عرض مشاركة واحدة
قديم 26-11-17, 11:50 AM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

8- اين المفرّ ؟
-اذا انت تختبئين هنا ؟
ضاق حلق ميرسى وشعرت بالتوتر ما ان سمعت من خلفها مباشرة نبرة صوت اندريو المخملية الخشنة . احست ان خديها يلتهبان ، وسرت الحرارة فى اوصال جسدها كافة . فهى ترتدى لباس سباحة خفيف مكون من قطعتين ، كان اندريو قد اختاره لها شخصيا خلال اول نهار امضياه هنا فى ايطاليا . يومها قال لها بالحاح : عليك ان تنظرى الى هذه الاجازة كاستراحة بالنسبة اليك ايضا ، فما النفع من حوض السباحة الموجود فى الفيلا اذا لم يتم استخدامه ؟ لا تجادلى ! ان لم تقومى باختيار ثوب سباحة ، فسافعل ذلك بنفسى !
لابد ان اندريو لم ينظر بما يكفى الى ما انتقاه لها . قررت ميرسى ذلك بنية حسنة لدى ارتدائها ثوب السباحة للمرة الاولى ، وقد نوت ان تسبح بعد الظهر . فى الواقع ، وجدت انه ثوب فاضح جدا ، لذا خلعته بسرعة فائقة ، لكنها لم تقو على مقاومة اغراء المياة الزرقاء المتلالئة ، فاستيقظت قبيل الفجر ، فيما رب عملها ما يزال نائما بامان
اما الان ... اللعنة ! ها قد وجدها ، وهى ترتدى هذا الشئ المحرج !
-هل استمتعت بالسباحة ؟
-نعم . استمتعت كثيرا
كانت ميرسى تجلس على حافة البركة البيضاوية الضخمة ، ولم ترغب بان تستدير لتنظر الى اندريو . ليس وهى ترتدى هذا الثوب الذى يكشف الكثير من جسدها . بالطبع ، هذا الامر لن يؤثر بها هى . فهى لا تحتمل ان يقترب منها هذا الرجل الذى تقع فى حبه اكثر فاكثر ، وهى ترتدى ثوب سباحة كهذا
حاولت جهدها ان تقوم بدفعه الى الانصراف ، فاطلقت انفاسها المحبوسة قائلة : سادخل فورا لاقوم بتحضير الفطور
تساءلت هل تؤدى المنشفة الصغيرة التى تستخدمها لتجفيف شعرها المطلوب لتغطية جسدها بشكل كاف ؟ هذا فى حال لم يفهم اندريو تلميحها ، بان يختفى داخل المنزل اثناء انتظاره للقهوة واللفائف المقرمشة والتين الطازج والمشمش ، اى الفطور الذى يفضله كوجبة يباشر بها نهاره
رد اندريو : اليوم قمت انا بتحضير الفطور . تعالى !
استطاعت ميرسى ان تلاحظ بطرف عينها انه يمد لها يده لمعاونتها على الوقوف على قدميها
ادركت انها لا تستطيع رفض قبول عرضه النبيل غير المؤذى بمساعدتها على الوقوف ، فذلك قد يجعله يشك نوعا ما بحالة مشاعرها الحقيقية حياله
اخذت ميرسى يده ، فاحست بالضعف على الفور لدى ملامستها لقبضته الحازمة ، التى اطلقت شحنة كهربائية مليئة بالحيوية فى كيانها ، نهضت واقفة على قدميها ، وفى الوقت نفسه قامت بتغطية بعض من جسدها بواسطة المنشفة الصغيرة التى تحملها
-انك تمتلكين جسما رائعا ، فلا تحاولى تغطيته
سحب اندريو المنشفة من يدها ، وظل ممسكا بها . فى هذه الاثناء مسحت عيناه الفضيتان اللتان كانتا تغليان على مهل ، بنظرات متفحصة قامة ميرسى الرشيقة ، متاملا ذلك الجسم الملئ بالانوثة والجاذبية ، وذلك الخصر النحيل ، قبل ان تنتقلا الى عينيها الزرقاوين اللامعتين
كم يتوق الى معانقتها ونسيان ذاته فى هاتين العينين ! لكن حملته للحصول عليها تتطلب الرقة ، هى فتاة مميزة جدا ، وهو لن يخاطر باخافتها ، وجعلها تهرب بسبب خطوة خاطئة
حين يعانقها ، يريدا ان تبادله العناق بشوق يساوى شوقه اليها . ما سيتشاركان به سيكون ثمينا بالنسبة اليه ، الى حد ان يوم انتهائه بدا له بعيدا جدا ... انه خارج مراى نظره . ذاك الاقتناع الذى يحصل للمرة الاولى معه ، جعل انفاسه تضيق فى صدره ، فاقترب حاجباه من بعضهما فى تشنج وارتباك
جرجر اندريو نظراته بعيدا عنها . فارخى انامله على مضض ، ثم افلت يدها ، وقال : تعالى !
بدا بعدئذ يسير متوجها نحو الفيلا ، فيما عكست الجدران البيضاء وهج شمس الصباح ، ثم تابع يقول : ساحضر القهوة ، بينما ترتدين انت ملابسك
اطلقت ميرسى تنهيدة مرتعشة ، ثم تبعته برجلين ثقيلتين غير ثابتتين ، فيما توزعت نظراتها فى جميع الاتجاهات باستثناء الجسد الحيوى الذى يتقدمها . هذا الصباح ارتدى اندريو سروالا من الجينز الضيق وقميصا ذات لون اسود قوى صارم
اتراه كان يعنى ذلك ، حين قال لها ان جسدها رائع ؟ ام انه كان يغيظها ، وقد استشعر احراجها ، فحاول تهدئتها ؟ ها هو الان قد عاد الى طبيعته على الاقل بلياقته البعيدة بعض الشئ ، والتى لا تخلو من متعة . تلك اللياقة التى اظهرها خلال الايام القليلة الماضية ، منذ وصولهما الى ايطاليا
وافقت ميرسى على القدوم الى هنا بسبب اصراره على مجيئها ، ولانه يدفع لها راتبها ، لكن السبب الاساسى الذى دفعها الى الموافقة هو انه لم يبد اى اشارة تدل على تذكره ذلك العناق الحار المتقد الذى جرى فى غرفته . كما انه امضى معظم وقته فى الايام القليلة الماضية وهو يعمل فى مكتبه ، محاولا التغلب على التاثيرات التى تركها الفيروس عليه ، فلم يكن يتحدث معها الا حين تدعو الحاجة الى ذلك
لكن الطريقة التى نظر بها اليها الان بالذات ، حيث جالت عيناه الفضيتان المدمرتان ، على جسدها المرتعش ، جعلتها تفقد احساسها بالامن ، وتشعر بالرعب والقلق . كيف بحق السماء ستجد قوة الارادة لتبعده عنها ؟ اتراه فكر انه امضى الكثير من الوقت من غير رفقة امرأة وهو بحاجة الى لهو خفيف خلال الاجازة ؟ ان طريقته فى النظر اليها بدت ... وقحة جدا ! من المستحيل ان توافق على ان تصبح لعبه بين يديه ! اخذت بشرتها تنتفض كما لو ان الاف اجنحة الفراشات تلفحها
رغم ذلك ، ولحسن حظها ، راح اندريو يسير بخطى واسعة ، مبتعدا عنها من غير ان يلقى نظرة واحدة الى الخلف ، ما ساعد على اقناعها بانه يلتزم بعلاقة رب العمل والموظفة لديه . لكنها كرهت نفسها لان ذلك بالتحديد وهو ما يفترض ان يكون امرا معزيا ، جعلها تشعر بخيبة الامل . انسلت ميرسى الى الفيلا عبر المدخل الرئيسى ، فيما توجه اندريو نحو البوابة المؤدية الى الباحة الخارجية المسورة حيث يقع المطبخ
بعد وقت قصير ارتدت تنورة قطنية مبهجة رخيصة الثمن وقميصا حريرية زرقاء ، واجبرت نفسها على التوجه نزولا نحو المطبخ ، حيث استطاعت ان تسمع اندريو يدمدم مصفرا ، كما سمعت صوت طقطقة قطع الاوانى الخزفية الخاصة بتحضير القهوة . كان اندريو يضع ابريق القهوة على صينية محملة بالاغراض سلفا ، فيما دخلت ميرسى وهى تجذب نفسا الى صدرها لتهدئة دقات قلبها المتسارعة . اخذت معدتها تنقلب ما ان رات الاسلوب الذى رفع به اندريو نظره اليها ، فيما سقط الشعر الاسود الناعم على جبهته بشكل صبيانى . كادت تدور على عقبيها وتهرب الى مكان آمن ، لكى تبتعد قدر الامكان عنه بعد ان شعرت بجاذبية كاسحة تجاهه
ما بها ؟ لطالما تميزت مواقفها بالشدة والصرامة ! راحت توبخه مصدرة صوتا يشبه الزقزقة مذكرة اياه باختصار : يفترض ان اكون انا مدبرة المنزل ، فلهذا السبب تدفع لى اجرى . لا تقل لى انك احضرتنى الى هنا بذرائع مزعومة ؟
آه ... من الخطا ان تقول له ذلك ! لامت ميرسى نفسها حينما لاقت عيناه الفاتنتان عينيها ، فحدق اليها بحميمية مخدرة مذهلة ، قبل ان يرد قائلا : وهل تمانعين لو فعلت ؟
كيف يفترض بها ان تجيب عن هذا السؤال ؟ اوشكت ان تجيب برد لاهث هامس : لا ابدا ... انه رد يستطيع اندريو على الارجح ان يستخرجه من اية امرأة سواها على وجه الارض .
لكنها ليست اية امرأة ، اليس كذلك ؟ انها تتحلى بقيم اخلاقية عالية . ارغمت ميرسى نفسها على التفكير بذلك ، فابدت ملاحظتها بشكل عادى قائلة : من الطبيعى ان افعل . فانا اعترض بشدة على قبض أجرىِ من غير ان اؤدى واجباتى على اكمل وجه
الابتسامة العريضة التى ظهرت على شفتيه جذبت ميرسى الى سحره المغناطيسى ، ما اطلق نواقيس الخطر فى راسها . رفع اندريو الصينية الثقيلة كما لو ان وزنها لا يزيد وزن ورقة شجر متساقطة ، وقال : لنتناول الفطور خارجا
خرج من باب الفناء الخارجى ، فوضع الصينية على طاولة خشبية متينة تقبع تحت غصن مغطى بالكرمة ، وتابع : الطقس رائع جدا ، ويجب الا يضيع سدى ، كما ان اليوم هو يوم اجازة لكلينا . اخبرينى ، ما الذى ترغبين بفعله ؟
ثم امسك الكرسى لها كى تجلس . جلست ميرسى متجاهلة دقات قلبها المتسارعة ، ثم اجابته وهى تكتم ما يدور فى خلدها : فكرت ان اغسل ارضية المطبخ
-بصفتى رب عملك ، امنعك من القيام بذلك
سكب اندريو القهوة وناولها فنجانها . ثم جلس على الكرسى المقابل لها ، مادا رجليه الطويلتين ، فيما بدت ابتسامته الساحرة مليئة بالاغواء وهو يتمتم : اليوم سوف اقوم انا بتدليلك ، فنستمتع بذلك معا . يمكننا ان نقود السيارة نزولا نحو امالفى ، فنتناول الغداء ونمضى النهار هناك ، كما يمكننا الاسترخاء هنا سويا فى حوض السباحة وتحت الظلال التى تحيط به لنتحدث قليلا . هنالك الكثير مما اود معرفته عنك . اليوم ، انسى باننى مستخدمك وبانك من تغسل جواربى وتمسح ارضيات منزلى ، وكونى فقط ملاك الرحمة الجميل الذى يعتنى بى اثناء مرضى . ميرسى ... ! اسمك يعنى الرحمة . احسن والداك باختيار هذا الاسم لك . اليس كذلك ؟
انه يغازلها ! يا الهى ! اتراه يشعر بالملل بسبب قلة الحركة ، وهو امر غيراعتيادى بالنسبة اليه ؟ هل تدفعه طبيعته الحيوية المتململة الى البحث عن المتعة على حسابها ؟
رفضت ميرسى هدر المزيد من الجهد فى محاولة ايجاد الاجوبة عن اسئلتها ، فارتشفت رشفة كبيرة من القهوة احرقت فمها ، فيما قال اندريو : قررى اى الامرين يرضيك اكثر اثناء تناولنا للطعام . ما من داع للعجلة ، فلدينا كل الوقت الموجود فى العالم
كلا الخيارين مستحيل بالنسبة اليها ، نظرا الى حالة مشاعرها ! عليها ان تتملص من الذهاب معه الى اى مكان ، او القيام باى شئ برفقته . ابتلعت انينا صامتا ينم عن احباطها ، وفكرت مرتعبة بالخيارين اللذين عرضهما عليها اندريو . عند مجيئهما ، قاد اندريو السيارة نزولا من التلال ، فمرا باراض زراعية على شكل جلول ، وصولا الى امالفى ، حينها اصر اندريو على شراء ذلك الثوب الخاص بالسباحة لها . بدا لها من الممتع التجول فى انحاء الازقة الاثرية وساحات المدينة القديمة ، وهما يستكشفان السوق المطل على الواجهة البحرية . يومها قررا ان الشاطئ مكتظ جدا كى يتمشيا عليه ، بعدئذ قادها اندريو نحو المدينة حيث تناولا غداء من ثمار البحر ، الا انه ظل صامتا فى الغالب ، وذلك وضع غير اعتيادى بالنسبة اليه . عزت ميرسى صمته هذا الى الوهن الناتج عن الانفلونزا . اما اليوم فبدا مليئا بالحيوية من جديد وهى لا تظن ان بمقدورها تحمل قضاء يوم كامل برفقته . اعلنت ميرسى قائلة : افضل البقاء هنا
لاحظت انه انهى تناول الطعام ، فاتكا الى الخلف ، فيما لف احدى ذراعيه خلف مسند الكرسى . راح ينظر اليها ، وتلك الابتسامة الشيطانية تتراقص فوق زاويتى فمه المكتنز . قفزت ميرسى واقفة على قدميها ، وبدات تكدس الصحون الفارغة على الصينية ، فيما تمنت لو انها حملت البذلة الرمادية الفضفاضة بين اغراضها ، فهى على الاقل تعطيها هيبة مدبرة المنزل . قالت لاندريو : انت اردت اخذ اجازة . لذا يمكنك الاستمتاع بها . اما انا فلدى عمل اقوم به
امتدت يد اندريو على الفور لتوقفها ، فيما احكمت انامله الطويلة القبضة حول معصمها ، وقال : توقفى ! ليس عليك ان تهربى منى . راح يداعب بشرة رسغها الخلفية الرقيقة بابهامه ، فحبست ميرسى انفاسها راغبة بان تنفض يده لتبعدها عنها . علمت ان يجدر بها فعل ذلك ، لكنها بشكل ما تركتها حيث هى تماما ، مخدرة بالاحساس الذى يبعثه فيها
طمانها اندريو بكلام تشوبه الضبابية : انا لست عدوك
النبرة الرقيقة التى تلفظ بها بتلك العبارة جعلت عظامها تذوب ، الا انها وقفت تتحداه دفاعا عن نفسها ، فردت قائلة : انت رب عملى ، سيدى . لا شئ اخر
بل انت ببساطة حب حياتى ! ساورتها رغبة قوية بان تبكى بكاءا شديدا . نهض اندريو واقفا على قدميه ، وهو ما يزال ممسكا برسغها عبر الطاولة ، ثم جذبها الى جانبه ، فاصبحا قريبين جدا من بعضهما حتى كادا يتلامسان
ارتخت اليد الممسكة برسغها ... ادركت ميرسى انه يجدر بها الابتعاد ، لكنها لم تستطع اجبار نفسها على ذلك . كما اضطرت الى مقاومة رغبة عارمة تدفعها الى الدنو منه اكثر
-يمكننى ان اكون ... شيئا اخر
تعمدت ميرسى ان تسئ فهم ما يبدو بوضوح غزلا وتقربا منها ، فاجبرت نفسها على مقاومة الاغواء الذى يقدم لها باى شكل من الاشكال . نزعت يدها من حيث امسك بها اندريو ، وردت عليه بكلام لاذع : انا واثقة من انك قادر على ان تكون شيئا مختلفا
ثم رفعت ذقنها وتابعت : لم لا تبدا بحسن السلوك والتصرف ، مع توفر الدروس المناسبة
تجمدت ملامح اندريو وظهر عليه سكون وجمود مفاجئين لوهلة فقط ، قبل ان يتقوس حاجباه منحدرين نزولا . ثم سالها وهو يضع يديه على وركيه النحيلين : اتتهميننى بسوء السلوك وبالتصرف المشين ؟
تاججت عيناه ذات الرموش الكثيفة بالنيران ، وهما تنظران نزولا نحوها ، فيما ضاق انفه الانيق الرفيع الحاد بسبب انزعاجه العميق
عضت ميرسى على شفتيها وهى تكتم بسرعة قهقهة كادت تفلت منها . لو انها اتهمت بابا روما بانه قواد لما ظهر عليه مثل هذا الغضب الدال على عزة نفس قوية . لقد اغضبت اندريو الى حد كبير ، فالنظرة التى ظهرت فى عينيه كانت ستدفع باى موظف متملق كى يحاول تغطيه ما قاله ، الا انها لم تسبب الخوف لميرسى التى بادلت غضبه هذا بابتسامة ساحرة ، لانها ببساطة لم تعد قادرة على تفادى الابتسام . بعدئذ قومت كتفيها واستعدت لتواجه اى نقد لاذع جاحد بارد يقرر اندريو ان يرميها به
فجاة تلاشى غضب اندريو ، وكأن تلك الابتسامة الرائعة التى ظهرت على وجه ميرسى هى ما يطلبه . لطالما فعلت ابتسامتها ذلك السحر ، فحولت المرأة الشابة الجذابة المثيرة للاهتمام ، الى اية من الجمال بشكل يثير الحماس والشوق . عادت الحرارة لتندفع فى عروق اندريو بشكل لا يمكن ايقافه . فى تلك اللحظة قرر ان الصبر لم يعد يجدى نفعا ، فودع خطة تقربه منها بالاسلوب الرقيق الناعم الى غير رجعة . امسك بجسدها الرائع الجمال بين ذراعيه . واخفض راسه نحوها ، وعانقها ....
شعر اندريو انه يتوق اليها بحماس يائس ، وهو احساس جديد تماما بالنسبة اليه . انه اليأس الذى شتت كل ما خطط له من اغواء رقيق ، فذهب مخططه مع الريح . اما اخر فكرة متماسكة عبرت فى راسه كالغيمة الرقيقة ، فهى ان ما من امرأة غيرها امتلكت القدرة على جعله يبدل مجرى مخططاته التى وضعها من قبل . لا احد سوى ميرسى استطاع ان يمحو لديه كل اثر للسيطرة على الذات وقوة الارادة
توقفت ميرسى عن التنفس ما ان اشتد ضغط ذراعى اندريو عليها . بادلته عناقه فيما تسارعت دقات قلبها ، واحست ان كل ما تمتلكه من تفكير عقلانى يتبخر ويذهب بعيدا . شعرت بنفسها تذوب بين ذراعى الرجل الذى تحبه بشغف ، وتلك كانت اخر فكرة متماسكة راودتها ، قبل ان تتحرك يد اندريو لتداعب خصلات شعرها
شهقت ميرسى بصوت مسموع ، بينما ارتعشت كل ذرة فى جسدها متجاوبة معه . عندئذ ابتعد اندريو قليلا عنها ، قائلا بصوت متهدج : انت رائعة ! وانا اشعر بالانجذاب نحوك . اريدك دوما فى حياتى ... الى جانبى ....
كان اندريو يعرض عليها الجنة ، واحست ميرسى ان جسدها يهددها بالانهيار ، قبل ان تصفعها هبة هواء جليدى من المنطق سببت لها الخجل
وبسرعة ، اعادت التفكير بالامر ، مفكرة انه اقرب الى الجحيم منه الى الجنة . جاهدت لاستعادة ربطة جاشها ، وقدرتها على التفكير السليم بالطبع ، سوف تحظى ببضعة اسابيع فى الجنة ، قبل ان يسام اندريو منها ، فيجرح مشاعرها ، ويحطم قلبها ، ويطرحها جانبا كما يطرح قطعة من الملابس ملّ استخدامها . من المؤكد انه لن يشعر باسف او بندم ، فهو لم يحزن ولم ياسف مطلقا حين اعطى تريشا اوامره بان تبتعد عنه وتخرج من حياته . لحسن الحظ ان ميرسى حظيت بتحذير مسبق منه ، وذلك درع عليها استعماله لصد اية جروح مريرة قد تلم بقلبها مستقبلا
اخيرا نطقت قائلة : لا !
فى الواقع ارادت ان تزعق باعلى صوتها انها لن تحب ابدا اى رجل اخر كما احبت اندريو . لكن ....
رد اندريو : انت لا تعنين ذلك
متجاهلا محاولاتها لوضع مسافة بينهما ، امسك بوجهها ، فاحتضنه بانامل طويلة رقيقة ، مصرا على ان تنظر مباشرة فى الدفء الفضى لعينيه ، وقال : اعلم انك لا تفعلين . انا لم اشعر يوما بانجذاب تجاه امرأة كما اشعر حيالك الان ، ولقد رايت ذلك فى عينيك ايضا . علمت ذلك منذ جلست الى جانبى فى سريرى ، فتجاوبك معى كان اكبر مما حلمت به يوما . لكننى اندم بمرارة لاننى حينها لم اكن اقوى على جعل الامر تاما ، نظرا الى حالتى الصحية الواهنة
اطلقت ميرسى بصعوبة صرخة تنم عن الصدمة : اوه !
فيما تاجج وجهها باحمرار ينم عن الاحراج والخجل . انه يعلم ! كان يعلم طيلة الوقت ! يا له من ادعاء كريه ، ادعائه بانه فقد ذكرى مجريات احداث ذاك النهار فى غمامة من الهذيان !
حاولت بغير جدوى ان تتلوى فتبتعد عن اندريو ، لكنها وجدت نفسها اسيرة ذراعين قويتين ، فقد امسكها اندريو باحكام بالقرب من جسده الرشيق اللين
احست انها غبية جدا ، فقد كان اندريو حتما يسخر منها ، مدركا بوضوح انها تجاوبت معه ، بشكل فاعل حماسى ! انتظر اندريو حلول الوقت المناسب ليقوم بخطوته . وضع احدى يديه على خصرها ، وشدها نحوه . شعرت ميرسى بالرعب ، وكان هذا جل ما تستطيع التركيز عليه ، الى ان وجه اندريو ملاحظته لها محدثا : الاحاسيس الطبيعية ليست امرا يدعو للخجل . انا لم اتعرف ابدا باى من والديك بالطبع ، لكن اى واحد منهما علمك ان المشاعر الطبيعية هى خطيئة ؟
بدا ذلك بالنسبة الى عقلها امرا يدعو الى الشجار ، لكن ذهنها الممتلئ بالخجل والحياء كان غافلا فى تلك اللحظة . فردت : لا احد منهما ! ولا تجرؤ على اقتراح اى شئ !
ابتسم اندريو ابتسامة عريضة . ميرسى التى يهتم لامرها ، هى المرأة الوحيدة التى تتمتع بحس المجازفة والتهور حتى تزعق فى وجهه وتصده . وجد ميلها الى التصرف بهذا الاسلوب ، امرا منعشا بشكل ملحوظ منذ البداية . جعله هذا يدرك كم هو ممل ان يحظى دوما بنساء يتملقنه ويتوددن اليه ، فيبتسمن ابتسامة مصطنعة ويوافقنه على اى راى يدلى به ، مهما كان مشينا وخارجا عن المالوف !
امسك اندريو ميرسى بتملك ، عندها هبت بوجهه ، اذ استشعر نيتها بتحرير نفسها من قبضته ، ولتمشى مرفوعة الرأس بعيدا عنه ، فيما عيناها الزرقاون الرائعتان تنضحان بالحنق والغيظ . تابعت ميرسى مدافعة : علمنى والداى ان احترم جسدى . بالاضافة الى ذلك ، لانية لدى مطلقا ان اكون مدبرة منزلك خلال النهار وغانيتك خلال الليل ! وان يقال ....
ارتعش صوتها متذبذبا ، لكنها عبرت بشكل رائع عن وجهة نظرها قائلة : ... ان يقال لى بان انصرف حالما تسام منى
رد اندريو معاكسا باسلوب ناعم حريرى ، فيما ارتسمت ابتسامة مغيظة على فمه العنيد ، فقال : انت لن تضجرينى ابدا ، اما فيما يخص احترامك لجسدك ، فعليك ان تفعلى ذلك . ان تحترمى ما يمليه عليك .... انا وانت خلقنا لبعضنا البعض
وضع يده تحت ذقنها وراح يمرر اصابعه برفق ونعومة حول وجهها ثم تابع : انسى دور مدبرة المنزل ... اخرجيه من راسك !
فى تلك اللحظة بالذات شعر اندريو بالصدمة لدى ادراكه امرا جديدا : هو لم يعد يرغب بان تكون ميرسى فى موضع التابعة له او الموظفة لديه ، لذا نقى حلقه وتابع بصوت خشن : سوف اوظف عشرات عاملات التنظيف حتى يتبعن تعليماتك ، ما يسمح لك بان تكونى امراتى ، فتعملين على اطعامى وجبات ملائمة ، وتملأين غرف منزلى بالازهار ، وتعلقين صورا ماخوذة من علب الشوكولا على جدران غرفة الطعام
عضت ميرسى على لسانها ، فهى تتمتع بحس جيد ينبئها متى ينبغى عليها ان تلزم الصمت . كانت قد شعرت بالدهشة فى داخلها لصمت اندريو الملحوظ حينما علقت صورة مطبوعة بين مجموعة لوحات الفن المعاصر المعلقة فى منزله وهى صورة كوخ مسقوف بالقش ، ومحاط بملايين الازهار . ذكرها المنظر بقريتها حيث عاشت طفولتها . من جهة اخرى هى لم تتمكن يوما من فهم ما يفترض ان تمثله لوحات اندريو تلك . تمكنت من استعادة بعضا من سلامة العقل لديها حتى تتطرق – ولو بصوت ابح مخجل – الى الموضوع الاهم : انا بحاجة الى كسب قوتى ، اذا كنت قد نسيت الامر
رفع اندريو احد حاجبيه السوداوين بتكاسل ، فيما ظهر على فمه استمتاعه الشديد وهو يرد : انت لن تحتاجى الى اى شئ يا ملاكى . سوف تحصلين على ما ترغبين به من الملابس الفاخرة ، والياقوت الازرق الرائع ليناسب عينيك الجميلتين ، والماس الملائم لنقاء قلبك الملائكى ، والياقوت الاحمر لخصوصية لحظاتنا الحميمة
اطبقت ميرسى اسنانها باحكام ، وابتلعت فقاعة من الهستيريا . ان فكرة امرأة يحتفظ بها اندريو ، ويغمرها بالجواهر لا تتلائم مع ما تفكر به عن نفسها مطلقا ، كما انه لا يجدر بها ان تفسح المجال فى راسها لتلك الصورة الحقيرة المذلة . عليها ان تقول له فى الحال : شكرا ، لكن لا ! شكرا على عرضك
سوف تقوم باعمال التدبير المنزلى لصالحه ، اذ لا خيار اخر لديها ان كانت ما تزال تنوى مساعدة شقيقها فعلا ، لكن عليه ان ينسى موضوع محاولة اغوائها ، لان كل الجواهر الموجودة فى العالم لا تقدر على شفاء جروح قلب مفطور
دخلت ميرسى فى معركة ضاربة مع احاسيسها ، فحاولت ايجاد الكلام المناسب لاقناعه بانها ليست ذاك الصنف المبتذل من النساء . اولئك النساء اللواتى اعتاد ان ياخذهن الى سريره ، ثم يهرع بسرعة خارجا من العلاقة حالما يشعر بالملل ، او حينما يدخل فى مرأى نظره جسد امرأة اشد اغراء
*****
انتهى الفصل الثامن


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس