عرض مشاركة واحدة
قديم 26-11-17, 06:40 AM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

1 -الانكليزية الباردة
شدت راوينا قبضتها علي المشتريات المتنوعة التي تحملها بين يديها و راحت تشق طريقها صعوداً على السلالم المفضية إلى شقتها .
كان الانزعاج و العبوس باديين عليها بسبب تعطل المصعد مرة أخرى.
وهذا ما لا تواجهه في مدينة عالمية كبروكسل التي هي مكان عملها حالياً فلو حدث في بروكسل ما يحدث هنا الآن لسارع المسؤولون إلى حلها ، وفي الواقع الخدمات التي تقدم هناك قد تصل إلى درجة الدلال ، و كيف لا يكون ذلك والخدمات إنما تقدم للنخبة الراقية من وزراء السوق المشتركة و سكرتيراتهم .. و هلين احداهن .
ما إن بلغت باب شقتها حتي حلت البسمة مكان عبوسها ، وقالت لنفسها و هي تفتش عن مفاتيحها " يا لي من محظوظة لأنني وجدت وظيفة كهذه ، أجد فيها المتعة بدل الرتابة في بعض الأعمال .. فالجهد للوصول إلى أعلى سلم العمل السكرتاري هو تحد مثير و ليس بنزهة رتيبة كما يظنها بعضهم ! " ترددت لحظة .. فقد التقطت أذناها نغماً مخنوقاً يأتي من خلف الباب المقفل .. هناك من يدير اسطونتها المفضلة أوه.. ليس هوارد ثانية .
فتحت الباب و دخلت بسرعة ، ثم وضعت ما بين يديها من مشتريات في الردهة و أسرعت إلى غرفة الجلوس متسائلة .
- مرحبا أختي !
----------------------------------------
لوح هوارد بيده متكاسلاً ، و لكنه لم يحاول إزعاج جسده النحيل الممدد بالعرض على المقعد ذي الذراعين ، وتابع تلويح ساقيه في الهواء مع النغم الموسيقي .
تقدمت لتطفئ جهاز الاسطونات دون أن تزعج نفسها بالرد ثم استدارت بسرعة لتواجهه :
- لم انت هنا هوارد .. أعرف أنك تعمل في مكان ما في براري اسكتلندة ؟
اطلق ضحكة مستهترة صغيرة ولكن نظرتها الثاقبة التقطت عدم ارتياحه .
- تحسيناً لمعلوماتك الجغرافية قومي بجولة في الجزر البريطانية عوضاً عن التسكع في " مناطق غربية " صحيح ان دمفري شاير في اقاصي الغابات ولكنها ليست في البراري الاسكتلندية الشمالية ، بل هي على رمية حجر من الحدود الانكليزية .
ردت بجفاء :
-هلا زدتني و اخبرتني بما حصل لوظيفتك .
صعد سؤالها المركز الاحمرار إلى خديه فراح يمعن النظر فيها بشئ من الاضطراب ، وكأنه يتسأل أي مدى سيجرؤ علي اختيار صبرها معه .. فأخته غير الشقيقة رغم محبتها له بدأت مؤخراً تظهر له نفاذ صبرها منه بسبب تنقله الدائم من عمل لآخر . و أخيراً قرر تبني دور الولد الضائع الذي لم يفشل يوماً في كسب عطفها .
- بصراحة يا أختي ، لم تكن وظيفة ، بل سجن .. فقد كان رب عملي السابق طاغية يحمل عقلية القرون الوسطى . عقلية اسلافه الذين كانو يمكلون الخدم و الأتباع و يخضعونهم لإمرتهم و طاعتهم ممارسين عليهم السيطرة المطلقة الكاملة . المركيز كالدونيان ، إيرل روزمور ، هو رجل كريه شرير يحجب نفسه عن المجتمع الحديث كما كان أجداده يحمون أنفسهم من أعدائهم . فالخدم يقومون بدوريات على حدود أملاكه ، لإبعاد الغرباء غير المرغوب فيهم . ومع أنه مجبر لأسباب اقتصادية ، على فتح أبواب حصنه وأراضيه للعامة و لكن التواريخ و المواعيد تنفذ بدقة لئلا يكون هناك خطر أن يواجه العامة من الزائرين . أما حقوق موظفيه فهو يصرف النظر عنها بإشارة من إصبعه و أما يكون للموظف حياة خاصة ، فهذا امر بعيد المنال لا مجال البحث فيه! ، فلموظف الذي يدخل عتبة داره ويصبح في عداد الساكنين فيه ، حُكم عليه بحياة عبودية يحاسبه الماركيز على أدق تحركاته ، ويتوقع منه أن يكون ممتناً للهواء الذي يتنفسه تحت سقف إحسان السيد للمسود .
قالت راوينا محتجة لأنها تعرف مدي ميل شقيقها للمبالغة :
-ليس هناك من هو سيء إلى هذا الحد .
-ألا تصدقين قولي ؟ !
حين هب واقفاً وعلى وجهه السخط ، أحست أنها مجبرة على تصديقه لأن أخاها لا يستسلم عادة إلي نوبات غضب عفوية بل على العكس فطبيعته باردة خاملة إلى درجة كانت تتوق معها إلي هزه غضباً .
قال متهماً :
-انت لم تصدقيني يوماً حتى و نحن صغار ، كنت تميلين إلى تصديق أخصامي على تصديقي . وليتك تحكمين علي الوقائع بنفسك ..لو سافرت إلى اسكتلندة و سألت عن املاك كالدونيان لقيل لك ما قيل لي " اوه ! انك تسألين عن بيت الطاعون الأسود !"
حين انفجر غاضباً ، غاصت في المقعد امامها محاولة التفكير في الموقف ... كانت فرحتها بالعودة إلى الوطن قد تلاشت بفعل قوله مع أنها منذ أشهر وهي تتطلع للعودة إلى شقتها التي أسستها بحب لتكون منزلاً لها ولأخيها الأصغر منها .. لم يكن قد بلغ الخامسة عشرة حين توفي الله والده و والدتهما التي ماتت قبل زوجها بأشهر . أما هي فكانت في العشرين ، فتاة متشبثة بأعتاب الحياة ، في حوزتها شهادة سكرتاريا و في قلبها توق للخطو إلى عالم العمل يومذاك نصحها زوج أمها :
-لا تتمسكي بأول وظيفة تعرض عليك . تمهلي و انظري إلى ما حولك ثم اختاري بحذر .
------------------------------------
ولكن الظروف في النهاية حكمت أن يكون الراتب في الطليعة اهتماماتها . فمع وجود أخ غير شقيق في الخامسة عشرة من عمره و مبلغ قليل من المال بل اقل من قليل كان قد ترك لهما ، لم تستطع الانتظار لتختار.
اسندت رأسها إلي ظهر المقعدها ، تنظر ببطئ إلى ما يحيط بها . في غرفة الجلوس هذه أثاث كانت قد عمدت خلال سنوات إلى شرائه أما المقاعد البيضاء الباهتة الثلاث فمن الأشياء القليلة التي بقيت لها من منزلها القديم . وأما السجادة البنية ، الطويلة الأهداب ، المرقشة بلون عاجي ، فكانت تبذيراً كبيراً ، و تذكر أنها اشترتها بالتقسيط لمدة سنتين شعرت بالذنب لأن زوج أمها و أخاها لم يوافقا على مبدأ التقسيط . ثم تدريجياً مع ازدياد راتبها ، أضافت بعض اللوحات المختارة إلى جدران الشقة العادية ، وهذه الستائر المخملية الفخمة إلى النوافذ ، و مؤخراً ، بعدما أصبح السفر إلى أوروبا جزءاً من عملها ، اشترت قطعاً فخمة من البورسلان و الزجاجيات ، و مجموعة من أشياء غير عادية اعجبتها .
أجفلها صوت هوارد الذي انتشلها من أفكارها :
-آسف لأنني صرخت في وجهك يا أختي .. أنا فظ أناني . أنت دون شك تعبة بعد رحلتك . اتودين أن أحضر لك العجة و بعض السلطة ؟ لن أتاخر أكثر من عشر دقائق .
أنها تسامحه دائماً كلما ابتسم لها ابتسامة تشجيع أو لوى رأسه بهذه الطريقة:
-شكراً لك هوارد سيكون هذا رائعاً . فلنحضر الطعام معاً . سأحضر السلطة ، أما أنت فتقلي البيض و بهذا نجد وقتاً لنتابع اخبارنا .
كان كلما تحرك احداهما في المطبخ الصغير دفع الآخر بمرفقه .. و لكنهما كانا مسرورين لأنهما معاً مرة أخرى بعد ستة أشهر من الفراق .
-كم ستمكثين هذه المرة ؟
- ثلاثة أشهر ، فلم يكن رب عملي السير دوغلاس على ما يرام مؤخراً ، وقد نصحه الطبيب بأن يأخذ عطلة طويلة . كنت مستعدة للاستمرار في العمل عوضاً عنه حتى يعود ، ولكنه و اللايدي ليستر ، رأيا أنني بحاجة إلى الراحة بمقدار حاجتهما إليها، ويجب ان اعترف انني لم اجادلهما في هذا .. فلقد كانت حياتنا مرهقة في الأشهر الماضية ، فقد تركت اللايدي ليستر منزلها لتهتم ببعض الشؤون العائلية فاضطررت لتمثيل دور المضيفة في مناسبات اجتماعية عديدة كان من العسير إلغاؤها . فما رأيك بالعمل المضني طوال النهار ثم الاهتمام بالجانب الاجتماعي حتي ساعات الصباح الاولى ، كنت أشعر بالإعياء التام لذا تطلعت شوقاً إلى الراحة و الاسترخاء في شقتنا ، ورغبت في زيارة الأصدقاء ، و الإخلاد إلى النوم قبل العاشرة كل ليلة .
نظر إليها بقرف :
-يا إلهي .. ما هذه الطريقة لقضاء عطلة ! هذا البرنامج الذي يدفعني إلى الجنون !
- أجل .. أعرف هذا يا عزيزي .. و لكن وجهات نظرنا لم تكن يوماً واحدة ! فأن أعتبر التسكع عملاً كريهاً أما أنت فينعشك وكذا الحال بالنسبة للعمل ، ففيما اجد المتعة فيه تجده أنت شراً لا بد منه .
هز رأسه موافقاً :
- أنت على حق . لكل منا طريقة مختلفة في التفكير و التصرف ايضاً غير متشابهين ، و هذا ليس عجيباً لأن كل منا أب مختلف .
--------------------------------------
توقفت عن تقطيع الخس ، و تغصن جبينها عبوساً :
-كنت أذكر نفسي دائماً بهذا الواقع ، لقد ترملت أمي و هي صغيرة جداً ، ولم أكن سوى طفلة حين تزوجت مرة أخرى ، وكان والداك هو الأب الوحيد الذي عرفته . كنت بالخامسة من عمري عندما ولدت انت ..أذكر يومذاك أن " دادي " فرح كثيراً وقد رماني بالهواء إلي أن صرخت طلباً للرحمة ، ومع ذلك لم يظهر يوماً في تلك السنوات ما يدل على إنه يفضل أحدانا على الآخر . كان يقسم كل شئ بيننا بالتساوي : حبه ، وتفهمه ... و ...
قاطعها هوارد و المرارة في صوته تكبح ما تبقي من كلامها .
-كل شئ عدا ماله . لا تنكري أنه كان علي أفضلية فقد ألحقك بمدرسة خاصة و لم يكتف بذلك ، بل أصر "دادي " ان تدرسي دورساً خاصة في السكرتاريا .. أما أنا فحرمت من أصدقائي الذين ترعرعت معهم ووضعت في مدرسة رسمية كنت فيها غريباً عن الأساتذة و التلاميذ في آن . لقد خرجت من المدراس الخاصة و ما فيها من أساتذة أكفاء و زججت في مدارس يزيد عدد التلاميذ في الصف الواحد على ثلاثين تلميذاً و المميز فيها أن التلاميذ لم يكن لديهم الرغبة أو القدرة على التعلم أما الأساتذة فكانوا يكافحون أوضاعاً شاذة لا تقهر للاحتفاظ بعملهم .
بقيت راوينا صامتة جامدة بحيث ظهرت صورة متكاملة للتحفظ ، ثم قالت بصوت أجش :
-اعرف انك تكدرت كثيراً حين تركت المدرسة الخاصة . لكنني لك أكن اعرف أبداً مدى تأثرك ..إنما لا تلم "دادي " على ذلك فهو لم يمت بإرادته و اختياره .
رد بقسوة :
- ولم يختر كذلك ان يوفر احتياطات وقائية لعائلته . كان أنانياً حين رتب شؤونه بحيث نستريح في حياته و نشقي في مماته ، الا تظنين هذا ؟
همست ببؤس :
-لم يكن يعتقد بل على الأرجح لم يفكر في انه سيموت صغير السن كما فعل .
-ربما لا .. لكنني كنت افكر فيه أثناء تنقلي من عمل إلى لآخر في ذلك ، و ليس غريبا أن افكر فيه و انا أرى نفسي غير قادر على تحقيق ترقية لأنني لا املك مؤهلات أو علاقات مدرسية أو غير مدرسية مهمة لها تأثيرها في الوصول غلي وظائف هامة في المدينة .
-المقدرة و التصميم يتغلبان على كل العوائق .. كان يمكن أن أجلس نادبة حظي لاعنة قدري السيء و أقضي ما تبقي من حياتي في العمل في أول وظيفة مملة لكنني التحقت بمدرسة ليلية حتي اتقنت ثلاث لغات ، ثم تركت أذني مشنفتين و عيني مفتوحتين حتي عثرت أخيراً على وظيفة عظيمة .. ان كان الرجل ماهراً في عمله فلا هم ما لون ربطة عنقه ؟
- من السهل ان تجد المرأة في هذه الأيام وظيفة اما الرجل فيعسر عليه إذ يعاشر غير رفاق السوء ، كما عليه ان يكون مقبولاً في دوائر خاصة . ولايهم إطلاقاً إن كان له عقل أو قدرة او تصميم بل المهم ان يدعمه أشخاص من ذوي القيمة و هذا يذكرني بخدمة اريدها منك . ولكن فلنحمل أولاً هذا الطعام الى المائدة ولنتحدث أثناء الوجبة.
أحست راوينا ان السلطة اللذيذة والأومليت الشهية ستصدمها ، فأخذت تتلاعب بها بالشوكة و السكين ، تفكر وجلة في ما سيطلبه منها فبسبب تلميحات سابقة ، استطاعت أن تقدر موضوع الطلب المقبل ، و خشيت من عواقب رفضها ، الذي يتشكل منذ الآن في رأسها.
--------------------------------
كانت شهية هوارد عظيمة وهذا غريب بالنسبة لشخص نحيل مثله .
سألها فجأة :
-هل حملت معك هدايا من بروكسل لم تخضع لرقابة الجمارك ؟
-اجل .. بعض العطور و علب السيكار. تركتها في الردهة .. اخبرني المزيد عن رب عملك الأخير .. عن عائلته .. هل زوجته خاضعة له وهل اولاده بلا شخصية ؟
رد بازدراء :
-كان يمكن أن يكونوا كذلك لو كان له زوجة و اولاد . إنه يعيش حياة النساك داخل حصنه الحجري المنيع مع قبيلة من المحليين الذين يقومون على تأمين احتياجاته و احتايجات الصبي .
-الصبي ... ؟
-طفل في الخامسة من عمره هو ابن اخيه ، على ما اعتقد . اخيه الأصغر سايتون الأحمر.
ظنت انه يسخر منها فزجرته:
-لا تمزح هوارد ! أنا حقا مهتمة بمعرفة أخباره .
-صديقني اختاه ... يجب أن تختبري ذاك الوضع الإقطاعي لتصدقي ! هناك حقا سايتون الأسود و سايتون الأحمر ... يقول السكان هناك إن هذين الأخوين يظهران من وقت الى آخر في العائلة، الكبر دائماً هو الأسود ، و يكون اسمر اللون أسود الشعر ، ويطلق عليه " الطاعون الأسود " أما الثاني فيكون إما أشقر أو أحمر الشعر و لكنني لم أر قط الأخ الأصغر الذي يقال إنه منبوذ لا يملك مالاً و يحاول رمي سبب تعثر حظه على اخيه الأكبر .. لكن كفى كلاماً عن عائلة سايتون وما ورثوه من القاب عديدة . لقد قطعت كل صلة لي بتلك العائلة ، و سأكون سعيداً إن لم تقع عيناي ثانية على سايتون الأسود.
- حسناً، فلنتناول القهوة في غرفة الجلوس ، ولا تزعج نفسك بتنظيف الصحون فسانظفها لاحقاً .
لم يطرق هوارد الموضوع الذي شغل رأس أخته طوال الوقت ، إلا بعد ان تمدد في مقعد مريح ، و أشعل سيكاراً من أحد العلب التي جلبتها معها . وعندما سأل كان سؤاله أشبه بالعفوي :
-ايمكنك استخدام نفوذك لدى اليسر دوغلاس ليستر من أجلي ؟ أعلم أنه في الوقت الحاضر مشغول بشؤون السوق المشتركة ، و لكنه مدير عدة شركات و أحسبه إن طلبت منه بلطف سيؤمن لي وظيفة ما في مكان ما.
هذا تماما ما توقعت ، وعلى أساس هذا رتبت مناقشتها معه .. فقالت بلطف لئلا تجرح مشاعره :
-آسفة هوارد ،لقد ناقشنا هذا الأمر سابقاً . و الجواب ما زال " لا " وكما قلت سابقاً ، أكره أن أفرض نفسي على رب عملي .
مال إلي الأمام بغية المزيد من التأثير :
-لا تطلبي منه ذلك كسكرتيرة بل كصديقة ، إنه يقدرك كثيراً وقد اعترف أكثر من مرة بأعتماده الكامل عليك . بل سمعته مرة يتغني بمدحك أمام زميل له قائلاً : " تملك راوينا مقدرة فائقة و إخلاصاً لا شك فيه ، و هذا في بعض النساء مخيف ولكنها تقوم بكل سحر الأنثي "
ارتفع ذقنها الصغير بعناد ، و لمعت عيناها العنبريتان :
-وماذا ... ؟ اتقول إن عليّ الضغط عليه ليجد لك عملاً ؟
-----------------------------------
بلغ سخطه حداً كبيراً دفعه إلي إطفاء السيكار بغضب :
-لا تكوني سخيفة ! لا أطلب منك إلا تلمحي له تلميحاً، استخدمي سحرك انوثتك ، إبكي قليلاً على كتفه و صبي متاعبك و قلقك من شقيقك الأصغر الذي يملك مواهب كثيرةو الى من يحتاج من يساعده في ارتقاء أولى درجات السلم . لا أطلب منك إلا فرصة ... فرصة واحدة أختاه !
هبت علي قدميها واقفة و راحت تذرع الغرفة في محاولة لتنفيس الغضب الذي بدأ يتعقد في داخلها ... وما هي إلا لحظات حتي ارتدت على عقبيها نحوه تهاجمه :
-انت لا تعرفني إن ظننت أنني قد أغوص إلى هذا الدرك ، فرب عملي يضع في اولويات مقدرتي و مواهبي ، و قدرتي على مواجهة المشاكل ببرود و هدوء و تعقل . فكيف ستكون ردة فعله ، لو انهرت فجأة على كتفه و سالت دموعي ؟ استخدم خيالك هوارد ! لن أبدو حمقاء فقط ، بل سيحس السير دوغلاس بالإحراج !
تقدم إليها ليقف غير بعيد عنها بحيث يتسنى له ان يمعن النظر في وجهها المضطرب . كان الشبه الخارجي بينهما و هما يقفان معاً ضمن دائرة ضوء المصباح المعلق فوق رأسيهما ، ظاهراً . فلكل منهما شعر اشقر فضي و جسد نحيل و لكن فيما كان فمه رقيقاً ، كان فمها مكتنزاً يدل بأدل طريقة على التصميم الذي ينعكس أيضاً في عينيها العنبريتان اللامعتين لمعان الكهرمان و هما تتصادمان مع عينيه الزرقاوين الشاحبتين قال بعد صمت و كأنه يتهمها :
-لن يكون أبداً كالحرج الذي يصبني و انا أقف في نهاية صف طويل ممل ! أنت قاسية أنانية راوينا .. فكل ما تريدينه وقع بين يديك مباشرة : وظيفة مهمة وسفر الى الخارج و راتب جيد يخولك الحفاظ على هذه الشقة التي سمحت لي بشهامتك بمشاركتك إياها .. يا لك من محظوظة ! محظوظة جدا يا أختي .
-وكلما عملت إزداد حظي و عظُم
قاطع سخريتها بحدة :
-وفري عليّ سماع هذا ! لو كان وضعنا معكوساً و كنت أنا من جنى فوائد التعليم الكثير الكلفة ، لما جعلتك تتوسلين فتات مائدتي ! لو أن لي وظيفة محترمة لاستطعت أن أحصل على شقة لنفسي ، و لكان في جيبي مال و ها أنا بدأت اشك انك تفضلين ان ابقى كما انا معتمداً كل الأعتماد على إحسانك . أتشعرين و الحال هذا التفاخر ؟ هل أنت واحدة من النساء المكبوتات المحتاجات إلى الشعور بأن الآخرين بحاجة إليهم ليرضين غرائز الأمومة المحبطة ؟ أنت جميلة يا أختي ..أعترف لك بهذا و مع ذلك ، لم أر لك صديقاً دائماً و لم أشهد لك علاقة أقمتها .. فهل أخبرك السبب ؟ إن برودتك و رفعة منزلتك اللتين تظهرينهما هما تصدان الرجال .. و يجب أن تخلصي نفسك منهما ،أما أنا فلست مستعداً لانتظار وقوع الأعاجيب . سأقطع الرباط الذي يربطني بميدعتك و مئزرك . أريد حريتي . أريدها الآن ! صديقني ..و عليك لصالحك أن تساعديني في الحصول عليها !
*************
نهاية الفصل الاول


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس