عرض مشاركة واحدة
قديم 26-11-17, 08:26 PM   #4

nahla mgdy

? العضوٌ??? » 412793
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » nahla mgdy is on a distinguished road
افتراضي حكاية حب

الفصل الثالث

ابتلعت ضحى ريقها عندما وجدت خالها ينظر اليها بتعجب قائلاً:انتوا تعرفوا بعض
تنحنحت ضحى قائلة:احم..اخت الاستاذ عمر عندنا في المستشفى
اومأ ادهم وقال:ضحى بنت اختي هدى الله يرحمها
ابتسم حامد بحنين قائلاً:من اول ما شوفتها حسيت اني اعرفها ازاي مخدتش بالي من الشبهه اللي بينهم..تحس ان هدى واقفه قدامك
ادهم:فعلاً..
لا تعرف لماذا شعرت بسعادة عندما رأته لكنها اخفت سعادتها ببراعة..كانت تختلس اليه النظر وفي احدى المرات التقت عيناهم فاشاحت بوجهها وازدادت خفقات قلبها بعنف..كانت متوترة للغاية فقالت لخالها:انا همشي
نظر لها ادهم قائلاً:هتمشي لوحدك ازاي دلوقتي استني لما كلنا نمشي
ضحى:مش هينفع انا عندي شغل الصبح
ادهم:خدي اجازة بكرا
ضحى:مينفعش
ادهم:ماهو مش هينفع تمشي لوحدك
تدخل عمر قائلاً:عمي عنده حق..مينفعش الوقت متأخر بس لو عمي معندوش مانع ممكن اوصلك
ضحى بسرعة:لا
حامد:ليه يابنتي..
ضحى:مفيش ياعمو انا هاخد تاكسي
ادهم:خلاص ياضحى ,نظر لعمر قائلاً:معلش ياعمر هنتعبك
اغمضت ضحى عينيها وهي تحاول ان تحلي نفسها بالصبر..كيف ستظل معه لمدة ساعة..كيف وهي تشعر بالارتباك بوجوده..تشعر بانها شخصاً لا تعرفه..انتبهت على صوته قائلاً:مفيش تعب ياعمي.. ,نظر لضحى قائلاً:هبارك لحسين ونمشي على طول
نظرت لادهم الذي اومأ لها فمشت بجانبه وقلبها يخفق بعنف..اما فلا يدري ما سر تلك الابتسامه الذي ظهرت في عينيه قبل شفتيه..بجانبها يجتاحه شعور غريب من السعادة لا يعلم مصدرها ,اكمل طريقه ليهنئ حسين اما هي فوقفت بعيداً عنهم بمسافة ليست كبيرة..كانت تنظر للارض بشرود..وقف يتأملها قليلاً..كانت جميلة ملامحها هادئة ليست باردة مثلما رأها اول مرة..اقترب منها وهمس:سرحتي في ايه؟
انتفضت عندما سمعت صوته..نظرت اليه وهزت رأسها قائلة:آ آبداً م مفيش
اومأ قائلاً:طيب يالا
خرجا من الفندق واقتربا من سيارته..وقف امام باب السيارة وفتحه لها قائلاً بابتسامة:اتفضلي
اخفضت رأسها بخجل واستقلت السيارة فاغلق الباب ودار حول السيارة واتقل امام عجلة القيادة وانطلق..ساد صمت بينهما كانت هي تفرك يديها بتوتر وهو يختلس النظر لها دون ان تشعر..ظلت تراقب الطريق بشرود لاحظ شرودها وذلك الحزن الذي ارتسم على ملامحها..حزن حاولت ان تدفنه لكنها لم تستطيع..كانا على كورنيش النيل..نظرت اليه فجأة قائلة:ممكن تقف
نظر لها بتعجب واوقف السيارة وقال بتساؤل:في ايه؟
هزت رأسها قائلة:عايزة اقف هنا شوية
ترجلت من السيارة وهو ينظر لها بابتسامة ,وضعت كلتا يديها على السور الحجري لتستند عليه اغمضت عيناها تستمتع بالنسيم البارد..كان الطقس بارد لكنها لا تشعر بالبرد..لا تشعر بشئ سوا الحنين..الحنين لذكريات دفنت مع والديها..فتحت عيناها وظلت تنظر لنهر النيل تسللت ابتسامه لشفتيها..كان عمر قد ترجل من سيارته وظل ينظر اليها بابتسامة..اقترب منها وقال:بتحبي تيجي هنا
ابتسمت قائلة بحنين:مجتش هنا من 9 سنين
عمر بدهشه:ياااه ليه طيب
التفتت اليه قائلة:من ساعة بابا وماما ما اتوفوا وانا مجتش
همس عمر:ربنا يرحمهم
ضحى:يارب
التفتت لتنظر للنيل مرة اخرى وقالت:انت تعرف حسين منين؟
عمر:حسين شريكي في المكتب..هو يقربلك ايه؟
همست ضحى رغماً عنها:اخويا
عمر بتعجب:اخوكي!!!
ضحى:في الرضاعة..اخويا في الرضاعة وابن خالتي
عمر:اها طب ليه مفضلتيش معاهم
ضحى:مش بحب الافراح..وعندي شغل الصبح
ضحك عمر قائلاً بمرح:شكلك معقدة
عقدت حاجبيها وهمست بشرود:معقدة!..فعلاً
عقد حاجبيه قائلاً:انا مقصدش انا بهزر
التفتت اليه قائلة:بس انت عندك حق بيرو دايماً تقولي بطلي عقد
عمر بابتسامة:بس انا مش شايفك معقدة..
ابتسمت ولم تعقب..اشاحت بوجهها وظلت تنظر للنيل بشرود ومازالت ابتسامتها تزين شفتيها..هتف عمر قائلاً:انا هخلي ياسمين تكمل علاجها في البيت ايه رأيك
نظرت اليه قائلة:لو اريح لها يبقى اعمل كدة
عمر:طب ايه رأيك لو تكملي معاها العلاج
فكرت ضحى قليلاً ثم هزت كتفيها قائلة:معنديش مانع
ابتسم لها مما جعلها تبتسم بخجل وهي تشيح بوجهها ولا تعلم ماذا يحدث لها وهي معه..
****
دلفت ضحى لغرفتها بعدما اوصلها عمر..القت نفسها على الفراش والابتسامة تزين شفتيها..كانت تفكر لماذا وافقت على ان تكمل علاج ياسمين في المنزل..لكن لا تعلم كيف خرج الكلام منها عندما نظر لعينيها..تنهدت بحرارة وهي تغمض عينيها وبداخلها تشعر بشعور لم تجربه قط في حياتها..
****
عادت من عملها في اليوم التالي وجدت ادهم وعبير يجلسان في غرفة المعيشة..القت عليهما التحية وجلست بجانب ادهم قائلة:عايزة اقول لحضرتك حاجة
نظر لها ادهم قائلاً باهتمام:قولي
اخذت ضحى نفساً عميقاً ثم قالت:من بكرا هبدأ مع ياسمين اخت استاذ عمر العلاج بس في بيتهم
عقد ادهم حاجبيه قائلاً:ليه؟
ضحى:هي عايزاني ومرتاحة معايا
اومأ ادهم قائلاً:هي ايه اللي حصلها
ضحى:كانت عملت حادثة خلتها مش بتمشي على رجلها
ادهم:لا حول ولا قوة الا بالله
عبير:طب وانتي موافقة تروحي ولا رايحة غصب عنك
نظرت لها ضحى قائلة بحده غير مقصودة:انا مبعملش حاجة غصب عني
عبير بتعجب:ايه يادودو مقصدش انا بسألك بس
زفرت ضحى قائلة:انا اسفه يا بيرو
ثم نهضت قائلة:تصبحوا على خير
دخلت غرفتها واغلقت الباب خلفها..القت حقيبتها على الفراش وجلست بجانبها..تشعر بالضيق لانها لم تراه اليوم..كانت تتسائل لماذا لم يأتي للمشفى..تنهدت بحيرة وهي تحد نفسها"ايه اللي حصلك يا ضحى..عمر ما كان في حد بيفرق معاكي بعد امك وابوكي..ايه اللي جرا بس..بس انتي بتفكري فيه ليه؟ وانتي مالك اصلاً
زفرت بضيق وهي تضرب الفراش بقبضتها قائلة:يووووه اطلع من دماغي بقى
****

بعد مرور شهرين

كانت ضحى تقضي طوال اليوم مع ياسمين بمنزلهم لتساعدها..كانا قريبين من بعضهما حتى ان ياسيمن قد قصت عليها كل ماحدث لها منذ ان اصيبت في الحادث..وايضاً كان قد تقرب منها للغاية ويستغل كل فرصة تتاح له لكي يجلس معها ويتحدثا ,ولم تغفل ياسمين عن نظرات عمر لضحى لكن المشكلة كانت تكمن في "هالة" والدته فهي كانت تتعامل معها بتعالي مما كان يسبب الضيق لها لكنها كانت تتجانبها حتى لا تنفعل عليها دون ان تقصد..
.........

في المساء كانت في غرفتها ممدده على الفراش وتعبث بشعرها وتمسك بحاسوبها الشخصي..دخلت على ملف باسم عبير كانت انشأته عندما استعارت حاسوبها لفترة وجدت به بعض الاغاني القديمة كانت قد سمعت بعضاً منهم عندما كانت صغيرة في منزل والديها..ضغطت على احدى االغنيات لينبعث صوت "شاديه" منه بكلمات جعلت قلبها يخفق بجنون لم تعتاده ابداً
...

مايكونشِ ده اللي اسمه الهوا
اللي ملوش في الكون دوا
ياهنا اللي بيه قلبه انكوى
مايكونشِ ده اللي اسمه الهوا

ايه ياترى ياهل ترى
مالي كدة متغيرة
مالها كدة متغيرة
قلبي انخطف لوني اتقطف
معرفش ليه متحيرة
معرفش ليه متحيرة

حاسه بهنا حتى وانا
لسه في ايام المنى..ورده بنداها صغيرة
ولا عمري يوم دوقت الهوا
مايكونشِ ده اللي اسمه الهوا

انا شايفه كل الكون فرح
انا خايفه عقلي يكون سرح
وسمعت ناس بتقول ده كاس
داير وباب دنيا انفتح

اعمل حجاب واقرا الكتاب
القاه يقول السهم صاب
لكن خلاص قلبي انجرح
وموكب الحب انطوى
لازم ده اهو اللي اسمه الهوا
....
اغمضت عيناها ووضعت يدها على النبض الخافق..عاد قلبها لان يخفق من جديد..وهي من ظنت انه توقف منذ زمن..كان تجمد ولن يذوب جليده للابد..فتحت عيناها ابتسمت وهي تهمس:لازم ده اهو اللي اسمه الهوا
****

ركضت عبير لغرفتها هي وادهم وفتحت الباب ودلفت واغلقت الباب خلفها بسرعة وهي تهمس:الحق يا ادهم
انتفض ادهم ونظر لها بقلق قائلاً:في ايه
هتفت عبير:ضحى..ضحى بتسمع اغاني
رفع ادهم احدى حاجبيه وهتف بحده:خضتيني انا قلت في مصيبة
عبير باستنكار:بقولك بتسمع اغاني..ضحى بتسمع اغاني دي مكنتش بطيق تسمع اي موسيقى حتى التليفزيون مكنتش بتتفرج عليها مكنتش بتعمل حاجة غير انها بتقرأ بس
زفرت ادهم وجلس يحدق امامه بشرود..حقاً الامر يثير الدهشه..كيف لضحى ان تسمع موسيقى فهي كانت تكرهها بشده..حتى انها كانت تتشاجر مع حبيبة دائماً بسببها..ضيق عينيه وهو يفكر منذ متى تغيرت بهذا الشكل؟..نعم منذ ان تعرفت اليه من غيره بحياتها؟..يخشى عليها هو يثق فيها لكنه ايضاً لا يستطيع ان يثق في عمر بهذه السهوله هو لا يعرفه مثلما يعرف والده حامد..شعر بالقلق عليها لكنه لا يريد ان يتدخل في حياتها الخاصة..منذ سنوات وهو يسعى لكي تخرج من قوقعتها..ان يهدم ذذلك الحائط الذي بنته حول نفسها حتى لا يستطيع احد ان يقتحم حياتها باي شكل من الاشكال..تنهد بضيق وهو يقول في نفسه"ربنا يحميكي ياضحى"
****
في منتصف نهار اليوم التالي كانت تجلس مع ياسمين في حديقة المنزل..كانت ضحى جميلة بكل ما في الكلمة..كانت ترتدي بنطال من اللون الاسود وبلوزة بيضاء بها ورود من اللون النبيذي..رسمت عينيها بالكحل الاسود الفاحم كان يعطي لعينيها جاذبية مع لونهما الازرق الذي بدى وكأنه بحر صافي ليس جليدً كما كان من قبل..اما شعرها الاسود فقد جمعته في جديلة طويلة وتركتها لترتاح على كتفها الايمن..لاحظت ياسمين ذلك الطفيف على ضحى فنظرت اليها بتفحص قائلة:هو ايه الموضوع؟
نظرت لها ضحى بتعجب:موضوع ايه؟
ياسمين:يعني شايفه تغير غريب في اللبس وكمان اول مرة اشوفك حاطه كحل
ارتبكت ضحى وهتفت بتوتر:عادي يعني تغير
ياسمين بعدم اقتناع:اه تغير..طب مش واخد بالك من حاجة
زفرت ضحى بنفاذ صبر قائلة:حاجة ايه ما بلاش الغاز
ضحكت ياسمين وكادت ان تتحدث لكنها صمتت عندما رأت عمر يقترب منهما بابتسامته الجذابة ولم يزيح عينيه عن ضحى..هو لم يكن وسيم لكنه جذاب..شئ ما في ملامحه تجعل كل من يراونه ينظرون اليه..كانت عينيه بلون البني الغامق وشعره اسود وبشرته السمراء الذي تشبه والده لحد كبير..طوله متوسط لكنه يفوق طول ضحى بكثير فهي قصيرة القامة مما يجعلها تصل لكتيفيه..عندما وصل اليهما اخفضت ضحى بصرها وظلت تفرك يديها بتوتر لفت انتباهه..انحنى وطبع قبله على شعر شقيقته قائلاً:عاملة ايه؟
ياسمين بابتسامة:كويسة انت كويس
اومأ عمر بابتسامة ونظر لضحى قائلاً:ازيك يا ضحى
رفعت رأسها ببطء حتى التقت عيناهما خفق قلبها عندما رأت ابتسامته فهمست:الحمدلله
نهضت فجأة واخذت حقيبتها قائلة:انا ماشيه
نظرت لها ياسمين قائلة بتوسل:لا يا ضحى اقعدي معايا شوية
ضحى:معلش والله مش هينفع اتأخر اكتر من كدة..عن اذنكم
هتف عمر فجأة:استني هوصلك
هزت رأسها بالرفض قائلة:لا شكراً
ابتسمت ياسمين قائلة:خليه يوصلك يا ضحى عشان متمشيش لوحدك..ومتخافيش مش هيخطفك اخويا مؤدب
ضحك عمر بينما احمرت وجنتي ضحى بخجل واشاحت بوجهها وهي زفر بغيظ..اقترب منها عمر قائلاً:اهي قالتلك انا مؤدب خالص
ابتسمت بخجل رغماً عنها وهمست:طيب
.....

اوقف سيارته امام كورنيش النيل..في نفس المكان..نظر له بتعجب وقالت:وقفت هنا ليه
ابتسم دون ان ينظر اليها قائلاً:اصل اللي بحبها بتحب تيجي هنا
ترجل من السيارة وتركها خلفه قلبها يكاد يخرج من مكانه بسبب خفقاته السريعة..ترجلت هي الاخرى واقتربت منه قائلة:وهي فين اللي بتحبها دي
ابتسم وهو ينظر لعينيها قائلاً:انتي!!
****

يتبع..



التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 27-11-17 الساعة 09:06 AM
nahla mgdy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس