عرض مشاركة واحدة
قديم 22-11-17, 01:13 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

8 - غضب و ندم

تلهف فنسنت إلى أن يسحق هالى بين ذراعيه لكنه إذا فعل ذلك , يون قد تخلى عن كل المبادئ التى يومن بها .

و بشكل ما , وجد القوة للابتعاد عنها . لقد أخذها بين ذراعيه أمس ليواسيها , و لكن لا عذر له اليوم.

ــ هل هذا صحيح ؟

توسلت إليه أن يخبرها و هى تنظر إليه بعينين رائعتين لا يمكنها سبر غورهما .

لم يساوره الشك فى أنها كانت تسأله لأجل مونيك . و لكن و ليسامحه الله كان يريد أن يعتقد أن هالى تسأله لأجل لنفسها هى أيضاً. كيف يمكن أن يحترق شوقاً إليها دون ان يكون لديها نفس الشعور بالمقابل ؟

لا يهم حبها لزوجها السابق , فزواجهما لم يدم لأكثر من أربع عشرين ساعة.

لقد أمضى , حتى الآن أسبوعاً معها و هو يشعر فى أعماقه , بأنها غير مبالية به . و قال يجيبها :"نعم, هناك امرأة . لكننى لم أطلب منها بعد أن تتزوجنى "

ــ آهـ , فهمت .

لم تكشف عن شعورها و لو بطرفة من عينها أو اى صوت من حلقها , بينما شعر هو و كأنه يقف على حافة هاوية على وشك أن تنهار تحت قدميه .

و تابع يقول :"قبل أن أفعل شيئاً يغير حياتنا جميعاً , أريد أن أتأكد من أن بول لن يصاب بهستيريا تجعله يقدم على تصرف مرة أخرى. و قد ينجح فى المرة التالية"

فتأوهت :"لا تستطيع أن تسمح لهذا بأن يحدث ؟ إننى أقوم بكل ما بإمكانى لكى أمحو افتتانه هذا بى"

ــ أتظنيننى لا أعلم هذا ؟

ــ المشكلة هى أن هذه الأشياء لا يمكن استعجالها . كل ما أرجوه هو أنه, هذا المساء ....

ــ هالى ؟

و تعالى طرق على الباب وكان هذا بول , و نظرت إلى فنسنت محذرة

ــ هالى ؟ بابا ؟ هل أنتما هنا؟

ضغط فننت ذراعها :"سأتصرف . تابعى أنت تنظيم علب البقالة"

وبعد دقائق سمعت هالى صوت وقع خطوات :"هالو, هالى "

وضعت صندوق الحبوب فى الخزانة, ثم استدارت إلى بول :"تبدو سعيداً.ما رأيك بسيارتك الجديدة"

فابتسم :"رائعة! حتى أن لها فتحة فى السق"

ــ يالك من محظوظ ! هل رآها كل شخص فى سانت جينز؟

فضحك :"تقريباً . هلى تريدين أن تذهبى فى نزهة بها؟"

ــ يسرنى هذا جداً.

و نظرت إلى ساعتها . كانت الرابعة و عشر دقائق :"هل يمكننا الذهاب فى السادسة؟ يمكنك أن ترينى كل مواصفاتها حتى السابعة و هو موعد الذهاب إلى الكنيسة"

زالت ابتسامته :"بكل تأكيد"

إنها تؤجله مرة أخرى لكنها الطريقة الوحيدة للتصرف معه.

ــ الأمر هو ان أباك ساعدنى فى شراء التموين الأسبوعى . و الآن علىّ أن أعد عشائى و بعد ذلك أستحم ثم أقوم بمخابرة تليفونية هامة.

وسارت إلى درج فتحته و أخرجت منه لوحاً من حلوى المرصبان وضعته فى يده :"خذ. هذه مؤونة أخبتها لليوم الممطر."

ــ ماذا يعنى هذا؟

ــ أعلم أعلمك هذا؟ هممم....لا أظننى فعلت. اليوم الممطر هو عندما تسوء الأمور .

بعد أن أتسوعب شرحها , أزال الغلاف الخارجى للوح و قضم منه قطعة كبيرة .

ــ بول, ألم تفهم ما قلته لك ؟

ــ بل فهمت.

و استمر فى قضمه حتى أنهاه فألقى بالورقة فى سلة المهملات .

ــ أفهم من هذا أنك لم تتوقف لتناول الغداء.

ــ تناولنا أنا و لوك غداءً ضخماً.

فقطبت جبينها :"هل حدث شئ سئ؟"

ــ أمضت وقتاً رائعاً حتى جئت لآخذط , لكنك دوماً مشغولة بشئ آخر عليك أن تقومى به,أو فى مكان ما جئت منه لتوك , أو عليك أن تذهبى إلى مكان ما . يبدو أن الأمور تغيرت كثيراً عنها فى باريس

لقد ابتدأ يتصدع .

ــ لقد تغيرت الأمور فعلاً . كان لنا , نحن الثلاثة أوقات و أيام معينة فى الأسبوع فقط, يمكننا فيها ان نجتمع معاً . لو رافقتنى على مدار الساعة لأدركت أننى ألتزم ببرنامج محدد.

فحدق إليها بحدة :"أنت لا تتوقفين أبداً"

ــ لا أستطيع . هكذا خلقنى الله.

أخذ بول , كعادته , ينقر بأصابعه على الطاولة , ثم توقف فجأة :"سأعود فى السادسة"

ــ شكراً يا بول.

و سارت معه إلى الباب :"إلى اللقاء قريباً"

ـــ

أقفلت الباب و هرعت إلى غرفة نومها . كانت الساعة بعد الثامنة صباحاً بقليل فى سان دييغو.

لابد أن طفل غابى ما زال نائماً , فهى تكره أن توقظه , لكن الأمر مستعجل هنا.

أخذت تدعو الله أن تكون غابى فى البيت . و أوشكت أن تضع السماعة لتعود بعد (الدوش) عندما سمعت صوت شخص ما :"هالو؟"

ــ غابى ؟

ردت بعد قليل :"هالى ؟ ما أروع أن أسمع صوتك . هل عدت إلى كاليفورنيا؟"

غلبت المشاعر هالى فأنهمرت دموعها و قالت و هى تشهق :"لا, ما زالت فرنسا. لدى مشكلة"

و عندما نظرت هالى إلى ساعتها مرة أخرى وجدتها السادسة إلا ربعاً و لم تصدق أنهما تحدثتا ساعة و نصف :"علىّ أن أقفل . سيكون بول هنا بعد دقائق"

ــ انتظرى و أخبرينى شيئاً واحد ....أنت تصدقين حقاً أن هناك امرأة أخرى فى حياة فنسنت .....

ــ فنسنت رجل طبيعى ملئ بالرجولة . و طبعاً هناك نساء يرغبن فى صحبته .

و مسحت دموعها بملاءة السرير.

ــ هالى....

ــ إذا كنت تتحدثين عن امرأة محددة لا أدرى . لديه موعد مع شخص ما هذا المساء . كل ما أستطيع قوله هو إذا كان لها وجود فهى متفهمة له تماماً لعدم إحضارها إلى القصر . لكن وضعه مع بول مزعزع و لهذا هو لا يجرؤ على القيام بتصرف خاطئ.

ــ أظنه فضح نفسه بطلبه منك البقاء فى سانت جينز لأجل أبنته . يبدو ذلك لىّ أشبه بستار من الدخان للاختباء خلفه .

ــ أريد....أريد أن أعتقد ذلك , انا أيضاً و لكن ماذا لو كنت أنا مخطئة؟

ــ أتذكرين عندما هربت من ماكس ؟

ــ و كيف أنسى ؟ أنا من نصحتك بأن تستقلى الطائرة إلى موطنك فى نيو جيرسى .

ــ و هل نسيتِ اننا حللنا كل مشاكلنا؟ أننى متزوجة من فتى أحلامى الآن. هل تسمعينى يا هالى؟

ــ نعم .

ــ هذه هى المسألة . الأمّان المقدستان قالتا أنك لست جاهزة بعد إداء قسم الارتباط والآن يمكنك أن ترى السبب. لقد أرسبوك إلى فرنسا لسبب ما . إن عليك أن تقيمى هناك و تدعى هذا الأمر يفسر نفسه بنفسه حتى يتضح الجواب.

ــ ليس لدى خيار طالما بول بهذه الحالة الدقيقة .

ــ أتعلمين ما أظنه ؟ أنت أروع امرأة عرفتها .

ــ أنا أحبك للغاية هالى . انت لن تبتعدى إلى الأبد .

ــ أواثقة أنت ؟

ــ نعم. أتصلى بى متى شئت .أنا أعنى ذلك!

ــ سأفعل . شكراً يا غابى .

وضعت هالى السماعة و اندفعت إلى الدوش . رغم ان حديثهما لم يحب شيئاً . فقد شعرت بتحسن لتمكنها من الإفضاء بهذا العبء إلى صديقتها الحميمة.

وعلى أى حال , بعد ان انتهت من ارتداء بلوزتها و تنورتها ,اصبح هناك شئ واضح فى ذهنها .

منذ قدومها إلى سانت جينز عشقت كل فرد فى أسرة رولاند . ذلك لأنها هى نفسها نشأت بين أحضان أسرة متحابة بالغة الحيوية , ثم افتقدت كل ذلك.

فكرة أن تصبح جزءاً من مجموعة من الأخوات التقيات بقية حياتها , لم تعد تعنى لها كما فى السابق . من الطبيعى أن تحب الجزء المتعلق بالتعليم , لكنها يتفقد دوماً إلاتصال بالآخرين .

عادت بأفكارها إلى الأسبوع الفائت عندما ادركت أن زمن زداعها النهائى لـ مونيك و بول فى باريس قد حان , فشعرت بأنها ستعانى من فراق بالغ القسوة. وضع ذلك فى ذهنها شكوكاً جادة بالنسبة إلى صلاحيتها لحياة الرهبنة.

إضافة إلى هذه المشاعر المتضاربة , أترى تعرفها إلى فنسنت ....مجرد وجوده كان يؤثر بقوة على الناحية الأنثوية من طبيعتها التى ظنت أنها ماتت و دفنت مع راؤول .

عليها الليلة أن تواجه حقيقة شعور كانت تتجنبه مؤخراً.

كانت راهبة أكثر دنيوية مما ينبغى , وإلا لأتصلت بألم المقدسة , تطلب المساعدة, بدلاً من غابى. و مع ذلك كانت كلمات صديقتها نابعة من حدسها و هى تقول الأمّان المقدستان قالتا إنك بيست جاهزة بعد إداء قسم الإرتباط , و الآن يمكنك أن ترى السبب. لقد أرسلوك إلى فرنسا لسبب ما . إن عليك أن تقيمى هناك و تدعى هذا الأمر يفسر نفسه بنفسه حتى تتضح الأجولة)

بعد ثلاث ساعات ,إذا بإحدى شكوك هالى تتحقق دون أى التباس, بعد تمهيد الأب الكاهن أوليفييه لها , أظهرت مجموعة المراهقين فى الكنيسة حماسة كبرى لفكرة الدروس الإنكليزية , و تقرر أن تعطى الدروس يومى الأثنين و الأربعاء من السابعة إلى الثامنة و النصف مساءاً خلال الصيف.

تملكت هالى الحماسة حين فكرت فى أنها توظف شهادتها العليمية بشكل صحيح . لكنها لم تدرك أن متعتها الحقيقية تكمن فى العودة إلى القصر , إلى من إعتادت أن تحبهم , إلا بعد أن صعدت إلى سيارة بول الذى كان ينتظرها لكى يعود بها إلى بيتها . العودة إلى التوامين و الجد موريس و بوريغار الكلب و فنسنت.....

مهما خبأ لها المستقبل ايقنت بأنها لن تشعر بالاكتمال أبداً إذا أصبحت راهبة.

قدرتها على الاعتراف بذلك لنفسها أخيراً منحتها راحة نفسية بالغة .

انتبهت فجأة من استغرقها فى التفكير , إلى ات السيارة توقفت ....فرفعت عينيها .

لقد أخذها بول إلى نفس البقعة الرائعة الجمال على ضفاف النهر و التى كان فنسنت قد أخذها إليها هذا الصباح.

كانت الشمس قد غابت وراء الأفق و كان المشهد بمثل روعته من قبل . لكن الرجل نفسه لم يكن وراء عجلة القيادة .و تذكرت كلامها عن مدى حبها للركوب فى سيارة جديدة.

السيارة الجديدة لم تعالج إكتئاب بول بل جعلته يزداد عمقاً . لأن ما يريده حقاً غير ممكن.

قد لايكون ما قالته لـ بول الآن هو الشئ الصواب . و مع ذلك شعرت بأنها يجب أن ترضيه قبل أن يعودا إلى البيت .

ــ إذا كان هذا هو مكانك المفضل فقد رأيت الآن السبب.

كان مستلقياً على المقعد و ذراعه ممتدة على المسند . فمال برأسه إليها و قد غامت عيناه و قال بخشونة :"بل هو مكان أبى المفضل , و انت عرفت ذلك قبل الآن"

فشعرت بالسخونة تصعد إلى وجهها .

ــ لويس هو أحد مستجدمى أبى و كان يعمل فى كروم العنب و قد رآكما معاً.

و صدر عن بول صوت قد يكون معبراً عن الغضب أو الألم أو الأثنين معاً:"لقد أخبر كل شخص فى المرزعة بأن أبى لديه صديقة"

فأرتعشت و تملكها آسف بالغ لأجله.

ــ على الأقل أنت لم تنكرى وجودك هنا معه . و هذا شئ أقدره فيك دوماً فأنت صادقة .

و زحفت يده إلى نهاية شعرها فوق رقبتها :"لقد أخبرت كل شخص بأن ينسى ذلك لأنك راهبة غير مكرسة و هذا أخرسهم جميعاً , لكنه لم يمنعهم من الظن....كما لم يمنعى أنا من الظن"

وشد عدة خصلات من شعرها يلفها على أصابعه , ليس بشدة و لكن بشئ من الضغط لكى يجعلها تدرك مبلغ غضبه .

و عاد يتابع :"كنتما أنت و أبى على انفراد عندما جئت إلى الكوخ بعد الظهر و فأجأتكما . لقد شعرت بذلك فى اللحظة التى فتح لىّ فيها الباب .

لقد كان شخصاً مختلفاً عن ذلك الذى عشت معه 18 عاماً , و هو يقف بادى السعادة بنفس المظهر الذى كان والد جول يبدو به بعد قضاءه عدة ساعات مع صديقته . و قد بقى بابا يتحدث إلىّ , و قد عرفت السبب .كان يحاول أن يمنحك وقتاً . و عندما دخلت المطبخ لم أكد أعرفك....لقد كنت....مليئة بالحياة . تباً لك, يا هاهلى...."

وجاءت الكلمة الأخيرة أشبه بشهقة باكية.

فقالت بلطف :"أنت مخطئ . لم يعانقنى سوى رجل واحد من رجال أسرة رولاند , وهو أنت يا بول"

انتصب كالسهم و قد بدا على وجهه مزيج غريب من الاضطراب و اليأس . أدركت انه يريد أن يصدقها , لكن الغضب كان مسيطراً عليه.

قال و قد نفرت عروق عنقه فوق ياقة قميصه العالية :"أريدك أن تغادرى سانت جينز....إبتعدى فقط عن ناظرى و لا تعودى أبداً"

كان يتألم كطائر جريح . لكن هذا بول , و هو أبن أبيه.

لقد بلغ أبوه ذروة الألم عندما دخل عليهما , خى و بول فى باريس . و لم يكن يتقبل حدوث أى نقاش أو إقناع حينذاك كما أن بول لن يتقبل أى نقاش أو إقناع الآن.

ما العمل ؟

نظرت إلى خارج النافذة . رغم أن الظلام كان ينتشر بسرعة إلا أنها تعرف طريق العودة إلى القصر . و مع ذلك لم تجرؤ على أن تترك بول بقرب النهر فيخطر له أن يقفز إليه . لقد سبق و حذرها فنسنت من خطر ذلك.

ــ بول...أنا أدرك أنك تحب أن تنفرد بنفسك حالياً , لكن هذه المنطقة ما زالت غير مألوفة لدى . فأنا أخاف ان أتوه ان ذهبت إلى بيتى وحدى . هل انت بخير ؟

التفت إليها بعنف و قال بحدة :"طبعاً . أتقسمين بالله بأن أبى لم يحاول التودد إليك؟"

فابتلعت ريقها بصعوبة :"أنت لا تريدنى ان اجيب هذا السؤال لأنك تعرف الحقيقة"

فأجاب و تملكته رجفة :"أنا أعرف ما رأيت. إذا كان ذلك لم يحدث بعد , فهو سيحدث!"

و فجأة, أدركت ما عليها أن تفعل :"هذا خطا مرة أخرى يا بول . إذا سمحت بأن توصلنى إلى الكوخ, سأحزم حقيبتى ثم أذهب إلى سانت جينز . و هناك قطار سيغادر إلى باريس الليلة, و أنا أنوى ان أستقله . لو كنت بحالتك الطبيعية كنت طلبت منكا ان تأخذنى إلى باريس فى سيارتك الجديدة و تتركنى هناك عند كليرمونت آبى.

أضافت ذلك لكى تؤكد له أنها جادة تماماً . و عند ذلك أدار السيارة و تنفست الصعداء عندما أنطلق ليوجه إلى الكوخ . و طوال الطريق لم يقل كلمة واحدة.

و عندما وقف أمام الباب قالت له :"يمكنك أن تبقى هنا و تنتظرنى , أو أن تدخل بينما أحزم أمتعتى , لك الحرية فى أن تختار"

وضعت أغراضها فى حقيبتها و وضعت جواز سفرها فى حقيبة يدها , و عندما عادت إلى غرفة الجلوس كان بول واقفاً عند الباب المفتوح .

بدا الذهول عليه و هو يراها جاهزة للرحيل:"أنت تمزحين بالنسبة إلى مسألة الرحيل. إنك تحاولين أن تنتقمى منى لقسوتى عليك"

ــ لا أبداً . أنا لم أحضر إلى سانت جينز لكى أثير المشاكل فى أسرتك أو أثير أقاويل تؤلمك . أنت و منزيك عدتما إلى البيت لتكونا مع أبيكما مرة أخرى. لقد أنجزت رسالتى هنا بنجاح . و إذا لم تشأ أن توصلنى بسيارتك سأتصل بالقصر و أطلب من شقيقتك أن توصلنى إلى المحطة.

فهز رأسه :"لا ترحلى , هالى . أنا لم أعن شيئاً مما قلته"

فقالت باسمة رغم أن قلبها كان يتحطم :"انا أعلم أنك لم تكن تعتيه و لكن حان الوقت لى أرحل"

سارت نحو المدخل و ارغمته أن يتنحى جانباً ريثما أقفلت الباب . لم يكن هناك أثر لسيارة فنسنت . كان ما يزال يسهر فى الخارج . و أخترق الألم قلبها . سواء كان مع امرأة أخرى أم لا , لم يعد هذا شأنها .

تباطأ بول خلفها , و وضعت حقيبتها فى المقعد الخلفى بنفسها , ثم صعدت إلى الأمام و انتظرته أن يأتى ليعود إلى قيادة السيارة.

حدق إليها بعينيه الحمراوين و قال بعجز :"لا يمكنك أن ترحلى بهذا الشكل ! ماذا بالنسبة إلى وظيفتك الجديدة؟ و صفوف التعليم فى الكنيسة ؟"

ــ بإمكانى أن أعتمد عليك فى شرح كل شئ.

نظر إليها و هى تضع المفتاح فى صندوق الأوراق أمام مقعدها. و بدا على وشك البكاء :"لو عرفت مونيك بهذا لوجدت طريقة تمنعك بها من السفر"

ــ لهذا السبب تحديداً أفضل أن توصلنى أنت و عندما تستيقظ هى غداً سأكون فى باريس حيث لا يعرف مكانى أحد.

فصرخ :"لا تقولى هذا !"

ــ بول بحق صداقتنا القوية , هل لك أن تأخذنى إلى المدينة الآن , من فضلك.

أغرورقت عيناه بالدموع فمسحها بمه , ثم تحرك بالسيارة و كانت كتفاه تهتزان بشهقات صامتة طوال الطريق إلى محطة القطار .

هذه المرة نزل قبلها و حمل حقيبتاه بينما توجهت هى إلى الداخل لتشترى تذكرة .

ــ تذكرة سفر باتجاه واحد.

القطار الذاهب إلى بارس سيصل فى أى دقيقة و سيكون الآخير حتى الصباح .

ــ الليل جميل جداً . هل ننتظر على الرصيف؟

كان وجه بول ينطق بالعذاب و هو يتبعها, قائلاً :"لو كان لديك أى أهتمام بىّ لما فعلت هذا"

ــ أنا أحبك كما أحببت أخى جون.

قالت هذا ثم سمعت صوت القطار قادماً إلى المحطة.

جمد بول مكانه :"أنا أعلم أنه كان لديك أسرة , لكنك لم تذكرى أبداً أنه كان لك اخ"

ــ كان أخى الوحيد و يكبرنى بسنتين و أنت تشبهه من نواحى كثيرة . ليس من ناحية الشكل و لكن من المزايا.

ــ ماذا حدث له؟

ــ أسأل مونيك , و هى سوف تخبرك بكل شئ

ــ لعل هذا هو السبب فى شعورى بهذه الصلة بك عند بداية تعارفنا .

أبتدأ القطار يتوقف . إنه سنتظر فقط أن يصعد من لديه تذكرة ثم يتابع سيره . و أسرعت هى تصعد إليه. و لم يكن هناك غيرها من المسافرين , و كانا وحدهما .

أحست بتمهله فى مناولتها حقيبتها , فقالت و دموعها تنهمر :"أحبك كأخى يا بول . عندما حاولت أن تنتحر شعرت بأننى لن أستطيع أحتما خسارة أخ آخر . أرجوك أن تدع أباك يساعدك . أنه يحبك كثيراً . و كذلك مونيك و الجد موريس . كل شخص بحاجة إلى أسرة تدعمه كأسرتك , ستكون لديك حياة رائعة. إلى اللقاء يا صديقى العزيز."

و شهقت باكية و سار القطار مترنحاً ثم خرج من المحطة . فتشبثت بالدرابوين و أخذت تلوح بيدها.

ــ أنتظرى !

صرخ بذلك فجأة و أخذ يركض بجانبها , لكن سرعة القطار ازدادت فلم يستطيع اللحاق به.

أخذت تنظر إليه حتى أصبح بقعة داكنة فى النور القادم من المحطة . ثم أنعطف القطار و غمر الظلام كل شئ.

ـــ

بعد مساء طويل منهك فى فندق فلوريسان فى سانت جينز لم يستطيع فنسنت أن يعود إلى القصر بالسرعة الكافية .

كانت الأقاويل تملأ المنطقة. أراد فنسنت أن يخمد أى حديث عن اهتمامه بـ هالى . و هكذا أمضى المساء يتعشى و يرقص مع مادلين بيغى و هى سمراء مطلقة رائعة الجمال سبق أن خرج معها مرة . و كان يرجو أن يدحض وجودها معه كلام أى شخص يعرفه . و عند الصباح سينفى المصنع كل المعلومات الخاطئة . هذا كان خطئه . إنه مستعد للقيام بأى شئ لكى يحمى بول من الألم.

سقطت أنوار سيارته الأمامية على سيارتى التوأمين المتوقفتين فى الفناء الأمامى . كانت الساعة بعد الواحدة و أفترض أن والديه نائمان .

كان عادة يـُقف سيارته أمام القصر لكن قوة ما جعلته يقود سيارته إلى خلف القصر , متسائلاً عما إذا كانت هالى ما زالت مستيقظة.

خفق قلبه و هو يرى نوراً ما زال فى الصالون

و عندما عاد توقف أمام مكتبه و جلس هناك يفكر مدة عشر دقائق و الصراع يدور فى نفسه .

مهما كان العذر الذى سيتحجج به إذا ذهب إلي بابها يطرقه , فهو سيهدم كل مساعيه فى وضع الخطط التى تدحض الأقاويل التى يمكن أن تعذب ولديه.

و هكذا , على رغبته فى رؤية هالى أن تنتظر إلى الصباح . و ستكون هذه ليلة طويلة دون نهاية.

و خرج سيارته و دخل إلى مكتبه دون أن يجرؤ أن يتظر نحو كوخها مرة أخرى . دوماً فى مكتبع عمل يمكنه القيام به . فى الواقع كان الوقت الآن هو الأفضل للقيام بالاتصالات التليفونية لإنجاز أعماله فى ما وراء البحار حيث فرق الوقت ما بين ثمانى و عشر ساعات . و هكذا ألقى بسترته على الكرسى و فتح أعلى قميصه و شمر كميه , ثم تناول ملف الأوراق و ابتدأ العمل .

و لكن بعد عشرين ثانية فقط أدرك أنه لا يستطيع أن يركز على شئ . غداً سيحضر هالى إلى مكتبه هنا و يدربها بنفسه . فما دام لا يستطيع التقرب منها فى الأيام الأخرى يمكنه على الأقل أن يشاركها عمله.

الناس تأتى إلى مكتبه و تذهب طوال النهار , و الباب مفتوح على الدوام . و سرعان ما يدرك الآخرون أنها راهبة غير مكرسة صادقها ولداه فى باريس . و مع الوقت تنهى الأقاويل.

ثم, ماذا بعد ذلك؟

و تأوه, غير قادر على الجواب.

ــ بابا ؟

نبرة الرعب فى صوت مونيك فى هذا الوقت المتأخر فاجأته . نظر فرأى أبنته فى معطفها المنزلى تتقدم نحوه . وما إن وقف حتى ألقت بنفسها بين ذراعيه و قد اتهمرت دموعها .

ــ ماذا حدث يا صغيرتى ؟

ــ إنه بول . إنها المرة الثانية هذا الأسبوع الذى ينضح فيه جسده بعرق بارد .

ــ أين هو؟

ــ فى غرفة نومه . لقد جاء إلى غرفتى فى أول الليل طالباً أن يعلم ما أخبرتنى به هالى عن أسرتها . ظننته يعلم عن تلك الماسأة , و بعد أن شرحت له كل شئ , تمتم بشئ عن قيامه بعمل لا يقبل الغفران , ثم ركض إلى غرفته. تبعته لكنه أقفل الباب فى وجهى و أخبرنى أن أبتعد عنه . و لم يستطيع أن يتوقف عن الشهيق و البكاء يا أبى . خفت عليه جداً فأخبرته بأننى سأبحث عنك و أخبرك لكنه جعلنى أتعهد بأن أدع الأمر سراً. و عندما ألته عن السبب قال إنك إذا عرفت ما فعله فلن تصفح عنه أبداً . وعدته بأن لا أخبرك بشئ . ولكن بعدما أخبرنى به الدكتور موروا أدركت أن على أن أخبرك . كدت أيأس من عودتك , ثم رأيت سيارتك من النافذة, لكنك لم تحضر إلى غرفتك , و هكذا أسرعت إلى هنا.

شدد فنسنت من احتضان أبنته . الحمد لله أنه لم يطع غريزته و يذهب إلى كوخ هالى.

ــ أنت قمت بالأمر الصواب . لا يمكن أن يكون بيننا أسرار فى هذا البيت,و إلا لن يتحسن بول أبداً. دعينا نذهب إليه.

و حمل ملابسه و أسرع خلفها . وقبل أن يصلا إلى جناح بول فى الطابق التالى أستطاع أن يسمع شهقاته التى تلزى القلب . عادت به الذكريات إلى الماضى عندما هددته أرليت بأن تجهض طفلهما و بعد أن توسل إليها بأن لا تفعل ذلك , هرع إلى الكرم مذعوراً حيث أمضى جزءاً كبيراً من الليل و هو يشهق . عندما جاء الصباح ذهب إلى جده يتلمس العون.

و ها هو ذا ابنه يحتاج الآن إلى عون!

طوق ابنته و طرق الباب :"بول؟ علينا أن نتحدث ...أفتح....و إلا خلعت الباب"

أنتظر خمس دقائق قبل أن يسمع دوران المفتاح فى القفل . و دفع الباب فأنفتح.

كان ابنه منهاراص على أقرب مقعد منفرجاً الساقين محنى الرأس بشكل بالغ التعاسة و الذل.

تنفس فنسنت بعنق ثم قال :"لأا شئ فى هذه الحياة لا يمكن أن نصفح عنه إذا طان لدينا الحب الكافى يا بول . مهما كان ذلك الذى يحطمك يمكنك أن تخبرنى به"

و ببطء رفع بول رأسه :"أنا كاذب يا أبى"

ــ ليست وحدك.

فأخذ يغالب دموعه :"إنها كذبة خطيرة"

ــ كل الكذب خطير . ماذا عن الكذبة عن أمك التى جعلتك تصدقها ؟

ــ و لكن كان لديك سبب جيد لذلك . أنت لم تشأ لىّ و لـ مونيك بأن نأخذ عنها فكرة سيئة . أما كذبتى فهى مختلفة .

و لم يستطيع فنسنت أن يصدق ما يسمعه :"من أى ناحية ؟"

جعل القلق فنسنت يشعر و كأنه سيقفز من جلده بينما وقفت مونيك بجانبه تنتظر مرتجفة.

ــ ما تمنيت المزت قط.

عندما استوعب فنسنت كلماته , جعله الفرح يشعر بدوار . بينما تابع بول:"لم أكن أحاول أن أنتحر....سبب اصطدامى هو أننى كنت غاضباً فلم أعرف إلى أين كنت ذاهباً"

فقالت مونيك :"أنا أدركت هذا . أنت كذبت على الطبيب لكى تمنع هالى من مغادرة فرنسا"

أومأ بول ثم نظر إلى أبيه بخجل :"كما أننى أردتك أن تشعر بالذعر لأنك لم تستمع إلىّ"

ــ لم يعد أى من ذلك هاماً الآن.

و جذب ابنه يحتضنه بشدة.

ــ و لكن هناك شئ آخر أريد أن أخبركما به.

فشعر فنسنت فجأة بشئ يلوى قلبه . بينما تابع بول:

ــ لقد رحلت هالى.

ترنح فنسنت لما سمع ذلك, بينما صرخت مونيك :"إلى أين؟"

ــ عادت إلى باريس , و هذا ذنبى أنا .

صدرت عن فنسنت آهة دفعت ابنته قوية الملاحظة إلى أن تهتف :"بابا؟ هل أنت بخير؟ تبدو شاحباً كالشبح"

فقال فنسنت و هو يجلس على حافة سرير بول :"ربما هى صدمة نشأت نشأت من كل هذه المفاجأت الليلة . أخبرنا بما حدث بول"

بدت نظرة كئيبة فى عينى ابنه :" بعد أن أخذتها فى سيارتى فعلت شيئاً فظيعاً"

ــ استمر

ــ اتهمتها بأنها على علاقة بك .

كانت هخذ قنبلة جديدة.....قنبلة لم يكن فنسنت يتوقعها . لكن عندما تذكر النظرة الغريبة فى عينى بول فى اللحظة التى خرج فيها فنسنت من كوخ هالى بعد ظهر ذلك النهار أخذ كل شئ يصبح مفهوماً.

بقيت مونيك هادئة بشكل غريب . ورآها تهبط على الكرسى منحنية الرأس و قال بول:"كنت أعلم أن هذا غير صحيح . و لكن بعد أن قال لويس إنه رآك مع هالى عند النهر و أنت تعرف كيف يصبح عندما يعتقد أن هناك شيئاً ما , غضبت"

كان فنسنت يعرف بالضبط كيف يصبح لويس و كذلك ميشيل و كثيرون مثلهما .

ــ هل هذا ما جعل هالى تغادر سانت جينز؟ الأقاويل؟

سأله فنسنت هذا محاولاً أن يبدو طبيعياً بينما كان يموت فى داخله.

أخذ بول يذرع الغرفة ثم وقف و التفت إليه :"لا بل قلت أنه حتى و لو لم يحدث شئ بينكما بعد إلا أن ذلك مسألة وقت ...ثم...ثم قلت لها أن تبتعد عن حياتى . فقالت إنها ستفعل حالما أعيدها إلى الكوخ لتحزم أمتعتها , قائلة أن رسالتها هنا فى سانت جينز قد تمت"

و تأوهـ:" لم أستطيع أن أمنعها..... فى محطة القطار اعرتفت أنها أحبتنى كاخيها الذى قـُتل فى حادث اصطدام الطائرة تلك . ثم توسلت إلىّ أن أسمح لك أن تساعدنى يا باب . لم أكن اعلم حتى تلك اللحظة أنها ما زالت تظن أننى حاولت قتل نفسى فركضت خلفها لأخبرها بالحقيقة لكننى لم أستطيع أن أدركها لسرعة القطار . لقد أفسدت حقاً كل شئ"

و انهمرت دموعه . و كان فنسنت أكثر تحطماً من أن يستطيع التفكير , و لكن كان عليه أن يفعل شيئاص يساعد ابنه فى الخروج من هذا المستنقع.

ــ ماذا تحب أن تفعل بهذا الشأن؟

ــ أن أذهب إليها معتذراً لأننى وضعتها فى هذه الحالة الجهنمية . المشكلة الوحيدة هى أنها قالت إنها لن تكون موجودة.

كانت دموع ابنته الآن تنهمر بصوت مسموع.

ــ ربما بإمكانك أن تضع أفكارك فى رسالة ترسلها إليها إلى الدير الليلة مع رسول.

ــ ربما لن تفتحها .

لكن فنسنت لاحظ أن ابنه لم يرفض هذا الاقتراح . بينما قالت مونيك و الآلم يخرجها من الغرفة :"إذا كنت تقول هذا عن هالى , فهذا يعنى أنك لا تعرفها"

هناك درجات من الأم يمكن لـ فنسنت أن يقول بثقة تامة أنه جربها بأجمعها .


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس