عرض مشاركة واحدة
قديم 23-11-17, 07:49 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

3- رحلة نحو المجهول
يختار الحظ دوماً ان يدق بابك على غفلة منك.
لم تتوقع كاتلين ان يفاجئها بهذه الفرصة التي لا تعوض كما انها لاتملك الوقت الكافي
للاستعداد في نهاية هذا الاسبوع فهي مدعوة في الغد الى حفل زفاف, وعليها ان
تقصد مصفف الشعر وتشارك في الحفلة الصاخبة التي ستلي الزفاف.. ولم يتسن لها
ايضاً ان تشتري الهدية.ريحانة
يمكنها ان تستغل الساعات المتبقة من هذا النهار لتشتري مجموعة من الملابس الرسمية
التي تليق منصبها الجديد في ميلبورن وتتناسب ايضاً مع رحلتها القصيرة الى روما.
خرجت كاتلين من الفندق وراحت تتجول في شوراع المدينة المزدحمة وافكارها
مشوشة, لم تكن الوظيفة التي عرضها عليها لازارو هي السبب فحسب.. كان
يفترض بها ان تطير من شدة الفرح, غير انها احست بثقل في رجليها وكأنها تسير
وسط بحيرة من الوحل.
استندت الى الحائط لثوان وراحت تحدق في الموظفين الخارجين من مكاتبهم والفرحة
بحلول عطلة نهاية الاسبوع بادية على وجوههم لكن من دون ان تراهم , وعلى الرغم
من انها لم تشأ التفكير في الامر في هذه اللحظة بالذات.. وعلى الرغم من ان لديها
اموراً كثيرة تشغل بالها إلا انها لم تتمكن من طرد صورة مالفوليو من ذهنها.ريحانة
احست بالغثيان وهي تستعيد في ذهنها ماحصل فرات امارات الحقد التي ظهرت في
عينيه عندما عضته وتردد في اذنيها صدى الكلمات المريعة التي تفوه بها وهو يغادر
المكان.
- أنت عاهرة رخيصة ياكاتلين.. تماماً مثل روكسان..
روكسان .. اغمضت كاتلين عينيها آملة ان تستعيد نبضات قلبها انتظامها , فالاسم
الذي رماه في وجهها يدل على انه يعرف من تكون , وهي لم تكن مستعدة على
الاطلاق لمواجهة مفاجأة بهذا الحجم.
دخلت كاتلين احد المخازن الكبرى في المدينة واستخدمت المصعد للتوجه الى الطابق
الرابع.
وقفت امام السلع مذعورة وقد ادركت ان البذرت النسائية ذات الاسعار الزهيدة
لن تعجب لازارو ابداً.
لم يكن يسدي لها خدمة, هذا ماانفكت تذكر نفسها به وهي تتوجه الى الطابق
السادس حيث المتاجر المترفة لتدلل نفسها بارتداء الملابس الراقية ذات الاسعار
الخيالية, وسرعان مالانت قسمات البائعة المتعالية عندما عرفتها كاتلين عن نفسها..
- أنت مساعدة لازارو رينالدي الجديدة.. هل هذا يعني ان جينا رحلت؟.
- جينا..
- هذا صحيح! اعتادت جينا ان تشتري ملابسها من متجرنا واعرف جيداً مايتلام
مع الدور الجديد الذي ستعلبينه.
- حقاً؟
- اعرف جيداً ان رب عملك يفرض معايير صارمة على موظفيه.. لا تقلقي, يمكنني
مساعدتك.
وقفت كاتلين في غرفة تبديل الملابس تحدق في صورتها المنعكسة في المرآة, في بادي
الأمر, لم ترق البذلة النسائية السوداء التي اختارتها للبائعة وسارعت الى استبدالها
بأخرى رمادية اللون تبرز مفاتن جسدها وواحدة من الكتان وثالثة زيتية رائعة إنما
قصيرة جداً.
----------------------------------
بعدئذ وقع اختيارها على بدلة من اللون البني الداكن تتناسب تماماً حسب ماقالت
البائعة مع لون بشرتها وتبرز زرقة عينيها.
لم يعد ينقصها سوى ان تصفف شعرها وتختار احذية مناسبة وتضع القليل من الزينة
لتبدو في ابهى حلة.
وقفت كاتلين على رؤوس اصابعها وقررت في سرها انها قادرة على لعب دور
مساعدة لازارو رينالدي الشخصية بامتياز....لكن الأهم هو انها ستتمكن من مساندة
امها ومن تسديد اتعاب المحامي, وإذا لم يكن الحكم في مصلحتهما فيمكنها ان تدفع
لخالتها شيريل وروكسان مبلغاً يوزاي حصتهما.
روكسان...
جلست كاتلين على المقعد في غرفة تبديل الملابس ودفنت رأسها بين يدها محاولة ان
تلتقط انفاسها , فالإحساس بالضيق الذي بات مألوفاً في الآونة الأخيرة .
كان اكثر حدة هذه المرة وكأن شريل وروكسان تضغطان بأيديهما على عنقها
لتخنقاها..بقي صدى ذلك الحديث المقيت يتردد في ذهنها وكأنه دار بينهما مساء
البارحة وليس منذ سنتين.ريحانة
ففي احد الايام الآحاد قصدت منزل روكسان برفقة والدتها ليتسنى لهيلين ان تقنع
شريل بزيارتهم بين الحين والآخر.وقررت كاتلين وروكسان ان تدعهما على انفراد
فصعدتا الى الطابق العلوي في محاولة منهما للاستمتاع بوقتهما , فمنذ صغرهما وهما
تدعيان بأنهما صديقتان حميمتان مع انهما ليستا كذلك.
- ماهذا؟
لمعت عينا روكسان عندما وقعت حقيبة يد كاتلين عن السرير وتناثرت محتوياتها على
الارض, بما في ذلك صورة للازارو مزقتها من احدى المجلات.
- أنت معجبة به , أليس كذلك؟
- كلا.
انتزعت كاتلين الصورة من بين يدها وقد غزت موجة من الاحمرار وجهها.
- عليك رؤيته اثناء توليه إدارة الاعمال في الفندق..إنه مدهش..
ابتسمت روكسان ابتسامة عريضة واجابتها:
- لابد من الاعتراف بأنه مثير جداً...
- أوصلني البارحة الى المنزل..
لم تقو كاتلين على منع نفسها من التباهي امام ابنة خالتها لكنها لم تكن واثقة من
السبب الذي دفعها الى ذلك..
- أنت؟ هل اصبح الآن مسؤولاً عن نقل الموظفين الى منازلهم؟ لابد انه يمر بأوقات
عصيبة..
واخفضت عينيها الى اصابع رجليها المطلية حديثاً واضافت:
- سئمت من آل رينالدي..ظننت ان علاقتي بلوكا ستتوج بالزواج لكن تبين لي انه
إنسان فاشل..
فأجابت كاتلين :
- إذاكان يشبه اخاها ولو قليلاً, فلابد انه رجل مذهل.
- إنه مفلس..لوكا رينالدي رجل سكير ومفلس..
- مفلس؟؟
قطبت كاتلين جبينها , لايمكن استخدام كلمتي (مفلس) و ( ورينالدي) في الجملة
نفسها.. وانفجرت روكسان ضاحكة وفتحت خزانة ملابسها وراحت تخرج منها
اثوابها الواحد تلو الآخر.
بعدئذ اخرجت علبة خشبية وافتر ثغرها عن ابتسامة خبيثة عندما رات تعابير الذهول
التي ارتسمت على وجه كاتلين عند رؤيتها مجموعة المجواهرات الماسية..
- هل اشتري لك هذه الاشياء كلها؟ لكنك قلت منذ قليل إنه مفلس..
- أتتصورين انه قد يخطر في بال اي بائع ان يتحقق من رصيده؟ هذا الرجل يعتمد
على شهرته لكن ليس لوقت طويل..
------------------------------
واضافت بنبرة غامضة:
- علمت ان لازارو يسارع الى تغطية كافة شبكاته المرتجعة.
- كيف تقبلين منه هذه الهدايا كلها والرجل..
- هذه الاثواب التافهة والمجواهرات ليست سوى نقطة في بحر المشاكل التي يواجهها ,
كنت انوي قطع علاقتي به اليوم بالذات لكنه وعدني بأن يصطحبني نهار الاثنين لشراء
سيارة..
وراحت تعبث بكومة الكتيبات الموضوعة امامها..
- اظن انني سأختار اللون الأحمر..
- روكسان..
- عيشي حياتك.. هذا ماانوي ان افعله بعد ان اتخلص من لوكا...
***
- ماالذي يجري؟
قطب لازراو جبينه عند سماعه صوت اخته عند الطرف الآخر من الهاتف..
- لا شي, لماذا؟؟
- ظننت انك تعانين من الآم المخاض..
تنهدت انتونيا واجابت:
- ليس بعد .. يبدو ان هذا الطفل لا ينوي الخروج ابداً.. ماالذي تفعله؟.
- إنني في السيارة .. هل مالفوليو في المنزل؟
- إنه في الحديقة.. سأناديه..
قاطع لازارو اخته قائلاً:
- لا داعي لذلك.. سأمر لزيارتكم..اننني على مقربة من المنزل.
- حسناً, اريدك ان تبقي على العشاء.. يمكنني ...
كانت انتونيا تتحدث بحماسة لاتوصف, لكن سرعان ماتوقفت على الكلام وقد
ادركت انه اقفل الخط في وجهها, لم تأبه كثيراً للأمر لأن لازارو معروف بقلة كلامه.
وضعت انتونيا كتابها جانباً وحاولت ان تنهض من مكانها , وافتر ثغرها عن ابتسامة
عريضة عندما فتحت مدبرة المنزل الباب الامامي ليدخل منه اخوها...
- كنت اسألك عما إذا كنت ترغب في البقاء للعشاء قبل ان تقفل الخط في وجهي..
هز لازارو رأسه بالنفي..لكن انتونيا الحت:
- ابق من اجلي.
ولكنه عاد وهز رأسه من جديد.
- زيو!
اطلقت ماريانا صرخة فرح وهي تندفع نحوه بثوبها الزهري اللون فيما خصلات
شعرها الداكنة تتمايل على كتفيها ..كان لازارو معتاداً على حملها بين ذراعيها ,
وتقبيل وجهها الطفولي الممتلئ إلا انه عاجز عن ذلك هذا اليوم بالذات, وراحت
عيناه تنتقلان بين اخته وابنتها رافضاً ان يوقظها من الوهم الذي يعيشان فيه.منتديات
داعب لازارو خصلات شعر ماريانا محاولاً غض الطرف عن خيبة الأمل التي بدت في
عيني الطفلة امام هذا الترحيب البارد..
- تسرني رؤيتك يامارينا...
والتفت نحو اخته مضيفاً:
- اريد التحدث الى مولفاليو بشأن العمل...
واشاح بنظره بعيداً لئلا تتمكن من قراءة ماتخفيه عينيه, لكن انتونيا لم تكن غبية
فنادت مدبرة المنزل وطلبت منها ان ترافق ماريانا لتلعب في غرفتها...
- هل كل شيء على مايرام يالازارو؟
لم تشاهد لازارو في هذه الحالة السيئة منذ فترة طويلة جداً.
--------------------------
- تبدو...
اجابها لازارو على الفور مرغماً نفسه على الابتسام:
- أنا مرهق.. كان اسبوعاً حافلاً.. اظنك علمت ان جينا تركت العمل..
- مسكين انت ... ارجو ان تجد وقتاً طويلاً ان تعثر على مساعدة تعجبك..
- ليس هذه المرة.
قالت له انتونيا بنبرة مفعمة بالرجاء:
- ابق على العشاء.. ستفرح ماريانا بوجودك.. وانا ايضاً, قد يساعدني هذا على عدم
التفكير في امر الجنين لبعض الوقت.
ومسدت بطنها المنتفخ بيدها مضيفة:
- كلما اقترب الموعد زاد توتري اكثر فأكثر...
- ستكونين بخير .. ستكونين انت وجنينك بخير...
وابتسم لها ابتسامة عريضة مضيفاً:
- ماالذي تقرأينه؟.
- كتاب يتضمن اسماء اطفال .. اعجبني اكثر من ثلاثين اسم فتاة , لكن إن كان
صبياً..
وتوقفت قليلاً عن الكلام وراحت تتأمل قسمات وجه لازارو التي تشجنت فجأة
قبل ان تردف :
- اريد ان اسميه لوكا...
- فكرة جيدة .. هذا ماينبغي ان يحصل .. انه قرار صائب..
- هل أنت واثق؟ اقصد..
لم تكمل كلامها وتوقعت من لازارو ان يملأ الفراغ إلا انه لم يفعل.. واكتفى بالتربيت
على جبينه لبعض الوقت..
- كلمني يالازارو..
- ليس لدي مااقوله .. فأنا ...
لم يكن يقوى على التفكير في الأمر.. فكيف سيتمكن من التفوه به؟ حاولت انتونيا
مساعدته..
- أتظن انك لن تتمكن ابداً من النطق بهذا الاسم من دون ان تتذكر..
- ستبقى الذكرى محفورة في رأسي...
فهو لم ينس ابداً كما ان صورة اخيه لا تغيب عن باله لحظة واحدة...
- من دون ان تشعر بالألم الذي ملأ قلبه يأبى ان يبارحه...
واخيراً قال لها لازارو:
- من دون ان اشعر بالندم .. لا اظن انني سأتمكن يوماً من التفكير في لوكا من دون
اشعر بالندم.
- ارجوك..لاتقل هذا الكلام...
واغروقت عينا انتونيا بدموع الحزن, ليس على الاخ على فقدته بل على العذاب
الذي يقاسيه الأخ الذي بقي على قيد الحياة.. عذاب لم يتسن له ابداً ان يتحدث
عنه.. وعندما اغمض عينيه وراح يهز رأسه.
ادركت انتونيا ان لازارو ليس مستعداً بعد للتحدث في الموضوع إلا ان هذا لم يمنعها
من المحاولة من جديد .
- لو بقي لوكا على قيد الحياة يا لازوار لفهم ماالذي دفعك الى قول ماقلته له, كان
على احد منا ان يتكلم ليعيده الى صوابه...
- اعلم هذا...
وتابعت انتونيا كلامها قائلة :
- انا واثقة من انه سامحك.
وتوجهت نحوه مضيفة بصوت خنقته الدموع:
- واريدك ان تعلم انني سامحتك ايضاً.. منذ زمن بعيد جداً.
ورفعت يدها لتلمس الندبة على خده غير انه لم يدعها تفعل وسارع الى ابعاد
يدها..لم يكن بحاجة لأن تصفح اخته عنه..
- عليك ان تطوي صفحة الماضي يا لازارو..
----------------------------
- لقد طويتها..
- هذا غير صحيح يا لازارو.. فنحن لا نراك إلا لماماً ..كما انك تتفادى رؤية والدتنا
منذ وقوع الحادث..
وارتفعت نبرة صوتها وكأنها توقعت منه ان يقاطعها :
- علينا ان نتحدث في الموضوع , من الواضح ان ماحصل يقضي مضجعك.
- لا جدوى من نبش الماضي.
- لم يتسن لنا ان نفتح الموضوع من قبل..
وشعرت انتونيا بغصة في حلقها وقد بدا الإرهاق عليها مع كل حركة.. إرهاق ليس
نتيجة حملها وحسب بل نتيجة الضغط النفسي الذي عانت منه خلال السنتين
الماضيتين ايضاً..
- لم نناقش الموضوع منذ ذلك اليوم في المستشفى.. وعلينا ان نفعل يا لازارو.. وفي
حضور والدتنا ايضاً.. علينا ان نتكلم .. اريد سماع..
- لا يا انتونيا..
كانت نبرته غاية في القسوة ولاحظ إجفالها من فظاظته فكره نفسه اشد الكره , إلا
انه عاد وذكر نفسه بالحقيقة المرة: من الأفضل ألا تعرف انتونيا ابداً حقيقة ماحصل
ذلك النهار...
غير ان صوته اتسم بشيء من الرقة حين أضاف:
- وهل سيعيده الكلام الينا؟.
- كلا.
- هل سيغير الكلام حقيقة ماحصل ذلك اليوم؟ ويغير مارآه لوكا؟
راح يتأملها وهي تهز رأسها بأسف..
- مافائدة الكلام إذن؟
- ارجوك يا لازارو..
لم يكن لازارو على استعداد للإذعان لتوسلاتها فأدركت انتونيا انه لم يعد امامها
سوى ان تنسى الأمر...
- اين مالفوليو؟
- إنه في الحديقة.
كان صوت انتونيا خافتاً مهزوماً وهي تحاول ان تتمالك نفسها..
- سأخبره بقدومك.
- سأذهب للتحدث اليه في الحديق, ارتاحي انت .
انتظر لازارو قليلاً ريثما تمكنت اخته من الجلوس على الأريكة وحاول ان يحافظ
على رباطة جأشه لئلا تشعر بالمرارة التي تمزق احشاءه, وبنيران الغضب التي تستعر في
داخله مهددة بالانفجار..كان عليه ان يتكلم ويتصرف بطريقة طبيعية للغاية وكأنه مر
فقط لإلقاء التحية على افراد عائلته.
بعد اسبوعين , ستضع انتونيا مولودها الثاني .. ماذا فعل ذلك السافل بأخته وابنتها
والطفل الذي لم ير النور بعد؟
عند خروجه الى الحديقة, خطر في باله سؤال آخر.. ماذا فعل ذلك السافل بكاتلين ؟
كان لازارو يتحلى بالقدرة على المشاركة في كافة الاجتماعات او اللقاءات واستلام
دفة الكلام بعفوية مطلقة وذكاء حاد ومن دون أي تحضير مسبق.. لكنه تمنى في هذه
اللحظة لو انه استعد اكثر لمواجهة هذا الموقف..
رأى صديقه وزوج اخته وزميله في العمل يقف متكئاً على الجدار الحجري حاملاً في
يده التي لفها بضمادة كأساً من العصير, ووجد لازارو نفسه عاجزاً عن الكلام لبضع
ثوان.
كم تمنى ان تكون كاتلين مخطئة.. او حتى كافية لكنه واثق كل الثقة من انها ليست
كذلك.
- ماالذي قالته ؟
بدا وجه مالفوليو شاحباً من حدة التوتر...
- ماالذي قالته تلك الساقطة؟
----------------------------------
لم يتمكن من إنهاء جملته إذ جذبه لازارو من سترته وضربه بعنف على الحائط..
- اصمت...
كان لازارو يتكلم بغضب شديد ووجهه على مسافة قريبة جداً من وجه مالفوليو.
- أنت تثير اشمئزازي..
- هل صدّقت كلامها؟؟
رماه مالفوليو بابتسامة ساخرة ولا تخلو من التوتر ..
- صدقت كلام تلك الفتاة ولم تصدق كلام فرد من افراد عائلتك؟
- انت زوج اختي ولست من لحمي ودمي.. ماالذي جنيته من العبث معها؟
- لم افعل.. كانت تحاول التودد الي, وارادت ان توقعني في حبائلها.
- هراء.. لا تحاول ان تكذب لتنقذ نفسك من هذه الورطة , إذا اقتربت منها ثانية
فلن اكون مسؤولاً عن تصرفاتي..
كانت يدا لازارو تسمرانه على الحائط ونبرة صوته لا تخلو من التهديد..
- حذار ان تقترب منها.
- اتقصد انك لم تطردها؟
- ولم اطردها والذنب ذنبك أنت؟ اريدك ان تعلم انني عينتها كمساعدتي الشخصية
. وإذا اقدمت على تصرف واحد غير مرغوب فيه, فسأخبر اختي بكل شيء..
استجمع مالفوليو قواه وقال:
- كانت هي من نصب لي فخاً.. تماماً كمافعلت معك.
- ماالذي تقوله؟ حاولت إغواءها بالحديث عن الترقية .. ولاحقتها طوال الوقت ..
لم تكن كاتلين من اخبرني بذلك بل احد الموظفين العاملين في الإدارة .
- إغوائها!.
علت إمارات الغضب والسخط وجه مالفوليو وهو يردف:
- كانت هي من يلاحقني يالازارو.. فبعد ان نالت شهادة عالية ظنت انها تملك الحق
في ان تشغل منصباً مرموقاً.. وطلبت مني ان اسهل لها الامور لتحل محل جينا ..إنها
معتادة على طلب الخدمات ..بما في ذلك التلاعب ببيانات راتبها..كان عليك ان
تراها..
رفع مالفوليو يده ليبعد خصلة من شعره عن وجهه وزادات حدة صوته وهو يرى
لازارو يتراجع خطوة الى الوراء ويهز رأسه آبياً الإصغاء الى الكلام الذي زرع الشك
في قلبه.
- حرصت على مطاردتي من مكان الى آخر فوقعت في حيرة من امري .. وعندما
قلت لها انني لن اتمكن من مساعدتها عضتني وراحت تصرخ مدعية بأنني تحرشت بها.
- انت تكذب لتنقذ نفسك..فأنت لا تساوي شيئاً من دون عائلتك ووظيفتك ..
وآل رينالدي.. ولو لم امد لك يدي وانتشلك من الفشل الذي كنت تعيش فيه
لبقيت انساناً طفيلياً تافهاً تماماً كما كنت قبل ان تلتقي اختي.
واطلق شتيمة خافتة ليعود ويضيف:
- لم اخفي عنها افعالك؟ أنا واثق من ان حياتها ستكون افضل من دونك.. من
الأفضل ان اخبرها الحقيقة..
- ..احب انتونيا ولا يمكنني خسارتها وخسارة طفليّ بسبب تلك الساقطة.. اظنها
انها مستاءة جداً مني وتريد ترك العمل , اليس كذلك؟
وضحك ضحكة ساخرة ثم اضاف:
- لكنها نسيت استياءها عندما ضاعفت راتبها ..ولم يعد وجودي يزعجها طالما ان
الثمن مناسب.
------------------------------
شعر لازارو بالدم يغلي في عروقه , على الرغم من إحساسه ببعض الارتياح , اذ كان
مالفوليو يقول الحقيقة فهذا يعني ان اخته وولديها في امان ..اما كاتلين.. وسرعان
ماانحسرت موجة الارتياح التي غمرته منذ لحظات.
كان لازراو واثقاً من ان تعابير الألم التي تراها في عينيها صادقة.. وقد شعر بتسارع
نبضات قلبها بين ضلوعها عندما اخذها بين ذراعيه, فهل يعقل ان تكون قد خدعته
وهو صاحب الخبرة الطويلة في النساء؟
- أظنك تعرف من تكون , أليس كذلك؟
بدا صوته مالفوليووكأنه آت من مكان بعيد جداً غير انه لم يتمكن من إنهاء كلامه, إذ
فتحت الأبواب وخرجت منها أنتونيا..
اختار هاتف لازارو الخلوي ان يرن في هذه اللحظة بالذات لينقذه من مواجهة اخته
والإدعاء بأن شيئاً لم يحصل.
سارع الى فتح هاتفه تاركاً لمالفوليو مهمة التحدث الى انتونيا وإقناعهابأنهما
سينضمان اليها بعد قليل, اخذا لازارو بعض الوقت ليتمكن من التركيز على الصوت
الناعم الذي كان يتحدث عند الطرف الآخرمن الهاتف , وقد عرفت صاحبته عن
نفسها بأنها بائعة في احد المخازن الكبرى في المدينة..
- هلا سمحت لي بأن راجع معك مجموعة المشتريات قبل التوقيع على الفاتورة؟
اصغى اليها وهي تتلو قائمة طويلة من البذلات النسائية , والمعاطف,
والاحذيةوالجزمات التي تحمل توقيع اشهر المصممين العالميين, وتساءل في سره كيف
استطاعت تلك المرأة التي ادعت انها قادرة على تدبر امورها شراء مجموعة من الملابس
توازي قيمتها الميزانية السنوية المخصصة لملابس جينا , وذلك في اقل ساعة واحدة؟
- هذا الى جانب مجموعة كاملة من الحقائب , أظنك على علم بهذه المشتريات ,
أليس كذلك؟
- أجل ...
وتذكر لازارو انه دفع مبلغاً كبيراً من المال عندما بدأت جينا بالعمل معه ليؤمن لها
ملابس تليق بوظيفتها الجديدة , لم يسبق له قط من قبل ان دقق في أي فاتورة ولن
يفعل ذلك الآن بعد ماسمعه من مالفوليو.
اقفل لازارو الخط وابتسم لأخته ابتسامة رقيقة بينما كان مالفوليو يؤكد لها انهما
سيلحقان بها بعد قليل.
سألته انتونيا بقلق:
- هل كل شيء على مايرام؟
- طبعاً..
وافتر ثغره عن ابتسامة سرعان ماتلاشت عند دخول اخته الى المنزل, وعودتهما الى
الحديث السابق.
- إنها ابنة خالة روكسان..
ماكاد مالفوليو يتفوه بتلك الكلمات حتى كسا الشحوب وجه لازارو..
كانت كاتلين بيل ابنة خالة روكسان..
ولم يكن يكره احداً في العالم بقدر كرهه لروكسان مارتن..إنها المرأة التي حرضت
الأخ ضد اخيه, إنها المرأة التي تلطخت يداها بالدم ولعلها قتلت اخاه بيديها..
وتابع مالفوليو كلامه قائلاً بنبرة فظة:
- تكلمت عن العائلة وشددت على صلة الدم.. حسناً يبدو ان مساعدتك الشخصية
الجديدة تحمل في عروقها فصيلة الدم نفسها التي تجري في عروق روكسان مارتن.
لا!
ابي عقل لازراو ان يتقبل الحقيقة المرة... فالمرأة التي تحدث اليها بعد ظهر اليوم
وضمها بين ذراعيه تختلف كلياً , كلياً عن روكسان ..لكن وفيما هو يستعد لدحض
ادعاءاته منعه عقله من ذلك..
-----------------------------
كانت العينان اللتان التقتا بعينيه تطلقان شرارات خطيرة, وعلى الرغم من الرغبة
الشديدة التي تملكته في الاتصال بالمتجر وإلغاء حسابها والتراجع عن عرض العمل
الذي قدمه لها, إلا ان طيف ابتسامة ساخرة ظهر على طرف ثغره , ماذا لو استخدم
فتاة ساقطة, منافقة ومخادعة؟ كان يمكن للأمر ان يسوء اكثر ... لو لم يعرف
حقيقتها..
- من الأفضل ان يكون ماقلته هو الحقيقة , لأنك إذا الحقت الاذى بأختي..
سمر لازارو زوج اخته على الحائط بنظراته الثاقبة وهو يردف:
- سادعك على قيد الحياة فقط لأجعلك تندم على مافعلته.
- ماذا عن كاتلين؟
بدا القلق في عينيه وهو يطرح هذا السؤال البغيض..
- هل ستتخلص منها؟ أقصد .. بعد ماسمعته مني...
- أتخلص منها ؟ ولم افعل هذا بعد ان بدأت الامور تزداد إثارة؟ إذا كانت كاتلين
بيل تظن نفسها قادرة على خداعي, فعليها ان تدرك انها اختارت الشخص الخطأ,
إنني اتحرق شوقاً لمعرفة ماتخبأه لي في المستقبل.
----------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس