عرض مشاركة واحدة
قديم 26-11-17, 05:54 AM   #12

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::
9 ـ
أكرهك
ارتسمت على وجه راوول البالغ الوسامة ابتسامة وقحة : (( لا
تعتبري ما قلته انتقاداً لك . أنـا رجل عملي , وأرى موهبتك الطبيعية
في التمثيل المسرحي خلابة . ولكن هل لنا أن نأكل أولاً ؟ علي أن
أعترف بأنني جــائع للغاية )) .
أخذت تعض شفتها السفلى متوترة . ثقته البالغة بأنها لا يمكن أن
يكون لديها ما يستحق أن تفضي به إليه أفقدتها توازنها . جلست أمام
المائدة , وعندما قُـدم لهما الطبق الرئيسي , كان حديثهما يقصر على
إجابات مختصرة لا تتعدى الكلمة الواحدة . قال : (( عندما تصبحين
بهذا الهدوء , أشعر بالقلق )) .
فقالت بضيق : (( إنني أكثر الكلام أحياناً )) .
ـ لكنني اعتدت ذلك حتى أصبحت أحبه , يا عزيزتي .
وأخذ يلامس بأصابعه الخشنة أصابعها , التي كان تريحها على
غطاء المائدة . أضاف : (( يبدو أنني أخطأ التقدير حين قلت لك مـا
معناه إن ما لديك لا يمكن أن يكون هاماً )) .
ابتلعت ريقها بصعوبة : (( نعم . . . لكنه ليس أمراً يمكنك التكهن به
و أنـا . . . )) .
بدا العنف في نظراته : (( هل عاشرت ذلك الرجل الذي فاجــأتـه
على عتبة بابك في لنـدن ؟ )) .
صدمها هذا السؤال البارد فهتفت : (( غاريث ؟ لا لا . طبعاً لا ! )) .
فقال بجمود : (( إني أتحق وحسب من أسوأ سيناريو تخيلته )) .
فقاطعته : (( هلا تصغي إلي قبل أن تقول شيئاً ؟ )) .
ـ لم أتعود أن يصيح بي الناس لأسكت .
ـ لا تغضب مني . . أعرف أن ما سأقوله صعب التصديق ولكن
لا تغضب مني نحن مسؤولان عن ذلك , نحن الإثنين .
توتر فكه وتــأملها بعينين ضيقتين : (( مـا الموضوع ؟ لصبري
حدود ! )) .
أخــذت تعبث بالطعام وقد تملكها الخوف , وشعرت بفراغ في
معدتها لعدم تمكنها من تناول سوى القليل من الطعام .
ـ أنـا حامل . وقد حدث هذا في الأسبوع الأول حين كنا معاً .
تـملكه شحـوب بـالـغ , فــأردفت : (( كنت أعلم أن هذا سيصدمك ,
فأنا صُدمت أيضاً )) .
أخذت عيناه الذهبيتان اللامعتان تتفحصانها وتتأملان جسدهــا
المتشنج . وبحركة جبارة , انتصب واقفاً وسار إلى حائط الشرفة
بخطوات واسعة أشبه بنمر يبحث عن فريسة , ثم وقف ينظر إلى
الليل .
وفي هذا الصمت الطبق , راح اندفاع الأمواج إلى الشاطئ
يصدر صوتاً عــالـيـاً موحشاً .
تنحنحت بارتباك : (( لم أحلم قط بأن نعيش كزوجين . وعندما
حدث هذا , لم يخطر في بالي ما يتعلق بمنع الحمل . أمور كثيرة
حدثت بيننا , وكنت أعلم أنـه ينبغي علي احترام شروط اتفاقنا
فتملكني شعور بالغ بالذنب . . كل هذه الأمور وقفت في طريقي )) .
كان لا يزال يوليها ظهره فتلهفت إلى أن يواجهها . كانت كتفاه
العريضتان متصلبتين من التوتر وعضلاته المفتولة واضحة تحت
قماش قميصه الرقيق الأسود القصير الكمين .
ـ أعلم أنك منزعج من هذا . . لا بأس , أفهمك . فأنت لم تكن
تتوقع أن يتطور أمرنا ليصل إلى هذا الحد . ولكن أنا أيضاً لم أتوقع
ذلك إلا أنني لم أستطع أن أتصرف كمل يجب . . وهكذا , فلندع
مناقشة هذا . . .
عند سماعه توسلها المتحشرج كــي يتفهم الأمـــر استدار وألقى
عليها نظرة كئيبة من عينين مظلمتين عديمتي الإحساس ما بعث في
جسدها قشعريرة . وقالت متلعثمة : (( أعلم . . أنـا أعلم . لعلك ى
تريد أن نناقش الأمر . قد لا يكون هذا طفلاً اتفقنا على أن
ننجبه , لكنني سوف . . سوف أرحب به على أي حـال . رغم أنني
أشعر حالياً بالخوف و القهر )) .
سكب لنفسه كــأس ماء وابتلعها بجرعة واحدة . بدت الخشية على
وجه هيلاري فنهضت من خلف المائدة ثم تقدمت إلى وسط
(( الفيراندا )) بساقين متصلبتين : (( أرجوك . . قل شيـئــاً . . . )) .
أنت الآن والدة ابني مستـقبـلاً .
بدت عبارته أشبـه بجملة مهينة بأدب , فجمد الدم في عروقها
وأصابها الشحوب , بينما تابع يقول : (( علي أن أكون شديد الحذر في
مـا أقوله لك . للزوج الحامل حقوق كثيرة أقلها أخذ حالتها بعين
الاعتبار . منذ متى عرفت هذا ؟ )) .
ـ منذ استدعيت لــي تلك الطبيبة الرقيقة بعد أن أغمي علي .
أطلق راوول ضحكة خشنة : (( أمنذ ذلك الحين ؟ كيف استطعت
إخفاء بشارتك هذه طوال هذا الأسبوع ؟ )) .
ـ بسهولة . . لو استعطت الهرب منها , لفعلت . لكني لم أشــأ . .
لم أشـأ أن أفقدك .
نظر في عينيها بقسوة : (( أنت لم تملكيني قط , ما عدا بالنسبة إلى
النقطة الأساسية )) .
فهمست بصوت أجش : (( أعلم هذا , لكن هذا يوشم أن يدمــــر ما
بيننا )) .
ـ لا يفترض أنك تعلمين بمــاذا أفكـر أو أشعـر أو حتى مــاذا أنوي
أن أفعل لاحقــاً .
ـ أنت حر في أن تخبرني بما تفكر فيه , فأنـا لن أتأثر .
كانت متلهفة لرم الهوة التي فتحت بينهما , وإذا كانت الحقيقة
ستؤلمها , فليكن . تصلبت ملامح وجهه : (( حسـنـاً جداً . ولماذا
تدهشني فعلتك هذه ؟ الأطفال في أسرة ساباتينو يأتون دوماً بثمن
باهظ )) .
فقالت بعنف : (( هذا لا ينطبق على طفلنا )) .
بدت في عينيه نظرة قاسية امتزجت بالسخرية وهو يتجاوزها
ليدخل إلى المنزل وكأنها غير موجودة . وبعد لحظة من الارتباك
ركضت خلفه فأدركته في الردهة الرئيسية يتهيأ لمغادرة الفيلا , فقالت
مرة أخرى بصوت مرتجف فيما كانت عيناها حازمتين : (( هذا لا
ينطبق على طفلنا . . هل أنت خـارج ؟ )) .
طرحت سؤالها الأخير مقطبة , فنظر إليها ساخراً : (( ما رأيك ؟ )) .
ـ إلى أين ستذهب ؟
ـ لا شـأن لك بهذا .
بعد فترة طويلة من ذهابه , بقيت تتسكع في الردهة محتضنة نفسها
وكأنها تشعر ببرد . وأخيراً , تمالكت نفسها وخرجت عائدة إلى
الشرفة , لتجد أن الخدم رفعوا الأطباق ورتبوا المكان . فكرت في
الحياة في أحشائها , وتساءلت إن كان الجنين يعاني لأنها لم تأكل
فاتسعت عيناها كالمجنونة , وطلبت خبزاً محمصاُ وكاكاو لعشائها .
حاولت طيلة الوقت ألا تفكر في تصرف راوول الذي بدا كــأنه
يحتقرها ويستخف بها كلياً , أو يعتبر كأنها خططت متعمدة لهذا
الحمل لكي تبيعه ابنه بأغلى ثمن ممكن . لقد جرح شعورها لكنها ما
زالت تفضل أن يكشف عن شعوره . وتمنت لو أنه لم يخرج من
البيت . وبعد ساعة , اتصلت به على هاتفه الخليوي و سألته ببشاشة
زائفة : (( هل أنت عائـد إلى البيت قريباً ؟ )) .
فــأجــاب بصوت خافت بارد : (( لــن أعــود إلى البــيـت على
الإطلاق )) .
فتمتمت بقلق : (( قبل أن تقرر ذلك , أنبهك إلى أن بـقاءك في
الخارج طوال الليل سيجعلني غاية في التعاسة . لا أظن أن بإمكاني
أن أبقى هنا جالسة بانتظارك , بل سيتملكني القلق فأخرج لأبحث
عنك . . )) .
ـ لا أريد أن نسترسل في هذا الحديث .
وأقفل الخط في وجهها .
وبعد نصف ساعة , عــادت فاتصلت به . وعندما أجــاب سمعت
صوت امرأة بصوت خافت قربه , فــاعتصـر قلبها وسألته شاعرة
بالغثيان : (( هل أنت مع امرأة ؟ )) .
ـ إذا اتصلت بي مرة أخرى فلن أجيب .
ـ يمكننا أن نتشاجر . . . لكنني لن أتســامح أبداً بالنسبة إلى
الخيانة الزوجية . . .
واختنق صوتها بالدموع .
ـ الابتزاز العاطفــي لا ينجح معي .
ـ مــاذا عن النوبة الهستيرية ؟ اسمع أعــلــم أنني أبدو مخبولة .
ولكن كل ما أريده هو أن تعود إلي لنتحدث .
ـ لكنني لا أريد ذلك , وأنت لن تجعليني أفعل ما لا أريد .
كانت الساعة الواحدة صباحاً عندما وقف راوول على عتبة باب
غرفة النوم , وكانت هي تستلقي مستيقظة في ضوء القمر بعد أن
تركت الباب مفتوحاً لكي تستطيع سماع صوت خطواته . انتصبت
جالسة وأشعلت النور الجانبي , راح راوول يحدق إليها من آخـر
الغرفة و قد تشعث شعره الأسود واسود فكه العنيد بلحيته النامية .
ومن دون تردد , نزلت من سريرها ثم ركضت نحوه تلقي بنفسها
عليه . لقد عاد . كان هذا ما يهمها في هذه اللحظة .
ـ لا . . .
كلمة حاسمة وعنيدة للغاية بعد أن أبعدها عنه بيدين باردتين .
تراجعت خطو وقد صدمها هذا الرفض , واعي فجأة إلى أنها لا
تبدو في أحسن حال بشعرها الأشعث وعينيها الحمراوين
المنتفختين . كما أدركت بشكل مخيف أنها عاجزة عن أن تقول أو
تفعل أي شيء لتتمسك به فهي تعلم أن هذا لن ينجح . حتى إذا
زحفت على الأرض فسيخطو من فوقها ويزداد احتقاره لها .
قال : (( لقد توصلت إلى قرار )) .
فتشجعت وقالت : (( في الزواج , القرار يحتاج إلى أن يتفق عليه
الطرفان )) .
فقال من دون تردد : (( ليس إذا كان أحدهما مخطئـاً )) .
أخذت نفساً بطيئاً . إذا تشاجرت معه فسيزداد غضباً . لن يضرها
أن تظهر بعض الخضوع والمذلة ما يمنح فرصة للمشاعر لتهدأ .
قال ببطء ومن دون أي تغيير في ملامحه : (( أريدك أن تخضعي
لفحص طبي للتأكد من تاريخ الحمل . وقبل أن يولد الطفل أريد أن
أتـأكد من أنه من صلبي )) .
تراجعت مبتعدة عنه وقد تشنجت ملامحهــا من الألــم لهذا
الاحتقار وهمست : (( هل لديك شكوك من هذه الناحية ؟ )) .
وتملكها الفزع ! إنه يشك في أبوته لهذا الجنين الذي تحمله .
ـ بعض النساء يرتكبن جريمة من أجل نسبة مئوية ضئيلة مما
سيكسب هذا الطفل من الناحية المالية .
ـ لا أظن أن أي امرأة مستعدة لأن ترتكب جريمة لكي تكون
مكاني في هذه اللحظة .
وأرجفت لأنه , وبدلاً من أن يعود ليتفاهما , عـــاد ليـبـدد آمــالها .
وأردف وكأنها لم تتكلم : (( من الطبيعي أن أطـالـب بفحص
الحمض النووي بعد ولادة الطفل , فلعلك حملت أثناء الأسبوعين
اللذين أمضيتهما في لندن . أظن أن هذا غير محتمل , لكنني سـأكون
أحمق إذا لم أتأكـد تماماً )) .
فقالت وظل ابتسامة على فمها المتوتر : (( نعم . . . ولماذا تتردد ما
دام لديك فرصة ذهبية أخرى لإذلالي ؟ )) .
ـ وماذا كنت تتوقعين ؟ أن أصدقك ؟ أرفض أن أصدق أن هذا
الحمل حدث صدفة .
واستقرت عليها عيناه الساخرتان : (( على أي حــال , حملك بابني
يضمن لك العيش برفاهية طوال حياتك )) .
قالت بكدر بالغ : (( أنت لا تنصفنــــي . إن كنت لا تثق بي على
الإطلاق فكيف يمكنني أن أثبت لك أنك ظلمتني بظنك هذا ؟ )) .
فقال : (( لكنني لم أظلمك . . . )) .
ـ اليـوم قلت إنك لم تعد تعتبرني ســاعية خلف المال .
ـ بعد ما تبين لي الآن أقنعيني بالعكس . . .
ـ أنى كان لي أن أعلم أنني سـأحمل بعد أسبوع واحد معك ؟ ما
كنت لأختار ظرفاً مماثلاً لأحمل بأول طفل لـــي . لماذا أرغب بأن
ألصق بولدي لعنة والد يكرهه , ويكرهني أنـا ؟
ـ لا أكره أبوتي , ولا أكرهك أنت .
فبسطت يديها بإحباط : (( كل غضبك سببه هو أنني لــم أوضح لـك
مسـألة زواجنا حين كنت فاقداً لذاكرتك . . . )) .
ـ لكنك بعد ذلك , كذبت هلي مرة بعد مرة .
ـ لـم أكن أظن أنني أسبب ضرراً . . . لقد انجرفت قليلاً . . .
كنت أعيـش حلمي . . .
قال شامتاً بسخرية : (( هـا أنت ذي أخيراً تنطقين بالحقيقة . لقـــد
أغواك أسلوب حياتي ومستواهــــا إلى حـــد لـم تدركي معه إلى أي
حضيض عليـك أن تهوي لتستمتعي بهما )) .
فأطلقت ضحكة قصيرة : (( لمعلوماتك الخاصة , كــان حلمي زواجاً
برجل يعاملني على قدم المساواة . نعم , كم كان تصرفي محزناً . أن
أعطيك دوراً في سيناريو فيلم كهذا ! أن أحلم بالرجل الذي لم يقبل
بأن يخرج معي ولو مرة واحدة حين توسلت إليه ! لكنه كان حلمي أنا
وليس حلمك . لهذا أنـا . . . )) .
ـ يا إلهي ! جعلتني أعيش حلمك الغبي .
رفعت رأسها عالياً والتمعت عيناها كالمــاس : (( الغــريــب أنـك
بدوت غايـة في السعادة حين كنت تعيش حلمي معي . . . )) .
تصلب جســــده وكــأنها صفعته فيمـــا شحب وجهها وبـان التمرد
عليها . ساد صمت مشحون بالتوتر ولمه غضب أسود في نظراته
العنيفة , لكنه قال : (( دعينـا نركز كلامنـا على الطفل )) .
وبصعوبة بالغة حــاولت أن تركز ذهنها المرهق على المهمة الصعبة
وهي إقناع راوول بأنها لم تخطط لهذا الحمل : (( اسمعني , أرجوك ,
عندما عشت معك كزوجة لك لم أفكر في النتائج . لك أكن مضطرة
من قبل إلى الاهتمام بمسألة منع الحمل . كنت لا مبالية ليس إلا )) .
ونظرت إليه متوسلة قبل أن تردف : (( كمــا أنك أنت أيضاً لــم تفكر
في المســألة )) .
فرفع حاجبه ســاخراً : (( كانت موانع الحمل من آخـــر اهتماماتي .
فقد كنت أعاني من فقدان الذاكرة وأعيش مع امرأة غريبة عني
تماماً )) .
ـ أذكر إنك وجدت تلك الفكرة مثيرة أكثر مما اعتبرتها .
تجــرأت على أن تذكره بذلك متلهفة إلى تقويض تحكمه بنفسه
واختراق تحفظه .
ـ اخترت أن أثق بك وكانت تلك غلطة . وككافة أخطــائي توقعت
أن أدفع الثمن . لكن , ولكي أعرف شخصيتك بالضبط , كان عليك
أن تقيمي معي . صاحبة مشاريع دخلت سريري لكي تربح ثروة
كبرى ! .
ثارت ثائرتها وأخذت ترتجف وتعاظم في نفسها الألم و التعاسة :
(( إذا لم تخــرج فسـأصرخ . ســأهاجمك وأضربـك ! )) .
نظر إليها وكأنها طفلة , ثم حملها بين ذراعيه قبل أن تعرف نيته :
(( كفى تمثيلاً )) .
فصرخت به غاضبة : (( أنزلني على الأرض )) .
ـ لا . لقد تـأخر الوقت ويـبــدو علــيــك الإرهــاق . لا بـد من ان
تنامــي . . .
ـ ســأذهب إلى السرير حين أشــاء . . .
ـ لماذا تظنينني عدت هذه الليلة ؟
طرح هذا السؤال بوضوح بالغ ما جعلها تكف عن المقاومة
وتسترخي بين ذراعيه وهي تجيب : (( لا أدري . . . )) .
ـ أنت زوجتي وحامل بابني ولا أريد أن أغامر بصحتك مهما
بلغ مقدار غضبي .
يا له من رجل حقير . . . إنها تكرهه . . . !
وأغمضت عينيها بشدة . أرادت أن تصرخ في وجهه لكنها كانت
تعلم أنه سيقرأ الكثير من وراء صراخها . بقيت هادئة كالفأرة وهي
تراه يعيدها إلى السرير . كان يتصرف وكأنها لوج زجاج مشقوق ,
وتذكرت رغبته العنيفة على الشرفة منذ ساعات قليلة فكادت تبكي .
لقد دثرها لتوه وكأنها جدة جدة جدته ولأول مرة نام بعيداً عنها .
شعرت بهذا الرفض وكأنه سكين غرز في صدرها . إنه لا يفهمها
بهذا أن ما من رباط عاطفي بينهما وحسب , بل يبعدها عنه جسدياً
أيضاً .
في الصباح التالي عادا بالطائرة إلى سويسرا . أثناء الساعة التي
أمضتها في الطائرة , تخلت عن محاولته التظاهر بأنها تشاهد الفيلم
الذي اختارته . وكان راوول يعمل على الكمبيوتر , فأخذت تتسكع
من حوله لكنه تجاهلها .
قالت وهي ترتجف : (( لا بأس . لقد فهمت ما تريدني أن أفهمه .
أنت تتمنى لو أتوارى من حياتك كجني أثيم )) .
نظر إليها عابساً من دون أن يتأثر , فوضعت يديها على وركيها
وقالت بحرارة : (( حسناً , لا تنظر إلي وكأنني طفلة بحاجة إلى رعاية .
إذا كنت أثقل على أعصابك إلى هذا الحد , فهيا . . طلقني )) .
هب واقفاً فأشرف عليها بقامته العملاقة بشكل مهدد , وأخذ ينظر
إليها بعنف : (( كنت أتساءل كم من الوقت ستحتاجين قبل أن تتقدمي
بهذا الطلب . آسف إذا خيبت أملك , لأن الوقت لــم يحن بعد كي
تتحري )) .
ـ ماذا تعني بقولك هذا ؟
ـ لا انفصال ولا طلاق . ستبقين في سويسرا حيث يمكنني أن
أراقبك .
رغم ما يظنه فيها من طمع ومكر , لا يزال مصمماً على أن
القصاص الوحيد هو أن يبقيها في سويسرا معه . خف الألم في
قلبها قليلاً وشق شعاع ضئيل من الأمل طريقه . لعلها مخطئة في
توقع الكثير منه بهذه السرعة .
وأخيــراً تــشجعت وســألتــه : (( ما هو شعورك الحقيقي حيــال
الطفل ؟ )) .
ـ كنت أنوي إنجاب واحد في النهاية .
قال هذا متذمراً كمــا لو أنه يتحدث عن أزرار كمي قميــص :
(( و الآن , وبما أنه سيأتي في وقت لـم أتوقعه , ليس أمامي من خيار
سوى أن أتكيف مع هذا الوضع )) .
توترت ملامحها وغرزت أظــافرها في راحتيها قبل أن تعود إلى
مقعدها . ستمنحه بعض الوقت , فهو عنيد جداً , ولاذع جداً في
شكوكه . إنه بحاجة إلى مزيد من الوقت , بحاجة إلى تفهمها . إن
حبها له كبير , ولا بد أن يعود إليـها .
ولكن هل سيتقبل راوول هيلاري روس الحلاقة , زوجة له ؟ و إلى
متى سيتقبل بقاءها ؟ يبدو أنه يظن أن من واجبه أن يرعاها طالما هي
حامل بطفله . لكن لعله يخطط للطلاق مباشرة بعد الولادة . ولا بد
أنه سبق واطلع على رأي القانون في مثل هذه المسألة .
إنه لــم يتقبلها قط كزوجــة . لكن , هل يمكنـها أن تلومـه ؟ فهو لــم
يطلب منها قط أن تكون زوجته وتعيش معه كمـا أنه لم يدعها لتنجب
له طفلاً . من المهم أن تواجه الحقيقة حتى وإن كانت مؤلمة .
وأقرت بتعاسة بأن راوول يشعر و كــــأنه وقع في شـــرك فهو يفضل
حريته .
إذا مــا أسكتت كبرياءها مرة أخرى , وأصبحت مطيعة و هـادئة حتى
تستقر الأمور , فما هو أقصى مــــا ترجو أن تتلقــاه من الرجل الـــذي
تحب ؟ أن يعاشرهـــا مرة أخرى عندمـــا يرغب في ذلك ؟ يلقي إليــها
بقطعة ثمينة من المجوهرات إذا مـــا كان أداؤها جيداً ؟ وهل سيؤنبها
دومـاً على أخطائها فيجعلها تشعر بالحقارة ؟ هل هي مستعدة حقاً لأن
تدع هذا يحدث ؟
* * *
نهاية الفصل (( التــاسع )) . . .


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس