عرض مشاركة واحدة
قديم 26-11-17, 04:22 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

2ـ الجمــيلة النائمة .
صُعقت جو وبقيت صامتة لعدة دقائق , ولكن أفكارها كانت
تتسارع وهي تتذكر محادثاتها المتعددة مع السيدة أديل هاستينغ ,
والدته ... إن كان فعلاً من يدعي أنه هو !
والصفة التي تستطيع نعت السيدة هاستينغ بها هي أنها متحدثة من
الدرجة الأولى . وغالباً ما أتت السيدة على ذكر طفلة تدعى روزي في
أحاديثها , ولكنها لم تستطع معرفة ابنة من هـي .
كما أن اسم ابنها غافن طغى على الأحاديث , فأخبرتها أديل
هاستينغ أن ابنها رائع . صحيح أنه متسلط قليلاً ويحب القيام بالأمور
على طريقته الخاصة و لكنه مقتدر تماماً ويستطيع القيام بكل ما يصمم
عليه , وهذا أمر ضروري لكـــي يتمكن من إدارة إمبراطورية آل هاستينغ
الشاسعة التي ورثها عن أبيه ...
أجرت جو بعض الأبحاث عن العائلة واكتشفت أنها فعلاً سلالة
عريقة . كان غافن هاستينغ الأول رائداً , وقام حفيده , والد غافن ,
بتوسيع ممتلكات الأسرة واقتناء المواشي . كما أنه تزوج أديل ديلاني
وهي ابنة بارون فذ . توقفت جو في بحثها عند هذا الحد , فهي سترسم
لوحة تمثل أديل وليس سواها .
ولكن كيف يُعقل أن أديل لم تخبر ابنها الرائع , المتسلط ـــ وهذا الأمر
تصدقه تماماً ـــ بشأن اللوحة ؟
وكيف يُعقل أن السيدة هاستينغ ليست في كين كان ؟
ومن جهة أخرى , إن كان فعلاً من يقول إنه هو , فهذا يفسر ثيابه
الغالية وساعته ولهجته المثقفة , رغم أنه بدا لها غريباً ألا يعرف بشــأن
اللوحة .
نظرت إلى خاطفها لتطرح عليه السؤال , ولكن غايفن هاستينغ الرابع
كان يغط في سبات عميق .
استندت جو إلى وسادتها , غارقة في التفكير . كان الضوء المنبعث من
الموقد أقوى الآن ولم تكن مضطرة للتحديق كثيراً لتميز قسمات وجهه ,
وتلاحظ أنه يبدو أصغر سناً , يناهز الرابعة والثلاثين من العمر تقريباً .
إلا أن النوم لم يسلب شيئاً من وسامته , مع أنه خفف عجرفته إلى حد
كبير . كانت بشرته مائلة قليلاً إلى السمرة وحاجباه الداكنان أقل شراً .
أما فمه ذو الابتسامة الشيطانية , الساحرة , الوقحة ـــ وهذا أقل ما
يمكنها أن تقول فيه ـــ فكان مسترخياً .
لم يكن لديها شك في أن غافن هاستينغ جذاب جداً , و لكنها سرعان
ما ذكرت نفسها بأنه بغيض أيضاً . ويمكنه أن يكون فظيعاً , متعجرفاً وإن
كانت تلاحقه عصابة خاطفين .. ثم مازال عليها أن تثبت له بأنها
ليست عشيقة أي زعيم عصابة أو ما شابه .
ربما يصدقها إذا رسمته ؟ ليس الآن طبعاً ولكن عند أول فرصة
سوف تفعل ذلك . أما بالنسبة لعملية اختطافها معه ...
استسلم دماغها المنهك عند هذا الحد وغطت في النوم .
لم يكن لديها أدنى فكرة كم مضى من الوقت عندما استيقظت بحفــلة
على صوت شبيه بقرع الطبول . جلست واضعة يدها على حلقها الجاف
فشعرت بذراع أحدهم تطوقها وصوت يطمئنها : (( إنه المطر, خبر
ســـار )).
بدأت تستعيد وعيها : (( من ... ماذا .. ؟ المطر ! يبدو كصوت
رشاش )) .
ـ هذا بسبب السقف المعدنـي .
ارتجفت جو . لم يكن هناك أي أثر للناس في الموقد كان الطقس بارداً
جداً . سألته : (( لِمَ تقول إن الخبر سار ؟ )).
ـ سيصعب عليهم المطر العثور علينا , إن كانوا لا يزالون
يبحثون .. لست أدري إن كنت تشعرين مثلي ولكنني أتجمد من البرد .
ـ يمكنك أن تشعل النار .
ـ لدي فكرة أفضل . استندي علي آنسة لوكاس .. أظن أنك
آنسة , لا ؟
تجاهلت جو السؤال وطرحت عليه سؤالاً آخــر : (( لماذا ؟ )).
ـ لكي نشعر بالدفء , سنضع كلا الغطاءين فوقنـــــــا .
ـ هذا ليس وارداً عندي .
ووجدت جو نفسها مستندة إلى الخلف بين ذراعيه .
ـ لقد شككتُ بأننا سنصل إلى هنـــا .
ـ ماذا ؟
ابتلعت ريقها بصعوبة , فقال في شعرها : (( نيتك سيئة جوزي . هل
تكرهين الرجال لسبب ما ؟ ألهذا السبب تساورك الشكوك ؟ )).
ـ أظن أن مشاركة السرير مع شخص غريب أمر يجعلها عرضة
للشكوك ., ناهيك عن كل الأمور الباقية . ففي النهاية , أنت من بدأ
بالإغواء أولاً .
ـ ولكن عليك أن تقري بأن الــسرير أصبح أكثر دفئاً .
بالفعل ! وأكثر أماناً أيضاً . ربما لأنها تعرف من هو فعلاً الآن ,
وتعلم أنها إلى جانب الأخيار ! صحيح أنه لا يزال هناك شك كبير ولكنه
نتيجة سلسلة مصادفات لا تصدق !
أمر وحيد كانت واثقة منه هو أنها لم تمر ببوابة كين كان الرئيسية . ما
الذي حل بها إذاً ؟
فتحت فمها لا لتسأل هذا فقط , إنما أسئلة كثيرة أخرى : هل لديه
فكرة عن هوية خاطفيه المحتملين ؟ كيف أفلت منهم ؟ ... ولكن تنفسه
العميق البطيء , واسترخاء ذراعه حول وسطها أنبأها بأنه غط في النوم
مجدداً .
ابتسمت رغماً عنها . كان فيه الكثير من الإغراء , لكن إذا كان
صحيحاً ما لمح إليه من أن نساء كثيرات يجدنه جذاباً , فمن الأكثر أماناً
أن يبقى نائمـــا.
وتساءلت فجأة في سرها : أي نوع من النساء يجذبنه ؟ الـــجميلات ؟
حتماً . المثيرات ؟ بالتأكيد . جوان لوكاس ؟
تحركت فجأة وأبعدت نفسها عنه لتنام على السرير الآخر , وهي
تحاول مع ذلك مشاركته الغطاء .. لكنه لم يتحرك على الإطلاق .
* * *
كان الفجر على وشك البزوغ عندما تململ غافن هاستينغ في فراشة ,
وإذا به يقطب حاجبيه فجأة . كان خده مستنداً على شعر أحدهم , وشعر
حريري ناعم تفوح منه رائحة .. رائحة ماذا ؟
ولسبب ما تراءت في مخيلته علبة شامبو مزينة برسوم التفاح
والإجاص ومملوءة بسائل أخضر . تذكر أنه رأى علبة مماثلة بين
أغراض جوان الشخصية , كما لمح أيضاً أداة حلاقة زهرية اللون .
وفرك ذقنه مفكــراً أنه حتى شفرة حلاقة زهرية ستكون ممتازة بالنسبة
لشخص لم يحلق ذقنه منذ يومين .
وإذا بذهنه يشرد مجدداً ويتجه نحو المرأة النائمة بهدوء بين ذراعيه .
كان جسمها ناعماً دافئاً .. ففضل أن يخرج نفسه من هذا الوضع .
ولكن عندما حاول إزاحة جو لوكاس عنه , همهمت معترضة ودفنت
رأسها في كتفـــه .
أضاءت التسلية عينيه , سوف تكرهينني عندما أخبرك بهذا
(( جوزي )) ... وإذا تعاليت مجدداً , كما أتوقع أن تفعلي , فلن أستطيع
مقاومتــك !
ماتت التسلية عندما حدق بالجميلة النائمة بين ذراعيه . فلم تكن
رائحة شعرها وحدها تداعب حواسه إنما بشرتها الناعمة وجسدها
الدافئ الرائع .
سلخ نفسه عن تلك الأفكار الجانحة بجهد بالغ . من هي بحق السماء ؟
ليس هذا فقط ! كم من مرة ومرة لجأ إلى النساء لينسى , وإذا به يجدهن
مجرد مسكن لأوجاعه , وليس الدواء الناجح .
نهض من السرير وتمطى بقوة . وعندما استدار , كانت جو قد فتحت
عينيهـــا .
ـ صباح الخير آنسة لوكاس . آن الأوان الآن لنعود إلى مشكلتنا .
بقيت جو مطولاً مكانها ثم جلست فجأة وراحت تسرح شعرها
بأصبعها :
ـ صباح الخير .
سألها بشيء من السخرية : (( هل نمت جيداً ؟ )) .
ـ أظن .. أظن ذلك . لا أذكر .
ـ أظنك نمت جيداً .. أكثر مما تتصورين .
بقي واقفاً مكانه ينظر بوقاحة , بينما بدت هي مرتبكة تماماً . ثم
غير الموضوع كلياً : (( ربما لم تلاحظــي , ولكنها لا تزال تمطر ما تشائين بينما
أشعــل النار )) .
كررت بغير ثقة : (( أفعل ما أشاء ؟ )).
ـ ربما تريدين أن تغيري ملابسك أو تسخنــي بعض الماء أو ربما
تتأملــي نفسك إذا كان هذا ما تفضلين فعله في مثل هذه الساعة من
الصبــاح .
ضاقت عيناها وعلم أن لا شيء سيسعدها الآن أكثر من لكمه على
وجهه . إلا أنها التزمت الصمت ونهضت من السرير .
شيء ما جعله يشفق عليها , فناولها معطفها قائلاً : (( خذي, ارتدي
هذا )) .
أخذته منه رافضة النظر في عينيه حتى عندما أنزل لها حقائبها
وحذاءها من العلية .
بعد ذلك بربع ساعة , كانت جو بمفردها محتجزة داخل الكوخ ,
ولكنه كان قد أشعل النار ووضع إبريق القهوة على الموقد , بالإضافة إلى
وعاء كبير من الماء للاغتسال .
شعرت جو بحال أفضل بكثير بعد أن اغتسلت وارتدت طقمها
الرمادي , وسرحت شعرها وربطته إلى الخلف ثم أعدت لنفسها فنجاناً
من القهوة .
تخيلت غافن هاستينغ يتصارع مع مظلتها الصغيرة ومعطفها المشمع
اللذين طبعاً لن يؤمـنا له الكثير من الحماية , ولكنهما في النهاية أفضل
من لا شيء في هذا الطقس الماطر .
وأخذت تفكر في الملاحظــة التي قالها غافن عن النوم الهنيء الذي
أمضته الليلة الفائتة , فلم تفهم مقصده منها .
طبعاً لم يستغلها أثناء نومها , ولا يمكن أن تكون هـي قد فعلت شيئاً
لذا ... ؟
ألقت نظرة سريعة إلى السريرين , فرأت أحدهما مرتباً بينما الآخر
كان مجعداً جداً. فصرفت أسنانها منزعجــة .
لا بد أنها أمضت الليلة بين ذراعيه . فلا يمكن أن يصبح السرير
الصغير بهذه الحالة إلا إذا احتضن جسمين معاً . والأسوأ أن السرير
كان سريره هو, لذا لا بد أن تكون هي من أتى إليه .
وراحت تفكر في ما يبرر هذا الخطأ الفادح . لا بد أنني كنت أشعر
بالخوف والبرد ... لا بد أنني كنت مجنونة !
سكبت فنجان قهوة آخر , علها تبعد أفكارها عن أمور لا تستطيع
تغييرها . ثم تذكرت الفكرة التي خطرت لها عن رسمه لتثبت له أنها فعلاً
من تقول إنها هي .
فتحت علبة الأقلام وتناولت ورقة ثنتها من الوسط . لطالما كانت
بارعة في الرسم التخطيطي وهي لا تزال تذكر كم كان تجد فيه ملاذاً
وراحة , في حين أن الألوان لم تكن تستهويها إطلاقاً . لقد جربت التلوين
بالماء والزيت والأكريليك , لكنها لم تجد في أي منها ما يستهويها .
ولكن عندما بلغت عامها الثامن عشر تغيرت حياتها جذرياً ودخلت
كلية الفنون لسنة . وهناك اكتشفت الأقلام الزيتية , فكان ما كان .
تجنبها الألوان لم يكن ناتجاً عن عدم إعجابها بها إنما من صعوبة
الجمع بين تقنيتي الرسم والتلوين . فجاءت الأقلام الزيتية لتسمح لها
بالرسم بالألوان وهي لم تتوقف عن الرسم منذ ذلك الاكتشاف . وها
هي اليوم , في الرابعة والعشرين من العمر , ترتقي سلم النجاح وتصنع
لنفسها اسماً في عالم فن الرسم .
طبعاً كان لهذا العمل ناحيته السلبية , فغالباً ما يكون الرسام تحت
رحمة شخصيات بغيضة الشكل , فتتوق أصابعه لرسمها كما هي . ولكن
جوان كسبت تقدير زبائنها . وما إن تستقر جيداً , ستتمكن من
الانصراف إلى رسم ما يروقها من مناظر طبيعية وأطفال بشكل خاص .
نظمت أغراضها , وكعادتها قبل الرسم , تنفست بعمق وتخيلت
شكل خاطفها .
أتتها صورته مصحوبة ببعض الانفعالات التي تختلجها , وكان ذلك
أمراً عادياً , ولكن ما جعلها تتفاجأ فعلاً كان تغير تلك المشاعر المرافقة
لوجه غافن هاستينغ الوسيــم .
اكتشفت أن أصابعها تتوق لرسم زوايا وجهه وخطوطه بما يشبه
شيطاناً أزرق العينين . ولكنها سرعان ما وبخت نفسها . فإذا كان صادقاً
في ما يقول , وتعرض فعلاً لمحاولة اختطاف , فإن هذا يبرر سوء طباعه !
حدثت نفسها بأن هذا لا يهم . فهو لا يروقها أساساً , ولكن لا
يعجبها أن تروق لها بعض الأشياء في هذا الرجل . وراحت تتساءل عن
رأيه هو بها .
حدقت بالورقة تحت أصابعها وراعها أن تجد نفسها تلهث . هذا لن
ينجح ! الطريقة الوحيدة لرسم غافن هاستينغ بأدق تفاصيله هي أثناء
النوم .
لم يكن لديها أي فكرة كم مضى من الوقت عندما سمعت مزلاج
الباب يفتح من الخارج , ولكن إحساساً ما حثها على إخفاء أدلة
محاولتها بمعطفها , فألقته بسرعة على علبة الألوان .
دخل وعلى وجهه إمارات الشر والغضب , وكان مغمساً بالوحل
والمطر من رأسه حتى أخمص قدميه .
اتسعت عيناها عند رؤيته ونظرت إلى ساعتها . فأدركت أنه مضى
على خروجه حوالي الساعة .
سألته : (( هل أنت بخير ؟ )) .
أجاب بسخرية بالغة : (( هل أنت قلقة بشأني ؟ أم أنك اشتقتِ إلي ؟
لا , لستُ بخير . ضعي بعض الماء على النار )) .
فتحت جو فمها لتعترض على طريقته في الكلام ثم غيرت رأيها . أما
هو فبدأ يخلع ثيابه .
ـ ما الذي حل بالمظلة والمعطف المشمع ؟
ـ لقد أفسدهما المطر فرميتهما .
أصغت جوان إلى تساقط المطر على سقف الكوخ لفترة قبل أن تقول :
(( على أي حال , هما ليسا مصممين لهذا النوع من المطر )) .
ملأت إبريق القهوة ووضعته على النار مجدداً .
ـ هل فعلت شيئاً ؟
استدارت لتنظر إليه , ولكنها ما لبثت أن أشاحت بنظرها . إذ كان
قد خلع ثيابه وبقي بسرواله القصير وجاربيه .
ناولته ملاءة بيضاء سحبتها عن السرير , فلف نفسه بها من دون أن
يشكرها . لا بل أن نظراتهما كانت تقدح شرراً وهما ينظران الواحد إلى
الأخـــر .
قالـت له عندئذٍ : (( اسمع . الذنب ليس ذنبي . لذا لا تصب غضبك
علي. وإذا كان هناك من يجب أن يُلام , هو أنت )) .
ـ حقاً ؟
جلس إلى الطاولة وسألها متحدياً : (( وهل قمتِ أنتِ بأي شيء منتج
أو مفيد ؟ )) .
فصرت على أسنانها .
ـ حسناً , سأخبرك بما كنتُ أفعله . كنت أنتقل خلسة في ممتلكاتي
الخاصة وأسرق وقودي الخاص , بينما كنتِ أنت ...
وقع نظره على طرف علبة الأقلام البارز من تحت معطفها , فأزاحه
بسرعة: (( لا أصدق ! كنت تلونين ؟ )).
ـ أنا لا أستعمل التلوين بل الأقلام الزيتية .
ـ هذا لا يهم ...
توقف لحظة وراح يتأمل رسمه , ولكنه لم يسمح لها بأن تكتشف شيئاً
مما يفكر فيه . ثم نظر إليها مهدداً : (( أتـظنين حقاً أن هذا قد يثبت
شيئاً ؟ )) .
ـ لقد ...
عضت على شفتها ثم قالت : (( لقد كنت آمل ذلك )) .
ـ إذاً كنت مخطئة سيدتي .
ـ يبدو أنك نظرتِ إلي مطولاً أثناء نومـي , جو !
احمر خداها قليلاً وهي تقول : (( هذا من عاداتي . أنظر دائماً إلى
خطوط الوجه زواياه وعضلاته )) .
ـ وهل من عاداتك أيضاً النوم بين ذراعـي رجال غرباء ؟
أنبأها صفير الإبريق على النار بأن الماء قد بلغ درجة الغليان ولكنها
تجاهلته .
ـ لا بد أنني غفوت , فأنا لا أذكر أنني فعلت ذلك . على الأرجح
أنني شعرت بالبرد ... هذا كل ما في الأمر .
نظر إلى فمها المتوتر وقابل نظرتها الرمادية لحظة قبل أن يهز بكتفيه
قائلاً : (( على أي حال , كان هذا ساراً . والآن آنسة لوكاس , هلا كنت
لطيفة ونظفتِ المائدة ؟ وهلا أعرتني أيضاً شفرة الحلاقة الزهرية ؟ )) .
فتحت جو فمها لتتكلم ولكن سرعان ما أطبقته مجدداً .
ـ أنا بحاجة لأحلق ذقني , قد يحسن حالتي النفسية . هل تحملين
مرآة صغيرة ؟
في الواقع , كانت تحمل أكثر من ذلك . فلديها صابون ومنشفة نظيفة
وفرشاة أسنان ولكن المرآة كانت صغيرة جداً .
استعملها على أي حال , وهو يحدق فيها بشكل مضحك , بحثاً عن
أي بقعة لم يحلقها . ثم نظف أسنانه , شاعراً بالارتياح .
قال لها وهو يحلق : (( أحب المرأة التي تستعمل أداة حلاقة جيدة )) .
ونظر إلى شفرة الحلاقة تحت الضوء : (( هل هي جديدة ؟ )) .
أجابت جو بجفاء : (( كانت جديدة )) .
ضحك قائلاً : (( لا أظنها ستفيد لشيء بعد أن أحلق بها ذقني . ولكني
أعدك بأن أشتري لك أخرى , لو حصل وخرجنا من هنا . هل تحمين
محلولاً لما بعد الحلاقة , من باب الصدفة ؟ )) .
ـ إذا كنت تقصد بذلك أن تجعلني أشعر أنني عديمة الأنوثة , فإن
محاولتك فاشلة . لا , ليس لدي محلول لما بعد الحلاقة , ولكن جرب
هذا .
وناولته قارورة أخذتها من حقيبة أغراضها الشخصية .
ـ ما هذا ؟
ـ إنه مرهم طبيعي سيشعرك بالانتعاش .
ـ آه !
وضع قليلاً منه على راحتيه وفرك بهما وجهه : (( أنت محقة , يبدو انك
امرأة كثيرة الموارد . ما كان علي أن أطعن في أنوثتك )).
أثناء الحلاقة, كان قد لف الملاءة البيضاء على خصره بينما علقت
هي ثيابه المبللة على الكرســـي أمام النار .
قالت له : (( رأيك بي لا يهمني إطلاقاً )).
ولكن في الواقع كان صعباً أن تتجاهل عضلات كتفيه
المفتولة وشعيرات صدره الداكنة , وذلك لسببين أولهما إحساس
غريب استحوذ عليها والآخر رغبة جامحة في رسم ذلك الكمال
الرجولــــي .
ساد صمت قصير , قال بعده بسخرية : (( أنت غريبة جوزي )) .
هزت كتفيها بلا مبالاة وشغلت نفسها بتحضير الفطور . ولكن
أصابعها تجمدت وهي تتذكر ما قاله سابقاً , فاستدارت نحوه فجأة :
ـ وقود ؟
ضاقت عيناه : (( تساءلتُ متى ستستوعبين الأمر ؟ )) .
ـ هل لديك وقود ؟ كيف ؟
ـ هناك مرآب للآليات ليس بعيداً من هنا .
ـ إذاً يمكننا الرحيل ؟
ـ كلا . هناك رافد نهر يحول دون وصولنا إلى البوابة ولا يمكننا
اجتيازه حتى ولو كان معنا سيارة رباعية الدفع .
سكبت جو الفطور وناولته سكيناً وشوكة ثم جلسـت على كرسيها
حاملة طبقها على ركبتيها , مختارة كلماتها بحذر بالغ .
ـ ثمة أمور لم أفهمها . هل كنت بمفردك في المزرعة عندما حاولوا
اختطافك ؟
ـ كلا , لقد قبضوا على مدير المزرعة قبل أن يلحقوا بـي .
اتسعت عيناها وبدت الصدمة عليها : (( هل قتلوه ؟ )) .
ـ لا , ولكنهم قيدوه وأخذوه , الله يعلم إلى أين .
وبدأ يأكل بنهم .
سألته عابسة : (( لم يكن هناك أحد من العائلة ؟ )) .
وضع شوكته جانباً ورمقها بنظرة متفحصة : (( جو .. أياً كانوا ,
فقد أنجزوا فرضهم جيداً ودرسوا الوضع تماماً . إنها عطلة نهاية أسبوع
طويلة ويصادف أنها المباراة السنوية لرعاة البقر في المنطقة , وأشخاص
كثر ليسوا في منازلهم . كان يفترض بي أنا أيضاً أن أكون بعيداً عن منزلي
ولكني غيرت رأيي في اللحظة الأخيرة )) .
سألته بارتباك : (( ألهذا السبب والدتك ليست في المنزل ؟)) .
ـ لقد غادرت أمي إلى (( بريزبان )) منذ يومين لتحضر عرضاً نَسيت أن
لديها بطاقات لحضوره . الحمد الله أنها لم تكن في المزرعة و روزي كذلك .
وشعرت جو فجأة بنظرته تخترقها , فطرفت بعينيها وقالت :
ـ لقد ذكرت لي اسم روزي عدة مرات أثناء مكالماتنا الهاتفية .
فهمت أنها طفلة ولكنني لم أعرف ابنة من هي .
حدق بها لحظة طويلة أخرى ثم أنهى فطوره ووضع شوكته جانباً .
ـ إنها ابنتي .
كادت جو تغص وهي تتناول فطورها , ولكنها غامرت وسألته :
(( وماذا عن زوجتك ؟ )).
ـ توفيت أثناء الولادة .
أزاح طبقه من أمامه وكانت تعابيره مبهمة .
ـ هل يمكنني الحصول على فنجان قهوة ؟
ـ طبعاً .
قالت ذلك ونهضت لتعده له ثم ترددت قليلاً قبل أن تسأله :
ـ هل أفترض أن والدتك تعاني من شرود الذهن ؟
نظر إلى السماء : (( أمي , باركها الله , بدأت تفقد ذاكرتها مؤخراً )) .
وضعت أمامه فنجان القهوة : (( هذا يفسر الأمر إذاً )) .
ـ أتقصدين بأنه يفسر لما نسيت أمر قدومك إلى كين كان ؟
ـ أجـــــــل .
ـ ولكن هذا لا يفسر لما لم تذكر أمي شيئاً عن قصة الرسم تلك .
ـ ربما أرادت أن تفاجئك .
ـ وكيف تظنين أنها كانت ستفسر وجودك ؟
ـ لست أدري .. إنها والدتك !
نهض من مكانه وسألها : (( لا أفترض أن لديك ثياباً للرجال في حقيبة
الفرجة هذه أم أنا مخطئ ؟ )) .
حدقت به جو بعينين ثاقبتين ثابتتين .
ـ أقول لـكِ مجدداً بأن النظرات لو كانت قاتلة , لكنتُ الآن تحت
الأرض . حسناً , آنسة لوكاس , فرضاً أنك بريئة وإلى ما هناك , هل
لديك أي اقتراح ؟
قاومت جو الرغبة التي تملكتها في صب جام غضبها عليه , وطرحت
عليه سؤالاً عوضاً عن ذلك : (( كم عددهم ؟ ))
ـ إثنان . كانا مقنعين لذا ليس لدي فكرة عن هويتهم .
ـ وكيف هربت ؟
جلس عند زاوية الطاولة وسألها : (( هل تحققين معي ؟ )) .
ـ كفاك شكاً !
فكر ملياً ثم قال : (( لقد قيداني كدجاجة واحتجزاني ليلة كاملة في
مستودع لا ينفذ النور إليه . لم يعرفا أن تحت السجادة باب أرضي معد
لأيام الفيضانات فخرجت منه )) .
ـ و لكن كيف ؟ إذا كنت مقيداً كالدجاجة ؟
فرك معصميه , فلاحظت جو للمرة الأولى آثــار تقرح حمراء في الجهة
الداخلية من كل معصــم .
ـ وجدتُ مقصاً قديماً وتمكنت من حل الحبل بواسطته . مع أن ذلك
لم يكن سهلاً , بما أن يدي كانتا مقيدتين خلف ظهري .
ـ لا .
كان في ردها شيء من الخوف حاولت طمسه بقولها : (( لِمَ لم يأخذاك
معهما بدلاً من احتجازك في المنزل طيلة الليل ؟ )).
ـ يبدو أنني لست أنا المستهدف .
حدقت به من دون أن تفهم شيئاً .
قال مفكراً : (( لست أنا بل روزي , ابنتي , طفلة الست سنوات . إنه
هدف رخص العود )).
فغرت جو فاها : (( ولكن .. هل أنت واثق ؟ )).
ـ بالتأكيد . لقد سمعت حديثهما بأكمله وكل ما كان يدور بينهما
أثناء الليل من كلام ومخططات . وقد قررا أن يأخذاني بدلاً منها ولهذا
السبب اتصلا بمن يدعمهم .
ـ الحمد الله على ذاكرة والدتك الضعيفة .
ـ ولكن الخطر لا يزال هو هو . فليس علي أن أتوارى عن كين
كان , ولكن علي أيضاً أن أمنع أمي وابنتي من الوقوع بين أيديهم . ولقد
قطعوا كل الخطوط الهاتفية .
ـ ألا يجدر بهذا أن يثير شكوك والدتك مثلاً ؟
ـ ليس بالضرورة . فأحياناً كثيرة تتعطل الخطوط هنا .
قالت ببطء : (( لدي اقتراح لا علاقة له بالهرب , ولكنني واثقة من
أنهم هم من نزعوا اسم كين كان عن البوابة الرئيسية , ربما ليضيعوا كل
من يحاول البحث عن المكان )).
فكر بما قالته وهو ينظر إليها متفحصاً .
فقالت بهدوء : (( صدقني, لهذا السبب وجدتني في الطريق الخلفي )).
ـ هممم .. قد تكونين محقة .
ثم هز كتفيه : (( المشكلة الآن هي إذا ما كانا قد استسلما ورحلا أو
أنهما ينتظران للإيقاع بي بطريقة ما ؟ )).
ـ لا يبدوان منظمين كثيراً .
نهض ونزع الملاءة من خصره ليرتدي ثيابه .
ـ لقد تآمر القدر ضدهما , فالطقس لم يساعدهما حتماً ولكنهما ثنائي
خطير ... أو ربما ثلاثي , إذا ما احتسبنا جو معهما . أحدهما على الأقل
يستعمل مزيجاً من المخدرات والكحول ليبقى واعياً .
ارتجفت جو وراقبته وهو يتصارع مع بنطلونه الرطب .
ـ هل عاملاك بعنف ؟ عدا عن تقييدك طبعاً !
التوت شفتاه وهو يجيب : (( ركلة في الـظهر وضربة على الرأس ... )) .
مرر يده على شعره الداكن وأجفل عندما شعر على ما يبدو بنتوء تحت
يده .
ـ ... وأموراً أخرى أيضاً .. ولكنني على الأرجح استفزيتهم .
ـ ألم تلتزم الصمت ؟
ـ لا عزيزتي , لم أفعـل .
شيء ما في الطريقة التي قال بها ذلك أخاف جو حتى الأعماق . لم
يكن لديها شك بأن غافن هاستينغ رجل سيء نزق .
ـ أما بالنسبة إلى الأمور الأخرى , فقد كانا من الدهاء بما يكفي
ليعطلا سيارات المنزل ويحتجزوا الكلاب ويرميا المفتاح . السلاح كان
ضربة من الحظ بالنسبة لي . فقد نسي كايس رئيس العمال أن يوضبه
مكانه , وكدت أتعثر به .
رفعت جو الصحون والأكواب الفارغة عن الطاولة ووضعتها على
الأرض إلى جانب الموقد .
ـ إذاً , كنتَ تنوي قطع الطريق عل (( جو )) الآخـر و .. ؟
ـ وأرغمه على اصطحابي إلى أقرب هاتف .
كان ينظر إليها وهي تزيل فتات البسكويت عن المائدة , وأدركت أن
نظرة الشك تلك عادت إلى عينيه .
ـ سيارات الجيب الرمادية كثيرة جداً . أنت تعلم .
ـ ربما ولكن اسم جو ؟
ترددت قليلاً : (( أنا .. )) .
ولكن دوياً قوياً شق الصمت واخترقت رصاصة أحد الجدران .
تجمد كلاهما لحظة ثم قفز غافن هاستينغ عبر الطاولة . وبحركة سريعة
منه , بطحها أرضاً قبل أن تخترق شظية أخرى الباب .
بعد ذلك بدقيقتين , كان الباب قد خُلع ودخل رجل مسلح ومقنع .
زمجر قائلاً من فوق كتفه : (( أنظر ماذا وجدتُ هنا يا جو , غاف
وفتاته . ذكاء منه أن يُخفي عشيقته في كوخ شبه مهجور , ألا تعتقدان ؟ )).
نهاية الفصل (( الثانــي
)) ..


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس