عرض مشاركة واحدة
قديم 23-11-17, 10:38 AM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني
إلى سجن جديد
ألا رغبة لديه حقا في الانفصال عنها؟!
جلست جيسي صامتة، وقد تجمدت أوصالها. تساءلت إن كانت قدأساءت فهمه. كانت تعلم أنها ستقف يوما ما وجها لوجه أمام ريكو،لكنها كانت تعزي نفسها وتخفف عنها بالقول إنه في نهاية الأمر سيوافقعلى الطلاق. تصرفاته يوم زفافهما برهنت أنه لا يفكر بها أو يهتملأمرها، وأن زواجهما لا يعني شيئا له من الناحية العاطفية. أصبحتالشركة له الآن، ووالدها توفي، فلماذا يريد أن يبقي على زواجهما؟
قالت بسرعة: " يمكننا أن نحظى بطلاق سريع وهادئ. أنا لا أريدمنك مالا أو أي شيء، كما أنني لن أثير أي ضجة حيال الأمر ".
قال وهو يحدق بها بقسوة: " يمكنك أن تنسي ذلك، فاحتمالالطلاق ليس واردا. إن كان حبيبك ينتظر طلاقنا ليتزوج بك، فلا جدوىمن الانتظار "
فتحت جيسي فمها لتنكر أن كارلو هو حبيبها، ثم أغلقته من جديد،وبدأ عقلها يعمل بسرعة قصوى. ريكو رجل صقلي ذو نزعة للتملكبطبيعته. من المؤكد أن هناك أمرا واحدا قد يدفعه إلى الموافقة علىالطلاق، وهو اعتقاده أنها أقامت علاقة غرامية مع رجل آخر. إنها خطةمليئة بالخطر، لكن...
قالت بهدوء، وهي تراقب ردة فعله بحذر: " كارلو وأنا لا نهتم بشأنالزواج. كل ما نريده هو أن نكون معا ".
ظهرت التماعة خطيرة في عينيه السوداوين، لكن عندما تكلم بدتنبرة صوته هادئة: " إذا عليك أن تعدي نفسك لحياة مليئة بالبؤس،فبالنسبة لي الزواج عهد لمدى الحياة "
" عندما تقول ذلك ن يبدو ما تقوله خاليا من أي رومنسية ".
ضحكت ضحكة خالية من المرح، وهزت رأسها قليلا وهي تتابع: " أتحكم عليّ بالسجن، بينما تذهب أنت لتستمتع بحياتك؟ تزوج أبيبأمي لمدى الحياة، وأنا أفهم ما تعنيه بالتحديد هذه الكلمة بالنسبة لرجلصقلي. انس ذلك.... ريكو! لربما كان لهذا الزواج أمل بالنجاح فيالماضي، لكنك قضيت عليه عندما دعوت تلك الفتاة إلى حفل زفافنا. أنت لم تكن مخلصا لي حتى في يوم زفافنا، فأي فرصة حقيقية لنا "؟
" لا أعتقد أنك في وضع يسمح لك بإلقاء محاضرة عن الأخلاق ".
علق ريكو بذلك بنبرة ناعمة كالحرير، فأغمضت جيسي عينيهاللحظة، مدركة أنها وقعت في الفخ الذي نصبته له. كل ما تستطيع القيامبه الآن هو اللعب على رغبته بالتملك.
" أنا لست فتاة عذراء، ريكو! أتريد حقا امرأة تفكر برجل آخر؟ ".
بقي صامتا لفترة، وللحظة تساءلت إن كانت قد بالغت في ما قالته.
" حدث ذلك في الماضي. يتطلب الأمر مني أقل من خمسة عشرةثانية حتى أنسيك أنك عرفت رجلا سواي ".
تابع بتفاخر طبيعي في شخصيته: " أما بعد ذلك فسيكون الاسمالوحيد على شفتيك هو اسمي "
احمر وجهها من شدة الخجل، وصدمتها الصورة التي تشكلت فيمخيلتها. قالت: " لا أستطيع أن أصدق أنك قلت ذلك "
قال ينصحها بنبرة ناعمة كالحرير: " حاولي الثبات على مبدأ واحد،كاراميا! لا يمكنك التباهي بحبيبك في لحظة ما، ثم التظاهر بالبراءة فياللحظة الثانية. اتخذي قراركمن أنت؟ عذراء ام فتاة عابثة؟ ".
أرادت أن تصرخ به: أنا عذراء! لكنها تعلم أن ذلك لن يساعدقضيتها. قالت بصوت مضطرب: " لا يمكنك أن ترغمني على البقاءهنا. اتيت إلى هنا لرؤية أمي. إن لم تكن هنا. فسأرحل على الفور "
" لن تغادري إلى أي مكان. أنت زوجتي، وما إن نصل إلى الفيلاحتى أذكرك بتلك الحقيقة ".
هل سيقدم حقا على إقامة علاقة معها ليتأكد مما قالته؟ لا! هذا غيرممكن.
شعرت جيسي بقلبها يقوم بعدة وثبات في صدرها، وفجأة أدركتأنها لا تملك أي فكرة عما يجدر بها القيام به الآن. إنها ليست معتادةعلى القيام بألاعيب، لا سيما مع رجال مثل ريكو. فجأة ندمت علىلحظة التهور التي قادتها إلى الكذب. قالت: " انت تحاول فقط أن تتأكدمما قلته، وكأنك حيوان مفترس يريد أن يحدد ممتلكاته. حسنا! لستبحاجة إلى ذلك. كذبت عليك عندما قلت لك إنني أقمت علاقة معكارلو. الحقيقة هي أنني بالكاد أعرف كارلو. قلت ذلك لأنني اعتقدتأنه سيدفعك إلى الطلاق "
" لا شيء سيجعلني أقدم على الطلاق، وتغيير قصتك لن يغيرالوقائع ".
بقيت عيناه مسمرتين على وجهها، وهو يتابع: " قلت لك من قبلإنني لا أريد أن أسمع باسمه، لكن هذه المرة، وفقط هذه المرة سنعاينالوقائع معا، وهكذا لن يكون هناك مجال للخطأ بيننا. هربت معه يومزفافنا، والآن تتوقعين مني أن أصدق أن العلاقة بينكما كانت بريئة؟ "
" كارلو ساعدني فقط على الهروب من هنا. هذا كل شيء. كانينقذني! ".
" ينقذك؟! ".
رفع ريكو حاجبه بسخرية، وتابع: " مِمّ بالتحديد تسورو؟ أمن حياةثرية، مدللة؟ أم من مال يفوق ما قد تحلمين بأنك قادرة على إنفاقه؟ أممن فريق عمل بانتظارك ليؤمن ما تطلبينه؟ "
حدقت به جيسي بإحباط وبعدم تصديق. إنه تماما مثلوالدها، يقيس كل شيء بمقاييس الثراء والتملك.
" أنا لا أهتم لكل ما ذكرته ".
للحظة فكرت بأن تقول له إن أكثر ما يهمها في الحياة هو الحرية،لكنها تعلم أن رجلا مثل ريكو كاستيلاني لن يفهمها مطلقا. كيف يمكنله أن يعرف أي شيء عن حياتها؟ كيف له أن يعلم كيف نشأت في منزل ابيها؟قررت أنني لا أستطيع الزواج من رجل لا يهتم مطلقا لما أشعر بهأو أحتاجه.
علق ريكو بنبرة متعالية: " ألهذا فضلتِ الهرب مع ذلك المراهقالأحمق؟ هل كنت سعيدة معه؟ هل حققت العلاقة معه أحلامك؟ أتذكرتلك المرة الأولى في حديقة والدك، عندما عانقتك... او بالأحرىأنت من عانقتني.. لا أستطيع تذكر الظروف بالتحديد. كل ما أذكرههو أنك بدوت شغوفة وأنت تضمينني إليك "
تدفق اللون الأحمر إلى خديها، وشعرت جيسي فجأة بالحرارةتجتاح جسدها. عرف ريكو بالتحديد ما الذي عناه ذلك العناق الوحيدلها، وكم كانت بائسة ومحبطة. لقد جعلت من نفسه حمقاء بالفعل! فيالسابق اعتقدت أنه يجدها جذابة، واعتقدت أنه يهتم بها، لكن سرعانما اكتشفت أنه لا يهتم لها مطلقا، وأن الأمر الوحيد الذي يهتم له هوتوقيع الاتفاق مع والدها والحصول على زوجة تقليدية. إنها علاقةوالديها تعاد من جديد! لماذا لم تر ذلك من قبل؟
قبل الزفاف كانت تشعر بالدار من شدة السعادة. لأول مرة منذسنوات، رأت ومضة من نور في مستقبلها المظلم الغامض، أخيراستتمكن من الهروب من والدها، وستتزوج من رجل تحلم به ملايينالنساء. أخيرا ستتمكن من الرحيل عن صقلية، وستسافر، وستحظىبحياة خارج الفيلا. استعادت شيئا من احترامها لذاتها وهي تتخيل نفسها
في حياتها الجديدة. لن تعيش بعد الآن في وحدة قاتلة، ولن تبقى نكرة،فزوجة ريكو سيتم الترحيب بها في كل مكان. أما أولئك الفتياتالنحيلات في المدرسة التي ترددت إليها، واللواتي كن يسخرن من طولقامتها وشكل جسمها، فسوف يشعرن بالحسد والانزعاج ما إن تتزوجالعازب الأكثر وسامة في العالم الغربي: ريكو كاستيلاني!
نظر ريكو إلى ما وراء طولها وجسدها وخجلها الواضح، ورأىالمراة الحقيقية التي تكمن في اعماقها.. أو هذا ما اعتقدته. أما فيهذه اللحظة، فارادت أن تذوب وتنكمش على ذاتها من شدة الإذلال.
" لا داعي للمراوغة ريكو! فهذا أمر سيئ لكلينا ".
بالكاد استطاعت أن تجبر نفسها على التلفظ بهذه الكلمات، فمايحدث يزيد من إحراجها وخجلها. تابعت قائلة: " أنت لم ترغببالزواج بي. أخبرني بصدق، كم دفع لك والدي لتزيحني عن كاهله؟ "
لم يبعد ريكو نظراته عن وجهها، وهو يقول: " أمضيت ما يكفي منيومي وأنا أتحدث عن الأعمال، ولا أرغب في متابعة ذلك معزوجتي ".
" الأعمال؟! ".
ارتفعت نبرة صوتها، ونسيت فجأة أن عليها الاحتفاظ بهدوئها،فاندفعت قائلة: " الأعمال؟! أنا أتحدث عن زواجنا، ريكو.. يفترضألا يكون لزواجنا أي علاقة بالأعمال. إنه أمر يخص شخصين تعهدا بأنيمضيا حياتهما معا؟ ".
" أنا التزمت بذلك العهد ".
بدا مما قاله أن زواجهما هو مجرد اتفاق جديد خاص بالعمل. أدارت جيسي وجهها لتتمكن من إخفاء الألم الذي ظهر في عينيها. لامجال مطاق لأن تدعه يرى مدى ألمها وحزنها، أو تسمح له بأن يعرفأن هذا الاتفاق أهانها وجعلها تشعر بالذل.
" جيد! أعطاك والدي الشركة يوم زفافنا، وهكذا حصلت علىما تريده ".
ابتسم ريكو باستياء، وأجاب: " حتى الآن ما زلت أمضي الثلاثوعشرين ساعة في اليوم في محاولة التخلص من الفوضى التي كانوالدك يسميها " شركة ". اخيرا بدأت بعض التحسينات الايجابية تظهر،وأصبحت الآن جاهزا لأركز اهتمامي على زواجنا ".
أبعدت جيسي نظرها عنه، وحدقت إلى خارج النافذة، مدركة فجأةأنها لم تنتبه مطلقا إلى ما يحيط بها. فمنذ اللحظة التي صعدت فيها إلىالسيارة، ورأته جالسا بارتياح على المقعد بجانبها، تجمد دماغها فيرأسها، ولم تفكر بأي شيء آخر غيره.
" إلى أين نحن ذاهبان؟ ".
" إلى المنزل، بالطبع! في أي مكان آخر يمضي المتزوجونأوقاتهم؟ نحن بحاجة إلى مكان يمكننا أن نكون فيه بمفردنا، من دون أنيزعجنا أحد ".
تابع بصوت ناعم كالحرير: " الفيلا التي أعيش فيها هي أكثر الأمكنةتوفيرا للخصوصية، ونحن بحاجة فعلا إلى الخصوصية لنتمكن من معرفةبعضنا بصورة أفضل، كاراميا "
استدارت جيسي لتواجهه، وقد تورد وجهها من الخجل والغضبمعا. قالت " لماذا؟ هل صديقتك الحالية منشغلة؟".
" هذا تعليق بمنتهى السخافة ".
توقفت السيارة، فأدركت جيسي أنهما في حوض السفن. قالت: " أين نحن؟ "
قطب جبينه مستغربا، وكأنه تفاجأ من سؤالها. تساءلت ما الذيسيقوله لو عرف أنه لم يسمح لها يوما بالابتعاد عن القرية، والتوجه إلىعمق الجزيرة الكبير.
" لم آتِ إلى هنا أبدا ".
" هذا يفاجئني.. بيتك ليس بعيدا من هنا ".
نظر إلى وجهها، ثم رفع كتفيه وهو يعدد أسماء المرافئ في البلدة،ثم يتابع: " الفيلا التي أسكن فيها ليست على الأرض الأساسية لصقلية. للذهاب إليها تحتاجين إلى رحلة قصيرة في القارب عبر الخليج. هذاكاف ليذكرك أن المياه تفصلك عما تبقى من العالم. فلا تفكري أبدابالعودة إلى حبيبك "
" هل تعيش في جزيرة؟ ".
لم تفكر حتى في أن تسأله أين يعيش. سمعت دقات قلبها فيأذنيها، ما إن تبخرت آمالها بإيجاد طريقة للهرب. في الجزيرة لن تجدفرصة للحرية، ولن تفعل أي أمر تمنت أن تفعله، ولن تصبح المرأة التيخططت لأن تكونها، ذلك سيكون مستحيلا.
قالت بغضب: " لا أريد أن أسجن في جزيرة أخرى! اكتفيت منالجزر حتى آخر يوم في حياتي. لا أريد أن أستقر فوق الماء! أريدالذهاب إلى البلاد الواسعة لأحظى بتجارب جديدة.. أريد أن... ".
قاطعها ريكو بنبرة منخفضة مليئة بالإيحاء: " حياتك معي ستكونتجربة لا تنسى. أؤكد لك أن لا أحد يمكنه الوصول إلى المكان الذيسنمكث فيه. كل ما أنا بحاجة إليه هو غرفة مغلقة، لأذكرك أنكعروسي. بعدئذ لن تبقى لديك أي رغبة في الابتعاد عني "
حدقت جيسي به قائلة: " كيف يمكنك أن تقول ذلك؟ "
" لمِ لا؟ إنها الحقيقة ".
" أنت متفاخر جدا. وهذا أمر مثيرة للسخرية، فأنت حقا تعتقد أنكحبيب لا يمكن الاستغناء عنه. اليس كذلك؟ ".
ظهرت ابتسامة باهتة على شفتي ريكو، ثم قال: " أنا بطبعي أحبالمنافسة. أشعر دائما أن علي ّ القيام بالافضل في كل ما افعله. ما الغايةمن القيام بالأمر إن لم يكن الافضل؟ ".
حاولت جيسي أن تبقي نبرة صوتها هادئة وهي تجيب بسخرية:
" حسنا! مع أنني أكره أن أقلل من غرورك ريكو، لكن يجيب أن تعلم أنكلا تعني أي شيء لي، فأنا أفضل الرجال اللطفاء ".
" يمكنني أن أكون بمنتهى اللطف ".
شعرت بالحرارة تجتاحها وبالضعف يدب في أوصالها، فحاولت أنتبعد تلك الحقيقة عن أفكارها.
" أنا حقا لا يمكن أن أشعر بشيء تجاه رجال صقلية المتفاخرين ".
" ألا تشعرين حقا بشيء نحوي؟ لا شيء على الإطلاق؟ ".
سمعت صوته أجش عميقا، بعدئذ مال نحوها، ثم أخفض جفنيه، ماجعل من الصعب عليها أن تقرأ ما يفكر به. ضغطت على يديها بقوة كي لا يشعر بارتجافهما: " لا، مطلقا! فأنتلا تؤثر بي مطلقا ".
حدق بها ريكو للحظة، ثم ابتسم وتراجع إلى الوراء على مقعده. قال بغرور واضح: " لا أدري كيف كانت علاقتك مع ذلك المراهق،لكن ما إن تشرق الشمس حتى تصبحين يائسة من شدة تعلقك بي،كاراميا. لكن العبي أوراقك بوضوح، فربما أستطيع أن أسامحك "
" أيها الوغد المتفاخر! ".
بحماس يتخطى كل منطق، رفعت جيسي يدها، وصفعته بقوةعلى وجهه.
" يا إلهي! ".
أمسك رسغها بيده، ولمعت عيناه بغضب بركاني، ما جعلها تنكمشعلى نفسها. ابتعدت عنه بحركة لا إرادية، وكأنها تدافع عن نفسها. لمتستطع أن تصدق جرأة تصرفها. في الواقع، لولا الألم في يدها التيلسعتها من شدة الحرارة، ولولا أثر الاحمرار الواضح على خدهالبرونزي، لاعتقدت جيسي أن ذلك العنف موجود فقط في مخيلتها. كم
من المرات قضت الليل مستيقظة، تتخيل ما سيكون عليه شعورها إنتمكنت من الدفاع عن نفسها.. كم من المرات تخيلت نفسها تواجهوتقاتل، مدافعة عن نفسها وعن أمها بوجه والدها...
في الواقع، فعلت ذلك مرة واحدة، ومواجهتها تلك سببت لها آثارالم تنسها مطلقا. منذ ذلك الوقت، تعلمت أن تحدق بالأرض، وهكذالن يظهر الغضب الكامن في عينيها لأحد.. تعلمت أن تضغط بأظافرهافي راحتي يديها بدلا من أن تضرب... حتى اليوم...
أعدت نفسها لنوع من الانتقام، لكن مع أن اصابع ريكو الطويلةالقوية التفت حول رسغها كأنها أصابع من فولاذ، فهو لم يسبب لها أي ألم.
شدت بقوة لتفلت يدها، لكنه لم يتركها. قالت: " دعني! لا تتوقعمني أن أعتذر، فأنت تستحق ذلك ".
" من الواضح أننا سنستمتع بعلاقة عاطفية رائعة، وهذا يناسبنيتماما ".
حاولت جيسي سحب يدها لتتمكن من الابتعاد عنه. بدت محبطة وهي تقول:
" دعني! أنت لن تتمكن من إجباري على الصعود إلى ذلك القارب،ريكو! إن حاولت أن تفعل، سأصرخ. وسأخبر الجميع أنك تخطفني "...
ماتت الكلمات في حلقها، ما إن اقترب منها ريكو، وعانقها بقوة. جردتها حرارة عناقه من قدرتها على النطق، فغاصت بين ذراعيه،وتمسكت يداها بسترته. شعرت بلمسة أصابعه، فشعرت بالعالم حولهايدور في عاصفة من الاحساس، لا يمكنها مطلقا أن تهرب منها.
العواطف المكبوتة في داخلها بدت قوية، لدرجة أنها لم تستطع أن تفكرأو تتنفس. بدلا من ذلك غاصت أكثر في عالم ليس فيه إلا تبادلأحاسيس لم تشعر بها من قبل. ضمته بين ذراعيها، واقتربت منه أكثر.
استمر في عناقها وهو يشدها نحوه. فتح معطفها بمهارة ورأى أنهاترتدي كنزة وقميصا فتمتم وهو يبتسم: " أنت ترتدين الكثير من الثياب. لا تفعلي ذلك بعد الآن ".
فتحت جيسي فمها لتقول له إنه لا يستطيع أن يوجه لها الأوامر، لكنعناقه أسكتها. تمتم ريكو بكلمات باللغة الإيطالية، ومرر يده علىشعرها ليمسكها بثبات، ثم عانقها من جديد. استمر العناق للحظات،وعندما رفع رأسه أخيرا، كانت تشعر بالانبهار والدوار لدرجة أنها لمتقدر على الاعتراض عندما رفعها بين ذراعيه وحملها في ذلك الليلالدافئ نحو القارب.
بالكاد سمعت صوت رجل يتحدث باللغة الإيطالية، ثم سمعت ريكويجيبه بهدوء وحزم معا.
" ريكو! ".
قالت ذلك بنبرة مضطربة، وحاولت أن تتحرك بين ذراعيه، لكنهضمها إليه بقوة، ثم صعد إلى الجسر المتحرك، وهو يعطي التعليماتباللغة الإيطالية. حملها إلى داخل القارب نحو غرفة جلوس انيقة.
" آسف لمقاطعة ذلك المرح، لكن علينا أن ننطلق. سنصل إلىالجزيرة في أقل من عشرين دقيقة. عندها سنكمل ما بدأنا به الآن ".
وضعها على الأريكة، وسار نحو خزانة ليسكب لنفسه شرابا. فيالواقع بدا هادئا ومسيطرا تماما على نفسه، وكأنه انتهى على الفور منلقاء عمل. أصيبت جيسي بالرعب والارتباك بسبب ردة فعلها. هيليست معجبة به. مع ذلك نسيت كل شيء عندما عانقها.
ضمت معطفها إلى جسدها وقالت: " لم أحضر معي الكثير من الثياب "
" اشترى ثيابا جديدة أو.. أفضل ألا تفعلي. الفيلا مكان خاص جدا ".
" هل تتوقع مني أن أتجول هناك شبه عارية؟ ".
رفع ريكو كتفيه، وأجاب بلا اهتمام:
" لا بأس بالأمر، ما دمنا نحن الاثنان فقط هناك ".
لكن هذا ما لا يناسبها أبدا، فهي تكره جسمها. في المدرسة كانتتبدو مختلفة عن صديقاتها النحيلات، ولطالما شعرت بالإحراج بسببذلك. لطالما تمنت لو أنها تملك صدرا مسطحا وأوراكا نحيلة، لكنهاحظيت بجسد مختلف تماما. راقبته بصمت وهو يشرب كوبه، محاولةأن تتجاهل ما تشعر به، فهي ما زالت ترتجف من تأثير عناقه. ما الذيحدث لها؟
قالت جيسي بقسوة، وهي تضغط بأصابعها على حافة معطفها:
" إذا، أنا سجينة الآن!"
قال بنعومة: " لا، كارميا! أنت زوجتي، وأنا أريد أن أتذكر هذهالحقيقة، وأبدأ بالتصرف من خلالها "
رفعت ذقنها وسألته: " هل تذكرت ذلك يوم زفافنا؟ "
ابتسم قائلا: " صديقتي ليست هنا الآن، وأنت المرأة الوحيدةالحائزة على اهتامي وعنايتي ".
تراجعت إلى الوراء على الأريكة، فيما راح قلبها يدق بسرعة. هيلا تريد أن تكون مركز اهتمامه. الفكرة تحدث اضطرابا في أعماقها.
حاولت أن تواسي نفسها بالتفكير أن ريكو رجل أعمال ذو شهرة عالمية،وأنه لم يحصل على شهرته من خلال حجز نفسه في جزيرة نائية في البحرالمتوسط. عاجلا أم آجلا سيغادر، وهذا ما ستفعله هي أيضا. حتى لواضطرت إلى السباحة، فهي لن تبقى محجزة في صقلية.
" متى ستعود إلى نيويورك؟ ".
ابتسم ريكو ابتسامة باهتة، وقال: " عندما أشعر بالسأم من علاقتنا "
" إن كنت تتوقع مني أن أصدق أنك مستعد للتخلي عن عملك منأجل زواجنا، فلا بد أنك تعتقد أنني غبية ".
" لم أقل كلمة واحدة عن التخلي عن عملي ".
لمعت عيناه وهو يتابع: " نحن في عصر التكنولوجيا والاتصالاتالسريعة، تسورو! لدي كل ما أنا بحاجة إليه للعمل في الجزيرة. للأسابيع القليلة القادمة لا شيء سيعمل على إزعاجنا، إلا حاجتنا إلىتناول الطعام والاستراحة بين علاقات غرامية مليئة بالشغف والحب ".
نهضت جيسي على الفور، وهي تشعر بتوتر كبير بسبب التوهجالواضح في عينيه والابتسامة الساخرة على شفتيه.
" كيف يمكنك أن تتحدث عن الأمر بهذه البساطة؟ الزواج بالنسبةإليك يعني الحصول على زوجة مطيعة، ترغب في البقاء في المنزلبانتظار أن تعود إليها ".
حدق ريكو بوجهها للحظة، ثم وضع كوبه جانبا، وقال: " وأنت،ماذا يعني الزواج بالنسبة إليك؟ "
" إنه شراكة فعلية. إنه يعني الاحترام والـ...".
توقفت عن الكلام مدركة أن التلفظ بكلمة " الحب " أمام رجل مثلريكو، هو منتهى السخرية. أنهت كلامها بالقول: "... الكثير منالأمور ".
" الاحترام؟! أهو ذلك الاحترام الذي قدمته لي عندما غادرت زفافنامع رجل آخر؟ ".
تابع بنبرة هادئة أثارت مخاوفها:" الموظفون لديّ يشعرون بحماسشديد للترحيب بعروسي في الجزيرة. من فضلك! تذكري ذلك "
بكلمات أخرى، يجب عليها ألا تسبب اي إحراج له. فجأة لمعتفكرة في ذهنها، فقطبت جبينها، وسألته: " لكنهم بالطبع يعلمون أننا كنامنفصلين طوال الأشهر الستة الماضية ".
" لا احد يعلم بذلك. عدت إلى نيويورك ليلة زفافنا، وافترضالجميع ـ بمن فيهم والدك ـ أنك كنت معي ".
" هل اعتقد والدي أنني كنت معك؟ ".
" بالطبع! أنت لم تفكري إلاّ بنفسك عندما هربت تلك الليلة ".
اصبح صوته قاسيا جدا، وهو يتابع: " والدك لم يكن بصحة جيدة. مع ذلك غادرت من دون التفوه بأي كلمة. توفي من دون أن يحظىبفرصة لودعك. ومع أن العائلة يجب أن تكون أهم ما في الوجود،فأنت لم تحضري جنازته ".
وقفت جيسي بلا حراك، وكأنها تجمدت في مكانها. لا يملك ريكوكاستيلاني أي فكرة.. لا يملك أي فكرة عما كانت عليه حياتها.
اخترقت كلماته أفكارها: تأخر الوقت على الشعور بالذنب، تسورو!
" والدك مات، وفات الأوان على إصلاح ما حدث ".
" إصلاح ما حدث؟! ".
اختنق صوتها وهي تحاول أن تتكلم. عليها أن تخبره أي نوعمن الرجال هو والدها، لكنها معتادة على الاحتفاظ بأفكارها لنفسها، فكيفتستطيع الوثوق برجل صقلي متفاخر يشبه والدها؟ شعرت باليأسوالرعب يمتزجان مع الدم الذي يجري في عروقها. الزواج من ريكوحررها من والدها، لينقلها إلى سجن آخر.
" ريكو! ".
" الماضي أصبح وراءنا. وكل ما يهمنا الآن هو المستقبل ".
مدّ يده ليساعدها كي تقف، ثم شدها إليه متابعا: " ها قد وصلنا. أهلا بك في منزلك الجديد. عليّ القيام ببعض الاتصالات الهاتفية، فقدغادرت نيويورك على وجه السرعة. اذهبي إلى السرير، واستريحيقليلا. أنت بحاجة إلى ذلك ".
*********


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس