عرض مشاركة واحدة
قديم 22-11-17, 01:07 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

7 - إنى أغرق
ــ أنا أيضاً لدى هدية لك يا إنفيج .
ــ أوهـ ؟
و بدت صدمة على مدبرة المنزل
كان فنسنت هو أيضاً يظن أن إعطاء الهدايا قد أنتهى لكنه كان مخطئاً على ما يبدو .
ناولت هالى إنفيج لفافة صغيرة من جيب تنورتها البنية اللون . و كانت هذه هى نفس التنورة التى كانت ترتديها عندما دخل فنسنت إلى شقته و رأى الخاتم يتألق فى إصبعها .
بدت تلك اللحظة و كأنها تنتمى إلى زمن مختلف فى بلد بعيد .
فتحت إنفيج اللفافة لتجد قطعة معدنية مطلية بالأحمر والأسود , مصنوعة بشكل قلب مكتوب فى وسطها (أحبب الله المنعم)
التفتت إنفيج إلى هالى :"يا لها من هدية جميلة !"
ــ لطالما كان التوأمان يتحدثان عنك و عن غاستون بعطف بالغ , ففكرت فى أن عليك أن تعلمى نوع التأثير الذى أحدثته فيهما على مر السنوات .
فتمتمت مونيك :"هذا صحيح"
لم يقل بول شيئاً , لكنه ابتسم لهما . و كانت هذه أول ابتسامة له منذ عاد إلى البيت.
أفرغ فنسنت كوب العصير فى جوفه , ليمنع نفسه من أن يندفع إلى هالى و يأخذها بين ذراعيه كما فعل صباح هذا اليوم.
و تملكه الشك فى أن أية إيماءة منه قد تعنى شيئاً لهذين الزوجين اللذين لم ينجبا أولاد و اللذين أمضيا معه و مع الجد أكثر من عشر سنوات .
نهضت إنفيج من خلف المائدة و قالت و هى تغالب دموعها :"شكراً للجميع. هيا بنا يا غاستون."
جمع غاستون باقية الهدايا و قبل أن يغادر المائدة ربت على يد هالى . اعتبرت مينو و زوجها ذلك إشارة لهما , هى و زوجها فاستأذنا و انصرفا .
و فى النهاية لم يبقى سوى الأسرة حول المائدة . كانت هالى منسجمة معهم تماماً وكره فنسنت فكرة رحيلها يوماً ما لتدخل الدير.
إنه بحاجة إلى سماع المزيد من اعترافاتها عن ماضيها , إذ من الواضح أن هناك أكثر مما كان يظن . و هذا ما يعذبه الآن .انسحبت هاربة من مكتبه قبل أن تنتهى من إخباره بقصتها , و تركته يتخبط فى جهنم أفكاره و أحاسيسه الجديدة.
و لكنه إضطر إلى الاعتراف بأنه مهما كان السبب الذى جعلها تسلخ نفسها من بين ذراعيه فجأة بهذا الشكل , فهو يبقى من وحى العناية الإلهية .
إذ لم يكن ليجد أى عذر يقنع بول لو فاجأه يضم هالى بين ذراعيه .
و من ناحية أخرى لم يستطيع أن يذهب إلى فراشه الليلة قبل أن يسمع بقية قصتها . و لكن كيف يمكنه أن ينفرد بها دون لفت انتباه الولدين إليهما؟
كان الجد موريس قد أعد طاولة الشطرنج أثناء إخلاء هالى و مونيك للمائدة من بقايا الاحتفال بعيد مولد إنفيج .
أدرك فنسنت من الطريقة التى كان بول يدق بها بأصابعه على حافة المائدة , أنه يفكر فى أن يهرب و يأخذ هالى معه . لكنه بدلاً من ذلك أختار أن يمضى الأمسية فى مراقبتها تستمتع بلعب الشطرنج مع موريس.
وتألم لأجل ابنه الذى دفعه إفتتانه بـ هالى فى طريق مشاعر خداعة لا رجاء فيها . ربما.....
ــ بول ؟ كيف يسير العمل فى كوخ هالى ؟
ــ لقد أصلح برنارد المجارى و الأدوات الصحية . بقى عليه أن يستبدل القفل , سيصل غداً طاقم التنظيف و بعد ذلك يصبح الكوخ جاهزاً لوضع الأثاث.
ــ و لماذا الانتظار حتى الغد؟
فنظر بول إلى ابيه بحيرة :"ماذا تعنى؟"
ــ إذا أستخدمنا عضلاتنا , يمكننا أن نقوم بعمل أفضل بكثير . ما رأيك فى ذلك؟ بإمكان مونيك أن تساعدنا .....من يعلم؟
و عندما ينتهى الجد موريس و هالى من اللعب , يمكن أن تستقر هالى هذه الليلة فى بيتها .
لمعت عينا ابنه :"فلنفعل هذا"
و اندفع واقفاً . و كان هذا انتصاراً صغيراً آخر يقربه من ابنه , حتى لو كانت هالى تمثل الحافز الوحيد وراء تحاوب بول مع ابيه .
ــ سأغير ملابسى و أقابلك فى غرفة المعدات بعد خمس دقائق .
و سأغير أنا ملابسى أيضاً .
غادرا غرفة الطعام معاً , و فى طريقهما إلى الخارج تبادل الجد النظرات مع فنسنت .... و منحه جده إيماءة ذكية تنم عن موافقته على هذه الهدنة التى أنجزها مهما كانت قصيرة الأجل .
لو علم الجد أن أهداف فنسنت تتخطى سعادة بول , لما وافقه على ذلك.
المفروض أن قد أكتسب بعض الحكمة خلال الثمانية عشر سنة الماضية . فكيف يعمل على استنباط وسائل ينفرد فيها مع الفتاة التى يحبها ابنه منذ تسعة أشهر؟
ربما يفقد عقله .....
ــــ
ـ ها هو ذا كوخك أصبح جاهزاً !
بعد جلسة تعليمية أخرى مع الجد فى لعبة الشطرنج , أخذت مونيك هالى إلى خلف القصر حيث أصبح الكوخجاهز لتقيم فيه.
لم تكن تسمية كوخ لائقة على الشقة الساحرة المزدانة بنقوش على جدرانها يعود طرازها إلى القرن السابع عشر . كانت تحتوى على صالون و غرفة طعام صغيرة و مطبخ و حماما و غرفة نوم مؤثثة بسريرين و مرآة أسطورية الجمال .كان هناك تليفون .
كان ثمة قطع من الأثاث و اللوحات المنتشرة فى أنحاء الشقة أوصت بها مونيك منذ فترة .
ــ هل أعجبك؟
ـت أنت تعرفين الجواب , شكراً يا مونيك . سأشعر هنا و كأننى أميرة و احتضنتها بشدة .
ــ لقد ساعدت أبى و بول فى تجهيز الشقة .
ــ كنت أتساءل إلى أين تراهما ذهبا .
ــ هل تريديننى أن أنام معك الليلة كيلا تشعرى بالوحدة لأبتعادك عن القصر؟
رغم محابة هالى للفتاة إلا أنها فضلت أن تنام لوحدها حتى تتمكن من الاتصال بـ غابى , فهى لم تتصل بصديقتها منذ مغادرتها سانت دييغو , سوى مرتين فقط . مرة يوم عيد ميلاد غابى و مرة أخرى يوم عيد رأس السنة . و كانت قررت أن تتصل بها مرة أخرى بعد أن تعود إلى كاليفورنيا لولا هذا الوضع الذى لا تستطيع أن تسمح له بالاستمرار طويلاً .
كانت غابى تمتز بالتعق لو الحكمة . و إذا أقتضى الأمر , سيتبعان هى و ماكس صراحة قاسية معها. و مع ذلك لم تستطيع هالى أن ترد عرض مونيك!
بعد ما فعله بول أصبحت أخته بحاجة إلى توجيه قوى حتى لا تقع فى التجربة ذاتها . و لسوء الحظ لا يمكن أن تعتمد على سوزيت أو أى من صديقتها . بجانب هالى ليس هناك سوى أبيها و الجد موريس يمكنها أن تثق بهم .
ــ هذا يسرنى جداً فلنحضر حاجياتنا .
و خارج الكوخ صادفتا الرجلين اللذين كانا يتحدثان إلى برنارد مدير الأملاك.
بعد إتمام التعارف ناول المدير هالى مفتاحها :"لدى نسخة عنه فى حال ضياعه"
شكرته ثم أسرعت تدخل الكوخ مع مونيك . ملابس الراهبة غير المكرسة ل تملأ سوى حقيبة واحدة لم يستغرق ملؤها وقتاً طويلاً من هالى . و حين خرجت من القصر كانت تحمل تحت أبطها رواية طويلة من مجموعة كتب مونيك.
أحضرت مونيك ما تحتاجه لتمضية الليلة , ثم عادتا إلى الكوخ مباشرة . سأل بول أخته و هو يرأها تحمل حقيبة صغيرة فيها حاجياتها لقضاء الليل :"ماذا تفعلين؟"
كانا هو و أبوه ينتظرانهما فى الصالون . و حاولت هالى أن تتجنب النظر إلى وجه فنسنت . لقد تفادت نظراته ما يكفى أثناء العشاء . و لكن كان من الصعب عليها أن لا تنظر إليه و هو بهذه الرجولة و الجاذبية ببنطلونه الجينز القديم و قميصه الأسود المقفل .
لكن هذه ليست أفكار راهبة غير مكرسة . كيف تتخلص منها ؟
ــ طلبت من مونيك أن تمكث معى . بما أنكم هنا جميعاً دعونى أشكركم لإعداده لىّ بهذه السرعة . الشقة جميلة جداً . فكرت فى تدشينها بالتناوب على قراءة قصة (حوارالحيوانات السبعة)
ــ هل عددنا كاف؟
فالتفتت إلى مونيك :"ربما لا؟ ولكن طلبت منى مرة أن أقرأها و سأفعل الليلة"
فقال فنست :"ابنتى على حق ز إنها قصة مضحكة للغاية كُتبت من وجهة نظر كلب و قطة"
فقالت هالى لا تريد أن تعزل بول عن الحديث :"لماذا لا تبقى و تقرأ معنا قبل أن نأوى إلى النوم يا بول؟ إننى بحاجة إلى عون كبير فى لغتى الفرنسية . ربما بقدر ما كنت أنت بحاجة إليه بالنسبة إلى إنكليزيتك الخريف الماضى"
اضافت ذلك عندما رأت إمارات الرفض على وجهه.
مط وجهه بشكل غريب :"سأقرأ لفترة قصيرة"
فابتسم فنسنت :"يبدو هذا مسلياً . هل تمانعين فى أن أنضم إليكم ؟"
لم تستطيع هالى أن تصدق أن خطتها فى تجنب التفكير فى فنسنت لليلة واحدة فقط قد أعطت نتيجة عكسية . فقالت :"كلما كثر العدد كلما ازداد المرح"
و إذا بها السهرة تصبح أجمل السهرات التى لا تنسى فى حياة هالى .
كل شخص أدى دوره و عندما جاء دور هالى لتقرأ , منحته كل ما لديها من مهارة.
فى البداية , تمالك الأب و ولداه أنفسهم من إظهار السخرية لطريقة لفظها الأجنبية لكنها عندما حاولت أن تتلفظ بكلمات طويلة معقدة و هى تؤدى دور الكلب خرجت الكلمات بنبرة إسبانية فانفجر فننت بقهقهة عميقة ترددت أصداؤها فى أنحاء الغرفة . و سرعان ما شارك التوأمان أباهما الضحك.
نظرت إليه و هى يمسح عينيه . و عندما تشابكت نظراتهما لحظة أدركت هالى أنها وقعت فى الحب للمرة الثانية فى حياتها , و أنها مغرمة بهذا الرجل بكل ما لديها من عمق و حميمية .
أحمرت وجنتاها فأطبقت الكتاب و حولت وجهها من فنسنت بمشقة و هى تقول :"أظننى أستضفتكم بما يكفى"
فنهض فنسنت واقفاً :"كل الأشياء الجيدة لها نهاية . هيا بنا يا بول, و إلا باغتنا الغد دون أن ندرك. هالى؟ سيكون ميشيل فيريث فى مكتب المصنع فى حوالى الثالثة . و سيدربك على العمل عندما تكونين جاهزة لذلك ."
فأجابت بصوت مرتجف :"شكراً لكل شئ. تصبح على خير"
تباطأ بول عند الباب :"أنت لم لن تلعبى الشطرنج مع الجد موريس مساء الغد, أليس كذلك؟"
سؤاله هذا , بما يتضمنه كان النشاز الوحيد فى هذه الأمسية التى لا تـُنسى .
ــ لا, و لكنى فى الواقع سأذهب لمقابلة الأب أوليفييه فى الكنيسة .
أستطاعت أن تلمس التمرد فى ردة فعل بول, أما ردة فعل فنسنت فجاءت مختلفة تماماً و كان واقفاً خلف ابنه . و لأنه أطول منه فقد استطاعت أن تراه جيداً . فقد تصلب فكه , و أختفى كل أثر لذلك الرجل السعيد الفارغ البال الذى كانه أثناء الساة الماضية . ما سبب تغيره المفاجئ هذا ؟

ــ سأوصلك بنفسى إذن
جاء قول بول هذا حاسماً . و أدركت هالى أنه ليس الوقت الذى يمكنها فيه أن تحبط خطته.
ــ هذا سيسرنى
و قال الأب :"لكننى سأحتاج السيارة غداً صباحاً مع الآسف لأن لدى موعداً"
أترى موعد فنسنت مع امرأة ؟ لم تستطيع هالى أن تحتمل هذه الفكرة .كما أن مونيك لم يبد عليها ذرة من السرور , هى أيضاً .
و نظر فنسنت إلى ولديه :"أظن أنه سيكون علينا أن نذهب إلى المدينة غداً صباحاً و نشترى سيارة لكل منكما"
و كان من الصعب على هالى أن لا تضحك إزاء الدهشة التى بدت على التوأمين . و قال بول :"لكننى ظننت..."
فقاطعه أبوه :"كلنا بحاجة لوسية مواصلات يا بول , ظننت سابقاً أن بإمكانكما أن تتشاركا بسيارة واحدة لكننى أرى الآن أن هذا لن ينجح . لقد نجحتما , أنتما الاثنين فى بلوغ القمة فى الدراسة و جلبتما لأبيكما الفخر. فقط تذكرا شيئاً واحداً و هو أننا لا نشترى سيارات الفيرارى أو المازيرانى رفى سانت جينز . عليكما أن تختارا ما هو فرنسى الطراز"
ضحكت هالى بصوت هادئ , ورآها فنسنت من بعيد فابتسم . مهما كان ما يزعجه منذ دقائق فقد أختفى الآن.
كل شخص يعلم مقدار حب بول للسيارات الإيطالية . لكنه للمرة الأولى لم يعارض بل بدا و كأنه فوجئ بكرم أبيه . و بالنظر إلى أنه أنفق المال المخصص لشراء سيارة على خاتم غالى الثمن , كان تصرفه هذا طبيعياً
ــ شكراً بابا
أن يدعو بول أباه بابا مرة أخرى يعنى أن فنسنت يتقدم بسرعة , أخذت هالى تفكر و هى تمتم بصوت خافت جداً:"جيد , جيد جداً"
و اندفعت مونيك إلى أبيها تعانقه .
ابتعدت هالى عن هذا المشهد السعيد و توارت فى الحمام لتتهيأ للنوم . على مخابرة غابى التليفونية أن تنتظر إلى الغد.
بعد قليل أُطفئت الأنوار و صعدت الفتاتان إلى سريريهما . سمعت هالى مونيك تناديها بأسمها , فالتفتت إليها :"ماذا تريدين؟"
إذ قررت أن تؤدى القسم , هل لك أن تقومى بذلك هنا ؟هنا دير يديره الدومينيكيون قرب بوميرول حيث يملك أبى كرم عنب .
جذبت هالى الغطاء إلى تحت ذقنها :"يمكننى ذلك. لكن هدفى هو أن أعلم الأولاد فى أميركا الجنوبية . هناك مناطق فقيرة للغاية لا يمكن للحكومة أن تدفع مالاً لتعليم"
تأوهت الفتاة الفرنسية :"أميركا الجنوبية....و لماذا تذهبين إلى هناك ذلك المكان بعيد "
حان الوقت لتخبر مونيك بالأمور التى أفضت بها إلى فنسنت . لكنها لسبب ما لم تجرؤ على أن تخبرها بتاريخها الآن , فقالت :"لو أن زوجى لم يمت لجعلنا بيتا فى تشيبى حيث ولد و عاش"
ــ كنت أعلم أنه له أسماً إسباتياً , لكننى لم أكن أعلم أنك تزوجت من تشيلياً.
ـت كنت قد تخرجت لتوى من الكلية و رغبت فى المغامرة . تعارفنا عندما كنت مضيفة فى طائرة . كان يعمل فى شركة بترول أمريكية فكان دائم السفر بين سانتياغو و لوس أنجلوس . بقينا نخرج معاً لمدة سنة , ثم أحببنا بعضنا و تزجنا .
و فى الدقائق التالية ! أخبرت مونيك كل شئ . و بدا على الفتاة الذعر :"أسرتكما ؟ مات كل شخص؟"
ــ نعم , لكن الأخت كارلوتا كانت تمسك بيدى . كنا نتحدث يومياً حتى خرجت من المستشفى حيث أخذت تعتنى بى . أخذتنى الراهبات فى سانتياغو إليهن و كن رائعات معى .
فهمست مونيك :"مثلك تماماً"
فأجابتها هامسة :"شكراً . عندما أخبرت الأخت كارلوتا بأننى اريد أن أكون واحدة منهن و أُعلم فى المناطق الفقيرة التى تتحدث عنها , قالت إننى لن أكون جاهزة لذلك حتى أزيل الحزن من نفسى , و قبل ذلك على أن أعود فأتصل بجذورى . و تحت إلحاحها عدت إلى كاليفورنيا . قالت لىّ إننى إذا ما احتجت إلى أى عون يمكننى أن أتصل بالأم المقدسة فى الدير الدومينيكانى فى سان دييغو . و هكذا ذهبت إلى لوس أنجلوس لكننى لم أستطيع مواجهة كل ذكرياتى . و حالاً بعت منزل أبواى و أرسل ثمنه إلى دير الأخت كارلوتا هبة منى . و بعد ذلك ذهبت إلى الدير فى سان دييغو مستعدة للالتحاق لكن الأم المقدسة قالت أن على أن أمضى مزيداً من الوقت فى التفكير فى قرارى هذا لأن حياتى كراهبة لن تكون سهلة . أصرت بأن أكون واثقة تماماً من أن تكريس حياتى لله هو ما أريد حقاً . و سألتنى إن كنت أريد أن أعمل فى بلاد بعيدة حيث أؤدى خدمة للمجتمع . و عندما أجبت نعم , رتبت أمرى بحيث أرسلتنى لأعمل كنادلة فى مطعم تديره أسرة مكسيكية فى سان دييغو حيث تعرفت على صديقتى العزيزة غابى و قررنا الإشتراك فى غرفة واحدة و بعد ذلك بدأ كل شئ يتحسن . ابتدأت أشفى و أخذت أستمتع بمساعدة الناس , ثم أنتقلت صديقتى من شقتنا و تزوجت . ذهبت لزيارة الأم المقدسة مرة أخرى آملة بأن أؤدى اليمين , لكنها قالت إننى لم أمنح نفسى بعد وقتاً طويلاً بما يكفى لأفهم وضعى الجديد و كل ما سأتخلى عنه . نكدرت جداً و جادلتها طويلاً , و هذا نفسه أثبت أن حياتى كراهبة لم تتكرس بعد. شعرت بنفسى غبية لكنها كانت صبورة معى و اقترحت علىّ أن أجرب العمل فى باريس قائلة :"سنة أخرى فقط و عند ذلك ترى شعورك حينذاك"
و لم تعلم هالى أن إختبارها الحقيقى سيكون مع أولاد أسرة رولاند .
ــ أنا مسرورة جداً لأننى ذهبت مع بول إلى متجر تاتى ذلك النهار و تعرفنا إليك!
أوغرقت عينا هالى بالدموع :"و أنا كذلك"
ــ كم أتمنى لو أن تبقى هنا بصورة دائمة . لكننى أعلم أنك غير مغرمة بأخى.
ــ لا يمكن للمرء أن يف عل شيئاً بالنسبة إلى أمر كهذا؟
ــ أخبرنى أبى بأنك هنا فقط لكى تمنحى بول وقتاً ليدرك بأنك لا تحبينه دون أن يصاب بصدمة و يؤذى نفسه مجدداً .
ــ تماما!
و لأن هذا كان صحيحاً , قررت هالى أن لا تزيد على تفسير فنسنت .
ـت هالى ؟ ماذا لو قابلت رجلاً بمكنك أن تحبيه مرة أخرى ...أتظنين أنك ستبقين راغبة أن تبقى راهبة؟
ظهرت صورة فنسنت أمام عينيها :"ذلك سؤال جيد مونيك, و أنا لا أستطيع أن أجيب عليه . الزواج مرة أخرى سيرضى الجزء الأنانى من نفسى لكننى بصفة راهبة يمكننى أن أنفع الناس أكثر"
ــ يقول الجد موريس إن الزواج الجيد يتطلب عدم أنانية من كلا الطرفين لكى ينجح . كما أنه يقول إن الرجل و المرأة يقومان بعمل إلهى عندما ينشئان أسرة جيدة.
قالت هالى :"هو على صواب . على أى حال أهتمامى حالياً يتركز على بول و حالته العقلية"
ــ أعلم هذا . أتمنى أن أجعله يخرج مع سوزيت . لطالما كانت مفتونة به .
ــ هناك مشكلة دائمة مع الافتنان و هو أنه يأتى دوماً من ناحية المفتون أما مشاعر الشخص الآخر فلا تشترك فى ذلك.
ــ أنت تتحدثين عن بول , أليس كذلك؟
ــ و عن لوك . إنه لم يكف عن إغاظتك الليلة الماضية
ــ لوك ظريف لكن.....
ــ لكنه لم يخطف أنفاسك؟ لا تقلقى . سيأتى شخص ذات يوم و يهز كيانك.
ــ أظنك قلت مرة أن هذا تعبير قديم.
ــ و هو كذلك , لكنى أحبه.
ــ أظن أبى كان يواعد امرأة عندما كنا بعيدين عن البيت .
ــ لماذا تقولين هذا ؟
ــ لأنه يتصرف بشكل مختلف. أنا لا أعنى بالنسبة إلى بول فقط . لقد بدا مؤخراً...لا أدرى كيف... و كأن شيئاً ما قد أثاره . كانت لوسى تقول , وهى الفتاة التى تشاركنى غرفتى فى المدرسة , إن أبى من الروعة بحيث تعجب لماذا لم يتزوج منذ سنوات . ربما الآن بعد أن كبرنا أنا و بول , هذا ما يفكر فيه. لماذا لم تسأليه إن كان متعلقاً بامرأة ما ؟
ــ أخاف من ذلك.
ــ مونيك....إذا كان هناك ثمة امرأة يهتم بها , عليك أن تثقى بإنها امرأة رائعة.
ــ ما دام بإمكانها أن تسعده . همست بذلك بصوت خافت .
قالت هالى :"بعد بقائه أعزباً طوال هذه السنوات , لا أظنه سيأتى بامرأة لا يمكنكما أنت و بول أن تحباها أيضاً . ثقى بى . أثناء الأسبوع الماضى اكتشفت أنكما , أنت و بول عالم أبيكما الحقيقى . أنظرى كم كان مرحاً هذه الليلة"
ــ أعلم هذا. و أنا أريد أن يدوم ذلك إلى الأبد.
وفكرت هالى أنها هى ايضاً تريد ذلك :"تصبحين على خير يا مونيك"
ــ تصبحين على خير يا هالى.
ــــ
ــ كيف الحال؟ هل يتعبك ميشيل بالعمل؟
ــ لا , إطلاقاً.
أجابته هالى بذلك , لكن صوته جعلها تفقد تركيزها على عملها أمام الكمبيوتر . ظهرت على الشاشة حروف متنافرة محتها بسرعة . لكنها لم تستطيع إلا أن تلاحظ نظراته الساحرة من زاوية عينها .
كان ميشيل جالساً بجانبها فالتفتت إلى فنسنت :"إنها تجعل الآن حياتى أسهل. كنت على وشك أن أريها أنحاء غرفة الشحن بالسفن"
ــ سآخذه بنفسى.
خفق قلبها لسماعها ذلك. بينما قال ميشيل :"لا مشكلة فى ذلك يا فنسنت"
ــ سنتناول الغداء فى القصر.
ــ آهـ , طبعاً ....سأراك الساعة الثالثة إذن يا هالى.
ــ لن تعود هالى قبل صباح الغد . إنها لم تستقر بعد .
تناولت هالى حقيبة يدها , محاولة أن تخفى ذعرها من برودة لهجته . لم تره قط من قبل يعامل أحداً بهذا الشكل.
وقفت و هى تقول :"شكراً لكونك معلماً صبوراً يا ميشيل . سأكون هنا فى الثامنة صباحاً"
ــ بكل سرور.
تبعت خوات مضيفها الواسعة إلى خارج المكتب
سارا إلى حيث سيارته متوقفة أمام باب مكتبه , ثم انتظر أن تلحق به . و بم تفهم هى شيئاً عندما فتح باب السيارة و ساعدها على الصعود .
بعد أن جلس أمام المقود , نظرت إليه بحيرة :"ظننت أن الغداء جاهز"
ــ سنذهب حالاً إلى البيت إن كنت جائعة. لكن أعلمى أن ميشيل هو (زير نساء) المكتب و أنا أريده أن يعلم أنك غير منحلة....و هو لا يهتم لكونك راهبة غير مكرسة.
ــ أنا أقدر لك اهتمامك يا فنسنت , لكننى أستطيع رعاية نفسى.
ــ ليس من وجهة نظرى . عندما كنت تعملين كاد يأكلك بعينيه .
كانت هالى لاحظت أن ذلك الرجل يعاملها بشئ من الغرابة , لكنها لم تتوقع أن يلاحظ فنسنت ذلك.
ــ حالما يتم تدريبك يمكنك أن تستعملى الكمبيوتر الذى فى مكتبى . فأنا أنجز معظم أعمالى على التليفون.
و شعرت هالى بالحاجة إلى الاتصال بـ غابى أكثر من أى وقت آخر.
ــ فكرت فى أن نستغل الوقت فى شراء مواد تموينية لمطبخك, تعلمين أننا نرحب بك لتأكلى فى القصر فى أى وقت , لكنك ستحتاجين إلى طعام حين تريدين أن ترتاحى فى الكوخ . هناك أنواع ممتازة من الجبن فى بولى و هى مدينة تبع
خمسة أميال من هنا . و عند الغداء يقدمون أجباناً و كرواسون شهى .
لم يكن لدى فنسنت أى فكرة عما يفعله بها . و ماذا لو علم بول بذلك؟
ــ أين التؤأمان ؟
ــ أتصور أنهما يجولان بأصدقائهما بسيارتيهما الجديدتين.
أنطلق بالسيارة و عندما وصلا إلى البوابة المؤدية إلى المزرعة , انحرف فى إتجاه آخر . و كان شهر حزيران من الحرارة بحيث فتحت النافذة و هى تقول :"أنا أتذكر أول سيارة اقتنيتها . كان ذلك أروع بوم فى حياتى"
فتمتم :"اما أنا فكان على أن أستعمل الموتوسيكل حين تزوجت . حتى فى ذلك الحين كان علىّ أن أشارك الجد موري سيارته "
كل ما يخبرها به يجعلها تحبه أكثر:"كم كان عمرك عندما أشتريت سيارة خاصة بك؟"
ــ كنت فى السابعة و العشرون , بعد تخرجى من الجامعة بسنتين .
ــ لا سيارة فيرارى إذن ؟
فلوى شفتيه :"لا. كان من المفروض أن تتلاءم السيارة مع احتاجات توأمين و جد"
سرعان ما وصلا إلى المدينة الغريبة بطرازها العائدإلى القرون الوسطى . و فى السونق أطعمها خوخاً و كرواسون و شعرت و كأنهما زوجان سعيدان يتسوقان , و تحدثا عن مختلف الأمور . كانت أوقاتاً تريد أن تختزنها فى ذاكرتها مدى الزمن .
بعد ثلاث ساعات عادا إلى الكوخ . ساعدها على إدخال مشترياتها و أخحذ يصفها على الرف .
كان هذا مؤشراً سيئاً ....فهى لم تظهر أى مقاومة إواء انفراده بها هذ النهار. و الآن حين وقت خروجه شعرت بنفسها متلهفة إلى بقائه . كان قلبها يخفق بعنف و شعرت بنفسها محمومة .
ــ لماذا تريدين أن تعودى إلى أميركا الجنوبية؟
جاءها السؤال و هى تقفل باب الثلاجة . لم تضع مونيك وقت فأخبرته بكل الحديث الذى دار بينهما الليلة الماضية . كانت ابنته خائفة من تغيير فى حياتها تراه قادماً.
عندما استدارت وجدته واقفاً أمامها مباشرة ما جعلها غير قادرة على الحركة دون الاحتكاك به . و كانت عيناه مشتبكتين بعينيها بعنف نارى :"هل تعلمين فى قلبك أن ذلك استدعاء من الله؟ أم تشعرين بأن ذلك ما هو إلا الطريقة الوحيدة لرد جميل الأخت كارلوتا لمساعدتها لك و تشجيعك على التشبث بالحياة إلى أن ينقذوك؟"
طوال الأسبوع الماضى و هالى تلقى على نفسها هذا السؤال . و أخيراً هزت رأسها :"لا أدرى.... لا أدرى!"
و تعلقت صرختها المعذبة فى الهواء
ــ يتملك مونيك الخوف من اليوم الذى يستيقظ فيه بول من حلمه هذا ليراك ترحلين. ألا يمكنك أن تبقى هنا فى سانت جينز بصفة راهبة غير مكرسة إذا شئت؟ ألا يؤدى هذا نفس الغرض ؟ بهذا تخدمين الله و تكرمين الأخت كارلوتا .
جذبت نفساً مرتجفاً :"الأمر ليس بهذه السهولة يا فنسنت"
كانت تفكر فى أنها لا تحتمل البقاء بقربه بقية حياتها دون أن تكون زوجته.
ــ و لماذا لا ؟ ابنتى بحاجة إليك أكثر من بول ....و قريباً جداً سنكون بحاجة إلى من يدعمها فى مواجهة أمور الحياة و إلا انتهت , كأخيها فى المستشفى .
ــ فنسنت , ألا تدرك أن ذلك يعود إلى قلقها بشأنك ؟
فقطب حاجبيه :"لا أفهم ما تقولين."
عضت شفتيها ....ربما هى تقص حكايات خرافية , لكنه بحاجة إلى أن يفهم كل ما يتعلق بولديه إذا كان يريد أن يساعدهما .
ــ تقول مونيك إنك تغيرت منذ أحضرتهما من باريس . إنها تظنك مغرماً بامرأة ما و ستخبرهما فى الوقت المناسب بأنك ستتزوج.



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس