عرض مشاركة واحدة
قديم 26-11-17, 07:42 AM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس
نيران حمراء
ما إن قالت تيريسا في اليوم التالي إن الكوخ جاهز للانتقال إليه , حتى تنفست الصعداء
لم تكن تعرف ما إذا كان أندرو يتعمد تجاهلها لأنها هي تعمدت تجاهله كان قد غاب طوال اليوم في الأملاك
ولم يعد لتناول الغداء
شعرت جوديت أن أندرو سيسر بانتقالها إلى الكوخ أكثر منها , لذلك حين عرضت تيريسا عليها إيصالها إلى الكوخ قبلت العرض
بسرور دون أن تذكر أي منهما أندرو , وكأنما اتفقتا بصمت على هذا
كان الكوخ جميلا من الخارج , فهو مسقوف بالقش الأبيض يقع بين القرية والقصر وهذا يعني أنها ليست مضطرة للسير
طويلا لشراء طعامها
أما من الداخل فكان كامل الأثاث , ولو على طراز قديم قليلا , فله مطبخ صغير فيه كافة الأدوات , وغرفة جلوس أكبر منه بقليل
, وغرفتا نوم , وحمام في الطابق العلوي منه
ابتسمت تيريسا قائلة :
ـ لا هاتف هنا , ولكن إذا أردت الاتصال بأحدهم فاستخدمي هاتفنا متى أردت أما هذه المدفأة التي تينها , فهي غير معطلة
, فإن شئت أشعليها
ـ في شهر نيسان ؟
ـ ستدهشك شدة برودة الكوخ في الليل لدينا في القصر تدفئة مركزية , لذا لم تلاحظي البرد , ولكن هناك مدفأة كهربائية
في المطبخ , يمكنك استخدامها عوضا عن الموقد
ابتسمت جوديت :
ـ لا سأحبها لأنني لم أملك يوما موقدا , ففي الشقة التي أقطن فيها تدفئة مركزية
ضحكت تيريسا :
ـ ولكن الحطب يرسل دخانا أهناك ما أستطيع القيام به ؟
ـ لقد كنت في غاية اللطف معي ودعي أندرو عوضا عني ـ لا تسمي هذا الانتقال وداعا , فأنت سترينه دون ريب
حينما تستخدمين المرسم في المنزل
وافقت بخفة :
ـ ربما
صدمها الخبر الذي أطلعتها عليه تيريسا , وهو ذاك المتعلق بموت خطيبة أندرو في حادث سيارة لقد تألم ألما شديدا دون
ريب , ولكنه ألم ولى على ما يبدو , فليس ذاك العناق الحميم الذي رأته حينما دخلت الغرفة عليه وعلى بياتريس بعناق عابر
قالت تيريسا :
ـ سأعود الآن إذن اعلميني حينما تريدين أي شيء
ما أشد ما تختلف هذه الفتاة عن تلك التي استقبلتها حين وصلت وهي لن تدعي أنها مرتاحة للوضع الجديد
وضعت جوديت أغراضها القليلة بسرعة في الخزانة والأدراج , ثم انطلقت إلى القرية لشراء بعض الطعام قبل أن تغلق المحلات
أبوابها فقد أخبرتها تيريسا أن هناك مخزنا واحدا فيه الأطعمة غالية قليلا
قطعت المسافة الفاصلة بين الكوخ والقرية بغي عناء , فاشترت ما أرادت ثم انطلقت تسأل عن الطريق المؤدية إلى عيادة بيار
ليون , فقد أرادت أن تعرض عليه الأشعت ليعاينه ما إن وصل دورها في الدخول حتى حياها حرارة تشوبها بعض الرسمية
ـ مرحبا لقد عاد إذن ولقد نظفته تنظيفا رائعا
ـ أظن هذا مع أنني عانيت منه في قاعة الانتظار , فقد راح يزمجر على الرجل الذي دخل قبلنا
لقد أدهشها تصرفه وزمجرته على الرجل , فقد كانت تظن أنه لا يزمجر إلا على أندرو فإذا به يزمجر الآن
على بيار أيضا
ـ أن الحيوانات تحب وتكره , ويبدو أنه لم يحبني
حاول رفع الكلب إلى طاولة الفحص , فكاد يتلقى عضة في يده :
ـ ولا يحب أندرو كذلك
ـ ربما يكره الرجال عامة يبدو لى بصحة جيدة ألديه شهية قوية ؟
ضحكت :
ـ أوه أجل !
ـ لا تطعميه أكثر مما يجب إن عمره على ما يبدو لا يتجاوز السنة والنصف , لذا هو بحاجة إلى كل الحقن اللازمة إنما
أحذرك منها فهي غالية
ـ هذا ما ظننته ولكن لا بد منها على ما أعتقد
قال لها بيار وهو يحقنه بالحقن اللازمة :
ـ هل سيقلك أحدهم ؟
ـ لا سأعود سيرا
ـ إن انتظرتني قليلا أقلك ليس أمامي إلا معاينة قط السيدة غرين
ما هي إلا عشر دقائق حتى كانا في السيارة حيث راح الأشعت يزمجر سألها بيار أين تقيم فأخبرته
ـ إذن لقد جهز الكوخ الآن
ـ اليوم بالذات أتعلم أن تيريسا خاب أملها لأنك لم تدخل إلى البيت يوم أوصلتني
بدا متحفظا :
ـ حقا ؟
عندما شعرت بتراجعه فهمت أنه يبادل تيريسا الاهتمام فلماذا لا يجتمعان معا ؟ عندئذ قالت بإصرار حتى تختبر ردة فعله :
ـ أنا واثقة أنها سترحب بزيارتك
ـ ولكنني مشغول جدا
ـ لا تقل هذا يا رجل ! إلى هذه الدرجة تثقلك الأعمال ؟
ـ أجل إنه موسم التوالد , وأنا مطلوب دائما
قررت جوديت بحكمة عدم الإلحاح , فثمة ما هو غير واضح لها , وهو أمر جرى بين الاثنين اللذين يرفضان على ما يبدو
التحدث عنه
ترى هل تقدم هي على التحدث إلى أندرو بهذا الموضوع ؟ لا لن تقدر , فكيف تفاتحه بموضوع شخصي كهذا بعدما
جرى في الاسطبل ؟
عندما أوقف سيارته أمام الكوخ قالت تدعوه إلى منزلها :
ـ ادخل لاحتساء القهوة أو الشاي
ـ شكرا لك
ترجل من السيارة , ثم فتح الباب الخلفي للكلب الذي قفز هاربا فسألها مازحا :
ـ هل سيعود ؟
حمل معها مشترياتها , فابتسمت :
ـ أوه بالطبع سيعود
بما أن وقت العشاء اقترب وستعد لنفسها وجبة , فقد دعت بيار إلى هذه الوجبة بعد رفض متردد أقنعته بالبقاء , فتركته يستريح
في غرفة الجلوس حتى تطهو الطعام في المطبخ
حضرت السلطة مع اللحم المشوي ثم وضعت الفاكهة على الرغم من أن الوجبة لم تكن مثالا للطعام الشهي فقد تمتع بيار بها
وقال لها وهو يساعدها في التنظيف :
ـ بصراحة لقد سئمت من إعداد الطعام لنفسي
أحست جوديت بالراحة بعد هذه الوجبة فراحت تنعم بتغريد الطيور وتتمتع بصحبة بيار سألته بنعومة :
ـ أليس لديك أهل ؟
ـ لقد انتقلا إلى موطننا الأصلي في الجبال بعد تقاعد والدي
ـ إذن أنت بحاجة إلى زوجة
ـ رجاء لا تبدئي أنا آسف فليس الزواج لي
أتكون تيريسا هي الفتاة المناسبة لتقول له إنه بحاجة إلى زوجة وإنها هي الزوجة المناسبة ؟
إن تيريسا وقحة , لذا قد تقول ما تفكر فيه
ـ عرفت أن أندرو كان سيتزوج يوما
رد بحدة :
ـ أجل التفتت إليه بفضول , تعبس بشدة لأنها رأت الشحوب يعلو وجهه :
ـ بيار أكنت تعرفها ؟
رد باقتضاب :
ـ أجل
إذن , هذا موضوع حساس آخر لقد تلبد الجو بالمواضيع الحساسة منذ وصولها إلى هنا وهذا كثير على حياة ريفية
حاولت تغيير دفة الموضوع :
ـ هل سيصاب الأشعت بأية عوارض من جراء الحقن ؟
قال بعدما عاد إلى طبيعته :
ـ يجب ألا يصاب بشيء ولكن راقبيه على فكرة , لم أتعرف إليه في البداية
ـ كنت أعلم أن هناك كلب (كولي ) تحت ذلك المنظر الأشعت !
ـ يا للروعة ! يا لهذه العلاقة الحميمة !
دخل أندرو من الباب الخلفي المفتوح , وفمه يلتوي بسخرية فأحنى رأسه للبيطري :
ـ بيار
رد بيار :
ـ أتعرف أندرو أن غسيل الصحون هو أقل ما أفعله بعد الوجبة اللذيذة التي قدمتها لي جوديت
نظر أندرو إلى جوديت بحدة :
ـ حقا ؟
فقالت له ببرود :
ـ أتود الانضمام إلينا في تناول القهوة ؟ إنما المؤسف أن المطبخ لن يتسع لنا نحن الثلاثة !
ضحك بيار :
عظيم جدا مع أنني أخشى أنني المغادر , فلدي زيارة أقوم بها
ابتلعت جوديت ريقها , فهي لم تكن تريد من أحدهما أن يغادر , بل أرادت أن ينتقلا إلى خارج المطبخ الصغير , أما البقاء
على انفراد مع أندرو فآخر ما أرادته
حين خرج بيار قالت بهدوء :
ـ قهوة ؟
ـ شكرا لم أكن أعلم أنك و بيار على علاقة حميمة
احم وجهها حياء :
ـ لسنا كما تقول ! لقد أقلني من القرية فعرضت عليه العشاء
صبت القهوة , ثم حملتها إلى غرفة الجلوس وفكرت أنه حين سيدخلها أندرو سيطأطيء رأسه حتى يتجاوز بابها , فرأسه يكاد
يلامس السقف حين يقف مستقيما
تمدد باسترخاء في أحد المقاعد , وقال ساخرا :
ـ إن هذه الأكواخ أعدت لصغار الأجسام أتناسبك ؟
ـ جدا !
ماذا يفعل بحق الله ؟ وكيف يتصرف بشكل طبيعي فيما هي لا تشعر إلا بالقلق ؟
ـ هل استقريت ؟
ـ أجل شكرا لك
ـ عظيم بشأن ما جرى بالأمس
ـ لا أظنني أقبل أن تتطرق إلى هذا الموضوع
ـ أقصد موضوع الحمل
ـ أوه كيف حاله الآن ؟
ـ ظننتك ترغبين في رؤيته
ـ طبعا أرغب غدا
قاطعها بحزم :
ـ بل الآن فأنا أعمل طوال النهار بحيث لا يبقى لي فراغ إلا الآن
وقفت :
ـ سأحضر سترتي إذن
كان أندرو مسترخيا وراء مقود السيارة و كأنه لا يرغب في الكلام , ولكن ما كانت تستغربه أنها تشعر وكأنها تعرفه منذ زمن بعيد
خاصة وهو يحتل كل تفكيرها
لم يتجه في سيره إلى القصر , بل تجاوز القصر وانعطف إلى طريق ضيقة أوصلتهما إلى كوخ يشبه كوخها , خرج منه رجل في
متوسط العمر محييا وبرفقة الكلبين توم وتومي , فاغتبطت جوديت لأنها لم تصطحب الأشعت
ـ هذا ماريو ثاوث , مدير المزرعة
صافحت جوديت الرجل الذي اعتقدت يوما أن تيريسا مهتمة به وكان أندرو قد عرف عنه بأنه صديق حميم للعائلة ,
ابتسم ماريو :
ـ وأنت لا بد جوديت صديقة زاك
ـ أجل
ـ أريد أن أشكرك لإيجادك ذلك الحمل إنه مخلوق جميل من المؤسف أن يموت وحيدا هناك
ـ وهل كان عرضة للموت ؟
ـ بكل تأكيد تعالي معي لأريك إياه
ـ لقد وجدت له أما تتبناه إذن أين هو ؟
ـ إنه هناك
توجهت إليه تنظر وهي لا تكاد تصدق إن هذا الجميل الصغير النائم قرب النعجة هو نفسه الذي وجدته بالأمس , قالت :
ـ إنه جميل جدا
ـ أجل كان سيموت كأمه
ـ وهل قتلتها الصدمة ؟
ـ أجل لدينا متاعب كثيرة مع الكلاب هذه السنة وقد كان الأسبوع الأخير أسوأ ما مر بنا
ـ إلا يمكن القيام بشيء ؟
ـ قتلها
ـ الخراف ؟
ـ لا بل الكلاب
ـ أوه لا !
ـ هذه هي الطريقة الوحيدة أمامنا , فلا يجوز التسامح مع قاتل خراف هنا
ـ لا لا أعتقد هذا
صدمها المعنى الدرامي نفسيا ولكن أليس قتل الخراف قاسيا كقتل الكلاب ؟
كان أندرو ينتظرها مستندا إلى السيارة حين عادا :
ـ أهو بخير ؟
أجابت بخجل :
ـ نعم
ـ أرأيت تأمين الأهل سهل , أما تأمين الزوج فعكس ذلك
هز رأسه للرجل :
ـ شكرا ماريو لقد حسبت جوديت أن نواياي بشأن هذا الحمل شريرة
تذكرت لطفه ورقته مع المخلوق التعس , فأنكرت :
ـ أوه لا لم أفكر في هذا إطلاقا
ابتسم ماريو :
ـ لا تسيئي به الظن , لقد كان له قطيع عندما كان صبيا , وقد مثل دور الأم البديلة أكثر من مرة لأكثر من حمل
لاحظت جوديت أن أندرو لم يسر بكشف هذا السر عن طفولته
فسألته مبتسمة :
ـ حقا ؟
هز ماريو رأسه :
ـ أجل كان يسهر طوال الليل ليطعمها وطوال النهار أيضا , واستمر على هذا سنوات
رد أندرو بصوت أجش :
ـ أصبح عقلي أرجح من ذي قبل
نظر إليه ماريو والحب والاحترام في عينيه :
ـ ولكنني أذكر منذ وقت غير بعيد أنني شاهدتك تسهر الليل كله مع نعجة مريضة
نظر إليه أندرو غاضبا :
ـ إن كنت تقنع جوديت بإنسانيتي فقد فشلت لأن جوديت تعتبر أنني تجاوزت أوان الإصلاح , وما محاولتي حماية زاك في
نظرها غير عجرفة
ضاقت عينا الرجل حينما رأى الاحمرار يغزو وجهها :
ـ أشك في هذا
عبس أندرو في وجهه , ثم نظر بحدة إلى جوديت , ولم يلبث أن أشاح بوجهه بعيدا ثم فتح باب السيارة ليقول بحدة :
ـ فلنذهب
التفتت أليه تمعن النظر وهو يتحدث إلى ماريو قبل الانطلاق لقد وقعت في حب أندرو تورنتون , وقد عرف ماريو ثاوت
سرها الذي لم تدركه إلا الآن
تنحت عن طريق أندرو في اليومين التاليين , فتعمدت عدم الذهاب إلى القصر إلا بعد التأكد من خروجه وكانت حينها تحمل
صرة طعام لتتناول غداءها في المرسم الذي لا تغادره إلا بعد أن تتأكد من خروجه ثانية
إنها مجنونة دون شك وغبية لأنها سمحت لنفسها بالوقوع في حب رجل كهذا رغم أن هذا الحب قد بات جزءا أساسيا من
وجودها كالماء والهواء , يسخر من الألم الذي أحست به عندما تركها فرانسوا والغريب أنها لا تعرف إن كان يبادلها الحب ,
ومع ذلك تحبه وتريده بل تتمنى الآن لو يكون إلى جانبها
أفكار كهذه كانت جديدة عليها بل لقد أصبحت تكره أن تكون وحدها وهي المعتادة على الوحدة , بل إنها لم تعد قادرة
على تمضية الوقت في الرسم كما كانت تفعل
حالما دخل أندرو إلى المرسم بعد ظهر الخميس , بدأت يديها ترتجفان , فالتقطت قطعة قماش لتغطي ارتجافها
إنها تحبه فعلا وهي مضطرة للاعتراف بهذا وإن كارهة خائفة !
حياها متوترا :
ـ مرحبا جوديت
بلعت لعابها بصعوبة :
ـ مرحبا أندرو
التوى فمه يسأل بسخرية :
ـ أمسموح لي أن أرى التحف ؟
انتفضت وكأنه ضربها :
ـ إنها ليست تحفا
قالت هذا ثم دارت حول الحمالة لتريه جمال الرسمة التي لم تنته منها بعد
فقال بصوت ناعم , وكأنه ندم على سخريته منها :
ـ كيف تجري الأمور ؟
ـ لا بأس بها
وضع يديه في جيبي الجينز
ـ قالت تيريسا إنك رفضت دعوتها للانضمام إلينا على العشاء هذه الليلة
ـ صحيح
ـ لماذا ؟
ـ حسنا أنا لأن
ـ يبدو أنها حارت في أسباب رفضك
أخفضت رأسها تنظر إلى يديها :
ـ أنا آسفة
ـ حقا ؟
جعلتها لهجته الساخرة ترفع رأسها ثانية :
ـ أجل
ـ لم الرفض إذن ؟
ـ لم أقصدكم حتى أبقى ضيفة عليكم
ضاقت عيناه فبدت شعلة كهرمانية في أعماق عينيه الخضراوين اللتين تسبران أغوار المحيط الأزرق أمامه :
ـ جوديت هل تحاولين تجنبي ؟
هزت رأسها منكرة :
ـ ولماذا ؟
ـ تعرفين السبب
ـ لا أنا
ـ بلى اللعنة عليك ! فذلك اليوم كدت
ـ أرجوك
أردف دون أن يعير لما قالته اهتماما :
ـ لم تردعيني يومذاك بل رحت بعدما جرى تتجنبينني أجل أدركت هذا خاصة حينما قالت تيريسا إنها ليست دعوة
العشاء الأولى التي ترفضينها
ظهر تعبير غاضب على وجه جوديت :
ـ لست السبب أؤكد لك
ـ ألست السبب حقا ؟
ـ لا !
ـ أظنك كاذبة جوديت إلا إذا كنت معتادة على ترك الرجال يعانقونك كما فعلت
وتحولت الشعلة الكهرمانية إلى نيران حمراء
ـ ثمة رجل واحد أسمح له بذلك وأنت على ما أظن تعرف من أعني
ـ زاك ؟
لم يرق لها إغضابه , ولكنه السبيل الوحيد للدفاع فلاذت إلى الصمت الذي أدانها في نظره , فشدد على سؤاله بجفاء :
ـ أتشتاقين إليه ؟
ـ طبعا
ـ إذن سيسرك أن تعرفي أنه سيكون هنا يوم الأحد
استحوذ عليها الاطمئنان وصحبه احمرار مفاجىء في عينيها :
ـ صحيح ؟
ارتد عنها إلى النافذة حانقا
ـ أجل تشير ردة فعلك إلى أنك مسرورة بالخبر
شهقت :
ـ طبعا
رد نظره إليها وقد تشددت الخطوط حول فمه :
ـ وهل أخبرته عما جرى بيننا ؟
فجأة أصبح سبب كرهه لرؤية أخيه واضحا أمامها :
ـ العناق الأول أم الثاني ؟
ـ كلاهما
تنهدت :
ـ لا ! اسمع أندرو ليس لدي الرغبة في الوقوف بينك وبين زاك
برقت عيناه وهو يقاطعها :
ـ ألا ترغبين ؟ ولكن الأوان فات جوديت أنت الآن حائل بيننا يصعب إبعاده , لذا كلما أسرعت بالرحيل عن المنزل كلما
كان ذلك خير لنا
وخرج كالعاصفة من الغرفة فوقفت مسمرة دون حراك , تعض شفتها العليا مانعة الدموع من الانهمار من عينيها إنه يريد منها
أن تغادر منزله في أسرع وقت ممكن وهي تريد الرحيل , تريد ترك المكان لئلا ترى أندرو مرة أخرى ولكن , هل سيزول
ألم حبها له ما إن تبتعد عنه وهل ستتوقف عن حبه ؟
التفتت إلى الباب حينما انفتح فإذا تيريسا داخله , فانزعجت لأنها لا ترغب أدنى رغبة في التحدث إلى أحد
هي تريد الوحدة لا لا لا تريد الوحدة ! آه بل إنها لا تعرف ما تريد ! ربما ما تحتاج إليه هو بعض راحة البال ,
ولكن من أين لها الراحة بعد الآن
قالت تيريسا متوترة :
ـ قال أندرو إنك ما زلت ترفضين تناول العشاء معنا
ـ أظنني مصابة بالرشح
ونفخت أنفها في منديلها بصوت مرتفع , فهزت الفتاة رأسها :
ـ إنه الطقس
ـ ربما
ـ وهل أخبرك بمجيء زاك ؟
ـ أجل
ـ أليس خبرا مبهجا ؟
ـ أجل
ـ ألا تريدين حقا الانضمام إلينا للعشاء ؟
ـ لا , لا أريد
ـ أبسبب أندرو ؟
ـ لا !
ـ أعرف أنه كان نكدا أكثر مما ينبغي في الآونة الأخيرة فهل نقل إليك بعضا من نكده ؟
ـ لا فأنا لا أكاد أراه
سارت تيريسا إلى داخل الغرفة :
ـ أوه لديه ما يشغل فكره
ـ صحيح ؟
ـ عادت الكلاب تهاجم الخراف ثانية
أحست جوديت بالرعب :
ـ أوه لا !
هزت الفتاة رأسها عابسة :
ـ بلى مع أن الأمر غريب , فهو لم يحدث إلا منذ أسبوع أو أسبوعين فقط ربما هي كلاب شاردة والآن فلأتركك
لرسوماتك هل أراك غدا ؟
هزت جوديت رأسها :
ـ أجل
أقلقتها فكرة ما وأزعجها حتى غاب عنها خروج الفتاة الأخرى
ثمة كلب شارد واحد تعرفه في المنطقة كلب شارد تعرف أنه يحب الخروج منفردا وهو لم يتواجد في المنطقة إلا منذ
أسبوع الأشعت !
حاولت إقناع نفسها باستحالة الفكرة متذكرة رقته مع الحمل , غير أنها لم تستطع صرف النظر عن الفكرة بسهولة
قد يكون الأشعت هو قاتل الخراف , وفي هذه الحالة سيقتلونه !
انتهى الفصل الخامس


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس