عرض مشاركة واحدة
قديم 23-11-17, 10:38 AM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث
براءة أم احتيال؟
حرك ريكو كوبه بين يديه، وهو يراقب زوجته عبر الطاولة التي ةدوضعت على الشرفة. راغباً في التخلص من الغضب والإحباط اللذين يغليان في أعماقه. وصلا إلى الفيلا مع شروق الشمس، فترك عروسه لتنام، وامضى نهاره وهو يحاول حل المشاكل التي طرأت منذ أن غادر نيويورك. كان على وشك إبرام اتفاق هام جداً، والوقت لك يكن مناسباً ليعود بسرعة إلى صقلية، لكنه لم يستطع المخاطرة بفقدان عروسه. أنبأه حدسه أنه إن تركها ستهرب من جديد. إنها مزيج من التناقضات...
ضغط ريكو على أسنانه بغضب. تبدو جيسي بريئة جدا ويافعة بشكل لا يصدق. عقدت شعرها الأسود بشريط إلى الخلف، وارتدت ثياباً محتشمة، كما لو أنها في مدرسة داخلية. في الظاهر، تبدو المرأة التي اختارها متواضعة، حنونة وصالحة... أي زوجة مثالية، لا فتاة قادرة على الهرب مع رجل آخر يوم زفافها. لكن منذ أن قبض عليها في المطار، رأى جانباً مختلفاً منها. اختفى ذلك الخجل واللسان المربوط الذي كان يعمل جاهداً ليفك عقدته، كما اختفت فرانسيسكا الهادئة المتحفظة، التي كانت تشعر بالامتنان بشكل مثير للشفقة بسبب اهتمامه بها، وحلت مكانها فتاة شابة قوية نارية الطبع، لديها أفكارها الخاصة، وكأنها اكتشفت فجأة أن لديها رأياً، وهي مصممة على التعبير عنه. من الواضح أنه قلل من شأنها، وهذا أمر لم يفعله من قبل أبداً.
حسناً! لن يحدث ذلك مجدداً، فقد وضع ترتيبات معقدة جداً ليضمن سلامتها. زوجته لن تسافر إلى أي مكان من دون موافقته. ما زال ريكو يتألم بشدة لأنها تمكنت من الاختفاء لمدة ستة أشهر كاملة.
بعد لحظات من صعودها إلى سيارة كارلو مانسيني، تلقى تقريراً كاملاً من فريق الحراسة لديه، لكنه لسوء الحظ لم يكن كافياً بالنسبة له، ليتمكن من منعها من الرحيل، أو حتى من ملاحقتها. لقد أضاعوها!
بطريقة ما تمكنت جيسي من الاختباء في أماكن خفية لم تصل إليها عيون فريق الحماية لديه، بالرغم من قدراتها العالية. ضغط ريكو على أسنانه من جديد، وهو يفكر بعدد الموظفين الذين طردهم بسبب تلك الحادثة. ظهر الحزن على وجهه وهو يتذكر اليوم الذي ذكر فيه والد فرانسيسكا، برونو ماندوزو أمر الزواج من ابنته. جاءت ردة فعل ريكو الفورية انسحاباً ومراوغة من الموضوع. صحيح أنه كان يفكر في الزواج، لكنه بالتأكيد سيختار عروسه بنفسه. بعدئذ التقى بجيسي، وأدرك أنها مثالية. في الواقع، إنها بالتحديد المرأة التي كان ليختارها بنفسه. إنها ترتدي ثياباً متواضعة، ولا تضع أي مساحيق زينة، كما أنها لا تهتم مطلقاً للتودد والمغازلة. أمضت الفتاة حياتها في ضقلية، وليست لديها أي علاقة غرامية من قبل. كما أنها صعقت منذ اللحظة الأولى به، فماذا يمكن للرجل أن يطلب أكثر؟ وهكذا وافق على العقد.
نظر إليها الآن وهي ترتدي قميصاً سوداء ذات ياقة عالية، تسحب اللون من وجهها الشاحب، فتساءل ماذا تخفي تحت بشرتها المتعبة وملامح وجهها البريء. أتراها تشتاق لحبيبها؟ فكرة تواجد زوجته مع رجل آخر أصابته بإحساس قوي من الغيرة. حسناً! في وقت لاحق سيأخذها إلى السرير. وعندها لن تفكر بأحد سواه.
حركت جيسي الطعام في طبقها بكسل، فقد فقدتشهيتها. لا يمكنها التصديق أنها عادت إلى صقلية، وأنها الآن مع ريكو. لماذا ارتكبت ذلك الخطأ الشنيع؟ بعد كل تلك السنوات مع والدها، ألا تستحق الحصول على حريتها؟ بعد تلك الرحلة القصيرة بالقارب، أمضت النهار مستلقية على سرير كبير تحدق بالسقف. منعها التوتر من الاستسلام للنوم. حاولت أن تضع خطة هرب جديدة، لكنها فشلت. فالمسافة بعيدة جداً لتتمكن من اجتيازها سباحة، كما أن أحداً من فريق عمل ريكو لن يقوم بنقلها إلى البر الرئيسي.
رفعت رأسها وحدقت إلى الأفق الممتدوراء الشرفة المغطاة بالنباتات المتسلقة، ورأت الرمال الذهبية الرائعة ثم البحر. إنه مكان رائع الجمال لكنها لم تلاحظ ذلك. كل ما تراه هو العزلة إذ ليس هناك من وسيلة للهرب من هنا.
حدقت بطبقها من جديد وهي تعلم أن ريكو يراقبها. تعرف أنه يراقبها بعينيه السوداوين الخطيرتين. هي لا تريده أبداً في أفكارها. لا تريد أن تفكر بشهرته مع النساءأ أو محتجزة هنا معه كما أنها لا تريد أن تفكر بالعناق الذي حدث بينهما. ذلك العناق أربكها، إذ شعرت كأنه يمثل كل شيء بالنسبة لها، مع أنها تعلم أنه لا يعني أي شيء على الإطلاق، فهي ليست من نوع النساء اللواتي يرافقهن ريكو كاستيلاني.
فجأة لمعت في مخيلتها صورة واضحة للشقراء النحيلة التي عانقته ملتفة حوله كالأفعى يوم زفافهما. إن كانت تلك الفتاة مثالاً عن ذوقه في النساء، فكيف له أن يعجب بها هي؟ فكرت بذلك وهي تشعر بيأس شديد. إنا بعيدة جداً عن الجمال الأنثوي الذي يفضله، ولابد أنه يعمل جاهداً كي يجبر نفسه على اصطحابها إلى سريره. كيف حد ذلك؟ كيف انتهى بها الأمر متزوجة من ريكو كاستيلاني؟ وضعت شوكتها جانباً وأمسكت كوبها. عادت بها الذكريات إلى اليوم الذي أخبرها فيه والدها عن مخططاته لزواجها...
" حسناً! ألن تقولي شيئاً؟ ".
سمعت نبرة صوت والدها، برونو ماندوزو قاسية ونافذة الصبر كالعادة، وهو يتابع: " هل أنت صماء؟ ".
لا، إنها مصدومة!
حدقت جيسي بالأرض فهي تعلم أن ذلك أفضل من النظر إلى والدها. انكمشت على نفسها من شدة الخجل والإحراج، وكورت أصابع قدميها داخل حذائها المسطح الكعبين. آه، يا إلهي العزيز! والدها يحاول أن يشتري لها زوجاً... وليس أي زوج عجوز، بل ريكو كاستيلاني. هل هناك أمر أشد إذلالاً؟ إنها ليست بحاجة إلى التفكير بسخرية الفتيات اللواتي كن معها في مدرسة الراهبات، لتعلم أن الطبيعة لم تكن لطيفة معها. صحيح أن لديها عيني زرقاوين، لكن شعرها أسود كجناح الغراب، وجسدها استمر في النمو والطول بعد أن توقف نمو كل زميلاتها. إنها تدرك تماماً ما لديها من عيوب وليست بحاجة إلى النظر في المرآة لتعلم أنها بعيدة عن صنف النساء اللواتي يختارهن كاستيلاني تمام البعد.
لن يرضى بها، بالطبع! كيف يوافق رجل أعمال عصري مثل ريكو كاستيلاني على الزواج من فتاة مثلها؟ فتاة لم يسمح لها أبداً بالخروج من قريتها؟ والأمر الأكثر إذلالاً أنها تحمل في جيبها صورلاة قديمة له، أخذتها من صحيفة ما منذ سنة تقريبا وأخفتها تحت وسادتها. إنه عمل أحمق وطفولي بالطبع! لكن ريكو يملك وسامة تجعله حلم ملايين النساء.
لقد شعرت بالإنجذاب إلى شخصيته القوية، وإلأى سمعته الخطيرة بأنه جريء جداً ورافض لإسعاد أي شخص آخر غير نفسه. زوجة رجل مثله ستسافر لترى العالم، وستستلقي على سريرها في الليل وهي تفكر كم هو رائع أن تكون موضع اهتمامه. إنها ناضجة بما فيه الكفاية لتعلم أن ريكو هو من يجذبها وليس ثراؤه ولا وسامته. إنه قوي ويملك سلطة واضحة كما أنه لا يهتم لرأي الآخرين. إنه الرجل الوحيد الذي تمكن من الوقوف بوجه والدها. والآن والدها يخبرها أنه قال لكاستيلاني إن عليه الزواج بها، لكنها تعلم أن والدها لا يملك ما يكفي من المال ليقنع رجلاً مثل ريكو بتمضية حياته مع فتاة مثلها.
قال والدها بنبرة آمرة، فيما لمعت عيناه السوادوان بالغضب: " اذهبي، وسرحي شعرك. سيأتي إلى هنا بعد خمس دقائق، وهو يريد أن يراك ".
حدقت جيسي بوالدها برعب. تسرح شعرها؟! ريكو كاستيلاني رجل يواعد الممثلات وعارضات الأزياء، فأي فرق سيحدث إن سرحت شعرها أم لا؟ ماهي فعلاً بحاجة إليه هو أن تزيل ستة إنشلات من طولها، وعدداً من الكيلوغرامات من وزنها وذلك في غضون خمس دقائق فقط.
نظرت إلى امها نظرة قلقة، ورأتها صامتة كعادتها دائماً. خرجت جيسي من الغرفة بسرعة، وعادت إلى غرفة نومها. غسلت وجهها بالماء في غرفة الحمام وما إن أمسكت بالمشط حتى سمعت صوت محرك سيارة قوي جداً يقترب من المنزل. اختلست النظر من النافذة، وهي تشعر بمزيج من الاستسلام والافتنان معاً. توقفت سيارة رياضية سوداء أمام منزلها وخرج كاستيلاني من وراء مقود السيارة. الثعلي! أليس هذا ما تصفه به الصحف الاقتصادية؟ إنه يهاجم الشركات الضعيفة، ويعمل على إفلاسها أو تحويلها، وفقىاً لما يؤمن له الأرباح أكثر، وهو يواجه الأخطار بجرأة وبقلب قاسٍ لا يرحم ولا يعرف الخوف. كما أنه اكثر الرجال وسامة ممن رأتهم في حياتها. شعر أسود كثيف، يلمع بشدة تحت أشعة الشمس، ونظارتان سوداوان تغطيان عينيه، لكنها تعلم أنهما سوداوان أيضاً. إنه فارع الطول ذو جسم رياضي يمكنه أن ينافس أكبر الرياضيين، بحيث لايمكن لأي امرأة أن تنظر إليه من دون أن تعجب به. والآن هناك عروسة له، وهي...
استدارت لتنظر إلى صورتها في المرآة، ضغطت على شفتيها لتكتم تنهيدة. كيف سيتصرف عندما يراها؟ ربما سيغيب عن الوعي من الصدمة والضحك، لأن أحدهم اقترح عليه أن يتزوج بها. تمنت فجأة لو أن خزانتها مليئة بالثياب الأنيقة كتلك التي ترتديها الفتيات عندما يخرجن في مواعيد غرامية، لكن كل ما تملكه ع=هو ثياب فضفاضة داكنة اللون. والدها لا يسمح لها بارتداء أي ثوب قد يجذب الانتباه لها.
نزلت إلى الطابق الأرضي وهي تشعر بالخوف خشية تلقيها إهانة لا تنسى. سمعت ريكو كاستيلاني يتحدث إلى والدها باللغة الإيطالية. توقفا عن الكلام ما إن دخلت الغرفة. قدمها والدها لريكو، فوقفت جيسي بصمت مؤلم لم تعلم ما الذي يمكنها قوله لتتمكن من إنقاذ الموقف. إن كان ريكو كاستيلاني يتمتع بأي ذرة من الإدراك، فسيهرب ما دام قادراً على ذلك.
لكنه لم يهرب... وقف هناك بثبات وثقة تامين. أخيراًقطع الصمت قائلاً بصوت دافئ كالمخمل: " حدائقك جميلة جداً. ربما ترغب فرانسيسكا بأن تأخذني في جولة إليها ".
قطب والدها جبينه لعدم موافقته على ذلك الاقتراح، ثم قال: " ساطلب من أحدهم مرافقتك ".
رفع ريكو نظره، وابتسم ابتسامة حازمة، ثم قال: " ذلك ليس ضرورياً. ابنتك ستكون بأمان معي ".
أمان...! أي أمان؟ ضغطت جيسي على شفتيها بقوة كي لا تصرخ من الإحباط والانزعاج. إنها لا تريد أن تكون بأمان. تريد أن تهرب من عالمها الصغير الضيق المكبوت. تريد أن تحيا... تريد أن تكتشف المعنى الحقيقي للحب. لقد بلغت الحادية والعشرين من عمرها، ولا يسمح لها حتى الآن بمرافقة أي رجل إلا إذا كان هناك من يراقبهما. أي رجل عاقل سيرغب بالزواج من فتاة مراهقة مرتبكة؟
أخيراً وافق والدها على أن يتمشيا معاً في الحديقة. بدا ريكو مرتاحاً جداً على سجيته، أما هي فكادت تموت من شدة الخجل والإحراج. يومها جعلها ريكو تضحك مرتين، وهذا ما جعلها تشعر بالاندهاش، لأنها لم تتمكن من الضحك منذ وقت طويل.
كان ذلك أول لقاء من عدة لقاءات. في كل مرة كان يصر على أن يمضيا بعض الوقت بمفردهما. وفي كل مرة كان يجعلها تبتسم. في لقائهما الرابع قررت أنه ألطف رجل قابلته في حياتها، وفي اللقاء الخامس أصبحت مغرمة به بجنون. بالرغم من ذلك، عندما سألها إن كانت تقبل الزواج به، أطرقت برأسها وهي تشعر بالألم لقلة ثقتها بنفسها. لم تصدق أنها سمعته بالفعل يطلب يدها.
" هل تطلب مني الزواج لأن هذا ما يريده أبي؟ ".
أجابها ريكو بتلك النبرة الهادئة الكسولة، التي تجعل أعصابها تتراقص في جسمها: " إن كنت تعتقدين ذلك، فأنت لا تعرفينني أبداً. أنا لم أفعل شيئاً في حياتي لأسعد أياً كان إلا نفسي، فأنا أناني بالفطرة ".
وضع يده تحت ذقنها، ورفع وجهها وهكذا وجدت نفسها مجبرة على النظر إليه. شعرت جيسي باضطراب في جسدها. هل يسألها إن كانت ترضى الزواج به لأنه يريد ذلك؟
" أنا لست المرأة المناسبة لأكون زوجة لك ".
" بل أنت بالتحديد المرأة المناسبة لتصبح زوجتي. لو لم تكوني كذلك لما كنا نجري هذا الحديث الآن ".
نظرت إليه جيسي غير مصدقة ما تسمعه. ريكو كاستيلاني يريد فعلاً الزواج بها؟! سألته: " لماذا؟ ".
النظرة التي التمعت في عينيه أشارت إلى أنه غير معتاد على تفسير ما يفكر به. قال: " لأننا نستطيع أن نحظى بزواج ناجح ".
ثم تابع وهي يبتسم بثقة وتفاخر: " كما أننا نستطيع أن نضحك معاً. لديك كل ما أفكر به وأريده في الزوجة ".
أرادت أن تقرص نفسها، لترى إن كانت ستتمكن من الاستيقاظ من هذا الحلم. إنها متحفظة ومرتبكة، ومع ذلك هذا الرجل الذي هو حلم كل النساء اختارها. قال ريكو فيما ظهرت نبرة من المرح في صوته: " فرانسيسكا! أنا بانتظار جواب منك. هل ستقبلين؟ ".
جواغب؟! منذ متى اهتم رجل لرأيها في أي أمر كان؟ أجابت بصوت مرتجف: " أجل... أجل، بالطبع! ".
فجأة أصبح العالم سهل المنال. معه ستحصل على حياة لم تكن موجودة إلا في أحلامها، وسيعيشان بسعادة معاً. لن تكون هناك وحدة قاتلة بعد الآن... لن يكون هناك انعزال. أخيراً ستحظى بالحياة التي تريدها بالفعل...
أعادت جيسي تفكيرها إلى الحاضر، وأدركت أن ريكو لا يزال يراقبها. تخلت عن فكرة تناول أي شيء من الطبق أمامها. بطريقة ما، مجرد الوجود معه أزال كل ما لديها من شهية للطعام.
مال ريكو إلى الأمام وهو يقول: " كلي شيئاً ما، تجويع نفسك لن يحل أياً من مشاكلك ".
أردكت جيسي وهي تشعر بالألم، أن وزنها يفوق تلك المرأة التي كان يعانقها يوم زفافهماببضع كيلوغرامات، وتمنت من جديد لو أنها تملك مقاييس أضغر. إنها ترتدي قميصاً فضفاضاًذات ألوان داكنة، ومع ذلك ما زال جسمها يبدو ممتلئاً.
" أنا حقاً لست جائعة ".
ألقت نظرة جانبية نحو الفيلا. لم يكن هناك أي أثر للخدم، فقالت: " أحتاج إلى معرفة مكان أمي. هل يمكنك أن تجدها من أجلي؟ ".
" ما الذي يجعلك تعتقدين أنني قادر على القيام بذلك؟ ".
" أنت من صقلية. ولديك اتصالات قوية، وأنا أعرف ذلك. يمكن أن تجدها إن أردت ".
قال: " كان عليها البقاء في منزل العائلة، لتحزن على والدك ".
" لا تطلق أحكاماً على أمي ".
نهضت على قدميها بسرعة بالرغم من ارتجاف ساقيها، وتابعت: " لو عرفت ما عانته أمي طوال تلك السنوات، لاعتقدت أنها قديسة ".
جالت عيناه ببطء وتامل على وجهها، قبل أن يقول: " بدأت أفكر أن والدك لم يكن رجلاص يسهل العيش معه. اجلسي، فرانسيسكا! التوتر في أوقات تناول الطعام يجلب لي عسر الهضم ".
تورد وجهها من الغضب، وهي تقول: " لا يمكنك أن...".
قاطعها ريكو بصوت هادئ: " جيسي... اجلسي! ".
جلست وقلبها يدق بسرعة بسبب تلف5ظه باسمها غير الرسمي. إنها المرة الأولى التي يناديها بأي اسم غير فرانسيسكا. على شفتيه بدا اسم التحبب لفظاً حميماً مختلفاً.
" هل تشعر بالسعادة عندما تأمرني؟ ".
ساد صمت طويل بينهما وهو يحدق بعينيهاز فشعرت بشحنة كهربائية تجتاح جسدها.
" أرغب فعلاً في جعلك تدركين ما الذي يسعدني حقاً، ما إن انتهي من تناول طعامي ".
قال لها ذلك بنبرة ناعمة كالحرير، فغرقت جيسي أكثر في مقعدها.
" إن كنت تتحدث من جديد عن العلاقة العاطفية، عليك أن تعلم أن لا رغبة لدي مطلقاً في مشاركتك ذلك ".
ابتسم ريكو قائلاً: " هذا ليس صحيحاً، فانت تشعرين بالشوق لذلك، لكنك ما تزالين تتريثين بسبب لورينا. يمكنك أن تهديء ما من علاقة بيننا الآن. علاقتنا انتهت منذ زمن ".
شهقت جيسي من فقدانه للباقة، وقالت: " امن المفترض أن يجعلني كلامك هذا أشعر بالارتياح؟ ".
" لم لا؟ علاقتي بلورينا كانت علاقة جسدية عابرة، وانتهت قبل زواجنا ".
رفع كتفيه بلااهتمام، وتابع: " لذلك لا داعي لأن تشعري بالغيرة ".
" أنا لا أشعر بالغيرة، كل ما في الأمر أنك لا تعجبني ".
هزت جيسي رأسها غير مصدقة ما تسمعه، وهي تتابع: " تقول علاقتك بها كانت علاقة جسدية، لكن هل هناك علاقة من نوع آخر بالنسبة لك؟ هل كنت تحب النساء اللواتي كنت تقيم علاقات معهن؟ ".
" بالطبع! ".
" هل أغرمت بإحداهن يوماً؟ ".
تمتم ريكو كلمات باللغة الإيطالية لم تفهمها. ثم مال إلى الأمام، وقد لمعت عيناه بسخرية لاذعة. قال ينصحها بنبرة هادئة ناعمة: " اكبري! أنت فب العالم الحقيقي الآن. العلاقات بين الكبار معقدة ".
" مما أراه أن لا تهتم إلا للعلاقة النفعية ".
رفع ريكو يده، كأنه يصرفباله عما قالته، وعلق: " أين الخطأ بذلك؟ كلانا يعلم أنه كانت لديك علاقة عاطفية قبل زواجنا، لذا توقفي عن التصرف كأنك عذراء غاضبة من سوء تصرفي. من الآن فصاعداً أصبح الماضي أمراً منسياً لنا معاً ".
تمنت فجأة لو أنها لم تخبره بتلك الكذبة عن كارلفو، لكنها في ذلك الوقت، اعتقدت أنه سيرفضها إن عرف أنها أقامت علاقة مع رجل آخر غيره.
" أنا لا أجدك جذاباً، ولا رغبة لي في مشاركتك سريرك ".
أمسكت ريكو كوبه، وعلق بنعومة وهو يبتسم بمرح: " خمس عشرة ثانية هذا كل ما أحتاجه لأجعلك تبدلين رأيك، وربما أحتاج إلى أقل من ذلك ".
شعرت جيسي بحرارة تجتاحها، ما جعل الدم يتدفق بسرعة في عروقها.
" بما أنا المرأة الوحيدة التي رفضتك. هل فكرت بذلك يوماً؟ ".
" لا! ".
تمنت لو أنه يتوقف عن النظر إليها، فهذا يزيد من توترها ويشوش أفكارها. إنها تحتاج إلى الشجاعة والتفكير بهدوء، مع ذلك شعرت أن الأرض تدور بها، كما أحست بجفاف في فمها.
" أشعر بالعطش. ساشرب المزيد من العصير ".
" ليس قبل أن تاكلي شيئاً ما ".
" توقف عن إصدار الأوامر ".
" توقفي عن التصرف كطفلة ".
اشاحت جيسي بنظرها إلى البعيد، غير قادرة على تحمل نظرته الثاقبة أكثر من ذلك.
" توقف عن تحليلي ودراستي. ما كنت لتستطيع تناول لقمة واحدة لو كنت مكاني ".
" وأي مكان هذا؟ ".
هل تعترف له أن فكرة إقامة علاقة معه تجعلها تموت من الإحراج؟ لا! إن عدم ثقتها بنفسها أمر مثير للشفقة. حسناً! يكفي أنها ليست جذابة، ولا داعي لأن تضيف المزيد من الإحراج على مشاكلها. تمتمت: " إنه ليس بالوضع السهل حقاً. أليس كذلك؟ ".
تركت يدها تشسقط عن الكوب. شعرت فجأة بالارهاق والتعبز الإحساس بالضيق والخوف في الطائرة، ثم لقاءها بريكو، واكتشافها أن أمها غادرت صقلية. ذلك كله كثير عليها. قالت: " أنا حقاً متعبة. هل يسمح لي بالذهاب إلى السرير؟ ".
ساد صمت وهو يتأملها، ثم قال بهدوء: " هذا منزلك وأنت تفعلين فيه ما يسرك ".
نظرت جيسي إليه بشك وحيرة، وهي تشعر بدوار في رأسها.
" أنت تقصد، إن كان ما أفعله يناسبك ".
" بالطبع! ".
ابتسم ريكو قليلاً، ونهض على قدميه وهو يتابع: " لحسن الحظ، الذهاب إلى السرير أمر يناسبني تماماً. سأريك غرفة نومك ".
" أعرف أين هي غرفتي ".
" استرحت اليوم في إحدى غرف الضيوف، أما الليلة فستنامين في سريرنا ".
قادها عبر الفيلا، صاعداً وإياها على درج ملتو ذي نقوش جميلة، حتى وصلا إلى غرفة ضخمة. رأت جيسي ستائر رقيقة بيضاء تطير في الهواء أمام أبواب زجاجية تفتح على شرفة جميلة. شعرت بثقل في ساقيها، لكنها تجولت في الغرفة حتى وصلت إلى الخارج، ثم تمايلت فجأة، وهي تقول: " أشعر بنوع من الدوار. لابد أنني مرهقة ".
تنهدت بارتياح، ما إن حملها ريكو بين ذراعيه، وهو يتمتم بشتيمة. تابعت قائلة: " شكراً لك، هذا أفضل بكثير من السير على قدمي ".
شعرت بدوار في رأسها ما إن وضعها على السرير. فتحت عينيها وحدقت بوجهه البرونزي الوسيمن ملاحظة عدم الرضى والضيق على ملامح وجهه من خلال الخطوط حول فمه. تمتمت وهي شبه نائمة: " لابد أنه تأثير الشراب القوي على معدتي الفارغة ".
استدارت لتنام على جنبها وهي تتابع: ط إنها المرة الأولى التي أتذوق فيها ذلك الشراب، ونظراص لللم الذي أشعر به في رأسي الآن، من المؤكد أنها ستكون المرة الأخيرة أيضاً ".
" المرة الأولى؟! ".
حملت نبرة صوته عدم تصديق لما سمعه، فابتسمت جيسي له بنعومة، وأغمضت عينيها: " أبي لا يوافق على أن تشرب النساء مطلقاً أي شراب مصنع. في الواقع، هو لا يوافق على النساء مطلقاً، باستثناء اولئك اللواتي كان يخرج برفقتهن خفية عن أمي. هو يشبهك في الواقع ".
شعرت بالوسادة ناعمة جداً، فتابعت: " هذا الفراش مريح جداً... عمت مساء ".
أخذ ريكو يتجول على الشرفة خارج غرفة نومه، وهو يحاول السيطرة على غضبه وإحساسه المتزايد بالإحباط، أين تراه أقدم على فهم الأمور بطريقة خاطئة؟
توقع من فرانسيسكا ماندوزو أن تكون الزوجة المثالية له. عندما التقى بها للمرة الأولى، بدت متحفظة وحسنة الخلق إلى درجة تثير الشفقة.
بدت لطيفة ورقيقة وراحت تنظر إليه بدرجة مبالغة من الإعجاب والافتنان. في الواقع بدت منذهلة من عرضه للزواج بها، لدرجة أن ريكو كان متاكداً تماماً أن اختياره لزوجته هون أكثر من مثالي. الحماس الذي أظهرته عندما عانقها أدهشه. تذكر تلك اللحظة في الحديقة، وهو يقطب جبينه. لطالما اعتقد ان عروسه تحمل شغفاً كبيراً في داخلهاغ، لكنه لم يتوقع أن تعرض ذلك الشغف على أي رجل آخر غيره.
إنه يحارب بشكل مستمر للسيطرة على الغيرة السامة التي تعذبه في كل لحظة من يقظته. هو لا يريد أن يشعر بهذا الإحساس. هو من بين كل الناس يجب أن يدرك أن هذه العاطفة بالتحديد هي ذات طبيعة مدمرة. حقيقة أن جيسي لديها علاقة سابقة يجب ألا تقف في طريق مستقبلهما معاً. عليه أن يضع هذا الأمر وراءه. وحقيقة أنها بعيدة عن تلك الفتاة الناعمة السهلة، التي كانت عليها عندما تزوج بها، وأنها تبدي المزيد من التحدي، يجب ألا تحزنه البتة.
هو لا يستطيع أن يتجاهل أنها ومنذ اللحظة التي ظهرت فيها مجدداً، أظهرت شخصية مختلفة تماماً. في الواقع، أصبح يعتقد أن جيسي هي اكثر النساء تعقيداً وتناقضاً من بين كل النساء اللواتي تعرف عليهن. في لحظة تصرخ به مبدية طبعاً نارياً غاضباً، مظهرة كل سمات المرأة الغيورة، وفي اللحظة التالية تتكور في السرير كطفلة. كما أنها لا تسعى إلى مسامرته وممازحته أو محاولة إسعاده بأي طريقة ممكنة.
تنهد ريكو وهو يزفر بقوة، وشد على أصابعه وهو يمررها في شعره متسائلاً لماذا لا تكون النساء أكثر صراحة. لا شيء مما يحدث معه يجري كما كا خطط له منذ البداية. عندما اتخذ قراره بأن الوقت حان ليوجه اهتمامه نحو إنشاء عائلة، لم يدرك أن هذا الأمر معقد ويحتاج إلى الكثير من الوقت. غير أن التعامل مع جيسي يثبت أن لا شيء معها يتم ببساطة، وإن أعطيت أي فرصة فلابد أنها ستهرب من جديد. ذكر نفسه على الفور، أن الأمر يتعلق بالكبرياء. رؤيتها للورينا في حفلة الزفاف أصابت كبرياءها في الصميم.
استسلم وأقر لنفسه بحقيقة أن الزواج لا يشبه مطلقاً ولا يقترب بشيء من الأمور التي فكر بها وتوقعها كأي مشروع معقد، زواجه بحاجة إلى اهتمامه الشخصي وعنايته، في الوقت الراهن على الأقل.
حسناً! لاشك لديه مطلقاً أنه إذا ما ركز اهتمامه على زواجه، فسوف يجعل زوجته تنظر إليه بشغف وشوق بعد مرور ليلتين او اكثر قليلاً.
نظر إلى ساعته ثم نزل الدرج من الشرفة، ليتجه نحو الجناح الخاص بالمكاتب في الفيلا.
الليل ما زال في أوله وعروسه نائمة. حسناً! بإمكانه إجراء بعض الإتصالات الهاتفية مع نيويورك، ليرى كيف تجري الأمور بالنسبة للعقد الجديد، وعندما تستيقظ زوجتهن سيتمكن من تكريس اهتمامه لها.
*********


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس