بها كلما سمحت لك الظروف"
ــ كان بإمكانى أن أنهض باكراً.
ــ كما أذكر , لا أنت و لا مونيك ترغبان بحضور صلاة فى الكنيسة فى السابعة صباحاً .
انبسطت أساريره الخشنة قليلاً :"إلى أين أنتما ذاهبان الآن؟"
فأجاب فنسنت عنها :"إلى القصر . رأيت هالى على الجسر فعرضت عليها أن أوصلها"
لقد قال بالضبط ما كانت تريد أن تقوله . و قال بول لها :"سآخذك"
ــ هل نسيت القواعد المطلوب منى اتباعها ؟ لا سباحة , لا رقص , لا موسيقى خليعة , لا ركوب على مقعد خلفى على حصان أو دراجة ؟
فقطب بول جبينه :"كان ذلك عندما كنت فى باريس"
فهزت رأسها :"هذا يسرى فى أى مكان أذهب إليه طالما أنا ملتحقة بالبرنامج الخاص بالراهبات غر مكرسات"
كان واضحاً أنه لم يشأ أن تذكره بذلك , لكنه لم يستطيع أن يجادلها فى هذه النقطة.
ــ أريد أن أريك المنطقة .
فتدخل فنسنت قائلاً :":أنا أنهيت عملى لهذا اليوم . لماذا لا تأخذ ضيفتنا فى سيارتى بينما أعود أنا إلى القصر على دراجتك؟"
و ناول المفتاح لـ بول
الحل الذى أتى به فنسنت لهذه المشكلة ذكرها بأنه لم يشتر لها بول ذلك الخاتم لكان لديهما هو و منويك سيارة هى ملكهما الآن .
تمتم بول :"شكراً"
ما كان الأب ليستطيع أن يقول أو يفعل شيئاً أفضل من هذا ليبعث السرور فى نفس أبنه .
و لم تستطيع هالى أن تمنع نفسها من الأبتسام و هى ترى فنسنت على الدراجة:" منذ متى و أنت تركب هذه الأشياء؟"
فنظر إلى بول يسأله :"متى جربنا هذه الدراجة فى المتجر ؟"
ــ منذ عامين
ــ أليس هناك قانون يرغمك على وضع خوذة على رأسك أثناء قيادة الدراجة؟
فقال بول غير مصدق :"فى هذه الأنحاء ؟ هذه دراجة منخفضة و ليست موتوسيكلاً.
فرفعت حاجبيها :"و مع هذا , أكثر الاصطدامات تحدث فىنطاق ثلاث أميال من البيت"
أبدى بول احتجاجاً :"تبدين سيئة كأم جول"
تبادلت مع فنسنت نظرة تسلية لجزء من اللحظة , قبل أن يقول :"أعد بأن أكون حذراً"
أشعل المحرك ثم أنطلق بهدوء . كان فنسنت يتميز عن غيره من الرجال برشاقة رياضية طبيعية بالنسبة لرجل طويل كبير الحجم مثله . و من يراه لا يصدق أنه لا يركب الدراجة هذه إلا نادراً.
ظللت هالى عينيها من نور الشمس كى تراه مبتعداً و عندما توارى حول المنعطف اشتد شعورها بالوحشة فأسرعت عائدة إلى السيارة آملة أن لا يلاحظ بول قط إنجذابها إلى أبيه.
سألها و هو جاهز للإنطلاق بالسيارة :"ماذا تحبين أن تفعلى فى يومك الأول هنا؟"
أخذت تمشط شعرها بأصابعها لتخفى أرتجافها :"هل بإمكاننا أن نذهب إلى سانت إميليون لنرى الكاتدرائية و سراديب دفن الموتى ؟ كانت مونيك ذكرت شيئاً عن الراهب الذى عاش فى كهف فى القرت الثامن . أظنها تحدثت أيضاً عن كنيسة نوحيدية منحوتة فى الصخر"
فحملق فيها عابساً :"لكنك كنت فى الكنيسة هذا الصباح"
ــ لا يمكننى أن أشبع من رؤية الكنيسة أبداً.
ـت أنت فى بلد العنب يا هالى و أنا أحب أن آخذك إلى بعض الكروم حيث يمكنك أن تتذوقى مختلف أنواعها .
ــ أنا أعف أنك تحب ذلك . لن أستمتع إلا بزيارة الأماكن الدينية , و إلا ستذهب التجربة سدى علىّ.
فسألها بنكد :"و هل هذه إحدى قواعد المنظمة أيضاً؟"
ــ لا , بل هى خيار شخصى .
ــ لا أستطيع أن أتصورك فى ثوب راهبة .
ــ لا أريد أن نناقش ذلك , صدقنى . و على كل حال , لا أنكر أننى أعجبت بمنظر عرائش الدوالى التى رأيناها و نحن قادمون من بوردو أمس. أتصور أن عملى فى مكتب أبيك سيعلمنى الكثير . و فىالواقع ذكرنى ذلك بأن علينا أن نزور المدير حالما نعود من سانت إميليون . الأم مارى كلير تنتظر فاكس منه للتصديق على وظيفتى . و كلما أسرعت فى طلب تمديد فيزا العمل لى كلما كان ذلك أفضل.
فتنهد بإحباط :"فلنذهب لرؤية المدير الآن وننتهى من هذا الأمر و سأريك الكوخ أيضاً."
أنتظر أن تمر عدة سيارات ثم اندفع إلى الطريق , و هو يتابع :"وبعد ذلك بإمكاننا أن نبقى المدة التى نريدها فى سانت إميليون . هناك مطعم على التلة يمكننا أن نتعشى فيه. ستعشقين المنظر من هناك"
ــ هذا يبدو رائعاً . لكننى أظن أن بإمكاننا القيام بذلك فى يوم آخر .
ــ لماذا ؟
ــ الليلة يريد الجد موريس أن يختبر مهارتى فى لعب الشطرنج , و أنا أكره أن أخيب أمله . ماذا عن عملك الصيفى ؟ متى ستبدأ به؟
فأحمر وجهه :"لا أدرى . لقد جئت إلى البيت لتوى ...أمنحنى بعض الوقت ...."
وضرب عجلة القيادة بقبضته بلطف :"آسف ا هالى. لا أريد أن أبدو فظاً"
ــ آسفة إذا جعلتك تشعر بالحاجة للدفاع عن نفسك.
انتظرت منه أن يطمئنها إلى أنها لم تفعل شيئاً خطأ . و عندما لم تصدر عنه كلمة, ابتدأت تؤمن بأن خطة الدكتور موروا تعمل بشكل جيد.
إنها المرة الأولى التى يكون بول واثقاً من نفسه , رغم أنه ما كان ليعترف بذلك أبداً . لقد ابتدأت تصرفاتها تضايقه .
إذا استمرت فى الانشغال ببرنامجها الخاص سيخخف ذلك من تأثيرها عليه فيتركها فى الناهية. و عندما تأتى تلك اللحظة , لن يستطيع أن يلوم أباه لأجلها و الحمد لله.
شجعها هذا قليلاً و تطلعت إلى الاستقرار فى عملها الجديد . فحسب رأى غابى , العمل هو الدواء الأعظم . و لا تستطيع هالى إلا أن توافقها على قولها هذا.
بينما كانت تحاول طرد صورة فنسنت من ذهنها , أخذها بول إلى مكتب المصنع فى أحد المبانى الخارجية خلف القصر . أما الأبنية الأخرى فتشمل الأكواخ.
كان مظهرالأكواخ الخارجى يشبه طراز القصر . و لكن ليس الداخل فقد أكتشفت أن المكتب كان عصرياً مزوداً بأجهزة الكمبيوتر التى كان المظفون يعملون عليها . و اخذها بول إلى حيث المدير يقدمها إليه .
كان إيفز برووارد رجلاً فرنسياً ذا جسم نحيف لكنه قوى , و يتمتع بطاقة كبرى . كان يبلغ من العمر حوالى الأربعين عاماً , و أخبرها بول بأنه متزوج وله ولدان .
بعد أن عانق المدير بول مرحباً بعودته إلى الديار طلب إليه أن يتركه على إنفراد مع هالى . و رغم أنه قال هذا له باسماً أدركت هالى أن بول لم يعجبه أن يـُصرفه بهذا الشكل , فلة\وى شفتيه ثم قال لها إنه سيعود ليأخذها بعد ساعة .
و ابتسمت عينا المدير إعجاباً بها :"اخبرنى بول أنك تريدين عملاً لللإقامة فترة فى فرنسا"
ــ هذا صحيح . هل أخبرك عن السبب؟
ــ لا. و لكن بعد أن عرفتك يمكننى أن أفهم سبب استعجاله لإبقائك هنا.
و تأوهت فى داخلها ....آهت بول ! و دون ان تضيع وقتاً أخبرت الرجل بأنها رهبة غير مكرسة كانت تعمل مسجلة مبيعات فى متجر تاتى فى باريس و تغيرت ملامح المدير بعد سماعه ذلك .
ــ أصبحنا أنا و التوأمان أصدقاء حميمين . لا أردى إلى متى أنا باقية هنا أقوم بالخدمة فى المنطقة , و لكن علىّ أن أجد عملاً حيث أننى هنا بفيزا عمل .
فتمتم يقول :"المعذرة لفكرتى الخاطئة عنك"
ــ كيف لك أن تعلم ما دام بول لم يشرح لك أمرى ؟ و كونه أبن السيد رولاند يضعك فى موقف صعب , و لهذا أرجوك أن تكون صادقاً . إذا لم يكن بإمكانك توفير المساعدة المؤقتة لىّ سأعتمد على عون آخر .
أخرج من جيبه علبة دخان و سألها متردداً عما إذاكان يضايقها أن دخن , فأجابت بالنفى . و بعد لحظة صمت سألها :"اى عمل تحسنينه غير البيع فى المتجر ؟"
ــ لدى شهادة ثانوية لتعليم اللغة الاسبانية و كذلك الفرنسية المبسطة .
ــ هل قلت الاسبانية ؟
ــ نعم . فبعد تخرجى أصبحت مضيفة فى شركة الطيران التشيلية و بقيت أعمل هناك حتى وفاة زوجى.
فقطب جبينه :"آسف لوفاة زوجك"
ــ و أنا كذلك . و بعد مرور الزمن , تغير اتجاه حياتى فأصبحت راهبة غير مكرسة . و لكى أكسب معيشتى عملت نادلة فى مطعم اسبانى فى سان دييغو حتى جئت إلى فرنسا.
لابد أنك تتحدثين الاسبانية بطلاقة
ــ نعم , كان زوجى من تشيلى . و هذا ساعدنى.
ــ و ماذا عن مهارتك فى الكمبيوتر ؟
فأخبرته :"إننى أستعمل واحداً منذ دراستى الثانوية "
ـت ما هى المدة التى ستمضيها فى هذه البلاد؟
ــ لست واثقة من ذلك بعد .
التفت الاثنان لريا جسم فنسنت المتين البنية فى الباب . و لم يكن لديها فكرة عن وجوده فى هذه الأنحاء . منذ متى هو واقف هنا؟ و أخذ قلبها يخفق عالياً حتى شعرت بالغثيان .
وقف المدير :"أظننا وجدنا الشخص المناسب لمساعدة ميشيل مع المحاسبين الجدد القادمين من جنوب أميركا "
ـ تابع حديثك.
أثناء تلاوة المدير عليه كل ما قالته , كانت عينا فنسنت تشملان هالى بنظرات حارقة لم تشعر بمثلها من قبل . و كان المدر يتابع :"كان ميشيل يوزع جهده بين عمله العادى و الترجمة لهم . و مع معرفة هالى بالأسبانية يمكنها أن تستلم عنه هذا العبء حالما تنهى تدريبها"
فأومأ فنسنت :"هل ميشيل هنا؟"
ــإنه يوم عطلته . يسعدنى أن أحصل عليها هنا.....
ــ ـنت مقدر لذلك , يا إيفز لكنك ما زالت تتعامل مع المحاسبين الجدد الذين أحضرتهم معى من إنكلترا . عندما ترسل الفاكس إلى الأم المقدسة فى باريس و تخبرها أن الآنسة لين على جدول الرواتب , سأخذها إلى مكتبى و أريها ما يتطلبه العمل .
تملكتها رجفة . أن تكون معه بمفردها هو بالضبط ما تتمنى أن تتجنبه .
نظر فى عينيها مرة أخرى :"إذا كان ذلك لا يعجبك لدى فكرة أخرى"
ماذا يمكنها أن تقول أمام الموظف ؟ فقالت :"أنا شاكرة جداً لأى عمل"
فتحت حقيبة يدها بأصابع مرتجفة و بحثت عن رقم الفاكس فى مفكرتها و بعد أن أعطت المدير الرقم , شكرته ثم تبعت فنسنت .
حرصت هذه المرة على أن لا تسير بقربه تماماً بحيث يتأبط ذراعها . فهى لا تستطيع مواجهة ذلك حالياً و إلا سيفضحها ارتجافها .
ـــ
كان مكتبه فى الطابق الأرضى من القصر. و كان المدخل قابلة مكتب المصنع مباشرة . و كان هذا الترتيب منطقياً تماماً.
حسب قول التوأمين , كان يأتى إليه تجار من كافة أنحاء العالم للتعاقد معه . لديه مستخدمون يأخذون الزبائن و السياح فىجولات على مكاتب المصنع .
كان فنسنت يدير أمبراطورية فريدة مربحة يعود تاريخها إلى ما يقرب أربعمئة عام . كان بديهياً أن لديه فطنة عملية غير عادية . و مع ذلك , بالنسبة إلى هالى , نجاحه الأكبر هو والداه و تربيته المثالية لهما.
فتح لها الباب :"تفضلى بالدخول "
كان مكتبه يمثل مزيجاً من اتساع غرفة الإستقبال فى القرن السابع عشر و من ضروريات التقنية العصرية .
علقت على أحد الجدران لوحة بالغة الاتساع تمثل مشهد المزرعة و القصر من الجو, و على الجدار المقابل كانت خريطة تمثل تاريخ كروم رولاند. و كان مسجلاً عليها الحجم بالهكتار , الثمر , نوع العنب, زمن النضج, الجوائز الحائز عليها بصفته الأفضل فى سنة معينة .
كان هذا حرم فنسنت المقدس . لقد جعلها تتمنى قضاء ساعات هنا لتعرف المزيد عنه . لم تعد تستطيع الكذب على نفسها . لم يكن هنا من تستمتع بقربه أكثر منه.
ماذا عليها أن تفعل ؟
وقف خلفها فشعرت بحرارة جسده و شمت رائحة الصابون الذى استعمله هذاالصباح . و لم تجرؤ على الالتفات إليه .
ـت أعلم أنه صعب جداً فى البداية .
و هو فعلاً , صعب جداً . زتزرت مشاعرها إلى حد الهياج . لم يلمسها , ومع ذلك كاد يحرقها الشوق إليه.
ــ بابا؟ كنت أرجو أن....آهـ هالى , قال أبى إنك خرجت مع بول فى نزهة.
أجفلت هلى لسماعها صوت مونيك القادم من عند عتبة باب آخر و إزداد لديها الشعور بالذنب . و التفتت ببطء إليها محاولة أن تتظاهر بالهدوء :"شعرت بأن بأن علىّ أن أبحث عن عمل قبل القيام بأى شئ آخر"
ــ لابد أن هذا أغضب بول .
نطقت مونيك هذا ببطء ساخر متبعة آخر طراز أميركى فى الحديث . لا أحد يعرف أخاها كما تعرفه هى. و ابتسمت لأبيها .
ـت ألم تمنح هالى وظيفة بعد؟ بإمكانها أن تعمل أى شئ.
ـت هذا ما أجده . إذا جئت لتعانقينى فأنا بالانتظار
ــ أنا أعلم أنك اشتقت إلىّ.
قالت هذا قبل أن تجد نفسها بين ذراعى أبيها . و حسدتها هالى بينما كانت هذه تتابع :"لكننى أشتقت إليك أكمثر مما تتصور بابا . أنا سعيدة جداً بالعودة إلى بيتنا"
ــ أعرف هذا يا صغيرتى .
فألقت برأسها إلى الخلف :"هل تمنحنى إذناً بأن أطلب إلى فيفيان أن تدربنى على وظيفتها؟ كنت قد أخبرتنى أننا سنتحدث فى هذا الأمر بعد عودتى من باريس. إن سوزيت تتوسل إلىّ أن أجد عملاً صيفياً لى معها فى سانت جينز , لكننى أريد أن أعمل هنا فى المزرعة."
نظر فنسنت إلى هالى :"ما رأيك؟"
لم تكن هالى تريده أن يسألها . فى كل مرة يتحدثان فيها معاً , كانت تزداد انجذاباً إليه حتى ل تعد تعلم من تكون هى أو ماذا تفعل .
ــ عندما يتعلق الأمر بـ مونيك فأنا منحازة . منذ اللحظة التى عرفتها فيها أدركت أنها مميزة , و لم يدهشنى أن تكون الأولى عند تخرجها من المدرسة .
نظر فنسنت إلى ابنته بحب :"انا بالغ الزهو بك"
و قالت هالى ::"أنت محظوظ لحماسة أبنتك للعمل . كثير من الأحداث الذين عرفتهم أثناء عملى هم مطردون من المدارس , و المدمنين على المخدرات غير القادرين على العمل إلا إذا أعيد تأهيلهم"
تعلقت عيناه بعينيها لحظة قبل أن يعود إلى مونيك , فيقبل جبينها ثم يتركها :"إذن فأنت تريدين المساعدة مع السياح؟"
فصرخت بحماسة :"نعم"
ــ لا بأس. يمكنك أن تذهبى إليها و تخبريها بأتتى أعطيتك إذناً بأن تبدأى التدريب.
عندما تبتسم مونيك بذلك الشكل, تبدو رائعة الجمال حقاً . هل ذكرى زوجته ما زالت تملأ ركناً خفياً فى قلبه؟
كان هذا سؤالاً يشغل فكر هالى و يزعجها , أتراها.....تغار منها؟
ــ شكراً يا بابا ...شكراً يا هالى . آهـ , قبل أن أنسنى ....اليوم هو عيد مبلاد إنفيج , و أنا سأقيم حفلة صغيرة لأجلها . لن نفعل شيئاً إلا بعد أن تقدم لنا العشاء . و عن
ما تعود إلى المطبخ لتحضر الحلوى سنطفئ الأنوار و نضع قالباً من الحلوى المرصبان فى انتظارها . هل يمكننى أن أستعير السيارة لكى أحضره من المدينة؟
ــ طبعاً رتبى الأمر مع بول.أنه فى مكان ما هنا و المفاتيح معه.
ــ سأبحث عنه . لقد سبق و أخبرت غاستون و الآخرين , و سينضمون إلينا . كل شخص سيحضر هدية و أنا سأعطيها ذلك الثوب الذى أحضرته لها من باريس .
الثوب الأحمر الشهير!
كانت هالى تتصور أن فنسنت لا يمكن أن ينسى تلك الأمسية المؤلمة إلا بعد وقت طويل. لكنها عندما اختلست النظر إليه رأته يعث شعر أبنته مداعباً:"ستعشق إنفيج ذلك الثوب صغيرتى . كنت سأمنحها علاوة على راتبها و لكننى الآن سأضع لها المبلغ مع بطاقة تهنئة و أسلمها إياها الليلة , هل تشترين لىّ بطاقة؟"
ــ طبعاً بابا, إلى اللقاء .
فصاح خلفها :"أغلقى الباب خلفك"
عندما أصبحا وحدهما مرة أخرى , ألتفت إليها . ظنته سيبدأ بشرح عملها الجديد , لكنها بدلاً من ذلك شعرت به يتغير.
ــ كم دام زواجك من راؤول؟
أذهلتها رغبته فى الحديث عن راؤول :"أنا....إذا كنت ترى لغتى الاسبانية ليست جيدة بما يكفى , لا بأس سأبحث عن عمل آخر"
ــ ليس هذا سبب سؤالى .
نظرت إليه مجفلة :"لا أفهم"
ــ لي لدى بول بول فكرة عن نوع الألم الذى ما زالت تعانيه .
مرت الثوانى قبل أن تفهم أنه يظنها ما زالت حزينة على زوجها :"أفضل أن لا أتحدث عن حيتى الخاصة"
ـت ما كنت لأذكر الماضى لو اننى لم أشعر بالقلق حبال ما تكبدته من عناء لتحضرى إلى هنا لمساعدة بول .
و أفصحت لهجته المنخفضة عن قلق بالغ . فهمست :"ذلك ليس عبئاً فقد رحل راؤول إلى عالم أفضل . و يمكننا أن نشكر الله لأن بول ما زال حياً . و انا على استعداد لقيام بكل ما أستطيعه لكى أجعله يجتاز هذه الأزمة لكى يتمكن من العيش حياة طويلة و سعيدة"
حتى لو قتلنى البقاء بقؤبك ....أخذت تفكر فى نفسها .
ــ هالى , إذا كنت لم أقل شيئاً حتى الآن فأنا أريدك أن تعلمى مقار شكرى لك لرعايتك ولدىّ فى باريس . عندما أرى طريقة لجوئهما إليك , و كيف يتلهفان إلى تقديرك لهما و يزهوان عند مدبحك لهما . أدرك أنك ملأت مكاناً شاغراً فى حياتهما.
فهزت رأسها :"أنت ليست بحاجة إلى أن تشكرنى . من السهل جداً أن يحب الشخص ولديك . و أظنك , و ولديك أكثر الناس حظاً فى العالم لكونكم أسرة مترابطة"
كان واقفاً قريباً منها أكثر مما ينبغى حتى كاد يلمسها .
ـ و ماذا بالنسبة إلى اسرتك يا هالى ؟ لم أسمعك تتحدثين عنها قط .
أغمضت عينيها لكنها لم تستطيع أن تمنع الدموع من تندية أهدابها:"لقد ....رحلوا جميعاً"
ساد السكون الغرفة :"ماذا تعنين بقولك (رحلوا)؟"
لم تستطيع هالى ان تتحدث عن ذلك , فالتفتت حولها متصنعة الاهتمام باللوحة المطرزة بينما كانت تحاول تمالك نفسها .
شعرت بيديه تضغطان على كتفيها بلطف من الخلف . كانت لمساته أشبه بعسل دافئ يسيب على جلدها :"أخبرينى , أريد أن أسمع"
لو أنه لم يفعل ذلك لكانت على مايرام . لكنها عندما شعرت بيديه تفجرت فيها عواطف طال كبتها وم صدرت عنها آهة
ــ هالى ....أفضى بما فى نفسك.
و إذا لم تستطيع مقاومة توسله هذا , قالت :"كلهم ماتوا فى حادث سقوط الطائرة "
ــ من هم ؟
ــ جداى و أبواى , و والدا زوجى و أخته و زوجها , و أخى و زوجته و طفلهما و زوجى راؤول
ــ يا إلهى .
لف ذراعيه حولها و جذبها إلى صدره . كانت تحمل ىلامها بصمت طوال الوقت . و مشاركة أحدهم بها كانت أمراً مستحباً بالنسبة لها .
ـتعندما سقطت بنا الطائرة كنا أنا و راؤول قد تزوجنا فى اليوم السابق . و كان والدلى قد أقاما لنا حفلة كبرى فى بيلير و كنا متجوهين إلى سانتيغو لحضور حفلة أخرى بمناسبة زواجنا عندما سقطت الطائرة . و كان فيها 250 شخصاً لم ينج منهم سوى ست أشخاص . و بسبب التضاريس الطبيعية التى شكلت صعوبة فى الوصول إلينا , لم يجدونا إلا بعد أسبوع. كنت واثقة من أننى كنت ميتة و ذهبت إلى مكان غريب . لم أستطيع أن أرى شيئاً و كل ما كنت أسمعه هو صوت امرأة كانت تمسك بيدى و تخبرنى بأن ألا أيأس . لقد أبقيت عينيى مغطاتين , و سمعتها تعدنى بأن العون فى الطريق إلينا . كانت تغنى لىّ أحياناً, و أحياناً تصلى و تساعدنى على الصلاة . لقد منحتنى الصبر والقوة حين لم يكن ثمة أمل بالنجاة .
و ذات يوم سمعت أصواتاً تتحدث عن سقوط طائرة .و أخبرنى شخص ما بأننى نجوت . و فى المرة التالة التى أستيقظت فيها كان ذلك فى المستشفى.
و كانت عيناى مربوطتين و لم أستطيع أن أحرك أياً من ساقى . اخبرنى الطبيب بأننى مصابة بعمى الثلج المؤقت و بكسر فى ساقى , لكننى سأشفى . أتذكر أننى لم أكن أهتم بنفسى , و لكن أين المرأة التى كانت ترعانى ؟ و التى منعتنى من الإنزلاق إلى المجهول؟ أين هى الآن و من يرعاها ؟
قال لىّ أنه سيسأل عن أسمها . و كان هناك امرأة ناجية لم تمض أكثر من أيام معدودات فى المستشفى , حتى شعرت بيد مألوفة فوق يدى , و كان صوتها هو الذى حدثنى :"سمعت أنك تسألين عنى يا سنيورا . أنا الأخت كارلوتا"
و بينما هالى تستعيد مأساتها شعرت بأن هناك شئ آخر يحدث .كان يقبل شعرها و صدغها .
ربما ظن نفسه يواسيها , لكنه أيقظ بهذا مشاعر لم تستطيع أن تتجاهلها .
و كمن يخرج من حلم , انتبهت فجأة إلى حرارة جسديهما
و إذ تملكها الذعر مما أيقظ فيها من الحنين , انزلقت من بين ذراعيه و جلست على أقرب كرسى , ثم قالت دون أن تنظر إليه :"آسفة لفقدى انضباطى بهذا الشكل"
فقال و هو يتنفس فجأة بصوت مسموع :"يا الله , هالى . حتى مجرد تأديتك أى عمل هو معجزة حقاً"
ـتهناك هذف لكل شئ ,و هذا ما آمنت به و رضيت به.
و بللت شفتيها الجافتين :"لقد ذكر إيفز فتح حساب جديد فى أميركا الجنوبية , هل هذا يعنى أنكم توسعون عملكم فى عدة بلدان؟"
و قبل أن يجيب إذا بالتوأمين يدخلان من الباب الخارجى . وارتجفت هالى ماذا لو كانا دخلا قبل دقيقتين؟
و بادر بول أباه قبل إلقاء التحية :"ما هذه المعاملة بابا ؟ تقول مونيك إنك سمحت لها بأن تأخذ السيارة لكننا أنا و هالى كنا عازمين على الذهاب إلى سانت إميليون"
ذكرت فظاظته هذه هالى بالمراهقين اللذين عملت معهم فى كاليفورنيا و باريس.
كان فنسنت الآن جالساً خلف مكتبه :"ألا يمكنكما أنتم الثلاثة , أن يذهبوا معاً؟ إنكما بذلك تساعدان مونيك على الاحتفال بعيد مولد إنفيج هذا المساء؟"
فنظر بول إلى أخته بدهشة:"هل أنت واثقة من أنهاليوم؟"
ــ تـــمـــامــــاً !
أثناء وجودكم هناك تناول الغداء على حسابى فى مطعم (العبيد الثلاثة) و ستسمتع هالى أكثر من الآخرين بالكيك الطازج المصنوع بطريقة ما زالت هى نفسها منذ 300 سنة .
وسحب من جيبه مبلغ من المال ناوله لـ مونيك التى دارت حول المكتب لتقبله :"شكراً بابا"
كانت هالى أول من خرج . مهما كان تبريرها لما حدث فقد جعل ارتماؤها بين ذراعى فنسنت عاقتهما أكثر حميمية . كيف يشعر التوأمان بذلك؟
ألغى دخول فنسنت إلى حياتها الحدود الفاصلة بين الروح و الجسد و المشاعر فى وجودها .
و إذا لم تتغير الأمور فى أقرب وقت , ستكون هى من يذهب لإستشارة الدكتور النفسانى.



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس