عرض مشاركة واحدة
قديم 22-11-17, 08:10 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

7- غلطة وحل

ستتناول تالي سافاس الغداء مع شقيقته كريستينا ، هذه الفكرة جعلت شعر رأس إلياس

يقف رعباً، ترى ماالذي ستقوله كريستينا التي لا تتحكم بلسانها او بعقلها.

تردد في مسألة مرافقة ديسون ، لكن تالي ابتسمت له مشجعة وقالت إنها تود تناول

الغداء مع كريستينا ، اما شقيقته فابتسمت كقطة شاهدت فاراً للتو، ولوحت له طالبة

منه ألا يقلق، فهي تعرف المكان الذي ستدعو اليه رئسة شركة انتونيدس الجديدة.

وارتجفت مجدداً سيبقى طيلة النهار مشتت الذهن يفكر في ما سيحصل في بروكلين،

لكن نيكوس كوستانيدس رجل مثير للاهتمام.

لم يقابله إلياس قبل يوم السبت ، عندما كان يشاهد مع ديسون القارب الذي يبنيه ،

ولماعرف ان إلياس يتمتع بخبرة لا يستهان بها في بناء القوارب دعاهما اليوم للعودة،

وعندما وصلا وجداه بانتظارهما متشوقاً لأن يجول بهما في الانحاء.

كانت شركة كوستانيدس لبناء القوارب حلم إلياس منذ الطفولة، ويبدو انها كانت

حلم نيكوس ايضاً مافاجأه .

كان ستافروس كوستانيدس والد نيكوس صديقاً لوالده وقد اعتادا لعب الغولف معاً.

كان نقيض ايوليس تماماً فهو قاسٍ ، ماكر، يجيد تحين الفرص.

لكن نيكوس كان صورة مختلفة جداً عن والده ، كان نجم الفضائح وقصص الغرام

والنساء واللعنة في حياة والده.

-------------------------------

وقد قالت له امه ذات مرة:

- لا تكن مثل نيكوس كوستانيدس ، يجب ان تستقر وتتزوج من فتاة صالحة، ان تعمل

بجد وتهتم بالشركة.

والله يعلم انه فعل كل ماهو مطلوب منه.. لا بل اكثر ، لم يكن لديه أي خيار بالطبع،

إذا اراد لشركة انتونيدس البحرية ان تبقى وتستمر.

ورأى ان نيكوس حصل على صفقة افضل.فتلك السنوات التي امضاها في تجنب العمل

لحساب والده لم يتصرف فيها للهو وملاحقة النساء فقط بل عمل بجد ايضاً إنما ليس

لحساب شركة كوستانيدس.

التحق نيكوس بالجامعة في غلاسكو حيث درس الهندسة البحرية واسس مع زميل له

شركة بناء قوارب مستقلة في كورنويل.

تمنى إلياس لو استطاع ان يفعل الأمر نفسه وان يترك بصمته في مجال الأعمال.

وقد تعرف إلياس الى اسرته عندما مرت بالشركة فيما هي عائدة من زيارة طبيب

الأسنان ، تعرف الى زوجته ماري ذات الوجه الباسم والشعر الاسود الطويل واولاده

الثلاثة الصغار.

كانت حياة نيكوس العائلية حلم إلياس الذي لم يتحقق لكن عندما ترك الجامعة وانضم

الى شركة والده ليديرها تغيرت الأمور.

ورغم ذلك كان ليسعد لو انجبت زوجته ميلسينت طفلاً لكنها رفضت بحجة الفوضى

والتراجع اللذين تعاني منهما الشركة.

الفوضى! لم ير الياس الأمور من هذا المنظار ، بل اعتبر المسألة تحدياً ، وفرصة لتغيير

الواقع ، ولم يعجب ميلسينت ان يتمحور مايقوم به إلياس حول عائلته، لكنها كانت

جزء من عائلته، وقد سعى لبناء مستقبل لهما، إلا انها لم تشأ ان تكون جزءاً من معركة

الكفاح للنجاح واختارت الانفصال.

آنذاك لم تكن شركة انتونيدس تلك الشركة القوية الناجحة التي تخيلتها، وبالتالي لم يكن

الياس الرجل الذي حلمت به ، وبالرغم من الجهود الخارقة التي بذلها كي تنجح

الشركة.

لم ترد الشركة ، ولم ترده هو ايضاً.

ارادت الطلاق، لم يصدق عندما ابلغته بذلك ، وحاول إقناعها بأن الامور ستعود الى

سابق عهدها لكن الأوان كان قد فات على إنجاح علاقتهما.

أصرّت على الرفض وهجرته وعادت الى كاليفورنيا حيث يعيش والداها ، وعندما

وجدها مجدداً رفضت العودة اليه، قالت له إن الوان فات ، وإنها لم تعد تحبه وإنها تحب

شخصاً آخر.

كانت حاملاً من ذلك الشخص وتتوقع إنجاب طفل منه ، وافقت على إنجاب طفل من

ذاك الرجل لكنها لم توافق على إنجاب طفل من زوجها إلياس.

مازالت هذه الذكرى تمزقه كلما خطرت في باله، لهذا تابع حياته في محاولة منه للنسيان

، لكن هذه الذكرى تعاوده احياناً.. كما حصل اليوم عندما اجتمع بنيكوس وعائلته.

كما عاودته ليلة الجمعة حين كان في شقة تالي سافاس ، لكنه ابعدها سريعاً .

عاد الى المدينة قبل الثامنة ، واوصله ديسون قبل ان يوافي إحدى صديقاته ليخبرها عن

قاربه الجديد المذهل.

عاد إلياس الى المكتب وفعل مااعتاد ان يفعله كل ليلة، عاد الى العمل ، كان المكان

هادئاً جداً، فالكل غادر قبل وصوله بوقت طويل.

وجد العديد من الرسائل على مكتبه وعلى المجيب الآلي فاستعرضها بسرعة دون ان يجد

بينها اي شكوى من تالي تتذمر من اخته الغبية.

------------------------------------

كما لم يجد اي رسالة من كريستينا مااعتبره امراً جيداً، هذا يعني ان تالي قامت بما

يتوجب عليها كرئيسة، ورفضت طلب كريستينا توظيف صديقها بطل سباق القوارب.

وخطر له ان يتصل بتالي ويشكرها على ماقامت به لكنه غير رأيه، يجب ألا يتصل بها

خارج ساعات العمل ، امضى الساعتين التاليتين في إجراء الاتصالات وفي إنهاء العمل

المتراكم، وعند الساعة العاشرة توقف عن العمل وأطفأ النور واتجه نحو الباب، وفي

طريقه الى الخارج لمح صحن الفاكهة الذي احضرته تالي معها ولم يكن قد تناول اي

طعام منذ الصباح، المسألة مسألة إرادة وهو لن يخضع لإغراءات تالي سافاس.

لكنه يشعر الليلة بالجوع، وحملق في الصحن وشعر بإغراء لا يقاوم ، لم يجد فيه سوى

قطعة من الحلوى فتناولها وقضم منها قضمة كبيرة، عندما اشترى المستودع، خصص

قسماً منه لشركة انتونيدس وقام بتأخير القسم الآخر فيما احتفظ لنفسه بشقة في

الأعلى، ونظيفة وأنيقة.

وعندما بدأ بتجديد المكان ، خطط لتوسيع المساحة مستخدماً الخشب وقد ذكره ذلك

بأيام صباه عندما كان يعمل جده في سانتوريني، لكن بعد خمسة شهور من العمل كانت

معظم حاجياته لا تزال في الصناديق ، ماعدا اللوحة الجدراية التي رسمتها شقيقته مارثا،

عندما فتح الباب ودخل، لاحظ ظلا على الأريكة فناداها قائلاً:

- مارثا؟.

ردت :

-كلا ، تالي.

ووضعت عكازيها تحت إبطيها واتجهت نحو النور فحملق إلياس فيها غير مصدق وقال:

- تالي؟.

وضعت إصبعها على فمها ، وطلبت منك التكلم بصوت خافت:

- لا تتكلم بصوت مرتفع لئلا توقظها.

- ماذا؟ أوقظ؟

ردت وهي تشير الى غرفة نومه:

- إنها كريستينا شقيقتك.

قال غاضباً:

- وماالذي تفعله كريستينا هنا؟ لِمَ هي في غرفة نومي؟.

حاولت دفعه نحو المطبخ من دون نجاح يذكر فيما قال:

- توقفي بحق الله.

ثم استدار نحوها وأَضاف:

- مالذي يجري؟ أهي مريضة؟.

- كلا ليست مريضة.

- مالأمر إذن؟.

تخللت شعرها بيدها وردت:

- الأمر معقد قليلاً، أتريد فنجاناً من الشاي او أي شراب آخر؟.

- شاي؟ مالذي تتحدثين عنه؟

- الشاي ينفع في الازمات.

- ليس لدي شاي.

لكنها أشارت الى صندوق الشاي ثم استدارت واشعلت النار، وفتحت تالي الخزانة،

واحضرت فنجاناً فقال:

- يبدو انك تشعرين وكأنك في منزلك .

قالت:

- لا اعتقد انك تمانع ، بما انك تصرفت على النحو ذاته في منزلي.

- حسناً سنشرب الشاي وستخبرينني بمايجري ،وماتفعله الغبية هنا.

-----------------------------------

- هذا هو الجزء السهل ، إنها تنتظر وصول مارك.

صرخ قائلاً:

- مارك؟ وماالذي سيأتي به الى هنا.

ردت بعد ان طلبت منه ان يهدأ :

- سيأتي ليأخذها، لكنه كان في غرين بورت ،ولم استطع الاتصال به قبل السابعة.

ولِمَ تتصل بعد اصلاً؟ لكنه انتظر حتى يغلي الماء، فنهض وحضر الشاي ليوفر عليها

المشقة.

قالت معتذرة:

- شكراً لك ، الأمر مزعج قليلاً.

- أنا متأكد من ذلك ، لقد حضرت الشاي لكريستينا، أليس كذلك؟

- كانت منزعجة ومستاء ولم تكن بخير .

- اعتقدت انك قلت إنها ليست مريضة.

- منزعجة ومريضة لا يعنيان الأمر نفسه ، لا تقلق ستكون بخير.

واتجه نحو غرفة الجلوس بعد ان اشار اليها ان تتبعه،وضع الكوب على صندوق

يستخدمه حالياً كمنضدة وانتظر حتى جلست تالي على الاريكة ، وراح يفكر ، هل

ينهض ويجلس بعيداً او ان يبقى حيث هو ، لكن المنطق والتعقل لم يعد لهما معنى منذ

وجودها في شقته، التفت نحوها وقال:

- لنسمع الحكاية الآن.

قالت بعدما اخذت نفساً عميقاً:

- كما تعلم خرجنا لتناول الغداء في مكان تعرفه شقيقتك جيداً ، وتعرفنا الى بعضنا

قليلاً، احببت كريستينا فهي ظريفة جداً.

- نعم.

قالت:

- إنها تعتقد انك لا تحبها.

اجاب معترضاً:

- بل احبها لكنها تقودني الى الجنون ، هذه الفتاة ليست عملية ابداً، وهي تنتقل من

مشروع الى آخر وتتوقع مني ان امول نوبات جنونها كلها.

- نعم هذا ماقالته.

رفع إلياس حاجبيه وقال:

- أفعلت ذلك؟.

- نعم لكنها الآن ستقلع عن هذا كله إذ قررت الاستقرار وتحمل المسؤولية.

- كريستينا ؟ وماذا عن مارك؟.

- ماذا عنه؟.

- افترض انه اخبرتك عنه ، وكم هو رائع.

- صحيح فعلت ذلك ، قرر الاثنان التعقل وتحمل المسؤولية.

- حسناً، وماذا ايضاً؟

- اعني انها ليست طائشة، إنها .. طائشة فعلاً.

واحس الياس بالراحة ،واسترخت عضلاته قليلاً ،لكن تالي اضافت:

- إنها طائشة وخفيفة الظل.

- لكنها في فراشي، لماذا ؟ وكيف؟.

لم يعط إلياس مفتاح شقته لكريستينا.

- اثناء الغداء تبادلنا الحديث ، تحدثت واصابتها نوبة هستيريا.

- نوبة هيستيريا.

- نعم فأعدتها معي، ولم اجد مناسباً إرسالها الى المنزل لوحدها او إبقاءها في المكتب في

حالتها الراهنة.

وتخيل إلياس ماتضمنه لقاء كريستينا وتالي من غباء فاضح.

- فكرت في اصطحابها الى منزلي ،لكن روزي اقترحت علي ان احضرها الى منزلك، لم

اكن اعلم انك تعيش هنا حتى، قالت روزي ان لديها المفتاح وقد اعطتني إياه، لم تكن

الفكرة فكرة كريستينا فهي تعرف أنك ستغضب ،لكني لم اتركها تعترض.

تقبل الياس كلامها مع انه لم يعجبه لكن القصة لم تنته بعد، فقال يخاطب تالي:

- هيا تابعي.

--------------------------------------

صمتت للحظة طويلة ثم قالت:

- لم يكن يفترض بي ان اخبرك به او ان اتدخل.

- لكنك فعلت ، تابعي.

قالت بعد ان اخذت نفساً عميقاً:

- حسناً ، كريستينا حامل.

فصاح :

- ماذا؟.

شدت تالي على الكوب بقوة وطلبت منه مجدداً ان يلتزم الهدوء:

- من فضلك اهدأ، ستوقظها.

قال غاضباً:

- بالطبع سافعل، حامل! الغبية! ولِمَ فعلت ذلك؟.

قالت تالي:

- لم تتعمد ذلك او تخطط له.

قال إلياس وهو يصرف بأسنانه :

-لايمكن ان تكون بهذا الغباء ، لكنها فعلاً غبية ، واتصور انه مارك.

- إنه مارك من دون ادنى شك.

هب الياس واقفاً وراح يذرع الغرفة بعصبية ظاهرة ويخلل شعره بيده بعنف، ثم قال:

- آخر ماتحتاجه كريستينا هو لعبة جديدة لوالد طفلها.

جادلته تالي:

- احياناً الأبوة والأمومة يغيران الناس.

همس:

- لم ينفع هذا ابي كثيراً.

- الجيد في الأمر انهما سيتزوجان.

اجابها:

- وتعتقدين ان هذا سيجعلني اشعر بحال افضل؟.

- لا اعتقد ان الأمر يتعلق بمشاعرك على الإطلاق، فأنت اخوها، ولست اباها او والد

طفلها.

قال متذمراً:

- أنا المصرف الذي يمول .

- كلا، أنت من يدير المصرف او كنت تديره.

قال:

- تظنين ان لديك حق التدخل اكثر مني.

اجابت وهي تهز رأسها نافية:

- كلا، لا اعتقد ان أياً منا لديه حق التدخل، يمكننا ان نكون عقبة في طريقهما او لا

نكون.

حاولت استيعاب ماقالته تالي، وصرف بأسنانه لأن كريستينا افضت بهذه المعلومات لها

وليس له، صحيح ان كريستينا طائشة لكنها تتمتع بما يكفي من الإدراك لئلا تقع في

مثل هذا المأزق، كانت تعرف من دون شك ماسوف يقوله لو تحدثت اليه المأزق.

كانت تعرف من دون شك ماسوف يقوله لو تحدثت اليه ، لكن تالي محقة فالطفل ليس

طفله، والقرار ليس بيده، حك مؤخرة رقبته بيده وتساءل:

- ومتى سيتزوجان؟.

قالت:

- عرفت انك سوف تتعقل.

ومتى لم يكن متعقلاً؟ وهو الوحيد من بين كل افراد العائلة الذي يتصرف بتعقل

وحكمة.

وراح ينظر اليها بصمت فقالت :

- سيتزوجان غداً.

- غداً؟.

- حسناً ، مالفائدة من الانتظار؟ اخبرت كريستينا انك ستوافق ، انت تحبها ، وتهتم

بمصلحة عائلتك.

كانت كلماتها بسيطة لكنها وقائع محفورة على الحجر ، وعندما حاول الاعتراض

امكست بيده وضغطت عليها برفق فرفع وجهه اليها ، ونظر في عينيها الواسعتين، ثم

اخفض بصره الى يدها الدافئة وهي تمسك بيده الباردة المتصلبة، لم يتذكر ان احداً لمسه

هكذا ، بدفء ومحبة وبصدق ، لم تلمس اليد وحسب بل لمست شيئاً في داخله وحركت

عواطفه كما يحرك العود الجمر الذي يغطيه الرماد ، وقالت:

- اعلم ان هذا ليس ماتريده لها وهي تعلم ذلك ايضاً، اعلم انك تتمنى لها الأفضل.

قال:

- انا لا اطلب من أي إنسان ما لن افعله أنا.

- طبعاً، لكن كريستينا ليس لديها مرونتك وإلمامك ، ومعظم الناس لا يتمتعون بهذه

الصفات، معظم الناس لايحفلون بإنقاذ اعمال اسرهم وهم في الخامسة والعشرين.

---------------------------------

- في الرابعة والعشرين ، لكن هذا ليس مهماً الآن.

- إنه جزء من المسألة فهو يعكس قوتك وتصميمك ، وحبك لعائلتك ، حب اثبته

ببقائك على رأس شركة انتونيدس وقبولك بمنصب اكثر تواضعاً عندما دفعني والدي الى

هذه الشركة.

- احب ذاك المنزل ، كما ان المسألة ليست بهذه الأهمية ، فأنت تقومين بالعمل الصحيح

كرئيسة للشركة.

هذه هي الحقيقة رغم انها مؤلمة.

ابتسمت تالي بضعف وقالت:

- اشكرك على ثقتك بي، لكن الأمر لا يتعلق بي او بك ، إنه يتعلق بكريستينا ومارك

والطفل، وهي تريد الزواج من مارك ، ودت لو تجري الأمور بشكل مختلف لكن الرياح

تجري احياناً بما لا تشتهي السفن.

اجابها :

- خصوصاًبالنسبة لكريستينا.

ضغطت مجدداً على اصابعه بلطف وقالت:

- خصوصاً بالنسبة لكريستينا ، لكني فهمت منها انها مصممة على ان ينجح الأمر،

رغم انه جديد عليها.

هز إلياس رأسه وقال:

- لكن من قال إنها ستنجح؟.

لقد اراد لزواجه ان ينجح وتشبث به لكنه انتهى بالطلاق..

قالت تالي:

- ومن يقول انها لن تفعل؟ خصوصاً وان مارك يريد لزواجهما ان ينجح، فهمت من

كلامها انها اعتادت ان تنتقل من اهتمام الى آخر بسعادة او بدونها.

وصمتت لحظة ثم اضافت:

- لم تلتزم يوماً بأي شخص لكنها مقتنعة بهذاالالتزام نحو مارك ، إنها تحب مارك وطفلها

.

قال بعد تفكير وتأمل:

- ماذا سيقول اهلي عن هذا كله؟.

- إذا دعمتها فسيتقبلون الأمر، قد ينزعجون لأنها ستتزوج بهذه السرعة ومن دون

حضورهم.

- ماذا تعنين بقولك من دون حضورهم؟.

اجابت:

- تقول كريستينا إنها لا تريدهم ان يحضروا فقد تنشب معركة بينمها وبين والدتها حول

الترتيبات ماسيقودهما نحو الجنون ، لكن إذا قضي الأمر ، ومع دعمك فستتقبل امك

الأمر وستكون كريستينا بخير كذلك.

ادرك ان كريستينا على حق، فوالدهما صعبا المراس ويتصلبان في الرأي في مايتعلق

بالتفاصيل.

- بالرغم مما قلته، لن يستطيعا الزواج غداً فرخصة الزواج تتطلب الكثير من الوقت.

قالت :

- لقد تدبر مارك الأمر.

- كيف؟

- لا اعلم كيف، لقد تحادثا عبر الهاتف منذ ساعتين واخبرها ان الامور ستكون جاهزة

بحلول الساعة الثانية من بعد ظهر يوم الغد ، في غرفة احد القضاة في مانهاتن.

- لكن لدينا اجتماع في الغد مع كوربيت في الثانية.

قالت بعدما نظرت اليه :

- إلياس.

وقبل ان ينطق بأي كلمة ، تعالى صوت جرس الباب فقالت:

- لابد انه مارك!؟

كور قبضتي يديه وقال:

- اريد ان الكمه.

- لن تفعل ذلك ، افتح الباب وسوف اوقظ كريستين.

فتح الباب وظهر مارك باتاكيس الذي بدا وكأنه يتوقع هجوماً وقال يخاطب إلياس:

- هيا الكمني إذا شئت، افعل ماتريد لكن هذا لن يغير الواقع ، فسوف اتزوج اختك.

اجابه إلياس:

- هذا ماسمعته.

------------------------------------

وتنحى جانباً ليفسح المجال للرجل الآخر كي يدخل ثم اغلق الباب خلفه وقال إلياس :

- ساحتفظ لك باللكمة واردها لاحقاً ، إن حاولت او تجرأت على إيذائها.منتديات

ظهر الذهول على مارك لكنه بدا مصمماً وقال:

- لم أوذيها ، أنا احبها، أين هي؟.

والتفت من حوله باحثاً ونادى :

- تينا! تينا! ماذا فعلت بها؟.

وفي تلك اللحظة فتح باب الغرفة وظهرت كريستينا قائلة:

- أنا هنا!.

وركضت نحوه ففتح مارك ذراعيه وضمها اليه وكأنه يحميها من الأذى.

تذكر إلياس ان زوجته السابقة ميلسينت كانت تكره هذا الدفء الذي يسود عائلته،

ورددت اكثر من مرة :

-هذا الأمر غير مريح يا إلياس.

لكن تالي بدت مرتاحة ، فتقدمت من مارك ومدت له يدها مرحبة وهي تقول:

- أنا تالي سافاس ، تحدثت اليك سابقاً ، يسعدني لقائك.

واستعادت كريستينا رباطة جأشها وعرفت الرجلين الى بعضهما البعض ثم اخبرت مارك

كم كانت تالي طيبة معها، وابتسمت لتالي تشكرها فقالت:

- لا تشكريني، فعلت ماكان إلياس ليفعله لو كان موجوداً.

لم يصدق احد كلامها ، لكن الكل بدا راضياً،وقالت كريستينا وهي تقف الى جانب

مارك :

- اعرف انكما تعرفان بعضكما من ايام الجامعة في بال، واعلم انكما لم تكونا صديقين

لكن الوضع اختلف الآن ، اصبحا عائلة واحدة، فهاذ اخي وهذا خطيبي ياإلياس.

عندئذ مد إلياس يده وصافح مارك قائلاً:

- تهاني.

صافحه مارك بقوة لافتة وقال يخاطبه:

- شكراً لك، يجب ألا تقلق سأهتم بشقيقتك وبطفلنا وبكل اطفالنا، وأنا اعني مااقول.

كانت كريستينا تنظر اليه بحب وسعادة فتصنع إلياس ابتسامة وقال:

- احرص على ذلك ،ولن يكون هناك أي مشكلة.

وتدخلت تالي قائلة:

- لِمَ لا تطلع إلياس على الترتيبات حتى يتمكن من لقائك غداً؟.

اطلعه مارك على التفاصيل فقال الياس بخاطب اخته:

- أهذا كل ماترتدينه فعلاً؟.

هزت رأسها موافقة وقالت:

- هذا لابأس به.

فسألها :

- وماذا عن الأهل؟.

عضت على شفتها وقالت:

- لو انهم يأتون من دون ان يجادلوا او يجعلوني ابكي فقد اطلب منهم الحضور، لكنك

تعلم انهم لن يفعلوا ذلك.

فقال:

- حسناً! سأحضر قبل الثانية بقليل.

عانقته وراحت تقبله وقالت:

- احبك إلياس، انت افضل شقيق في العالم.

احاطها بذراعيه بحنان ثم افلتها وقال:

- يسرني انك ادركت هذا اخيراً ، عودي الى المنزل كريستينا.

- سأفعل ، لكن لا تكن نكداً ياإيلي، اتمنى ان تسعد انت يوم مثلما انا سعيدة الآن.

فأجابها:

- لا سمح الله.

قالت:

- ستفعل.. تلك الساحرة اللعينة..

فقال زاجراً:

- كريستينا ، عودي الى المنزل.

عندئذ شبكت يدها بيد مارك وقالت:

- هيا بنا ياعزيزي.

والتفتت الى تالي مضيفة :

- شكراً ياتالي ، انت الافضل.

وتوجه مارك وكريستينا نحو الباب، وقبل ان يختفيا التفت مارك نحو تالي وقال:

- اتريدين ان انقلك الى المنزل؟

- أنا...

-----------------------------

تدخل إلياس وقال:

- سأتدبر امر عودتها الى المنزل.

وقبل ان تتفوه كريستينا بأي كلمة أضاف بلهجة قاطعة:

- عمت مساء ياكريستينا، اراك غداً في الزفاف.

وأغلق الباب: بقيا وحيدين ، متلاصقين، وكان يكفي ان يستدير ليلامس انفها.

عادوته تلك الأفكار التي حاول تحاشيها منذ يوم الجمعة الماضي وحاول جاهداً ان

يستعيد توازنه وصوته وقال:

- اشكرك على اهتمامك بكريستينا.

- سرني ان افعل هذا.

وتهدج صوتها هي الاخرى ، إنما بصورة اسوأ من يوم الجمعة الماضي، لكن هذه المرة

مامن اقراص تخفف الألم او بقلاوة ، بل رغبة جامحة، هذا جنون وخطأ وفكرة سيئة جداً

، سيضعها في سيارة اجرة ويعيدها الى منزلها لأن تالي سافاس ستعقد حياته بشكل لا

يريده، كما ان التورط في علاقة معها ليس في مصلحة عائلته او في هذه مصلحة شركة

انتونيدس البحرية ، وقرر لأول مرة في حياته ألا يفكر في هذه الاعتبارات كلها ، وان

يعيش اللحظة ولو لمرة واحدة في حياته ، فتمتم قائلاً:

- الى الجحيم بكل هذه الحاسبات.

اخذ عكازي تالي ورماهما جانباً فقالت:

- إلياس.

لكنه طوقها بذراعيه وقربها منه اكثر وضمها اليه بقوة ، ثم انحنى وعانقها ، فتجاوبت معه

من دون اعتراض وذابا في حرارة العناق.

---------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس