عرض مشاركة واحدة
قديم 26-11-17, 04:28 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

7- زوجــة مناسبة
استيقظت جو صباح اليوم التالي , لتجد روزي جالسة على طرف
سريرها .
جاهدت لتنهض وحدقت بالساعة الموضوعة بجوار السرير . كانت
السادسة والنصف وضوء النهار بدأ يتسرب لتوه عبر النوافذ .
ـ صباح الخير .
أجابت روزي مشرقة : (( مرحباً . نحن نستيقظ دائماً عند طلوع
الفجر . ظننت أنني أخبرتك بذلك )) .
ـ لاحظتُ ذلك .
ـ تقول جدتي إنك سترسمينني . أنا متحمسة جداً لأنني أحب أن
يرسمني أحد . هل نبدأ الآن ؟
ـ الآن ؟ آه ...
ـ ما رأيك لو أحضر لك فنجاناً من الشاي ؟
ـ شكراً . سيكون هذا لطفاً منك .
خرجت روزي فاستحمت جو بسرعة . وكانت قد ارتدت ثيابها قبل
أن تعود روزي بصينية محملة بكوب شاي وفنجان حليب وقطعتين من
الخبز المحمــص .
قالت روزي: (( قطعة لي وقطعة لك . وكوب الحليب لي . لقد حضرته
السيدة هاربر وهي تتذمر لأنني أستيقظ باكراً . ولكن بما أنني
استيقظت , فلن يضرها أن تحضر كوب شاي لك . قلت لها إن الوحي لا
ينتظر أحداً )) .
نظرت جو إلى ابنة غافن هاستينغ بذهول . فـ روزي هاستينغ على ما
يبدو فتاة ذكية وأكبر من سنها .
من الواضح أنها اعتادت على رفقة الراشدين وهي تلفظ الكلمات
بوضوح تام .
كانت الصغيرة ترتدي فستاناً زهرياً طويل الكمين له حزام أبيض
وقد ربطت شعرها الداكن الطويل على شكل ضفيرتين .
ولكن مظهرها كان يشوبه شــيء من عدم الترتيب , فبعض أزرارها
كانت مفكوكة وحزامها كان مفتولاً وشعرها غير مربوط جيداً ... بدت
كأنها فتاة صغيرة من عصر قديم .
قالت جو : (( شكراً لك . لم أتناول هذا النوع من الخبز المحمص منذ
وقت )).
فابتسمت روزي : (( كيف تريدينني أن أجلس ؟ )).
فكرت جو لحظة وهي ترتشف الشاي ثم قالت : (( بما أنك تحبين
الرسم , ما رأيك لو ترسمين بنفسك ؟ سأعطيك بعضاً من أوراقي ويمكنك
استخدام أقلامـي )) .
وأشارت إلى علبة صغيرة على الطاولة .
أجابت روزي بحماسة : (( يا لها من فكرة رائعة ! ماذا سأرسم ؟
أعرف , لقد وضعت كلبة أبي المفضلة جراءً . لنرَ إن كنت أذكر شكلها )).
رسمتا حوالي نصف ساعة وكانت روزي تتكلم طيلة الوقت .
وإذا كانت روزي نور حياة والدها , فهو بالنسبة لابنته بطلها
المحبوب . وكان للجدة حضورها في حديث روزي ولكن أكثر من كانت
تتحدث عنه غافن . وقالت روزي أيضاً إنها تحب الحياة في المزرعة
وتتشوق لدخول المدرسة , لكنها تنهدت عند قولها ذلك وأسندت ذقنها
على يدها .
فسألتها جو : (( ما الخطب ؟ )).
ـ هناك بعض التعقيدات .
وأسهبت روزي في الشرح .
كانت على ما يبدو ترغب في الالتحاق بمدرسة للتعليم عند بُعد ,
وهي قد سبق وسُجلت في مدرسة (( تشالرلفيل )) الإعدادية .
كانت جو مطلعة نوعاً ما على مدارس التعليم عن بُعد , مما أخبرتها
إياه زميلتها في السكن (( لين )) التي عملت على هذا المشروع . كانت
تعرف , مثلاً , أن المدرس المنزلي يعلب دوراً مهماً . وفي حال كين كان
التي تضم أربعة أولاد غير روزي , فإن جانين زوجة كايز رئيس العمال ,
هي أفضل من يمكنه الاضطلاع بدور المدرسة , فهي لطيفة جداً وقد
عملت في مدرسة سابقاً , وثلاثة من التلاميذ هم أولادها .
وعلمت جو أيضاً من (( لين )) أهمية الدور الذي تلعبه هذه المدرسة ,
ليس فقط في تثقيف أبناء البراري , أنما أيضاً في الوصول إلى حياتهم
المنعزلة .
توسعت روزي في هذا الموضوع . كل الأولاد الذين تعرفهم
سيلتحقون بالمدرسة . فقالت : (( أعرف أنه ذات يوم سيكون علي
الالتحاق بالمدرسة الداخلية , ولكن إلى أن يحين ذلك الوقت , أريد
البقاء هنا . هذه دياري )) .
ـ ولِمَ لا تبقين هنـــــا ؟
ـ جدتي تحب أن تمضي وقتاً في بريزبان وأنا أرافقها دائماً , ولكن لن
يعود بإمكاني مرافقتها متى بدأت المدرسة , فاقترحت أن ألتحق بمدرسة
في بريزبان وأزور كين كان في العطل .
ـ ألا يروقك ذلك ؟
ـ لا . أنا أحب جدتي , ولكن لو كان لدي أم مثل كل الأولاد الذين
أعرفهم , لما كان هناك أي مشكلة ! إنها فعلاً مصيبة يا جو .
وكان التجهم بادياً على وجهها .
تجمد قلم جو في يدها وقالت مقترحة : (( تبدين على علاقة جيدة
بالسيدة هاربر . ألا يمكنها الاهتمام بك أثناء وجود جدتك في
بريزبان ؟ )).
حل الازدراء مكان التجهم : (( لن يقبلوا حتى السماع بذلك )).
ـ فهمت . وما رأي والدك ؟
تغير صوت روزي وهي تقول مقلدة والدها : (( لدينا أشهر لنفكر
بالموضوع يا سمكتي الصغيرة . وبما أنني غافن هاستينغ الرابع , كوني
أكيدة بأنني سأتخذ القرار المناسب )) .
ضحكت جو : (( سمكة ؟ )) .
ـ إنها نكتة بيننا .
وتوقفت روزي عن الكلام عندما تناهى قرع خفيف على الباب قبل
أن يفتح .
ـ بابا !
وقفزت روزي راكضة إلى والدها , حاملة الرسم في يدها : (( أنظر إلى
هذا )) .
ـ روزي , ماذا تفعلين هنا في مثل هذه الساعة من الصباح ؟
وإذ ألقى نظرة سريعة على الرسم , قال : (( إنه جميل ولكن ... لا
تكرري ذلك مجدداً . الوقت مبكر جداً . صباح الخير يا جو . أنا آســـف
بهذا الشأن . لقد غُفوت ولم أنتبه لمرور الوقت )) .
ـ لا بأس . لقد تعارفنا أنا و روزي .
ضاقت نظرة غافن وهو يسألها : (( ما الذي كانت تخبرك به ؟ )) .
ابتسمت جو : (( إنه سر بيني وبينها )) .
وافقت روزي قائلة : (( أحب من يحفظ سراً . هل الفطور جاهز ؟ أنا
أتضور جوعاً )) .
مرت فترة الصباح بسرعة .
لحسن الحظ , مر الطبيب لتفقد غافن , ما أراح جو كثيراً . وأنبه وهو
يغير له ضمادات الجرح : (( إسمع يا صاح , عليك أن تعطي إصابتك
بعض الوقت لتشفى , ماذا كنت تفعل بحق الله حتى تنزف هكذا ؟ )) .
التقطت جـو أنفاسها , بينما أجاب غافن بعد أن رمقها بنظرة ذات
معنى :
ـ كنتُ ... أحرق المراحل في العمل .
ـ إذاً كف عن حرق المراحل ... أياً يكن قصدك من ذلك . أنت لم
تعد فــي الاستخبارات .
وضب الطبيب حقيبته ونظر إلى جو , كما لو أنه لاحظ ذبذبات معينـــة
في تلك اللحظـة , فرفع حاجبيه .
قام غافن عندئذٍ بواجب التعريف : (( إنها جوان لوكاس يا طوم , هـــي
هنا لترسم أديل . جو , أعرفك إلى طوم وانسون )) .
ـ آه ! السيدة التي سمعنا عنها , تشرفت . أظن أنك كنت شجاعة جداً
في تلك الظروف المريعة .
أجاب غافن قبل أن تتمكن جو من الرد : (( بالفعل ... كانت
شجاعة . ولهذا السبب أحاول إقناعها بالزواج منـــي )) .
ضحك طوم , وقال : (( مكانك سيدتي , لفكرت ملياً قبل الإقدام على
ذلك . فـ غافن معروف بأنه ينال ما يريد . حسناً , علي الرحيل الآن )) .
ولكنه توقف فجأة عابساً ثم هز رأسه وصعد على متن الطائرة .
وبينما هما يراقبان الطوافة تحلق في الجو , سألته جو : (( كيف أمكنك
ذلك ؟ )) .
ـ أمكنني ماذا ؟
ـ أن تخبره بأنك تفكر بالزواج بــي ... لا تتغابى .
ـ لقد ظننــي أمزح .
رمقته جو بنظرة جانبية فابتسم غافن وأمسك بيدها : (( هو ليس غبياً ,
ولم تكن تلك بمزحة )) .
ـ غافن ...
ـ جو , هل لـي أن أقترح عليك شيئاً ؟
نظرت إليه بحذر وهو يقـول : (( ما رأيك لو نأخذ أسبوعاً أو اثنين
لنفكر بالموضوع ؟ يمكنك أن تكونـي فكرة عن الحياة في الريف وعن عائلتي
وعني , كما يمكنك أن ترسمي والدتي )) .
ـ أنــا ..
ـ هل أطلب منك الكثير ؟
ـ أتعني ... مقابل إنقاذك حياتـي ؟
ـ لا , طبعاً لا . إنســـي أنني قلت ذلك . بالمناسبة , ماذا قالت لك
روزي هذا الصباح ؟
كانت جو تفكــر في ما إذا كان عليها إخبار أم لا , عندما لاحت لهما
أديل و روزي في الأفق .
فقال : (( حسناً , لننس هذا الموضوع في الوقت الحاضر . ولكن هل
ستبقين هنـــا ؟ )) .
نظرت في الأفق الأغبر : (( إذا وعدتني بـشــيء واحد )).
ـ ما هو ؟
نظرت في عينيه : (( إذا أجبتك بالرفض , ستقبل بذلك الأمر )) .
ـ اتفقنا .
كان رده سريعاً بحيث أثار شكوك جو .
ـ هل تعنــي ذلك ؟
ـ أنا رجل أحترم كلــمتي .
عبست : (( هل لي أن أضيف شيئاً ؟ )) .
ـ دعيني أحزر ... هل لذلك علاقة بعدم الضغط عليك ؟
ـ أجل .
ـ جو , إذا كنتِ مُحرجة للطريقة التي عانقتني بها الليلة الفائتة , فلا
داعــي لذلك . كان ذلك رائعاً .
احمر خداها , بينما أضاف غافن : (( ومثيراً أيضاً )) .
ـ ليس الأمر أنني مُحرجة ... صحيح أن هذا أحد العوامل ,
ولــكن ...
ـ بل عامل أســـاسي .
ورفع يده إلى فمها يرسمه بإصبعه . فارتجفت جو .
قالت بجهد : (( أمك وابنتك على وشك أن تصلا )) .
أنزل يده وألقى نظرة من فوق كتفه .
ـ حسناً . يمكنك أن تقولي لي عندما تشعرين بأنني أضغط عليك .
اتفقنــا ؟
خطر لها أن تضيف بنوداً إضافية إلى اتفاقهما : عدم ذكر عرضه أمام
الآخرين , وعدم إظهار انجذابهما الواحد نحو الآخر بشكل علنـي ....
وغير ذلك . ولكن كل ما تسنى لها لتقوله كان : (( نعم )) .
ـ جيد .
واستدار غافن ليحيي روزي وأديل .
* * *
بعد أسبوعين , كان الوقت قد مر بسرعة فائقة , إذ شعرت جو
بانجذاب كبير لطريقة عيش آل هاستينغ . مع أن أمرين عملا لصالحها في
ما يتعلق بعدم الضغط .
فـ غافن لم يكن بإمكانه مشاركتها العمل نظراً لإصابته . ثم غالباً ما
كانت تحبس نفسها في غرفتها بحجة العمل على لوحتي أمه وابنته .
ولكنه تحدث معها عن الماشية وقتاً لا بأس به , وأخبرها أن كين كان
تعمل على طريقة جديدة تقضي بدمغ الأغنام الكترونياً .
ـ كيف هذا ؟
هز كتفيه : (( هذه الطريقة تعطيك معلومات عن وزن الماشية وحاجتها
للتلقيح وغيرها من الأمور . فتعطيك معلومات دقيقة عن حالتها )) .
ـ العلم مذهل !
وهزت رأسها بدهشة . كانا مستندين إلى السياج يراقبان الأغنام .
كان الجو أغبر والكلاب تجول في كل مكان والماشية تقفز . نظر إليها ,
كانت ترتدي بنطلون جينز وقميصاً أزرق والنسيم يتلاعب بشعرها .
ـ أنت ...
ولكنه توقف من دون أن يُكمل ما كان ينوي قوله .
نظرت إليه مستفسرة , فأجابها : (( كنت سأبدي ملاحظة شخصية
ولكن يمكنني أن أكمل حديثي عن الأغنام . الأمر عائد إليك )) .
ابتسمت قائلة : (( إذاً أكمل حديثك عن الأغنام )) .
ـ لستُ أدري لما سألتك ما دمتُ أعرف أن هذا ما ستجيبين به .
وفكر لحظة قبل أن يكمل : (( حسناً , أنت أردتِ ذلك . إن أفضل
الأصواف هي أخفها وزناً ... )) .
ـ أتعني أنكم تزنون كل خــــيــط ؟
ـ نعم . وكلما كان وزنه أخف , كانت جودته أعلى . ولهذا السبب
نربي بشكل خاص أغنام الميرينو, لأن أصوافها عالية الجودة . وكلما
اتجهنا جنوباُ في كوينزلاند , كانت جودة الأصواف أفضل . وتضم
كوينزلاند ما بين تسع أو عشر ملايين رأس غنم .
توقف لحظة , ثم تابع شارحاً : (( الصين أكبر أسواقنا وتُعتبر
أستراليا أهم منتج للصوف في العالم . يمكن للعامل المحترف أن يجز
صوف مئة وعشرين إلى مئة وأربعين خروفاً في اليوم ... )) .
ـ ماذا ؟
ـ هذا صحيح , ولكنك قطعتِ حبل أفكــاري ...
ـ الحمد الله . أظن أن هذا يكفي لأستوعبه حالياً .
ـ هل أنت واثقة ؟ هناك المزيد ....
ـ غافن , أنا واثقـــة .
ـ إذاً هل لـي أن أقول لك إنك جذابة بشكل مذهل يا آنسة لوكاس ؟
هذا كل ما كنت أريد قوله منذ البداية .
قال هذا محاولاً طمأنتها , فانفجرت جو بالضحك .
تعلمت جو أيضاً قيادة الدراجة , وأمضت وقتاً ممتعاً في جمع الماشية
مع (( كيز )) كما تعلمت كل أنواع الإشارات والصفارات الضرورية
لقيادة الكلاب . وكم كانت فرحتها كبيرة عندما أخبرها كايز (( الرئيس ))
بأنها ريفية بالفطـــرة .
وأخذتها روزي في جولة في أرجاء المزرعة , مُظهرة معلومات وافية
وحباً كبيراً للحياة هناك . كانت روزي تمتطــي حصانها الصغير الخاص ,
وقريباً تحصل على جرو كلب خاص بها . ولكنها ما زالت حائرة , لا
تعرف أي واحد تختار .
عندما يكون الطقس مشمساً . وكون جو سباحة ماهرة , استطاعت
روزي خلال أيام قليلة أن تتعلم السباحة , فلم تسعها الدنيا من
الفــرحة .
ولم يكن رضى الوالد محصوراً بابنته , إنما بمدربتها أيضاً . وكانت
نظرته إليها في ثوب السباحة أفصح من أي كلام قد يُقال .
ولكن كل ما اكتفى بقوله أثناء ابتعاد ابنته عن المسمع , كان أن جمال
الساقين بات نقطة مهمة لديه للكمال الأنثوي . فرمقته جو بنظرة ساحرة
سريعة ولفت جسدها بمنشفة طويلة غطتها حتى مستوى الركبتين .
وهذا لا يعني أنها كانت منيعة حصينة إزاءه , فكان عليها أن تقر بأن
طريقته في تمرير يده في شعره مثيرة جداً , وكذلك ابتسامته الماكرة التي
تقول إنه يعرف ذلك . وقد أدركت أن الجميع , من مدير العمال إلى
مدبرة المنزل ووالدته وابنته , وحتى هي , يضعفون أمام ابتسامته .
كما تبين لها أنه اعتاد الحصول على ما يريد . ولكن في مشادة صغيرة
جرت بينهما تعمدت فيها معارضته الرأي , بدا متفاجئاً لدرجة اضطرت
أن تقاوم الرغبة في ضمه إليـــــــــــها .
أدركت فجأة أن تلك ليست فكرة جيدة لأنه على الأرجح قرأ
أفكارها . فتفحصها من رأسها حتى أخمص قديمها وهمس : (( هل
تشعرين بحس الأمومة يا جو ؟ )) .
ـ حسناً ...
ـ صدقيني أنا لا أنظر إليك من هذه الناحية . في الواقع غالباً ما
أتساءل كيف أنت فعلاً في الأوقات الحميمة ؟
وإذ شعر بأن نظراته تحرجها , توقف عن الكلام .
ولكنها تلك الليلة لم تتوقف عن التفكير بـ غافن ورسم الأحلام عن
علاقتهما. وفكرت في أنه إذا كانت مراقبته وهو يمشي تؤثر فيها هكذا ,
فكيف ستكون الحال في الأوضاع الأكثر حميمية ؟
* * *
عرفت جو من غافن المزيد عن (( إمبراطورية )) آل هاستينغ . فكين كان
لا تنتج الأصواف فقد أنما تربي أيضاً أغناماً تُصدر إلى كافة أنحاء العالم .
فضلاً عن أن مالكي المزرعة يملكون أيضاً مزرعتي ماشية أخريين
و اسطبلاً للخيول ومزرعة قصب سكر في شمال كوينزلاند بالإضافة إلى
لائحة طويلة من المؤسسات التجارية .
قالت جو وهي تتفحص خريطة كوينزلاند , لُونت فيها ممتلكات آل
هاستينغ باللون الأزرق : (( يبدو أنكم لا تحبذون جمع كل الممتلكات في
مكان واحد )).
كانا في مكتبه الذي لا يزال يُذكر جو بمشهد العنف الذي حصل منذ
أسبوعين .
هز غافن كتفيه قائلاً : (( لا يمكننا المخاطرة . الجفاف الفيضـانات
تسبب الكثير من الكوارث في هذا الجزء من العالم )) .
قطبت حاجبيها : (( وهل تحصل الفيضانات هنا ؟ )) .
ـ آه أجل . ولدي إحساس بأن هذا سيحصل هذا الموسم . ولكن
الجفاف أكثر شيوعاً هنــا .
ـ تابع حديثك , أنا أصــغي .
ـ حسناً , تمر الأصواف بمواسم جيدة وأخرى سيئة . وأسعار
اللحوم يمكن أن تكون متقلبة جداً , مع أننا نحقق أرباحاً حالياً , أما
السكر فيصعب التنبؤ بوضعه حالياً ولهذا السبب أفكر في إنشاء مزارع
لتربية الأسماك في مزرعة قصب السكر .
ـ ماذا بشأن الخيول ؟
ـ أسعار الخيول الصغيرة , أقله الأصلية منها , عالية جداً وقد ارتفع
سعرها مؤخراً . وهذا أمر يناسبني .
تأملته جو مطولاً . كان مستنداً في كرسيه الجلدي الأسود خلف
مكتب من خشب السنديان . بدا مسترخياً جداً وكأن السلطة كلها
محصورة فيه , كما تبين من خريطة الإمبراطورية الموضوعة أمامه .
عبست عندما خطـرت لها فكرة أخرى فجأة : (( هل تدربت على القيام
بكل هذا ؟ )) .
شبك يديه خلف رأسه قائلاً : (( لقد تربيت على ذلك . لطالما كان
والدي يعتقد بأن الخبرة خيـر تعليم , وقد نقل إلي خبرته فيما أنا أكبر )).
ـ ألم ترغب في القيام بأي شيء آخر ؟
ـ ليس تماماً .
ـ ماذا عن الاستخبارات العسكرية ؟
أنزل يديه وهز كتفيه شارحاً : (( إنه تقليد عائلي بأن يخدم الأبناء في
الجيش لبعض الوقت . ويبدو أنني كنت أتمتع بالميزات المطلوبة
لاستخبارات الجيش , ولكنني لم أكن أنوي يوماً أن أجعل منها مهنتي .
ثم توفي والدي في عز شبابه , فكان علي أن أستلم العمل مكانه . ومنذ
ذك الحين وأنا في هذا المجال )) .
ثم نظر إليها متأملاً : (( هل لديك أي مشكلة في ذلك ؟ )) .
فسارعت جو تقول : (( لا )) .
ابتسم : (( أنت تنظرين إلي كأنك تشكين بقيامي بشتى أنواع الرذائل )) .
هزت رأسها واستدارت : (( عفواً ! سأستأذن . أديل تنتظرني لأكمل
اللوحة )) .
ـ كيـف تجري الأمــــــور ؟ .
ـ على أتم ما يرام .
ـ ماذا فعلتِ برسمــــي أنا ؟
ـ ما ... ما زلت أحتفظ به . لماذا ؟
ـ كنت أتساءل فقط .
وألقى نظرة سريعة إلى ساعة يده : (( حسناً , أراك عند العشاء . أظن
أن لدينا بعض الرفقة )).
تذمرت جو قائلة : (( أنت تُكثر من الدعوات )) .
ـ لسـت أنا إنما والدتــي .
ـ لو كنتُ أعلم , لأحضرتُ معي مزيداً من الملابس .
ـ أنت بنظري جميلة كيفمـــا كنتِ .
وجال بنظره على جسدها كُله قبل أن يعود ليشبك عيناه بعينيها .
فأجابت جو مرتبكة : (( شكراً )) .
ـ هل يندرج ذلك تحت عنوان (( الضغط )) ؟
ـ لا , لا , لقد أبليت حسناً , عدا مرة أو مرتين .
وانقبضت عندما أفلتت الكلمات منها قبل أن يتسنى لها السيطرة
عليها فضحك غافن وأضاءت عيناه , فنهض واستدار حول المكتب
ليقترب منها .
ـ لا علاقة للطيبة أو حسن النية في ذلك , لا سيما إذا عرفتِ كيف
أنك تشغلين أفكاري . إنني أبلي حسناً فقط لأنني أكبت نفســـي أولاً ,
وثانياً لأننــي لا أريد أن أشرح لطوم مجدداً سبب تفتح قطب جرحــي .
ـ آه !
ـ ماذا عنك ؟
احمرت وجنتاها , بينما كانت عيناه الزرقاوان تتراقصان احتيالاً .
ـ ألا تكبتين نفسك مثلـــي .
ـ قليلاً .
رفع يده كما لو أنه أراد لمسها ثم تردد وأنزلها , فكاد جسمها يصرخ
إحباطاً .
ـ جو ؟
تراجعت خطوة الوراء ولكنه لحق بها وتساءلت ما عساه يظن لو
عرف أن اللوحة الأجـمل كانت تلك التي عملت عليها بعد أن أخلد
الجميع إلى النوم . وهي ليست لوحة أديل ولا رسم روزي , بل رسمه
هو , عاري الصدر , جالساً على طاولة خشبية قديمة في كوخ مظلل .
ذلك الرسم الذي عملت عليه استناداً إلى ما تذكرته وما أضافت
عليه من أمور تعشقها في غافن هاستينغ .
وتساءلت إن كانت بذلك تعبر عن كبتها , أو ربما تشبع مشاعرها
نحوه في حال قررت ألا تتزوجه ؟
ـ ما الخطب يا جو ؟ يمكننا أن نتكلم عما يزعجك إذا أردت .
ـ طبعاً , ولكن ليس الآن . والدتك ...
ـ تباً لوالدتـــي !
ـ غافن , إنها تنتظرنـــي .
ـ إذاً الليلة , بعد حفلة العشاء اللعينة تلك . لأنني أشعر بأنك
تُعقدين حياتك من دون جدوى . وما لا يساعدنا هو ذلك البند حول
الضغط الممنوع . ماذا تظنين أنني سأفعل بك بحق الله ؟ أن أغويك
وأفقدك رشدك ؟
سرت في عروقها موجة انزعاج : (( لن تنجح في ذلك . وأحذرك من
اللجوء إلى القمع معي .. قد أكون .. أعني قد تعجبني بعض الأمور
فيك ولكننـــي لا أحب التسلط ! )) .
ـ بل تعنين أنك على الأرجح وقعتِ في غرامـــي . أليس هذا ما كنتِ
على وشك قولــــه ؟
ـ جو ... ها أنت أخيراً !
دخلت أديل الغرفة مسرعة : (( هل جئت فــي وقت غير مناسب ؟ كنت
أنتظرك في غرفة الجلوس )) .
كانت جو ممتنة لحضورها في الوقت المناسب : (( كنت في طريقي إلى
هناك )) .
قال غافن متذمراً : (( لِمَ لا تذهبـــان إذاً ؟ )) .
عندما جلست أديل على الكرسي الخشبي القديم استعداداً لجلسة
الرسم , سألت : (( ما الذي يزعجه ؟ )) .
فكان جواب جو مقتضباً جداً : (( ليس لدي أي فكرة)) .
كانت أديل قد فكرت ملياً بالشكل الذي تود أن تُرسم فيه وتوصلت
إلى اختيار عكس ما آثرته صديقتها إليزابيت موغان .
لم تضع من الحلي سوى خاتم مزين بلؤلؤة سوداء كبيرة الحجم في يدها
اليمنى . وابتعدت عن الألوان المزركشة , فاختارت ارتداء فستان أسود
اللون , ذي ياقة من الحرير الأبيض . أما شعرها فسرحته بشكل بسيط
جداً .
قالت أديل مشيرة إلى ابنها : (( هو ليس دائماً هادئ المزاج )) .
ـ لاحظت ذلك , هل أنت مرتاحة يا سيدة هاستينغ ؟
سوت أديل ثيابها وقالت : (( أنا بخير )) , ولكنها ما لبثت أن عادت
مجدداً إلى موضوع ابنها ومزاجه الســيء .
ـ أحياناً عليك أن تأخذي موقفاً حاسماً مع غافن . هذا ما أفعله
أنــا .
بدأت جو بالرسم ولكن قلمها تجمد في مكانه فجأة . لماذا تظن والدة
غافن أن على جو أن تأخذ موقفاً حاسماً ؟ هل تعرف يا ترى بنوايا ابنها ؟
وتابعت أديل : (( في الواقع أنا على وشك القيام بذلك في ما يخص
تسجيل روزي في المدرسة . أنت تعرفين لمَ أحب روزي يا جو , أليس
كذلك ؟ )) .
ارتاحت جو عند سماع ذلك : (( طبعاً )) .
ـ أتعرفين كم مضى من الوقت على ترمـــلي ؟
تفاجأت جو بالسؤال فاكتفت بهز رأسها .
قالت أديل : (( أنا أرملة منذ اثني عشر عاماً . كنت صغيرة جداً عندما
أنجبتُ غافن وشارون . أنا الآن في الثامنة والخمسين فقط . لست
عجوزاً وأعيش وحيدة منذ زمن بعيد )) .
تصورت جو ما كانت تقصده أديل بحديثها , فسألتها مترددة :
(( هل ... تعرفت إلى أحدهم يا سيدة هاستينغ ؟ )) .
مال أديل إلى الأمام في كرسيها : (( أجل . آه , كم أراحني قول
ذلك! هو أصغر مني ببضع سنوات ولكنه من جيلي . وقد عرض علي
الزواج . ربما لهذا السبب كانت شاردة الذهن مؤخراً . لقد انقلبت حياتي
رأساً على عقب ... ولكنه يعيش في بريزبان )) .
ـ آه فهمت !
كانت جو تتكلم وترسم في الوقت نفسه : (( المشكلة إذاً هي دخول
روزي المدرسة ؟ )).
ـ حسناً , لا يمكنني التخلي عن روزي هكذا , لا سيما بعد أن فقدت
والدتها بهذا الشكل , ولكن بشكل خاص لأنني أحبها كثيراً . سيكون
جايمس سعيداً جداً بأن تعيش معنا أثناء فصول الدراسة . وفي الواقع هو
يعلم أنها الطريقة الوحيدة ليتزوج بــي !
أمالت أديل رأسها , فسارعت جو تتناول قلماً آخــر وكأن كل ما
كانت تحاول التقاطه في والدة غافن تجلى فجأة أمامها لترسمه .
ـ ألا يحب غافن أن تذهب روزي إلى مدرسة بعيدة ؟
ـ ليس تماماً . مع أنه لا يعرف لما أريدها معي . وفي الواقع أنا أتفهم
تحفظه فهو يعشق روزي , ولكن بإمكاني تسجيلها في المدرسة التي كنت
أقصدها , أفضل المدارس على الإطلاق . وسوف أكون بجانبها كما
فعلتً دومــاً .
ـ أفهم من كلامك أنك لم تخبرني غافن عن الرجل الذي يرغب في
الزواج بك ؟ هل من سبب لإخفاء الأمر عنه ؟
ـ من المرجح أنه سيعارض بقوة .
ـ لماذا ؟
ترددت أديل قبل أن تجيب قائلة : (( بصراحة , أنا امرأة ثرية جداً )) .
رسمت جو بعض الخطوط الطويلة وأخرى أكثر دقة وسألت أديل :
(( هل يخشى من أن يكون الرجل صائد ثروات ؟ )) .
ـ بالضبط . يعتقد معظم الرجال بأنني طريدة جيدة .
تمتمت جو قائلة : (( روزي تحب هذا المكان )) .
غاصت كتفا أديل : (( أعرف )) .
بدت أديل للحظة حزينة بشكل لا يوصف : (( أتمنى من كل قلبي أن
يجد غافن زوجة له ووالدة لـ روزي . لديه الكثير ليقدمه لأي فتاة )) .
ـ شرط أن تتمكن من أخذ موقف حــاسم .
وانفجرت المرأتان بالضحك .
ولكن جو لم تنتبه للنظرة التي رمقتها بها أديل .
قالت والدة غافن : (( ما زلت أحاول . الأشخاص الذين دعوتهم
الليلة على العشاء لديهم ابنة رائعة . كانت خارج البلاد لفترة . غافن
يعرفها ولكنه قد يجدها تغيرت .. من يدري ؟ )) .
تجمدت أصابع جو الرشيقٌــة ونظرت إلى أديل : (( أتحاولين أن تدبري
له عروســـــاً ؟ )) .
ـ طبعاً . لِمَ لا ؟ قد تكون (( سارا نايتلي )) المرأة التي ستجذبه أخيراً .
طرقت جو بعينيها ثم أخفضت بصــرها .
فكرت أديل هاستينغ في سرها بأن ذلك سيضيع الأمور في نصابها . لمَ
يظن الشبان أن المرء يصاب بالعمى وبالصمم عندما يبلغ عمراً معيناً ؟
أنا فعلاً أحاول تدبير عروس يا جو , ولكن أنتِ هي من أريد لـ غافن !
فكرت جو جدياً بالاعتذار عن حضور العشاء . في الواقع لم تكن
لديها أي رغبة في رؤية من تراها والدته زوجة مناسبة . قد تظن بأنها
مغرمة بـ غافن ولكنها مصممة على عدم السماح له بفعل ما يريد دائماً .
قررت أخيراً الحضور لأن صوتاً في داخلها حثها التفكير في أنها
لم تره من قبل برفقة من قد تكون زوجة مناسبة له , وربما عليها ذلك .
بحثت في ثيابها عن شــيء مميز ترتديه الليلة وجعلها ذلك تشعر
بالانزعاج , مع أنها لم تعرف السبب .
خلال العشاء , تعرفت جو إلى سارا نايتلي ووالديها , وكانت قد
ارتدت سروالاً ضيقاً وقميصاً من الكتان العاجي اللون . كما أنها كانت
قد استحمت وأسدلت شعرها الذي تدلى على وجهها كسحابة من الحرير
الذهــــــبي .
نادراً ما كانت جو تتبرج ولكنها تلك الليلة وضعت بعض الظلال
فوق عينيها وأحمر الشفاه على شفتيها .
أول ردة فعل لها عند رؤية سارا نايتلي كانت مُحبطة , فهي فتاة ناعمة
جداً جعلتها تشعر بأنها عجوز أمامها .
وهذا ليس كل شيء فسارا ليست جذابة فحسب إنما ناضجة أيضاً ,
فقد أمضت سنواتها في الخارج تدرس إدارة المياه في البيئات المتعرضة
للفيضانات والجفاف ... وهذا آخر ما كانت جو تتوقعه منها . وكان
من الواضح أن والديها , وهما أيضاً منتجا أصواف , فخوران جداً
بابنتهما .
بينما كانت الأطباق اللذيذة تتوالى , من الحساء إلى اللحم ثم
الحلويات , كانت جو تفكر كم أن سارا يمكن أن تفيد غافن هاستينغ
وكين كان .
يمكنها فعلاً أن يناقشا بالتفصيل موضوع الآبار الارتوازية
وإدارتها , أو كيفية الاستفادة من مياه الأمطار . ومن المؤكد أن سارا
يمكن أن تتكيف في أي مجتمع كان , نظراً لمظهرها وذكائها . ماذا يبقى
لكي يتم النصيب ؟
وفكرت فجأة في روزي . كان لا بد من أن تعترف بأن الفتاة الصغيرة
تسيطر على أفكارها . صحيح أنها أمضت معها وقتاً كثيراً , ولكن هل
حرمانها هي من والدتها هو وراء هذه العلاقة مع روزي هاستينغ ونمو
تلك العاطفة نحوها ؟
ـ أين أنت شاردة ؟
استدارت جو لتجد غافن إلى جانبها , يناولها كوباً من القهوة .
وكانوا قد انتقلوا إلى الغرفة الخضراء لتناول القهوة .
أخذت منه الكوب وقالت ببطء : (( كنت أفكر بأن سارا يمكن أن
تكون زوجة مناسبة لك )) .
كانت سارا في الخارج تشاهد الحديقة والحوض مع والديها و أديل .
كانت نظرته باردة وهو يتأملها : (( هل نحن متخاصمان يا جو ؟ )) .
ـ أنت بدأت .
ـ لا , بل أنت وتخفين ذلك بصمتك . هذه لم تكن نيتي .
حدقت جو به .
ـ عليك أن تقري بأنك كنت تتجنبينني , يا جو .
هل كانت تفعل ذلك ؟ ربما ولكنها كانت تقصد من ذلك تجنب
تأثيره علـــيها .
ـ أنا ...
وفكرت لحظة : (( أنا لا أتجنب الحديث معك الآن , صحيح ؟ )) .
ألقى نظرة إلى الحوض وقطب جبينه : (( أتظنين فعلاً أن سارا موضوع
مهم للحديث ؟ أنا لا أريدها جو , ولا أريد أياً من (( الزوجات
المناسبات )) اللواتــي تستعرضهن والدتـــي أمامي )) .
سألته جو بدهشة : (( أنت تعلم ؟ )) .
ـ طبعاً أعلم . أنا لست ابن البارحة .
ـ لربما فكرت بأنني زوجة مناسبة , ولكن ما أقوله هو أنك قد تجد
امرأة مناسبة أكثـر منـــي .
قال غافن بعد لحظة طويلة : (( لقد أفقدتك ثقتك بنفسك )).
ـ هذا ما تفعله بي الفتيات الناعمات أحياناً . يجعلنني أشعر بأنني
مسترجــلة .
ـ أنا أيضاً أشعر بالانزعاج في حضورهن .
رفعت جو حاجبيها مستغربة , فابتسم قائلاً : (( لهذا السبب تعجبينني
كمــا أنت )) .
تشابكت نظراتهما وبدأت خفقات قلبها تتسارع عندما شعرت بشـــيء
دافئ يرفرف بينهمـــا .
فتحت فمها لتقول شيئاً ولكنه وضع يده على يدها : (( لاحقاً جو )) ,
ـ نعــم .
ما إن غادر آل نايتلي حتى تلقى غافن اتصالاً يبلغه بأن حريقاً قد شب
في أحد أكواخ العمال على بُعد أميال من المزرعة .
اعترضت أديل : (( لا يمكنك أن تذهب يا غافن . ذراعك ... ))
ـ بل يمكنني . علي ذلك , ولكن فقط لأدبر العمل .
ثم ابتسم مطمئناً إياها : (( أنت تعرفين أننــي بارع في ذلك )) .
سألته جو : (( هل يمكننا المساعدة ؟ أو هل يمكننـي المساعدة ؟ )) .
رقت نظرته : (( شكراً , ولكن هناك الكثير من العمال . ما يحتاجونه
هو التوجيه , وهذه مسؤوليتي . هيا اخلدن إلى النوم . أراكن في
الصباح )) .
ثم نظر إلى جو : (( جو ... )) .
ـ لا بأس .
تردد قيلاً ثم استدار مبتعداً .
وعندما أصبح بعيداً عن السمع , قالت أديل : (( إنه تماماً مثل والده .
يمكن الاعتماد عليه ! )) .
مر وقت لا بأس به قبل أن تخلد إلى النوم .
كان في داخلها إحساس يدغدغها ويذكرها بقربها من غافن
هاستينغ . وعرفت أن وقت القرار الحاسم قد حان . كما أنها عرفت أنها
ترغب كثيراً في الزواج به . صحيح أنها لا تحب طريقته المتسلطة كثيراً ,
ولكن عبء حبها له كان ...
لجمت أفكارها وتساءلت عن السبب الذي جعل هذا الحب عبئاَ
بدلاً من أن ترى فيه لذة مُسكِرة , لا سيما وأنه أول رجل يجعلها تشعر
بكل هذه الأحاسيس وأول رجل يجعلها تتوق إلى رفقته بهذا الشكل . إلى
ذلك , فقد شعرت بالانجذاب الكلـي إلى كين كان الذي أحيا فيها توقاً إلى
حياة العائلة .
وهناك أيضاً روزي , ويمكنها القول بصراحة أنهما انتقتا كثيراً . لقد
أمضتا ساعات ترسمان معاً وأصبحت جو المؤتمنة على أسرار الصغيرة .
كيف ستتمكن روزي من التكيف مع واقع انسلاخهــا عن بيئة تحبها
لتعيش فيها عطلاً قصيرة من السنة فقط ؟ وكيف ستتكيف مع واقع
مشاركة جدتها مع زوج جديد ؟
إنه فعلاً عبء ثقيل ستفرضه ابنة الست سنوات على سعاة أديل ,
مهما قالت هذه وألحت بأنها لن تفترق عن حفيدتها.
وكان هذا سبباً إضافياً لكــي يرغب غافن في الزواج بها , إلا أن شيئاً
ما كان يلجمها ... فهل هذا لأنها مغرمة جداً به بينما هو لا ؟
همست لنفسـها قائلة : (( باختصار يا جو , لقد أمضيت حياتك تفقدين
أكثر من تحبين . تذكري ما شعرتِ به عندما اكتشفت أن لديك جدة
أمضت سنوات تبحث عنك , ولكنها رحلت أيضاً . قد يحدث الأمر
نفسه مع غافن . من قال لك إنه لن يقع في حبك بجنون ؟ )) .
وإذا بفكرة تخطر لها فجأة . هل من تدبير وقائي يجدر بها اتخاذه في
زواج مصلحة مماثل ـــ فهذا ما هو الأمر بالنسبة له ؟ يمكنها مثلاً أن
تخفــي عنه حبها إلى أن يشعر نحوها بالشيء نفسه , هذا إن حصل .
وعندئذٍ لم تستطع إلا أن تفكر كيف يمكن لسياسة وقائية أن تؤثر في
علاقة ما , وكم سيكون صعباً إخفاء تأثيره عليها . سيكون عليها على
الأرجح كبت نفسها ....
وقد أظهرت أحداث اليوم التالي أن فكرة التدبير الوقائــــي كانت
ممتــــــازة .
نهاية الفصل (( السابــع )) ...


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس