عرض مشاركة واحدة
قديم 26-11-17, 03:43 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

5 / زائرة المساء
ـ ماى.....
مالت ماى برأسها قليلاً وهى تهتم بالنزول من الجرار الذى كانت تقوده باتجاه ساحة المزرعة
فبعد أن أسرعت عائدة إلى المنزل قبل ساعات عدة إثر موعده الغداء الذى أنتهى بالفشل ملأت بقية نهارها وبداية أمسيتها بالمهمات المعتادة التى تستدعيها المزرعة. منتديات
بالطبع كانت تنتظر هذه الزيارة . أما الآن وبعد حصولها فعلاً وبعد التحقيق من هوية زائرها فهى تشعر بالصدمة تخترق عظامها ببرودة.
قالت أبريل روبين بصوت أجش :"أظن يا ماى بأنه يجدر بنا التحدث معاً ألا تعتقدين ذلك؟"
لم تستدر ماى بإتجاه المرأة الأخرى لأنها كانت تكافح للتحكم بتلك المشاعر التى تحركت فى داخلها لتحتل مساحة وجهها المعبر. لم تشاهد أى سيارة فى ساحة المزرعة عندما تطلعت قبل لحظات قليلة لذلك لم يكن هنالك من تحذير مسبق لهذه المواجهة . أما الوجه الإيجابى الوحيد للأمر فهو إدراك ماى بأنها وحدها بالمزرعة وأن أختيها ليستا هنا لتشاهدا ما يحدث.
ـ ماى
تصلبت ماى فى مكانها قبل أن تستدير ببطء لتواجه المرأة الأخرى وهى تتقدم فى الساحة فى الوقت نفسه لاحظت السيارة الحمراء المركونة إلى جانب المرآب . لم تكن هذه السيارة مرئية لأى شخص يدخل من جهة الطريق كما حصل مع ماى تماماً
نظرت باستياء إلى المرأة الأخرى وقالت :"تعلمين بإننى لا أريدك أن تاتى إلى هنا"
جاءت كلمتها تصريحاً واتهاماً فى الوقت نفسه أما الممثلة فبدت أقل سيطرة على ذاتها مما كانت عليه وقت الغداء هذا اليوم وظهرت خطوط الإرهاق إلى جانبى عينيها كما بدا وجهها شاحباً وراء مساحيق التجميل التى نضعها . كانت ما تزال مرتدية الكنزة الكشمير والبنطلون الأسود اللون اللذين كانت ترتديهما من قبل.
تابعت ماى كلامها الساخر:"فى الحقيقة فوجئت كثيراً لأنك تذكرت الطريق إلى هنا"
أجفلت أبريل روبين لأن ملاحظة ماى المقصودة أصابت هدفها فردت عليها قائلة:"أتذكركل شئ عن هذا المكان يا ماى...."
قاطعتها ماى قائلة بمرارة :"أحقاً؟ إذن ستتذكرين طريق العودة أيضاً أليس كذلك؟"
ثم ابتعدت عنها وهى تتحرك لتفصل المقطورة عن مؤخرة الجرار ويداها ترتجفان من الغضب والصدمة معاً . كيف تجرأت هذه المرأة على المجئ إلى هنا؟ كيف تجرأت على ذلك؟
كلا.....لن تستسلم للبكاء لن تعطى هذه المرأة الفرصة بأن تعرف كم يسبب وجودها هنا الأذى والاضطراب لـ ماى.
استدارت بعد لحظات لتكتشف بأن الممثلة ما تزال واقفة فى مكانها وكأنها تجمدت فيه . نظرت أبريل روبين إليها نظرة متفحصة وقد بدا وجهها شاحباً وتوجهت غليها بالقول :"آسفة لما سمعته عن والدك السنة الماضية....."
شدت ماى يديها فى قبضتين إلى جانبها بقوة وقاطعتها قائلة :"هل شعرت بالأسف فعلاً؟"
ثم كررت قولها بتأنيب واضح:"أحقاً أنك شعرت بالأسف؟"
التمعت عينا أبريل بغضب شديد بسبب سخرية ماى الواضحة فأجابتها بإصرار تام :"نعم شعرت بالأسف حقاً.أنا....و هو...كنا مختلفين أنا وجايمس لكن ذلك لا يعنى بأننى تمنيت له الأذى...."
قالت ماى باشمئزاز :"من فضلك وفرى على ملاحظاتك المبتذلة غير الصادقة!"
تأوهت الممثلة وهى تقول :"إنها صادقة وهى بعيدة عن التملق . كنتِ صغيرة جداً ماى ولم يكن لديك أية فكرة...."
صرخت ماى بوجه المرأة الأخرى :"لم يكن لدى أى فكرة عن ماذا؟ عن بؤس والدى لأن زوجته قد تركته؟"
ثم هزت رأسها باستنكار قبل أن تتابع :"ربما كنت "صغيرة جداً"فى ذلك الوقت كما قلتِ لكنى لم أكن من الصغر بحيث أعجز عن إدراك أن أبى فقد رغبته فى العيش بعد مغادرتك وأن السبب الوحيد الذى دفعه إلى متابعة حياته هو بناته الثلاثة"
بدا وجهها متوهجاً وعيناها شديدتى الانفعال . وراح صدرها يعلو ويهبط بسرعة تحت كنزتها السوداء السميكة بينما كانت تتنفس بانفعال شديد
صرخت أبريل من شدة التأثر ورفعت يديها بتوسل :"إنهن بناتى أيضاً!"
تسمرت ماى فى مكانها وهدأ الغضب الذى كانت تشعر به تاركاً خلفه ذلك الوخز البارد الذى عاد يخترقها مرة أخرى . نعم جانيوارى و مارش وماى هن بنات هذه المرأة...لكنها تركتهن كما تركت والدهن . تخلت عن كل شئ لتلحق بنجم سينمائى وتصبح نجمة هى الأخرى ولسخرية القدر عرض دافيد مليتون منذ أسبوعين على ماى القيام بدور ستيلا فى الفيلم الذى تلعب فيه أبريل دور أم ستيلا !!
فى البداية شعرت بالإثارة عندما عرض عليها دافيد وهو مخرج الأفلام الشهير أن تخرج إلى عالم المسرحيات الإيمائية لتأخذ دور فى الفيلم الذى سيبدأ تصويره هذا الصيف . يومها قال لها دافيد بأنها أفضل من تقوم بدور ستيلا أبنة بطلة الفيلم . لكن الإثارة اختفت كلياً ما إن أخبرها عمن سيلعب دور أم ستيلا .
يرى دافيد بأن ماى هى أفضل من سيقوم بذلك الدور. وبالطبع فإن ماى هى الأفضل من يمكنه القيام بدور أبنة أمها! لكن كيف له أن يعرف ذلك؟ إنه لا يعلم بأن أبريل روبين هى أمها الحقيقية!
أنكرت ماى هذه الحقيقة لسنوات عدة بالاتفاق الضمنى مع والدها . وهكذا عاشت جانيوارى و مارش وهما تعتقدان بأن والدتهما ماتت عندما كانتا صغيرتين . ظلت تلك هى الحقيقة الوحيدة السائدة إلى ان عادت تلك المرأة للحياة بهذه الطريقة الدخيلو!
نظرت ماى ببرودة إلى المرأة الأخرى وصرحت ببساطة :"أمنا ماتت"
شهقت أبريل وأصبح وجهها أكثر شحوباً ثم قالت بصوت مختنق غير مصدقة ما تسمعه :"هل هذا ما تظنه جانيوارى ومارش أيضاً؟"
أكدت لها ماى بقسوة :"هذا ما نظنه كلنا . وما أعرفه أنا هو أن والدتى كانت امرأة جميلة أنانية اهتمت بالشهرة والثروة أكثر من اهتمامها بزوجها وبناتها الثلاثة الصغيرات"
ثم أضافت ببرودة تامة :"بالنسبة لنا ماتت فى اللحظة التى اتخذت فيها ذلك القرار"
ابتلعت أبريل ريقها بصعوبة وظهر الشحوب والقلق على وجهها فبدت عليها أعوامها الستة والأربعين وقالت :"أدركت بأن جايمس سيكرهنى لكننى لم أظن أبداً...."
قاطعتها ماى بقسوة قائلة :"لم يكرهك...بل كان يحبك ولم يحب سواك حتى يوم مماته "
قالت ذلك والعاطفة تجيش فى صدرها فهى تعرف بأن والدها لم ينظر أبداً إلى امرأة أخرى فى السنوات التى تلت مغادرة أبريل له وأنه استمر على حبه لزوجته السابقة على الرغم من كل ما فعلته به.
أغمضت أبريل عينيها لفترة وجيزة وترنحت قليلاً ثم قالت وهى تتنفس بصعوبة :"لم يكن هناك مجال للاختيار فوالدك....."
حملقت ماى بالمرأة الأخرى وقاطعتها بقوة:"أرفض رفضاً قاطعاً أن أناقش أمور والدى معك . فأنا عشت معه لأكثر من عشرين عاماً بعد مغادرتك ورأيت ما فعله به تركك إياه"
تنفست ماى بصعوبة قبل أن تنهى كلامها :"لذلك لا تفترضى بأنك تستطيعين المجئ إلى هنا بعد كل هذه السنوات لتخبرينى أى شئ عنه !"
ابتلعت المرأة الأخرى ريقها بصعوبة وقالت :"علينا أن نتكلم يا ماى...."
تحدتها ماى قائلة :"ولماذا يتعين علينا ذلك ؟ لا شئ لدى لأقوله لك ولا أظن بأن لديك ما تقولينه لى بعد تلك السنوات كلها"
رقت ملامح الوجه الجميل تاثراً فقالت أبريل :"ألديك فكرة عما خالجنى من مشاعر عندما أخبرنى دافيد بأن الشابة التى أختارها لتلعب الدور أمامى فى فيلمه المقبل تدعى ماى كالندر؟"
تبسمت ماى ابتسامة ملؤها السخرية وأجابتها :"أستطيع أن أتصور ذلك!"
عارضتها أبريل بنعومة قائلة:"لا تستطيعين!"
أكدت ماى بقسوة :"إذا كان ذلك يشبه بطريقة ما شعورى عندما علمت بأنك أنت من ستكونين نجمة الفيلم....عند ذلك نعم أستطيع ان أتصور"
يومها شعرت ماى بصدمة كبيرة. صعقتها تلك المعرفة إلى درجة جعلتها تستقل أول قطار عائدة إلى يوركشاير . وأعلمت أختيها بأنها رفضت عرض دافيد و أنها لا ترغب بمناقشة المسألة بعد الآن . مع أنها تعلم تماماً بأن دافيد ما زال مصراً على أنها أفضل من سيقوم بدور أبنة أبريل روبين فى ذلك الفيلم .
هزت الممثلة رأسها :"لا أوافقك على ذلك لسبب ما"
ثم تمتمت بنعومة :"اخبرينى عن جانيوارى و مارش هل هما.....؟"
تساءلت ماى فى سرها عن وقت انتهاء هذا الكابوس وأكدت لها :"ذلك ليس من شأنك"
أطبقت أبريل فمها بحزم وإصرار قائلة:"أخبرنى جود بأنهما مخطوبتان إلى اثنين من أقرب أصدقاءه "
قالت ماى باستهجان ظاهر: وهل أخبرتِ جود بأننا بناتك؟"
رفعت المرأة الأخرى حاجبين ساخرين وقالت:"وماذا تظنين؟"
أطلقت ماى صوتاً عبر عن دهشتها وقالت:"أعتقد بأنك لا تريدين أن يعرف جود من بين كل الناس بأن لديك ثلاث بنات تتراوح أعمارهن بين منتصفات العشرينيات وأواخرها "
بالطبع فجود يصغر تلك المرأة بحوالى عشر سنوات ولا يجدر به أن يعلم بأن لديها ثلاث بنات بالغات لا يصغرنه كثيراً . لا شك بأن هذه المعرفة ستكون عائقاً أمام علاقتهما . هذا ما فكرت به ماى على الأقل .
عبست أبريل بحدة وأجابت:"ليس ذلك هو سبب عدم أخبارى إياه ولا أعلم يا ماى ما هو الانطباع الذى أخذته بشأن مرافقتى لـ جود هذا اليوم لكننى أؤكد لك...."
قاطعتها ماى ببرود تام:"لا أحتاج إلى تأكيداتك ولا أريدها أيضاً آنسة روبين الأمر نفسه بنطبق على جانيوارى ومارش ...."
اعترضت المرأة الأخرى بقولها:"لا تستطيعين التكلم بالنيابة عنهما "
قالت ماى بإصرار :"فى هذه الحالة أستطيع التكلم بالنيابة عنهما . فقد نشأتا طيلة هذه السنين دون ام ومن المؤكد بأنهما لا تحتجان إلى أم الآن لا سيما أنهما توشكان على الزواج من الرجلين اللذين يحبانهما !"
أنهت أبريل جملة ماى ببساطة قائلة :"لا سيما إلى امراة مثلى هل هذا صحيح؟"
أومأت ماى موافقة :"هذا صحيح"
تمنت ماى لو أن المرأة الأخرى تغادر المكان بكل بساطة فقد بدأت تشعر بالإجهاد الذى تركته الدقائق عليها. استدارت مبتعدة غير متأكدة من طول المدة التى تستطيع الصمود فيها من دون الاستسلام لدموعها . بحق السماء ! تلك المرأة هى أمها التى أحبتها كثيراً للسنوات الخمس الأولى من حياتها هة المرأة التى كان عليها أن تتعلم العيش بدونها بعد أن تركت زوجها وبناتها لتلاحق مهنة التمثيل . كان يكفيها أن تتذكر عطر أبريل الذى تنشقته فى وقت باكر من هذا اليوم لتصاب بالصداع.
أصبحت ملامح وجه ماى أكثر تحدياً وقالت:"أعطيت دافيد جوابى بشأن دورى فى الفيلم ولا أعتقد بأن لدينا ما نقوله لبعضنا البعض "
قالت أبريل بصوت أجش:"أخبرنى دافيد بأنك ممثلة ممتازة"
هزت ماى كتفيها وقالت:"يبدو أنه يعتقد ذلك"
أومأت أبريل موافقة :"ممن تعتقدين بأنك أخذت موهبة التمثيل؟"
التمعت عينا ماى باللون الأخضر الداكن وقالت:"من المصدر نفسه الذى أتت منه موهبة جانيوارى فى الغناء وموهبة مارش فى الرسم كما أظن"
نطقت ماى بكلماتها هذه وهى تعرف أن أياً من الأخوات الثلاث لم ترث تلك المواهب من أبيها الرزين وغير المبدع
تمتم ابريل غير مصدقة:"جانيوارى تغنى....!و مارش ترسم؟"
ردت ماى بنبرة تعمدت فيها الإهانة :"نعم . لكنى متأكدة بأننا على استعداد على التخلى عن تلك المواهب مقابل ألا تكونى والدتنا!"
ظللت الشحوب وجه أبريل أكثر من ذى قبل وقالت :"هل تتخلين عن فرصتك بالنجومية فقط لأننى أمك"
رمقتها ماى بنظرة ساخرة وقالت:"بعضنا يرتب أولوياته بشكل جيد"
أغمضت أبريل عينيها بسبب تلك الملاحظة المتعمدة وارتفع ذقنها بتحدٍ واضح ثم نظرت إلى ماى بعينين ضيقتين قائلة:"أنت...."
لكنها توقفت عن متابعة حديثها لأن المرأتين سمعتا صوت سيارة قادمة.
أكملت قائلة :"هل تتوقعين أحداً؟"
جــــــــــود ! لا بد أنه هـــــــــــو.
* * *
ما أن نظرت ماى إلى ساعة معصمها حتى علمت بأن الوقت قارب السابعة والنصف وهو الوقت الذى قال جود انه سيحضر فيه من أجل تناول طعام العشاء عندها . لكن التوقيت هو أكثر من مجرد صدفة ولابد أن يكون هو القادم
اللعنة! ماذا عساها تقول لـ جود لتبرر وجود ابريل روبين هنا؟ وبالأحرى ماذا عسى أبريل تقول بشأن وجودها هنا؟
كادت قدم جود تنزلق عن داوسة الوقود وهو يتقدم بسيارته فى ساحة المزرعة ويرى ماى وأبريل تقفان هناك وهما تتبادلان الحديث فيما بينهما .
ماذا تفعل أبريل هنا بحق السماء؟ فساحة المزرعة الموحلة هى آخر مكان يتوقع رؤية هذه الممثلة الحسناء الرائعة فيه.لاحظ جود بمتعة كبيرة التناقض الواضح بين هاتين المرأتين والذى أصبح أكثر بروزاً بعد أن عادت ماى لترتدى ملابس العمل والقبعة الصوفية التى تغطى شعرها .
تذكر تصميم ماى على عدم محادثة أبريل وتذكرت بخشونة المتعمدة التى أظهرتها تجاهها فزادت حيرته تجاه هذا الموضوع وهو يراهما سوية هذا المساء.....
أوقف سيارته إلى جانب سيارة أبريل الحمراء ثم ترجل منها ليمشئ ببطء للانضمام إليهما . رماهما بنظرة محيرة قبل أن يحيهما ببرودة قائلاً : "مرحباً!"
بادرت أبريل إلى تحية جود ببساطة مماثلة قائلة:"مرجحباً"
ثم تابعت كلامها :"لم تكن لدى أدنى فكرة قدمكم إلى هنا أنا أيضاً"
صدر عن ماى صوت مستنكر ثم قالت بسخرية :"هل لاحظت كيف أن جود يجيب على السؤال بسؤال آخر؟"
أرسلت أبريل تجاهه نظرة ذات مغزى ثم مالت برأسها بحركة دلال وقالت :"ما دامت تشيرين إلى ذلك....."
دافع جود عن نفسه بلباقة وقد تملكه شعور غريب بأنه على الرغم من اختلاف هاتين المرأتين الواضح فهما متحدتان بطريقة ما فى هذه اللحظة بالذات قال:"هذه المرة أجبت عن تصريح بتصريح مماثل"
ثم رفع حاجبيه فى تساؤل واضح عما يحدث فقالت ماى ساخرة :"لا فرق فالنتيجة النهائية لإعطائك أدنى قدرمن المعلومات تظل هى ذاتها "
قال جود بحذر:"ربما!"
نظرة ماى إلى أبريل نظرة متفهمة وقالت:"أتفهمين ما أعنيه!"
ابتسمت أبريل بحرارة :"نعم "
رفع جود حاجبيه الداكنين وقال :"هل أنت مدعوة إلى العشاء أيضاً أبريل؟"
ـ لا ! منتديات
ـ لا أعرف....
تكلمت المرأتان فى وقت واحد . بدت ماى مصرة على موقفها السلبى بينما بدت أبريل أكثر غموضاً .
أنهت هذه الأخيرة كلامها بأسف قائلة :"لا أعتقد بأننى مدعوة "
وبعد نظرة سريعة إلى وجه ماى المقطب الجبين تمتم جود قائلاً :"هذا مؤسف!"
من الشيق مشاهدة ما يجرى بين هاتين المرأتين المختلفتين....حتى إن ذلك قد يمنحه الفرصة ليعلم بعض أسباب الكراهية بينهما وعلى الأقل من جانب ماى. أدرك جود ان أبريل كانت مشوشة أكثر منها غاضبة . كما لاحظ بأنها بذلت جهدها لتستعيد توازنها المعتاد إذ عادت ابتسامتها مشرقة لكن بلا معنى . كما لم يظهر هذا الدفء المعتاد فى عينيها . قالت وهى تهم بالانصراف:"سأترككما أنتما الأثنين لعشائكما إذن"
التفت جود نحو ماى بسخرية فمنظرها بثياب العمل لم يكن بالشئ الواعد .
تشدق بسخرية قائلاً :"لست متأكداً من أن ماى تتذكر بأنها دعتنى أنا الآخر"
بعد المحادثة المشحونة التى جرت وقت الغداء لا شك أن ماى اعتقدت بأنه لن يأتى إلى العشاء هذه الأمسية
صححت له ماى بجفاء :"تذكرت الدعوة وها هو القدر يحتوى على الدجاجة فى الفرن منذ عدة ساعات"
قد يكون هذا صحيحاً لكن جود شك أن تكون ماى قد توقعت أن ينضم إليها هذه الأمسية ليشاركها أكل هذه الدجاجة . سألها بخبث :"وهل تكفى لثلاثة أشخاص ؟"
أصبحت تعابير وجه ماى أكثر تجهماً وبدأت بالقول:"أنا....."
تدخلت أبريل بنعومة قائلة:"أنا أسفة لكننى مرتبطة بموعد مسبق للعشاء هذا المساء"
ثم نظرت إلى ساعة يدها الذهبية قبل أن تتابع قائلة :"فى الواقع....علىّ أن أذهب قبل أن أتأخر "
التفتت أبريل بعد ذلك إلى ماى وقالت بصوت مخنوق :"آمل أن أراك ثانية قبل أن أغادر"
نظرت إليها ماى ببرودة وقالت:"كم ستمكثين فى هذه المنطقة "
هزت ابريل كتفيها النحيلتين وأجابت :"أنا لا أعرف بعد...."
أومأت ماى على الفور وقالت حسناً إذا لم ألتقيك ثانية أتمنى لك رحلة آمنة إلى موطنك "
تقبلت أبريل الأمر بتردد لكنها قالت :"شكراً لك"
وبدت ابتسامتها أكثر توتراً وهى تلتفت إلى جود قائلة :"سأراك يا جود لاحقاً؟"
أومأ جود برأسه على الفور :"لا شك فى ذلك"
ابتسمت أبريل ابتسامة ساخرة ثم أضافت بصوت أجس :"سرنى لقاؤك ماى"
لم تشأ ماى أن تبادل أبريل مشاعرها كما لاحظ جود بعبوس . وفى الواقع بدت باردة جداً وغير راغبة بالتواصل مع الآخرين وكأنها نحتت من جليد
ما الأمر ؟ ما هو السبب الذى يجعل ماى تحمل مثل هذا الشعور المعادى لـ أبريل؟ لابد أن هناك عداء بينهما . فبالرغم من هدوء أبريل الظاهر وقت الغداء إلا أن المواجهة التى حصلت هذا المساء بينت أنها على علم بهذا العداء أيضاً.
أقسم جود بأنه سيحصل على الأجوبة عن كل هذه الأسئلة أما من ماى أو من أبريل.....لا فرق . وقف يراقب أبريل وهى تتجه نحو سيارتها وتقودها خارج ساحة المزرعة وقد بدا وجهها شاحباً تماماً


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس