عرض مشاركة واحدة
قديم 26-11-17, 11:44 AM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

2- صديقان
استيقظت ميرسى لدى سماعها جرس المنبه عند الساعة السادسة والنصف . بقيت مستلقية للحظات تستمتع بفخامة وهناء الارتياح الذى تنعمت به فى ذاك السرير الضخم المزدوج الموجود فى الجناح الخاص بمدبرة المنزل ، فى الطابق العلوى من المنزل . كما استمتعت بنور الشمس الذى تسلل الى غرفتها عند الفجر فى ذلك اليوم من شهر نيسان ، عبر الستائر البيضاء الشفافة التى تغطى النوافذ الكبيرة الواسعة
يستيقظ رب عملها الجديد عند هذه الساعة ايضا ، ثم يتناول فطوره عند الثامنة ، وهى تنوى ان تظهر له ما هى قادرة عليه . لم تراه الا لفترة قصيرة لدى وصولها صباح الامس ، فبعد ان ادخلها الى المنزل القى نظرة خاطفة قصيرة ،على ساعة يده ، ثم اوضح لها كانه لا يراها حقا : انت دقيقة فى المواعيد . جيد ! سوف اكون فى الخارج طيلة النهار ، ولن احتاج الى وجبة عشاء هذا المساء . استقرى ورتبى اغراضك ، ثم اجعلى الغسيل من اولوياتك
راقبته ميرسى وهو يخطو مبتعدا ، ثم لوح لسيارة اجرة بدت كانها ظهرت بسحر ساحر ، متاملة بعينين متسعتين كيف تفيض الحيوية من ذاك الجسد الطويل . سحبت نظراتها بعيدا عنه ، ثم استدارت لتبدا اول نهار لها فى خدمته
فكرت ميرسى وهى تتدحرج خارج السرير متوجهة نحو الحمام الملحق بغرفة النوم بانها استمتعت بذلك النهار حقا . لقد حظيت بكل ذاك المنزل الرائع لنفسها ، من غير اى اثر لتلك القنبلة الشقراء . تنقلت طيلة النهار فى ارجاء المنزل ، وهى تعمل بجدية وفعالية تامة
تمهلت قليلا وهى تلملم الملابس المنثورة فى ارجاء غرفتى النوم والحمام اللتين يشغلهما اندريو فى الطابق السفلى الواقع تحت جناحها مباشرة . قامت بفصل الملابس فى غرفة الغسيل ، مصنفة تلك الملونة من الاخرى البيضاء ، فيما احمر وجهها لدى رؤية ما هو حميم منها
يا للسخافة لطالما قامت بغسل ملابس شقيقها جيمس عندما كانا سويا فى المنزل ، لماذا تراها تشعر بهذه الحرارة اذا ؟
ابعدت ميرسى الفكرة ثم اقفلت ازرار ثوب عملها الرمادى الباهت الذى وجدته موضوعا على سريرها منتظرا وصولها ، وهو ما يزال مغلفا بورق السيلوفان . املت ان يكون اندريو قد لاحظ قمصانه المعلقة بدقة تامة فى خزانة ملابسه الواسعة ، وانها قامت بتبديل اغطية سريره ، ونظفت غرفة نومه من الغبار
انها بالفعل تحتاج الى ترك انطباع جيد لديه بفعاليتها الصامتة ، عليها ان تتمسك بهذه الوظيفة . بالامس سمحت لنفسها باستراحة غداء لمدة خمس عشرة دقيقة فقط ، امضتها فى تصور المبلغ الاضافى الذى ستتمكن من دفعه من اجل تسديد حساب شقيقها المصرفى
عقدت ميرسى شعرها الجامح الاجعد فى ضفيرتين بعيدا عن وجهها ، فهو شعر كثيف منفوش الى درجة ان ضفيرة واحدة لا تكفى للتحكم به . بعدئذ قررت ان من قام بطلب رداء عملها هذا ، يحمل فى ذهنه صورة مضخمة وبدينة جدا لحجم جسدها . صرفت ميرسى الفكرة ، لان مظهرها الخارجى ليس بذى اهمية بتاتا ، فالمنزل هو الاهم . جل ما يهم الان هو التاثير الايجابى الذى تتركه على رب عملها بفضل مهاراتها فى التدبير المنزلى
سمعت الزوبعة المبشرة بوصول اندريو عبر مدخل المنزل قادما من رياضة الركض الصباحية ، ثم دخوله الى غرفة الاستحمام . فى ذلك الوقت كانت قد انتهت من اعداد مكان جلوس منفرد الى طاولة الطعام العصرية المجهزة لاستقبال عشرين شخصا ، وفكرت انها ما ان تحصل على راتبها ستضع منه مبلغا صغيرا جانبا لشراء الازهار ، فهى تنوى ان تلين الاجواء الرجولية الحادة فى تلك الغرفة . تميزت غرفة الطعام بارضية خشبية مصقولة لامعة ، وجدران شديدة البياض ، تم تزيينها بلوحتين زيتيتين لم تستطع ميرسى فهم راسيهما من كعبيهما
انطلقت عند الساعة الثامنة الا ربعا تعد الطعام فى المطبخ العصرى المتميز بتصميمه الفنى الانيق ، واصبح الفطور جاهزا عند الساعة الثامنة تماما . بعدئذ ذهبت لتعلم اندريو الذى يجلس الان فى الغرفة حيث اجرى معها المقابلة .عبرت باب الغرفة ، وبعد ان خطت خطوتين توقفت ، وانتظرت حتى انهى مكالمته الهاتفية . بالطبع ، لم تتعمد ميرسى استراق السمع ، الا انها سمعته يقول لشخص ما ان ذلك نهائى ، وانه لن يعيد النظر بالموضوع . تساءلت ان كان عليها ان تتظاهر بدهاء انها لم تسمع ما يقوله . حين انهى اندريو المكالمة ، رمى هاتفه النقال جانبا ، ثم وجه اليها كلامه : حسنا !
اعلنت ميرسى بنبرة عادية : الفطور جاهز ، سيدى
بالنظر الى المبلغ الذى يدفعه لها كراتب ، يمكنها ان تغض النظر عن التصرف الفظ ... من الواضح ان هذا الشخص الذى تحدث اليه ايا كان قام باثارة اعصابه
تحركت نظرات عينيه السوداوين المدهشتين الى يديها الفارغة ، وقال : انا لا اراه !
شردت ميرسى للحظة متاملة ملامسة نور الصباح لشعره الاسود البراق الانيق ، ولاحظت كيف يبرز الضوء مسطحات وجهه وتقاسيمه ، لم تستطيع منع نفسها من التحديق به ، فبدا فاها الرقيق مفتوحا الى ان تذكرت ان من الفظاظة ان تحدق بمستخدمها
اخيرا تمكنت من الرد : غرفة الطعام ... سيدى
اخذت تجاهد الان لتسليط الضوء على كفاءتها ، لكى تعوض عن تلك الهفوة المفزعة
رسمت ميرسى ابتسامة خفيفة على شفتيها ، ثم فتحت الباب ، وتنحت جانبا كى يتقدمها رب عملها الى خارج الغرفة ، لكنه لم يفعل
جاءها رد اندريو الهادئ : انا اتناوله هنا
تلك الابتسامة الفتاكة التى ظهرت على فمه جعلت كل خلية من جسدها تذوب ببطء شديد وهو يتابع كلامه موضحا : اسف ، هاورد . لم يكن بمقدورك ان تعرفى هذا . اليس كذلك ؟ كان ينبغى ان تترك لك كنوكس تعليمات محددة حول عملك
ثم تلاشت ابتسامته ، فمد يده متناولا هاتفه النقال الذى اخذ يرن مرتعشا . اختطفه اندريو ورفعه الى اذنه ، فتكلم بصوت حاد قائلا : انا لا اجيد الصبر . عليك معرفة ذلك . واذا اتصلت بهذا الرقم مجددا ، سوف اشكوك الى السلطات بتهمة الازعاج والملاحقة
انطلقت ميرسى ، وقد تلون وجهها باللون الزهرى . يا له من رجل فظ ! لو ان اندريو وجه الكلام اليها بتلك الطريقة التى تكلم بها مع سيئة الحظ على الطرف الاخر من الخط ، فهى حتما ستموت خجلا ، او انها على الارجح ستساله من يظن نفسه ، فتطرد من وظيفتها . من الواضح انه لا يتردد فى الصراخ على اى شخص لا يعجبه . من الافضل لها ان تراقب خطواتها وتصرفاتها بدقة والا فانها ستجد نفسها مطرودة
وجدت ميرسى اكبر صينية امكن توفرها فى المطبخ ، فحملتها باغراض فطور اندريو ، ثم عادت مترنحة الى غرفة المكتبة حيث كان يجلس . سيتوجب عليها ايجاد فسحة تتسع للصينية على ذاك المكتب الضخم المكتظ بالاغراض
فكرت وهى تدفع باب المكتبة لتفتحه بوركها وهى متقطعة الانفاس بسبب المجهود الذى بذلته ، اليس من المريح اكثر لو انه يتناول فطوره فى غرفة الطعام ؟ لكن مركزها لا يسمح لها باخباره ذلك الامر
كان اندريو منكبا على طباعة نص على شاشة الكمبيوتر الموضوع على منصة مخصصة له فى احد الجوانب البعيدة من الغرفة . وضعت ميرسى الصينية على الارض ريثما تمكنت من اخلاء فسحة على مكتبه ، ثم وضعتها هناك بالشكل المناسب ، واعلنت باشراق : فطورك ، سيدى !
بدا اندريو شاردا كانه على كوكب اخر حين قال : ماذا بعد ؟
ثم تسلل الغضب الى كلامه وهو يتابع : احضريه الى هنا ، يا امرأة
صرت ميرسى اسنانها على بعضها . اعطنى القوة يا رب ! عادت الكلمات تقفز على شفتيها ، ثم تمكنت من خنقها لتقول : لا يتسع المكان على تلك المنصة ، يا سيدى
شاهدت ميرسى كتفى اندريو العريضتين تتصلبان تحت قميصه الزرقاء، حين استدار اندريو ليحدق بها غير مصدق ، وقال : لا يتسع المكان ؟
ثم نهض واقفا بحركة سريعة ، فاستقرت عيناه على طبق البيض المقلى ، الى جانبه طبق من اللحم المشوى والطماطم ، وقطعة من الخبز المحمص ، بالاضافة الى صحن للزبدة ، واخر للعسل ، وابريق الشاى مع مستلزماته . احس اندريو ان وجهه يبهت لونه . فاغمض عينيه لوهله مبتلعا رغبته بالصراخ ليقول لها انت مطرودة ! المسالة ببساطة هى ان كنوكس لم تنفذ ما طلبه منها ، فلم تدون قائمة بمطلباته لتتركها لخليفتها فى الوظيفة
بدا صوت اندريو مليئا بالعزم والتصميم كى يكون منصفا فى ما يقوله : هنالك بعض الامور التى ينبغى عليك معرفتها ، هاورد . انا منشغل الان ، وعلى وشك ان اصبح اكثر انشغالا . لا يتسع وقتى لتناول وجبة طعام تكفى لاطعام جيش صغير . انا ببساطة احتاج الى كوب من القهوة القوية غير المحلاة ولا شئ اخر ، وذلك فى تماما الساعة الثامنة ، قبل مغادرتى الى مكان عملى فى الساعة الثامنة وعشر دقائق
القى نظرة على ساعة يده المصنوعة من البلاتين ، كما لو ان الامر على اهمية كبرى ، ثم اشار لها بجفاء قائلا : اصبحت الساعة الثامنة والربع ، وانا لا ارغب بان اصاب بجلطة قلبية لدى تناولى هذا الصحن . خذيه من هنا !
جذبت ميرسى نفسها فاستقامت فى وقفتها حتى بدا طولها الكامل المؤثر ، ثم رمقته بنظرة من عدم الرضى . لقد عملت فى عدة وظائف عندما كانت والدتها حية ، فاعتنت بولدى السيدة فليتشر ذوى السنتين من العمر ، واستطاعت التعرف على انطلاق موجة الغضب لدى كل منهما
انها واثقة من موقفها الصائب ، فاشارت قائلة : انه طعام جيد ، متكامل ، مفيد وصحى ، فاللحم مع البيض لم يسببا الضرر لاى كان ، لكن تناول القهوة السوداء فقط لبدء النهار .......
وتابعت بعد ان اصدرت صوت استنكار قائلة : ... فلن تؤدى المطلوب ابدا . الفطور هو اهم وجبة طعام خلال النهار ، وما دمت موظفة هنا فمن واجبى الاعتناء بك وبمنزلك ، لذا فان الفطور اللائق هو ما سوف تحصل عليه . تناوله قبل ان يبرد
ذكرت ميرسى نفسها متاخرة بموقعها كمدبرة لهذا المنزل لا اكثر ، فتابعت مغيرة مجرى الحديث : هل ستعود لتناول العشاء هذا المساء ؟
اتسعت عينا اندريو الرماديتان الغامقتان ، فيما حدقتا فيها ببساطة للحظات طويلة ، لحظات ثقيلة سلبت منها انفاسها ، وجعلت وجهها يحمر بشدة قبل ان يتمتم اندريو : كلا ، هاورد . لن اعود
لجات ميرسى الى الامان الذى يوفرة لها المطبخ . ثم تخلت عن محاولاتها لتاكل قطعة من الخبز المحمص مع المربى ، فيما تناهى الى سمعها صوت مغادرة اندريو للمنزل . املت الا تكون قد افسدت الامر ، فاندريو باسكالى الاسطورى لن يتحمل ان يملى عليه احد موظفيه ما يجب عليه ان يفعله . اما المشكلة فتكمن فى ان ميرسى اعتادت منذ عمر السادسة عشرة ان تدير شؤون المنزل بالاسلوب الذى تراه ملائما . فهى مسؤولة عن ميزانية العائلة ومدخولها الضئيل ، لان صحة والدتها الغالية المسكينة ساءت تماما بعد وفاة والدها ، فاضطرت الاسرة كلها الى الاقامة فى ذاك الكوخ الصغير ، ولدى وصولها الى لندن اصبحت مسؤولة عن فريق عمل من موظفى التنظيف ، لذا اعتادت اتخاذ القرارات بشان تنفيذ الامور ، ومتى ينبغى تنفيذها . لكن هذا ربما لن يجدى نفعا هنا ، ولن يتلائم مع نابغة ايطالى مبدع !
رغم ذلك فهى تعلم بانها محقة . لابد ان رب عملها يعمل بجهد ليجعل من وكالته ناجحة ، لذا فهو يحتاج الى فطور ملائم . مهما يكن الامر ، فهو استخدمها لترعاه ، وهذا ما تنوى فعله بالتحديد
توالت ساعات النهار سريعا ، وتمكنت ميرسى خلالها من استعادة شجاعتها بفضل اعتقادها المتزايد شيئا فشيئا ، بانها ليست على وشك فقدان وظيفتها .
فبعد التحقق من صينية الفطور علمت ان السنيور باسكالى قد تناول شريحة من الخبز المحمص مع قطعة اللحم ، وذلك يعنى انه تقبل الدرس الذى لقنته اياه بنية حسنة بشكل لا باس به
نظفت ميرسى النوافذ ، ولمعت المفروشات بذوق ودقة ، كما سجلت فى ذهنها ملاحظة بان عليها ان تسال اندريو عما كانت تفعله مدبرة منزله السابقة بشان طلب المؤونة للمنزل ، وكيفية دفع ثمنها
بدت الخزانة فى المطبخ خالية الا من مستلزمات القهوة ، اما بعض وجبات الطعام الجاهزة فاخذت تذوى فى الثلاجة . اضطرت ميرسى الى الخروج مسرعة من المنزل لتشترى ما تطلبه فطور اليوم الذى تم رفضه بازدراء ، كذلك فطور يوم غد ، مستخدمة لذلك مواردها الحالية الضئيلة . لطالما اعتقدت ان شقيقها غير لبق ، لكن يبدو ان رب عملها هو فريد من نوعه فى هذا المجال !
مع حلول الساعة الثامنة ، اعتبرت ميرسى ان نهار عملها قد انتهى . فقد كانت تشعر بالحرارة والقذارة ، وتفوح منها رائحة سائل تلميع الارضية ، كما كانت قدماها تؤلمانها . وضعت فى المايكروويف وجبة مثلجة ، ووعدت نفسها وهى تجمع اغراض عشائها على صينية ، بان تسترخى لمدة ساعة امام شاشة التليفزيون فى الجناح المخصص لها . اما بعد ذلك فسوف تاخذ حماما ساخنا وتنام باكرا . كشرت مبتسمة ابتسامة عريضة ، وهى تتذكر ما تقوله كارلى عنها ، فصديقتها تقول لها انها تتصرف كما لو انها فى منتصف العمر ، لا كما تتصرف الفتيات اللواتى هن فى مثل سنها . لكنها سمعت الجرس يرن . اهو السنيور باسكالى ؟ هل نسى المفتاح فى مكان ما ؟ تمنت ميرسى لو انها ليست على هذا الشكل المزرى تماما ، لكن ليس امامها وقت كاف لترتب مظهرها . سمح باب المنزل المفتوح لنسمة هواء باردة قادمة من النهر بالدخول ، كما دخلت ايضا القنبلة الشقراء
اعلنت ميرسى وهى تستنشق نفسا ملا رئتيها بعطر رهيب ومسكر : انه ليس موجودا
توجهت تريشا نحو الدرج وقالت : اعلم
كانت المرأة ترتدى فستانا اسود لامعا يتالق اناقة وهى تتحرك ، وقد التصق بجسمها مظهرا رشاقتها
تابعت : انه يتاخر دوما ايام الثلاثاء . سوف انتظره فى غرفه نومه . كونى فتاة مطيعة ، واحضرى لى زجاجة من العصير مع كوبين
بالرغم من تربيتها الاخلاقية العالية ، فان ميرسى ليست من النوع المتزمت . وهى تدرك ان البعض يقيمون علاقات غرامية خارج اطار الزواج ، وربما يكون هذان الاثنان مغرمين ببعضهما البعض حقا ، فرجل يمثل وسامة اندريو ، لابد ان يختار شريكه تلائمه . حسنا ! لم عساها تتنهد الان متاففة وهى ذاهبة لتنفيذ ما طلبته تريشا ؟
اهو الحسد ؟ آه ! هذا هراء مطلق !
بعد كمرور دقائق قالت ميرسى بمرح وهى تدخل غرفة نوم اندريو : انت لم تخبرينى اى نوع من العصير تريدين لذا احضرت لك نوعين
كانت الشقراء تتفحص صورتها امام المرآة الطويلة التى تسمح لها برؤية جسدها باكمله ، فاخذت تستدير ذات اليمين وذات اليسار كانها تبحث عن التطمين وتريد التاكد من اناقة مظهرها
رفعت ميرسى نظرها بعد ان وضعت الزجاجتين والكوبين على الطاولة الى جانب السرير ، وهى طاولة منحوتة تصرح بوضوح بالثروة ، كما هو الامر بالنسبة لبقية هذه الغرفة التى تغلب عليها الطابع الذكورى . لاحظت ميرسى لاول مرة ان المرأة تبدو متوترة الى حد كبير تحت ذاك التبرج الذى وضعته على وجهها ، وان فمها يرتعش ، وكذلك هى يدها
-هل انت بخير ؟
ردت المرأة قائلة : افتحى زجاجة العصير . انا بحاجة الى شئ يقوينى
بعد ذلك استلقت على السرير وخلعت حذائها ذا الكعبين العاليين ورمته بقوة
احست ميرسى ان معدتها تنقلب مولدة شعورا بالغثيان ، لدى رؤية الشقراء المستلقية على الاغطية الحريرية المطرزة باناقة . قررت ان تخرج من الغرفة بلباقة ، لكن محاولتها باءت بالفشل بعد ان همست لها الشقراء : ابقى برفقتى لعشر دقائق
تاسفت ميرسى على عشائها الذى برد الان ، بلا شك . لابد ان وخزات الجوع وحدها هى المسؤولة عن شعور الغثيان الذى اصابها لدى استلقاء الشقراء على سرير اندريو . اقتربت ميرسى وجلست على حافة الفراش ، ثم سالت المرأة : ما الخطب ؟
يبدو بوضوح ان هنالك خطب ما ، فالنساء الجميلات الواثقلات بانفسهن لا يبحثن عن رفقة الخادمات البسيطات الا اذا كن منزعجات قلقات ، فلا يستطعن تحمل البقاء وحيدات برفقة مشاكلهن
ردت وهى ترفع كتفيها الرائعتين وتهزهما قليلا : لا شئ لا يمكن حله ... امل ذلك
ما ان خرجت كلمة امل ذلك حتى علت وجهها مسحة تواقة كئيبة ، وبدت مستغرقة فى التفكير . قالت لها ميرسى داعمة : فكرى بايجابية . فى كل مرة اواجه فيها مشكلة ما ... وصدقينى لقد واجهت عدة مشاكل ...
الا ان تريشا تابعت كلامها غير مبدية اى اهتمام بمشاكل ميرسى الماضية او الحالية ، فقالت : يمكنك كذلك ان تعلمى وهذا امر معروف جدا ، ان اندريو وانا ...
اخذ صوتها يرتجف وهى تتابع : ... واجهنا انهيارا فى علاقتنا . كان على وشك ان يسالنى الزواج منه حينما حدث الامر ....
اخفضت بصرها باتجاة ميرسى بشكل جانبى وتابعت : هل تعرفين ان كان يقابل امرأة اخرى ؟ هل تمكنت امرأة محتالة ان تقبض بمخالبها عليه ؟
اعترفت ميرسى وهى تشعر بالتعاطف تجاه تريشا : ما من سبيل لكى اعلم
فهى تستطيع ان تتفهم ان اى امراة قد تقع فى غرام ذاك الايطالى المذهل ، وتتفهم كذلك اذا احست اية امرأة بانها بائسة تماما لاعتقادها انها فقدته
قالت لها مهدئة : ان كان مغرما بك ، وعلى وشك ان يعرض عليك الزواج ، فليس من المرجح ان ينسجم مع امرأة اخرى بهذه السرعة . اليس كذلك ؟ لابد انه شجار العاشقين ، ولا شئ جدى . صديقتى كارلى تتشاجر دائما مع صديقها دارن ، ثم يعودان فيتصالحان . انهما فى الواقع على وشك الزواج . لذا ، تمسكى بما هو ايجابى ، اى بانكما مغرمان ببعضكما الى حد الجنون
بما ان خطاب ميرسى المشجع لم يترك اى تاثير فى تريشا سوى منحها نظرة ازدراء غير مصدقة ، وبما ان ميرسى كانت ترغب فى تناول عشائها ، نهضت واقفة على قدميها وقالت : انك رائعة وجميلة جدا ، وهو لن يخاطر بفقدانك بسبب اختلاف صغير فى الراى
كانت قد وصلت الى الباب حين تكلمت تريشا من جديد وقد اشرق وجهها بشكل واضح ، فقالت : انت على حق ، بالطبع انت محقة جدا ، و ... ما رايك بان تحسنى صورتك قليلا ؟ ايمكنك ذلك ؟ قد يكون مزاجه معكرا بعد جلسة نهار الثلاثاء ، ونحن لا نرغب بجعله اسوا . اليس كذلك ؟ لا اقصد الاهانة ، لكنك بالكاد تبدين منظرا يسعد الرجل لدى عودته الى المنزل . الا تظنين ذلك ؟
جاءت تلك الملاحظة مؤلمة كوقع السوط عليها . شعرت ميرسى بالغضب وهى تمشى متثاقلة نزولا على الدرجات . آه ! ربما كانت تلك المرأة ببساطة تصرح بما هو فى منتهى الوضوح
دفع اندريو اجرة السائق ، ثم ركض بسرعة قافزا فوق بلاط الرصيف ، نحو منزله . واخيرا وجدها ! يا لتلك الفكرة العظيمة ! الفكرة التى ستجعل وجبات كورونيت الجاهزة تباع بسرعة عن رفوف المخازن
تمعن اندريو بالمشروع الجديد ، وراجعه بصورة جيدة من العمل المحموم ، لكن ايا من افراد فريق عمله لم يشعر بالحماس . اتفق الجميع على انه موضوع كئيب وممل . كان هؤلاء قد اعتادوا على مشاريع تستهدف الاثرياء الفاتنين ، فاعتبروا هذا الموضوع تحديا جديدا ، وهم لا يرغبون بالنهوض لمواجهته .
من الذى يرغب فى التعامل مع شئ دنيوى عادى كالفطائر المثلجة والفاصوليا مع مرق اللحم اللزج ؟ من عساه يستطيع جعل مواد مملة كهذه تبدو عصرية رائجة او حتى ملفتة للنظر ، حتى لو كانت مصنوعة من مواد عضوية ، قليلة الدسم ، قليلة الملح ، ومفيدة للانسان بشكل ممل ؟
اوضح لهم اندريو بكلمات لاذعة : نحن نستهدف سوقا مختلفة . انسوا التالق . علينا ان نصيب ما هو مفيد ، صحى وجيد بكل بساطة
ثم طرات له الفكرة ... تماما بهذه البساطة ! ذاك التعبير الجدى النابع من القلب ، تلك الشخصية الصغيرة الذليلة ، وهى تطلب منه ان يتناول فطوره كما لو كان صبيا صغيرا عاقلا ! جل ما عليه فعله هو اقناعها . عليه ان يكلمها برقة اذا تطلب الامر . بالطبع يمكنه استخدام شخص محترف لتادية الدور ؟، وذلك باستخدام ادوات التبرج مع بزة عمل واسعة وشعر مستعار بالاضافة الى كل ما يتطلبه الدور ، لكن هاورد تبدو طبيعية بالفطرة
اغلق اندريو الباب خلفه ، ثم اخطره وقع خطوات متثاقلة ان المرأة موضوع افكاره تسير نزولا على الدرج
علت ملامح وجهه ابتسامة عريضة فيما هو يراقب ميرسى . انها مناسبة جدا للدور هكذا بثوب العمل الذى يغطيها ، بشكلها المهمل وشعرها المنفوش وحذائها الكبير . يبدو ذلك مثاليا !
شعرت ميرسى ببعض الاضطراب ثم استعجلت مشيتها . من المفترض الا يراها . فبحسب ما تقوله تريشا ، انها ليست منظرا قد يجعل الرجل مسرورا بعودته الى المنزل ، او يرفع معنوياته . لكنه بدا فى مزاج جيد . كان يتكئ الى الى الباب خلفه ، وقد بدت بنيته الرائعة مسترخية . جعلتها ابتسامته تشعر بالرجفة ، فتمايلت بشكل جلى وواضح
-اما زلت تعملين ، هاورد ؟
هل يجدر به ان يفاتحها بالموضوع الان ؟ ربما لا . انها تبدو متعبة ، لذا فكر ان الصباح سيكون توقيتا افضل
بدت نبرة اندريو الودودة مفعمة بالاهتمام القوى الدافئ ، لكن ميرسى تجاهلتها . تمنت لو انه لا يناديها باسم عائلتها ، فذلك الامر يجعلها تشعر بانها ليست من الجنس الانثوى ، بل كانها تبعد سنوات ضوئية عن تلك الشقراء المستلقية على ذاك السرير فى انتظار اندريو
استجمعت ميرسى تفكيرها العقلانى . لماذا يهمها الاسم الذى يناديها به ؟ فبالنسبة لاندريو هى ليست ذات جنس محدد . انها غرض تم استخدامه للمحافظة على نظافة منزله وغسل ملابسه الوسخة . نزلت الدرجات الاخيرة المتبقية ، واسقطت من حسابها ملاحظة تريشا الجارحة ، لان المرأة بكل بساطة تشعر بالانزعاج والغضب ، ثم اعلمت اندريو بالسر الذى تعرفه : وصلت صديقتك الحميمة منذ فترة قصيرة
ثم اضافت بجراة كبيرة : انها فى غرفة نومك ، وهى منزعجة جدا بسبب مشكلتكما
بدا الغضب مشتعلا فى النظرة التى وجهها نحوها ، وهو يسالها : تريشا ؟
ردت ميرسى وهى غير قادرة على ردع نبرة الانتقاد البادية فى صوتها قائلة : بالطبع !
تساءلت كم صديقة حميمة لديه ، بحق السماء ! تابعت ناصحة اياه : ما من داع لان تغضب ، وان تدخل فى شجار معها . لا اعلم ما الذى سبب شجار العاشقين ، ولا ارغب بمعرفته ، لكن عليكما ان تتحدثا عن الامر بهدوء ، ثم تقبلا بعضكما وتتصالحا . مهما يكن الامر فهى ما زالت المرأة التى اردت الزواج بها ، وهى مجنونة بحبك و ....
احكم اندريو قبضته القوية حول معصمها ، وقال : اسكتى ! هيا الى الاعلى . انا بحاجة الى شاهد
جذبها اندريو ليجرها مجددا الى الطابق العلوى بسرعة بدت لها كسرعة الضوء ، فشهقت ميرسى : هل فقدت عقلك ؟
ثم سقطت على الارض غير قادرة على الوقوف ، وشهقت من جديد ، فالتقطتها اندريو بحركة فجائية سريعة ، واضعا ذراعه حول خصرها ليدعمها ويجبرها على المتابعة
فى هذه الاثناء رد عليها وهو يصر اسنانه : كلا . انا فقط غاضب جدا ! عليك الا تسمحى لتلك المرأة بدخول منزلى من جديد ، وهذا امر
لم يكن باستطاعة ميرسى ان ترد عليه ، فقد سلبت انفاسها منها بسبب امساك اندريو بها الى جانب جسده القوى الصلب . احست برجليها تخذلانها وكانهما تحولتا الى هلام ، كما ان هذا الموقف جعلها تستعيد ذاك الشعور الغريب المخجل الكامن فى اعماق اعماقها . فكرت بجموح عندما افلتها اندريو امام باب غرفة نومه تماما ، لابد ان هذا هو الشعور الذى ينتاب المرء عندما يلتقطه اعصار . حدقت فى اللوحة المغرية المستلقية على السرير . تريشا بشعرها الكثيف المرتب بمهارة ومكر على الوسائد ، فى حين ان حاشية فستانها ارتفعت الى الاعلى بشكل غير لائق وخال من الحشمة . وحينما اقترب اندريو منحنيا فوقها ، جاءت ردة فعلها كالقطة التى تخرخر لدى مداعبة معدتها
امتلات عينا تريشا الحارتان الرطبتان بالغضب المجنون ما ان حطتا على ميرسى ، التى كانت ما تزال منقطعة الانفاس وترتعش بشكل غريب
تحول الاعصار الان الى جبل جليدى ، فبدت ملامح وجه اندريو المنحوتة بدقة فاترة ، خالية من الشعور ، مجردة من الرحمة ، وهو يستخدم هاتفه النقال . اما صوته فهدر كعاصفة ثلجية قطبية وهو يعلم تريشا قائلا : سوف تصل سيارة الاجرة الى هنا خلال خمس دقائق لتنقلك الى منزلك . اقترح ان تنتظرى قدومها فى الخارج . علاقتنا الغرامية انتهت تماما ، وانت تعرفين ذلك حق المعرفة . كان هناك احتمال بان تنتهى هذه العلاقة بشكل ودى ، فانت تعرفين شروط اللعبة . اما الان ، وبعد ما حدث ، اذا ما حاولت الاتصال بى ، او الاقتراب منى لمئة ياردة او اقل ، فسوف اهينك واصدر امرا من المحكمة يجبرك على الابتعاد عنى ، وسوف تكون تلك صفعة قوية لك ، حتى انك لن تستوعبى ما الذى اصابك
توجهت المرأة نحو الباب ، فيما غطى وجهها الجميل قناع من الغضب الانتقامى الحقود . اما ميرسى فسقطت جالسة فوق الاغطية المكومة على حافة السرير السفلية ، ذلك انها ما عادت تثق بقدرة رجليها على حملها واقفة للحظة اخرى . شهقت قائلة وقد اتسعت عيناها الكبيرتان المليئتان بالادانة والالم : كان ذلك تصرفا فظا جدا !
استدار اندريو نحوها فيما اومضت عيناه بشرارات من عدم التصديق وثنى العبوس احد حاجبيه . الا انها لم تقدر على الانقياد للظلم او تقبله فتابعت قائلة ببسالة بغض النظر عن ذلك : المرأة المسكينة هى ببساطة مغرمة بك ، وهى لا تستحق ذلك النوع من المعاملة
بعدئذ شعرت بالغثيان ، فيما لفها صمت جليدى ما جعل جلدها يخزها ، وفكرت انها لا شك ستفقد وظيفتها . تانيبها وتوبيخها له يعتبر مقبولا لو انها كانت احد موظفيه المسنين القدماء ، او انها كانت تعتنى به منذ ولادته
انها تقوم بوعظه واعطائه الدروس حول تصرفاته السيئة ، ولم يمض على وجودها فى خدمته سوى يومين ! لماذا لا تتعلم الاحتفاظ بافكارها لنفسها ؟ اخذت يدا ميرسى تلتفان بتوتر فى حضنها
تساءل اندريو بتكشيرة تنم عن عدم التصديق ، بحق السماء ! كيف تجرؤ ميرسى على مساءلته عن افعاله فتعطيه المواعظ الاخلاقية ، وتطلق من فمها هذا الهراء ؟ فتح فمه ليقول لها بان تغرب عن وجهه وان تراقب كلامها من الان فصاعدا ، اذا ما رغبت بان تتمسك بوظيفتها المريحة المربحة ، لكنه عاد وذكر نفسه بالخدمة التى يريدها منها ، فقام باغلاقه بدهاء مجددا
قال لنفسه بايجاز وهو يرخى كتفيه ، ان امرأة ذات خلفية متواضعة وتتمتع بافق ضيق مثلها ، ليست لديها على الارجح ادنى فكرة عن الموضوع . ما كان ليورطها فى هذا الامر المزعج ، لو لم يكن بحاجة الى شاهدة اذا ما اضطر الى اللجوء الى محضر ردع من المحكمة
صر اسنانه قائلا : انا اسف لانك تعتقدين ذلك
انه ليس معتادا على تفسير ما يفعله لاى كان ، اما الان فعليه ان يعض على جرحه . لاحظ متفاجئا ان التوهج فارق عينيها المدهشتين ، وانها اخذت الان تنسحب كما لو انها مداسة تحت الاقدام ومثبطة العزيمة
خنق اندريو نوبة غضب اوشكت ان تنتابه ، فغير رايه وغض النظر عنها . لا سبب يدعوه لان يشعر بالاسف نحوها ، فهى قادرة على الدفاع عن نفسها . اضطر الى تلقى العديد من الدروس والمواعظ خلال الفترة القصيرة التى عملت فيها لديه ، وذلك اكثر مما تحمله طيلة سنوات عمره الواحدة والثلاثين !
بعيدا عن سيناريو العناق والمصالحة الذى فكرت به تريشا ، سكب اندريو العصير فى الكوب النظيف ، ثم ناوله لميرسى قائلا برقة فاجاته الى حد بعيد : اشربى هذا هاورد ... سوف يساعدك على التعافى من المشهد المزعج الذى اجبرتك على حضوره
احست ميرسى كان لدغة اصابتها ، فاطبقت اناملها حول الكوب الزجاجى . ما عساه يظن بها ؟ ايظن انها من الفتيات التقيات المتدينات الميؤوس منهن ، لمجرد ان والدها كان رجل دين ؟
ردت بشجاعة ، وهى غير قادرة على تحمل شفقته : انا بالفعل ارغب فى تناول بعض العصير سنيور ، كما اننى لا اضع غطاء على راسى كما ترى
تحرك فم اندريو الانيق بطريقة مميزة ، ثم قال : حسنا ! لاصحح لك معلوماتك ... لم تكن لدى نية مطلقا بالزواج من تريشا لوماكس ، كما انه ليست لدى نية بان اربط نفسى باية امرأة اذا صح القول ، تريشا تعرف ذلك تماما . خلال علاقتنا الغرامية – التى اتضح انها قصيرة المدى – كنت وفيا تماما لها ، اما بعد انتهاء هذه العلاقة ، فلن تكون هنالك مشاعر الم او غضب . وقد قدمت لها هدية جميلة وقيمة لاعبر عن احترامى وتقديرى لها
تساءل اندريو ان كانت لديها اية فكرة مطلقا عن كيفية سير مثل هذه الامور . تساءل بعد ذلك لما عساه يهتم ، لكنه جلس الى جانبها على حافة السرير ، ثم اعلمها بجفاف : هذه الترتيبات هى امر شائع بين الناس
بدا راس ميرسى يسبح ، واحست بالدوار لقربها منه الى هذا الحد . تمتمت قائلة : يبدو الامر لا اخلاقيا بالنسبة الى
سيطر عليها شعور بالحذر والغرابة ، وفكرت انه يجدر بها مقاومة ذلك التوتر العصبى الذى يتملكها ، ثم سالته : هل فكرت بان تلك المرأة المسكينة قد تكون واقعة فى غرامك ؟
وتابعت مفكرة ان ذلك ما ستفعله اية امرأة تتمتع بعينين تمكنانها من الرؤية وبجسد يتوهج بما يكفى من الحياة
يا الهى ، الهمنى الصبر ! اخمد اندريو رغبته التى تدفعه لان يامرها بالا تتفوه بهراء كالذى يؤمن به اليافعون الاحداث ، فهو يحتاج اليها كى تقف الى جانبه فى الوقت الحالى . اجبر نفسه على الكلام من خلال اسنانه التى تضغط على بعضها ، قائلا : المرأة التى تتمتع بمشاعر قوية وعميقة ، كانت لترد العقد الماسى ... هدية الوداع والفراق ، وما كانت لتتمسك بالحلى العديدة الباهظة الثمن التى حصلت عليها من خلال الفترة التى كنا فيها سويا . الشئ الوحيد الذى احبته تريشا لوماكس ، عدا عن نفسها ، هو حجم حسابى المصرفى . وهذا يقودنا الى شرح مطول حول الاسباب التى دفعتها كى تعتقد بانها قادرة على تغيير رايى بخصوص الزواج
كانت ميرسى على وشك ان تعلمه بان تلك وجهة نظر بالغة الانانية ، لكنها صمتت فيما تابع اندريو كلامه من غير ان تبدو عليه اية لمحة من الشفقة على نفسه ، فقال : منذ بلغت اواخر سنى المراهقة راحت النساء يرمين بانفسهن على . وبما اننى كنت فتى يافعا يتمتع بالرجولة والاندفاع الطبيعى نحو النساء ظننت اننى فى الجنة ، الى ان قام جدى بتحذيرى . جدى هو اكثر الرجال الذين عرفتهم حكمة ، وقد حذرنى قائلا بان القلوب التى تخفق داخل تلك الصدور المبهجة ، هى مليئة بالجشع وحب الثروة . كان رجلا ذا خبرة واسعة وقد ادرك ان ضخامة ثروة عائلة آل باسكالى تشكل اغراء للكثيرات . هو من علمنى ان استمتع بتلك الكائنات الجميلة الرائعة من دون ان اقع فى شباك احداهن ابدا .
قال لى : تزوج فقط حينما تصبح حاجتك الى وريث امرا رئيسيا ، لكن قم بانتقاء عروس تتمتع بثروة خاصة لها ، ولو كان وجهها بشعا كسلة المهملات .
فيمكنك الحصول على العشيقات الفاتنات بالعشرات مقابل مبلغ زهيد من المال
تابع اندريو وهو يشفق على مدبرة منزله ، مسيئا فهم تعابير وجهها المرتعبة : لقد شعرت بالصدمة ، اليس كذلك ؟
وثب بعدها واقفا على قدميه ، واردف : لكننى رغبت بان تعرفى اسبابى ، وبان تكفى عن اتهامى بجرح مشاعر المرأة وفطر قلبها . ان الفارق الوحيد بينها وبين غيرها من النساء هو انها لم تلتزم بالشروط . قررت ان باستطاعتها اقناعى بالزواج منها ، لكى تستولى على اموالى !
اطلق اندريو تنهيدة تنم عن نفاد الصبر ، فيما تصلب جسمه فجاة . هو لم يقم بشرح اسبابه لاى كان من قبل ، حسبما ذكر نفسه مرة سابقة خلال هذه الامسية . اذا لم هذا التغيير الان فى عاداته التى لازمته طيلة حياته ؟ لقد وظف هاورد لتكون مدبرة منزله ، لتكوى جواربه ... او مهما كان ما تقوم به ، ولم يوظفها لكى يفسر لها اسلوب عيشه
ارخى اندريو حاجبه وهو يلاحظ ان تينك العينين الزرقاوين الكبيرتين المدهشتين غدتا مشبعتين بالتعاطف معه . فكر انه ربما يستطيع فعل شئ ما بخصوصهما ، كوضع عدسات لاصقة بلون الوحل ، على سبيل المثال
هنا اندريو نفسه وهو ينحنى ليجلس الى جانبها . اخيرا تمكن من اقناعها لتقف الى جانبه . فبعد ما قد قاله لها ، لابد انها ستغير رايها بالقصة المحزنة التى ابتدعتها تريشا ، ولن توجه اليه اية اتهامات تتعلق بالقساوة والفظاعة
امتلا قلب ميرسى بالشفقة عليه وبشعور اخر مختلف تماما ، فيما عاد ذاك الايطالى المدمر ليجلس الى جانبها مجددا على حافة السرير . شعرت باسف شديد مؤلم على اندريو . مسكين ... مسكين هذا الرجل ! انه غاية فى الروعة والوسامة والحيوية ، فكيف يمكنه ان يصدق ان اية امرأة لا يمكنها ان تغرم به لشخصه هو وليس لاجل حسابه المصرفى ؟ بوسعها ان تخنق جده العجوز الفظ المتهكم لانه زرع هذه الفكرة السخيفة فى راسه !
-هاورد ....
-نعم سيدى ؟
رفعت ميرسى نظرها نحو فمه الذى اطلق تلك التمتمة المنخفضة النغمة ، لكنها بسرعة عادت وحولت نظراتها . بدت عيناه لامعتين بوهج تام كالفضة الخالصة ، تحت اهداب شديدة السواد . بدا تماما كالرجل الذى يراقب هدفا وضعه نصب عينيه
تورد خدا ميرسى بلون جامح ، ووبخت نفسها على تفكيرها هذا ، عندما تكلم اندريو قائلا : تخلصى من كلمة سيدى هذه ، ولنكن صديقين
احنى راسه بحيث اصبح نظره موجها مباشرة الى وجهها . هنا فى حميمية غرفة نومه وفيما هو قريب منها الى هذا الحد ، استطاعت استنشاق عطر ما الحلاقة الخفيف برائحة الليمون الذى يضعه . شعرت بحرارة جسده ، ما جعل احشاءها تتلوى بتوتر . اخذ نفسها يخرج بطريقة لم تختبرها مطلقا من قبل . ابتعلت ريقها مجهدة ، محاولة بحدة ان تتمالك نفسها ، فقالت : حسنا !
بالنظر الى اسلوب حياته المعهود لابد انه معتاد على النظر بهذه الطريقة الى اية امرأة مهما كان عمرها . انها مجرد عادة . كانت ميرسى منشغلة بوضع اللوم على جد اندريو الذى اوصله الى مثل هذا التفكير ، عندما قال اندريو بصوت مخملى خافت بدا لها كانه يقطر عسلا : لدى عرض اقدمه لك
*****
انتهى الفصل الثانى


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس