عرض مشاركة واحدة
قديم 26-11-17, 11:49 AM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

6- لا تتركينى !
استيقظت ميرسى كالعادة فى تماما الساعة السادسة . تسللت خيوط اشعة الشمس الدافئة الى غرفتها ، فيما بقى المنزل الكبير ساكنا ... ساكنا جدا
ما الذى عساه جرى للاعصار الصباحى المبكر المعتاد ؟ ما الذى جرى لاندريو الذى يهرع خارجا ليقوم بالهرولة الصباحية الباكرة ، ولصفعة الباب المتميزة بالحماس والفرح وهو يخرج من المنزل ؟ اين الاشارة التى تعنى بان عليها ان تكون مستيقظة ومنهمكة ومنتظرة الصاروخ العائد ، الذى يعلمها بعودته ويتوجه الى اخذ حمام سريع ؟ اين الصوت الذى يغنى شيئا ما بالايطالية ، والذى يطلقه باعلى صوته الرخيم الشجى ، فيشكل اشارة لها ببدء تحضير الفطور ؟
قررت ميرسى ان اندريو على الارجح قد استغرق فى النوم ، بعد ان تذكرت ما اعلمها به مساء الامس ، اذ قال لها بان لا فكرة لديه كم سيتاخر فى السهر . تذكرت ايضا الاسلوب الفظ الذى استعمله لابلاغها بذلك . انه يستحق ان تتركه مستغرقا فى النوم الى صباح الغد ! ذلك كان التفكير الاولى غير اللائق الذى مر بذهن ميرسى ، وهى تلبس سروالها المطبع بالازهار القرمزية ، مع القميص القرمزية . فهذه الملابس التى ارتدتها مساء الامس ، جعلت دارن صديق كارلى يطلق صفير اعجاب شبيه بصفير الذئاب
ستضطر الى القرع على باب غرفة نوم اندريو حتى توقظه ، لم يكن بمقدور اندريو ان يعلم ان باستطاعته ان يؤذيها ويجرح مشاعرها بهذه السهولة ، فالذنب فى ذلك يعود اليها بالكامل ، لانها تحمل مشاعر سرية تجاه رب عملها ، كما لو انها فتاة مراهقة
كانت كارلى قد احضرت صديقها دارن برفقتها ، لسوء الحظ ، لذا لم تتمكن ميرسى من اطلاع صديقتها على ما تمر به ، وطلب نصيحتها بخصوص ذلك . لكنها قررت ان ذلك قد يكون لصالحها ، فيما توجهت مسرعة نحو غرفة نوم رب عملها . كانت كارلى لتقول لها بانها حمقاء . حسنا ! يمكنها ان تستغنى عن سماع ذلك من صديقتها فهى عاقلة بما يكفى وقادرة على تخطى الامر بمفردها تماما
لم تحظ طرقات ميرسى المتكررة على باب اندريو باى رد من قبله . احست ميرسى بتقلص فى معدتها فيما تداركت ما يفترضه صمت اندريو عن الرد . نزلت ميرسى الدرجات الاخيرة للسلم وهى مثبطة الهمة كئيبة ، وقد توصلت الى الاستنتاج الحتمى المثير للغثيان ، بان اندريو لم يعد الى المنزل اصلا . لاشك فى انه امضى الليلة برفقة امرأة جديدة ما . امرأة جميلة ، متميزة ، وذكية تحسن التصرف مع الرجال . انها بديلة لتريشا التى تخلص منها نهائيا
لكن اول شئ راته ميرسى ما ان وصلت الى الردهة ، هو سترة اندريو الملقاة على الارض . اول فكرة مجنونة اسرتها ، هى ان اندريو قد عاد ، ما يعنى انه ليس بصدد خوض علاقة غرامية مع امرأة جديدة ! اما الفكرة الثانية ، فهى انه استيقظ وخرج من المنزل ابكر من موعده المعتاد ، وقد اغرته اشعة الشمس فى الصباح الباكر
التقطت السترة ، ثم نفضتها وهى تطلق صوتا ينم عن عدم الرضى ، وعلقتها فوق المسند الخلفى للكرسى حتى تاخذها لاحقا الى غرفته . توجهت نحو المطبخ كى تجمع مكونات فطور اندريو ، نصف ليمونة غريب فروت مع الفطر على الخبز المحمص ثم انتظرت الاصوات المنبثة بعودته ، وانتظرت ....
مع حلول الساعة الثامنة والربع ، اصبحت ميرسى واثقة من ان هنالك خطبا ما
استنشقت نفسا عميقا ، ثم عادت وتوجهت الى الطابق العلوى نحو غرفة اندريو ، وسارت متقدمة الى داخل الغرفة مباشرة . غاص قلبها الى اعماقها حين راته ممددا هناك على السرير مرتديا ملابسه باستثناء سترة البذلة . بدا تنفس اندريو بطيئا وثقيلا ، وتساءلت ان كان يجدر بها ان تتركه نائما حتى يصحو من تلقاء نفسه
اطلق اندريو انينا ثم استدار على ظهره ، فيما بقيت ذراعاه ممدودتين الى جانبيه . دنت ميرسى من السرير بحركة خفيفة ، ثم القت احدى يديها الباردتين على جبينه ، وسرعان ما ادركت بانه يعانى من ارتفاع شديد فى الحرارة . تخبطت معدتها بشكل مؤلم حين ادركت انه مريض
فتح اندريو عينيه المحرورتين ، وقال : كم الوقت الان ؟
-تجاوز الساعة الثامنة
راقبته ميرسى بقلق متزايد وهو يجاهد كى يجلس مستقيما ، عضت على شفتها فيما قال لها اندريو بصوت يشبه النقيق : يفترض بى ان اكون قد غادرت المنزل فى هذا الوقت . احضرى لى قهوة سوداء
دفعة رقيقة على كتفه كانت كافية لجعل اندريو ينهار مجددا ، ويستلقى الى الوراء على الوسائد . قالت له ميرسى بحزم : انت لست على ما يرام ، ولن تبرح الى اى مكان اليوم . ابق حيث انت . ساحضر لك مشروبا تتناوله
كانت اولويتها الان هى مكالمة طبيبه هاتفيا . حماسها الحاد وقلقها عليه ، جعلاها تبلغ المطبخ فى وقت قياسى . هناك تصفحت دفتر ملاحظات كانت قد ملأته مدبرة المنزل السابقة ، مدونة ارقاما مفيدة وهامة . ضغطت بقوة على رقم هاتف العيادة الخاصة بطبيب اندريو
تلقت التاكيد المطمئن من الطبيب آلينغهام بانه سيحضر خلال النصف الساعة القادمة ، فاستقرت دقات قلبها على نمط ابطأ
كان اندريو يجاهد للجلوس مستقيما من جديد ، فور دخولها الى غرفته مجددا ، حيث قال : ساصل متاخرا
بعد اقل من لحظة ، انهار اندريو مجددا على الوسادة فاقد القوى
خلعت ميرسى حذاءه من غير ان تسمح له بان يخمن او يقدر كم هى قلقة عليه ، وهى تقول : قلت لك للتو انك لن تعمل اليوم . اخبرنى فقط بمن على ان اتصل حتى اشرح له الوضع ، بعد ان يراك الطبيب
اطلق اندريو رفضه بحرارة لاذعة : لست بحاجة الى طبيب ، ايتها المرأة البائسة !
ثم اطبقت عيناه فجاة ، كانما ارهقه الاعتراض . فبدت رموشه الطويلة الكثيفة على شكل هلالين بلون الدخان ملتصقتين ببشرته الشاحبة
احست ميرسى بالذعر وتنبهت الى الخطر المحدق باندريو ، كارهة رؤيته على هذا الشكل . لطالما راته يتالق ممتلئا بالحيوية ، لذا جرت عدوا نحو الحمام . فملآت كاس ماء من الصنبور البارد ، ثم عادت ورتبت لنفسها فسحة على السرير الى جانبه . مررت ذراعها تحت كتفه ، ثم رفعت راسه وقالت برقة : اشرب هذا
بدا كانه يحترق من شدة الحرارة ، تساءلت ان كان هناك ما يكفى من الوقت لاقناعه بارتداء ملابس نظيفة مخصصة للنوم قبل وصول الطبيب . امسكت الكوب وقربته الى شفتيه ، محاولة تجاهل ومضة البرق التى ضربتها بقوة وصولا الى اعماقها ، فيما احتك وجه اندريو بجسمها
فتح اندريو احدى عينيه وقد شعر بالكوب البارد الملامس لشفتيه الحارقتين الجافتين . انها ترتدى قميصا قرمزية اللون اليوم . ارتشف مطيعا رشفة ماء ، ثم ادار راسه المتالم نحوها من جديد ، فاحس بشعور افضل الى حد كبير . تاثر جسده بقربها منه ، ولم يعد لديه شك بخصوص الجاذبية التى يشعر بها نحوها . القى براسه على كتفها متاوها . يا لهذا المرض ! لو لم يكن يشعر بهذا الوهن والضعف ، لرماها على السرير ، وراح يعانقها الى ان يشبع شوقه ولهفته اليها ، مهما كانت العواقب !
اخذت ميرسى نفسا شديد الاهتياج ، فيما جاش صدرها تحت القميص الحريرية ، ففاضت فى اعماقها الحرارة الملتهبة . ايمكنه ان يعلم ما الذى يحصل لها ؟ اتراه يدرك ما الذى يفعله بها ؟ اوه ، انها حقا تامل الايكون مدركا لتاثرها به .
لاشعوريا تصلبت الذراع التى كانت تسند كتفيه العريضتين ، فجذبته ليدنو منها اكثر ، كما تفعل الام بصغيرها ، بالرغم من انها حتما لم تكن تقصد بوعيها وادراكها ان يحدث ذلك . حبست ميرسى نفسها ، فيما اطلق اندريو صوتا خشنا من اعماق حلقه ينم عن الارتياح . لقد حلمت ميرسى بهذه الحميمية القريبة ، كما تاقت اليها بشكل سرى محزن . بدا توقها هذا كبيرا جدا الى حد انها ما عادت قادرة على التفكير بشكل صائب . اما الان ، وقد حدث الامر اخيرا ، تنبهت خلايا جسدها باكمله دون استثناء بقوة مفرطة
تسمرت عيناها المبهورتان على قمه شعره الاسود المشعث . فاطبقت اسنانها بشدة ورزانة خشية ان تقوم باى تصرف طائش ، اما قلبها فتضخم متالما بسبب حساسية اندريو وضعفه ، البعيدين عما يتميز به عادة من الحيوية والقوة . لعلها بالغت فى ردة فعلها فى الاتصال بطبيبه ، لكن عليها ان تقر بانها قد تفعل المستحيل كى تراه سليما معافى من جديد
فليساعدها الله ! انها تهتم لامره حقا ، بغض النظر عن غروره وكل شئ اخر مغيظ فى شخصيته . انها تحبه بكل قلبها وروحها !
ادراك ميرسى لهذا اصابها بصدمة قوية ووحشية . حبست انفاسها لفداحة ما يجرى لها . اغمضت عينيها فى محاولة لصرف تفكيرها عن هذه الافكارالخطيرة ، لكنها توقفت عن المحاولة حينما ادركت انها غير قادرة على تغيير مسار تفكيرها
لم ترغب مطلقا بان يحصل ذلك ، فقاومت بشدة رافضة هذه المشاعر ، كما انها لم تكف عن القاء المواعظ على نفسها حول حماقة الوقوع فى غرام رجل كاندريو ، فهو يعتبر النساء ادوات تسلية ولعب ، ويتخلص منهن حالما يفقد الاهتمام بهن
قررت ميرسى وهى تشعر بالغثيان ان الامر حصل فى جميع الاحوال ، لذا عليها ان تتعامل معه بشكل ما . لكن وضعها الحالى ، وراس اندريو على كتفها ، امر لم يساعدها على تخطى مشاعرها . احست بشعور شنيع بالخسارة حين تمالكت نفسها ، وتصرفت بالشكل الصحيح اللائق ، فاعادت راس اندريو برفق على الوسائد . بدات تكره نفسها بسبب ضعفها ، وجاء صوتها مثقلا بمعرفتها لحبها له ، عندما قالت لتستاذن : سيصل الطبيب الى هنا خلال وقت قصير . على ان اعود الى الطابق السفلى لانتظره
قال الدكتور آلينغهام لميرسى وهو يغلق باب غرفه النوم خلفه : انها الانفلونزا . السنيور قوى وسليم البنية ، لذا ليس هناك ما يدعو الى القلق
علمت ميرسى ان عينيها تبدوان واسعتين كصحنين ، فيما راحت تحوم خارج باب غرفة النوم ، استفاض الطبيب شارحا : انه مرض فيروسى مؤذ حقا فى غير موسمه . عاينت حالتين او ثلاث مشابهة حتى الان . تركت بعض حبوب الدواء التى تساعد على تخفيض حرارته المرتفعة . احرصى على ان يتناول منها اربع حبات يوميا ، واعطه الكثير من السوائل . اما اذا واجه اية صعوبات فى التنفس ، فاتصلى بى حالا . ساخرج بنفسى . نهار سعيد لك
قامت ميرسى خجلة ببذل مجهود كبير لفك العبوس الذى عقد جبينها ، فيما راقبت الطبيب يهم بالنزول على الدرج . قبل ان تعود فتدخل الى غرفة المريض . لم ترغب مطلقا بان تقع فى غرامه ، كما ان الحس السليم يتطلب منها ان تتعامل معه بحذر ، لكنها ستفعل ما بوسعها للاهتمام به فقط من اجل اداء واجباتها الوظيفية . قالت ذلك لنفسها وهى تعلم جيدا بان ليس هنالك من قوة تبعدها عن المكوث الى جانبه اثناء مرضه وحاجته اليها
تجنبى اتصال العينين المباشر . ابقى هادئة ورزينة . والاهم من ذلك : لا تقتربى منه !
انها قرارات منطقية وعقلانية جدا ، لكنها ذهبت سدى وغاصت الى اللاعودة ، ما ان بادرها اندريو قائلا : ساعدينى على خلع ملابسى
كان اندريو مستندا الى الاعلى على مرفقه ، وهو يتحسس ازرار قميصه بضعف من غير ان يحقق اية نتيجة . اما عيناه السوداوين فكانتا تضيقان مناشدتان اياها لمد يد المساعدة اليه . فما عساها تفعل غير ذلك ؟
بذلت ميرسى مجهودا جبارا لدفع وزن جسده الثقيل كى يجلس باستقامة نوعا ما ، فيما خلعت عنه القميص المشبعة بالتعرق ، هذا الامر ارغمها على التواصل القريب مع اندريو ، وهو ما اقسمت على تجنبه كما تتجنب مرض الطاعون . لا يمكن ان يكون ذلك البريق الذى لمحته خلف رموشه السوداء الكثيفة المغمضة جزئيا بريقا ماكرا . لابد انها الحمى ! اما النبرة الابحة المخجلة التى بدت فى صوتها وهى تناوله كوب الماء مع حبة الدواء ، قائلة : تناول هذه ، فجاءت نتيجة المجهود الذى بذلته للتو . آه ، بالطبع ! لاعلاقة للبحة فى صوتها بتلك البشرة السمراء لكتفيه العريضتين ، ولا بعضلات جذعه المحددة
سالته وقلبها يتخبط بقوة : اين ثياب النوم ؟
صحيح انها تهتم بغسل ملابسه كجزء من عملها ، وهى تعلم انه لا يستخدم ثيابا للنوم . لكنه حتما يمتلك زوجا من الملابس المخصصة للنوم فى مكان ما ، ولولم يكن ذلك الا للحالات الطارئة
-انها فى الدرج السفلى
اخذ اندريو يدفع خصر سرواله ، فيما بدا على وجهه عبوس ينم عن التركيز . بعد ان احضرت ثياب النوم الخاصة به من ذلك الدرج ، انحنت بدافع منطقى لفعل الامر الذى لا مفر منه . احكمت اغماض عينيها وساعدته على التخلص من سرواله وارتداء سروال النوم . بدت محرجة وخجلة لوثوقها من ان وجهها قد تلون بلون احمر غامق رهيب
استرقت النظر من بين رموشها ، ذلك ان العمل بعينين مغمضتين بدا صعبا ، فوجدت ان المهمة قد انجزت بنجاح . بعدئذ البسته القميص المخصصة للنوم ، واصبح بامكانها ان تغطيه بحذق بواسطة اللحاف الذى كان قد رماه جانبا ، فاصبح الان مكوما عند اسفل السرير
تنفست ميرسى الصعداء محاولة سحب الهواء الى داخل رئتيها ، وراحت تساعده ليعود الى وضعيته المريحة على السرير
آه يا الهى ! يا لها من لحظات محرجة ! احست ان بشرتها تحترق ، فيما خارت قوى رجليها . اما اندريو فبدا مستمتعا بالامر على الرغم من مرضه ، اذ سالها بصوت ابح : الم تشاهدى رجلا عاريا من قبل ، هاورد ؟
ارادت ان تلف اصابعها حول رقبته فتخنقه لانه ما هو عليه ، لانه جعلها تحبه ، تشتاق اليه ، وتهتم لامره حقا الى حد كبير !
تمالكت نفسها ، ثم غطته باللحاف الخفيف الوزن ، وجمعت الملابس المرمية كى تعالجها لاحقا . ثم قالت له بارتجال واضح وكان الامر ليس بذى اهمية مطلقا : بالطبع شاهدت ... عدة مرات
لطالما ساعدت والدتها فى غسل شقيقها جيمس اثناء الاستحمام حين كان طفلا ، لذا فهى لم تكن تكذب ، اليس كذلك ؟
احست ميرسى بالرضى لانها تمالكت نفسها ، فحرمت اندريو من المتعة التى قد يكتسبها من استنتاج الحقيقة فى راسه الوسيم جدا . فى الواقع لم يكن لديها اى صديق حميم من قبل ، لكنها لم تكن تسمح لاندريو بمعرفة ذلك . انسحبت من الغرفة وهى تقول له : سوف احضر لك كوبا من العصير . بعدئذ عليك ان تحاول الخلود الى النوم
عندما عادت الى المطبخ وقفت ميرسى تحدق فى الفراغ ببساطة ، فيما قبضت باحدى يديها على كوب عصير الليمون الذى سكبته للتو . اقلقها ادراكها لحقيقة مشاعرها تجاه رب عملها الذى لا يحتمل ، لكنها بطريقة ما سوف تتدبر امرها للتغلب على هذه المشاعر المفرطة الحساسية
انها معروفة بقدرتها على ان تكون عقلانية ومنطقية ، اليست كذلك ؟ والان حان الوقت لتكون على قدر مستوى تلك السمعة الجيدة . سوف تتصرف بحزم فى وقت لاحق ، اما الان فمن غير المعقول ان تقدم استقالتها فيما الرجل يعانى من المرض . ضميرها لن يسمح لها بذلك
حالما يتعافى اندريو ، سوف تفعل ذلك الامر تماما ، آملة ان يوفقها الله بعمل اخر وبمكان اقامة بديل . بعدئذ يمكنها البدء بعملية الشفاء ، محاولة ان تنسى انها راته يوما فى حياتها ، وبانها وقعت فى غرامه راسا على عقب . انه التصرف العقلانى الوحيد الذى يمكنها ان تقوم به
راحت تتقدم فى طريقها ببطء شديد بسبب حاجتها الماسة الى التفكير العقلانى وهى فى طريقها للعودة الى الطابق العلوى .
توقفت فجاة وقد صدمتها فكرة مريعة : ان احتمال ان تحظى بعمل مشابه ذى اجر مرتفع مع اقامة مضمونة كهذه هو احتمال ضئيل جدا ، كواحد بالمليون ! كما انها ستضطر الى دفع مبلغ من المال لاستئجار مكان لائق نوعا ما حتى تقيم فيه
كيف يمكنها ان تكون بهذه الانانية ؟
انها مضطرة الى ان تصر باسنانها ، وتعض على جرحها وتلازم مكانها ، ثم تتحمل عذاب ان تحب شخصا لن يبادلها الحب ابدا ، لانه يعتبر النساء اشياء تاتى فى تصنيف التسلية الخفيفة
اما اندريو ، فحين يقرر الزواج والاستقرار ، لن يكون ذلك بسبب الحب ، بل بسبب الثروة . انه مخطط سخيف وضعه لحياته وفسره لها بنفسه بوضوح
حسنا ! سوف تضطر الى البقاء هنا ، على الاقل حتى يصبح جيمس مؤهلا للعمل وكسب المال
دخلت ميرسى غرفة اندريو بتلك الفكرة الحازمة المتحدية الجدية ، ثم وضعت كوب العصير على الطاولة الى جانب السرير . بعدئذ استدارت لتقول له بنبرة رسمية آمرة : اشربه ! انها اوامر الطبيب
فى هذه اللحظة تماما ، عبس اندريو وامسك بيدها قائلا : ابقى بقربى ، ميرسى . لا تتركينى
فى الواقع ، كانت اسنان اندريو تصطك بقوة . لاحظت ميرسى ذلك بغضة وذبول سيطرا عليها ، فحن قلبها الحنون المحب عليه ، وهى تشاهد شحوبه واصفراره . لابد ان تفعل شيئا ما لمساعدته
صرفت ميرسى النظر بسرعة عن المهمة التى ستستغرق منها وقتا طويلا ، اى الذهاب لملء دزرينة من زجاجات الماء الساخن . خضعت للامر الحتمى الذى لا مفر منه ، فجذبت الى الخلف زاوية اللحاف وجلست الى جانبه . ***
ثم لفت ذراعيها حول جسده المرتعش ، وقد انتابها احساس بالخزى العميق ، بسبب الطعنة المشؤومة لذاك الابتهاج الذى طاف فى جسدها . جاء كردة فعل على ذوبان اندريو داخل دفء جسدها ، حين القى راسه على كتفها مطلقا انين ارتياح وسرور
حضنت ميرسى بين ذراعيها جسده المرتجف ، بدا الامر عذابا مجردا لحواسها ، اذ علقت فى دوامة من الحماس الحامى التى يصعب الخروج منها . انه تشويق لم تعرفه ميرسى من قبل ، لكن لا يمكنها الانجراف فيه ابدا ، لانه خطا جسيم ترتكبه وهو لا يناسبها مطلقا ...
حاولت تعزية نفسها وتهوين الامر على ذاتها ، ففى ظروف عادية ما كانت لتقترب من اندريو بهذا المقدار مطلقا . انه الان يهذى بسبب الحمى ، وما من سبيل لان يعلم ان مشاعرها نحوه شديدة الى حد كبير ، الى درجة انها تواجه خطر فقدان ما تبقى من عقلانيتها ومن احترامها لذاتها ومن مبادئها الاخلاقية الثابتة ! يمكنها على الاقل ان تعزى نفسها بهذا ، فهى تعلم انها الوحيدة هنا التى تدرك كم هى حقا غبية وسخيفة
وعدت ميرسى نفسها وهى تخنق انينا كادت تطلقه ، انه حالما يتوقف عن الارتعاد ، سوف تبتعد من هذا المكان البالغ الحميمية ، ثم ستنسحب الى غرفتها
لم يكن بوسعها الانتظار . لكنها مضطره الى ذلك ، لان اندريو تمسك بها بقوة الكبر ، مستمدا منها الدفء والطمانينة ، ثم بدا يتمتم كلمات مفككة بلغته الام . فكرت ميرسى انه يهذى ، وشعرت بقلق يائس حياله . قلقها واهتمامها بمصلحة الرجل الذى وقعت ، لسوء حظها ، فى غرامه ، انساها حاجتها للانصراف بعيدا عنه لحماية نفسها . رفعت يدها من جديد وملست شعره الاسود الغامق الاشعث ، فدفعته بعيدا عن جبهته الملتهبة . احست بالالم فى اعماقها بسبب حاجتها الى جعله يتحسن
اقرت ميرسى بضعف انها غير قادرة على مقاومته ، فعضت على شفتها فيما تسمرت فى مكانها لتدفئه ، فكرت وهى تبتلع تنهيدة ممزقة ، بانهما يشبهان الزوجين المغرمين ، لكن اندريو خارج الموضوع ، فهو غير مدرك لما يجرى .
***
انه لا يعلم ما الذى يفعله الان ، كل ما فى الامر انه يبحث عن انسان اخر يريحه ، وبالتالى فالامر ليس شخصيا بالنسبة اليه . اى شخص اخر سواها كان ليؤدى المطلوب نوعا ما
اما بالنسبة اليها ، فالامر فائق الخصوصية . لكنها ببساطة مضطرة الى ان تصر باسنانها وتتحمل الامر ، فبالنسبة اليها حاجات اندريو تاتى فى المرتبة الاولى
تدحرجت دمعة وحيدة نزولا على خد ميرسى ، وقد رضخت مستسلمة للوضعية التى وجدت نفسها فيها . بعد وقت طويل ، شعرت ميرسى بالارتياح اخيرا حين غاص اندريو فى نوم هنئ
بدا لها كأن الوقت واقف فى مكانه ، فهدا تنفسه ، فى حين احست بان قربه منها هو عذاب مرير . اذ احست ان جسدها تلتهمه النيران ، بغض النظر عن محاولاتها الجاهدة لايقاف الاحاسيس المتوترة المقلقة
لاباس بالامر لو انسلت هاربة الان ، فهو يبدو مرتاحا . لكن اندريو استدار وهو نائم ، فيما تحركت كلتا يديه لتثبتاها فى مكانها مرة اخرى . التقطت ميرسى انفاسها مصدرة تنهيدة صامتة ، واحست بجسمها يتصلب ، ضاغطا على دفء كفيه المتملكتين . ادركت انه ببساطة يتوجب عليها حمل نفسها على الابتعاد عنه ، لكنها لم تتمكن من فعل ذلك ، اذ راح اندريو يغمغم قائلا : جميلتى ، جميلتى ....
ارسل صوته نبضات قوية من الشوق فى اعماقها . فشعرت بالخجل من نفسها !
فجاة اقترب اندريو منها وعانقها ، فاستحصل منها على تجاوب لم تكن تدرك ابدا انها تستطيع القيام به . لقد تطايرت كل قيمها الاخلاقية بفعل عاصفة هوجاء محملة بالمشاعر الحامية ، حيث لم يعد اى شئ اخر يهم سوى تناغم صوت ضربات قلبه مع نبضات قلبها التى راحت تدق بوحشية ايضا
*****
انتهى الفصل السادس


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس