عرض مشاركة واحدة
قديم 26-11-17, 06:06 AM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

2- الــضحية والجــلاّد * *
لأول مرة منذ وصولهــــا إلى الفيلا تستيقظ وإحسـاس مثير مــن الترقب
يجتاحهــا .
استحمت بســرعة ثم ارتدت (( تي شيرت )) أبيــض اللون وجينزاً بنيــاً
وتناولت ثوب سباحة نظيفـاً وروبـاً قطنياً وضعتهما في منشفة كبيــرة في
حقيبة صغيرة من قماش (( الكانفا )) .
لم يكن لديهــــــا فكـــــرة عمــــا قد تشمله خطة سيرجيو في
هــذا اليوم ,
ولكنها لن تسمح لنفسها بالارتبـاك إن اقترح عليها التوقف فـــي مكان مـا
للسباحة . . كانت تعرف أن فتاة مثلهـــا , لن تقلق بشأن ثـوب سباحة . .
وبكل تأكيــد لا تستطيع التفكير في فتاة من زمرتها القديمــة لا يمكــــن
أن
تـكــــون سعــيــدة مبتهجـة , لعــرض جسدهـــا
أمـــــا سيرجيو دورباريو .
فــي الوقت المحـــدد وصــــل سيرجيو وذلك عندمــــا كـانت
باميلا تحـمـــل
الفطــور إلى الشرفة . . سمعت نادين صوت السيارة , فتقدمت إلـــى
بــاب
الفيلا تفتحه , كان سيرجيو ينزل من سيارة مرسيدس قرمزية مكشوفة . .
فـي تلك اللحظـــــات وقبـل أن يراهـــا . بدا لهــــا
مشغـــول البال , القميص
الأســـود الـــذي يرتديه يلف جسده وسروالـه الأسود يشــتد
علـــى ســـاقيـه
وخصره لأنه كان منحنياً لتناول مفتاح سيارته , كانت ملابسه عـادية وهــي
غيـــر مصممة لجـــذب الانـتـباه , مـــع ذلك أحســـت
بوجــــوده , وبرجولته
وقوته . شعرت بأنه كــان يراجع نفسه في أمــر مـا , فقد تغيــرت
أســاريره
فجأة من التجهم المتحفظ إلى الإعجاب الرجولي الصريح .
ما إن وصــل إليها حتى قال وهو يلف ذراعه حول كتفيها :
ـ لو كـنـت أعلـــم أنك تـبـديـن خــــلابة هكــــذا في
الصباح , لمـــــا أقنعـــني
شيء بالعودة إلى الفندق ليلة أمـــس .
أحنــى رأســــه يحجب عنهـــــا أشعة شـمــس
الصبــــاح فعانقهـــا . عندهــا
تساءلت عمــا إذا كـــان قـــد شم رائحة عطرهـــا كما شمت
رائحة عطره . .
كـــانت رائحته رائحة نظافــة ورجولـة , وأحـــست برغبة
جامحـــة فـــي أن
تلمس وجهـــه الحليق وعنقــه . . لكنهــــا قالت بصـــوت
أجــــش وشـفـتـين
مرتجفتين :
ـ الفطور جاهز . . وصـــلت في الوقت المنــاســب .
نظر إليهـــا نظرة مائلة مربكـــة , أرسلت نبضاتهــــــا سريعة في
عروقهـــا ,
وقال :
ـ هـــذا أمـــر يعتمد على أشياء أخرى . . كنت أفضـــل أن
أصـــل قبــــل الآن
لأراك وأنت كالأميرة هاجعـــة في سبات عمــيق بانتظــار قبلة أمير
الأحــلام .
كـــــان مـن السخــف أن تـــحـس بالاختناق لمجــرد سمــاع
كلمـــات الغــزل .
فــقـد سمعتهـــا فـــي الماضــي كثيراً ولـم تشعــر قـط بأيـة
ردة فعـــل . . فيم
يخــتلـف سيرجيو عـــن سواه ؟
حاولت بســـرعة أن تصـــرف هـــــذا التفكير عنهــــا
وهـي تقوده عبر الفيلا
إلى الشرفة الخلفية .
أحـســت بالســـرور لاعتنائهـــا بمــــائدة الطعام خاصـــة
عندمـا ألقـــى نظرة
إليهــا . كـــانت لفائف الخبـــز بالسكر والحليب ما تـــزال
ســـاخنة , وهــــي
متراصـــة كــــالذهب في السلة . أما صحن مربى المشمش الصغير فكان
في
صحن أخضــر اللون , كـــانت تقصــــد أن يشبه بلونـه أوراق
المــــائدة ذات
المقبض الأخضــر الشاحب التي يستخدمونها في الفيلا .
بعد مرور نصف ساعة وفيمــــا كـــــانت نادين تسكب القهـوة
فـــي فنجــــان
سيرجيو للمرة الثانية فكرت في نفسهــا , أنهما يشبهـــان زوجــين
قديميــن
هادئين . كـــــان يستند إلى الخلف في كرسيه , مسترخيــاً ,
يتأمــــل المناظر
الـــتي تشـــرف عليهــا الشرفــة . وسألته وقد تضــــرج لونها
التقت لينظـــر
إليهـــــا :
ـ ما هي خطتك بالضبط لهذا اليوم ؟ . . أعني , هل أحضر غداءً
للنزهــة أم . . .
ـ بكل تأكيد , إن لم يكن في الأمــر إزعاج . . مع أننـي أعترف , أن
الطعام هو أبعد شــيء عن تفكيري .
اعتذرت نادين تريد تنظيف الطاولة من الصحون الفارغة وكان أن
تركته وحيداً في الصالة الرئيسية .
لم تسمعه يصل إلى المطبخ , وكــادت توقع السكين الذي كانت
تفتح به الخبز المستطيل لتضع فيه الزبدة والمربى , حين ناداهــا :
(( نادين )) .
التفتت إليه ولكن نظرة عينيه حيرتها . . كان يبدو مشغول البال ,
وكــأنما هناك ما يهُمه أكثــر من نزهة اليوم . . وأكمــل :
ـ ربما ليست الفكرة جيدة .
كان يعطيها ظهــره وهذا ما تشكره عليه لأنه حال دون أن يرى ألم
الإذلال في عينيها . . ما الذي يعنيه ؟ أيفكــر مجدداً في رغبته في قضاء
اليوم معها ؟ هل اكتشف أنها ليست تلك الفتاة التي ظنها حين قابلها في
رومــــا ؟
تمكنت من السيطرة على صوتها ليكون هادئاً غير مكترث :
ـ كما تشاء . . مع أننـي ما كنت لأظن أن التردد عادة من عاداتك .
فجأة عادا غريبين . كانت تقصد من وراء كلماتها الأخيرة أن تلذع
وتؤلم , ورأت وجهه يتغير , وعرفت أنهما على وشك الخصــام وكأنما
غيمة سوداء مفاجئة اجتاحت السماء الزرقاء الصافية .
ـ واضح أن هذا ليس عادة ما عاداتك . . هل تتخذين دائماً آراء
متهورة بشأن الناس , أم بشــأن الرجال فقط ؟
كان رده ضربة مؤلمة لها ولكنها عجزت عن الاعتراف بأنهــا لم
تتجاوب من قبل مع أي رجــل كمــا تجاوبت معه .
عاد إلى الصالة , ولحقت نادين به , متأكدة أن اليوم قد افسده
الكـــلام .
أردف يقول : (( أظن أن من الأفضل إلغاء خطتنا لهذا اليوم )) .
توقف أمام صورة موضوعة في إطـار على الطاولــة , تظهر فيها نادين
مع أبيها , ومع أحد أصدقاء الأب القدامى . . اخذ ينظر إلى الصورة
بتركيز حيرهــا . وما استغربته أن عينيه وفمه اجتاحتهما الكآبة , فقالت
لــه :
ـ إنه صديق قديم لأبــي . . إنه . . لقد مات السنة الماضية .
ارتجف صوتها , وعضت شفتها بقسوة . . لم تكــن تعرف الرجل
جيداً . مع أنه وأباها كانا صديقين لسنوات طويلـة . مع ذلك كانت تجد
من الألم التحدث عن موته , فقد كان ضحية عملية اختطاف , وموته
على يد مختطفيه كان العنوان الرئيســي في الأخبار . كانت نادين حتى
الآن تجد صعوبة في إبعاد الرعب المثير عن نفسها , ولكنها لم تخبر
والدها عن خوفها من أن تكون هي أيضاً ضحية اختطاف . وأقنعت
نفسها بخفة أن بعض الناس يخافون العناكب , أما هي فتخاف
المختطفين .
كانت تشك أن مرد خوفها هذا يعود إلى موت أمهــا . . كانت فــــي
المدرسة الداخلية عندمــا ماتت , ولم تعرف بالأمر . ولكن وصول
غريبتين , عرفت فيما بعد أنهما سكرتيرة أبيها ومساعدته الشخصية ,
أبعدتاها عن المدرسة بدون أن تقدما تفسيراً ثم لم تلبثا أن أخبرتاها
بموت أمها وهذا الخبر ترك في نفسها جرحاً لم يندمل حتى الآن تماماً .
أجبرت نفسها على أن تردف :
ـ لقد اختطفه الإرهابيون .
ـ إنها مــأساة !
بدا سيرجيو وكأنه يعني ما يقول ووجدت نادين نفسها , تعود لتحيا
حزن أبيها . ولكنها نفضت عنها هذا بسرعـة . . وقالت :
ـ آه , لا أدري . . أليس هذا ما يجول في خيال الجميع ؟
كان هذا كلاماً مقبولاً بين الزمرة التي عايشتها نادين , وطالما
استخدمت هذا التعبير لتدافع عن نفسها غير عابثة بالاستنتاج الذي قد
يكونه مرافقها عنها , لكنها الآن . . تهتم . وتمتمت بمرارة لو أنها لم
تتفوه بما قالت خاصة عندما رأت نظرة سيرجيو إليها . قالت وصوتها
وعيناها يساعدانها في التوسل ليفهمها , ويسامحها , مساحة لا تسمح
لها كبرياؤها بطلبها :
ـ سيرجيو ؟
تغيرت ملامح وجهه , وطردت ابتسامة العبوس والمرارة القاسية
التي ظهرت عليه , والتوى فمه ساخراً :
ـ يبدو أننــي استيقظت هذا الصباح ومزاجــي ســــيء وربما السبب
أنني
غير معتاد على حرير الفندق . كم تحتاجين من وقت للاستعداد ؟
لم يشر إلى أنه منذ دقائق قليلة كان على وشك أن يلغي نزهتهما ,
ولكن الفرح الذي غمر نادين جعلها لا تذكر له ذلك بل وعدته :
ـ عشــــر دقائق .
وكانت عند قولها . فما هي إلا عشر دقائق حتى وقفت تراقب
بإثارة سيرجيو وهو يضع سلة الطعام في صندوق المرسيدس , ثم يفتح
لها الباب لتصعــد .
كـــان الطـــــريق لهما وحدهمـــــا تقريــــباً , واسترخت
نادين مستندة إلى
ظهـــر مقعدهـــــا مستمتعة بالنسيم العليل الذي يتلاعب بخصلات
شعرها
وراحت تتنشق عبير الريف الهاجع تحت حرارة منتصف الصيف . . مرا
ببساتين الزيتون المعمرة سنيناً قديمة .
وصلا إلى أعلى التلال خلف منطقة الفيلا , فبان البحــر في البعيد
يلمع أزرق لازوردياً ويلتحم بالأفق . جلست نادين على الأرض
وركبتاها تحت ذقنها , تحس بحرارة الشمس وهي تلفح كتفيها . . منذ
نصف ساعة , أوقف سيرجيو السيارة بعيداً عن الطريق , في هذه البقعة
الجميلة المعزولة , وها هو الآن يستلقي إلى جانبها فوق العشب الطري
ينظر إلى السماء . حركت نسمة لطيفة الهواء الساخن حولهما . . كان
يجب أن تشعر بالراحة والسعادة بعد الوجبة التي تشاطراها ولكنها شعرت
بوضوح بكل حركاته حتى دون النظــر إليه .
كن قد انتزع قميصه وبنطلونه , وبقي بثوب السباحة الذي كان
يرتديه تحت ملابسه , ولامت نادين نفسها لأنها لم تحذُُ حذوه وترتدي
ثوب السباحة . أجبرت نفسها على عدم النظـر إليه وفكرت في أن
بإمكانها الذهاب إلى السيارة لتغيير ثيابها , فلا أحد سيراها . . وكأنه قرأ
ما تفكر فيه , فقــال متكاسلاً :
ـ لماذا لا تقصدين السيارة لتبدلي ملابســك ؟
إنها ترغب في هذا . . فلماذا تتراجع ؟ وما هذا الإحساس الغريب
الذي يجعلهــا مترددة في عرض نفسهــا أمام سيرجيو ؟
رفع نفسه على مرفقه ليتأملها .
ـ تبدين وكــأنك إحدى عذارى المسيحيين التي تفضل ثياب الأسود
على أحضان آسرك الروماني . . إنها تجربة جديدة من نوعها .
أبعدت عينيها عنه لئلا يقرأ فيهما صحة تخمينه فهي فعلاً ما تزال
طاهرة . لماذا , وهي التي لم تهتم بهذا من قبل , تحس بالرهبة أمامه ؟
ليتها تملك بعض الخبرة لتستطيع الرد . قست كلماته وهو يردف :
ـ لماذا تبدو البـراءة شركاً مغرياً للرجال متى شهدوها ؟ حين أنظــر
إليك يصعب علي أن أتصور أن رجلاً آخـر قد لمس قدك الرشيق . يا
إلهــي . . لا شك أننــي سـأفقد سيطرتــي على نفســي !
ضاعت وهو يميل إليها يأســرها بين ذراعيه :
ـ ثمة ما ينبئني بأننــي سأندم على هذا . لكننــي لا أستطيع التفكير إلا
بالألم الذي يخز في نفسي ويذكرني بأنني من البشر . . ماذا تتوسل مني
عيناك حين تنظرين إلي هكذا ؟ الإنقاذ . . . أم هذا ؟
عرفت نادين منذ رأتــه أول مرة , أنه رجل يعرف كل شيء عن
الجنس الآخــر . . لكن يبدو أنه أساء الحكم عليها , فضغط ذراعيه
القاسيتين عليها , والرغبة التي لم يحاول كبحهــا , أخافتها بدل أن
تثيراها . وجردها غضب داخلي من كل إحســاس أو إغواء .
ســألت نفسها بوهن وهي مجمدة بين ذراعيه . . لماذا تشعر
بالخوف من التغييرات التي تطرأ عليه ؟ فقاومت لتتحرر منه واجتاح
الذعـر عضلات جسدها أما عقلها وجسدها فكانا يصرخان لها بأنها
حمقاء لأنها سمحت له بالانفراد بها في عزلة تامة . ماذا تعرف عنه على
أي حــــــــــال ؟
وكأنما أحس بمسار تفكيرها , فخفف فجأة من وطأة عناقه وتمتم
معتذراً في أذنها ثم راح يخفف من ذعرها بهمسات رقيقة .
ـ سامحيني (( كارا )) كنت متهوراً , لكن رغبتي فيك أقوى منــي .
رغم كلماته ورغم نظرة عينيه شعرت بأنه يلعب دوراً وكــأنه يتفوه
بكلمات لا يشعر بها , لكن هذا الشعور مات فور ولادته . . ربما
تصورت غضبه . . ربما كان سبب غضبه الرغبة , فهي لا تعرف الكثير
عن الأحاسيس التي تسير الرجال ومن الواضح أنه ليس بالرجل المعتاد
على إنكـــــار رجولته .
أخافتها استجابة جسدها له فحاولت الابتعاد , متمتمة :
ـ يجب أن نعــــود . . فــأنا . .
نظر سيرجيو إلى ساعته , ثم أعاد نظره إلى المنظر أمامهما وإلى
السماء المهجورة , والطريق المهجور . وقال بعذوبة :
ـ ليس الآن .
حين مضت في اعتراضها , تجاهلها ومضى في عناقه لها , فعلقت
أنفاسها بموجة صادمة . وانسل اسمه من بين شفتيها :
ـ سيرجيو . .
قاطعهــا بصوت أجــش :
ـ أعرف . . ولكنك جعلت المقاومة صعبة علي . . صعبة جداً .
كان وجهها قد أصبــح ببياض الورق . . أرادت أن تخلل أصابعها
في شعره , وتشده إلى ذراعيها ولكن الخجــل , وقلة الخبرة أبقياها
متباعدة حذرة . . وما هي إلا لحظات حتى وقف سيرجيو , يجذبها معه
ويقودها نحو السيارة .
لم يكن لديها الوقت للاعتراض . وفيما كانت تنتظره , أدركت أن
سمعه المرهف التقط صوت تقدم اللاندروفر الهابط من التلال
نحوهما . . وقف اللاند على مقربة منهما وقفز منه ثلاثة أشخــاص :
رجلين وفتاة وهم يرتدون الجينز والتي شيرت , ويحملون في أيديهم
رشاشات معلقة على أكتافهم , ومصوبة إليها .
أحست نادين أنها دخلت فجأة إلى كابوس , وراقبتهم بعجـــز
يقتربون منها . . من خلفها سمعت سيرجيو يتحرك , فأحست بالراحة
لأنها ليست وحدها , فالتفتت إليه تشهق باسمــه .
ـ اخرجــا من السيارة !
كانت الفتاة تلقي الأوامــر بكلمــات حادة اللكنة اخترقت ضباب
الرعب الذي غلف نادين . . فتمتمت باسمه مرة أخرى وكـأنه تعويذة
ضد الشر وراحت تتوسل إليه ولكن عينيها اتسعتا وكأنهما لا تصدقان ما
تريانه على وجهه من تعابير حجرية وما تسمعه من فمه :
ـ نفذي ما قـــالت لك نادين .
ـ لكن . . .
ألا يرى أنها لو غادرت السيارة لأصبحت أكثر عرضة للخطــر ؟
آلمتها ضحكة الفتاة الشرسة وهي ترى وجه نادين الشاحب المذعور
أمام ارتبـــاك سيرجيو .
صاحت الفتاة :
ـ انظروا إليها ! إنها لا تصدق حتى الآن . . لا بد أنك قمت بعمـــل
رائع في إقناعها بتقبلك سيرجيو . . إنها حتى هذه اللحظة لا ترى
الحقيقة الحمقاء الصغيرة ! . . سيرجيو شريكنــا وهو لن يساعدك .
نظرت نادين إلى وجهه القاسي وعرفت أن الأمر حقيقـــــي . أدار
رأسه , وعيناه الرماديتان تتفرسان في كل ذرة ضعيفة فيها , وعرفت
بوضوح مرعب , أن كل شيء كان مخططاً له , كل تفصيل ممل , كل
كلمة , كل مداعبة , وهي كالبلهاء وقعت في حبائله . . وليس هذا
فقط , بل أنها حاكت بكل غباء أحلاماً عاطفية بشأنه . . . أوهمت نفسها
بأن شيئاً نادراً , ثميناً , موجود بينهما . . . ودار رأسها وهي تتذكــر كيف
كانت قريبة جداً من تسليمه نفسها . . شكرت الله لأنه وفر عليها هذا
الإذلال النهائي ! تصورته , وهذه الفتاة الزيتونية البشرة ذات العينين
البنيتين , يضحكان على عذريتها الضائعة , وعلى ثقتها التي لم تكن في
محلها , مدت يدها مغشية البصر إلى مسكة الباب , لتنزل من السيارة
ولكنها تعثرت بصخرة ناتئة وكادت تقع لولا ذراعا سيرجيو ولكنها
دفعته عنها دليل كراهية مريرة . . تخبـــئ الألم المرير , تستخدم ألم
خداعه لها لتحويل الألم إلى غضب , تقول بصوت أجــش :
ـ لا تلمسنــي !
ضحكت الفتاة المسلحة للمرة الثانية بسخرية :
ـ آه . . سيرجيو . . لقد أفسدت عليها كل أحلامها الجميلة . ظنتك
تريدها لنفسها , ولكنك في الواقع لا تريد سوى مال أبيها . . ترى كم
من المال سيسارع لدفعه مقابل حريتها ؟ من الأفضل ألا يتأخر . . روما
تحتاج إلى دعم مالي سريع لشراء المعدات اللازمة .
صمتت فجأة تشهق ألماً بعد أن تقدم سيرجيو ليمسك بمعصميها
ويديرها لتواجهه , ويقول بصوت ثابت بارد :
ـ احفظــي لسانك ليديا !
رفعت ليديا رأسها بتحد :
ـ ولماذا ؟ ثمة طرق لمنع صديقتك الصغيرة من تكرار ما تسمعه ,
ولكن هل فقدت إخلاصك لقضيتنا يا صديقي ؟ هذا هو اليوم الثاني
الذي نتواعد فيه هنا .
هز كتفيه : (( لقد تأخرت )) .
لكن رده لم يعجبها , وانضم حاجباها الكثيفان في عبوس شديد ,
وقالت بصوت خطير تنظر إلى نادين :
ـ أخرتك هذه . . سيرجيو . .
قاطعها سيرجيو :
ـ تأخرت في روما . . تذكري أننــي المسؤول هنا ليديا , وأنه من غير
المسموح لك أن تسألــــي عن تحركاتـــي . والآن اصطحبي الفتاة إلى
الآندروفر . . لقد قضينا وقتاً طويلاً هنا .
استقرت فوهة رشاش ليديا في أسفل فتحة قميص نادين , وقالت
ليديا متمتمة من بين أسنان بيضاء حادة :
ـ تعالي . . أنت جميلة ولكن رقيقة . . انظروا كيف ترتجف ! هــذا
الرشاش حساس جداً . . ارتجاف جسدك كاف لــ . .
قاطعها سيرجيو ببرود قاتل : (( لن تنفعنا ميتة )) .
كان قد تغير إلى حد كبير كادت معه لا تعرفه . فقد اختفت
الابتسامة الدافئــة والسحر السهل وحل محلهما الشر المخيف
والقسمات المحفورة حفراً .
لكن ليديا ســارعت لتوافقه الــرأي :
ـ لا نريدها ميتة ولكن والدها سيدفع فدية ابنته حتى وإن شوهناها
قليلاً . لقد أحسنت صنعاً باختيارهــا سيرجيو . . لقد قرأنا كثيراً في
الصحف عن نادين كلايتون , وعن علاقاتهــا ومال أبيهــا . .
التفتت إلى نادين تردف :
ـ سمعنا أنك آتية إلى إيطاليا , فوضعنا خططاً دقيقة وحذرة , قال
سيرجيو إنه لا يصعب عليه كسب ثقتك . . فلديك ضعف أمام الرجال .
صــــاح بها سيرجيو :
ـ توقفي عن إضاعة الوقت ليديا , اصحبوها إلى المزرعة . يجب
أن أعيد المرسيدس وعلي أن أراسل أباها بالتلكس , قد نرى النتائج
بسرعة . . والآن تذكري أن يظهر كل شيء طبيعياً حالما تصلون إلى
المزرعة خشية أن تكون مراقبة .
ـ ومتى تعود ؟
ارتفع حاجباه بسبب العداء في سؤال ليديا المتملك :
ـ لا أدري ! إن عودتــي وقف على موعد انتهاء الأمـــر .
سألته ليديا وهي تدفع بفوهة الرشاش نحو نادين :
ـ وهي ؟
ـ حافظي على الخطة فقط , وحذار الخشونة فلا جـدوى . .
ـ ألأنك لا تريد أن يفسد بشرتها الناعمة شــيء ؟
فجأة فهمت نادين أن ليديا تغار منها . . فما هي علاقة هذه الفتاة
به ؟ أهما عشيقان ؟ صدمها ما شعرت به من ألم ولكن أَلم يقتل اكتشافها
خدعة سيرجيو كل ما شعرت به نحوه وإلى الأبــد ؟
وسمعته يرد :
ـ لا تهمني بشرتها بل الثمن الذي ستضعه لها . كما عليك أن
تعرفي أن علينا أن نملك دليلاً قاطعاً على أنها ما تزال حية لأجل أبيها ,
ولهذا لا أريد أن تُمس شعرة من رأسها , على الأقل في الوقت الحالي .
سأقرر ما يلزم حين أعــــود .
نظر إلى ساعته الذهبية , وأحست نادين بالإعياء الجسدي لمجرد
التفكير في المال الذي يسعى إليه . لقد توقفت عن الوجود كآدمي
بالنسبة له , ولكن هل كانت موجودة بالنسبة له أصلاً ؟ ها قد أصبحت
ببساطة سلعة مميزة . . أما الكلمات التي تفوه بها قبل أن يتركها مع
حراسها الثلاثة فكــانت :
ـ لا تحاولي فعل ما هو متهور . . لدى ليديا الأوامر بإطــلاق النار
عليك إن حاولت الفرار . إنما ليس الأمر أن تقتلك بل أن تجعل ساقيك
أقل جاذبية وذلك بأن تغدوا محطمتين .
صعُب على نادين كبح الذعر , فضحكة ليديا الشرسة أخفتها فقط
رعدة محرك المرسيدس , التي التمع طلاؤها البراق في الشمس قبل أن
تسلك الاتجاه الذي سلكته منذ وقت قصير .
كان هذا إحياء حقيقــي لأسوأ كوابيسها . . هبوط مباشر من الجنة
إلى الجحيم . . . صرخ بها كل عصب بذعر مجنون فقاومت رغبة في
الارتداد على عقبيها للفرار ولكنها تعلم أن فرارها سيكون دعوة سهلة
لرد ليديا الذي ستنفذه بكــــل سرور .
وفيما كانت واقفة تحت حرارة الشمس , أمسكــت الحقيقة الباردة
بكل مشاعرها الضعيفة . . الحب والرغبة سحقا سحقاً رهيباً , أمام رغبة
حارقة في الانتقام . ليس بسبب الاختطاف فحسب بل بسبب الطريقة
التي تم بها الاختطاف , وبسبب الطريقة التي استخدمها سيرجيو
للوصل إلى حياتها , وبسبب ضعفها وانكشاف مواقع تعرضها للخطر
أمامه . لقد استغلها ببرود , وجرأة , وستجعله يدفع الثمن غالباً حتى
ولو اقتضاها ذلك سفك آخــر قطرة دم من دمائها ! استحوذ عليها فجأة
ظمأ للانتقام , محا كل خوف وذعر من نفسها وأعطاها القوة لمواجهة
هذه الوجوه الباردة , ورشاشاتهم القاتلة .
والدها مليونير وهو سبب يبرر اصطيادهم لها , ولكن معظم ثرائه
مرتبط بأعماله , فهو وإن استطاع جمع الفدية المطلوبة , لن تخرج على
قيد الحياة . . فقد قرأت قدرها ومصيرها في عيني خاطفيها . . كم من
الضحايا عانت من الوضع ذاته ؟ وكم منهم أطلق سراحهم ؟ تذكرت
صديق والدها مثلاً . لقد اختطف وقتل . . وهي الآن تواجه خيارين : إما
الاستسلام للذعر الذي ينتشر في داخلها , أو الاحتفاظ بآخر ذرة من قوة
احتمالها لتزعزع ثقة خاطفيها بأنفسهم . إنها الغريزة نفسها التي جعلت
أباها يرتقي من حالته المغمورة نسبياً , إلى المركز الذي يترأسه الآن .
انتشرت في نفس نادين الحاجة القديمة للحياة والبقاء , وكان أن
اتخذت القرار , وهي تسلك الاتجاه الذي أشارت إليه ليديا بسلاحها ,
ولسان حالها يقول : البقاء حية أفضل انتقام . . ! وهذا ما ستتمسك به
فعليهــــا أن تعيش , وستقــــدم للعدالة كــــل من شارك في
ارتكاب هذه
الجريمة بحقها . . أما سيرجيو فسيكون الانتقام ألذ ما ستتجرعــه من
شراب , وراح عقلها يفكـــر بسرعة بحثاً عن وسيلة للهرب , متجــاهلة
صمت البندقيتين المصوبتين إلى ظهــرها .
نهاية الفصــل (( الثانـــي )) . . .


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس