عرض مشاركة واحدة
قديم 22-11-17, 07:18 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

2- إنها امرأة
تباً لسقراط!
نظرة واحدة الى إلياس انتونيدس كانت كافية لتعرف تالي انها وقعت في الفخ ، ما أغباها
حين ظنت ان والدها اخذها على محمل الجد.
ادركت الآن مااراده حين اسند اليها هذه المسؤولية، فرئاسة شركة انتونيدس البحرية لم
تكن سوى وسيلة لوضعها في طريق احد آلهة اليونان ، اله يرتدي سروالاً كاكياً وقميصاً
ازرق.
كان إلياس انتونيدس فعلاً وسيماً جداً، بشعره الاسود الكثيف، وفمه العريض ، وانفه
المستقيم ووجنتيه القويتين.
ولم يكن يضع خاتم زواج في اصبعه مازاد من شكوكها بنوايا والدها.
حسناً ، لا يمكنها ان تقول ان طموحات والدها محدودة لكن لابد من انه فقد رشده
عندما اعتقد ان رجلاً مثل إلياس انتونيدس قد يهتم بها فهي إمرأة عادية تتجاوز عتبة
القبول ، لكنها لا تدير الرؤوس حتماً.
بعض الرجال يعجبون بشعرها ، لكن نادراً مايعجبهم العقل النشيط المدير تحت ذلك
الشعر ، ويعجب البعض الآخر بمال والدها لكن نادراً مايرضون الارتباط بامرأة ذات
عقل مستقل وشخصية قوية.
الوحيد الذي احبها لذاتها هو برايان ، وحتى تجد ذلك الرجل ، ستبقى على تصميمها
ورأيها ، عندما يأتي ذلك الرجل ، لن يخشى عقلها او يعجب بشعرها ، او بملايين
والدها، بل سيحبها لذاتها ، لن ينظر اليها باشمئزاز كما فعل إلياس انتونيدس وكأنها
قمامة التصقت بكعب حذائه ، على الأقل هي واثقة من ان إلياس ليس طرفاً في لعبة
والدها، لكن إذا كان وجودها يزعجه الى هذا الحد فلم لم يصارح والدها بذلك او
يقول لوالده على الأقل؟
لابد ان رأيه نافذ بصفته المدير التنفيذي للشركة والرجل الذي اعادها من شفير
الإفلاس، لعله فظ دوماً.
حسناً ، هي ليست فظة وهي مصرة على بذل قصارى جهدها في العمل بصرف النظر
عما يخطط له والدها سراً ، وهكذا مدت يدها وصافحت إلياس بقوة وقالت:
- لابد انك إلياس ، يسعدني لقاؤك ويسعدني ان الكعك اعجبك ، اعتقد ان علي ان
ابدأ ، اعني ان اكمل.
- بصنع الكعك؟
نظر اليها باستغراب ودهشة وقطب حاجبيه ، نظرة كانت لتجعل الرجل العادي يبدو
محتاراً ومذهولاً لكنها زادت مظهر الياس جدية وخطورة وإثارة ، فلعنت تالي والدها في
سرها فيما اجابت بقوة:
- نعم، لاحظت ان الناس يحبونها مايجعلوهم يحبون القدوم الى العمل.
ارتفع حاجباه ، ونظر اليها باستعلاء وقال :
- المتعة مبالغ فيها ياآنسة سافاس.
تنهدت تالي بارتياح ، إن كان صلباً ومتكبراً ، فسيسهل عليها التعامل معه كما
ستتمكن من مقاومة جاذبيته.
- لا اوافقك الرأي إطلاقاً بل اعتقد ان الأمر مهم جداً، إذا كانت معنويات الموظفين
في الحضيض فسيتأثر العمل.
صرف بأسنانه بصوت مسموع وقال:
- المعنويات في شركة انتونيدس ليست متدنية.
اجابته موافقة:
- بالطبع ليست ، واريد ان ابقيها كذلك.
-----------------------------------
- الكعك لا يرفع المعنويات.
فقالت:
- لكنه لا يضر ، وهو يحسن نوعية الحياة ، ألا تعتقد ذلك؟.
والتفتت من حولها، فرأت العديد من الموظفين يهزون رؤرسهم موافقين على قالته لكن
نظرة صارمة من إلياس جعلتهم يجمدون مكانهم.
وسألهم:
- أليس لديكم عمل تقومون به؟.
هزوا رؤوسهم مجدداً وتفوقوا ، لكن قالت :
- قبل ان تذهبوا اود ان اقابلكم.
بد إلياس ممتعضاً من اقتراحها لكنه لم يعارضه بل وضع يديه في جيبيه بينما راحت تالي
تصافح الموظفين ، وتحاول حفظ اسمائهم عن ظهر قلب ، توقفت عند بول الأشقر
الوسيم الذي بادرها :
- آمل ان تسعدي بوجودك هنا.
وتلاه ديسون الأسمر الذي قال:
- وجودك يرفع معنوياتي.
اما روزي القصيرة ذات الشعر الأحمر الناري ، فتقضي وظيفتها على حد قولها بإبقاء
الجميع على الطريق المستقيم حتى إلياس نفسه.
وكانت لوسي قد عقصت شعرها الفضي من الخلف ، ووضعت سواراً تتدلى منه تعاويذ
بعدد احفادها ، وبدا شعر ثرينا الطويل الاسود متناقضاً مع شعر كارا القصير والزهري
اللون اما جوليا فبدت وكأنها على وشك وضع ثلاثة توام في أي لحظة، سألتها تالي:
- حامل بصبي ام بنت؟.
فردت جوليا:
- صبي ، وقريباً جداً ، اريد ان ارى قدمي.
ضحكت تالي وقالت:
- صديقتي كاتي قالت الكلام ذاته. ورأت ان المجموعة لطيفة إذ بدوا ودودين ماعدا
إلياس انتونيدس الذي لم يتفوه حتى بكلمة واحدة، وعندما عاد الجميع الى مراكز عملهم
نظرات اليه ، وكان هو يتأملها كما لو انها قنبلة موقوتة عليه ان يعطلها.
وجهت كلامها اليه قائلة:
- ربما علينا ان نتحدث كي نتعارف؟.
فرد عليها بصوت خالٍ من اي تعبير:
- ربما علينا ذلك.
وتخلل شعره بيده ثم تنهد ونادى بول وديسون قائلاً:
- اكملا العمل على مشروع كوربيت سنجتمع لاحقاً.
فقالت:
- إذا اردت الاجتماع بهما ، فلاتدعني اقاطعكم.
- لا بأس.
قالت تالي محاولة إثارة اهتمامه :
- أعتذر على عدم إعلامك بحضوري ، لقد حضرت في السابعة إذا لم استطع الإنتظار ،
كنت اول من يصل الى المدرسة في الصباح الباكر ، هل كنت تفعل ذلك ايضاً.
فأجابها :
- كلا.
حسناً ، لا بأس ! تستخدم مقاربة جديدة.
قالت :
- وجدت مكتبي ، واشكرك على اللوحة التي تحمل اسمي ، اشكرك على التقارير المالية
التي تسلمتها من والدي ، وقرأتها ، لكن لدي بعض الاسئلة ، مثلاً هل تعتبر صفقة شراء
كوربيت هي الافضل للبدء فيها؟ فكرت في ان...
فأجاب بحدة :
- اسعمي ياآنسة سافاس، لن ينجح هذا.
سألته :
- ومالذي لن ينجح؟.
قال :
- هذا! مسألة الاسئلة والاجوبة عن شؤون العمل، انت تحبزين الكعك ، ثم تأتين لتسألي
عن امور لا تعرفين عنها شيئاً ، لا وقت لدي لذلك ، لدي عمل اديره.
قالت:
- وهو عمل يصدف اني رئيسته.
اجابها :
- بسبب رهان.
-----------------------------
توقفت تالي مذهولة:
- رهان.. عن أي رهان تتحدث؟.
وقابلت عيناه السوداوان عينيها :
- ألا تعلمين قصة الرهان؟.
لكن قبل انت تمكن من القيام بأي خطوة ، صر فكيه وتنهد ثم قال:
- لعلك لا تعلمين بالأمر.
والتفت من حوله ثم اضاف :
- ليس هنا ، تعالي.
جذبها من ذراعها وقادها عبر الممر الى مكتبه ، وأغلق الباب خلفهما محدثاً صوتاً قوياً ،
كان مكتب إلياس أنتونيدس اصغر من المكتب الذي خصصه لها ولا يوجد فيه نافذة ،
إنه مكتب مليء بالأوراق والمستندات والملفات ، لكن احد الجدران حمل لوحة رسمها
الفنان نفسه الذي رسم على الجدران الخارجية ومدخل المبنى.
علقت تالي لا إرادياً:
- واو.
بدا إلياس مدهوشاً:
- واو.
فأومأت برأسها نحو الجدار:
- هذا غير متوقع ، وهو يخطف اللب، أنت لا تحتاج لنافذة.
نظر الى الدرجة نظرة طويلة فاحصة ثم التفا واشار الى كرسي قائلاً:
- اجلسي هنا.
كان كلامه امراً اقرب منه الى الدعوة، لكن الأمر لا يستحق التوقف عنده ، فجلست
تالي وانتظرت منه ان يحذو حذوها لكنه لم يفعل، فتح فمه ليتكلم لكنه بقي صامتاً .
عنئذ سألته :
- ماذا عن الرهان؟.
لم تكن واثقة من انها تريد ان تعرف لكن هذا يساعدها على فهم سبب انزعاج إلياس.
واخيراً قال:
- والدي يعتبر بحاراً ماهراً، وبعد ان باع اربعين بالمئة من شركة انتونيدس البحرية من
دون ان يطلع احداً على نواياه..
صمت لحظة ثم اضاف:
- وكأن هذا لا يكفي فقد اجرى رهاناً صغيراً مع والدك.
سألته تالي:
- ماهو الرهان؟.
وخطر لها انه ربما راهن على طلب يدها للزواج ، صحيح ان لن يفعل شيئاً كهذا حتى
الآن لكنها لا تستبعد ذلك.
قال إلياس:
- الرابح في الرهان يفوز ببيت الآخر في الجزيرة وبرئاسة شركة انتونيدس البحرية.
فأجابت تالي:
- لكن هذا سخيف ، لم يريد ابي هذا المنزل ؟ لديه خمسة منازل فضلاً عن البيت الذي
يقع على جزيرة قرب شاطئ ماين.
فقال إلياس:
- ليس لدي أي فكرة ، ولا اعتقد ان للمنازل علاقة بالموضوع ، لكن هذا المنزل هو
منزل العائلة منذ اجيال.
- ولم قبل والدك بالرهان.
اجاب إلياس :
- لأنه اعتقد انه سيربح.
ولمع في عيني إلياس الغضب ثم تخلل شعره بيديه وأضاف:
- أبي يحب التحدي خصوصاً عندما يكون متأكداً من قدرته ، لكنه لم يحسب حساب
اخيك البطل الأولمبي.
وتهالك على كرسيه بقوة ورمقها بنظرة وكأنه يلومها على ذلك ، علمت هي على من
تقع الملامة وقالت:
- ياإلهي ، طلب والدي من اخي ثيو ان يخوض السباق.
كان هدف سافاس ان يكسب الرهان فهو يلعب ليفوز دوماً ، وفي هذه الحالة اراد
سقراط سافاس اكثر من المنزل: رئاسة الشركة لابنته ، وربما صهراً له من ابناء ايولوس.
على الأقل لم يعرضها للزواج ، لكن مافعله كان اكثر سوءاً.
----------------------------------
قالت تالي بحزم:
- إذن ستلغي الرهان.
بقدر ما ارادت إثبات جدارتها في العمل إلا انها لم ترد الفرصة بهذه الطريقة ، واضافت
:
- سوف استقيل في العمل ، واعيد لك منزلك.
نظر اليها إلياس بدهشة وذهول لاقتراحها الجريء لكنه هز رأسه نافياً وقال:
- لن ينفع ذلك.
سألأته :
- ولم لا ينفع ذلك؟.
اجابها وقد لوى فمه بمرارة:
- لأن والدك ربح الرهان عن جدارة وبعدل او بقدر مايمكن ان يكون عادلاً.
فقال بما يشبه الثورة على ذلك الاتهام الذي قاله لوالدها:
- والدي لا يغش ، صحيح انه حريص ويدور الزوايا ويستخدم عقله ليكون الطرف
الرابح ويفوز لكنه لا يغش ابداً.
هز إلياس كتفيه وقال:
- مهما يكن المنزل اصبح ملكه وسوف يحتفظ به.
قالت بعناد:
-سأطلب منه ألا يفعل ، وإذا فشلت في ذلك فسوف استقيل ، ولن استمر بهذا العمل.
قال مصححاً :
- عليك ان تقبلي بالمنصب.
سألته :
- ولم علي ذلك؟.
اجابها:
- لأن الصفقة تنص على ذلك ، ولا مجال للتراجع عن تنفيذها.
صفقة؟ رهان؟ لابد ان تمسك بعنق والدها وتخنقه.وقالت:
- اخبرني المزيد.
فقال:
- اخبر والدي انه قد يعيد له المنزل بعد سنتين.
توقف الياس وهز رأسه فقالت بحدة:
- هذا إذا...
لابد من وجود شرط...
صرف إلياس مجدداً بأسنانه وقال:
- إذا بقيت أنا في الشركة كمدير إداري لمدة سنتين وبقيت انت رئيتسها للمدة نفسها
.
رددت :
- مدة سنتين؟.
يبدو ان والدها لا يثق بها ليظن انها تحتاج سنتين لتجعل إلياس يتزوجها ، او لعله اعتقد
انه يحتاج سنتين لإقناعها بأن الزواج منه فكرة حسنة لكن الفكرة لم تكن حسنة وهي لا
تنوي ان تفعل هذا.
واخيراً قالت :
- هذا سخيف ، ليس علينا ان ننفذ مايحيكه من خطط.
قال :
- المنزل..
فأجابت معترضة:
- لايمكن ان يكون ذلك المنزل فريداً.
عقد إلياس يديه فوق صدره وقال:
- ولد والدي في ذلك المنزل وابوه من قبله ، والسبب الوحيد الذي جعلني لا اولد فيه
هو ان اهلي جاؤوا الى نيويورك قبل ان اولد ، لكن اجيالاً من آل انتونيدس ولدت
وتربت وعاشت وماتت هناك وكلنا نعود اليه في وقت من الاوقات ، كنت ابني السفن
مع جدي هناك حين كنت صبياً.
وتغيرت نبرة صوته وبدا عاطفياً اكثر من السابق وتخلى عن اللهجة الباردة التي حاول
ان يخاطبها بها وهو يضيف :
- والدي تزوجا في ذلك المنزل ، إنه تاريخنا وهو قلبنا النابض.
فأجابت بحدة ظاهرة:
- لم يكن من حق ابيك التخلي عنه والمراهنة عليه.
اجابها :
- لم يكن عليه ذلك طبعاً ! ولم يكن من حق ابيك استغلال الفرصة للفوز بالمنزل.
وحملقا في بعضهما البعض لفترة ثم ادركت ان ماقاله إلياس بحق ابيها صحيح ، لعل
اصله الوضيع علمه ذلك ، إذا كان لدى آل انتونيدس منزل عائلي ليخسروه فهذا اكثر
مما كان لعائلة سقراط يوماً ، وهي ما زالت تذكر قصصاً عن العمل الشاق الذي ارتضوا
القيام به لقاء الإجر الضئيل الذي يعطي لهم عندما تسنح الفرصة ، أي فرصة ، لابد من
استغلالها لجني المزيد من المال.
--------------------------------
لم يخاطبها شك في أن والدها اعتبر الاستيلاء على منزل آل انتونيدس ضرباً من الحظ ،
واخيراً قالت بشيء من اللطف والنعومة:
- ماالذي تقترحه إذن؟.
فرد بسرعة :
- لا اقترح ان نفعل شيئاً ، قمت بعملي بصورة جيدة خلال السنوات الثماني الماضية
لوحدي ، انقذت شركة انتونيدس من الإفلاس، وجعلتها تحقق ارباحاً وسأستمر في ذلك
، وبما أنك ستتواجدين هنا، فيمكنك الجلوس في مكتبك ، او خبز الكعك اللذيذ او
تقليم اظافرك.
قالت:
- اجلس واقلم أظافري؟.
- افعلي مايحلو لك ، شرط الابتعاد عن طريقي.
لكنها ثارت وقالت:
- لكني الرئيسة.
فقال بصراحة:
- انت دخيلة هنا، لماذا أصر رجلك العجوز على إقحامك هنا؟
وتورد خداها ، كانت تعرف السبب الحقيقي لكنها لن تخبره به وقالت:
- لأنني استطيع القيام بالمهمة!.
كان هذا جزء من الحقيقة ، وليس الحقيقة كلها ، واضاف إلياس:
- لكنك لا تعلمين شيئاً عن الأعمال البحرية.
اجابت:
- إني اتعلم ، قرأت كل التقارير التي ارسلها والدي وقمت ببحث عن الشركة في
الصحف والمجلات التي تعنى بشؤون الصناعة البحرية ، وامضيت ساعات الصباح اقرأ
التقارير المالية التي ارسلتها الى مكتبي ، اخبرتك ان لدي بضع الشكوك.
فقال:
- لا اعتقد انها ضرورية.
فقالت:
- بل هي ضرورية ، ان كانت شركة انتونيدس البحرية تريد التوسع في مجالات اخرى
غير بناء السفن ، فيجب اخذ اكثر من خيار بعين الاعتبار .
فأجاب:
- ولقد فعلت ذلك.
- علينا دراسة إستراتيجية التسويق قبل ان نتخذ أي قرار.
قال:
- وأنا اتخذ القرار.
واخيراً قالت تالي بعد استجمعت صبرها وهدوءها :
- اسمع ، لقد اتفقناعلى انني لا استطيع المغادرة لأسبانيا الخاصة.
واضافت قبل ان يقاطعها :
- لذا سأبق! وبما أنني سأبقى سأتدخل بصفتي رئيسة شركة انتونيدس البحرية سواء
اعجبك ذلك ام لا ، لن ارضى بأن وضع جانباً ، لن اسمح لك بذلك.
حدق فيها مذهولاً فبادلته التحديق، وكان يمكن لهذا ان يدوم لو لم يرن جرس الهاتف
فرفع إلياس السماعة بعصبية صائحاً:
- ماذا؟.
ومهما كان الجواب ، بدا انه لم يعجبه، استمع وهو ينقر المكتب بأصابعه ، ويصرف
بأسنانه ، ثم قال:
- صليني بها. وضغط على الزر قبل ان يلتفت الى تالي قائلاً:
- إنها شقيقتي ، يجب ان اتحدث اليها.
من النظرة التي بدت على وجهه تمنت تاليا ألا تكون مكان شقيقة إلياس في الوقت
الحاضر او في أي وقت آخر ، قالت:
- حسناَ ، تفضل.
كانت بحاجة لبعض الوقت لاستيعاب ماعلمته هذا الصباح ، وهو أسوأ بكثير مما
توقعت ، المكان ، والمنزل والصفقة ، والرجل الذي اختاره والدها ليضعها بين يديه،
ويجعله صهره فضلاً عما قاله لك المتعجرف بأن تهتم بتقليم اظافرها بدلاً من ان تهتم بما
جرى في شركة انتونيدس البحرية الدولية.
وقفت وقالت تخاطبه:
- سأكون في مكتبي إن احتجت الي.
---------------------------------
فتمتم قائلاً :
- حسناً ، سيحصل ذلك.
ورمقته بنظرة قاسية ، لكنه عاد للحديث مع شقيقته، لم يجر الحديث بنعومة بل حدث
الصدام كالعادة دوماً حين يتحدث الى شقيقته ، لكنه استغرق وقتاً اطول.
والسبب هو المواجهة التي حصلت بينه وبين الرئيسة الجديدة والتي لم تنته فصولها بعد،
ماشوش ذهنه ومنعه من التركيز بينما كريستينا منشغلة برواية ماحصل معها لدى إبحارها
من مونتوك الاسبوع الفائت.
وبينما كان إلياس ينتظر لتدخل شقيقته في صلب الموضوع راح يفكر في كيفية ترويض
الآنسة سافالس المزعجة، لابد من وجود طريقة لإقناعها بالا تتدخل في مايجري في شركة
انتونيدس البحرية لكنه لم يعثر بعد على واحدة ، لقد قالت بصراحة :
- أنا لا اتبع التعليمات والإرشادات جيداً.
ثم اثبتت ذلك فعلاً ، يالها من امرأة مزعجة فعلاً!
قالت كريستينا بحماسة:
- كانت الرحلة جميلة ستحبها كثيراً ، عليك ان ترافقنا في المرة المقبلة.
وكان على الياس ان يبعد تفكيره عن تالي سافاس ليرد على شقيقته :
- لا وقت لدي لذلك.
وقالت كريستينا بحماس:
- يمكنك ان تصحب معك غريتل ، رأيناها الاسبوع الماضي ، و لااعلم لما تخليت عنها.
لم يعترف لها بالسبب ، فعندما قابل غريتل غوستافت في احد المقاهي ذات ليلة، كانت
قد تخلت عن صديقها السابق ، ولم تبد اهتماماً بأي علاقة جدية في القريب العاجل، وبما
أن إلياس لا يهتم بالتورط جدياً تمتعا برفقة بعضهما البعض.
استمرت علاقتهما قرابة السنتين الى ان بدأت غريتل تتصرف وكأن علاقتهما اكثر
مماهي عليه.
قالت كريستينا:
- إنها رائعة وقد سألتني عنك.
وانتظرت كريستينا رداً لم تصحل عليه، فأضافت متنهدة:
- حسناَ ! إذا لم ترغب في أن ترافقك غريتل ، فسنجد لك رفيقة اخرى.
رد إلياس بعصبية :
- كلا، لن تفعلي ذلك ، و لااريد ان ترتبي لي الامور مع أي امرأة ، كما اني مشغول
جداً بالعمل ، فالأمور بدأت تصعب اكثر ، وفي حال لم تعلمي لدينا رئيس جديد في
شركة انتونيدس البحرية.
اجابت كريستينا:
- اخبرني والدي ،وهي امرأة.
لم يجف الاستهجان مشاعر كريستينا التي ضحكت وسألته:
- هل تظن انه يدبر لك علاقة ما ؟.
اجابها :
- كلا، لا اعتقد هذا!.
هذه الفكرة روادته إلا ان والده لم يكن من النوع الذي يحبك المؤموات ويخطط بهذه
الحنكة بل هو من النوع الذي يرمي المرأة في وجهه ، كما ان تالي سافاس ليست المرأة
التي قد يختارها زوجة لابنه.
كان يرى ان غريتل مذهلة تدير الرؤوس ، وهي فعلاً كذلك لكن إلياس لم ترواده اي
احلام مثيرة بشأنها ، فهي بعيدة كل البعد عن الغموض على عكس تالي سافاس وشعرها
الطويل الجعد.
- اخبرني كيف تبدو؟.
فرد إلياس بلهجة حاول ان تبدو طبيعية:
- لا شيء مميز فيها ، إنها من النوع العملي جداً.
بدت خيبة امل كريستينا جلية:
- ترى مالذي كان ابي يفكر فيه إذن؟.
قال إلياس :
- اشك في انه كان يفكر حينها .
ضحكت كريستينا وقالت:
- إنه ليس بهذا السوء ، فهو يحب مارك.
فأجابها إلياس:
- وهذا يؤكد وجهة نظري.
------------------------------
قال :
- كلا، لا يؤكد شيئاً ، انت لا تعرفه جيداً، فهو يعرف الكثير من القوارب والسفن ،
إن كانت السيدة الرئيسة تحب العمل وتحمل المسؤولية فهذا يعني انه اصبح لديك المزيد
من وقت الفراغ وتستطيع مرافقتي انا ومارك.
- اسمعي ياكريستينا لدي عمل اقوم به..
فقالت تتهمه:
- أنت لا ترغب في ان تقابله.
فأجابها بعدما نفذ صبره:
- قابلته ، كنت في جامعة يال.
قالت:
- هذا ماسمعته ، لقد تغير كثيراً منذ ذلك الحين.
وامل إلياس ان يكون ذلك صحيحاً، ففي يال اشتهر مارك بالمجون ولم يلتحق بالجامعة
إلا لأن والده لديه شبكة معارف واسعة.
- إذا اردتني ان اقابله ثانية فأحضريه معك الى المنزل يوم الاحد.
كان قد تمكن من تجنب العشاء الذي دعته اليه والدته الاحد الفائت متعللاً بكثرة
الاعمال ، لكنه لن يتمكن من النجاة هذا الاحد.
غمغمت كريستينا:
- لا اظنها فكرة جيدة!.
فقال لها :
- لم لا؟ قلت إن العجوز احبه.
- سأحضر مارك إن حضرت السيدة الرئيسة. فأجابها بسرعة:
- الى اللقاء كريستي.
ووضع السماعة قبل ان تقدم له المزيد من الافكار والاقتراحات. كان لديه الكثير من
الامور الهامة ليعالجها.. كاإقناع تالي سافاس او السيدة الرئيسة بأنه من الافضل لها ان
تقضي السنتين القادمتين في تقليم اظافرها بل التدخل في شؤون العمل في شركة
انتونيدس البحرية، سيريها ماهو العمل وهو يعرف من أين سيبدأ .
قالت مبتسمة عندما دخل إلياس الى مكتبها بعد ظهر ذلك اليوم حاملاً كومة من الملفات
والتقارير:
- أهذه كلها لي؟.
رد إلياس بمرح بعدما القى حمله على طاولتها :
- نعم لك ، وبما انك قررت ان تشاركي في اتخاذ القرارت فعليك مراجعاتها بسرعة
لتكوني على اطلاع على مايجري .
اجابت بحماس:
- بالطبع سأفعل ، اشكرك على ذلك.
رمقها بنظرة قاسية، لكنها ابتسمت في وجهه، فهز كتفيه اخيراً واجاب :
- من دواعي سروري.
واستدار نحو الباب ثم توقف واضاف:
- لدي المزيد لك نهار الغد.
حافظت تالي على ابتسامتها المصممة وقالت:
- بالكاد استطيع انتظار نهار الغد.
في الواقع كانت تمضي وقتاً ممتعاً ، وبعد ان انهى مكالمته مع اخته توجه الى قاعة
الاجتماعات لمقابلة بول وديسون ، لم يدعها لكنها دخلت ، بدا مذهولاً عندما فتحت
الباب ودخلت ، وشعرت بأنه يرغب في إلقاءها خارجاً لكنه هز كتفيه اخيراً وقال :
- اسحبي احد الكراسي.
سحبت تالي الكرسي من دون ان تتفوه بأي كلمة، مع ان إلياس توقع ان تحتج لكنها لم
تفعل ، فأول درس تعلمته من والدها هو ان تنظر وتستمع قبل ان تتفوه بأي كلمة،وقد
خدمها ذلك من قبل ،وربما سيخدمها الآن ، اثار إعجابها مدى قدرة إلياس على تلقي
ومعالجة المعلومات التي يدلي بها بول،وقد درس مختلف احتمالات مسألة شراء شركة
كوربيت ومتفرعاتها.
مازالت غير مقتنعة بهذه الخطة.
لكن من الافضل لها ان تستمع وتفكر في مايقال وتستعلم بنفسها اكثر ، في هذه الاثناء
ستقرأ كل ماحمله إلياس اليها من ملفات وتقارير لتقرأها.
----------------------------------
لكن لا بأس فهي لن تعرف اسرار الشركة مالم تطلع على هذا الكم من المعلومات ،
وهكذا امضت ماتبقى من نهارها في مراجعة الملفات.
بعض التقارير كانت اقل ماتوقعته، والبعض الآخر اثار اهتمامها، لقد اتضحت الصورة
امامها بشكل مفصل وافضل مماعرفته من والدها عن وضع شركة انتونيدس البحرية قبل
ثماني سنوات، وماهو عليه الآن.
اكتشفت الحالة المزرية التي كانت علية الشركة عندما امسك إلياس بزمام الامور فيها ،
وكيف حولها الى شركة تحقق الارباح ، ومدى كفاءته وجديته في التعاطي مع عمله، لقد
رأى ماكانت الشركة بحاجة اليه ، واقدم..
عندما تسلم إلياس الإدارة كان اول مافعله هو وقف انتاج اليخوت الفخمة الذي
استنزف احتياطي الشركة من اموال ولم يحقق ارباحاً تذكر.
لم تجد بين الأوراق مايظهر معارضة والده لهذا الاجراء لكن بدا واضحاً ان العائلة لم
تشجع الخطة.
وتساءلت ما إذا كانت ستخبره ان ثمة قاسم مشترك يجمعما لكنها شككت في ذلك،
وكلما قرأت اكثر ازدادت اقتناعاً بصوابية مافعله.
ولدى انتهائها من مراجعة الملفات نظرت من نافذة مكتبها وراحت تحدق في الشمس
الغاربة وتقبلت فكرة انها لو كانت مكان إلياس انتونيدس لكرهت ان يأتي احد من
الخارج ويفرض عليها آرائه.
وعند الساعة الثامنة مساءاً جمعت ماتبقى من ملفات لتحملها معها الى البيت فهي تفتح
فمها للكلام قبل ان تجد ماتستند اليه ، وخرجت تفتش عن صندوق لتضع الملفات فيه
فوجدت المكتب خالياً.
قالت بعدما وجدت الصندوق الذي تريد:
- هذا رائع.
انحنت لترفعه لكنها لما استقامت اصطدمت بصدر رجل وقف خلفها تماماً ، وجاءها
صوت إلياس رقيقاً هذه المرة:
- هل اساعدك في شيء؟.
اخفت رقة السؤال وراءها استفساراً حول ماتفعله او تبحث عنه فابتسمت له وقالت :
- اما زلت هنا ايضاً ؟ كنت ابحث عن صندوق اضع فيه بعض الملفات لأدرسها في
المنزل.
وحاولت تجاوزه لكنه اعترض طريقها وقال:
- عم تتحدثين؟
- اجابت:
- الملفات التي زودتني بها ، اعذرني!.
كانت نبرتها مؤدبة ، لكن عندما لم يفسح لها الطريق اصطدم الصندوق الذي تحمله
ببطنه فقالت:
- آسفة.
علماً انها لم تكن آسفة ، لكن إن اراد اعتراض طريقها كما فعل ... وسمعته يتمتم فيما
هي تهرع عائدة الى مكتبها حاملة الصندوق بين يديها :
- لا داعي لأخذ هذه الى المنزل.
فأجابت :
- لاانوي البقاء هنا طوال الليل.
قال:
- انت تجثمين نفسك الكثير من العناء.
اجابت :
- لا مشكلة في ذلك فهذا عملي.
بدا انه يصرف بأسنانه كأنما يريد ان يقوله لها :كلا انه عملي أنا.
لكنه لم يتكلم وتنفس وهي تراقي مشيته: اهلاً بك في يومك الاول في شركة انتونيدس
البحرية.
--------------------------
مما لاشك فيه ان تالي سافاس ستزعجه.
من يحتاج الى رئيسة تخبز الكعك؟ الى رئيسة حضرت الاجتماع وسجلت الملاحظات ولم
تتفوه بكلمة واحدة؟ الرئيسة دفنت نفسها في مكتبها لتقرأ الملفات واخذتها معها لتكمل
القراءة في المنزل؟
وقف إلياس يراقبها من مكتبه وهي تسرع الخطى نحو الباب وصندوق الملفات فوق
حقيبتها.
أي رجل مهذب كان ليساعدها ، لكن إلياس لم يكن بمزاج يسمح له بلعب دور السيد
النبيل ، وتمنى لو آراها تنهار ، لكن والدها سيطالبه بأن يسدد نفقات استشفائها.
لحق بها رغماً عنه قائلاً:
- دعيني اساعدك.
وفتح لها الباب فابتسمت له وقالت :
- شكراً لك.
بدت الابتسامة متناقضة تماماً للعناد الذي أظهرته من قبل ورفضها ترك العمل والعودة
الى منزلها وأضافت:
- اسعدت مساء.
فقال لها:
- اتريدين ان اساعدك؟.
هزت رأسها وقالت : كلا شكراً.
الغريب ان إلياس شعر بالاستياء لأنها رفضت المساعدة ، فأغلق الباب الخارجي بعنف
خلفها لكنه بقي في مكانه ، وظل يراقبها من خلف الزجاج فإن اسقطت اغراضها
ستضطر لطلب المساعدة.
لكن وفي تلك اللحظة ، فتح احد ابواب البهو وخرج منه رجل عرفه إلياس على
الفور، إنه الصحفي مارتن دي بور الذي يكتب في صحيفة شهرية معروفة تحتل بعض
المكاتب في اقصى البهو، عندما رضي إلياس بأن يؤجرهم المكاتب اعتقد انهم
المستأجرون المناسبون وكانوا كذلك فعلاً.لكن هذا الصحفي من طينة مختلفة.
كان دي بور من النوع المتعجرف المدعي الذي يحشر انفه حيث يريد وإن لم يكن ذلك
مطلوباً منه، ولم تتحسن صورة دي بور في عينه عندما رآه يبتسم لتالي ويتحدث اليها
بعد ان تبرع لحمل الصندوق عنها.
لعل ابتسامتها وجوابها جعلاه يخطف الصندوق من يدها ويحمله عنها ، اللنعة! لقد
رفضت ان يساعدها ، وهاهي تقبل المساعدة من دي بوير، وشعر بالحاجة للخروج
وانتزاع الصندوق من بين يدي دي بور لكن هاتفه الخلوي رن وكان المتصل والده
المتفائل دوماً الذي قال مستفسراً:
- كيف جرت الامور مع رئيستنا اليوم؟.
راقب إلياس تالي ومارتن يختفيان داخل المصعد وقال باختصار:
- لا تسأل عن ذلك.
------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس