عرض مشاركة واحدة
قديم 26-11-17, 06:12 AM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

7- مـــا قبل المــوت * *
فجأة وقعت أرضاً بقوة ارتجت لها أسنانها , وكــادت تخــرج أنفـاسهــا
من بين رئتيها . كان قد ثبتها إلى الأرض ثقل عظيم فرفعت رأسها
بانهزام مرهق , وحدقت أمــامها إلى النهر الذي ينساب بنعومة بين
ضفتيه .
ـ أيتهــــا الحمقاء الصغيرة !
استلقــت نادين وراحـت تشهــق شهقــــات مزقــت رئتيها
وألقاهـــا
سيرجيو على ظهرها فوقعت وتهدلت ذراعـــاهـا بعجــز إلى جانبيها
وارتجف جســدها كله .
ـ ماذا كنت ستجنين من فعلتك .
ـ الحرية .
كــان ملء الكلمـــة الألــــم والهزيمة . أضـــاء نور القمــر
وجههـا فكــشـف
بقسوة عـــن شــدة عــذابهــا . فجــأة سمعته يشـتـــم
ويلعـن ثــم , ودون أن
تصدق , غمـــــر وجهها بيديه وراح يلثم وجنتيها ورأسها بإلحاح . لم يكـن
في عناقه استكشاف أو عقــاب ساخـــر , بل لمســـات رجــل
جرفــه الكـبـت
الـــذي يفرضــه على نفسـه بقسوة شديدة وكـان أن تصرف بعفوية
ملحــة .
تســلل القمــر من وراء سحابة واستطــاعت نادين سمــــاع همسات
النهــــر
الخافتة ونغمات الليل الهادئة , وســـرى تذمـر صاخــب في داخلهــا
وحاجــة
ماسة إلى تجـربة مباهـــج الحياة كلهــــا قبـــل أن يفوت الأوان .
فإذا كــــان
الموت قادماً لا محالة فلم لا تختبر الحياة أولاً . . فجــــأة فقدت كــل قدرة
على المقاومة فقد بدا لها أن القدر وضعها في طريق سيرجيو وكأنما هذا
أمـر مرتب منذ زمن بعيد بحيث لا يمكنها الحؤول دون وقوعه .
رفعت ذراعيها إلى كتفه . . لم يكن في لمسته أي تردد , بــل لمسة
رجل لم يعد عنده شيء آخـر مهم . أما نادين الجديدة التي ولدت في
لحظات الهزيمة بعد محاولة الفرار فلم تشعر إلا بالإثـــارة التي كانت
تبعثها إليها نظراته الواضحة تحت ضوء القمر وازداد الصمت رهبة
حولهمـــــــــــا .
وجذبها إلى ذراعيه يحتضنها فتساقطت حواجز الـخجل بعيداً . كـــــان
في تجاوبها العاصف ما يدفعها إلى الارتواء بعمق , من كــأس الحياة
الذي تعلم أنه على وشك أن ينتزع عن شفتها قبل أن تتذوق شراب
الحب المــر الحلو .
سمعته يتمتم : (( لمــاذا ؟ لمـاذا الآن ؟ )) .
عرفت ما يعني , ردت بكــل صدق .
ـ ربما لأننــي أريد اختبار كل ما تقدمه الحياة قبل أن يفوت الأوان .
أحست به يتجمد وينظر إليها في الظلام , ثم يدير وجههــا إلى نور
القمــر بحثاً عن شـــيء مــا .
ـ أظننـي سمعتك . . ولكن , كرري ما قلت لأتأكــد فقط من أننــي لا
أتوهم .
وكررت قولهــــا وحينما أنهت كلامهــا ران صمت رهيب .
ثم قال سيرجيو بصوت خفيض : (( وهل أنت حقــاً عذراء ؟ )) .
ـ وماذا إن كنت ؟
تنهد , ثم استقــــام مديراً لها ظهره , بحيث لم تتمكن من قراءة تعابير
وجهه . . ثم قال متجهمـاُ :
ـ الآن , وقد سمعت كل شيء , أشعــر بأنك لست كاذبة . أهذا حقــاً
ما تريدين ؟ لقاءً عابراً مع رجل لا تعرفينه ؟ إن كان الأمـر كذلك فلماذا
لم تسعـي إليه من قبل ؟ لمـاذا الآن ؟
ردت بمقدار ما استطاعت من هدوء .
ـ لأنك معـي , هنــا .
لم يكن هذا هو رد الفعل الذي توقعته . . كــان سيرجيو يلقي عليهــا
دروساً وكأنه أب حانق , فاستوت جالسة أيضاً . فرد عليها بخشونة :
ـ وهذا هو الحال بالنسبة لبيدرو ولينو . . أتقولين إنهما قد يفيان
بالمراد أيــضاً .
أرادت أن ترد بالإيجاب , ولكن الكذبة لم تخرج من بين شفتيها .
والتفت إليها سيرجيو يتفرس فيها وهي تهز رأسها بصمت . .
وضع يديه على كتفها ونظر إلى وجهها : (( نادين )) .
كانت المرة الأولى التي يتفوه اسمها بهذه اللهجة , وهذا ما أضاف
تأججاً إلى مشاعرها لم تستطع تحمله .
ـ قد تكونين بريئة ساذجة , ولكنك تعرفين أن الإنسان في مثل هذه
الظروف , يتصرف بحرارة واندفاع مجبراً مشاعره وموجهاً إياها إلى
طرق لا تسلكها عادة . وهذا مـا حدث الليلة .
صمت ثم ابتسم قليلاً باحتقار . فتألمت من الإحسـاس بالنبذ
والهجــر , فتمسكت بــشيء من كرامتها وقالت تحاول تجنب عينيه :
ـ إن كنت لا تريدني , فلماذا بدأت بمغازلتـــي أصلاً ؟
رد عليها بقسوة :
ـ أردت امرأة تساويني خبرة ومعرفة ولم أرد طفلة صغيرة تريد أن
تختبر مـشاعر جديدة . يجب أن تشكريني فبهذا ستتمكنين من الحفاظ
على نفسك للغرض الذي كنت مصممة عليه منذ البدء , قدسية الزواج .
ردت بمرارة :
ـ وهذا ما لن يحدث . ولكننــي لم أكن أدخــر عذريتي للزواج .
ـ لا ؟
أغضبتهـــا سخرية الكلمة : (( لا )) .
ـ إذن لمـــاذا أو لمـــــن ؟
أرادت عدم الرد , ولكن شيئاً في أعماقها عارض ترددها كشــف
أفكارها ومشاعرها الخاصة . . وهكذا ردت بصوت خفيض .
ـ ادخر نفسي لمن أستطيع احترامه , لمن يملك المشاعر التي
أملكها له , لمن أستطيع أن أشاركه فكــري وروحي وجســدي .
رد سـاخراً :
ـ شقيق روح . . . ولكن الحقيقة في النهاية أوصلتك إلى أبعــــد من
هدفك , أو مثالك الأعلى , وكان سيحصل لولا وقوفي عند حدي .
أوه . . هيا الآن لا تقولي إن قلبك الطــاهر يراني العاشق المثالي . . أو
الفارس الأبيض .
كانت سخريته لاذعة , فردت بمرارة :
ـ الحاجة تربح وتسيطر حينما يقودها الشيطان , خاصة عندمـــــا
تواجه . .
ـ خيارين أولهما الذهاب إلى القبر عذراء , وثانيهمـــا القبول بـي
ويبدو أنك اخترت الخيار الثاني . أمن المفترض أن أغتر بنفسي بسبب
هذا ؟ إن كنت تتوقعين هذا , فأخشى أن أخيب أملك . . والآن أقدم لك
نصيحة : في المرة القادمة عندما تستجيبين فيها لرجل في سبيل التجربة
فاصنعـــــي معه معروفاً واكتمــي عنه ســرك .
ـ سيرجيو !
برزت ليديا من بين الأشجــــار وهي تنادي سيرجيو التي التفت إليها
وهو يساعد نادين على الوقوف . .
صــاحت الفتاة الأخـــــرى .
ـ آه . . هذا أنت . . ظننا أن شيئاً ما أصابك , لقد تأخرت .
أكـــــد لها بطريقة أثارت الألم في قلب نادين :
ـ لا , لم يحدث شـــــيء .
صحيح . . لم يحدث له شيء أما لها فحدث الكثير . الرفض أمــر لا
يطاق خاصة إن كان الرافض رجلاً أقسمت على أن تكرهه وتنتقم منه .
بدأت تسير حائرة ضائعة في متاهات المشاعر . كان نسيم الليل
البارد يضرب بشرتها وراحت المشاعر التي اختبرتها بين ذراعي سيرجيو
تخبو حتى صعُب عليها أن تصدق أنها تصرفت فعلاً كما تصرفت أو أنهــا
استجابت له بمثل تلك الطريقة , مع ذلك ففــي أعماقهــا إحســـاس
ضئيل
بالنــدم . . أرسلت التفكـــير المؤلـــم إلى زوايا النسيـــان ,
ودخـلت إلــى
المنزل متجهة إلى غرفتها . ولكنها شعرت بحدة نظرة ليديا السوداء التي
تكــاد تكــون ملموســة تقريباً .
سمعت الإيطالية تســأل سيرجيو :
ـ حتام سنبقى هنا ؟ لا شك في أن صبرهم ينفذ في رومـــا . لم نتأخـــــر
قط في إنهاء مهمــة مــــا .
رد سيرجيو :
ـ لا . ولم تكونــي قط قريبة من الاعتقال كمـــا كنت في المرة
الماضية بسبب الأمـر الغبي الذي ارتكبته بقتلك جورج آدمز . . فهذا ما
أفقـدنا فديته أيضــــــاً .
ـ كان رجال الشرطة يقتفون أثرنا , وبما أنه شــاهدنا وعرف وجوهنــا
جيداً خفنا أن يكشفنـــا .
كانت الأيام قد اتخذت روتيناً رتيباً . كانت نادين تعمل في الحقل
بعد الفطور مباشرة وذلك تحت مراقبة آسريها . . وكان سيرجيو
يتوجه يومياً إلى البلدة القريبة وكانت ليديا ترافقه أحياناً أو أحد الرجلين
في أحايين أخرى . تعلمت أن تقنع نفسهـــا أن الألم الذي تشعر به كلما
رأته مع ليديا لا يعني لها شيئاً . بل كيف تُـــكــن له أية مشاعر بعدما أذلها
وخــان ثقتها . آلمهــا جسدياً ونفسيـاً عن قصد وعمــد .
اليوم , كانت السحب السوداء تظلل الأفق مهددة بقدوم المطر ,
ومع تقدم الوقت انخفضت درجة الحرارة وكان الجو الخارجي يوتر جو
المنزل أيــضــاً .
فأعصاب أفراد العصابة متوترة , ليديا تصيــح بـ بيدرو و بـ لينو .
و بيدرو يكـــــاد لا يستجيب , أما لينو فــأمسكهــا بذراعهــا
بقسوة وهزهـا
بعنف , فجذبت ليديا نفسها منه , وازداد التوتر بينهما . في هذا الجــو
العاصف أحست نادين بأن الجرح يؤلمهــا لأول مرة . كــــــان قد التأم
تماماً , ولكنها كانت تعرف أن هناك ندبة خفيفة تحت صدرها تذكــرها
بمـا حدث وكـأنهـا بحاجة للذكرى .
ذهب سيرجيو إلى البلدة , وبــدلاً من تحمـــل جو المنزل خرجت
نادين تتمشى خارجاً فلحق بها بيدرو الذي اتكــــأ على اللاندروفر الثاني ,
وراح ينظف بندقيته , ويراقبهــا بصمت . فكــرت بخبث وهــي تسير على
الممــر المغبر باتجاه بستان الزيتون : ما أسرع ما يتكيف الفكر البشري .
إنها الآن لا تستغرب رؤية السلاح ولا تشعر بالصدمــــة بسبب الأســر .
في البستان , تغلبت عليهــــا الأفكـــار التي راودتها طوال اليوم .
لمـــاذا
لم يتصل والدها حتى الآن بالعصابة ؟ هل الأمــر ببساطة أنه يجد صعوبة
في جمع مثل هذا المبلغ الضخم ؟ أم أن ليديا على حق في أنه لا يهتم
باستعـــادتها ؟
ترقرقت الدموع في مآقيها , ولكنها لم تتركهــا تنهمر . . عليها أن
تتمسك بفكرة أن والدها يحبها . . ولكن التقصير في الاتصــال من جهة
والدها يؤثر في الجميع , وليس فيهـــــــا فقط . فقد انفجرت ليديا في
وجه
سيرجيو مســـــاء حين عاد :
ـ إنه يتلاعب بنا , وأنت تشجعه سيرجيو . . كلمــا مر يوم ازداد
الخطر في أن ينكشف أمرنا . يجب أن نغادر هذا المكان .
قطب لينو بغضب في وجــه ليديا .
ـ لا . . . ! إن غادرنا هذا المكان لفتنا الأنظـــــــار إلينا . . يجب أن
نكمــل
الطريق الآن .
صـــــاحت ليديا :
ـ ولكننــا لا نستطيع البقاء هنا إلى ما لا نهاية . . يجب أن نفعــل
شيئاً , فالسير برادلي يحتاج إلى ما يذكره بالخطر الذي يهدد حياة ابنته .
خافت نادين من التهديد بتشويهها . عندما سمعت هذا التهديد فـــي
المرة الأولى ارتــاعت وجعلها الرعب تحــــاول الهرب يأســاً ولكن هذا
التهديد لم يتكرر منذ ذلك الحين .
رد سيرجيو وقد بدا عليه الحزم .
ـ لا ! قلت لك أن لا , مرة . ولا أعتقد أن السير برادلي يتأخــر لدافع
سـري . . إن تجميع مليــون جنيه لـيس بالأمــر اليسير حتى على
الأثرياء خاصة إن تمت العملية بسرية . طلب مهلة , وأنــا أوافق على
منحــه هذه المهلـة .
هل غضب لأن ليديا لا تنفك عن التذمر ؟
صـــــاحت ليديا :
ـ ولكننا نعرض أنفسنــا للخطــر بالانتظــار طويلاً .
انتقدها سيرجيو غير عابئ بنظراتهــا الغاضبة :
ـ أنت لا تفكرين بطريقة منطقية . إن اتخذنا الخطــوة التي تقترحينهـــا
فلن يتردد السير برادلـي في الاتصــال بالشرطــة. نحن لا نتعامل مع غبي
ليديا .
ـ وماذا يقولون في روما ؟ لا أخــالهم مسرورين منك سيرجيو ؟
ـ بل على العكس لديهم نظرة واقعية تفتقرين إليها , (( كارا ميا )) ( يا
عزيزتي ) وهم قانعون بترك الأمور بين يدي . ولكنــني أرحب أن تتحدثي
إليهــم لو شـئـت .
جعلت النظرات القلقــــة المتبادلة بين ليديا و لينو و بيدرو نادين
تتساءل ما إذا كان تجهمهم على قيادة سيرجيو قد سبق تخطيطهـــا . .
ولاحظت أن هناك تغييراً في الولاء داخل العصابة , بتكتــل ليديا و لينو
و بيدرو معاً . . أعلن سيرجيو ما صدم الجميع :
ـ يجب علي الذهاب إلى روما على أي حــال . . وأثناء غيابي لا
تفعلوا ما يجلب علينا الخطــر وحينما أرجع نناقـش الأمور . وإن تجاهل
أي منكم أوامري فسيواجهني شخصياً حين أعود . . فهل هذا واضح ؟
استغربت نادين من جديد قدرته في السيطرة عليهم . أرادت لبرهـــة
أن تتوسل إليه ليصحبها فهي تخشى البقاء بمفردهـــا مع الآخرين . .
ولكن ما الفائدة ؟ تعرف أنه سيرفض , ولكن أليس هو أيضاً كريهاً
كــالآخرين ؟ لا فرق بينهم إلا في شــيء واحد وهو أن سيرجيو يملك
سيطرة على مشاعره وردة فعله .
بعد نصف ساعة , رحـل . فقامت نادين بمهمتها العادية في الحقل
تحت مراقبة بيدرو الذي راح يلقي محاضرة شرسة عن شرور
الرأسماية ولكنها تجاهلته وتجاهلت خطابهم العظيم . في البدء كــانت
تصغي باهتمام , على أمــل أن تفهمهم ولكنهـا وجدتهم عميان لا يرون
أخطــاء معتقدات منظمتهم .
كانت قد خسرت بعض الكيلوات في سجنها القصري . وكــانت
بشرتها قد لوحتها الشمس وباتت الآن أشد اسمراراً وبما أنه مضى عليها
زمن طويل لم تستخــدم فيه أدوات التجميل اعتادت على مظهرهــا
بدونهــا .
كــــان شعرها المجزور قد طــال قليلاً , وانتشر حول وجهها بطريقة
جميلة فقد أظهرت الخصلات الفاتنة جمــال عينيها الكبيرتين .
ـ أنت هنا للعمل لا لأحــلام اليقظة !
لم تشاهد ليديا وهــي تتقدم , فســـارعت تستقيم واقفة بألم .
أمــــــا
الإيطالية فدنت منها بخطوات واسعــة , وإحدى يديها على خصرها
بعدوانية والأخرى على البندقية .
وتابعت بحقــد :
ـ قد تخدعين سيرجيو و ولكنك لــن تخدعينـــــــي . . تأملين من
رمــي
شباكك عليه أن يلين فيساعدك ولكنك لن تنجحي , فهو لن يجرؤ حتى
وإن أراد إسداء مــعروف لك . فالمنظمة لا تتســامح مع الخونة , لـئـلا
تخــالي نفسك ذكية . واعلمــي أنه سيأخذ ما تعرضينه عليه دون أن يقدم
لك خــدمة . حين يعود سننفذ الأمور على طريقتنا . أتظنـــين أن جســدك
قادر على أن يســحــره ؟ لا يا عزيزتي بل سترين العكس . من الأفضل أن
تدعــي الله حتى يجمع والدك المــال قريباً . . . ولا تخدعـــي نفسك
بــأن
سيرجيو يهتم بك , إنه يكرهك ويكــــره أمثالك . . وهذه حـــالنا جميعاً
.
ـ أنت تقولين هــذا بسبب الغيرة !
قالت كلماتها بتهور , ولكنهــــــا تعلم أن تخمينها وقع في محــله وأن
ليديا , وخــلافاً لكـــل منطق , تغـــــار منها .
ردت ليديا تفح فحـــــاً :
ـ أنت كــاذبة ! سيرجيو يقبل بك لأن عينيــك تتوســلانـه , إنه
رجــــــل
ولكنــك بالنسبة له لست إلا جســداً !
أخذت نادين تفكـــر في كلمــات ليديا . وتســاءلت عمـــا
كــانت ستفعلــه
ليديا لو قالت لها الحقيقة , حقيقية رفض سيرجيو لهـــا . سيرجيو . .
لماذا يحتل هذا الحيز من أفكـــــــارها ؟ حــاولت التركيز على والدها
وما
يفعله عادة في يومه , متسائلة عما يشعر ويفكر في هذه اللحظــــات . . هل
يفكــر فيها ؟ أندم لأنه لم يلجأ إلى الشرطــة ؟ أم أنه خــائف من أن
يعرضهـا
للخطـر إذا أخبرهم ؟ ترى كيف سيجمع المــال ؟ تعرف أنه لا يملك مثــل
هذا المبلغ نقداً وجمعه يعنــي التخلــي عن بعض ممتلكاته وربمــا عن
اللوحــات الثمينة التي جمعهــا بشغف طـوال سنوات , أو التحف الأثرية
التي اشترتهــا أمهــا . . وقد يبيع أيضاً أسهمه في الشركــة وهذا ما لا
يستطيع تنفيذه بــدون أن يثير الريبة ؟
انفجرت العاصفة المنذرة تلك الليلة . . كــــان الرعد والبرق يطغيان
على السماء . . قصدت نادين فراشها وهي تشعر بصداع شديد فقد
كانت مسرورة لأنها ستتحرر من لينو الذي كــان ينظـر إليها نظرات رغبة
طوال الأمسية , وأحست بأنها معرضــة للخطـر بدون وجود سيرجيو الذي
كــان يحميها من رغبات هذا الرجــل .
أتى الفجــر حاملاً معه صفاءً نظراً وسمعت نادين صفيـــر بيدرو فـي
الأسفل , وجاءت ليديا تطلق سراحها بدون أن تحمــل إليها الماء
المعتاد . وعندما ســألتها نادين عن ذلك ردت بلؤم وخبث :
ـ ما الأمــر ؟ ألا تظنين أن سيرجيو لن يرغب فيك إلا إذا كنت نظيفة
زكية الرائحة ؟ سيرجيو رجــل ويفضل امرأة حقيقية على سخيفة
مدللة . . حبيبة أبيهـــــا !
مع مرور الأيام كانت درجة خوف الخاطفين من انكشــاف أمرهم قد
انخفضت , وأصبحوا أقل حذراً في السماح لنادين بالحرية . . سألت
ليديا ســاخرة حين سد بيدرو على نادين الطريق إلى الباب :
ـ وإلى أين قد تذهب ؟ دعهــا تخرج ثم راقبها من هنا , وإذا حــاولت
الهرب أطلق الـــنار عليهـــا .
لم تخطئ نادين في الظن بأن المرأة تطلق التهديد جزافاً . كــــان
النهر يجتذبها , مع أنها لم تكن مستعدة للاعتراف بالسبب . وقفت
تراقبه لدقائق عدة . . ثم خلعت البلوزة والجينز , وســارت إلى المــاء
تخوض فيه فشعرت بالمتعة والانتعاش به , مع أنها هذه المـــرة راقبت
الضفة بحذر , ولم تبق وقتاً طويلاً في الماء . . لم يكن معها ما تجفف
نفسها به , لكن الشمس ستجفف بسرعة ملابسها الداخلية . . كــانت
تشاهد بيدرو من بعيد يراقبها من المنزل . . لكن ملابسها الداخلية
كانت محتشمة أكثر من ثوب سبـاحة . . في الواقع . . وفي مثل هذا
الوقت من النهار يذهب لينو عادة بالسيارة إلى البلدة ليشتري مـــــا
يحتاجون إليه . . كــان أحدهما يذهب بانتظام بضعة أيام إلى البلدة .
حين عادت من النهر إلى المنزل , كــان اللاندروفر متوقف فــــي
الخارج , ولكنها لم تجد أثراً للـينو ولأنها خالته في حقل العنب دخلت
إلى المنزل المظـــلم .
فجأة امتدت يد تحيط بخناقها وتكاد تزهق أنفاسها . كانت أنفاس
الرجل مشبعة برائحة الثوم الممتزجة برائحة العرق .
ـ لا تقــاومــي !
ثم امتدت يده الحرة لتنزع أزرار قميصها بعجلة من مكــانها ,
وكانت تشاهد الرغبة المشتعلة في عينيه فعرفت أنه كمن لها متعمداً . .
كل الخوف الذي مر بهـــــا في السابق لم يكن شيئاً بالمقارنة مع الخوف
الذي تحسه الآن . كانت كل عضلة في جسدهـــا تصرخ محتجة وكــانت
عيناها مذعورتين .
قاتلته نادين كطفلــة متوحشة وقعت في فخ . راحـت أظافرهــا تمزق
وجهه , ولكن ضرباتها على ما يبدو كانت تسلية . . كانت رائحته ,
عكــس رائحة سيرجيو النظيفة , تشبه رائحة حيوان متوحش نتن .
شعرت بالغثيان الشديد كلما لمست يداه جسدهــا , وعبر ضباب
ذعرها وخوفهـــا سمعت صفق باب ثم صوت يصيح :
ـ لينو . . ارفع يديك عنهـــا !
إنه سيرجيو ! وتنفست الصعداء لكن لينو الذي جن بــجنون الرغبة
رفض الانصيـــــاع لأوامر سيرجيو .
ـ قلت لك دعهــــــــا !
دفع لينو نادين بيد متوحشة إلى الأرض صائحاً :
ـ وأنا سئمت أوامرك !
وظهرت سكينة حـــــادة تومض شراً وراح يتقدم إلى سيرجيو . تلاشى
خوف نادين على نفسها أمام خوفها على سيرجيو . . كان غير مسلح
وعرفت دونما الحاجة إلى منطق أن ليديا و بيدرو لن يقدمــا يد المساعدة
لـ سيرجيو وأن ما يحدث الآن أمامها يتعدى مســألة رغبة لينو فيها أو
اعتراض سيرجيو عليه . .
ارتعدت فرائصها وهي ترى تلاحم المتخاصمين . رسمت ذراع
لينو في الهواء قوساً سريعاً وهو يوجه السكين إلى الأسفـــل .
أغمضت نادين عينيها , وشعرت بجرحها ينبض ألمــاً وخوفاً مما قد
يوقعه هذا النصل اللامع . تبع هذا صوت تصادم شديد , فتأوهت بألم
ثم فتحت عينيها وراح قلبها يخفق رعباً لما شاهدته .
كان لينو مـــلقى على الأرض تحت أقدام سيرجيو , والسكين بعيدة
عنه قليلاً . كـان سيرجيو يتنفس أنفاســــاً ثقيلة ورأت جرحـــاً صغيراً
ينزف من خـده . مســــح الدم بنفاذ صبر بيده , قبل أن يمرر أصــابعه
في شـــعره الأشعــث وعندمـــا صـــاح كان أبرد من قطعة ثلج من
شدة
الغضــــب :
ـ بيدرو ! ألم أطلب إليك مراقبة لينو ؟ أمــا أنت لينو ألم أحذرك ممــــا
قد يحدث لــو . . .
صــاحت نادين :
ـ سيرجيو , احتـرس !
كـــانت قـــد شـاهــــدت أصـــابع لينو وهــي
تمتـــــد إلى الســـكين , ولكــن
سيرجيو سبقه إليها , ورفسها بعيداً وهو يشتم بوحشيـة . . وعيناه تسودان
من القــسـوة . أمسك لينو من قميصه يــشـــده ليقف .
ـ يجب أن أضـــربك حتى أنخـــــر عظــامك .
صـــــاحت ليديا معترضــة :
ـ لم تكن غلطــة لينو . . كانت تثيره , وتشجعــه . . .
لم يحدث ذلك ! إنهــا تكذب ! .
تألقت الجملة في عقلها , ولكنهـــا لم تستطع نطقهـــا لأن الدنيا دارت
حولهـــــا ملتهمة كــل الواقع , مغرقة إياها في كـــــابوس مظلم .
نهاية الفصل (( الســابع )) . . .


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس